قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والثلاثون

دفعها عنه بعنف فترنحت الى الوراء بألم هزها من كتفيها بعنف
يعتصرهما بين يديه بغل بدا كأن شيطانا قد تلبسه وما اوقفه عن ذلك سوى تأوهها انتفض مبتعدا اسفا:
انا اسف ماقصدتش اطلعي قبل ما اذيكي يا شجون اطلعي.
اعادت احتضان كتفيه تهمس برجاء حار:
عيط يا كيان دموعك هتغسل روحك وهتغفرله عيط.
هز رأسه نافيا لثاني مرة لكن كانت حركته ضعيفة وهذا ما بعث الامل داخلها بدأت عيناها ترجوانه ويدها تمسح على خده.

جذبته ببطئ نحوها حتى غرست وجهه في حنايا عنقها وترك لها نفسه شعرت بكلتا يديه يحتضنان خصرها بقوة اعادت رجاءها الهامس بصوت باكي:
هترتاح يا كيان هترتاح.
شعرت بأنفاسه تتسارع على عنقها وعرقها النابض بقوة بدأ جسده يرتخي عليها واحست بثقله عدلت من وضعه واسندت رأسه على صدرها وهي تتابع المسح على خصلات شعره بحنان.

ثانية تليها الاخرى وماهي الا لحظات حتى احست بصدره يعلو ويهبط وتلك الدمعة اليتيمة التي نزلت من مقلته تتدحرج على ذراعها دمعة يليها وابل من الدموع فاضت بها عيناه اكتسحها شعور بالامومة اتجاهه ايقنت في هذه اللحظة انه صار.

جزءا منها ومع كل دمعة تفيض بها عيناه يزيد من اعتصار خصرها بين يديه وانينه يرتفع دفع بوجهه داخل صدرها ليخفي دموعه تلك وليخفي صرخاته المختنقة المتهالكة وشاركته البكاء بصمت اتاها صوته الواهن يقول قبل ان يغفو:
ماتسيبينيش زيهم ماتسيبينيش.
بينما تمتمت هي الاخرى بقلة حيلة:
مش بأيدي بس ربنا عايز كده انا هموت خلاص.

ابتعدت عنه مبتسمة بانكسار كفكفت دموعه لثمت جبينه وغادرت الغرفة تعود الى المشفى اوقفها رائف مردفا:
هترجعيله اول مايصحى انتي اول حد هيدور عليكي.
هزت اكتافها بعجز تسير بخطوات مترنحة:
انا في المشفى هو عارف مكاني اول مايطلع من هنا هفضل مستنياه على طول.
انتي كويسة.
وغادرت دون ان تجيبه تعود الى غرفتها التي شاركتها الامها رآها مازن تسير بانكسار حث خطواته اتجاهها ابتسمت له بارهاق وجلست على سريرها بتعب تقول:.

عايز ايه يا مازن مش عايزة افتح القديم انا بحاول اتناسى كل حاجة عشان اعيش الايام لي بقيالي فأرجوك بلاش تكلمني فلي فات.
اومئ متفهما وحالتها المنكسرة تعصر قلبه الما لكنه قال مشجعا:
انتي ليه بتتكلمي كأنك هتموتي يا شجون لاء حالتك قدرنا نسيطر عليها صدقيني وكل حاجة تمام فه
قاطعته بضعف وعينين دامعتين:.

ماتحاولش يا مازن خلاص مبقاش قد لي فات كل لي عايزاه منك تسيبني فحالي وبس انا بكرة راجعة بيتي وهعيش لي باقيلي زي ما انا عايزة واول مااطلع من هنا هشتغل وهدفعلك الفلوس لي انت دفعتها تمن علاجي.
خرج من عندها بعد ان رمقها بحدة وهو يضغط على عينيه وازداد اصراره لانقاذها سمع صوت ارتطام خلفه وماان استدار حتى ادرك انها دخلت في غيبوبة اختيارية.

دخل رائف الى كيان جلس بجانبه يدون بعض الملاحظات بينما كان ذلك النائم يقطب جبينه بانزعاج ومخاوفه تحولت الى كابوس زاره في منامه كأنه شعر بها
تقف امامه وقد شعرت بانقباضة في قلبها امسكته بالم وابتسمت بفتور تهمس:
كنت بتمنى يكون عندي وقت اظافي عشلن اعيش معاك بس واضح انه جه الوقت يا كيان.
استدار يعقد حاجبيه بحيرة يقول:
وقت ايه يا حبيبتي هو انتي قولتي حاج.

جحظت عينيه حينما مالت تسقط بين ذراعيه تقول بصوت متقطع:
جه الوقت لي ربنا ياخد فيه امانته يا حبيبي ايوه حبيبي انا بحبك يا ك ي ا ن.
تخشب جسده لا يعلم ماعليه فعله بقي ينظر اليها بصدمة وراح بعدها يهزها صارخا برجاء:
لاء مش هتسيبيني زيهم قومي احنا كنا هنروح نشوف ماما
والنبي قومي.

توقفت يدها عن التربيت على وجنته وهي مبتسمة بدموع تنزل بصمت تهز رأسها بقلة حيلة كاجابة لنظراته الراجية بينما هو يحتضنها بخوف يقول بحروف تائهة:
قومي كفاية يا شجون انا مش حمل كل ده ارجوكي طب عشان خاطري بصي عشان خاطر ربنا ماتعمليش فيا كده والنبي. انتي بتعملي كده ليه يا شجون.
رأى ازرقاق وجهها وشحوبه وهي تضغط على صدرها باحثة عن الهواء احتضنها بشده يصيح:
ليه كلكم بتمشوا وتسيبوني ماتخوفنيش بالشكل ده ارجوكي.

شدد من ضمه لها نائما ارضا وقد توقف تفكيره بالكامل شعر بتشنجها فصاح بغضب:
كفاااااية ارجووكي يا شجون ماتعمليش فينا كده انتي كويسة ايوه.
انتفض بعد ان ايقضه رائف قلقا من مظهره امعن النظر حول
فاذ به كابوس انتهى نهض مغادرا يقول:
فأردف بقلق:
ده كابوس كان كابوس انا لازم اروحلها انا لازم اطلع من هنا كفاية لحد كده هي محتاجاني.

عرفت يداها طريقا الى وجهه تكتشف معالمه تلمست عينيه وجنتاه شفتاه بحب لاتعرف ماذا كان سيحل بها لولم يكن بحياتها اعتدلت في جلستها تقترب منه لثمت جبينه ابتسامة ماكرة اعتلت ثغره وسرعان ماقلبها لتصبح اسفله يحيطها بذراعيه انتفض قلبها هلعا من حركته المفاجأة نظرت اليه بعتاب تصيح باحتجاج:
خضتني يا اباء ليه كده.
جذب وجنتيها بيده مداعبا اياها يقول:
سلامتك من الخضة يا روحي.

حاولت ابعاده لكنه ثبتها وقد التمعت عينيه بخبث لم يخفى عليها فقالت:
سيبني يا اباء اشوف لي ورايا.
ادعى الغباء ناظرا ورائها يقول:
وراكي الحيط يا نبض اهو.
كتمت ضحكتها بصعوبة وهي تهمس برجاء:
اصحي يا حبيبتي اصحي عشان مامتك.
رأت تغير نظراته من الخبث الى شئ آخر ليس بوقته دنا منها بحذر زاد من توترها اغمضت عينيها تعد
واحد. اثنين. ثلا.

ابتسمت بظفر حينما ارتفع صوت بكاء رضيعتها فدفعته تضحك على تعابير وجهه المنزعجة بينما دفعها برفق بعيدا يقول بضجر:
قومي شوفي لي وراكي يا اختي اتفقتوا انتي وبنتك عليا من دلوقتي.
ارتفعت ضحكاتها عاليا وهي تحمل ابنتها تقبل كل انش من وجهها تردف:
صباح الخير يا حبيبة مامي. اخفضت صوتها تهمس لها:
حبيبتي لي بتساندني ماكسفتينيش.
شعرت به يضمها من الخلف بداعب صغيرته هو الاخر يهمس لها:.

هتهربي مني فين ما انا اخدت اجازة مخصوص عشانك يا نبضي.
اغمضت عينيها باستمتاع واستدارت اليه تهمس بعد ان رفعت نفسها قليلا تقول بدلال:
وحشتني يا ايبو.
عظ على شفتيه ناظرا اليها بغيظ وهو يقول:
يعني قاصداها يا نبض ماشي كلها 40 يوم بس مش كثير.
لثمن خده مبتعدة بغنج تقول:
اموت فلي فاهمني يا ايبو.
لوح باصبعه بوعييد يصيح:
والله لطلع منك القديم والجديد صبرك عليا بس.

ابتسم بهدوء ناظرا اليها بحب قطعتان من روحه امامه يعيش معهما اجمل لحظات العمر.

فتحت جفنيها بارهاق لاتعلم كم مر عليها وهي نائمة امعنت النظر فاذ بها في منزل جديد عليها لكنها فوجئت بعينين لامعتين تراقبانها بحب:
كيان انت كويس امتى جييت ونحنا فين وايه الجرح لي فجبينك ده وانا بقالي نايمة قد ايه.
ابتسم بهدووء يجيبها وهو يتلمس ذلك الجرح:.

حييلك حييلك ايه كل الاسئلة دي بصي يا ستي نمتي اسبوع الدكاترة شافو انه كده احسن وانا كنت معاكي لانك كنتي تعبانة واحنا في بيتنا انا كنت قلتلك اني استأجرت بيت ودلوقتي جه الوقت نسكن فيه وانا كويس ماتقلقيش جيت الصبح واخدتك انتي مراتي ومحدش ليه حاجة عندي بعد مااتأكده انك كويسة وهتكملي علاج عادي بس مش في المشفى لانه حالتك قدروا يسيطرو عليها فهماني هتكملي علاج وبالنسبة للجرح فانا اتخانقت مع دكتور هناك وماتسأليش اي حاجة تاني.

اومئت باذعان ثم مالبثت تردف متسائلة:
طب انت طلعت ازاي يعني خلاص اتعالجت.
بعدين هحكيلك دلوقتي قومي انزعي حجابك واغسلي وشك و كلي وبعدها نتكلم في كل حاجة.
اخفظت رأسها بحرج رفعه بأنامله يقول:
مكسوفه مني انا يا شجون ماتتكسفيش وبعدين انتي جميلة فكل حالاتك بشعر او من غيره.
مد يده بهدوء يفك حجابها اخفى المه ببراعة يلثم رأسها الذي لم تتبقى به خصلة واحدة بابتسامة هادئة يتابع:.

هاه يا ستي لسه زي ما انتي حلوة ليه بتداري عليا.
حررت عينيها من اسر نظراته تقول بوجع:
ماتكدبش عليا يا كيان اذا انا مش قادرة ابص لنفسي فؤ المرايا انت هتبصلي ازاي.
امسكها من اكتافها بقوة يقول بصرامة اخافتها:
شجوون ايه لي بتقوليه ده ما انا ببصلك اهو عادي مفيش فرق وببوسك كمان ايه رايك.
احمر وجهها خجلا بينما هو لثم اعلى رأسها يتابع بخبث:
مالك احمريتي كده ليه ماانا قصدت ابوس دماغك مش لي فبالك.

انفجر ضاحكا على هيئتها المحرجة وهو يحتضنها سمع طرقا على الباب فاستئذنها ليفتح بينما هي تتابعه بابتسامة عاشقة
قطب جبينه حينما لم يجد احدا سوى ذلك الصندوق
حمله بهدوء عائدا الى الداخل نظر اليها يردف بقلق:
مالك يا حبيبتي في حاجة وجعاكي.
هزت رأسها بالنفي تحاول اخفاء المها عنه بينما راح يقرأ الورقة التي فوق الصندوق:.

كيان انا وتين الصندوق ده بابا طلب مني اوصلهولك فطلبت من اسيد يجيبهولك بعد ما عرفت عنوانك من الدكتور رائف
شعر بالفضول لما يحتويه ذلك الصندوق جلس بجانبها يفتحه بلهفة استوقفته صورة تجمع والده مع امرأة حامل قلبها بسرعة وقلبه يخفق بعنف وهو يقرأ مافكر فيه
دي صورة والدتك وهي حامل فيك كانت مبسوطة بيك اوي
قرأ الاسم المدون اسفل الصورة حنان صادق
ردد بعدم تصديق:
ده اسم ماما هو قال كانت مبسوطة بيا يعني كانت هتحبني.

وضعها بحذر جانبا وحمل ضرفا فتحه بسرعة يقرا:
ده مفتاح المحل والسيارة بقو ملكك يا ابني وده مفتااح البيت لي عشت فيه مع والدتك كمان ليك هتلاقي فيه حاجات كتير تخص والدتك هي مدفونة**** و عنوان البيت في **** انا اسف على كل حاجة يا ابني واوراقك الحقيقين جوا الصندوق عشان تقدر تكمل حياتك بشكل طبيعي
بدا سعيدا بما بدر من والده يهمس:
ده المكان لي ماما مدفونة فيه وده ده البيت لي عاشت فيه.

بينما هي اثرت الصمت تراقب انفعالاته احتضن صورة والدته بحزن واتاه صوتها تحثه قائلة:
يلا روحلها يا كيان مستني ايه.
اطبق على كفها يقول باصرار:
هتروحي معايا هعرفها عليكي وهنقرالها قرآن جهزي نفسك
وهناك هحكيلك كل حاجة وهنتكلم في كل لي فات وها اباء صاحبي عازمنا بكره هنروح وتتعرفي على مراته هتحبيها اكييد.
الأيام التي تكسرك هي ذاتها التي تصنعك، أنت حصاد
اللحظات التي اعتقدت أنها لن تمر ومرّت.

شدد على يدها بعد ان عدل حجابها يقول:
تعالي معايا في مشوار هنعمله الاول ولا مرة طلعنا مع بعض هفسحك الاول وبعدها نشوف هنعمل ايه النهاردة هنقضي اليوم كله بره.
ابتسمت بسعادة وقد قررت ترك كل شئ خلفها اليوم والاستمتاع بوقتها امسكت كفه تلثمه وشبكت اصابعها بأصابعه تسير خلفه تقول برقة:
مش عايزة نركب في العربية عايزة نتمشى يا كيان.
هز رأسه بموافقة يجيب بطاعة:
امرك يا حبيبتي الي تشوفيه ها غيره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة