قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والثلاثون

انعقد حاجباه بانزعاج من تصرفها نظر اليها فوجدها تعافر لالتقاط انفاسها وقد تحول وجهها الى اللون الاحمر دنا منها بقلق انتفضت من لمسته وراحت تركض صارخة بانفعال:
بقولك ماتلمسنيش خليك بعيد عني.
وراحت تركض الى غرفة اخرى تغلق الباب بإحكام مسح على وجهه بعصبية يتبعها يردف بغضب وهو يطرق الباب بقوة:
في ايه مالك يا نبض ايه لي بتعمليه ده بقولك افتحي الباب.

بقي على حاله يحاول فتح الباب لاكثر من ساعات واستسلم جالسا فوق الاريكة بدأ الليل ينزل وصوت نحيبها يصل اليه جلست هي على السرير تضم ساقيها الى صدرها الذي يعلو ويهبط بوتيرة سريعة ارتمت على السرير بارهاق تقول بتعب:
انا تعبانة جدا.
غير هو ملابسه وتسطح بجانبها بعد ان احضر النسخة الاخرى من المفتاح نظر اليها يحاول فهم تصرفها ذاك وغفى هو الاخر مر وقت ليس بقليل انكشمت ملامحها.

بألم وخوف وهاهي تصارع احد كوابيسها تركض بأقصى سرعة لها وتنظر للوراء بينما هناك خيال اسود يتبعها بدأت تتعرق بشده وهمهماتها ترتفع:
سيبني لاء ساعدوني.
فتح ذلك الغافي امامها عينيه بتثاقل:
نبض اصحي ده كابوس حبيبتي.
صرخت بأعلى صوت لها حينما جثم فوقها ذلك الظل الاسود يخنقها مد اباء يديه يجفف العرق المتكوم في رقبتها
فتحت عينيها تبكي بخوف وهي تنتفض مبعدة يديه عنها تقول:
ابعد عني عايز تخنقني ليه ماتلمسنيش.

رفع يديه امامها يحاول تهدئتها يقول:
نبض انتي شوفتي كابوس اهدي.
صاحت باستنكار ترمقه بخوف:
انت بتعمل هنا ايه عملت فيا ايه ايه لي جابك عسريري.
قالتها وهي تتلمس ثيابها تزحف مبتعدة تضيف بهمس:
انا مش قادرة اخد نفسي ايه لي جابك انا فين.
سار نحوها بغضب ممسكا اياها من ذراعيها يهزها بعنف صارخا:
انتي اتجننتي هو عقلك جراله حاجة في ايه.
نظرت اليه بخوف فقد تبدلت هيئته بالنسبة لها وصاحت باكية:.

انت بأي حق تلمسني كده ابعد عني شكلك بيخوفني.
قالتها وهي تدفع يديه عنها في محاولة بائسة لتخفيف قوه قبضته
طب اسف حقك عليا بس في ايه.
وسرعان ماتابعت بجنون وهي تتلوى بين يديه:
سيبني بقولك انا مخنوقة مش قادرة اتنفس مش طايقاك.
شحب لون وجهها فتركها بقلق يقول:
نبض انتي كويسة فيكي حاجة.
وديني لماما عايزة ماما ارجوك وبعدين انا بعمل في بيتك ايه.
بلاش جنان عالليل انتي مراتي.

وما ان نطق تلك الكلمة حتى بدأت تخدش نفسها وتشد شعرها تصرخ بهستيريا تغطي اذنيها وعينيها فمظهره يخيفها
ماتقوليش مراتي انا مش مراتك انت كداب ابعد عني.
واغمي عليها بين يديه.

عاد من عمله وتوجه الى المنزل الذي وضع به شجون دخل
بهدوء قاصدا تلك الغرفة فاتحا الباب بروية وتحولت نظراته
الى الضيق لم تذق شيئا مما وضعه بجانبها
انتي بتعاندي كده ليه ارحمي نفسك يا شجون كفاية.
حدقت به بغضب تضيف:
انت حابسني ليه دلوقتي سيبني فحالي.
اعتلى ثغره ابتسامة ساخرة وقال:
اسيبك في حالك عشان تروحي تطفحي السم لي هيموتك.
دنت منه تردف بنبرة رجاء:.

كيان انت ليه بتعمل فيا كده انا تعبانة وانت بتزود عليا تعبي صدقني انا حاولت بس مقدرتش خلاص مش هقدر.
امسكها من كتفيها ينظر اليها باصرار ظهر في نبرته كذلك:
لاء انتي مش ضعيفة يا شجون صدقيني هتقدري بس حطي
ايدك بايدي وسيبي كل حاجة عليا هترجعي زي ما كنتي.
ضحكت بخفوت على عبارته الاخيرة:
ارجع زي ما كنت حتى لو رجعت ماضيي مش هيسبني
هيفضل ورايا فكل حته.
اغمضت عينيها ففرت دموعها من بين اهدابها فأتاها صوته.

يقول بنبرة حنونة اصابتها بالقشعريرة:
حاسس انو في جواكي حاجات كتير عايزة تقوليها يا شجون.
استندت على الحائط ناظرة امامها تجيبه بحرقة:
عايزة اصلي عايزة احس اني بني ادمه يا كيان عايزة ازور ماما وبابا اقولهم اني مش ذنبي انهم بيتكسفوا بيا قدام الناس انا بتكسف لما اسمع اذان يا كيان خايفة اموت وانا خاطية.
وقفت تتجه الى حقيبتها تفرغ محتواها تكسر بأقدامها تلك الحقن بانفعال تبكي:.

حتى دول مش عايزاهم انا عايزة اتغير بجد.
وقف بجانبها ممسكا اياها بهدوء يقول مبتسما:
هتتغيري يا شجون وهترتاحي صدقيني انتي حاولي تواجهي وتقاومي نفسك.
ارتمت بين احضانه تبكي بانهيار تصلب لوهلة لكنها لاتدرك مالذي تفعله بقي على حاله بينما هي تشبثت به بقوة
انا هتغير هتوب يا كيان عايزة ارجع لربنا انا تعبانة.
سار بها الى السرير وقام بتغطيتها يردف مبتسما:
نامي عشان ترتاحي ومن بكره هتيجي شجون جديده.

ابتسمت بأمل تهمس بين دموعها:
شجون جديدة يعني شجون نظيفة.
خرج من عندها بعد ان استسلمت للنوم فرن هاتفه نظر فاذ به والده لم يتصل به منذ مده.
الو.
كيان يا ابني لازم بكره تيجي عندي في حاجة عايز اقولهالك.
هشوف يابابا انا كنت ناوي ارجع عشان وتين فهشوف شغلي وبعدها آجي مع السلامة.
لم يتحمل سماع صوته لاكثر من دقيقتين فكيف رؤيته!
اغمض غينيه بألم وذلك الطنين في اذنه يزداد.

اياك يخدعك بكلمتين منه اياك تسامح افتكر كان بيضربك
ازاي.

مرت 4 اشهر اتى الصباح وهاهي تنتظر اسيد امام المصلى اتجها الى احد المطاعم جلست تشعر بالاحراج وهي تفرك يديها نظر اليها بهدوء:
مفيش داعي تتكسفي من يا وتين انتي دلوقتي بقيتي
مراتي خلاص.
عارفة بس خايفة من ردة فعل اهلك.
بادلها ابتسامة هادئة وهو يتذكر كلام والدته: Flach Back.

نعم مطلقة انا مصدقت افرح بيك ودلوقتي تقولي عايز
تتجوزها مطلقة لاء مش موافقة يا اسيد.
تنهد بهدوء يجيب:
انا قلت لي عندي يا مااما هتجوزها يعني هتجوزها.
بقا كده يا اسيد مش عايزة اشوفها فبيتي.
من الناحية دي ماتقلقيش انا اشتريت بيت قريب من هنا وانا متاكد لو شفتيها هتحبيها. Back.

اسيد انت معايا شردت فين.
قوليلي يا وتين انتي مش عايزة فرح ليه ده حقك.
اخفظت رأسها بحزن تهمس:
استفدت ايه لما عملت فرح وهيصة كده احسن يا اسيد.
وضع كفه على يدها يضغط عليه يقول مبتسما:
كل حاجة هتتغير لاحسن يا وتين اهو حتى والدك بدأ يرتاح
ووافق على جوازنا.
اومئت بهدوء وسحبت يدها خجلة واتجها مباشرة الى المأذون.
خرج هائما من عند ذلك الطبيب تتردد كلمة واحدة في ذهنه.

لاسف طلع عندك مرض الايدز ترنح في مشيته وقد غطت
الدموع عينيه فمسحها سريعا واتجه الى منزل وبمجرد ان وصل سقط ارضا يكسر كل ما يقابله رسم العديد من الاحلام
بتلك الاموال التي تقاضاه مقابل امتاعها لكن كان للقدر راي
آخر فهاهو سيصرفها للحد من انتشار المرض داخله.
اهدى انت مش هتموت اكيد هتعالج اكيد.
يحاول اقناع نفسه بهذه الكلمات وقد عزم على بدأ العلاج.
سار الى غرفته جالسا على السرير فتح الدرج الذي بجانبه.

وحمل اطار بداخله صورة تلمسها بحذر الدموع في عينيه
لاول مره هعترف اني حبيتك وبتمنى ارجع لورى عشان
اصحح لي عمتله معاكي بس تفضلي معايا هحاول معاكي
تسامحيني عالاقل.
انا ربنا عاقبني وانتقملك مني مكنتش عارف انه هتحاسب
على عمايلي بالسرعة دي.
بدأ يتجرع مرارة الندم على مافعله بها كان يعلم انه قد اصيب بالمرض لكن لم يذهب للفحص خوفا من سماع هذا الخبر وراح يحاول الاتصال بها فإذ به مغلق!

عند كل من وتين واسيد ركبت بجانبه بعد ان اصبحت زوجته
كان قلبها يخفق بعنف ليس فرحا بل خوفا نظر اسيد الى وجهها المصفر وقال:
وتين انتي ليه عمال تبصي وراكي ليه وشك اصفر كده.
ابتلعت ريقها تحاول تجميع حروفها واجابته:
هو مفيش حد ورانا صح عيلتك معارفك.
قطب جبينه باستغراب واردف:
ممكن تفهميني مالك ماتخافيش مني يا وتين احكي كل لي نفسك فيه.
عظت على شفتيها بتوتر واشاحت بنظرها عنه قائلة:
اما نوصل البيت هفهمك.

وصلنا اهو يلا خلينا ننزل.
نزل لكنها لم تفعل كانت ترتجف من الخوف فعلا دنا منها بهدوء فاتحا الباب ومد يده مضيفا بحنو:
اهدي انتي بتترعشي كده ليه يا وتين.
اصل اصل انا انت.
شد على يدها نازلا بها متجها الى المنزل دخلا فجلس طالبا منها فعل المثل وضع كفه على يدها التي كادت تدميها من فرط ضغط عليها تفرغ بها توترها يقول مبتسما:
بالراحة على ايدك اهدي في ايه لكل ده.
احاط وجهها بيده ناظرا اليها بتمعن واردف:.

ايه لي خلاكي خايفة كده صارحيني.
اخفظت رأسها وقد بدأت دموعها بالانهمار تجيبه بانكسار:
اصل في حاجة حصلت يوم فرحي مش بتفارق دماغي.
بدأت تفصح عما يجيش بصدرها بضعف:
دخلنا بعد الفرح والدته ووالدتي مسكوني من ايديا ورجليا كنت بترعش محدش سمع صوتي كنت بندهله ينجدني منهم بس جه ذبحني مكنتش قادرة اتحرك لسه صوت النار لما رمالهم المنديل في وداني معيطتش كنت خايفة يسمعوني ويرجعوا نفسي انسى بس مش قادرة.

رفعت انظارها اليه تضيف بارتجاف:
انت مش زيه صح مفيش حد جاي صح.
جذبها الى احضانه يربت على شعرها قائلا:
عيطي يا وتين قولي لي جواكي ماتتكسفيش.
كأنها كانت تنتظر اشارة منه لتنطلق تشبثت به تبكي بانهيار
حتى غفت بين احضانه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة