رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السابع عشر
عض على يده ندما يحاول عدم البكاء لكنه لم يستطع فالموقف اكبر منه وزع انظاره في الغرفة بتشتت يتذكر زيارته للطبيب بعد ان شعر بغرابة وضعه.
Flach Back:
سار بقلق يقدم رجلا و يؤخر اخرى نظر الى اين وصل يقرأ ما هو مدون بخوف عيادة الوصال لعلاج امراض الذكورة
دخل بعد مدة يشعر بالخزي وجلس بتوتر فقال الطبيب:
ممكن تهدى يا افندم الاول عارف انو صعب على اي حد ييجي هنا بس العلم اطور واكيد هنلاقي حل واهم حاجة ماتقلقش كل حاجة هنا سر.
نظر اليه اياز وقال بعد ان ابتلع ريقه:
انا جاي عشان حاسس اني تعبان.
فقال الطبيب مستفسرا:.
ممكن افهم اكثر عشان اقدر احدد المشكلة.
ساد الصمت مليا وهو يفكر في كلمات مناسبة ليفهمه قصده واجاب بعد مدة:
يعني اقصد انو وانا فوسط العلاقة يعني وبقيت بحس اني همدان و جسمي كلو مهدود.
صمت قليلا وقد احمر وجهه حرجا يتمنى ان تنشق الارض وتبتلعه على ان يوضع في هذا الموقف فأومئ الطبيب بتفهم يقول:
بص يا فندم انا مقدر الحالة لي انت فيها هسألك شوية اسئلة ولازم تجاوبني عليها بصراحة.
هز اياز رأسه بالموافقة فأكمل الاخر بتساؤل:
انت كنت بتمارس العادة السرية.
نظر اليه اياز باستغراب فما علاقة هذا بحالته لكن اجاب بخفوت وهو ينكس رأسه لاسفل:
ايوه.
شبك الطبيب يديه بعملية يتسائل:
من امتى بدأت.
من لما كان عمري 18 سنة.
كنت بتتعاطى برشام مقوي.
كز على اسنانه بعصبية وقال بنفاذ صبر يتخلله خزي:
ايوة لما كنت بشوف فيديوهات كده يعني.
اومئ الطبيب بتفهم وتابع قائلا:
هو انت كان ليك علاقات مش سوية.
نظر اليه اياز بحدة يجيب:
ازاي مش فاهم قصدك.
انت فاهمني يا فندم بس مكسوف تجاوب لازم تجاوب عشان اقدر اساعدك.
نعم.
نظر اليه بأسف وطلب منه بعض التحاليل و عندما عاد اليه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير:
لاسف جيت متأخر اوي والعملية مش هتفيد بعد كده انت بقيت انسان عاجز وده مش من فراغ لاسف تصرفاتك الغير سوية ادت لده يعني حالتك نتيجة تراكمات.
Back.
بدأ صدره يعلو ويهبط بانفعال يردد:
انا راجل راجل غصب عن الكل.
هدأ انفعاله ثم تذكر سرعة تصرفه بقبول الزواج من رنيم
جيتي فوقتك والله عمرك قريب من 30 يعني فرصك قلت وده لي هيغطي عليا.
ابتسم بانحطاط يفكر في كيفية جعل العيب منها هي.
انتبهت لرنين هاتفها نظرت مليا رقم غريب حمحمت تنظف ما بحلقها واجابت:
الو مين معايا.
جائها صوته الحاد ينهرها بشده:
ازاي تردي على رقم غريب يا هانم.
تسمرت مكانها لوهلة بعد ان تعرفت على صوته وقالت مبررة بتوتر:
والله انا كنت يعني.
قاطعها صوت ضحكاته يقول:
اهدي اهدي محصلش حاجة لكل ده يا حبيبتي.
تنهدت براحة تقول معاتبة:
ليه كده خضتني يا براء.
سلامتك من الخضة يا روحي.
وضعت يدها على قلبها تهدأ ضرباته وقال هو:.
انا اتصلت بأبوكي و قربنا موعد الفرح يا روحي.
تضاعفت ضربات فؤادها تقول بتوتر:
طب ليه نقربو يا براء.
مالك يا قلبي كنت فاكر هتفرحي.
ابتلعت ريقها بتوتر تجيب:
انا خايفة اوي يا براء.
قاطعها مهدءا اياه يرتدي قناع الرجولة:
اهدي يا حبيبتي مفيش داعي لتوتر ده صدقيني هحطك في عينيا ولو خايفة من دخلتنا هخليكي لحتى تتعودي عليا.
واضاف ممازحا:.
عدي الجمايل بقا شفتي انا فاهمك ازاي وعلى فكرة انا محضرلك مفاجأة هتعجبك يوم الفرح.
تنهدت بارتياح تجيبه بامتنان:
بجد مش عارفة اقول ايه يا براء.
واضافت على استحياء:
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
وسرعان ما اقفلت الخط لم يستطع كل من اياز وبراء كتم ضحكاتهما فانفجرا ضاحكين وقال اياز:
البت دي عبيطة بجد وقال ايه بتتكسف.
ثم اردف مقلدا اياها:
يا حبيبي.
وتابعا وصلة ضحكاتهما ثم قال براء:.
ابعتلها رسالة دلوقتي يلا عارف انها غبية وهتفكر انو الرسالة مني.
ضغط اياز على لوحة المفاتيح يكتب:
عارف اني تأخرت عليكي من اخر رسالة بعتهالك يا قلبي بس ريحيني ريحي قلبي لي تعبان وعمال يتعذب بحبك.
اني احبكي قلتها بكل فخر وان لم تسمعيها فمدي كفكي
افرديه على صدري تهتز دقات ذلك النابض داخلي تصرخ باسمك فارحميه.
الا قولي صحيح ابوك قلك ايه وقت ما عرفتو انو انت عايز دخلة بلدي.
ظهرت ابتسامة سخرية على ثغر براء يجيب:
يا عمي ده بايعها بالرخيص قالي حقك طبعا بس نبهت عليه مايقولش لكيان عشان مشكلة.
بينما هي خرجت من غرفتها بخجل متجهة الى والدتها تقول:
ماما عايزاكي دقيقة ممكن.
ابتسمت اجلال في وجها تقول:
تعالي يا حبيبتي اقعدي.
ابتعلت وتين ريقها تقول وهي تفرك يديها بحرج:.
انتي عارفة انو براء وبابا اتفقو وقربو الفرح يعني بقالو يومين و انا عايزة منك نصايح كتيرة ماما انتي ليه مش تصاحبيني دايما كان جوايا اسئلة كتير بسئلهالك وانتي تقوليلي اني قليلة الرباية.
ابتلعت اجلال ريقها ونظرت لها بحزم تقول منهية للحديث:
كل لي هقولهولك انو يوم الفرح اي حاجة يقولك عليها قولي حاضر يلا ورايا شغل.
نظرت اليها وتين باختناق وسارت متوجهة الى غرفة كيان فصاح في وجهها بغضب:.
اطلعي برة يا زفتة انتي.
انتفضت من صراخها ونظرت اليه باستغراب هل هذا من اهتم بها طوال الفترة الماضية سارت باتجاهه بتردد:
كيان انت كويس.
ضغط على يدها التي وضعتها على كتفه بقوة حتى ادمعت عيناها فصاحت برجاء:
كيان سيب ايدي في ايه.
نظر اليها باستغراب وسحب يده وزع انظاره في ارجاء الغرفة يقول بتساؤل:
وتين انتي بتعيطي ليه حد زعجك.
نظرت اليه ببلاهة تقول:
انت كويس يا كيان دلوقتي كنت هتكسر ايدي.
اتاها صوته الجامد يقول وهو يوليها ضهره:
اطلعي عايز ارتاح.
فقالت مبررة:
انا بس كنت ع.
صاح بنبرة صارمة لا تقبل النقاش:
قلت اطلعي برة.
اسفة.
قالتها بخفوت منسحبة الى الخارج تعد الساعات حتى تخرج من هذا المنزل.
اتجه إباء مع والدته ووالده لطلب نبض وقلبه ينقبض بقلق بالغ يريد فقط الاطمئنان عليها ولم ينسى رسالتها تلك دلفو الى الداخل بعد استقبال احسان الحار لهم بينما كانت نبض في الداخل تنظر لنفسها بملامح جامدة تشعر بالفراغ ينخر روحها تقدمت منها رنيم مبتسمة تحاول التخفيف عنها بعد ان رات حالة البرود التي اصابتها تقول:
بسم الله ما شاء لله قمر يا ناس.
بادلتها نبض ابتسامة مجاملة ونهضت من مكانها تنظر تضغط على تلك الورقة التي بيدها قدمت لهم واجب الضيافة تبعد نظراتها عن اياز ووالد اباء وبعد مدة طلبت مريم من احسان ان يتركوهم بمفردهم ازداد خوف نبض و ضغطها على تلك الورقة نظر اليها اباء قائلا بنبرة دافئة:
انتي كويسة حاسس انك خايفة شايف الكسرة فعينيكي.
امام نبرته تلك بدأت قوتها تتداعى فما كان منها الا ان وضعت وجهها بين راحة كفيها تجهش بالبكاء نظر اليها بقلق ووضع يده على كتفها فتراجعت للوراء برفض تحاول تهدئة نفسها اخذ نفسا طويلا وقال بهدوء:
اهدي عارف انك عايزة تقولي حاجات كتير ومش قادرة بس كل ده هينتهي لو عايزة نكتب كتابنا دلوقتي مفيش مشكلة بس من حقي افهم ليه غيرتي رأيك.
وضعت تلك الرسالة بين يديه وخرجت راكضة الى غرفتها.
انتظر هو بفارغ الصبر متى يختلي بنفسه حتى يقرئها
واعلنت هي موافقتها وتمت قراءة الفاتحة دخلت الى الحمام بارتجاف والهاتف في يدها تنظر الى الهاتف بألم تتذكر ماسجلته حينما سنحت لها الفرصة في ذلك اليوم المشؤوم فتحت الفيديو ثم ما لبثت ان شعرت بضربات بطنها تزداد واستفرغت بتعب تقول بداخلها بكره:
هدمرك زي مادمرت كل حاجة حلوة فيا.
اما عند إباء اتجه سريعا الى غرفته ارتمى على سريره وفتح تلك الرسالة بحذر يقرأ ما دون عليها هو يرى آثار للدموع مدموغة على الرسالة:.
انا مش عارفة كتبت الرسالة دي ليك انت بالذات ليه بس يمكن لاني بدأت اثق فيك او يمكن لاني محتاجة حد يوقف معايا عايزة منك وعد انو كل لي مكتوب فيها يفضل سر ما بينا انا جوايا اتنين بيتصارعو واحد بيقولي اثق فيك والتاني بيخليني اخاف منك كل كلام اياز كذب انا مش كده هو دمرني معدتش قادرة ارفع عيني فعين حد اتكسرت في الاول ما كنتش افهم بس فهمت خلاص.
كان بيسبني في الرايحة والجاية يهيني بعيبي لي هو كان سبب فيه اه لما كنت صغيرة هو لي خلاني ابلع الجمرة حتى هو السبب
اني صرت خرسة جاب صحبو يسهرو فصحبو كان هيعتدي عليا انا ضربتو بالسكينة وهربت كنت عايزة حد يطبطب عليا ملقتش
انا مش وحشة بس هو اذاني كان بيضربني لدرجة بيغمى عليا كان بيسكر طينة ويتحرش بيا وانا مش قادرة اقول كلمة الاسبوع لي فات ده في الصبح بيحبسني فاوضة بابا الله يرحمو.
وبيرميلي الاكل لي هو بيسيبو وفليل كان يسكر ويتحرش بيا
طلعني من البيت ده والا انا هنتحر مبقتش طايقاه هموت بقيت بخاف من كل حاجة لو مش عايزني انا مقدرة ده بس لو بكرة ماخرجتش من البيت ده انا هنتحر.
بقي جامدا مثبتا عينيه على الرسالة يقرئها مرارا وتكرارا
بشئ من البلاهة يهمس:
مستحيل.
تحولت معالم وجهه الى الغضب الشديد وخرج متجها الى الخارج يكاد لا يرى من فرط غضبه وما ان لمحه خارجا حتى انقض عليه.
يضربه بكل ما اوتي من قوة تصنم اياز امام ذلك الهجوم المفاجئ ووقع ارضا جثى فوقه اباء يصيح بغضب جم:
صدقني لو قاومت هتلاقي البوليس جايين شاحطينك دلوقتي.
ضربه اباء بكل حقد وهو يتخيل ما فعله بنبضه لم يتدخل احد افرغ به شحنة غضبه بينما كانت هي تنظر من النافذة صدفة
استوقفها المشهد شاهدته باستمتاع غريب مبتسمة بتشفي.
امسكه اباء من تلابيب قميصه رافعا اياه يقول بحدة:
هجيب المأذون دلوقتي و هتجوزها ومش هتنطق بحرف.
وصاح بعصبيه يهزه:
فاهم ولا لاء.
بين ليلة وضحاها اصبحت زوجته نظرت اليها والدتها باستحقار صافعة اياها تقول:
مكنتش عارفة انك وسخة لدرجة دي اكيد غلطتي معاه وده لي بيفسر السرعة دي عايزة افهم في ايه اطلعي برا بيتي مش عايزة اشوفك تاني
لم تهتز شعرة واحدة لنبض اكتفت فقط بنظرات الكره لكل من والدتها و اياز الذي رمقها بنظرات نارية يحاول فهم مايحدث كاد اباء يتدخل عندما صفعت احسان نبض لكن الاخيرة منعته.
بينما هي سارت وراءه باستسلام وما ان وصلت الى المنزل حتى ارتمت بين احضان مريم بانهيار احتضنتها الاخيرة بحب
هش اهدي قوليلي عايزة ايه وانا اعملهولك.
اشارت لها نبض بأنها تريد النوم اخذتها مريم الى غرفتها
وسرعان ماغطت في نوم عميق هاربة به من واقعها.
وضع اباء رأسه بين يديه بتعب ينظر لوالدته:
انا عملت الصح هي ماكانش لازم تفضل هناك.
اومئت بايجاب تقول:.
انا مش هسألك عن اي حاجة بس براحة عليها ماتضغطش عليها باينها تعبانة
من ناحية دي ماتقلقيش.
حركت رأسها الى الجانبين و وهي تتعرق بشده وتحولت همساتها الى صرخات:
لاء يا ماما ماتسيبينيش.
انتفضت من مكانها تنظر في الارجاء لما لا يمكنها النسيان يوم كانت ترمى بين امها وابيها كل يدفعها لاخر وضعت كفها على موضع قلبها تحاول تعديل سرعة دقاته ومدت يدها بارتجاف تتجرع كأس الماء ذلك بمرارة وهاهي كعادتها تلجأ الى مفكرتها رفيقة دربها الوحيدة بعد ان جافاها النوم تدون بشئ من الحزن علها تخفف عنها بعضا من مواجعها:.
ادركت يا عزيزتي ان الاحاسيس والمخاوف التي نسعى جاهدين لدفنها في مقبرة القلب هي التي ستطفو في الافق يوما ما لتثبت
لنا ان كل هواجسنا ستتحول الى واقع محتوم ان لم نقم بمواجهتها بصمود فمن اين لي بتلك القوة لاواجه
هاهي تناثرت بعض العبرات على الورقة فأصبحت رفيقتها تفوح منها رائحة الدموع دموع فتاة جار عليها القدر ضمت قدميها الى صدرها تهمس:
يا ترا هتفضلي في المستنقع ده لامتى.