قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والثلاثون

لثم جبينها بهدووء وتسطح بجانبها يضعها فوقه محتضنا اياها بتملك كأنه يخشى فرارها مبحر في ملكوت افكاره ضعف شقشقته وعجزها عن الدفاع عن نفسها وخوفها ارتجافها اسفله ذكره بطفولته البائسة فهو كان مثلا لايقوى على ردع والدته وكلمات رائف تتردد على اذنه:.

حاول تجمع عيلتك اتكلموا هترتاح كده يا كياان واجههم واجه مامتك عاتبها الهروب مش حل حتى وتين عرفها الحقيقة اوقف قدامهم على انك كيان الشاب الناضج مش العيل لي بيخاف منهم عشان تقدر تكمل لي باقيلك مع شجون هي محتجالك اكثر ماانت محتاجلها
واضح انه جه الوقت لي لازم نتواجه فيه.
ابتعد عنها بحذر يغطيها جيدا يهمس لها:
راجعلك هحل كل حاجة وراجع مش هتخلى عنك يا حبيبتي.

حمل هاتفه يتصل بوالدته واتاه صوتها الجاف بعد فترة:
خير في حاجة يا كيان.
في موضوع لازم نتكلم فيه كلنا لازم ترجعي البيت دلوقتي.
من غير ماتقول انا في الطريق كنت جاية ابوك اتصل بيا وطلب مني ارجع.
اغلق الخط في وجهها كالعادة وبحث عن رقم اسيد:
الو اسيد ممكن تودي وتين لبيتنا محتاج اتكلم معاها شوية.
اجابه اسيد بمعنى:
دلوقتي طلعت من المشفى ووديتها هناك على طوول.

سار باتجاه ذلك المنزل بحث عن المفاتيح فلم يجدها طرق الباب ففتحت له وتين تراجعت للخلف تنكس رأسها لاسفل وركضت بحذر الى جانب والدها تحتمي به.!كانت شاردة تفكر لما اخبرها اسيد انه هو من اراد بقائها في منزل والدها بينما هي رغبة والدها في حين انفجر كيان ضاحكا من سخرية القدر كانت سابقا تهرب من والدها لتختبئ ورائه والان حدث العكس تماما.

قطع ضحكاته فجأة ناظرا بتفحص الى والده النائم الذي بدى عليه الارهاق الشديد جلس مقابلهما ناظرا لكليهما ببرود بينما راحت تضغط على كفيها من شدة خوفها تحاول تجنب النظر اليه.
مرت نصف ساعة ينتظرون والدتهم ان تصل رفع انظاره اليها
يرمقها بحزن وقال بصوت اجش:
عايزك في كلمتين يا وتين تعالي.
سارت خلفه بارتجاف تقضم شفتيها لكبح رغبتها في البكاء وهي ترى في نظراته شيئا لم تفهمه مزيج بين الحزن والحنين.

توقف امامها يرى تهدل اكتافها لاسفل و دموعها التي تنهمر بصمت منظرها لمس شيئا بداخله لما عليه ان يراها دائما منكسرة وحزينة مد انامله يمسح عبراتها بهدوء يقول مبتسما بحزن وهو يتلمس تلك الكدمات بحذر:
ليه يا وتين ليه عملتي كده ليه اذيتي صاحبي بالشكل ده
ليه بقيتي كده.

انفرجت شفتاها لتقول مبرراتها الواهية لكنها لم تستطع سحبها اليه يعتصرها بقوة بين ذراعيه حاول نسيان مابدر منها فرغم انها كانت في صغره سببا في الامه الا انها في نفس الوقت هي من كانت تخفف عنه ببرائتها وحنيتها عليه انهارت هي الاخرى تبكي بحرقة تهمس من بين شهقاتها:.

اسفة يا كيان والله ندمت انا كرهت نفسي بجد سامحني يا كيان انت اخويا ماقدرتش اقولك خفت اخسرك كنت ليا الاب قبل الاخ يا كيان انت كل حاجة بالنسبالي.
ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه التمست الالم في صوته وهو يقول:
خلاص الكلام ماعدش ليه لازمه انا مش اخوكي يا وتين انا هقولك كل حاجة.
قص عليها ما يعلمه والتمعت الدموع في عينيه وهو يتابع:
انا رايح يا وتين خلاص لازم ابعد من هنا.

افاقت من صدمتها تهمس بشفتين مرتعشتين:
مستحيل انت اخويا اكيد كل ده كذب فكذب.
هز رأسه بأسى ودموعه تنهمر وهو يبتسم بتمني:
يا ريت كنت اخوكي بجد بس الحقيقة كده انا لقيييط زي ما اجلال دايما تقولي وانا خلاص اتقبلت الحقيقة دي وانتي لازم تتقبليها يا وتين.
هزت رأسها بالنفي وقد جادت عينيها هي الاخرى بأنهارها تقول بارتعاش:
مستحيييل انت اخويا ارجوك قول غير كده ياكيان ماتسبنيش انت كمان وتابعت بضعف:.

ارجوووك ماتبقاش انت واسيد.
شعر بالالم الذي يتقاطر من كلماتها فاحتضنها يهدئ من ارتعاشتها يردف:
حاولي تصالحيه هو بيحبك يا وتين انا شفت ده فعينيه صدقيني وانا لازم ابعد من هنا فترة طويلة حتى اكمل علاجي عالاقل.
شعر بها تشدد من احتضانه كٱنها اخر مرة تراه ابعدها بعد مده
يقول:
اسف على لي عملته امبارح بس ده مكنتش انا ان.
قاطعته تبتسم بحزن:
مش زعلانه منك يا كيان انا لي اسفة على كل حاجة.

استمعا لصوت الباب فسارا الى الخارج ينظران لوالدتهما كانت عينياهما ترسلان لها كل معاني العتاب والالم والخذلان ورغم كل ما جرى لم ينظرا اليها بكره ابدا حتى هو اخذ بكلمات رائف عاتبها لكن ماتحسسهاش انك بتكرهها انت مش بتكررها يا كيان ايوه لانك رغم كل ده حاسس انها هي لي كبرتك انت شايل منها لكن مش بتكررهها ولما تواجهها هتعرف لانك لو كنت بتكرهها مكنتش هتقبل تشوفها.

نظراتهما لها اربكتها بالفعل ابتلعت ريقها وادعت البرود كعادتها
جلسوا جميعا فقال مهاب بهدوء:
انا كنت طلبت من والدتكم تيجي عشان في موضوع مهم لازم تعرفوه وكنت هتصل بيكم لكن اهو جيتو لوحدكو
نظروا اليه باهتمام واذان صاغية اشاحت اجلال عينيها عن مرأى عينيه حينما رمقها بأسف يتابع:.

اهو قدام ولادك لي يا ما كنت بضربك قدامهم بطلب منك تسامحيني بجد انا حاسس اني خلاص مبقاش ليا عمر كتير عايز منك تسامحيني جايز اموت مرتاح.
قاطعته وتين باستغراب تضيف:
تسامحك على ايه يا بابا.
ازداد نهيجه دلالة على صعوبة تنفسه يتابع وهو يمسح على موضع قلبه:.

انا زمان كنت متجوز عليها بالسر وماقولتلهاش ايوه اتجوزت عشان مامتك اتأخرت في الخلفة وانا كنت عايز ولاد بس ماصارحتهاش واتجوزت عدت شهور على جوازي وعرفت انه مراتي حامل كنت فرحاان جدا خاصة بعد ماعرفت انها حامل في ولد فرحتي بقت فرحتين اهملت والدتكم جدا وكنت بهينها خاصة بعد ماحملت فيكي وجه اليوم لي اتعاقبت فيه وماتت مراتي وهي بتولد.
احاط كيان بنظرات الندم وتابع بارهاق:.

جابتلي كيان ايوه انت ابني يا كيان انت ابني الحقيقي انا كذبت عليك انت ابني كنت خايف بيتي يتخرب او اتفضح فعملت كل التمثيلية دي كنت خايفها تسيبني بس بعد لي جرا لوتين حكتلها فهي سابت البيت ومشيت.

تصلب جسده توقف العالم من حوله كأنه اصبح منعزل ينظر ببلاهة الى والده الذي القى تلك الكلمات بندم حقيقي لا يدري كم مر عليه من الوقت احتضنت وتين كفه لاتدري ماذا تقول وهو على تلك الحالة لكنه لا يشعر بشئ صوت ما يناديه من الداخل يعلو شيئا فشيئا
تعبت نفسك عالفاضي الي جاي تحاول تصلح كل حاجة معاه دمر حياتك بكدبة ياما قلتلك لازم تكون قاسي اكتر منه.

تقلصت عضلات وجهه نظر اليه والده بريبة من هيئته تلك عينيه ذات اللون الاحمر القاتم عروق وجهه البارزةولكنه صدم اكثر حينما وجده بدأ يضرب رأسه على الحائط بكل مااوتي من قوة وضحكاته تعلو شيئا فشيئا.
كل حاجة كانت كدبة حياتي اهلي بس دلوقتي رجعو حقيقة ودلوقتي مرضي وهم ولا حقيقة.

تابع التحدث بتييه لم يغفل والده عن نظرة الالم التي اعترت عيني كيان والتي احتضنت صوت فلذة كبده حاول الحراك لكن لم يستطع بدأ يشعر بالاختناق هرولت وتين اليه تحاول ايقافه عما يفعل تقول برجاء باكي:
كيان ارجوك كفاية ماتعملش فنفسك كده ارجوك.

لم يسمعها من الاساس اخذت هاتفه بأيدي مرتجفة واتصلت على الدكتور رائف طلب منها ان تسقيه الكثير من الماء ريثما تصل سيارة الاسعاف تابعت ابتعاد السيارة بحزن هل انتهى به المطاف في المصحة لم تعرهم اي اهتمام بل خرجت من المنزل بأكمله تتذكر مقابلتها لبراء تلك الليلة وهي تخطو نحو الخارج بشرود.

Flash back:
ابتسم بسعادة حقيقية حين رآها وطلب منها الجلوس يقول بندم:
سامحيني يا وتين على كل حاجة انا ندمت ندم عمري والله.

وتبت بجد وبدعي ربنا يشفيني عشان اقدر اصلح كل غلط عملته ماتقوليش حاجة اسمعيني وبس مهما عملت مش هقدر اخليكي تسامحيني بس كل لي هقولهولك وعايز تعرفيه اني حبيتك بجد وربنا انتقملك مني انا اه بدأت اتعالج والعلاج جاب نتيجة بس ضميري بيعذبني جامد انا هسافر وهبعد عايزك تعيشي مرتاحة كنت عايز اشوفك قبل ما اسافر وبس تقدري تمشي.

نظرت اليه كأنها تراه اول مرة بدا مختلفا بدا متخلقا لبقا في حديثه وشكله ايضا وابتسامه الرضا تلك التي اعتلت ثغره هزت كتفيها بقلة حيلة تجيبه قبل ان تغادر:
انا سامحتك يا براء صح مش طايقاك بس مسامحتك انا حاسة بيك انك تغلط في حق شخص وتندم وتترجاه يسامحك بس مابيرضاش احساس صعب جدا مسامحاك خلاص بتمنى تكون اتغيرت بجد مع السلامة.

وغادرت تاركة اياه يبكي فرحا، ندما، وشكرا بينما شعورها بالاختناق ازداد ووجدت قدماها يقفان بها امام منزل والديه طرقت الباب بهدوء نظرت بهدوء الى تلك الطفلة التي فتحت لها الباب فقالت مبتسمة:
انتي ملاك صح.

اتى هو من خلف شقيقته يطالعها هل مشاعر القلب حينما تتأزم تغدو شضايا زجاج تنغرس عميقا بدواخلنا فتسبب جرحا غائرا في ارواحنا حبست انفاسها بسبب تلك النظرات الصاعقة التي يحدقها بها وسار بها الى الخارج هل رفض بقائها الان في منزل والديه ازداد اختناقها اضعافا فسحبت يدها من قبضته تقول بهدوء:
عارفة انه اهلك رافضيني عندهم حق محدش هيعوز انه مرات ابنهم تكون مطلقة لاء وبفضيحة كمان وكانت متجوزة وا.

نظراته الحادة اخرستها وجعلتها تبتلع باقي حروفها داخل جوفها تنهد بارهاق هي لاتعلم مايدور بداخله اتاها صوته عميق وغاضب في آن يسألها:
روحتيله ليه وانا نبهت انك ماتطلعيش من البيت حنيتيله صح لسه پتحبيه.
لاء اكيييد انا روحتله عشان اقوله اني سامحته وبس انا بكرهه.
همسة حانقة خرجت من جوفه يقول وقد بدأت شرارة الغيرة تظهر في عينيه وهو يضرب المقود:
ده معناه انه بيفرق معاكي يا وتين.
هزت رأسها بالنفي تجيبه بارهاق:.

ليه كلكم دايما بتفهموني غلط.
التمعت عينيها هي الاخرى لكن بخلافه هو فقد كانت لمعة حب بدأ بالظهور وليس غيرة ربتت على وجنته تقول:
اسيد عايزاك تعرف مهما كان قرارك انا بحبك حتى لو عايز ننفصل انا بقولهالك انا حبيتك وبحبك وهفضل احبك طول ما انا عايشة صدقني جايز مش وقته بس انا تعبت من كل حاجة
ربما تناقض المشاعر الذي تغرق فيه اتعبها فباحت له بما تشعر
احكم قبضته على يدها ساحبا اياها خلفه فقالت بحزن:.

جايز اخر مرة هنتقابل فيها انت هطلقني صح.
اتسعت عينيها بذهووول وهي ترى ما يفعل بعد وصولهم الى المنزل وقد بدأت الدموع تطفر من عينيها.

مر شهران تقريبا تغير الكثير والكثير غدت تلك الواقفة جثة بلا روح تتحرك بصمت وقفت امام المرآة تبتسم بتعب وهي تربت بحنو على بطنها البارزة بشئ من الارهاق
عاملة ايه يا حبيبتي انهاردة.
اتاها صوت رنيم الهادئ تطمئن عليها نظرت اليها نبض بامتنان تجيب بنبرة واهنة:
الحمد لله احسن عايشة اهو.
دنت منها رنيم بقلق تقول وهي تحثها على الجلوس:.

نبض كفاية كده حرام عليكي لي بتعمليه فنفسك وفي بنتك وفي جوزك بصي انتي بقيتي عاملة ازاي مش راضية تاكلي حتى النوم مش بتنامي وتفضلي صاحيه للصبح هتتجنني ارجعيله هو بيحبك وهيفهمك وبعدين انتي مش قادرة تعيشي هتا ماتكذبيش عليا انا شايفة الخوف لي جوا غيونك ده مش فاهمة ليه بس الكوابيس لي بتصحي بتصرخي بسببها احكيلي خايفة من ايه.
تسطحت نبض بألم و قد التمعت عينيها بالدموع تقول:.

مش هقدر اقولك و انا مكسوفة منه خايفة يرفضني انا جرحته جامد واهنته مفيش راجل يقبل بكده عارفة يعني ايه اهرب عشان مابقاش معاه فمكان واحد.
جلست رنيم بجانبها في محاولة لاقناعها:.

صدقيني كل ده ماعدش بيهم السحر اتفك خلاص هوما اه مش راضيين يعرفوا حد مين بس كفاية لحد كده انتي عندك حياة لازم تعيشيها وجوزك حاله مش احسن من حالد بقالك شهرين كده يا نبض حرام لي بتعمليه فيه ليه بتزودي عليه وجعه انا كنت بشوفه من بعيد عشانك هو حاله مش احسن من حالك يا نبض بالعكس.
اغمضت الاخيرة عينيها بوهن تردف:.

هفكر تاني وهشوف يا رنيم ارجوكي ماتضغطيش عليا انا هبقى هنا كمان يومين كده افكر وارجع طب وانتي ليه موقفة حياتك يا رنيم اياز خلاص مات ليه مش راضية تقبلي بأحمد كل يوم يجيلك وانتي تصديه.
زفرت رنيم بنفاذ صبر واجابتها بضيق:
سيبينا منه دلوقتي انا خلاص جربت حظي مرة وفشلت خلينا فيكي دلوقتي.

يا نبض بس لازم تعرفي انك كده بتكوني قضيتي عليه ولو قدر يعيش من غيرك ويكمل حياته هتكوني خسرتيه لابد ومش هيفرق معاه وجودك من عدمه ومش بعيد بعد فتره يشوف غييرك.
خرجت من الغرفة تاركة اياها تفكر بكلماتها بينما هي قد حسمت امرها وقررت انهاء مأساة تلك البائسة.

بقيت هي فوق ذلك السرير انكمشت تحتضن نفسها وبطنها بالتحديد متقوقعة تقوقع الجنين في بطن امه تتذكر اولى الايام التي قضتها هنا كانت ترى شقيقها في كل ركن اضطرت رنيم ان تبقى معها في ذات الغرفة طوال تلك الايام بسبب تلك الكوابيس التي كانت تخترق صفو منامها وكانت عبارة عن اياز يطلب منها الغفران.
ياترى لسه بتحبني يا اباء وبتفكر فيا زي ما انا بفكر فيك.

هي استكانت لعيشتها هذه بقيت فترة طويلة هنا دون ان تخرج اعتادت الامر بل تراه امانا بالنسبة لها اغمضت عينيها لتنام لعلها تقطع سيل افكارها هذه اعتدلت في نومتها بعد ان بدأ الالم يزداد ربتت على بطنها تقول بنهيج وخوف:
يا رب كون معايا يا رب.
كان هو يقف اسفل المنزل دائما في هذا الوقت ينظر الى النافذة يراها خلسة عاد الى ورشته بتظر الى صورتها بحزن:.

ليه بتعملي فينا كده يا نبضي هنت عليكي ده انا بشتغل ليل نهار عشان نعيش انا وانتي وبنتنا كويس اول ماترجعولي.

اشتد به المرض بعد ذلك اليوم الذي رأى فيه انهيار ابنه وانكسار ابنته رحلت زوجته بعد ان طلقها وحررها من اسره امتدت يده بارتجاف الى هاتفه يتصل بأسيد يقول برجاء:
اسيد ارجوك اتصل بكيان وجيب وتين معاك خليهم ييجو انا خلاص هموت عايز اشوفهم قبل ما اموت.
خرج اسيد من غرفته باحثا عنها في كل مكان فوجدها تجلس في الصالة وابتسامة هادئة تزين ثغرها.

بتفكري ف ايه يا حبيبتي حاسس انك مبسوطة بس مالك عينيكي ليه حزينة كده.
اتسعت ابتسامتها تجيبه بحب متذكرة:
بفكر في اليوم لي كنت فاكرة فيه انك هتطلقني.
رأته يجمع اغراضها داخل الحقيبة فور وصولهم الى المنزل فجلست باستسلام تهمس بخفوت:
خلاص سيب كل حاجة عليا انا هلم اغراضي وامشي واستناك تبعتلي ورقة طلاقي يا اسيد ده حقك مش هزعل منك.
قطب جبينه باستغراب يقول:.

طلاق ايه قومي يا وتين قومي ماتنرفزنيش ساعديني نلم هدومنا رايحين نقضي شهر العسل كفاية لحد كده انا صبرت عليكي اوي.
تهللت اساريرها ناظرة اليه بعدم تصديق وركضت تحتضنه بفرح.
عادت من شرودها تقول وقد زالت ابتسامتها:.

كانو احلى شهرين عشتهم في حياتي حتى والدتك مبقتش زعلانه منك او مني خاصة بعد عزومة براءة لينا كلنا بس كل قلقي على نبض هربت وهي حامل ومحدش عارف هي فين خايفة تكون اتجننت بسببي او جرالها حاجة يا اسيد هعيش ازاي بذنبها ده
لم يرد ان يعكر صفوها لكنه امسك بيدها يقول بحزن:
صحبتك هيجي يوم وترجع بس في حاجة لازم تعرفيها يا وتين والدك اتصل عايز يشوفك باين من صوته انه تعبان ماتقسيش عليه ده يفضل باباكي.

تنهدت بهم تجيبه بمرارة كمرارة الايام التي عاشتها معه:
انا مش قادرة اكرهه رغم كل لي كان بيعمله فيا ماقدرتش اكرهه.
اوقف السيارة ناظرا اليها بحزن وهي لم تكف عن النحيب
نزلت راكضة الى الداخل وجدت والدها شاحب الوجه تأملها بحب واشار اليها بوهن ان تتقدم اليه:
تعالي يا بنتي قربي واقفة بعيد ليه.
كلاهما نقلته ذاكرته الى ذات الذكرى مع اختلاف مشاعرهما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة