رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الأربعون
ماذا؟ هل فقدتِ عقلكِ ايف؟ سألت بيرت بنبرة مصدومة ممزوجة بالتوبيخ.
لا لم افقده بل حصلتُ عليه للتو.
الشاب يُخبركِ أنه يُحبكِ وكل ما تستطيعين قوله هو أنه خائن وأن الأمر قد انتهى!
لقد أخبرني أنه سيأتي بدليل على صدق حديثه، لكن الأمر لم يعد يُهمني بتاتاً لقد كان هاري صفحه وقد انطوت بالفعل. لا بل لم تنطوي فحسب بل تم تمزيقها اردفت بنبرة حاسمه.
من أين اتيتِ بهذه القسوة؟ سألت بيرت بنبرة مستنكرة.
أنا لستُ قاسية! أنا أحاول أن أكون مُنصفه
مُنصفه؟ وأين الإنصاف فيما تفعلينه؟
أنا لستُ مُنصفه بالنسبة له، لكنِ أحاول أن أكون مُنصفه في حقِ أنا. لقد سئمت من جعل مشاعر من حولى رقم واحد ومشاعري أنا رقم اثنان. أنا لا استحق ذلك صرحت ايف بكل ما في داخلها، فلقد تعبت من حرق روحها لتُضئ عتمة من حولها.
ايف. اعتذر، انظري حاولي أن تهدأي قليلاً. لا تُفكرِ في ذلك الأمر الآن فعملكِ الجديد هو ما يهم الآن.
هذا ما انوي فعله تماماً، اسفة على إزعاجك بيرت. وداعاً.
انهت المكالمة لتغادر الحجرة متجهه إلى دورة المياه، تصفع وجهها بقطرات المياه الباردة لتُبلل وجهها وبعض الخصلات الأمامية من شعرها، تعود إلى حجرتها مرة آخرى بعد أن احضرت بعض الألوان والكراس المخصص للرسم خاصتها. بدأت تتصفح بعض عروض الأزياء لترى آخر ما توصل إليه عالم الأزياء والموضه حتى تستطيع ابتكار تصميم مُختلف عما يوجد في الأسواق في الوقت الحالي.
يقود هو نحو الفندق التي تُقيم فيه ماديسون أغلب الوقت، يقود غاضباً مُسرعاً غير منتبهاً لسرعته الجنونية والتي بلا شك ستقوده إلى حتفه أو مخالفة مرورية كبيرة.
لم يستغرق وقت طويل حتى وصل إلى ذلك الفندق، يتوجه نحو موظفة الإستقبال متجاهلاً تحيه بعض موظفو الفندق.
اود مقابلة ماديسون
دقيقة واحده سيد ستايلز من فضلك أجاب موظف الإستقبال وهو ينظر في الجهاز الموضوع أمامه ليرى إن كان جناح ماديسون فارغ أم انها قد سجلت دخول هناك حديثاً.
سيدة ماديسون ليست هنا في الوقت الحالي قال الموظف ليضرب هاري قبضته في الرخام الموضوع أمام الموظف غير مُبالي بالألم المُبرح الذي سببه لنفسه.
مرحباً، اود التحدث إلى ماديسون في أمر مهم اردف هاري فور قيام مُساعدة ماديسون بالإجابة على هاتفه.
اعتذر سيد هاري، سيدة ماديسون ليست هنا في الوقت الحالي.
واللعنه أين هي إذاً؟
لقد سافرت إلى إيطاليا من اجل عرض أزياء سيستمر لسبعة أيام، لقد تركت هاتفها الشخصي هنا، يُمكنك التواصل معها على هاتف العمل
حسناً اشكركِ أجاب بنبرة هادئة قليلاً محاولاً عدم صب غضبه على الفتاة التي لا ذنب لها في أي شيء.
اللعنه ماديسون اللعنه! همس لنفسه وهو يزفر بضيق بينما يقوم بدفع خصلات شعره البنيه للخلف بعصبيه.
والآن سيتأجل حديثه مع ايفدوكيا وبراءته كذلك، لا يُصدق هاري أنه يفعل كل هذا كي يثبت شيء لشخص ما، فالعادة لا يهتم هاري إن كان الشخص الذي أمامه يُصدق حديثه أم لا لكن ايف. لقد جعلته يود أن يكتسب ثقتها بشكل جنوني، إنه قلبه يحترق لأنها لا تُصدقه. ربما في وضع آخر كان ليغضب من عدم وثوقها به لكن بالنسبة للوضع الذي رأته هي. فهي محقه في رد فعلها.
في صباح اليوم التالي:
مرحباً ايف.
صباح الخير لكِ ايضاً بيرت.
هل ستذهبين للعمل اليوم؟
لا سأذهب لملهى ليلي، ما هذا السؤال السخيف؟ أجابتها بنبرة ساخرة.
مضحكة للغاية، اياً يكن. انظري هناك فتى يود تناول الغداء معي او يمكننا القول إنه موعد وأنا أشعر ببعض التوتر وأريدكِ برفقتي.
اوه! لما لم تُخبريني منذ البداية بالطبع سأحضر في الميعاد، فقط قومي بإرسال العنوان ومتى يجب على الحضور تحدثت ايفدوكيا بحماس مُفرط وهي تقوم بتعديل ثيابها وهي تنظر في المرآة.
انتِ الأفضل ايف، سأقص لكِ الموضوع بأكمله بعد المقابلة.
حسناً، حظاً موفقاً بي انهت المكالمة لتأخذ حقيبتها وتتوجه نحو الخارج بعد أن تأكدت من إغلاق الأضواء، تذهب إلى المحطة لتنتظر الحافلة.
صباح الخير ايفدوكيا قالها ريان الذي جاء من اللامكان لتشهق هي بصدمة.
اسف لم اتعمد اخافتكِ.
لا بأس، لا ذنب لك أنا كنت شاردة على أي حال.
عما تبحثين؟ سأل حينما رأها تبحث في الأدراج وارفف المطبخ الصغير الخاص بالشركة.
القهوة.
ها هي هنا منحها عبوة القهوة والتي كانت أمام ناظريها تماماً لكنها لم تنتبه، أعادت خصلات شعرها إلى الخلف بعصبيه. انها تفتقر إلى الهدوء والتركيز هذه الأيام وذلك الأمر يُقلقها بصدق، فهي لا تريد ان تقصر في عملها الذي لم تُكمل فيه أسبوع بعد.
يبدو أنكِ تعانين من بعض التشويش.
لم أنم جيداً أمس هذا كل ما في الأمر قالت وهي تجهز فنجاناً من القهوة ثم تقوم بصبه داخل كوب بلاستيكي.
حسناً، أنا في الخدمة إذا كنتِ في حاجة إلى أي شيء اردف وهو يتوجه نحو الخارج لتقذف هي الملعقة بقوة على الطاولة وتُجيب بإبتسامة متكلفة.
اشكركَ ريان تقلب عيناها بعد خروجه لتأخذ الكوب وترتشف منه مباشرة، يحترق كلاً من لسانها وشفتيها لتسب بصوت منخفض لاعنه غباءها.
لقد انتهى الدوام.
حمداً لله تنهدت فور سماع الجملة من احدى الموظفات وهي تسير بفتور.
ارى أنكِ قد سئمتِ العمل هنا قالت فتاة ذات بشرة سمراء صافية وذات خصلات شعر سوداء مُلتفة بشكل مُنسق.
لا لم أفعل، فقط أشعر ببعض التعب ابتسمت وهي تُجيب تلك الفتاة والتي رأتها سابقاً لكنها المرة الأولى التي تتحدث إليها فيها.
ودعت زملائها في العمل قبل أن تأخذ حقيبتها وتتوجه إلى الخارج، تنظر في ساعة يدها فتجد أن هناك وقتاً كافي لتعود إلى المنزل لتستريح بعض الوقت وتبدل ثيابها استعداداً لمساندة رفيقتها في موعد اليوم.
كان الطريق مزدحم نظراً لكون هذا الميعاد هو ميعاد انتهاء الدوام لأغلب الموظفين، داخل الحافلة جلست هي إلى جانب الشباك وقد فتحت بعض ازرار معطفها فالجو أصبح دافيء قليلاً وهذا شيء جيد. فهي تؤمن انه بإنتهاء المواسم الباردة تنتهي نزعه الحزن الموجودة في المكان.
مرحباً بيرت لقد وصلت للمنزل تواً، سوف احصل على قيلولة الآن ثم.
لا تتأخري! صرخت بيرت من الجانب الآخر في أذنها.
بربكِ يا فتاة دعيني أكمل على الأقل، لن يطول الأمر سأستيقظ سريعاً وأكون مُستعدة في الميعاد المتفق عليه.
حسناً هذا جيد، سأمر عليكِ لنذهب سوياً.
جيد أنهت ايفدوكيا المكالمة لتضع هاتفها على السرير وتتنهد، تبحث عن ثوب مناسب وسط ثيابها. أنيق لكن ليس مُبهراً لكي لا يكون حضورها مشوشاً لحضور بيرت. هذا وإن كنت أملك شيء مُبهراً من الأساس سخرت من نفسها وهي تمسك بأحد الفساتين والذي كان رمادي اللون يصل إلى أعلى ركبتيها، بنطال باللون الأسود أسفله سيفي بالغرض.
الساعة السادسة والنصف:
انتهت ايفدوكيا من وضع أحمر الشفاه الوردي وهي تنظر في المرأة لتُلقي نظره أخيره على مظهرها والذي بدى لطيفاً نوعاً ما، كان الفستان خاصتها بسيط للغاية وقد تركت خصلات شعرها منسدلة بحرية بينما اكتفت بوضع أحمر الشفاه وبعضاً من مورد الخدود.
قادمة ادرفت بصوت مرتفع فور سماعها لصوت جرس الباب الصاخب للغاية فبيرت لم ترفع يدها قط عن الزر.
لقد ظننتُ أنكِ ميتة، إلهي. كل هذا الوقت لتفتحي الباب؟
أنتِ لم تعطيني فرصة يا مخبولة انتِ، ما مشكلتكِ؟ مهلاً تبدين فاتنة.
اشكركِ ايف، انتِ ايضاً اوه لقد وضعتِ بعضاً من مساحيق التجميل ايضاً.
أجل لقد فعلت، والآن لنذهب كي لا نتأخر على. ما اسمه مجدداً؟
كريس.
يبدو لطيفاً، ولكن من أين تعرفيه؟
إنه كذلك، حسناً سوف يبدو الأمر ساذجاً لكنه ابن أحدى صديقات والدتي. تقابلنا في حفل ميلاد وكان يبدو عليه أنه شخص ظريف.
إذن هذه المقابلة قد رُتبت بواسطة والدتكِ؟
شيء من هذا القبيل، لكنه يروق لي على أي حال لقد قررنا الخروج في موعد كي نتعرف أكثر.
هذا جيد للغاية، حظاً موفقاً بير اردفت ايف وهي تضمها بحنان.
بعد حوالي ثلاثون دقيقة توقفت سيارة الأجرى أمام المطعم المنشود، شعرت بيرت ببعض التوتر وشاركتها ايف الشعور ذاته دون سبب محدد.
طاولة دائرية الشكل مُغطاة بكسوة حمراء اللون من الستان وقد نُقشت باللون الأحمر، يجلس عليها شاب ذو خصلات شعر صفراء جذابة كأشعة الشمس وزوج من الأعين العسلية الوهاجة.
أهذا هو؟ سألت ايفدوكيا فور وقوع عيناها على ذلك الشاب والذي وضع باقة من الزهور الحمراء أعلى الطاولة وكانت هذه علامة واضحة على كونه الشاب الذي تبحثان عنه.
نعم، يبدو مهندم أليس كذلك؟
أجل، ووسيم ايضاً. لنذهب إليه.
مرحباً كريس حيته بيرت ببعض الخجل على غير عادتها ليرد التحية بلباقة ثم يُسلمها باقة الزهور خاصتها.
هذا لطفاً منك، لم يكن هناك داعي اردفت بإبتسامة واسعة لتبتسم ايف في المقابل، كلاهما بدا خجول قليلاً لكنهم لطيفان معاً. هذا ما كانت تفكر فيه، شعرت أن وجودها هنا غير مُحبذ لكنها لم ترفض القدوم كي لا تُحزِن بيرت.
يالحماقتي لم أعرفكَ على ايف. هذه ايفدوكيا صديقتي المُقربة. ايفدوكيا هذا كريس الذي اخبرتكِ بشأنه.
سُررت بمقابلتكِ.
أشكركَ، أنا ايضاً أجابت بود ليجلس ثلاثتهما، بدأ الحاديث ببعض المواضيع العشوائية مثل طبيعة عمل كريس والذي اتضح أنه طبيب في أحدى المستشفيات الكبيرة في باريس لكن لم تعرف في أي تخصص هو. لكنه كان يتحدث بشغف حول الأبحاث التي يريد أن يقوم بها وبدت بيرت مهتمه لسماع تلك الأحاديث.
إذاً ايفدوكيا كيف تعرفتِ على بيرت؟
كنا نعمل في الشركة ذاتها لكن حدثت ظروف اضطرتني لترك الشركة والعمل في مكان آخر، لكننا بقينا على إتصال.
هذا لطيف للغاية.
اشكرك. ما هذا؟ كانت تُجيب وهي تبتسم قبل أن تسأل مُتعجبه. تحاول تكذيب عيناها، أذلك هاري الذي يجلس على الطاولة بالقرب من النافذة؟
ما الذي جاء بهاري هنا؟ لماذا ينظر إلي؟ سألت بتعجب وهي تنظر نحو بيرت والتي كانت تنتظر أن تجد ملامح الدهشه قد ارتسمت على وجهها هي الآخرى لكن لم يحدث ذلك بل بدت متوترة كثيراً.
مهلاً مهلاً تفوهت ايفدوكيا وقد بدأ الغضب يتسلل إلى نبرتها لتبتلع بيرت بقلق.
هل كنتِ تعلمين أنه سيكون هنا بيرت؟ أهذه خدعة أم ماذا؟ أهذا الموعد مُزيف؟ سألت بنبرة حاده والشرار يكاد يتطاير من عيناها لكن حاولت ألا ترفع صوتها كثيراً لكي لا تلفت انتباه جميع الجالسين بالمطعم.
لا نفت بيرت والتي بدت غصة البكاء في نبرتها.
لا تكذبِ!
اعتذر. لكن. لكن الموعد ليس مُزيفاً اقسم.
كان عليكِ إخباري، لا ان تقومي بالتخطيط لأمر تعلمين أنه سيُزعجني قالت وهي تُعيد خصلات شعرها إلى الخلف بعصبية.
أنا لم اخطط اي شيء.
لم تخططِ لكنكِ كنتِ تعلمين! وبختها ايف، بينما نظر كريس إليهم في حيرة.
دعيني أخبركِ.
تحدثِ.
لم يكن هذا قصدي أقسم، هو فقط اراد رؤيتكِ من بعيد. وأنا قد أخبرته أننا سنأتي إلى هنا اليوم فلما لا يظهر في الوسط وتحاولون التحدث سوياً لبعض الوقت!
بيرت. لا أعلم أي جزء من حديثي لم يكن واضحاً كفاية لكي لا تفهميه، الأمر انتهى! لا أريد رؤيته وهذا القرار يتعلق بي وحدي!
اعتذر. اعتذرت مجدداً بينما نظرت نحو الأسفل بإنكسار. لم تتشاجر مع ايفدوكيا بهذا الشكل من قبل ولم تحتد ايفدوكيا في حديثها أمامها بهذا الشكل من قبل. شعرت كلتاهما بالذنب في تلك اللحظة، بيرت لأنها تسرعت ووافقت على حديث هاري وجعلته يأتي إلى هنا، وايف التي صبت غضبها على رفيقتها الوحيدة تقريباً والتي كانت نيتها جيدة بصرف النظر عن سوء تصرفها.
أخذت حقيبتها بينما كان يراقب هاري الحوار عن بعد ولكن حينما شعر أن الحديث قد احتد ذهب نحوهم.
ايفدوكيا، من فضلكِ لا تغضبي من بيرت لقد كانت فكرتي.
اصمت أنتَ، من أين جئتني منذ البداية؟ لما ظهرت في حياتي هاه؟ أخبرني!
ايفدوكيا اهدئ، يمكننا التحدث بطريقة أكثر هدوئاً دون التفوه بكلمات لا نعقلها قبل أن نقولها.
بربك هاري توقف عن هذه النبرة الباردة، أنتَ فقط لم تتسبب في المزيد من الدمار في العلاقة بيني وبين شقيقتي أنتَ الآن تُدمر علاقتي بصدقتي الوحيدة.
توقفِ عن تعليق مشاكلكِ على كاهل شخص آخر ايفدوكيا، فربما تكونين انتِ السبب في تخريب العلاقات. صدرت الكلمات بغضب من فم هاري وقد وقع في الخطاء ذاته الذي كان يحذر ايفدوكيا منه. لم يتحدث بهدوء ولم يفكر في الكلمات قبل أن تنساب من فمه والنتيجة أنه حديثه قد وجه صفعة لوجه ايفدوكيا.
اللعنة على ذلك اليوم الذي قابلتكَ فيه هاري بصقت كلماتها بنبرة بدت منكسرة بينما لمعت عيناها. اهي حقاً على وشك البكاء أمامه؟ هل اثرت كلماته عليها لتلك الدرجة؟
أنا سأذهب اردفت وهي تأخذ حقيبتها بعصبية وتتجه نحو الخارج دون أن تنظر خلفها سامحة للعبرات أن تشق طريقها إلى وجنتيها.
ايفدوكيا انتظري صرخ بها هاري لكن لا حياة لمن تنادي لقد غادرت بخطوات سريعة بالفعل.
تسير في أحدى الشوارع بغضب، لا تدري تحديداً أين هي لكن ذلك السؤال لا يشغلها الآن على أي حال. فهي تريد تفريغ طاقتها عن طريق البكاء والسير بخطوات سريعة وحيدة.
لا تدري من اخطأ هذه المرة، لا تفقه أي شيء. هل كان هاري محق؟ هل هي من تسبب في تخريب علاقتها بمن حولها؟ هل كانت ماديسون محقة في كل مرة بصقت فيها كلمات قاسية في وجه ايفدوكيا؟ بالتأكيد فإيفدوكيا ليست ملاك في نهاية المطاف. لربما تمادت في القيام بدور ضحية هذا ما كانت تُفكر فيه، رؤيتها مشوشة من الدموع فلقد حاولت التماسك وعدم البكاء لفترة طويلة والآن قررت استخدام حقها في الإنهيار. صدحت شهقاتها في المكان ولحسن الحظ لم يكن هناك الكثير من المارة في هذه المنطقة فقد كانت الشوارع هادئة خاصة انهم في الليل.
وعتمة الليل وهدوء ذلك المكان ورؤيتها المشوشة جميع تلك العواملة جعلتها لا تنتبه لصوت بوق السيارة المُسرعة القادمة تجاهها.