قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والأربعون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والأربعون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع والأربعون

يدخل هاري إلى الشركة بطوله الشاهق وبذلته الباهظة الأنيقة. يسير بثقة نحو الداخل وهو. وهو يُمسك بيد ماديسون!

هل فقد عقله؟ هذا أول ما جاء إلى خاطر بيرت. ياللهول هذا سيء للغاية، تدعو بداخلها أن يكون هناك أي سبب منطقي لهذا عدا أن يكون هاري قد عاد إلى ماديسون مرة آخرى، لم تشعر بيرت بنفسها سوى وهي تُمسك هاتفها وتلتقط صورة لهم سريعاً وتُرسلها إلى نايل بينما تدعو بداخلها أن لا يلاحظ أحد.

وقف هاري بتعابير وجه حادة وبنظرة ثاقبة ينظر نحو الجميع، اضطرب موظفو الإستقبال جميعاً أو العاملين بالشركة بشكل عام. فتعابير وجه هاري لم تُبشر بالخير قط.

مرحباً بالجميع.
مرحباً بعودتك سيد ستايلز! اردف رئيس مجلس الإدارة وهو يهرول بتوتر نحو الساحة الرئيسية، خرجت كلماته مُبعثرة وبنبرة مُرتجفة.

أشكرك حقاً على حسن إدارتك للشركة في غيابي، ولكن حان الآن وقت عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي. اردف هاري بنبرة ثابتة ثم نمت ابتسامة على ثغرة لرؤية تعابير وجه الآخر المرتعبة، نظرت نحوه بيرت وهي ترفع أحدى حاجبيها. لا تدري ما الذي برأس هاري واللعنة! لقد ظنت أنه سيبرحه ضرباً أو على الأقل سيهينه ثم يطرده من الشركة لكن أن يشكره؟

أود ايضاً إعلان شيء آخر، ماديسون. الوجه الأجمل لشركتنا في السابق عادت لتعمل معنا من جديد لذا سترونها كثيراً في الأيام القادمة، أتمنى أن تُحسنوا استقبالها. فتحت بيرت ثغرها بينما ابتسم بعد الموظفو القدامى يبدو أنهم كانوا يدعمون علاقة هاري وماديسون في السابق، أما عنها فكادت تتقيئ من كثرة الإشمئزاز!

بيرت اتبعيني إلى المكتب من فضلكِ.
أمرك سيد هاري. أجابت وانتظرت حتى يصعد ثم تبعته، قررت الصعود على الدرج بدلاً من المصعد لذلك قد سبقها هو، كانت تدعو من داخلها ألا يُحدثها أمام ماديسون. فأي حرف ستتفوه به ماديسون سيؤدي إلى حدوث شجار.

تفضل أجاب هاري حينما طرقت بيرت الباب لتدخل وقد رسمت على وجهها ابتسامة متكلفة ولحسن الحظ لم تجد ماديسون في الداخل حينما تجولت بعيناها داخل المكان.
أجلسي بيرت.

حسناً سيدي.
أعلم انكِ تشعرين بالغرابة تجاه ردود أفعالي في الدقائق الماضية وهذا طبيعي كي أكون صريح، على أي حال أنا بحاجة إليكِ بشكل كبير. تحدث هاري بنبرة هادئة على غير المعتاد.

أنا؟
أجل بيرت، لقد اثبتِ لي ولائكِ للعمل هنا بشكل كبير لذا ستكونين عيني الثالثة في هذا المكان.

هذا. هذا شرف كبير لي سيد هاري.
أولاً أنا لن أقوم بأي اجراء تعسفي تجاه ذلك الخائن فهناك خطة برأسي بشأنه، ثانياً وجود ماديسون هنا سيساعدنا بشكل كبير وليس كما يجول في ذهن الجميع. زفرت بيرت براحة عند سماع كلماته الأخيرة وابتسمت بسعادة، بالتأكيد لقد وضح ذلك الأمر لسبب.

بالمناسبة كيف حال صديقتكِ؟ سأل برسمية وهو يدعي الإنشغال ناظراً إلى اللاب توب خاصته، تبتسم هي بخبث.
إنها بخير.

ماذا. أصاب قدمها؟

حادث سير.

حادث سير؟ يجب عليها تعلم كيفية السير خارج منزلها.

في الواقع من يقودون هم الذين بحاجة إلى ارتداء نظارات طبية. سخرت منه في المقابل متناسية تماماً كونه مُديرها بالعمل فكل ما تراه هو الحبيب السابق لصديقتها المُقربة.

على أي حال لنعود إلى موضوعنا، بيرت الآن سأخبركِ بمواصفات للتصاميم التي ارغب في ان تصميمها وهذا العمل موجه لكِ بمفردك وهذا أمر سري ستذهبين إلى المنزل وتنفذي التصاميم هناك، وكوني حرسه فالخائنون في كل مكان. بصق حديثه وكأنه يقول بشكل صريح انه يتوقع ان تسىرق ايفدوكيا التصاميم وتمنحها لأليكس. لقد فقد عقله تماماً، هذا ما كنت تُفكر فيه بيرت في تلك اللحظة.

حسناً سيد هاري.

سأمهلكِ ثلاثة أيام كي تنتهي من تلك التصاميم حتى نقوم بتنفيذها.

حسناً سيد هاري. اردفت وهي تُغادر المكان، وبالفعل بعد نصف ساعة كان هاري قد منحها ورقة تشمل كل ما يرغب به لتأخذها بيرت وتعود إلى المنزل.

اوه مرحباً بير، أليس الوقت مبكراً قليلاً على عودتكِ؟

أجل نعم، لقد منحني هاري بقية اليوم لأعمل من داخل المنزل.

جيد، ماذا تريدين على الغداء؟

لنقوم بطلب أي شيء من الخارج، ايف. انتِ لن تقومِ بفعل أي شيء يضر عمل هاري أليس كذلك؟

بالطبع لن افعل، بالطبع إن كنتِ تتحدثين عن أذى مُباشر لكن العمل بجد كي تُصبح شركة أليكس الأولى في سوق الأزياء لا يُحتسب. قالت ايفدوكيا بصدق فهي ولائها لشركة أليكس من المفترض؟

حسناً ايف، لدي خبر جيد وهو أنني سأعمل من المنزل لمدة ثلاثة أيام لذا سنقضي المزيد من الوقت سوياً.

اوه حقاً؟ واخيراً فلقد سئمت الجلوس بمفردي.

في مساؤ اليوم التالي جلست ايفدوكيا وفي الجهه الآخرى جلست بيرت لتعمل كل واحدة بمفردها على التصاميم المطلوبة، وقفت ايفدوكيا وذهبت لإحضار مشروب غازي ليُسليها أثناء العمل عادت واقتربت من بيرت لترى ما الذي تعمل عليه لتُخبئ بيرت التصميم خاصتها بُسرعة فتنظر نحوها ايفدوكيا بحاجب مرفوع.

ماذا؟ لن اُغش! سخرت ايفدوكيا لتبتسم بيرت بتوتر ولكن ملامح ايفدوكيا تُصبح أكثر جدية.

بيرت؟ هل حقاً تُخفين التصاميم عني؟

ماذا؟ لا. لا لم أقصد أن فقط.

لا يهم بيرت لا يهم. قالت ايفدوكيا وهي تأخذ أغراضها وتضعها على الأريكة مُبتعدة عن مجلس بيرت، كادت بيرت تتحدث لكن هاتف ايفدوكيا قد دق ليقطع المحادثة التي كانت على وشك البدء.

اوه مرحباً أمي لقد اشتقتُ إليكِ.

مرحباً ايف كيف حالكِ؟ اشتقتُ لكِ ايضاً.

أنا بخير أمي، ماذا عنكِ وعن أبي؟

نحن بخير. أنا فقط اردت اخباركِ أن ماديسون اتت اليوم وستبقي للغد. أردت ان اسالكِ هل ستتمكني من الحضور إلى هنا لنقضي. امم وقتاً عائلي؟

اعتذر أمي لكن. لن استطيع انا منشغلة كثيراً بالعمل حالياً و. أجابت ايفدوكيا بحزن ثم نظرت نحو قدمها، هي لم تُخبر والدتها بما أصاب قدمها فهي ستقلق للغاية ولربما أصرت على القدوم إليها.

ايفدوكيا قلبي ينفطر كلما نظرتُ إلى علاقتكِ بماديسون.

أمي صدقيني أنا عاجزة عن القدوم هذه المرة بصدق.

حسناً ايفدوكيا كما تريدين. وداعاً.

وداعاً أمي. أحبكِ. قالت وهي تُغمض عيناها ثم تُغلق الخط. امتلأت عيناها بالدموع لكنها لم تمنعها بل تركتها تنهمر في صمت. نظرت نحوها بيرت بحزن لكنها لم تدري ماذا تفعل.

مرت الموهلة التي منحها هاري لبيرت لتذهب إليه وهي تحمل معها التصاميم المطلوبة.

مرحباً بيرت هل انتهيتِ؟

أجل سيدي هذا ما طلبته. منحته بيرت التصاميم حين لاحظت بعيناها أن مدير إدارة الشركة يقف إلى جانبه؟ ما الذي يُفكر فيه؟

أخذ هاري التصاميم دون النظر إليها ووضعها داخل خزنته بينما عين ذلك الوغد لم تُغادر خزنة هاري.

يمكنك الذهاب إلى مكتبك، بيرت انتظري أود التحدث إليكِ.

حسناً سيد هاري. رحل بينما وقفت بيرت بحيرة وهي تنظر إلى هاري.

بيرت إن رأيتِ ذلك الحشرة يتوجه إلى المكتب خاصتي وأنا لستُ داخله لا تصدري أي صوت ولا تقومِ بأي ردة فعل حسناً؟

لكن.

بدون لكن.

عُلم سيد هاري.

يمكنكِ الرحيل. اردف هاري لتومئ هي وتتوجه نحو الخارج وفي اللحظة ذاتها كانت ماديسون قادمه إلى الغرفة فدفعتها دفعة بسيطة، وكان أول سؤال خطر على بال بيرت متى عادت تلك من عند والدة ايفدوكيا؟

انتبهي! صرخت ماديسون لتقلب بيرت عيناها وتُردف بصوت منخفض:
لا طاقة لي بالشجار معكِ باربي.

إلهي كيف تسمح بموجود مثل هذه الحثالة هنا؟، على أي حال هاري لقد اردت رؤيتي.

أجل، سنبدأ في جلسات التصوير من الغد. بنبرة واثقة صدرت كلماته وهو ينظر في هاتفه.

لكن. هل انتهيتَ من التصاميم؟ أليس من المفترض أن تمنحك بيرت التصاميم اليوم؟

أجل لكن هذا طُعم ليس إلا، أنا أملك تصاميم أخرى بالفعل ولا أحد يعلم بشأنها.

إلهي هاري أنتَ ذكي بحق. علقت ماديسون بإنبهار وهي تضحك.

اشكركِ ماديسون. بدونكِ ما كنت لأجد حلاً لتلك المشكلات.

هاري أنا إلى جانبك وسأبقى إلى الأبد. قالت وهي تُمسك بيد هاري وتبتسم ليبتسم هو في المقابل ويُردف:
أنتِ أفضل صديقة ماديسون. مهلاً من سكب ماء مُثلج على رأسها؟ كلمات هاري.

صديقة؟ اش. اشكركَ هاري. ابتسمت بآلم وهي تبصق كلماتها قبل أن تعتذر وتذهب نحو الخارج.

قضى هاري بضع ساعات في المكتب خاصته قبل أن يتوجه نحو المستشفى حيث أخبرته چيما أن الطبيب قد سمح بإستكمال والدتهما العلاج بالمنزل، ولا يوجد أي جديد بعد في حالة زوجها.

أمي لقد اشتقتُ إليكِ اردف هاري وهو يُقبل يدها بلطف لتبتسم وتعبث في خصلات شعره الناعمة.

أنا ايضاً. أجابت بضعف، احضرت الممرضة كرسي ذو عجلات كي تجلس عليه آن في رحلتها نحو الخارج فهي لن تقدر على السير لمسافة كبيرة، ساعد هاري الممرضة في وضع آن على الكرسي بينما هاتفه نايل ليُخبره انه بمنزله وقد أ شرف على كل شيء لإستقبال السيدة آن وتجهيز حجرتها والمعدات الطبية التي ستحتاجها وكذلك تجهيز غرفة للممرضة التي ستبقى برفقتها لفترة.

أصرت آن قبل رحيلها أن تذهب لرؤية روبن. انهمرت دموعها وانقبض قلبها لرؤيته في تلك الحالة، لقد كان نائماً كالملاك ولكن مع بعض الخدوش والكدمات. كانت تشعر بالأنانية لأنها ستغادر المستشفى بدونه لكن لا تستطيع أخذه برفقتها.

سيصبح بخير أمي أعدكِ قالت چيما وهي تُقبل رأسها ثم انحنت لتقوم بمسح دموع والدتها المنهمرة.

أجل. هو قوي وسيتحمل أنا واثقة من ذلك.

السيارة تنتظرنا للرحيل. قاطع هاري المشهد المؤثر وهو يوجه الكرسي نحو الخارج بينما غادرت آن قلبها وعقلها حيث جسد روبن.

أمي لقد رتبت غرفتكِ كما تُحبينها وقد أحضرت أزهاركِ المُفضلة كل شيء ينتظر عودتكِ.

اشكركَ بني.

بعد مرور نصف ساعة توقفت السيارة أمام منزل هاري ليستقبلهم نايل بسعادة ويسير كل شيء وفق الخطة.

هاري أود التحدث إليكَ. قال نايل بنبرة جادة ليومئ هاري.

لنجلس في الحديقة، مهلاً سأحضر شراب لنا.

إذاً نايل كنت تريد التحدث إلي.

هل كانت ماديسون برفقتكَ اليوم؟

هل تراقبني نايل؟ اردف هاري بنبرة درامية ساخرة.

هل عدت إليها؟ أعني هل تواعدها مجدداً؟

لا.

لكن أنتَ كنت تُمسك بيدها اليوم.

وماذا في ذلك؟ إنها صديقتي وهي ستشارك في حملة الأزياء الجديدة خاصتي بالمناسبة نايل لم اعرف قط أنكَ بارع بهذا الشكل.

ماذا؟ سأل نايل ببلاهه ليقلب هاري عيناه.

التصاميم التي أرسلتها إلى نايل إنها مزهله! يا صاح كيف لم تُشاركني بتصاميم كتلك في السابق ولقد طلبتُ منكَ أكثر من مرة أن تُشاركني في العمل.

لم. لم اكن واثقاً كفاية في موهبتي. تلعثم نايل وهو يقول حديثه ليقهقه هاري.

مازلت خجولاً نايل، إذاً أتود أن اذكر اسمك من ضمن مصممين الحملة؟

لا لا، اسمكَ يكفي.

أواثق أنتَ من ذلك؟

أجل أجل، بالمناسبة يجب أن أرحل الآن لدي موعد. قال نايل وهو ينظر في ساعة يده ثم يرتشف آخر رشفه من كوبه.

موعد؟ هل أنت تواعد نايل دون أن تُخبرني؟

ماذا؟ لا إنه موعد عمل، على أي حال مُبارك لكم عودة السيدة آن. اردف نايل وهو يأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته ويتوجه نحو الخارج.

مرحباً بيرت أنا قادم، نصف ساعة فقط وسأكون في المكان المُحدد. تحدث نايل في رسالة صوتيه وقام بإرسالها إلى بيرت.

استمعت بيرت إلى الرسالة وهي تبتسم بينما تنظر إلى انعكاسها في المرأة، ارتدت ثوب أسود اللون يكشف عن ساقيها.

بيرت؟ هل أنتِ ذاهبه إلى مكان ما؟

عشاء عمل. قلدت بيرت نبرة ايفدوكيا لتدفعها ايفدوكيا بخفه.

لستِ مُضحكة يا هذه، أخبريني بصدق إلى أين؟ موعد جديد؟ سأل ايفدوكيا وهي تغمز بأحدى عينيها.

شيء كهذا، سأخبركِ بالتفاصيل لاحقاً.

أهو الشاب ذاته الذي قابلتيه من قبل؟

لا شخص آخر والآن وداعاً فلقد تأخرت كثيراً تحدثت بيرت بسرعه ثم قبلت وجنة ايفدوكيا وركضت نحو الخارج بينما صدح صوت حذاءها في المكان.

وداعاً بير.

توجهت بيرت نحو المكان المتفق عليه، سيتناولون وجبه العشاء في مطعم داخل احدى المراكز التجارية الشهيرة، هرولت نحو الداخل حينما نظرت في ساعة هاتفها فلقد تأخرت قليلاً.

مرحباً نايل.

اوه مرحباً بيرت. اردف وهو يقوم من مجلسه ليُصافحها ثم يُشير لها بالجلوس فينتظر جلوسها ثم يجلس هو.

اعتذر بشدة عن التأخير فلقد كان الطريق مزدحم. تحدثت وهي تُعلق الحقيبة على طرف الكرسي وتجلس.

لا داعي للإعتذار لم انتظر كثيراً، إذاً ماذا سنأكل؟ أنا اتضور جوعاً سأل بنبرة لطيفة.

لا أدري لننظر في قائمة الطعام. فعل كلاهما ثم أشار نايل إلى النادل كي يأخذ طلبهم، كان نايل يتصرف بنبل طوال الوقت. أخذت بعض الأحاديث العشوائية بعضاً من وقتهم قبل أن يبدأ الحديث المهم.

حسناً بيرت، أود أخباركِ بشيء لكن لا تفزعي ولا تصرخي أمام الجميع حسناً؟ سأل نايل بتوتر شديد لتتحمس هي وتعتدل في جلستها.

حسناً.

إذاً هاري قد أخبركِ اليوم بشأن تصاميم جديدة بحوزته وسيفاجئ بها الجميع صحيح؟

أجل لقد أخبرتك ذلك بنفسي صباح اليوم. قالت بينما ازدادت نبرتها حماساً.

حسناً الأمر هو.

نايل ابصق كلماتكَ سريعاً اردفت بصوت مرتفع نسبياً وبنبرة متوترة.

ايفدوكيا هي صاحبة التصاميم. شهقت بصدمة وهي تنظر إليه بأعين متسعة.

ماذا؟ أخذ الحديث مجرى غير متوقع. توتر نايل وأخذ يعبث في الطبق الموضوع أمامه.

هل سرقها؟ لا انتظر لقد اسئت فهمك، انتَ بالطبع تعني أنها كانت تصميم قديمة لإيفدوكيا قد احتفظ بها هاري لنفسه.

لا لم اقصد هذا، بل. انظري. لقد أعطتني ايفدوكيا تلك التصاميم بنفسها وأوصتني أن أمنحها لهاري بنفسي!

هذا غير معقول! أنتَ فقدت عقلك وتُخرف أليس كذلك؟ اردفت بيرت غير مُصدقة لحديثه فبالتأكيد لم تفعل ايفدوكيا شيء كهذا، ودون أن تُخبرها!

لا أقسم لكِ، انظري سأقص عليكِ الأمر كله لقد هاتفتني ايفدوكيا وارادت مُقابلتي. وبالفعل تقابلنا أخبرتني انها تعلم كل شيء عن وضع الشركة السيء وانها تود مساعدة هاري لكن بشرطً واحد.

وما هو ذلك الشرط؟

ألا يعرف هاري.

ولماذا؟ ولما نفذت طلبها ذلك؟ وكيف أقنعت هاري؟ إلهي عقلي على وشك الإنفجار من كثرة التساؤلات.

انظري لقد طلبت مني أن أكذب بشأن ذلك الأمر. لقد اخبرته انني تعلمتُ التصميم منذ فترة لكني ابقيتُ الأمر سراً ولكن حينما رأيت حالة الشركة السيئة اردت مساعدته لذا قمتُ بعرض تلك التصاميم عليه.

هل تظن أن هاري مُغفل لتلك الدرجة؟

لقد بدا مقتنع إلى حد كبير. لا ادري ماذا في رأسه كي أكون صريح.

أتمنى أن ينتهي ذلك الأمر بخير وألا يغضب منك لعدم إخباره بالحقيقة.

بيرت أنا أود عودة ايفدوكيا وهاري سوياً مثلكِ تماماً وابغض وجود ماديسون بقربه، لكن عليكِ أن تعلمي أن إصلاح الأمر بينهم عن طريق تدبير أمور من وراء ظهورهم لن ينفع.

أنتَ محق. لقد حاولتُ من قبل وانتهى الأمر بشجار كبير بيني وبين ايف. اردفت بيرت بنبرة حزينه ثن صمتت لثوانٍ ثم عادت لتسأل:
إذاً ما العمل الآن؟

لا أدري، لكن لنأمل أن هاري لم يقتنع بذلك الأمر كثيراً.

في الوقت ذاته كانت تجلس ايفدوكيا منتظرة عودة بيرت بينما جاءتها مكالمة هاتفيه من والدتها:
مرحباً ايف.

مرحباً أمي كيف حالكِ؟

نحن بخير أنا والدكِ.

صوتكِ لا يبدو بخير أمي، هل هناك خطب ما؟

ماذا؟ لا. لا شيء نحن بخير. قالت والدتها بتوتر بينما سمعت ايفدوكيا صوت والدها لكن لم تُفسر حديثه.

أمي تحدثِ في مكان بعيد عن أبي.

انتظري. انتظرت ايفدوكيا بضع ثوانٍ حتى ذهبت والدتها بعيداً.

ماذا حدث أمي؟ هل أبي مريض؟

لا. ابنتي انتِ حياتكِ غير مستقرة بما يكفي لا داعي لأن تُشغلي رأسكِ بأمورنا.

أمي من فضلكِ فقط اخبريني ما الخطب؟ سألت ايفدوكيا وقلبها يكاد يقفز من موضعه من كثره القلق.

المصنع حيث يعمل والدكِ قام بتسريح جزء كبير من العماله.

ماذا؟ إلهي. أتمزحين؟

أتمنى لو كنتُ أفعل، والدكِ حالته النفسية سيئة للغاية. لقد منحوه مكافأة نهاية الخدمة لكن. صمتت ايفدوكيا لدقيقة لتفكر في حل.

أمي انظري. لطالما أراد أبي أن يفتح مشروع خاص به، أتتذكري ذلك المخبز الذي كان يتشاركه مع العم باولو. تحدثت ايفدوكيا بسعادة وكأنها وجدت الحل السحري للمشكلة.

أتذكر بالطبع لكن هذا كان منذ وقتاً طويل ليته استمر في ذلك الأمر لكن عند وفاة باولو أُغلق المشروع.

ألم تذكري منذ دقيقة أنهم منحوا أبي مكافأة؟ لما لا يشتري بها متجر صغير لبيع المخبوزات او يستأجره.

لقد فكرنا في ذلك الأمر لكن الأموال لن تكفي حتى وإن لم يقم بشراءه فالأموال لن تكفي للإيجار مع شراء مستلزمات المخبز. شعرت ايفدوكيا بغصه في حلقها، كيف ستُدبر تلك الأموال.

ألم تدري ماديسون بذلك الأمر؟

لا لقد عاهدتُ اباكِ على عدم إخبارها فأنتِ تعلمين هو لن يقبل أن يأخذ يورو واحداً منها. لقد عاهدته على عدم إخباركِ لكن انتِ تعلمين لا أحد غيركِ لا أشكِ له همومي. تحدثت والدتها بنبرة خجل وحزن فهي لم تُريد أن تُزيد هموم ابنتها لكن ليس بيدها حيلة.

لا تقلقِ أمي أنا سأدُبر بعض الأموال وسأشتري له كل ما يريد حتى وإن كلفني الأمر أي شيء. فهذا ثمناً قليل لكل التضحيات التي قدمها من أجلنا.

اشكركِ حقاً ايفدوكيا لكن كيف ستفعلي هذا؟ راتبكِ لن يكفي والمكان حيث تقطنين كل شيء باهظ الثمن.

لا تشغلي بالكِ أمي، أعدكِ أنني سأدبر الأمر. لا تدعي أبي يشعر بالحزن. وداعاً حبيبتي. انهت ايفدوكيا المكالمة وكل ما يشغل بالها كيف ستُنفذ ذلك الوعد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة