قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والثلاثون

ماذا حدث؟ سأل لتنظر نحوه بأعين باكية.

ال. التصميم خاصتي قالت ليتوجه نحو الداخل لينظر إلى ما تنظر إليه هي بصدمة، ليجد فستان باللون الأرجواني ذو تطريز أنيق كان الجزء العلوي على ما يرام أما عن الجزء السفلي فقد كان مُمزق بصورة عشوائية بمعني آخر قد تشوه.
من فعل هذا؟ سأل هاري غير منتظراً جواب بالفعل، رؤية دموعها المنهمرة قد أشعل غضبه
اقترب من احدى المكاتب باحثاً عن مناديل ورقية كي تجفف دموعها، استغرق ثوانٍ قليلة قبل أن يمنحها واحداً.

كلما حاولت تجفيف دموعها انهمر المزيد منها لقد شعرت بخيبة لا تطاق لقد تم تدمير لحظة تقييم تصميمها بواسطة هاري. لقد تم تخريب التصميم التي بقيت لساعات تعمل عليه.

بينما كان يقف كلاهما تحت تأثير الصدمة و التساؤلات ظهرت سيل?يا من اللامكان بدون مقدمات.
مرحبا سيد ستايلز تكلمت سيل?يا بهدوء بينما يعتلي وجهها ابتسامة صغيرة.

إلهي ماذا حدث؟ سألت سيل?يا بنبرة مندهشة لتنظر نحوها ايفدوكيا بنظرة حارقة دون ان تتفوه بحرف.
لقد مزق أحدهم تصميم ايفدوكيا.

يا إلهي. في النهاية السرقة لا تجعل الشخص ذو مكانة
سرقة؟ سأل هاري بإستنكار.

اجل سيد ستايلز. لقد كنت اعمل على تصميم مشابه لهذا و قامت ايفدوكيا بتقليد أغلب الخطوات لكن في النهاية قد حصلت على ما تستحق
ما اللعنة! أنا لم اسرق أي شيء انتِ كاذبة صرخت ايفدوكيا بنبرة غاضبة و مستنكرة في الوقت ذاته، لم تظن ان هناك شخص وقح لتلك الدرجة! تلصق إليها تهمة لم تقم بفعلها.

إذاً سيل?يا يمكننا أن نستنتج أنكِ قمتِ بتخريب التصميم لأنكِ تعتقدين أن ايفدوكيا قد سرقت التصميم خاصتكِ؟ سأل هاري و هو يضم كلتا عيناه مركزاً اياهم على تعابير وجه سيل?يا يريد أن يراقب لغة جسدها.

لا بالطبع سيدي أخلاقي لا تسمح لي بمثل هذا الفعل على عكس بعض الأشخاص المجردين منها اردفت سيل?يا و هي تنظر بطرف عيناها نحو ايفدوكيا التي كانت دموعها مازالت تنهمر لكن تعابير وجهها كانت غاضبة أكثر من كونها حزينة.

حقاً سيل?يا أنتِ لم تفعلي؟ سأل هاري بنبرة توحي بأنه مصدق لما تقوله سيل?يا لتنظر نحوه ايفدوكيا بصدمة بينما ترتشع كلتا يداها لتضم قبضتها حتى تُخفي ارتعاشها.
أجل سيد ستايلز.

أين كنتِ إذاً؟ و أنتِ ايفدوكيا أين كنتِ قبل أن تأتي إلي؟

لقد كنا في استراحة الغداء لذا توجهت إلى الطابق السفلي و كانت ايفدوكيا و بيرت كلتاهما برفقتي ذهبنا لنتناول القهوة سوياً، لذا كيف سأقدم على مثل هذا الفعل و هما برفقتي؟ كان كلام سيل?يا حتى الآن منطقي بعض الشيء فكيف ستفعل هذا و هي في الطابق السفلي، وجه هاري نظره نحو ايفدوكيا التي بدت مصدومة عقلها لا يستوعب كيف لشخص أن يكذب بتلك البراعة الآن فقط تأكدت أن سيل?يا هي من أفسدت التصميم فلا يوجد أحد هنا يعاملها بسوء بقدرها.

حسناً أنا اصدقكِ اردف هاري لتشهق ايفدوكيا بصدمة و تنظر نحوه غير مصدقة، بينما حافظ هو على تعابير وجهه باردة تماماً كليالي باريس.

حقاً؟ سألت سيل?يا بينما تعتلي ملامح الفرحة المفرطة معالم وجهها، لكن تلك الإبتسامة الساطعة قد رحلت فور تحدث هاري قائلاً:
أجل، و لكنني احتاج إلى اثبات قبل أن اعاقب ايفدوكيا.

ما نوع الإثبات الذي تريده سيد ستايلز؟ سألت سيل?يا و هي تبتلع بقلق ليبتسم هاري ابتسامة جانبيه قبل أن يقول:
على سبيل المثال لقد قلتِ سابقاً أنها قامت بتقليد احدى التصاميم خاصتكِ أليس كذلك؟

أجل.

جيد أريد رؤية التصميم التي قامت هي بتقليده.

حسناً سأبحث عنه اردفت بتلعثم لتتوجه نحو المكتب خاصتها و تبحث بعشوائية بينما اتسعت عيناها.

لقد كان هناك. تفوهت بنبرة منخفضة و هي تُكمل البحث.

اتقصدين هذا؟ اردف هاري بينما يحمل في يده مقص متوسط الحجم قد اشتبك به بعضاً من قماش الفستان خاصة ايفدوكيا.

سيد هاري. هي لقد خربت الثوب بنفسها و قامت بوضع هذا في المكتب خاصتي و،.

أنا لم اتفوه بحرف واحد، و لم اذكر قط إحضار هذا من المكتب خاصتكِ لكن يبدو أن حماقتكِ جعلتكِ تتفوهين بنفسكِ تكلم هاري بنبرة ساخرة بينما تعابير وجهه كانت جامدة، نظر نحو ايفدوكيا التي كانت تنظر ببلاهه غير مدركة لما يحدث حولها.

هل تودين الإعتراف بما اقترفتِ من ذنب ام تريدين المزيد من الأدلة؟ تكلم هاري و هو يقوم بإعادة خصلات شعره البني في مكانهما بعيداً عن وجهه لكنها سرعان ما عادت مجدداً لنعومتها، وضع كلتا يداه في جيوبه منتظراً من سيل?يا ان تتحدث كي ينتهي كل هذا الهراء.

سيد ستايلز أنا حقاً لم افعل شيء.

ما رأيكم في مشاهدة مقطع فيديو مُسلي في حجرة الأمن الخاصة بالشركة؟ تحديداً بالقرب من شاشات العرض خاصة كاميرات المراقبة وقفت ايفدوكيا صامته بينما بدأت الدموع تغلف عين سيل?يا قبل أن تتفوه بنبرة مهزوزه يتخللها النحيب:
سيد هاري على الأقل اسمح لي بأن افسر السبب وراء ذلك.

يمكنني سماعكِ اردف وهو يقوم بإسناد جسده على المكتب الخاص بإيفدوكيا.

لا اريد التحدث أمامها قالت سيل?يا لتكسر ايفدوكيا حاجز الصمت و تقول بنبرة غاضبة:
لا لن ارحل، الأمر يتعلق بي! ابتسم هاري ابتسامة جانبية قبل أن يُردف:
لما تريدين منها الرحيل؟

سيكون الأمر محرج للغاية لثلاثتنا قالت ليضم هاري حاجبيه، ثم يطلب من ايفدوكيا الرحيل بطريقة مهذبه، نظرت نحوهما بحده قبل ان تأخذ حقيبتها و تتوجه نحو الخارج صافعه الباب بغضب.

و الآن أخبريني.

لقد طلبت مني السيدة آن فعل هذا. لا أنكر انني شعرت بالغيرة منذ قدوم ايفدوكيا لكنني لم اكن لأقدم على فعل مثل هذا الشيء.

أمي مجدداً. قال وهو يغطي وجهه بكلتا يديه قبل أن يُعيد خصلات شعره إلى الخلف بعصبيه.

حسناً سيل?يا حسناً، لا أريد أن يعلم أحد بشأن هذا الأمر و بصورة خاصة ايفدوكيا.

كما تريد سيد ستايلز.

هذه المرة سأكتفي بتحذيركِ مع خصم جزء من راتبكِ، لكن عند الخطأ القادم ستجدين نفسكِ أمام باب الشركة. اردف هاري و هو يرفع أصبعه في وجهها محذراً اياها، قبل ان يغادر المكتب كي يلحق بإيفدوكيا لكن لم يجدها فقد غادرت الشركة بالفعل قبل دقائق من وصوله.
أما عنها فهي غادرت الشركة غاضبة تسير بخطوات سريعة حتى اصطدمت بأحدهم بقوة.

أسفة اعتذرت بتلعثم دون أن تنظر إلى وجه الفتاة فعلى أي حال كانت رؤيتها مشوشة نتيجة لبكاءها منذ مدة قصيرة.

انتِ انتبهي يا حمق. ايفدوكيا؟ اردفت الفتاة بغضب لكنها سرعان ما تحولت نبرتها إلى الدهشه.

ماديسون؟ ماذا تفعلين هنا؟

لا بل انتِ ماذا تفعلين هنا؟ و ما تلك الحالة هل انتِ بخير؟ كان سؤال ماديسون كالقشة التي قصمت ظهر البعير ففور سماع ايفدوكيا لسؤالها انهمرت دموعها بقوة مجدداً لتضمها ماديسون بحنان. ضمتها ايفدوكيا بقوة كي تستشعر بعض الامان و الحب، مضى وقت طويل منذ ان ضمت ماديسون ايفدوكيا بهذا الشكل.

هيا لنذهب قالت ماديسون كاسرة حاجز الصمت لتجذب ايفدوكيا نحو سيارتها الحمراء الفاخرة.

توقفِ عن البكاء قالت ماديسون فور وصولهم لإحدى المطاعم و هي تمنح ايفدوكيا منديل ورقي.

حسناً سأحاول.

جيد الآن أخبريني ماذا حدث؟ و ماذا كنتِ تفعلين بالقرب من شركة ستايلز؟ سألت ماديسون دفعة واحدة لكن بنبرة هادئة لتنتبه لها ايفدوكيا ثم تقول:
أنا موظفة في الشركة خاصته ماديسون، لقد حدثت بعض الامور المزعجة في خلال الدوام و لم أدري ماذا أفعل سوى الرحيل من ذلك المكان لقد كدت اختنق بالداخل.

ألم يدافع عنكِ؟ كان سؤال ماديسون قاتل بالنسبة لإيفدوكيا هو لم يدافع عنها كما خالت انه سيفعل. لما كان هادئ إلى تلك الدرجة لما لم ينفع قائلاً أن ايفدوكيا لم تكن لتسرق تصميم احد. اومئت ايفدوكيا بنعم لم تقوى على الرد.

وغد قالت ماديسون بضيق أجل علاقتها بإيفدوكيا ليست بأحسن حال و كون هاري في المنتصف ليس بالأمر الجيد مطلقاً لكنها في تلك المرة في صف شقيقتها التي أراها هاري جانبه الحقير.

ما رأيكِ في أن نتناول شيء و نتبادل أطراف الحديث قليلاً؟ عرضت ماديسون على ايفدوكيا لتظهر ملامح السعادة على وجههاو هي تُردف:
أجل بالطبع.

قام كلاهما بطلب ما يريدان من النادل، بالطبع كان طعام ماديسون أقل من حيث الكمية و السعارات كذلك فهي تتبع نظام حمية من أجل عملها أما عن ايفدوكيا فلم تهتم قط بمثل هذه الأشياء فحبها لطعام لم يكن ليجعلها تهتم لمثل هذا الشيء خاصة كون جسدها متوسط بل أقرب إلى النحافة.

أخبريني إذاً ما هو دوركِ في شركة هاري؟

ماذا سأكون؟ مصممه بالطبع قالت ايفدوكيا بنبرة مرحة.

اوه. يبدو أنكِ بارعة في التصميم حتى يقبلكِ هاري في الشركة خاصته كان من المفترض أن يظهر الحديث كنوع من المدح لكن بدت نبرة ماديسون و كأنها تقول: لم اكن اعلم انكِ جيدة كفاية ليقبلكِ مما جعل ايفدوكيا تشعر بآلم في قلبها لكنها تجاهلت ذلك فهي لا تريد أن تظهر كملكة الدراما.

أجل هو يرى أنني مؤهله كفاية للعمل معه ابتسمت ماديسون ابتسامه جانبيه لإستخدام ايفدوكيا لفظ معه بدلاً من عنده.

انتهي كلاهما من تناول الطعام تحدثوا في مواضيع شتى و كانت تحاول ايفدوكيا بقدر الإمكان تجنب الحديث عن هاري مجدداً أو بشأن ما حدث.

كم الحساب؟ سألت ايفدوكيا ماديسون و التي أخذت الورقة التي تحوي الحساب من النادل.

لا يهم الحساب عِندي اردفت ماديسون لتقاطعها ايفدوكيا بلطف قائلة:
لا أنا الكبرى، الحساب عِندى أنا.

ايفدوكيا اعتقد ان المكان هنا غالي بعض الشيء بالنسبة لكِ لذا دعيني أنا ادفع هذه المرة شعرت ايفدوكيا و كأن احدهم قام بسكب مياه مثلجة فوق رأسها لم تتوقع رد كهذا مطلقاً ارادت الإختفاء على الفور لكنها سرعان ما قررت عدم إظهار أي تعبير سلبي كالحزن او الإحراج بل على العكس تماماً ابتسمت ابتسامة صفراء لتأخذ الورقة من ماديسون تنظر إلى الرقم المكتوب، تقوم بفتح حقيبتها لتُخرج بعض النقود التي تكفي للدفع تضعها على الطاولة ثم تأخذ حقيبتها ببرود تام و ترحل بينما راقبت ماديسون الموقف بضيق، حاولت ان تلحق بإيفدوكيا لكنها كانت تسير بخطوات سريعة لحقت بها ماديسون حتى القرب من احدى محطات المواصلات العامة، واصلت ماديسون اللحاق بإيفدوكيا و هي تصيح بإسمها حتى أصبح يفصلهم بضع إنشات لكن في تلك اللحظة صعدت ايفدوكيا مسرعة إلى الأتوبيس دون ان تنظر حتى إلى أين جهته هي فقط اردات الرحيل.

وصلت ايفدوكيا إلى أحدى المناطق الهادئة قليلاً و كانت راقية نوعاً ما بالرغم من كون تلك المنكقة بعيدة نسبياً عن منزلها إلا انها كانت جيدة للسير و مناسبة تماماً لحالتها النفسية في ذلك الوقت.

تسير بهدوء ظاهرياً اما عن داخلها فقد كان مزدحم بالأفكار السوداوية حزن مميت يكسو داخلها لقد ظنت لوهله ان الحياة قد ابتسمت بعد أعوام من الضياع والتعاسة لكن في المقابل لقد خذلها هاري في العمل، لقد تأمرت عليها فتاة و لم يسمح هاري لها على الأقل أن تعرف السبب أما عن ماديسون شقيقتها فقد كان هناك أمل أن علاقتهم قد تتحسن لكن ماديسون واصلت قول تعليقات جارحة.

لم تأخذ ايفدوكيا راتبها بعد و حالياً ليس بحوزتها الكثير من الأموال لكنها قد قامت بدفع غير مباليه بقول هذا فقط من أجل كبريائها.

دق هاتفها لتنظر إلى الرقم و قد كان هاري تجاهلت الهاتف ووضعته في أحدى جيوب المعطف خاصتها، لكنه استمر في الإتصال مجدداً حاولت تجاهله قدر الإمكان و لكن في نهاية الأمر سئمت فقررت إخراج الهاتف حتى تقوم بإغلاقه لكنها لاحظت ظهور اسم شخصاً آخر لقد كانت بيرت المتصلة.

مرحباً بيرت.

مرحباً ايفدوكيا، إلى أين ذهبتِ يا فتاة؟

ألا تعرفين؟

لا، لا ادري أين انتِ اردفت بيرت ببلاهه لتقول ايفدوكيا بضيق ممتزج بالسخرية.

يا فتاة كم نسبة ذكائك؟ لا أعني بسؤالي عن موقعي بل أعني ألم تدرين بما حدث في الشركة اليوم.

لقد علمت بشأن التصميم. أنا اسفة لما حدث لكن لا تحزني يمكننا إصلاحه سوياً قالت بيرت بلطف لكن بدا عليها التلعثم قليلاً.

الأمر لا يتعلق فقط بهذا. إن الأمر معقد تفوهت ايفدوكيا ثم اطلقت تنهيده طويلة.

اشرحي لي ربما. اعني أين أنتِ الآن؟ تلعثمت مجدداً و كأنما يتم تلقينها.

ماذا يحدث؟ حسناً اخبري الذي يلقنكِ هذه الكلمات انني ان أجيب على اتصالاته، وداعاً اردفت ايفدوكيا دفعة واحده فور سماعها لصوت هاري المنخفض.

اللعنة لعن هاري بغضب و هو ينظر نحو بيرت بينما تنظر نحوه بقلق.

أنا اسفة.

إنها عنيدة للغاية! قال هاري غير مستمعاً لما تتفوه به بيرت.

سأذهب، بالمناسبة من الأفضل لكِ ألا تخبري احد بتلك المكالمة او ما حدث في العموم حذرها هاري موجهاً سبابته نحوها بتحذير بينما اومئت هي برعب وتتساءل داخلها متى فقظ مديرها عقله بهذا الشكل!

غادر هو الشركة بينما يجتاحه غضب شديد، أخبر السائق أن يتوجه نحو منزله حيث توجد آن وچيما فهو يريد أن يتحدث معها پشأن ما حدث او يمكننا قول انه سيكون شجار لا حديث.

مرحباً رحبت چيما بسعادة و هي تضم شقيقها فور دخوله المنزل.

مرحباً، هل أمي هنا؟

نعم إنها هنا، هل حدث شيء؟ سألت چيما بقلق و كاد هاري أن يتحدث بغضب لكنه فضل الصمت حينما خطر على باله حديث ايفدوكيا بشأن علاقته بوالدته، توجهت چيما للأعلى كي تخبر آن أن هاري قد حضر، مازال حديث ايفدوكيا يدور في رأسها ربما حقاً يتوجب عليه حل الأنور بهدوء لعل ذلك يساعد في حل الخلاف المستمر بينه وبين والدته.

هبطت آن إلى الأسفل پإبتسامة يشوبها الإرتباك بعض الشيء ربما قد أخبرتها الحمقاء سيل?يا عن فساد الخطة لذا هي تنتظر زوبعة من الغضب تأتي من عند هاري.

مرحباً أمي صدر صوته هادئ، يستقيم ويقترب منها ليضمها في حنان لتبادله العناق هي الآخرى.

إلهي هاري لم أعانقك منذ وقتاً طويل اردفت آن وهي تبتسم.

هذا صحيح، هيا لنجلس أود التحدث معكِ قليلاً.

حسناً كانت تنتظر من هاري تعليقاً بشأن ايفدوكيا لكن في المقابل حديثه لم يكن له علاقة بذلك.

أمي اعتذر لأنني كنت وقحاً في الفترة الماضية، لقد كنت أناني إلى درجة كبيرة حينما كنت أعارض زواجكِ لكنني فقط كنت. أشعر بالغيرة كما أن عقلي كان يأبى أن يقبل بشخص آخر يحل محل أبي كانت كلماته صادقه يملاؤها العديد من المشاعر، صُبغ وجهه باللون الأحمر و كذلك عيناه. تنهمر دمعه لميسحها سريعاً، لقد اعتاد هاري منذ سنوات طويلة أن يُخفي مشاعره لكنه مؤخراً أصبح يشعر انه على وشك الإنفجار لم يعد يتحمل كتمان مشاعره مجدداً لم يعد يتحمل كم الضغط الذي يقغ حمله على كتفيه.

صغيري. أنا أسفة بشأن هذا انتَ لست سيء هاري و لست أناني بل أنتَ أفضل ابن في العالم بأسره قالت بحنان و هي تضمه مجدداً، قطعت العناق لتقوم بمسح دموعه بيدها.

يكفي هذا الكم من المشاعر اردفت چيما بسخرية وهي تتوجه نحوهم بأكياس الحلوى.

من أي ظهرت هذه؟ سأل هاري بسخرية.

هاري أنتَ لست مضحك لذا توقف عن المحاولة قالت چيما ليقهقه و يقوم برمي عُلبة المناديل الورقية نحوها.

حسناً حسناً، يكفي هذا لنعود إلى التحدث بجدية مجدداً تفوه هاري و هو يعاود النظر نحو آن.

نظراً لأنني كنت اتهرب كثيراً من مقابلة ذلك الرجل الذي لا اذكر اسمه الذي يريد الزواج بكِ.

روبن هاري روبن تويست قالت چيما وهي تقلب عيناها.

اياً يكن، اود مقابلته.

حقاً؟ سألت آن بدهشه شديدة.

أجل، لنقم بتحديد موعد الزفاف لداعي لتأجيل الأمر أكثر من ذلك اردف هاري لينظر چيما و آن نحو بعضهم البعض و يبتسموا قبل أن ينقض كلاهما نحو هاري و يتعانقوا عناق جماعي.

حسناً حسناً يكفي هذا لا استطيع التنفس قال هاري وهو يقهقه قبل أن يستقيم مبتعداً عنهم.

هل تشعر بالجوع؟ هل نقوم بتحضير العشاء؟ سألت آن ليُجيب هاري قائلاً:
لاشكراً لكِ، لكنني في الواقع سأصعد للأعلى حتى أقوم بتبديل ثيابي.

ستقضي الليلة برفقة أصدقائك بالطبع؟

نوعاً ما، لا مزيد من الأسئلة تفوه هاري و هو يركض نحو الدرج هارباً من الأسئلة التي ستنهال عليه.

بدل ثيابه إلى بذله رسمية لكنه ارتدى بنطال جينيز عوضاً عن بنطال البدلة، قميص باللون الأسود تماماً كالمعطف و البنطال قام بتمشيط خصلات شعره إلى الخلف، و اخيراً قام بإستخدام عطره المفضل.

أليست تلك الثياب أنيقة للغاية بالنسبة إلى مقابلة أصدقاء اردفت چيما فور رؤيتها لهاري.

إلهي متى سيبدأ البشر بالإلتفات إلى شئونهم الخاصة و التوقف عن التدخل في شئون الآخرين اردف هاري بسخرية لتقهقه چيما.

حظاً موفقاً برفقة. أصدقاءك قالت چيما و هي تغمز بعينها في نهاية الجملة.

توجه هاري بسيارته نحو منزل ايفدوكيا و بالرغم من أن الوقت يعتبر متأخراً نوعاً ما لكنه لم يهتم، حاول الإتصال بها لكنها لم تجيب ترك الهاتف وصب تركيزه على الطريق أمامه، كانت الشوارع شبه فارغة نظراً لبرودة الطقس و تأخر الوقت حيث كانت معظم المحلات التجارية و المطاعم مغلقة في مثل هذا الوقت لكن ذلك لا يتضمن بعض المكاعم الفاخرة و الملاهي الليلية بالطبع.

بعد مرور ثلاثون دقيقة كان يقف بسيارته أمام منزلها، حاول الإتصال بها لكنها لم تُجيب كرر المحاولة ما يقرب من الخمسة مرات لكن في نهاية الأمر قامت بإغلاق هاتفها.

حقاً ايف؟ شكراً جزيلاً اردف بسخرية ثم توجه إلى خارج السيارة اقترب من المنزل و طرق الباب بهدوء، في غضون ثوانٍ سمع صوت خطوات بالقرب من الباب.

من؟ سألت ايفدوكيا بقلق.

من سيكون في رأيك؟ قال هاري بسخرية لتُردف هي بغضب:
ماذا تُريد؟

أريد التحدث إليكِ.

و أنا لا أريد. ارحل من هنا صرخت بها من الداخل.

حقاً ايفدوكيا؟ حسناً كما تُحبي اردف هاري بحزن لتقترب هي من الشرفة و تُزيح الستائر بخفه لتنظر إليه لتجده يتوجه نحو سيارته راغباً في الرحيل.
ابتعدت هي عن الشرفة و توجهت نحو غرفتها لتحاول أن تغفو مجدداً، جلست على السرير خاصتها وهي تبتسم ثم سرعان ما تلاشت الإبتسامة حينما ذكرت نفسها بأنها غاضبة للغاية وأن قدومه إلى هنا لا يكفئ لإصلاح الأمر.

اغمضت عيناها علها تحصل على بعض الراحة، كان المكان يكسو الهدوء و لكن ليس لوقت طويلاً فبعض مرور ما يقرب من دقيقتين استيقظت مفزوعة فور اصطدام شيء صلب بالنافذة خاصتها، توجهت إلى خارج الغرفة لتنظر من النافذة ماذا هناك لترى هاري يقف بالقرب من المنزل ثم ابتعد قليلاً و هو يحمل في يده بعض الحجارة الصغيرة رفع ذراعه بعيداً و قام بإلقاء احدى الصخور مجدداً لتتبعثر خصلات شعره.

ما اللعنه! صرخت بها ايفدوكيا و هي تُخرج رأسها من الشرفة.

أود التحدث إليكِ.

هل ستقوم بكسر زجاج المنزل فقط لأنك تريد التحدث إلى هل جننت؟ سألت بإنفعال ليُجيب هو قائلاً:
أجل جننت و يمكنني أن اُريكِ المزيد من الجنون إذا اردتِ.

لا اشكرك يكفي هذا القدر اردفت ثم اغلقت الشرفة و ابتعدت و على الفور قام بإلقاء واحداً آخر.

هاري ماذا تريد! صرخت مجدداً و هي تخرج من الشرفة بينما قام بعض الجيران بالنظر من خلال نوافذهم باحثين عن سبب الضوضاء.

ألا تدرون كم الساعة إن لم تتوقفوا سوف نقوم بطلب الشرطة صدرت هذه الجملة من أحدى الجيران بنبرة غاضبة لتنظر نحوه ايفدوكيا بخجل قائلة:
اعتذر سيدي سنتوقف عن الإزعاج.

هاري يكفي هذا القدر من الفضائح ماذا تريد!

لقد اخبرتكِ أريد التحدث إليكِ اردف بنبرة صوت منخفضة لتتحدث هي بالنبرة ذاتها قائلة:
ألا ترى أن الوقت متأخر قليلاً؟

لا يهم ايفدوكيا إنه ليس متأخر للغاية أعني نحن لم نصل إلى منتصف الليل بعد.

حسناً انتظر داخل السيارة سأبدل ثيابي و أعود سريعاً لأنني لا أنوي الذهاب إلى الشرطة بسببك!
قالت بضيق وهي تتوجه إلى منزلها بينما وقف هو لينتظرها، بدلت ثيابها سريعاً إلى كنزة باللون الأبيض ليس بها أي نقوش و بنطال جينز أسود اللون تماماً كلون معطفها، لم تتكبد عناء تمشيط خصلات شعرها البني لذا دعته ينسدل على ظهرها.

أخذت حقيبة يدها و مفتاح المنزل وتوجهت نحو الخارج لكن لم يكن هناك أي وجود للسيارة أو لهاري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة