رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس والأربعون
أود مُقابلتك ولا تسألني من أين حصلت على رقم هاتفك فأنا لستُ حمقاء وأعلم أنكَ كنت ذلك الرقم الخاص الذي يحاول محادثتي في السابق. بعثت برسالة صوتية على رقم أليكس والذي وجدته في جهات الإتصال مُسجل كرقم مجهول، استنتجت أن لا أحد يحاول مراقبتها أو التحدث إليها بهذه الأساليب المُريبة سواه، حدث ذلك بعد مرور يومان من رؤيتها لرسالة هاري.
سأكون أمام منزلكِ في تمام السادسة والنصف. ارسل لتبتسم ابتسامة جانبية ثم تتذكر انها لن تستطيع السير إلا بصعوبة، على الأغلب لم يعلم هو بعد أنها قد سقطت وأن قدمها قد كُسرت.
كانت بيرت قد ذهبت للعمل لذا تركت لها ايفدوكيا ورقة كُتب فيها: بيرت لقد ذهبت للخارج لن اتأخر لا تقلقي.
بدلت ثيابها بصعوبة بالغة وقد قررت ارتداء فستان طويل كي لا تُضطر إلى ارتداء بنطال لأن ذلك سيتطلب معجزة.
انتظرت حتى جاء الموعد وقد صدح صوت بوق السيارة العالي في المكان فأعتبرت ايفدوكيا أن هذا تنبيهاً لها لكي تتوجه إلى الخارج.
مرحباً اردفت وهي تسير مُتكأة على العكاز خاصتها.
إلهي ماذا حدث؟ هل كان يلاحقكِ شخصاً آخر وقام بدهسكِ عن عمد؟
لا أحد يفعل ذلك سوى المرضى أمثالك، لكن لا ليس هذا ما حدث. سخرت منه ثم قهقهت لكن ما تعجبت له انه لم يبدو مستاءاً لما قالته بل ضحك هو الآخر.
ساعدني أولاً يا هذا على دخول السيارة ثم سأقص عليكَ ما حدث.
حسناً، انتبهي كي لا تصدمي رأسكِ اردف وهو يحاول مساعدتها على دخول السيارة وفور جلوسها واعتدالها عاود سؤالها مرة آخرى:
ماذا حدث اذاً؟
لا شيء، لقد سقطت من الحافلة فقط. قالت ببساطة شديدة.
إلهي حافلة! لما تركبين الحافلة مع العامة على أي حال.
ما المشكلة في الحافلة؟ ثم أنا من العامة هل أخبركَ أحدهم أنني من العائلة المالكة؟ سخرت منه مجدداً وقد علمت أن محادثتهما لن تكون جدية تماماً فهناك شيء دوماً في حديثه يدعو إلى السخرية.
أولاً لا شخص في الشركة خاصتي يركب الحافلة فالراتب يسمح لكِ بركوب سيارة أجرى كل يوم، كما أن الراتب قد يسمح لكِ بشراء سيارة بعد عامين من الآن مثلاً، ثم كيف يترك هاري ستايلز حبيبته بدون سيارة؟ ياله من فظ.
إلهي هل تُفكر لثوانٍ فيما تقوله قبل أن تتفوه به؟ اولاً أنا لستُ مُلزمة بتفسير نفسي أو الإجابة على أي سؤال من هذه الأسئلة ولكن على أي حال، إن انفقت كل راتبي على سيارة الأجرى فلن أجد مال كي اشتري الطعام أو الثياب أو دفع الفواتير، ثانياً شراء سيارة ليس أمر يشغلني في الوقت الحالي لأن تكلفتها ستكون عالية وسأضطر إلى تسديد ثمنها على العديد من الدفعات وقد اتعرض للسجن لعدم التسديد والاهم من كل ذلك أنني قد اعتدت على ركوب الحافلة ولا مشكلة لدي واخيراً أنا لستُ حبيبة هاري.
إلهي لما تأخذين كل كلمة على محمل الجد وتجادلين فيها؟
مهلاً لقد نسيت توضيح نقطة ما، حتى وإن كنت حبيبة هاري السابقة فأنا لم اكن لأبقى معه رغبة في المال ولم اكن لأقبل أن يشتري لي سيارة على أي حال.
لا أعلم لما تأخذين كل شيء من منظور مهين؟
نحن لم نتقابل لنتناقش في طبيعة شخصيتي أو كيف أفكر.
أنتِ من طلبتِ مقابلتي تحدث بغيظ طفولي لا يليق مع هيئته أو شخصيته ولكنها تعلم أنها قد استفزته إلى أقصى درجة.
أعلم ذلك وحين نصل إلى المكان الذي سنجلس فيه سنتحدث عما اردت مُحادثتك بشأنه. لم يستغرق الأمر سوى نصف ساعة وبعض الأحاديث العشوائية حتى يصلوا إلى وجهتهم.
تفضلي قال بنبل وهو يسمح لها بالعبور أمامه فور توجهه نحو المطعم.
انظر أليكس، يجب عليك أن تنسى علاقتي بهاري تماماً وابعد ذلك الأمر عن رأسك.
أتعلمين أن سبب شجاري ان وهاري في ذلك الحفل كان بسببكِ.
لا. لم اعلم بهذا الشيء ولستُ مهتمة، لكن علمتُ بالطبع سبب تعيني في شركتك والمُرتب الجيد للغاية وكل المميزات.
في الواقع كان هذا السبب الرئيسي في تعينك ولكن لا أنكر كونكِ موهوبة وأنني ربحت مُصممة رائعة في شركتي.
اشكرك على هذا الإطراء ولكن ما اود قوله هو أنني قد انفصلت عن هاري تماماً لا علاقة لي به وسأنسى تماماً ما رأيته.
وماذا رأيتِ؟
رأيتك وأنتَ تجلس برفقة رئيس مجلس إدارة شركة هاري.
ماذا؟ ارتبك قليلاً فور سماعه لجملة ايفدوكيا لكنه سرعان ما اعتدل في جلسته ونظر بثقة.
لقد رأيتكما معاً وهذا لا يهمني، فولائي الآن كاملاً للشركة خاصتك حيث أعمل، فعملي في شركة هاري قد انتهى وعلاقتي به كذلك.
هل انتِ واثقة مما تقولين؟
نعم أنا كذلك، وسأثبت ذلك.
لديكِ صديقة تعمل في شركة ستايلز أليس كذلك؟ هل يمكنكِ سؤالها عن نوعية التصاميم التي ينوي هاري طرحها في الأسواق؟
أنتَ اسأت فهمي، لقد قلت أن ولائي للشركة خاصتك وليس أنني سأكون جاسوسة لكَ، علاقتي ببيرت ليس لها علاقة بالعمل.
حسناً حسناً اعتذر، لننتقل إلى موضوعاً آخر. دعيني أخبركِ بأننا سنعمل كثيراً في الأيام القادمة فأنا سأستغل مهاراتكِ اسوء استغلال كي يُصبح سوق الأزياء ملكاً لي.
لا مُشكلة لدي طالما أن الأمر كل ما يحدث هو بموافقتي وبمحض ارادتي. اردفت وهي ترتشف من العصير الذي وُضع أمامها بإبتسامة جانبية.
عادت إلى المنزل لتجد بيرت تجلس أمام التلفاز وتتناول البيتزا.
إلى أين ذهبتِ؟ وكيف ذهبتِ بحالتكِ تلك قالت وهي تُشير نحو قدمها المُصابة.
لقد قابلت أليكس.
ماذا؟ هل واجهتيه بأمر مدير إدارة الشركة؟ بالتأكيد قمتِ بسبه. ربما أخبرتيه أنكِ تُريدين ترك العمل. تحدثت دفعة واحدة وكان يبدو الحماس في صوتها لكن كان على ايفدوكيا أن تُخرجها من تلك الفقاعة تماماً وتُحطبها بحقيقة أنها قد ذهبت لتُخبر أليكس أن يفصل بينها وبين كل شيء يخص هاري في رأسه.
لا بيرت. لقد أخبرته أنني سأستمر بالعمل وأنني قد انقطعت صلتِ بهاري، كما انه لا يُهمني ما كان يفعل ذلك اليوم.
ماذا فعلتِ؟ سألت بيرت بينما اتسعت عيناها بصدمة كبيرة.
لستُ على استعداد لسماع أي كلمة اعتراض.
لماذا تُمرين كل فرصة تُقربكِ منه؟ كل البشر يتمنون الحصول على الحب وانتِ فقط تُدمرينه بكل سهولة!
الحب؟ هذه العلاقة سامة لكلانا بيرت، والدته لا تُحبني. هناك اختلاف في المستوى الإجتماعي. هو لا يروق له ما أنا عليه ويرى أنني شخصاً سيء كما انه لا يُريد أن نتحدث بعد الآن.
هذا ليس صحيح، انتِ أُصبتِ برهاب من الحب بعد علاقتكِ بليو.
لا بيرت لا، هو أخبرني أنه لا يُريد أن نتحدث سوياً مجدداً. هو لا يريد أن يراني مجدداً هو أخبرني بذلك لقد فعل! صرحت ايفدوكيا بإنفعال قبل أن ترتمي على الأريكة وتشهق بقوة وكأن صدرها قد تصدع وانفجرت منه براكين الحزن لتجهش في البكاء وهي ترتجف. لم تُبدي ردة فعل حينما قرأت الرسالة لكنها لم تعد تستطيع كبح مشاعرها بعد الآن.
إلهي أنا اسفة.
انظري بيرت انظري ماذا ارسل إلى وتوقفِ عن إلقاء اللوم علي، لما يُلقي الجميع اللوم على في كل شيء؟ وكأن الجميع ملائكة ولا احد سيء سوا ايفدوكيا، الجميع من حقه أن يُخطئ ويُغفر له لكن ذنب ايفدوكيا لايُغتفر. الجميع يتعلم من خطئة ويتجاوز الجميع ما حدث لكن حينما يتعلق الأمر بإيفدوكيا فنحن سنُلقي عليها اللوم حتى آخر يوم في عمرها وكأن شعوري بالذنب والحماقة لا يكفي لحرق قلبي. وكأن، لا شيء. سيء، غير. غير ايفدوكيا.
خرجت كلماتها مُبعثرة تماماً كمشاعرها، يُقطع صوت البكاء حديثها فتتلعثم في الحديث كطفل مازال يتعلم النطق، تتمنى ولو كان بإمكان الأرض أن تنشق وتبتلعها داخلها فتختفي ولا يجد لها أحداً من سبيل. تود أن تنتهي وينتهي كل شيء يخصها.
صه اهدئ ايف. لا شيء يستحق دموعكِ الثمينة تلك، وأنا اعتذرت حقاً على التسبب في المزيد من الضغط لكِ اعتذر كثيراً أنا لم اقصد بصدق. قالت بيرت وهي تضم ايفدوكيا علها تهدأ قليلاً لكن حدث العكس تماماً فقد زادت حدة بكائها حتى أصبح يخرج كحشرجة فقد ارهقت أحبالها الصوتية، انتهى بها الأمر نائمة على الأريكة وقد جفت دموعها على وجنتيها بعد أن شكلت خطوط عشوائية. أحضرت بيرت وسادة مُريحة وغطاء وعدلت من وضع ايفدوكيا حتى تستطيع النوم بصورة مُريحة.
في صباح اليوم التالي وفي مكاناً بعيد قد غفى هاري وهو يجلس على الكرسي في انتظار أن تفيق والدته، حركة في الأرجاء جعلته يفتح عيناه ليجد الطبيب يمشي مُسرعاً نحو غرفة والدته لينتفض من مجلسه ويلحق بهم.
ماذا حدث؟ هل أمي بخير؟ نظرت نحوه الممرضة لتُردف:
دقيقة واحدة وسأخبرك بكل شيء سيد هاري. ذهب نحوه نايل ليجذبه ويُجلسه على المقعد مجدداً، يُحرك هاري قدمه بعشوائيه ويعيد خصلات شعره للخلف.
ستصبح بخير هاري لا تقلق قال نايل وبعدها بثواني جاءت ماديسون، رأها نايل بطرف عينه لكنه لم يُلقي عليها السلام.
سيد هاري لقد فاقت السيدة آن.
ماذا؟ أمي؟ ركض نحو الغرفة بسرعة لتلحق به الممرضة ونايل وماديسون.
انتظري هنا، فرؤية السيدة آن لكِ فور إفاقتها سوف يصيبها بجلطة ونحن في غنى عن ذلك. سخر منها نايل وهو يمنعها من الدخول ويُغلق باب الغرفة في وجهها.
أمي، حبيبتي لقد اشتقتُ إليكِ اردف هاري وهو يمسك يدها بحذر ويُقبلها بينما تشوت رؤيته بسبب الدموع. لم تستطع الكلام لذا اكتفت بإظهار ابتسامة صغيرة.
هاري بهدوء لا نُريد أن نرهقها قال نايل وهو يُضع يده على كتف هاري بلطف.
حسناً لنتوجه للخارج سأتركها لتستريح قليلاً، سأتي مجدداً حسناً؟ اومئت بصعوبة، ثم غادر هاري ونايل الغرفة.
هل أصبحت بخير؟
أوه ماديسون لم انتبه لوجودكِ اسفة، أصبحت بخير شكراً لكِ. اردف هاري وهو يضع على ظهره بإرهاق، ويكتم نايل ضحكته.
هذا شيء بسيط هاري لا يستحق الشكر.
جاءت چيما تهرول برفقة ريان نحو هاري وعلى وجهها معالم اللهفه والسعادة.
هل حقاً استيقظت أمي؟
أجل چيما لقد فعلت اردف هاري لتقترب منه وتضمه بقوة بينما غمرت دموع السعادة وجهها.
إلهي واخيراً، سأذهب إلى رؤيتها. ريان هل يمكنك الإنتظار هنا؟
أجل بالطبع.
مرحباً ريان، اعتذر لم استطع أن اُحييكَ أنت ترى الوضع الحساس والمشاعر الفياضة التي تحيط بنا.
لا تعتذر المهم هو أن تتحسن صحة السيدة آن والسيد روبن واعتذر عن عدم قدومي في الأيام الماضية فأنتَ تعلم مدى انشغالنا بالعمل.
هذا نُبل منكَ أنكَ قررت القدوم إلى هنا حينما فرغت اشكركَ كثيراً. قال هاري بنبرة لطيفة وقد هدأت أعصابة قليلاً وذهب الحزن عنه.
أين هاتفي؟ سأل هاري لينظر كلاً من ماديسون ونايل إلى بعضهم البعض وقد بدا على كلاهما التوتر.
ماذا هناك؟
لا. لا شيء اردفت ماديسون بإبتسامة متوترة بينما لم يُجيب نايل ولكن وجهه قد امتعض وقد تغلف وجهه بالحُمرة.
هاري غيابك عن الشركة في الأيام الماضية جعل الأمر يتدهور كثيراً وكلما تواصلت مع الإدارة أخبروني أنهم يحاولون إصلاح الأمور وأنت تعلم أنني لا افقه شيء في مجال عملك.
إلهي. لما يمكنني قضاء بعض الوقت سعيداً ولو لمرة واحدة. لعن حظه داخلياً وهو يُعيد خصلات شعره إلى الخلف بضيق شديد، أمسك بهاتفه على إي حال ليجد كم مهول من المكالمات الفائتة والرسائل وبريده الإلكتروني على وشك الإنفجار.
شرع يُلقي بعض النظرات على الرسائل المبعوثة ليجد وسطها رسالة من ايفدوكيا، لم يقرأها بل لم يفتحها من الأساس بل قام بالضغط على اسمها ليقوم بحذف الرقم تماماً دون النظر إلى محتوى الرسالة، لمحت ماديسون الأمر لتظهر ابتسامة جانبية على ثغرها.
هل ستذهب إلى العمل؟
على الأغلب سأفعل غداً، فأنا بحاجة إلى اخذ قسطاً من الراحة اليوم.
يمكنني أن أقوم بإيصالك مؤكد أن حالتك النفسية والجسدية لا تسمح لك بالقيادة اردفت ماديسون بنبرة أنثوية لم تروق لكلاً من نايل وريان.
لا داعي لذلك ماديسون، سأقوم أنا بإيصاله.
لم اسألك أنتَ نايل. بنبرة خالية من الذوق تماما. بصقت حديثها لكن نايل لم يرد عليها في المقابل.
ماديسون هذا لطفاً منكِ حقاً لكن ايضاً أنتِ عودتِ من السفر منذ يومان فقط وبالتأكيد أنتِ ايضاً في حاجة إلى الشعور بالراحة لذا يمكنكِ الذهاب. معالم الإحراج والغضب قد غلفت ملامحها ليبتسم نايل ابتسامة جانبية فهو كان على ثقة تماماً انه وبالرغم من الظروف السيئة التي يمر بها هاري فهو لن يدع أحد يتحدث إلى نايل بهذه النبرة السخيفة.
هاري، عد إلى المنزل وأنا سأبقى هنا الليلة. اردفت چيما فور عودتها من غرفة والدتها.
حسناً سأفعل، شكراً لكِ قال وهو يضمها بلطف، ابتسم ريان فور رؤيته إياها لكن سرعان ما عاد وجهه للإمتعاض، نظرت نحوه متسألة بتعابير وجهها بمعنى ماذا حدث؟ لكن أشار إليها بأن كل شيء على ما يرام.
مرت ثلاثة أيام هادئة، لقد غادرت والدة هاري غرفة العناية المركزة وانتقلت إلى غرفة عادية، أما عن السيد روبن فقد بدأت بعض اشارات تحسنه في الظهور لكنه لم يفيق بعد، عاد كلاً من هاري وچيما إلى المنزل ليحصلا على قسط من الراحة ورافقهم نايل، تناول ثلاثتهما الغداء سوياً وكان كل شيء على ما يرام حتى الآن.
أين السيد هاري؟ جاء صوت أنثوي متحدثاً إلى چيما والتي قامت بفتح باب المنزل.
مهلاً من أنتِ وماذا تريدين؟
أحتاج إلى التحدث إلى السيد هاري في أمر ضروري. انتبه هاري للصوت وأدرك أنه يعرفه توجه نحو الخارج مُسرعاً.
بيرت؟ ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟ لما لستِ في العمل من الأساس؟ سأل هاري دفعة واحدة لتُجيبه وهي تلهث:
سيد هاري هناك شيء مهم على إخبارك به.
إن كان الأمر يتعلق بإيفدوكيا فلا أود سماعه. اردف بنبرة غير مُبالية لكن ردها قد صعقه.
لا سيد هاري الأمر يتعلق بالشركة لقد قُدرت نسبة الخسائر في هذا الشهر إلى عشرون بالمئة.