رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخمسون
منزل الشردى
كان وفيق يجلس مع ناهد وماجده على طاوله الفطور، كان الصمت يسود الى أن دخلت عليهم سحر
إبتسمت ماجده قائله: صباح الخير يا سحر، لقيتك نايمه مرضتش اقلقك وأصحيك قولت إن ما تقوم تفطر، خليها طالمه نايمه.
أخذت ناهد دفة الحديث تتحدث برياء: انا كمان قولت خليها نايمه طالما مرتاحه شكلك كان مضايق ومرهق ليلة إمبارح بعد فاروق ما مشي من هنا شكله قالك حاجه ضايقتك.
نظرت سحر لها بسخريه من ذالك الرياء قائله بتهكم: لأ فاروق مقالش حاجه تضايقنى بالعكس هو لسه باقى عليا، بس أنا بقى اللى قولت له أنا عاوزه أطلق.
إنصدم الثلاث، ونظرت لها ماجده بلوم قائله: طب طالما هو لسه شاريك ليه طلبتى الطلاق، حتى عشان خاطر ولادك.
تهكمت سحر لها ساخره دون رد، تشعر أنها اصبحت مثل الأرض البور لا هي أصبحت ذالك بالفعل
وتذكرت ليلة أمس
[فلاش باك]
إستقبلت ماجده فاروق بغرفة الصالون الى أن آتت سحر.
وقف فاروق ثم إنسحبت ماجده على أمل تتمنى إستمرار زواج سحر وفاروق حتى لو ظاهريا خشية شماتت البعض فيها، بينما جلست سحر بلا ترحيب
ب فاروق الذي جلس هو الآخر للحظات صامتا فقط ينظر ل سحر التي أصبحت صوره باهته ليست مثل سابق عهدها كانت تهتم بنضارة وجهها لكن تلك حقا تضع بعض من مساحيق التجميل لكن وجهها مطفى.
تنحنح أكثر من مره قبل ان يقول: أزيك يا سحر واضح إن حالتك إتحسنت عن آخر مره شوفتك فيها.
نظرت سحر ل فاروق تشعر ناحيته بخواء و لا مشاعر تشعر بها إتجاهه لا حب لم يشعر به يوم ناحيتها ولا كره كرهته له يوم أخبرها أنه سيتزوج بأخرى كان ومازال يحبها وما كانت غير فاديه التي دائما رغم أنها أخذت حظ أكثر منها بدل أن تحمد الله على هباته لها التي حرمت فاديه منها كانت تحض منها دون سبب أو ربما كان شعور داخلى لديها، مشاعر خاويه تشعر بها الآن مثلما أصبحت أنثى خاويه بالإسم والهيئه فقط أنثى لكن بالحقيقه فقدت كل الأنوثه.
إزدرد فاروق حلقه أكثر من مره ولم يتفاجئ من عدم رد سحر عليه في البدايه الى أن قالت: قول يا فاروق جاي الليله ليه؟ متخافش مش هنصدم أكتر من الصدمات اللى أخدتها الفتره اللى فاتت.
إزدرد فاروق ريقه لمره أخرى قائلا: سحر أنا جاي الليله عشان أتكلم معاك بهدوء عشان نوصل لبداية طريق عشان ولادنا، اللى لازم نفكر في مصلحتهم ومستقبلهم، ومصلحتهم ومستقبلهم يكونوا بين أب وأم عالاقل بينهم تفاهم.
تهكمت سحر قائله: تفاهم!
أحنا عمر ما كان بينا تفاهم يا فاروق، إحنا التفاهم اللى كان بينا كان بيبقى عالسرير لوقت صغير، حتى ده كمان كنت بحس إنك لو بتقضى وقت زى ده مع عاهره كنت هتبقى مستمتع أكتر، إنت كنت دايما شارد بعيد عنى، وأنا كمان بدل ما كنت أفكر إزاى أجذبك ليا كنت بساعدك تشرد بعيد عنى، في البدايه فكرت إنى لما أخلف منك ويكون بينا أولاد هيقربوا مننا بس حتى دول أنا أستغلتهم غلط كان إهتمامي بهم طفيف في البدايه الخدمات وبعد ما كبروا شويه إتعلقوا ب...
توقفت سحر تبتلع تلك المراره وهي تكمل حديثها: إتعلقوا ب فاديه، اللى كانت ممكن في يوم تكون مامتهم، أنا مش هفتح في الماضى لأنه خلاص إنتهى، إنت كنت غلطان انا كنت آنانيه كل ده إنتهى، وفعلا أصبح ما يهمنيش غير ولادى لأنهم هما اللى علاقتى بهم عمرها ما تنتهى، والحل الوحيد اللى في مصلحتهم هو...
صمتت سحر قليلا تحاول الضغط على عينيها كى لا تسمح لتلك الدمعه التي تعلقت بين أهدابها، كذالك ذالك الشعور المميت التي تشعر به لكن بالنهايه قالت: الطلاق.
تفاجئ فاروق من ذالك وفتح عينيه بإتساع ينظر لها بذهول، ثم حاول الهدوء قائلا: سحر بلاش إندفاع، أنا قولت لك ميهمنيش غير مصلحة ولادى والعلاقه اللى في دماغك دى مبقتش خلاص بفكر فيها.
تهكمت سحر قائله: يعنى رضيت بالنصيب، طب ليه مرضتش بنصيبك معايا من البدايه، يمكن كنت إتغيرت.
قاطع حديثها فاروق: سحر بلاش طريقة كلامك دى، إحنا الإتنين غلطنا بس في بينا أولاد وأظن مصلحتهم أبدى شئ عندنا، وعشانهم بقولك المفروض ترجعى بيت زهران وتتولى رعايتهم زى أى أم.
تهكمت سحر: أنا مكنتش أم لهم يا فاروق كانوا بالنسبه ليا غايه قدام الناس معايا البنين والبنات وزوج من أكبر عيله في البلد كنت بتباهى بيهم فقط، بس كل ده طلع في الآخر جحود منى، فاروق أنا عشان مصلحة ولادى.
بطلب منك الطلاق، لآنى لو رجعت تانى ل بيت زهران هرجع نفس سحر الآنانيه اللى بتحب المنظره، ولادنا أصغرهم عنده سبع سنين يعنى تقريبا إتربى ويقدر يفهم كويس، إن إنفصالنا في صالحهم زى زمان كانوا بيقضوا معظم يومهم هنا عشان يبقوا قريبين من فاديه اللى كانت بتعوض الناقص لهم عندى، الولاد هيكونوا بينا وصدقنى ده الأفضل لهم عالاقل في الوقت الحالي على ما أقدر أتخطى فترة علاجي.
نظر فاروق ل سحر قائلا: سحر بلاش تاخدى قرار فردى وخلينا نجرب ونبدأ من جديد دلوقتي هدفنا واحد هو مصلحة ومستقبل ولادنا...
قاطعته سحر بحده: مصلحة ولادنا في إنفصالنا، قبل كده كنا مع بعض في نفس البيت والاوضه ومكنوش حاسين بالهدوء ولا بالراحه كنت بطلع فيهم عصبيتى بدون مبرر، فاروق طريقنا إنتهى كده، بس ولادنا هما اللى هيفضلوا أصحاب الاهميه عندنا، وده قرارى النهائى
الطلاق.
حاول فاروق إرجاء سحر عن ذالك الإنفصال لكن هي أصرت مما جعله يستسلم ونهض واقفا يقول: طالما دى رغبتك يا سحر يبقى تمام.
نهضت سحر هي الأخرى تشعر بإنهيار لكن مازالت متماسكه أمام فاروق وقالت له: نسيت أطلب منك يا فاروق تقول ل صابرين تسامحنى ربنا خلص منى ذنبها.
نظر فاروق ل سحر بحيره وإستفهام قائلا: صابرين!
تسامحك على أيه.
شعرت بثقل في لسانها وهي تعترف بخطأها: أنا كنت السبب إن صابرين أجهضت.
ذهل فاروق من قول سحر وتسآل بتعجب يستفسر: إزاى كنت إنت السبب.
أخفضت سحر وجهها وقالت بخفوت: أنا كنت حطيت لها في النعناع دوا يسبب نزيف وإجهاض.
نظر لها فاروق مذهول لما أرادت آذية صابرين بهذا الشكل وهي لم تضرها يوم لكن السبب واضح، إنها الغيره التي كانت واضحه عليها منذ زواج عواد وصابرين.
[عوده].
عادت سحر من تذكر ليلة أمس على حديث ناهد بنفاق حين قالت: فعلا كان لازم تفكرى في ولادك، دلوقتي إنتى سهلتى الطريق على فاروق إنه يدور على راحته ويتجوز ويجيب لولادك مرات أب الله أعلم هتعاملهم إزاى.
إنفرجت شفاه سحر وهي تنظر ل ناهد ببسمة سخريه وتهكم من تتحدث الأ تفعل هي ذالك سابقا، وردت بتريقه: هوالجمل مبيشوفش قمصه ولا أيه وإنت مش رميتى ولادك قبل كده لطليقك مع مرات أب برضوا ودورتى على مصلحتك، إنت آخر واحده تتكلمي.
إنزعجت ناهد وتضايقت من رد سحر التي عايرتها بطريقه مباشره أنها بحثت عن مصلحتها بعيدا عن ابنائها، شعرت بالندم ليتها ما طاوعت طمعها في ثروة وفيق وظلت مع طفليها، ربما مع الوقت قد إستطاعت العوده ل طليقها وأستكملت حياتها معهم بعيد عن وفيق ذالك الشخص السلبي والذي إزدادت سلبيته بعد معرفته بأنها أجهضت ولم تخبر أحد مبرره ذالك بأنها خافت على مشاعرهم من ناحيه ومن ناحيه خشية شماتة فاديه بهم، لكن هذا التبرير لم يشفع لها عنده، وكذالك أجهاضها جنين آخر والآن رحمها أصبح خاوي، وظهرت لها الوشوش على حقيقتها، عمتها التي قبل أيام ضبطتها بداخل غرفتها.
[فلاش باك]
إنتهزت ناهد ذهاب سحر وماجده لمعاينة الطبيبه
ل سحر، إنتظرت بعض الوقت وتسحبت دون أن تراها الخادمه ودخلت الى غرفة ماجده مباشرة نحو تلك الضلفه من الدولاب، وفتحت ذاك الدرج لمعت عينيها و تبسمت بظفر حين رأت صندوق الذهب مازال بمكانه، لكن هنالك قفل آخر عليه، زفرت نفسها قائله: وليه حيزبون.
ثم فكرت قائله: بس يا ترى ليه مسألتش على الإنسيال ولا قالت إن في حاجه ضاعت.
جاوب عقلها الشيطاني: أكيد خافت من وفيق لا يعرف بكدبتها إن فاديه خرجت من الدار حتى من غير شنطة هدومها، طب أيه بقى طالما كده يبقى الموضوع ده في صالحي لو أخدت حتة صيغه تانيه، أكيد ماجده برضوا هتتخرس مش هتتكلم، تخاف من رد فعل وفيق الغبى الدلدول بتاعه تنكشف قدامه إنها كدابه مش الملاك اللى ناقص عليه يعبدها.
بعنف فتحت صندوق الذهب وقفت تزوغ عينيها على كل مافى الصندوق وضعت إحدى السلاسل حول عنقها وسوار حول معصم يدها، لكن تملك وإزداد الجشع بداخلها للحظه فكرت في الإستحواز على ما يحتويه من مصوغات كانت تراها على صدر ويدي فاديه كانت تحسدها عليها الآن تلك المصوغات أمامها وزين لها شيطانها أنها لن يراها أحد، كذالك ماجده ستصمت مثل المره السابقه.
لكن
بلحظه إنفتح باب الغرفه...
إنخضت ناهد حين سمعت فتح باب الغرفه وبتلقائيه نظرت نحو باب الغرفه كادت مقلتيها تخرج من حدقيهم وهي ترى دخول ماجده الى الغرفه تنظر لها بغلول واضح قائله: كنت متأكده إنك هتستغلى غيابى وتدخلى أوضتى وترجعى تسرقى تانى، مخابش توقعى المره دى.
إرتجفت أوصال ناهد وقالت بتبرير كاذب بتعلثم: خضتينى يا عمتى، أسرق، أسرق أيه انا قولت أدخل الاوضه أنضفها.
لم يخيل تبرير ناهد الكاذب على ماجده فهن شبيهات بعضهن، تهكمت ماجده قائله: من إمتى والنضافه واخده معاك حقها، إنت بتأمرى الشغاله تنضف اوضتك وإنت قاعده تلعبى عالموبايل ليل ونهار.
إقتربت ماجده من مكان وقوف ناهد بخطوات متهاديه تنظر لها بترقب وتهكم.
بينما ناهد مفاجأة عودة ماجده بهذه السرعه أربكتها، لكن هي تمتلك جزء من بجاحة ماجده، وأبتعدت عن تلك الضلفه من الدولاب تنظر.
ل ماجده بتوجس قليل، لكن تفاجئت حين عدتها ماجده ووقفت أمام ضلفة الدولاب وفتحتها ونظرت بداخلها ورأت صندوق الذهب مفتوح، كما أن هنالك دليلين آخرين يدينان ناهد بالسرقه...
الدليل الاول هو ذالك السلسال الذي مازال على عنقها والسوار الذي بمعصمها، وهنالك دليل ثالث لكم تكشفه ماجده الذي قامت بصفع ناهد صفعه إرتج جسد ناهد منها وعادت خطوه للخلف من قوتها.
وضعت ناهد يدها على وجنتها مكان الصفعه تنظر.
ل ماجده بغل وحقد وكادت ترد لها الصفعه لكن قول ماجده أخافها: أوعى يا بت تفكرى إنى معرفتش إنك دخلتى أوضتى قبل كده وسرقتى إنسيال دهب من الصندوق ده، أنا فوتها بمزاجي قبل كده لكن...
بجبروت نظرت لها ناهد وقاطعت بقية حديثها المتوعد: لكن أيه يا عمتى، هتقولى ل وفيق إنى حراميه، طب هتقولى له إنى سرقت أيه، ها؟
فى البدايه تهكمت ماجده ونظرت لها وتبسمت بلا مبالاه لكن خفتت تلك البسمه حين أكملت ناهد: هتقولى له إنى سرقت حتة دهب من صندوق دهب مخبياه في دولابك وقافله عليه، عشان هو ميشوفوش وينصدم بكدبتك عليه إن فاديه خرجت من البيت ده بهدومها اللى كانت عليها وإنك اخدتى حتى شنطة هدومها.
نظرت ماجده ل ناهد بحقد وغل وقالت بتكذيب: كدابه مين اللى قالك كده، اكيد بتخرفي، و وفيق عمره ما هيصدقك كلمه منى أقدر أخليه يطلقك ويرمى لك مؤخرك وراك.
ضحكت ناهد بإستهزاء وحنق قائله: عشان فاديه تشمت وتتشفى أكتر فيه وقتها وتقول حقي رجعلي، ياعمتى.
شعرت ماجده بالغيظ الشديد وتهكمت على ناهد: فاديه متجوزتش لغاية دلوقتي، تتمنى إشاره
من وفيق وترجعله.
تهكمت ناهد ولوت شفتاه بحركة سخريه قائله: . دى ماصدقت تخلص والدليل اللى عملته الليله إياها لما كانت هتتجوز من فاروق جوز بنتك ورفضته قدامنا كلنا وفتشت عيب المحروس وفيق وأهو كلامها طلع صحيح بقيت حبله مرتين وفي المرتين الجنين يسقط بعد مده قصيره، أنا بقول نلم الدور يا عمتى ونعمل صفقه مع بعض أنا هعمل نفسى مشوفتش صندوق الصيغه ده وإنت كمان إعتبرينى زى ما قولت قبل كده، كنت بنضف الأوضه، ها أيه رأيك.
صمتت ماجده وهي تنظر ل ناهد نظرات ملهبه تود حرقها لكن مضطره على الموافقه مؤقتا.
تهكمت ناهد من صمت ماجده وقالت: هعتبر السكوت علامة الرضا، عن إذنك يا عمتى هنزل أشوف الشغاله تعملى فنجان قهوه راسى مصدعه.
غادرت ناهد الغرفه ووقفت على حائط جوار الغرفه تضع يدها على صدرها تلتقط أنفاسها، لكن سرعان ما تبسمت وهي تظن أنها أرهبت ماجده...
لكن الحقيقه ماجده فقط لايمت الأمر مؤقتا حتى يتثنى لها التخلص من تلك المجوهرات وقتها ستخرج ذالك الدليل الذي يدين ناهد بسرقه من غرفتها، فتحت هاتفها على فيديو مصغر يثبت سرقة ناهد من غرفتها تلك الحمقاء ظنت أنها ساذجه هنالك كاميرا سريه بغرفة ماجده هي فقط من تعرف مكانها بالغرفه وتقوم بتشغيلها حين تخرج من المنزل، رأت ذالك في أحد الافلام وأعجبتها الفكره ونفذتها دون دراية أحد غيرها.
[عوده].
عادت ناهد تنظر الى وجه ماجده التي تنظر لها بسخريه، بادلتها ناهد نفس النظره كل واحده منهن تظن أنها تمسك برهان على الأخرى لو رأه وفيق سينحاز الى صفها
بينما وفيق.
يجلس بينهم يشعر انه مثل الذي أصبحت تغرق مركبه في وسط موج هائج عليه الإستسلام لتلك الحياه التي أصبحت رتيبه لا روح فيها يريد أن يمضى اليوم فقط بعد أن أخبره الطبيب بضرورة خضوعه لعلاج طبى مكثف لأن أصبحت فرص إكتمال حمل زوجته صعبه بسبب تأخره في أخذ العلاج المناسب.
ب يلا زهران
تدمعت ببسمه عين فاديه التي دخلت الى غرفة الصالون ورأت عناق صابرين لوالدها...
لكن بنفس اللحظه دخل الى الغرفه ماجد وتنحنح بحرج.
فكت صابرين عناق سالم لكن سالم لم يبتعد عنها ضم جسد صابرين أسفل إحدى يديه يديه
تنحنح ماجد قائلا: كويس إنى لحقتك قبل ما تروحى لشغلك يا صابرين كنت محتاج منك توقيع على أوراق مهمه.
تعجب سالم قبل صابرين قائلا: وأيه هي الأوراق دى اللى محتاجه توقيع من صابرين.
رد ماجد بتوضيح: دى إتفاقيات ومعاملات بنكيه جديده هندخل فيها.
تعجبت صابرين قائله: طب وانا مالى بالإتفافيات والمعاملات البنكيه دى؟
وضح ماجد أكثر: عواد قبل ما يسافر لندن قسم كل أملاكه وكتبلك الجزء الثاني بعد ما حسب قيمة ميراث بنت مصطفى.
لم تتفاجئ صابرين فقط من هذا كذالك والداها وفاديه أيضا، وقفوا مذهولين لما فعل عواد هذا، لكن تذكرت صابرين آخر سطر بتلك الرساله التي تركها عواد أسفل هاتفها يوم سفره ربما يحدث شئ وتكونين إنت الوحيده التي إستفادت من زواجنا.
همست صابرين بإستيعاب لذالك السطر الآن قائله: المختال الوغد، مفكر أن ده تعويض منه ليا بس انا مش هسيب له فرصه، أنا هسافر وأكتم على نفسه.
لم يفهم ماجد مغزى همس صابرين الذي سمع جزء منها
لكن تبسم سالم وفاديه بتوافق معها...
بينما في نفس الوقت دخلت تحيه الى غرفة الصالون بلهفه قائله بإستجداء ولوعة أم: .
صابرين، عواد مريض، أرجوك إنت الوحيده اللى تقدرى تآثري عليه وتساعديه يعدى المحنه دى.
تعجبت صابرين من قول تحيه واين علمت إقتربت منها بهدوء قائله: . إهدى يا طنط وخدى نفسك وقوليلى عرفتى منين إن عواد مريض.
تنفست تحيه تحاول الهدوء للحظات ثم أخرجت من حقيبة يدها مظروف عليه إسم احد مراكز الآشعه الطبيه و قالت: الظرف ده أنا لقاه فهمى بالصدفه في درج مكتب عواد كان ببدور على ملف خاص بالشغل، كان هيدارى الظرف عليا بس انا خدت بالى واخدت الظرف وروحت للمركز الآشعه وسألته وقالى على الحقيقه اللى عواد كان بيخفيها.
أنهت تحيه قولها وهي تمسك يد صابرين بين يديها تقول برجاء أم: سافري له يا صابرين خليك جنبه، عواد قبل كده واجه لوحده كان غصب عنى لو بإيدى مكنتش سيبته لحظه واحده، بس متأكده هو النهارده مش محتاج لى هو محتاجك إنت جنبه.
شعرت صابرين بالآسى على تحيه وضمت يديها قائله: إطمنى هسافر له يا طنط وهكتم على نفسه الوغد المختال مفكر إنى هسيبه بالساهل يبقى غلطان وميعرفش مين صابرين سالم التهامى الإستفزازيه.
عصرا بشقة فادى
إنتهزت ساميه ذهاب غيداء الى والداتها التي هاتفتها وأخبرتها أنها بالاسكندريه، كادت غيداء ترفض الذهاب الى والداتها وأرادت البقاء مع ساميه لكن ساميه مثلت عليها جيدا وأخبرتها أنها مرهقه من الطريق وستخلد للنوم بضع ساعات كى يستريخ جسدها وغيداء بطيبتها وافقت على ان لا تغيب وتعود سريعا.
بدأت ساميه بالتفتيش في الغرف براحه لم تسلم غرفة من التفتيش حتى المطبخ أستكترت وجود بعض الاغراض، حتى وصلت الى غرفة النوم وفتحت الدولاب تفاجئت بعدم وجود ملابس لغيداء به، ذهبت الى غرفة النوم الأخرى وفتشتها وجدت ملابس غيداء حتى بعض الملابس معلقه على شماعه جوار الدولاب، تسألت ماذا يعنى هذا، وقالت بتهكم: عاملين فيها ازواج مودرن وكل واخد ينام في اوضه خاصه بيه، لأ أنا جيت بس لو سألتهم بسرعه كده ممكن يقولوا إنى فتشت الشقه في غيابهم.
ارجئت ساميه ذالك لوقت آخر وخرجت من الغرفه وذهبت الى المطبخ تقوم بإعداد بعض الطعام من تلك الأغراض، وأكلت بشهيه.
بعد وقت قليل دخل فادى الى الشقه يحمل بعض الاغراض ينادى على غيداء، لكن خرجت ساميه من المطبخ وحين وقع بصرها على تلك الاغراض التي بيدي فادى لوت شفاها ساخره تهمس لنفسها: هي ساحره لك ولا ايه حتى طلبات البيت إنت اللى بتشتريها، وماله يا إبن جمال التهامى اللى عمره ما أشترى علبة جبنه وهو جاي من بره.
لكن تبسمت له قائله: . غيداء مش هنا خرجت.
إستغرب فادى قائلا بإستفسار: خرجت راحت فين قبل ما أنزل للمصنع قالت هتقعد معاك حتى مش هتروح الجامعه.
لوت ساميه شفاها بإمتعاض وآسى مصطنع: أبدا مامتها إتصلت عليها وقالت لها إنها هنا في إسكندريه، في مفيش لقيتها لبست وقالت هتروح لها، حتى مقالتش أقعد معاك شويه، معذوره برضوا مامتها واكيد وحشاها.
تعجب فادى من رد ساميه فقبل أن يذهب لعمله كانت غيداء تجلس مع والداته بود وترحيب بها، زاد تعجبه حين قالت ساميه: حتى قبل ما تنزل مقالتش ليا إن مفيش طبيخ في الشقه، لما جوعت دخلت المطبخ وانا اللى طبخت من الخير الكتير اللى في المطبخ، بس فيها أيه الاكياس اللى معاك دى؟
رد فادى عليها بمحتويات الاكياس أنها بعض الاطعمه النصف مجهزه والمثلجه.
تهكمت ساميه قائله: وليه الإسراف ده كله، النوعيات دة بتبقى غاليه هي غيداء مش بتعرف تطبخ، آه أكيد دلوعه بقى وإيديها نضيفه، عالعموم انا قاعده هنا فتره أهو أعلمها شويه حتى تخف المصاريف شويه، مش كفايه مصاريف جامعتها.
نظر فادى ل ساميه شعر أن سيكون هنالك إحتمال مشاحنات مع غيداء لو مارست ساميه تسلطها عليها، وهو يود حياه هادئه يكفي ما مر به الاشهر المنصرمه.
لندن مساء.
علي أريكه بردهة الشقه التي يعيش بها عواد، ألقى بجسده وتمدد عليها ينظر الى السماء عبر ذالك الشباك الزجاجى الذي خلف الاريكه مباشرة، رأى تكون الضباب الأسود بالسماء رغم أنه بالكاد الشمس غابت، تهكم حياته تشبه هذا البلده سريعا ما يتكون الضباب بحياته، لكن قطع عليه التآمل صوت رنين هاتفه.
فتح الهاتف ورد: أهلا يا عمى فاروق، متآسف لما إتصلت عليا الصبح كنت مشغول شويه، وقولت هكلمك المسا ويادوب لسه داخل للشقه وكنت هكلمك، واضح إن الموضوع اللى عاوزنى فيه مهم أوي خير أيه الموضوع ده.
رد فاروق: خير يا عواد، الموضوع خاص ب صابرين.
رجف قلب عواد حين سمع إسم صابرين وقال بترقب: أيه هو الموضوع ده بقى؟
بشعور سئ قال فاروق: سحر هي السبب في إجهاض صابرين.
إعتدل عواد جالسا يقول بإستفسار: قصدك أيه يا عمى، وسحر أيه دخلها بإجهاض صابرين.
سرد فاروق ل عواد ما أخبرته به سحر سابقا وندمها وطلبها للصفح من صابرين.
شعر عواد بإختناق بعد ان أنهى الاتصال مع فاروق وضع الهاتف على طاوله امامه، يذم نفسه كيف تسرع وإتهم صابرين، بل وكاد يخنقها وترك لها ذكرى وعاتبها على خطأ لم يكن بيدها، بل كادت تدفع حياتها ثمن ذالك، صابرين أخذت جرعه مزدوجه من ذالك الدواء لولا نهضها بالوقت المناسب لكانت...
صمت لسان عواد عن نطق الكلمه، يلوم نفسه ويجلدها أنت تستحق ذالك العذاب الذي تشعر به وحيدا بدل ان تكون سند لها وقتها إبتعدت عنها ظنا منك أنها من فعلت ذالك دون تفكير منك، أنت تستحق هذه الوحده الذي تشعر بها تملأ حياتك وآخر لوم، أنت لم تفعل شئ تحبك به صابرين، بل كنت متسرع دائما في رد الفعل الخاطئ.
بالطائره
أعلن المذياع عن بعض الإرشادات للركاب بسبب هبوط الطائره.
بعد قليل خرجت صابرين من المطار بإحدى سيارات الأجره، وأعطت السائق مكان الشقه التي يقطن بها عواد الذي أخبرها به رائف ودونته على هاتفها، كانت مع كل خطوه تقترب من الوصول تتوعد بداخلها لذالك المختال.
بينما عواد إستيقظ من تلك الغفوه على صوت هاتفه، جذب الهاتف ونظر الى شاشته، فتح الهاتف للرد
لكن
بمجرد أن رد على الهاتف سمع رنين جرس الباب، توجه سيرا نحو الباب وهو يستمع لمن يحدثه على الهاتف الى أن.
فتح الباب انزل يده بالهاتف من على أذنه
ثم وقف للحظه صامتا مذهول، ما يراه ليس حقيقه، أغمض عينيه هو أكيد يتخيل ان صابرين من تقف أمامه من كثرة شوقه إليها.
لكن فتح عينيه حين سمع صوتها تقول بتهكم وأمر: إفتح عنيك أنا حقيقه مش خيال يا عواد يا زهران.
فتح عواد عيناه ينظر الى عيني صابرين هل ما يراه حقيقه وتلك النظره التي يراها بعينى صابرين حقيقيه.
كانت نظرة عتاب ثم بعدها صفعه قويه ثم أخرى ثم صفعه ثالثه من صابرين على وجهه
وهى تقول بإستهجان مع كل صفعه: جبان.
مفكرنى معنديش أخلاق.
وهشمت في مرضك.
كادت تكمل بصفعات أخرى لولا أن أمسك عواد يدها
نظر لها لوهله يرى بعينيها ترقب لرد فعله بعد تلك الصفعات، رأى لمعة تلك الدموع التي بعينيها.
بتلقائيه منه جذبها الى حضنه يضمها بقوه يكاد يسحق ضلوعها بين يديه يود أن تلتحم بجسده، خفف من قوة ضمه لها حين آنت للحظه قبل أن تضمه هي الأخرى بقوه، أرجع رأسه للخلف ينظر الى تلك الدمعه التي يراها بعينيها لأول مره كانت دمعة عتاب منها له، نظر الى شفاها قبل أن تكمل لومها كان ينقض على شفاها بالقبلات العاشقه مستمتعا بإستجابتها لقبلاته، ترك شفاها ثم إحتضنها بقوه مره أخرى، يشعر بأنفاسها الهادره يسمع همسها: بحبك يا عواد.
ضم عواد جسدها أقوى ناسيا حتى آلم جسده.
لكن قطع ذالك العناق صوت عبر الهاتف يقول بمزح: طبعا قالتلك بحبك يا عواد فنسيت الطرقعه، بس يا ترى
الأقلام اللى سمعتها بتطرقع دى هتخيل إنها طرقعت عالحيطه، يا خساره سمعت الطرقعه مشوفتهاش كنت سجلتها للتاريخ والأجيال القادمه، عواد زهرااان ساكت وهو بيتطرقع له على...
ضغط عواد على إغلاق الهاتف ثم نظر لوجه صابرين المبتسم وهي ترفع يدها مره أخرى توهمه أنها ستصفعه لكن عواد أمسك يدها وقبلها قائلا: لأ بلاش كفايه شماتة رائف فيا، وبلاش تفكرى سكوتى عالتلات أقلام إن مفيش قصادهم تمن هتدفعيه مضاعف في ميه ودلوقتي.