رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والخمسون
بعد مرور ثلاث أيام
بالأسكندريه صباح
بأحد المطاعم
تبسم ماجد وهو يمد يده له ل منال بالمصافحه.
بادلته منال البسمه وهي تصافحه.
أشار لها على أحد المقاعد للجلوس ثم جلست وهو بالمقابل لها، طلب الإثنين بعض أحد المشروبات، تحدثا بهدوء وبساطه كل منهم يشعر بمشاعر يخشى الإنجراف إليها كل منهما في قصته الاولى عانى من أن يعطى الحب ويجني مشاعر واهيه من الطرف الآخر، لكن ربما هنالك أمل يسطع دائما يستحق المجازفه من أجله، نبدأ طريق آخر.
توقف الإثنين عن الحديث على صوت رنين هاتف منال التي أخرجت هاتفها من حقيبة يدها ونظرت للهاتف ثم نظرت ل ماجد ببسمه صافيه تقول: دى طنط تحيه لازم كل يوم تتصل عليا تطمن على رينا، هرد عليها.
بعد دقائق أغلقت ماجده الهاتف مبتسمه ثم وضعته بحقيبتها مره أخرى ونظرت الى ماجد تقول: طنط تحيه دى ست طيبه أوى أوقات بتصعب عليا وأقول قادره تتحمل ده كله في حياتها إزاي.
تنهد ماجد بغصه قائلا: فعلا طنط تحيه عندها إنسانيه عاليه أوي، عكس...
صمت ماجد لثوانى يتنهد بحزن وهو يتذكر والداته التي كانت دائما ما تحرضهم على كرهها وأنها خطفت منها والداهم من أجل مصلحة إبنها الوحيد لم تبالى بوجوده هو واخواته كانت مصلحة ولدها عواد فوق الجميع ومصلحته كانت زواج أبيهم منها حتى تظل تنعم برخاء عائلة زهران، كما أنها ببراعه وكهن منها إستطاعت السيطره على مشاعر والداهم الذي أصبح يفضل عواد ويميزه عليهم بكل شئ، حتى حين تزوج تزوج من إمرأه كان يعلم جيدا أنها أباحت بعشقها ل عواد وهو رفضها قررت الإنتقام والثآر فتلاعبت بمشاعره حاولت كثيرا زرع الحقد والغل في قلبه من ناحية عواد هي كانت تعلم أن هنالك فتور وغيره، حقا لم تصل في قلبه لكره لكن هي لعبت على هذا الوتر لديه لفتره كان فيها غائب العقل ونسي صلة الدم وانه يوما ما كان السبب في إنقاذ عواد من الموت حين تبرع له بالدماء وقت إصابته رغم أنه لم يكن أتم السادسه عشر، حين طلب منه والده ذالك من أجل إنقاذه، وقتها إعتبر ذالك أن والده يفضل عواد عليه، لكن الآن الصوره واضحه أمامه أن والده كان يفعل ذالك عطف على عواد الذي كان يستحق العطف كان يرى معاملة عمه الجافه ل عواد عكس معاملته له هو واخواته برحابه كأنه كان يخشى أن يمدحه فيصيبه الفشل، حقا الصور والمواقف مع الوقت تتغير، ربما تبهت الصور والمواقف تظهر حقيقتها، لا ينكر شعوره بالآسى والقسوه حين سمع إعتراف فوزيه ل عواد أنها مازالت مغرمه به رغم مرور سنوات على زواجها منه، حتى لم تسلم صابرين من آذاها، صابرين التي كانت آخر مسمار يدق ليعلم أن فوزيه حاقده وتجرفه معه لطريق نهايته الضياع، بمشاركة أخيها التي تعلم أنه لا يعمل بشرف يستغل إسم والده السفير وكذالك نسب عائلة زهران الشهيره، فاق قبل فوات الآوان قبل أن ينجرف لموجه عابثه ظاهرها البراءه وباطنها كان الهلاك، لم يستغرب حين أخبره عواد أن حادث صابرين كان مدبر والمتهم الاول هي فوزيه، حتى حين بالبرهان القاطع له تمنى أن يخلف ظن عواد ليس من أجل انه مازال يكن ل فوزيه مشاعر بل من أجل طفلتيه لم يريد أن يكبرا ويعلما أن والداتهم كانت قاتله حقا لم تقتل بيدها لكن حرضت على قتل.
تذكر ذالك اليوم الذي آتى فيه عواد الى الاسكندريه قبل زواج غيداء بيومين
[فلا باك]
بغرفة مكتب ماجد دخل عواد
وقف ماجد مبتسما يقول بترحيب: أهلا يا عواد لما أتصلت عليا بدري وقولت إنك جاي إسكندريه لآمر مهم بصراحه قلقتنى.
إبتسم عواد قائلا: هو فعلا الموضوع يقلق يا ماجد ومرضتش أتصرف فيه قبل ما أرجعلك مع إن كان سهل عليا اخد قرار يمكن لو في وقت قبل كده كنت خدت القرار بدون ما أفكر في عواقبه بعد كده، معايا فيديو صغير عاوزك تشوفه.
تعجب ماجد قائلا بمزح: فيديو أيه يا عواد من أمتى ليك في ال يديوهات.
تبسم عواد يقول: تقول أيه بقى كل شئ بيتغير، خلينا نشوف ال يديو.
أخذ ماجد قرص ممغنط ووضعه في حاسوبه الخاص يشاهد ال يديو الذي تفاجئ بمحتواه، الذي كان عباره عن لقاء احد السائقين لديهم ب فوزيه في أحد الاماكن الوضيعه بالنسبه ل فوزيه ال يديو يظهر أيضا إعطاء فوزيه لذالك السائق حقيبه صغيره فتحها السائق ونظر لمحتواها بطمع وظفر، لم يستمر ذالك اللقاء سوا بضع دقائق، وإنتهى ال يديو.
نظر ماجد بذهول ل عواد قائلا بإستفسار: أنا مش فاهم ليه فوزيه بتدي للسواق ده كل الفلوس دي. بدون وجه حق؟!
رد عواد بتفسير: مين اللى قال إنها بدون وجه حق، في يديو تانى عاوزك تشوفه هو كمان وبعدها هقولك على التفسير، وبعدها هتنزل معايا للمخزن هنا.
مازال الذهول هو رد فعل ماجد وهو يشاهد ال يديو الآخر الذي يظهر السائق يخرج من أسفل سيارة صابرين وبعدها مباشرة خرجت صابرين بالسياره ورأى تلك البقعه الزيتيه أسفل السياره بوضوح.
أغلق عواد الحاسوب وهو ينظر لذهول ماجد قائلا: خلينا ننزل للمخزن هتلاقى تفسير لكل ده.
خلال دقائق كان الإثنين بالمخزن، تعجب ماجد من وجود رئيس الحرس الخاص بهم يقف وأمامه ذالك السائق مربوط بأحبال قويه وعلى وجهه أثار كدمات، صرخ السائق برعب حين رأى عواد أمامه قائلا: والله مظلوم يا بشمهندس انا كنت مغصوب انفذ اللى مدام فوزيه أمرتنى بيه أنا كنت محتاج للفلوس اللى إديتها ليا، أنا كنت شاري شقه في مكان كويس بالتقسيط بس حصل شوية مشاكل ومقدرتش ادفع كذا قسط وإتهددت إن الشركه اللى شارى منها الشقه هتقدم أشياك الأقساط للنيابه وخوفت اتسجن او الشقه تضيع منى وأعيش في الشارع.
تهكم عواد يضحك بسخريه: خوفت الشقه تضيع منك لكن مخوفتش إنك تتسبب في قتل إنسانه بريئه عمرها ما أذتك.
تعجب ماجد قائلا: أنا مش فاهم حاجه يا عواد.
نظر عواد ل ماجد قائلا: اللى حرضت السواق على قتل صابرين هي فوزيه، وقدامك السواق أهو أسأله.
نظر ماجد للسائق بذهول عقله غير مستوعب أن يصل الحقد بقلب فوزيه الى هذا لحد، القتل!
إرتعب السائق وأعترف قائلا: مدام فوزيه إتفقت معايا إنى ألعب بعربية الدكتوره وقصاد كده آخد منها مبلغ مالى كويس أقدر ادفع بيه أقساط الشقه الباقيه وأسجل عقدها بأسمى، طلبت منى أزود هوا عجل العربيه زياده عن الازم، عشان مجرد ما الدكتوره تمشي بالعربيه العجل مش هيستحمل وينفجر عالطريق وسهل وقتها العربيه تتقلب بيها، بس انا والله كنت بزود هوا عجله واحده بس ومكنتش بزودها بنسبه كبيره كنت بتنفجر قريب من ال يلا والطريق ده كان أحادي الإتجاه فبتقدر الدكتوره تسيطر عالعربيه، ويوم لما كنا في البلد إتصلت عليا مدام فوزيه وهددتنى إنى إن مكنتش أقطع فرامل العربيه وأنهي الموضوع يبقى أنسى المبلغ اللى وعدتنى بيه، وانا كنت مضطر ومغصوب، حتى مقطعتش خرطوم الفرامل كله.
ذهول ماجد غير كافى لما يسمعه كيف غض بصره عن مساوئ فوزيه، لكن ماذا كان ينتظر من إمرأه تخلت عن طفلتيها وتركتهن ولم تنظر خلفها لبكائهن
تأكد الآن أن هذا كان الأفضل لهن فربما كانتا تطبعن بطباعها السيئه.
نظر عواد ل ماجد قائلا: الأدله اللى معايا مع إعتراف السواق كافيه لتأكيد تهمة الشروع في قتل ل فوزيه يا ماجد، أنا كان سهل عليا أبعتهم مع أى محامى للنيابه، بس أنا عارف إن في بينك وبين فوزيه بنتين ملهمش ذنب إن فوزيه تبقى مامتهم للآسف.
إزدرد ماجد ريقه يشعر بجفاف في حلقه كذالك صاعقه تضرب ليس قلبه بل عقله الذي كان مغيب، ثم فكر لدقائق قبل أن يقول: عواد سجن فوزيه مش هيفيدك في حاجه بس الفيديوهين زائد إعتراف السواق ممكن يفيدوا بناتي.
نظر له عواد بدون فهم.
وضح ماجد قوله: فوزيه بدأت الحرب معايا يا عواد إنتقام مني، رغم إنها هي اللى سابت بناتها ومسألتش فيهم بس رفعت عليا قضية ضم حضانه لهم وإنى مانعها إنها تشوفهم، والقضيه دى سهل الحكم فيها، أنا لو متأكد إن ليها هدف تانى من قضية حضانة البنتين هي كل هدفها الإبتزاز بعد كده هتساوم عليهم قصاد مبلغ مالي وده فعلا اللى حصل لما إتفاوضت مع المحامى بتاعها هي لغاية دلوقتي بتمثل الدور البرئ متأكد لو عرضت عليها فلوس ممكن تتنازل عن حضانتهم، بس ده هيبقى لوقت وترجع تاني لنفس طريقة الإبتزاز.
تهكم عواد غير مستغرب من دناءة فوزيه حتى مع بناتها لكن قال بعدم فهم: قصدك أيه.
رد ماجد: إنت بتقول كان سهل تقدم الفيديو والسواق للنيابه، بس ممكن فوزيه تنكر في ال يديو وتقول متفبرك وفي النيابه سهل كمان تكدب السواق وتخرج منها بدون أى مجهود، لكن أنا ممكن أستفيد من ده أنا وبناتى أنهم يتربوا في مكان نضيف بعيد عن أحقاد فوزيه وأهلها.
إزاي؟
كان هذا سؤال عواد.
جاوب ماجد: إنت معاك تسجيل الفيديو وكمان أكيد في كاميرا هنا سجلت إعتراف السواق، أنا هاخد الفيديوهين وهواجه بهم فوزيه وهي مهما كانت كدابه وغلاوويه وحاولت تشكك في الفيديو مش هتقدر تكذيبهم لوقت طويل عالاقل قدامى لأنها هتظن آنى لسه ضعيف قدامها وده فعلا اللى همثله، أنا كل اللى يهمني مصلحة بناتي عارف إنك هتستغرب لآن فوزيه كانت بالنسبه ليا شئ خاص وكنت بتغاضى واوقات بشاركها في أفعال تضرك، بس أنا فوقت يا عواد انا سمعت فوزيه وانتم في المكتب وهي بتعترف لك إنها بتحبك وإن سهل إنها تطلب تطلق مني وانت كمان تطلق صابرين وأنها مجرد نزوه في حياتك وبعدها سهل جوازكم، وقتها لو مش المربيه بتاعت البنات قالتلى إن واحده منهم مريضه بقالها أكتر من كام يوم وحالتها مش بتتحسن بل بتزيد سوء، كنت هدخل أقتلها بدون ندم، بس صحة بنتي كانت أهم منها وأنا عرفت إزاى أنتقم لكرامتى اللى هي هدرتها كويس بإنسحابى من شراكة أخوها وكمان طلاقي منها بكده إنتهت شركتهم قبل حتى ما تحط الخطوه الاولى في السوق، دمرتها ماليا حتى سمعة المصنع بتاعهم بقت في الحضيض وتسعين في الميه من العملاء طلبوا فسخ العقود وطلب تعويض بسبب ردائة منتجاتهم، هي أكيد فكرت إن صابرين مش بس السبب إنك رفضت عرض حبها عليك، كمان هي السبب في قفل مصنعهم بعد ما عملت معاها شغب واتهمتها بإستغلال منصبها في إنها تسوء من منتجهم قصاد طبعا مصانع زوجها عواد زهران، أنا بطلب منك يا عواد ك أخ محتاج مساعده منك أنا أقدر أساوم فوزيه وأسترد بناتي بدون ما أستنى حكم محكمه سهل تحصل عليه.
فكر عواد لدقائق، ربما لو بوقت آخر ما كان وافق ماجد وكان دون إنتظار قدم تلك الدلائل للنيابه، لكن هنالك من أيقظت في قلبه مشاعر كانت موؤده، ربما يكفيه عودة صابرين للحياه مره أخرى وتلك الحاله النفسيه الهادئه التي أصبحت عليها رغم أنه مازال حتى لا يعرف حقيقة شعورها نحوه رغم العشق الذي يكنه في قلبه لها، وكذالك الآلم الذي يتوغل لجسده...
تنهد عواد وهو متردد للحظات وأشعل إحدى السجائر ونفث دخانها وهو يتبادل النظرات بين السائق وبين ماجد
حسم أمره قائلا: معاك فيديو السواق هو وفوزيه وكمان إعترافه بانها هي اللى حرضته، أنا متأكد لو صابرين عرفت باللى حصل ده، رغم فداحة فوزيه بس قلبها هيرق على بناتها.
إبتسم ماجد قائلا: شكرا يا عواد وانا آسف إن كنت في يوم غبي وسمحت لنفسى أضرك.
إبتسم عواد قائلا: كنت غبي يا ماجد كنت كل ما تخاول تأذيني بتنفعني والنفع الأكبر إن بسببك إتقابلت مباشر مع صابرين لما كانت من ضمن لجنه وزارة الصحه بسبب البلاغات العبيطه اللى كان السبب فيها عادل حربوء.
ضحك ماجد كثيرا يشعر بندم.
[عوده]
عاد ماجد من ذكرى ذالك اليوم يبتسم ل منال التي لاحظت شروده ووضعت يدها فوق يده لكن سرعان ما سحبتها بخجل قائله: سرحان في أيه، آسفه إن كنت بتطفل عليك.
إبتسم ماجد الذي للحظات شعر بيد منال كأنها مثل البلسم فوق الجرح ود أن يقول لها لا تبعدي يدك من فوق يدي، لكن يخشى أن تكون مشاعر من إتجاه واحد ويدفع ثمنها لاحقا لكن تبسم قائلا: لأ مش تطفل منك أبدا دى قلة ذوق مني، لما أكون انا اللى طلبت منك نتقابل وأسرح في شئ مش مهم خلينا في المهم.
إبتسمت منال تود الاستفسار قائله: وياترى أيه هو الشئ المهم اللى طلبتنى عشانه، وقولت نتقابل بدري كده.
إبتسم ماجد قائلا بآسف: آسف عارف إن الوقت بدري، بس أنا عرفت إنك رجعتى إستلمتى شغلك هنا تانى في إسكندريه، وكمان أنا بعترف عواد كان شايل جزء كبير من شغل سواء مصانع او مزارع زهران وبسفره وأكيد كمان مرضه هيآثر على الشغل بالذات إن بابا تقريبا إكتفى بدور المرشد ليا انا وأخواتي، وبالذات أنا لآنى كنت المسؤول التانى بعد عواد.
نظرت منال ل ماجد نظره لا تعرف تفسيرها أكانت إعجاب أم تعجب، من صراحة ماجد، لأول مره ترى به شخصيه متواضعه تعترف أنها لم تكن متباهيه أنها صاحبة السلطه والخبره.
ضحك ماجد على ذهول منال قائلا: عارف تفكيرك هتقولى أيه الغبى ده اللى بيعترف إنه كان رقم إتنين، دايما أى حد بيتباهى أنه رقم واحد.
فسرت منال نظرتها ل ماجد هنالك مشاعر تنمو، لكن قالت: بالعكس الأعتراف فضيله يا ماجد وكمان بيهدي نفسيتك ويسيب لك الرضا، والرضا بيأدى لراحة البال والقلب.
تنهد ماجد قائلا: فعلا الرضا بيأدى لراحة البال والقلب، زى ما عواد عمل ورضي وقبل ما يصدر حكم المحكمه قسم ميراثه بالكامل مناصفه ومضى كمان على تنازل عن ميراثه في المرحوم مصطفى بس طلب منى أن اللى يكون وصي على بنتك بابا.
فهمى زهران، مش عدم ثقه فيك بس تقدري تقولى إمتنان من عواد ل بابا.
إبتسمت منال قائله: فعلا عواد شخصيه تحير، وأنا موافقه على قراره وأكيد يشرفنى أكون من ضمن عيلة زهران بعد الحفاوه والمحبه اللى شوفتها من طنط تحيه عكس...
صمتت منال قبل أن تخبر ماجد عن طمع وجشع ساميه حتى بعد وفاة مصطفى لولا غصب عليها جمال التنازل ما كانت تركت ميراثها من مصطفى لابنتها، حتى أنها هددتها ذات مره بطريقه غير مباشره أنها تستطيع أخذ حضانة صغيرتها إذا فكرت في الزواج مره أخرى، بحجة مصلحة إبنة مصطفى لكن بالحقيقه هي كل ما يهمها المال فقط، المال الذي من أجله غصبت على مصطفى الزواج منها وهي تعمل معه بالخارج وتشاركه نصف ما يملكه بلا أى مستند يثبت أحقيتها بذالك، كانت مغفله، او بالأحق أعماها العشق الذي دفعت ثمنه وحدها.
تحدث الاثنين بمواضيع لم ينتبها كم من الوقت مضى لكن الراحه النفسيه بينهم كانت ذو تآثير قوى أنه هنالك أمل بالفرصه الثانيه التي وضعت أمامهم، ربما آن الآوان لآن تظهر بعض الآنانيه لديهم والبحث عن سعاده تآخرت.
بمنزل الشردى.
وقف وفيق أمام المرآه يعدل من هندامه ينظر عبر إنعكاس المرآه الى ناهد التي تعبث بهاتفها، شعر بفضول قائلا: اللى أعرفه إن الست تصحى من النوم تقوم تجهز لجوزها الفطور لكن إنت صاحيه من النوم مسكتى الموبايل أيه المهم أوى كده فيه؟
إرتبكت ناهد قائله بكذب يشوبه بعض الدلال: مفيش حاجه مهمه كنت بشوف فيه الساعه كام، وإن كان عالفطور زمان الشغاله حضرته، وبصراحه كده حاسه آنى لسه عاوزه أنام وماليش نفس للأكل.
تهكم وفيق قائلا: وإيه اللى سادد نفسك عن الأكل ومخليك عاوزه تنامى، أيه حبله جديد والوحم جايلك بنوم.
نظرت ناهد ل وفيق تشعر أنه صفيق هو يعلم أن العيب منه لكن لا يخجل، لكن إدعت الرضا قائله: مش السبب آنى ممكن أكون حبله، السبب شغل البيت الكتير اللى بشتغله طول اليوم، أنا مش عارفه ليه عمتى ساكته عالخدامه دى تعتبر بتقبض وأنا اللى بشتغل مكانها.
تنهد وفيق بعدم تصديق لها قائلا: مش ده بيتك إنت أولى بالشغل فيه.
شعرت ناهد بإزدراء ودت ان تنهض وتصفع وفيق، لكن هنالك صفعه قويه بإنتظاره حين صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته وسرعان ما رد، لتتبدل ملامح وجهه بشده الى الوجوم قائلا: نص ساعه واكون في المصنع.
أغلق وفيق الهاتف، ووضعه بجيبه ثم كاد يخرج من الغرفه لولا قول ناهد بإستفسار: في أيه اللى حصل.
رد وفيق بغضب: مالكيش فيه وقومى بلاش دلع شوفي شغل البيت.
قال وفيق هذا وغادر الغرفه سريعا، سخرت ناهد منه قائله: معندكش شخصيه وبجح وعارف ان العيب منك ومش مكسوف، إبن ماجده على حق، بس أنا خلاص مليت الحياه دى.
بنفس اللحظه صدح هاتفها برساله فتحتها وتبسمت بنشوى، غير آبهه بسبب ذهاب وفيق.
بينما وفيق أثناء نزوله على الدرج بلهوجه كاد أن يتصادم مع ماجده، لكن إنتبهت له وأخذت جانبا آخى قائله بإستفسار عن سبب تلك اللهوجه.
رد وفيق سريعا وهو يكمل سيره: عربية الشحن اللى كانت بتنقل البضاعه إتقلبت على الطريق وهي محمله كميه كبيره.
شعرت ماجده بهزه قويه وقالت: وأيه اللى حصل للبضاعه.
رد وفيق: معرفش انا رايح أشوف بنفسي، إدعى إن ربنا يعديها بسلام والخساير متكنش كبيره، العربيه كانت محمله أكتر من نص إنتاح المصنع.
غادر وفيق المنزل وترك ماجده تشعر بسوء رغم ذالك تندب قائله: مش عارفه أيه الحظ ده كآننا كنا ناقصين كمان، في نفس سيئه دخلت الدار نحستها.
لندن
المشفى
بغرفة عواد
أغلقت صابرين الهاتف مبتسمه ثم نظرت ل عواد تقول: بابا هيتأخر شويه، بس أكيد طنط تحيه ورائف زمانهم على وصول.
صمت عواد
للحظه شعرت صابرين بالتوجس من ملامح وجه عواد التي تدل على أنه يشعر بآلم أو ربما لديه شعور آخر يحاول السيطره عليه.
إقتربت منه بلهفه قائله: عواد مالك، حاسس بوجع أطلبلك دكتور.
نظر عواد لهابحده يشوبها عصبيه قائلا: لأ متشكر مش محتاج لدكتور أنا كويس.
تنهدت صابرين بهدوء ثم قالت: الحمد لله، طب تحب أعدلك السرير شويه، أقولك خلينى أعدلك المخدات وراء ضهرك هتحس براحه.
قالت صابرين هذا وإنحت بجذعها قريبا من جسد عواد الذي زفر نفسه بسأم ثم قال بعصبيه: قولتلك قبل كده متشكر أنا مرتاح كده.
إستقامت صابرين بجسدها ونظرت ل عواد قائله: بتنفخ ليه، عواد...
قاطع عواد بقية حديثها بعصبيه قائلا: أنا مش بنفخ أنا بتنفس عادى، إنت اللى مصره كل دقيقه تسألينى إن شئ بيوجعك أو أعملك كذا بتعاملينى على إنى م
صمت عواد قبل أن يكمل الكلمه حين رأى تلك الدمعه التي تلمع بين أهداب صابرين، كذالك قولها: أنا آسفه يمكن ببالغ شويه.
تنهد عواد يشعر بندم، وكاد يعتذر من صابرين ويقول لها أنه لم يتعود على إهتمام أحد بشآنه سابقا ربما هذا ما يسبب له عصبيه زائده لكن سماع طرق على باب الغرفه كذالك سماح صابرين بالدخول جعله يصمت وهو ينظر لوجه صابرين التي أزاحته بعيد عنه وتمحو تلك الدمعه، شعر بغصه في قلبه
لكن دخول رائف المازح جعله يبتسم رغم شعور الندم.
كذالك صابرين رسمت بسمه حاولت أن تتناسى عصبية عواد عذرا منها لحالته فليس سهلا عليه تقبل أمر عودته قعيد مره أخرى.
بينما مزح رائف قائلا: يا عيني عالدلع، طبعا مبسوط صابرين جنبك طول الوقت مين يلاقى الدلع ده كله وميدلعش.
تهكم عواد قائلا: بتحسدنى ع الدلع وأنا مشلول.
تبسم رائف مازح: طيب ياريت يجيلى شلل رباعى والاقى اللى في بالى واقفه جانبى، بقولك أيه يا صابرين ما تحننى قلبها شويه عليا قولى لها روفى عنده مزايا كتير مش عند عواد.
تهكم عواد قائلا: وأيه هي المزايا دى بقى؟
رد رائف: دمى خفيف ولطيف وظريف، وقبل من ده كله أتعاشر وموستأنث مش زى ناس بتتبطر.
ضحكة صابرين أغاظت عواد الذي يشعر بالندم من عصبيته لكن قال ل رائف بفظاظه: قصدك غبي وتافه وفتان ومفيش سر بتحفظه، وعلى رأى أولي يا. معتوه.
علي ذكر أولي يا شعرت صابرين بضيق قائله: طب تصدق بقى إن اللى معتوهه وبارده وإنجليزيه على حق هي أولي يا دى عندها كميه سخافه تخنق.
ضحك رائف ونظر الى عواد وغمز بعينيه بمغزى، ضحك عواد، لكن سأم وجهه حين دخلت الى الغرفه تحيه مبتسمه تقول: صباح الخير، بتضحكوا على أيه يا شباب.
قالت هذا وتوجهت نحو الفراش وبتلقائيه منها إنحنت عاى رأس عواد وقبلتها متسأله: إزي حالك النهارده.
شعر عواد برعشه في جسده يصحبها شعور آخر لا يعرف تفسير له إن كان جيد أم سئ، بداخله إستهزئ من تلك الحيره كان سابقا بعد كل عمليه يبقى وحيدا يواجه الآلم ويكتم غضبه بقلبه، كان فقط يتمنى لمسة يد من تحيه كان سيتحمل قسوة الآلم ولن يشعر بغضب، لكن الآن تغير ذالك الشعوى رغم أن جواره صابرين التي تتحمل نوبات غضبه الذي ربما سبب منها هو وجود تحيه هي الآخرى، وقت أن كان وحيد لم تأتى له والآن وهي تعلم أن صابرين جواره آتت تثبت أمومتها له، لكن أين كانت تلك الأمومه حين كان يحتاجها أكثر من الآن...
لوح عواد رأسه بعيدا قليلا عن تحيه التي رغم شعور الغصه بقلبها لكن تبسمت له، تنظر لعينيه
بحنان، كذالك عواد عيناه تلاقت مع عيني تحيه
باحت عين تحيه بحديث كثير يعجز لسانها عن البوح عنه الآن يكفيها تلك البسمه التي تراها على وجه عواد وصابرين جواره، كذالك عين عواد باحت بسؤال أين كنت سابقا، الآن هنالك أخرى آتت خلفي من أجل من تخليت عنه سابقا.
دمعه توقفت بين أهداب تحيه هو لا يعلم كم قاست وأنها ذهبت الى صابرين وطلبت منها برجاء أن تأتى إليه، وعلى إستعداد لتقبل أى ذل من أجل أن تراه فقط.
بينما عواد تحجرت دمعه بعينيه، وحاد ببصره ناحية صابرين التي رسمت بسمه رغم تلك الدمعه التي بعبنيها.
رأى رائف ذالك الموقف شعر بآسى على تحيه وعواد الإثنين كل منهما يحتاج من الآخر فقط تبرير عن القسوه الذي يشعر بها من الآخر وإن كانت تحيه هو من تبتلع تلك القسوه بصدر رحب، حاول تلطيف ذالك قائلا بمزحه: يلا يا عم كلها يومين وأسافر أنا وتحيه وعمى سالم ونسيبك بقى مع صابرين لوحدكم عيش حياتك، مش زى حالاتى عايش وحيد.
رغم تلك الغصه التي بقلب تحيه لكن قالت ل رائف: إنت هتحسدهم ولا أيه وحد غاصبك تفضل وحيد ما تتجوز، وبطل قر على عواد شويه.
ضحك رائف قائلا: تصدقى يا توتو كلمتك جت في وقتها وعمى سالم أهو داخل لل أوضه، أيه رأيك يا عم سالم؟
إدعى سالم عدم الفهم قائلا: رأيي في أيه؟
نظر رائف ناحية عواد ثم نظر ل سالم قائلا: بص يا عم سالم أنا عارف إنك مكنتش راضى من البدايه على جواز عواد من صابرين وبصراحه كان عندك حق، عواد ما يتعشرش، لكن أنا بقى شخصيه مختلفه تماما، وبصراحه انا عاوز أتجوز فتوش، ولو رفضت أنا هطلع على ساعة بيج بن وأنتحر.
ضحكت تحيه قائله: والله أهبل. معليشى يا بشمهندس سالم هو رائف كده متعرفش هو بيتكلم أزاي بجد وفي نفس الوقت لازم يهزر.
ضحك سالم وهو ينظر ل رائف قائلا: بصراحه الموافقه والرفض على طلبك مش في أيدي، زى ما سبق وسيبت القرار ل صابرين تختار نفس الشئ هيحصل مع فاديه، وإن كانت فاديه أكثر عقلانيه من صابرين.
تبسمت صابرين وهي تنظر ل سالم وهو يضمها اسفل يده، مما أثار غيرة عواد، بينما قال رائف بمزح: طب قولى طريق أدخل ل فتوش منه دى ساده كل الطرق.
تبسم سالم قائلا: طريقك واضح با بشمهندس، ميلا، هي بداية الطريق.
ليلا.
رغم تلك الادويه المسكنه لكن سهد عواد النوم وهو مازال يشعر بندم بسبب عصبيته على صابرين صباح
لوح رأسه ونظر نحو الفراش الآخر بالغرفه ينظر صابرين التي تغمض عينيها، إتخذ القرار وتنهد بآلم كاذب ثم قال: صابرين إنت صاحيه.
نهضت صابرين سريعا وتوجهت لفراشه بلهفه قائله: أيوه صاحيه يا عواد.
صمتت لم تكمل بقية حديثها.
شعر عواد بغصه قائلا: .
إعدلى لى السرير شويه.
أخذت صابرين جهاز تحكم إلكتروني صغير وقامت بالضغط عليه وعدلت الفراش حسب راحة عواد، كادت أن تذهب لفراشها مره أخرى دون حديث، لكن عواد أمسك معصم يدها قائلا: والمخده كمان ممكن تعدليها.
رفع عواد رأسه قليلا وصابرين تعدل الوساده تغلغل الى فؤاده عطر أنفاسها، بتلقائيه منه جذبها من عنقها والتهم شفاها بقبلات كآنه يعتذر، إستسلمت صابرين لتلك القبلات، ترك عواد شفاه صابرين ليتنفسا، يشعر بانفاسها السريعه قائلا بندم: .
آسف.
جلست صابرين على الفراش تبتسم قائله بإيحاء مازح: غريبه لسه بتقدر تبوس أنا اللى فكرت إنك بعد العمليه...
جذب عواد يد صابرين وقبلها قائلا: لاء بلاش تفكري كتير العمليه ملهاش أى تآثير، بس نخرج من هنا وهثبتلك بالبرهان القاطع.
ضحكت صابرين تستفز عواد: قصدك أيه بالبرهان القاطع، إنت تفكيرك راح لفين أنا كان قصدى برئ.
ضحك عواد وهو يجذب صابرين مره أخرى يقبلها، منتشي بإستجابتها، ثم ترك شفاها قائلا: بس أنا مكنش قصدي برئ، قدامك لسه فرصه ترجعى مصر مع عمى سالم اللى مش هيرضى عنى أبدا.
ضحكت صابرين ووضعت يدها فوق قلب عواد قائله: لأ إنسى إن أرجع مصر من غيرك وإن كان على رضا بابا فطالما أنا راضيه هو راضي، وأنا راضيه بقضاء ربنا عليا إنى أقع في حب وغد مختال.
ضحك عواد قائلا: مختال!
معاك إنت بالذات إنتهى كل إختيالى، الوحيده اللى إتعريت من كل شئ قدامها حتى إختيالي.
.
بعد ثلاث أيام.
بعد حديث رائف ل سالم قبل أيام وإخبار سالم له أن الأمر كله بيد فاديه، حسم أمره اليوم سيعترف لفاديه ويطلب منها الزواج
بالفعل نوى المجازفه.
قبل الظهر بقليل فتحت فاديه باب الشقه وقفت تنظر له بإمتعاض من تلك البسمه السخيفه التي على وجهه لثوانى
ثم قالت بعنف: خير عاوز أيه؟
رد رائف ببسمه: خير، أنا كنت مسافر لندن، وبقالى كام يوم مشوفتش بنتى جاى أشوفها وحشتنى.
زفرت نفسها بزهق قائله: هو مش ببعت لك كل يوم صوره لها عالموبايل، وإنت بعت شيك بمصاريفها مع بابا يبقى خلاص.
رد رائف: بس وحشني أشوفها مباشر، وبعدين أنا إتصلت على هيثم وقالى أنه معندوش جامعه النهارده قولت أجى والشقه فيها راجل.
زفرت نفسها بضيق قائله: حتى لو هيثم في الشقه برضوا مش هدخلك يارائف، غير ان ميلا نايمه دلوقتي.
تبسم رائف ببرود قائلا: طب والحل بنتى وحشتنى اوى اوى اوى اوى.
نظرت له بضيق وفكرت لثوانى قبل ان تقول: تمام لما ميلا تصحى من النوم أنا هجيبها وأجى المطعم، يلا بالسلامه.
قبل أن يرد رائف كان يسمع صوت غلق باب الشقه بوجهه، تبسم ببرود قائلا بصوت شبه عالى: .
تمام هستناك في المطعم الساعه خمسه أوعى متجيش ومعاك ميلا، سلام بقى يا فتوش.
تبسمت فاديه خلف الباب ووقفت لدقيقه تتنهد.
تشعر كآنها عادت سنوات من العمر كآنها بالعشرين من عمرها، لكن فجأه فاقت من ذالك الشعور تنهر نفسها، هذا الشعور كاذب.
فى حوالى الخامسه مساء
وقفت فاديه تحمل تلك الصغيره، أمام باب المطعم تعجبت حين وجدت المطعم مغلق ومعتم، سريعا هاتفت رائف الذي رد سريعا يسمع إندفاعها في الحديث: أنا قدام المطعم والباب مقفول.
رد رائف: لأ الباب مش مقفول زقى الباب وادخلى.
دفعت فاديه باب المطعم ودخلت كانت إضاءه خافته بالكاد ترى أمامها، لكن سمعت صوت إغلاق باب المطعم خلفها، نظرت نحو
ولكن سرعان ما كان يملأ المكان أضويه ملونه، من شموع لها رائحه ذكيه وورقات زهور منثوره على الأرض وبالونات بالوان مختلفه بها أضويه، لمعت عين الصغيره ودت أن تلعب بتلك البالونات المنثوره على الارض، بالفعل أنزلت فاديه الصغيره التي فرحت باللهو بتلك البالونات
بينما ظهر ضوء آخر على مكان بالمطعم.
وظهر رائف يقول: تتجوزينى يا فاديه؟
رغم تلك الطعنه التي تشعر بها في قلبها، وتلك الدموع التي تلألأت بعينيها لكن كان الجواب مباشر ومختصر: لأ.
ليس الرفض فقط، بل خرجت سريعا من المطعم حتى أنها تركت ميلا تلهو بالبالونات الملونه.
جلس رائف على إحدى المقاعد يشعر بإنسحاب في قلبه، ظل شاردا لدقائق، فاق على صوت فرقعه ثم تلاها بكاء ميلا.
نظر لها وجدها تبكى على تلك البالونه التي إنفجرت بيدها، نهض من مكانه وذهب نحوها وإنحنى يحملها غص قلبه أكثر حين قالت، ماما.
لكن سرعان ما فتح باب المطعم ودخلت فاديه بلهفه تشعر بندم أنها تركت ميلا
قائله بترقب لرد فعل رائف: ميلا.
للحظات توقعت أن برفضها الزواج من رائف قد يتمسك ب ميلا ولا يعطيها لها، لكن رائف فعل عكس توقعها حين إقترب من مكان وقوفها ومد يده لها ب ميلا.
التى سرعان ما أخذتها منه وضمتها تقبل وجنتها كآنها تعتذر منها، ثم غادرت المطعم بينما تهكم رائف على حاله، لكن بلحظه إبتسم مازال هنالك أمل، ولا مانع من إستخدام بعض الوسطاء.