قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والخمسون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والخمسون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والخمسون

لندن
دخل عواد الى الشقه وخلفه صابرين تنهد بزفر نظرت له صابرين بإستغراب ثم تخابثت قائله: مالك يا عواد من وقت ما خرجت من جلسة العلاج الطبيعى وإنت شبه ساكت وشكلك مضايق، أكيد مرهق بسبب اللى حصل هنا قبل ما نروح لجلسة العلاج.
تغافل عواد قائلا بعدم فهم: وأيه اللى حصل هنا قبل ما نروح لجلسة العلاج.
للحظه خجلت صابرين ثم مزحت قائله: لو الشمطاء أولي يا شافت شكلك دلوقتي هتقولى.

إنت السبب أيها البلهاء، إنت ترهقين زوجك في الفراش وهو مريض.
ضحك عواد وجذب صابرين لتجلس فوق ساقيه هامسا جوار أذنها: ده أحلى إرهاق، ولا إنت ليك رأى تاني.

ضحكت صابرين ببراءه قائله: أنا لا ليا رأى تانى ولا تالت، بس الشمطاء أولي يا كآنى واخده منها دم، مره تقول عليا سمينه ومره تانيه بلهاء، لو شافت مودك السئ ده فورا هتزغرلى بعنيها وترفع حاجب وتنزل حاجب وتقولى إنت السبب، يلا قولى أيه اللى حصل ومضايقك أوى كده.
رواغ عواد قائلا: مفيش حاجه مضايقانى، يمكن أرهاق من جلسه العلاج مش أكتر.

كادت صابرين أن تشاغبه لكن صدح رنين هاتفه، فصمتت حتى أخرج هاتفه من جيبه ونظرت لشاشته كعادتها ثم نهضت من فوق ساقيه بإستسلام قائله: عمو فهمى، أكيد طبعا الإتصال هيبقى بخصوص الشغل وهيطول، هقوم أروح المطبخ أحضر لينا غدا، بصراحه كنت عامله حسابي إننا نتغدى بره، بس فجأه مودك أتغير ومعرفش السبب.

إنحنت صابرين تقبل وجنة عواد ثم ذهبت، بينما عواد تنهد يلوم نفسه، يشعر بغصه قويه في قلبه هنالك سبب فعلا في تعكير صفو مزاجه للأسوء وكانت هي سبب رئيسى به حين شعر بالذنب إتجاهها، زفر نفسه قبل أن يرد على الإتصال يشغل رأسه بشئ آخر.
مطعم رائف
بغرفة المكتب
جلس صادق على أريكه عريضة وفوق ساقيه ميلا وأشار ل فاديه أن تجلس جواره.
إبتسمت فاديه وجلست برحابه جواره على نفس الاريكه.

إبتسم صادق وهو يقبل وجنتي ميلا قائلا بعتاب مرح لها: كده يا ميلا يهون عليك جدو صادق ومتقوليش
ل فتوش نفسى أزور جدو.
أمائت ميلا رأسها تعيد حديث صادق بتهته وهي تنظر نحو فاديه.
ضحكت فاديه وكذالك صادق الذي قال: ميلا بغبغان بيردد الكلام.
رددت ميلا نفس الجمله خلف صادق
ضحكت فاديه قائله: هي كده بتردد أى كلام بتقال قدامها، حتى بتمشى وراء أى حد ماشي في الشقه.

ضحك صادق مقبلا وجنة ميلا ثم نظر ل فاديه بعتاب قائلا: أنا زعلان منك يا فاديه.
ردت فاديه بمجامله رقيقه وإستفهام: يعز عليا زعلك يا عمو صادق، بس أنا زعلتك في أيه.
نظر صادق بعتاب قائلا: بقالك قد أيه متصلتيش عليا.
شعرت فاديه بالخزي وصمتت للحظات قبل أن يقول صادق: عارف السبب، رائف طب هو غبى أنا ذنبي أيه تقاطعينى زيه.
إبتسمت فاديه تشعر بزياده في ضربات قلبها مصحوبه بخجل وخزي.

إسترد صادق الحديث مره أخرى: بصى يا فاديه أنا راجل مر عليا ناس كتير بقى عندي نظره في البشر من أول مره بحس إذا كان اللى قدامي ده شخص كويس أو لأ، مش هقولك دايما ببصدق إحساسى أوقات بيخيب، بس الحياه تجارب بنكتسب منها خبره، هحكيلك حكايه صغيره كان في راجل عدى عمره الخمسين سنه وبنته الوحيده إتجوزت فجأه مراته اللى كانت قطعت الخلف لسنين طويله حست بشوية أعراض وراحت للدكتور أكد حملها في جنين عمره حوالى سبعين يوم يعنى تقريبا الروح لسه منزلتش فيه، وهي مريضه والحمل مش سهل حتى لل أم اللى بصحتها، غير السن هي كمان عدت الخمسه واربعين سنه، الحمل زيادة تعب عليها، يعنى إستمرار الحمل معناه إنتحار بالبطئ، حتى الدكتور رجح إجهاض الجنين لأن مع الوقت هيكبر حجمه في بطنها ويأثر على صحتها، بس هي إتمسكت بيه وقالت ده اللى هينفعك لما تكبر وتعجز يا صادق هيكون ونس ليك، كمل الحمل الحمد لله وجه للدنيا طفل جميله مراتى اللى أختارت له الأسم ده رائف لما سألتها إشمعنا رائف، قالتلى عشان ربنا رأف بيها لحد ما ولدته وجه للدنيا، وكمان هيكون رائف بيك في شيبتك لما تكبر مرت سنين وتوفت جميله ورائف عنده خمس سنين، يمكن مياخدش باله من ملامحها اللى ورثتها ميلا، كمان رينا. كبر الطفل ده فجأه بعد فراق جميله حسيت بفراغ كبير في حياتي، حتى كنت شبه إتجاهلت رائف، بس في يوم صحيت من النوم على ريحة شياط أو بالأصح حريق ودخان جاي من المطبخ، جريت عالمطبخ بسرعه لقيت دخان مش كتير وكمان نار والعه عالبوتجاز، ورائف رايح يجيب ميه من الحنفيه عشان يطفيها، لو مكنتش لحقته يمكن كان.

إبتلع صادق ريقه ثم أكمل وقتها خرجته بسرعه من المطبخ لحد ما قدرت أسيطر عالنار، طلعت من المطبخ لقيته واقف على حيطه جنب باب المطبخ ودموعه بتنزل، جريت عليه وقلبى ملهوف وسألته إنت بتعيط ليه النار لسعتك، هز راسه وقالى لأ بس هو جعان وتقريبا بقاله يومين مكلش وده طفل صغير قلبى إتقطع عليه ندمت إنى دخلت نفسي في عزله ونسيت مسؤلية وأمانه جميله اللى سابتهم ليا، بعدها إتصاحبت أنا ورائف مبقناش أب وإبن، بقينا أصدقاء أكتر كان الونس ليا اللى خرجنى من وحده وعزله كانت ممكن تقضي عليا بمرور الوقت، كبر رائف كان بيشتغل معايا في محل البقاله حتى كان بيذاكر في المحل لحد ما خلص الثانويه العامه ودخل الجامعه دور على شغل في أماكن كتير عشان يقدر يصرف على نفسه وهو في الجامعه، كلية الهندسه فيها عملى ونسبة حضور كان لازم يقدر يوفق بين الإتنين، ولقى شغل جرسون في مطعم كبير كان بيشتغل في وردية الليل بيدخل البيت الفجر، ينام تلات أربع ساعات قبل ما يروح لمحاضراته كمان كان بيشتغل ورديات إضافيه في الاجازات، وخلص جامعته وقتها كان عواد بيعمل فحص طبى سنوي في لندن وبالصدفه جه قدامه فرصه واحد عنده شركة إلكترونيات عاوز يستفيد من طاقات وإبدعات الشباب الخريجين، هقولك الصراحه رائف معندوش أى إبداع لا في الاليكترونيات ولا في غيرها بس أهو بيكافح، الهندسه كانت بالنسبه له مجرد دراسه مش أكتر هو لما آشتغل في المطعم هاوي شغلها أكتر، بس دى فرصه كويسه حتى لو إستفاد منها ماديا فقط، جه وقالي، وقتها خوفت يسافر ويعمل زي بعض الشباب ويقول هنزل مصر أعمل أيه مستقبلى هنا، وكمان حسيت إنى هبقى آنانى لو قولت له بلاش، المهم سافر وكل سنه كان بيجي شهر غير كان لازم يتصل عليا أكتر من مره في اليوم وكانت الفلوس اللى ببشتغل بيها بيحولها عليا أول بأول قالى البيت بتاعنا صغير وفيه مساحه حواليه فاضيه أيه رأيك تكبره، فعلا كبرت البيت حتى إشتريت حتة أرض صغيره كمان جنب البيت وعملتها جنينه صغيره، لقيته في يوم بيتصل عليا وهو جواه حماس كبير أوى وبيقولى بابا المطعم اللى كنت بشتغل فيه الراجل صاحبه عارضه للبيع، بس اللى معايا ميكملش تمن المطعم، وأتصلت على عواد وقولت له نشتريه شركه بينا وهو وافق وكمان لو ربنا كرمنا وأشترينا المطعم ده هغير إسمه وأخيله بأسم ماما جميله.

بصراحه فرحت له لما إتحققت أمنيته وأشترى هو وعواد المطعم وغيروا إسمه، بس برضوا لسه كانت الغربه وحلاوة فلوسها سرقاه لقيته في يوم بيتصل عليا وبيقولى إنه إتعرف على بنت في لندن وحاسس بإنجذاب ناحيتها، والبنت تبقى بنت ممرضه كانت في المستشفى اللى عواد كان بيتعالج فيها وهي على معرفه شخصيه بعواد حتى بنت خالة مامتها دكتورة علاج طبيعى وهي المشرفه على حالة عواد تقريبا إسمها أولي يا.

وانه بيفكر يتجوزها، هقولك في البدايه كنت هعارض وأقوله لأ لسببين.

الأول كنت خايف مع الوقت يقول حياتى هناك مراتى وشغلى يبقى أنزل إسكندريه لمين، خوفت من الوحده بدل ما تبقى لوقت مؤقت تبقى دايمه، والسبب التانى تكون زهوه عند رائف ولما يخفت بريقها وينتهى ويفوق منها يكون ليها عواقب، وده اللى كان صحيح حسيت بعد مده من جواز رائف إنه كان بيدور عالونس في الغربه مش أكتر من كده، بس كمان عرفت إن مراته عندها مرض في القلب والدكاتره منعوها تخلف بس هي كانت بتحب رائف جدا وكان عندها هاجس إنها هتموت وفعلا حملت منه ولما طلب منها تجهض الجنين عشان صحتها قالت له نفسها تسيب منها ذكرى له، وفعلا كانت ميلا الذكري دي كانت بتراعها أم مراته بس هي كمان إتوفت بعدها بفتره صغيره، لقيت رائف بيقولى إنها إتقهرت على فراق بنتها وحصلتها بسرعه، ضحكت بسخريه وقتها، لو كل اللى بيتقهروا على فراق أحبابهم ماتوا كنت أنا موتت من زمان أوي.

تدمعت عين فاديه قائله: بعيد الشر عليك يا عمو ربنا يديك الصحه طولة العمر وتفرح ب ميلا وأولادها.
إبتسم صادق قائلا: قولى أفرح ب رائف الاول.
شعرت فاديه برجفه وأخفضت وجهها
إبتسم صادق قائلا: .

أنا حكيتلك حكاية رائف عشان تعرفى إن مش عشان بيهزر ويضحك أنه شخص تافه، بالعكس هو شال مسؤلية كبيره من صغره، شيلى الغشاوه اللى على عقلك يا فاديه وأقبلى ب رائف يمكن يكون ربنا شايل لكم إنتم الإتنين العوض ببعض كل واحد فيكم يكمل فيكم يكمل لل التانى الجزء الناقص.
أخفضت فاديه وجهها بصمت تشعر بتردد وخشيه
إبتسم صادق ووضع يده على كتفها قائلا بمزح: طب طالما الواد رائف مش عاجبك أيه رأيك فيا أنا.

إبتسمت فاديه وامائت رأسها قائله: وأنا وموافقه عليك يا عمو صادق.
ضحك صادق قائلا: إزاى موافقه عليا وبتقوليلى يا عمو صادق، وليه توئدى شبابك مع راجل عجوز وقدامك شاب تقدري تعيشي معاه بسعاده وتكونوا مستقبل سوا، بلاش تخلى تجربه فاشله تهزمك، لسه قدامك معارك كتير في الحياه ولازم تعافري، فشل تجربه مش هو التقييم على كل تجربه هندخلها بعد كده، لازم نجرب وبعدها نحكم.

نظرت له فاديه للحظه كادت تقول له أنها لن تقدر على تحمل فشل آخر وهناك إحتمال وقتها أن تفارق ميلا، ميلا التي عوضتها عن جزء مفقود بحياتها...

لكن سبقها صادق قائلا: رائف كان يقدر يضغط عليك بحبك ل ميلا وأقل شئ كان خدها منك وقال بنتي، رائف عارف إنك أكتر واحده إحتوت بنته ويمكن عوضتها حنان في وقت كانت لسه هتبدأ تتكتشف الكون من حواليها، وبصراحه كده أنا نفسي أدبس الواد رائف وأجوزه واحده تبقى صاحبتى وحبيبتى عشان نعمل عليه فريق سوا.
إبتسمت فاديه بإقتناع، بينما نهض صادق قائلا: كده يبقى خلاص الفريق أنا وإنت وميلا.

وفريق الاعداء الواد رائف لوحده، خلينا نطلع نشوف الغبي والأصطف بتاعه خلصوا التجهيزات ولا لسه عاوزه كده تتكبرى وتتشرطي آه بنت مش قليله وتستاهل تتاقل بالدهب وسبينى أنا بقى أربى الواد رائف شويه.
إبتسمت فاديه برحابه وهي تخرج خلفه من غرفة المكتب.

بينما ببهو المطعم كان يقف رائف مع بعض العمال لكن يختلس النظر ناحية باب غرفة المكتب بترقب يتمنى أن يقنع والده فاديه فهو الفرصه الأخيره له معها، بالفعل رأى خروج صادق يحمل ميلا مبتسما، لكن حين وقع بصره على نظر رائف له للحظات عبس وجهه، شعر رائف بخيبه وغصه في قلبه للحظات قبل أن يرفع صادق إصبع إبهام ميلا الصغير عاليا، كانت إشاره واضحه رقص قلب رائف من الفرح لو ترك لجام عقله لذهب وأختطف فاديه في الحال وتزوجها فورا قبل أن ترجع للرفض مره أخرى.

فى حوالى السابعه بدأ المدعوين الحضور الى داخل المطعم، كان في إستقبالهم هيثم وفاديه كذالك رائف، بعد قليل دخل سالم ومعه شهيره بمجرد أن دخل من باب المطعم، تفاجئ بتلك الوريقات الامعه بجميع الالوان كذالك بعد أوراق الزهور ينثرها عليه فاديه وهيثم وتشاركهم ميلا التي يحملها رائف.

إبتسم سالم ورفع يديه وضم فاديه وهيثم معا لكن شعر أن فرحته منقوصه بعدم وجود صابرين لكن تمنى لها السعاده بقلبه، يكفيه عن حضورها اليوم أن يعلم أنها وجدت السعاده بمرافقة عواد، كذالك روحها موجوده فهى بالتأكيد شاركت معهم بذالك الحفل حتى لو بفكره صغيره.
دخل سالم وهو يضم هيثم وفادى ليفاجئ بشاشه كبيره تطل منها صابرين تتحدث إليه بمرح: .

بابا فكرت إنى مش هكون حاضره الحفله لأ النت والسوشيال ميديا خلاص قربوا البعيد، كل سنه وإنت طيب يا بابا عديت الستين خلاص بقى مش هقول كبرت وأشمت ماما فيك، لأ بابا شباب دائم.
إبتسمت شهيره كذالك سالم الذي أرسل لها قبله في الهواء.

شعرت صابرين بسعاده وفعلت مثله أرسلت قبله بالهواء قائله: كل سنه وأنت طيب يا بابا وإن شاء الله السنه الجايه تكون بقيت جد ل حفيد لأ لحفيدين، بص يا بابا قبل ما تطفى الشمع غمض عنييك وأتمنى إن ربنا يرزقك بأحفاد كتير في أسرع وقت عشان يهزأو الواد هيثم زى ميلا ما بتعمل معاه.
إبتسم سالم وأخذ ميلا من رائف ميلا التي تشعر بإنبساط، وهي تتنقل عبر الأيادى تستمتع بدلال الجميع لها.

كذالك هنالك فتاه صغيره أيضا تشعر بإنبساط ونفس الدلال وعينيها تلمع على تلك البالونات المعلقه بكل مكان، إنها إبنة مصطفى التي تحملها تحيه بموده ومحبه.

لكن وقع بصر تحيه على منال التي تجلس معها على نفس الطاوله، لكن عينيها تحاول أن تحيد النظر عن ماجد الذي سلط نظره عليها، مشاعر مختلفه يشعر بها سابقا حين وقع بالحب كان يهتم بالمظهر الخارجى فقط لذالك أخطأ خطأ دفع ثمنه فادح، منال ربما لا تمتلك لا جمال ولا لباقة فوزيه ولا علو نسب، لكن لديها هاله خاصه بها شخصيه هادئه ومحبه ربما بالماضى أخطأت هي الأخرى بزيجه كانت للمصلحه فقط لكن خانتها مشاعرها حين حاولت فرض نفسها على مصطفى من البدايه، لكن هنالك دوما فرصه أخرى ربما تجبر ما كسر في القلوب، بسمه متأمله مقابل بسمه خجوله يشعران كأنها لاول مره يقعان بالحب هو فعلا كذالك ربما ما سبق كانت وهم الحب الأول، جذب الإثنين الحديث معا كانت تتابع حديثهم تحيه بصمت منها بداخلها غصه وأمنيه، غصه على فقدان مصطفى تمنت لو كان حيا وضمته لصدرها مثلما تضم طفلته الآن، أمنيه تتمنى أن ينضج الحب في قلب هذان الإثنين وقتها حفيدتها لكن تفارقها، لكن لن تكون آنانيه هم ليسوا صغارا وكل منهم مر بتجربه مشابهه آن الآوان أن يفصح أحدهم عن ما بداخله، بالفعل همس ماجد جوار أذن منال قائلا: كويس إننا إتقابلنا النهارده في عيد الميلاد كنت هتصل عليك وأطلب منك نتقابل في أى مكان تختاريه، في بعض الملفات المحامى محتاج توقيعك عليها بخصوص حضانة رينا.

أمائت منال رأسها بتوافق، بينما ماجد حسم أمره لا داعى للإنتظار يكفي عليهما الآن معرفه الى أين يؤدى ذالك الأستلطاف بينهم.
بينما نظرت تحيه الى غيداء التي تجلس شبه شارده تحاول أن تبتعد بنظرها عن النظر الى فادى الذي منذ أن آتى ورأها موجوده وعينيه لا ترى غيرها حتى أنه لم ينتبه الى والده الذي آتى وجلس لجواره الأ حين وضع يده على كتفه، وجلس لجواره قائلا: سرحان في أيه.

إنتبه فادى لكن عيناه مازالت مسلطه على غيداء، نظر جمال نحو ما ينظر إليه فادى، تنهد بآلم قائلا: قولى طيارتك الساعه كام.
رد فادى: الساعه حداشر الصبح.
تنهد جمال يشعر بالآسى على الى ما وصل إليه حال فادى لكنه أخطأ بفداحه منه حين ظن أن الإنتقام سيشفى غليله، لكن سقط ببحر سحيق يتلوى بين إعصار تائه وهو قريب من شط النجاه، لكن الأمواج عاليه تخفي الرؤيه
تذكر قبل أيام حين ذهب إليه بالبلده.
[فلاش باك]
بالمسجد.

تفاجئ جمال أثناء الصلاه بمن آتى ووقف الى جواره مبتسما، رد له جمال الأبتسامه، وقام الإثنين بصلاة الجماعه حتى إنتهت الصلاه، حضن جمال فادى، ثم نهض الإثنبن وخرجا من المسجد وذهبا معا الى المنزل جلسا سويا يتحدثان بمواضيع شتى، الى أن تنحنح فادى قائلا: بابا أنا خلاص ميعاد سفري ل ألمانيا إتحدد بعد مده قصيره.
شعر جمال بحزن قليلا لكن إبتسم قائلا: توصل بالسلامه وربنا يوفقك، وغيداء هتسافر معاك.

تنهد فادى بآسى قائلا: معتقدش، بابا أنا مش جاي عشان غيداء أنا جاي وليا رجاء خاص عندك.
نظر له جمال بإستفسار قائلا: وأيه هو الرجاء ده؟
نظر فادى بترقب لملامح وجه جمال حين يقول: ماما.
تنهد جمال بجمود بلا شعور منه، لكن أكمل فادى حديثه برجاء: بابا أنا عاوزك ترد ماما تانى لذمتك.

ذهل جمال وهو ينظر ل فادي وكاد يرفض مباشرة، لكن سبق فادى بتوضيح: هترجعها بس قدام الناس، لكن بينك وبينها أنتم أحرار، بابا أنا مسافر ومش معقول ماما تروح تعيش في بيت خالى، أو حتى تعيش في شقة إسكندريه لوحدها، أنا كل اللى عاوزه إنها تعيش معاك هنا في البيت ده، البيت اللى كان بيجمعنا كلنا، هي هتعيش في شقة مص.

توقف فادى عن إكمال إسم مصطفى وشعر بقهر في قلبه ثم إسترد حديثه: هتعيش في الشقه اللى فوق وأنا هتكفل بكل مصاريفها، كل واحد فيكم هيعيش في شقه بعيد عن التانى بس تحت سقف نفس البيت، بطلب منك بس تردها عشان كلام الناس ميمسش ماما بسوء.
كاد جمال أن يرفض لكن ترجاه فادى قائلا: أرجوك يا بابا يرضيك يتقال عليا إنى فرطت في ماما، ردك ليها هيبقى منظر بس قدام الناس لكن اللى بينكم محدود إعتبرها جاره في السكن.

شعر جمال بآسف وهو يرى فادى شبه منهزم، رفق به قائلا: موافق يا فادى بس ساميه هتوافق.
إنشرح قلب فادى قائلا: أيوه أنا قولت لها قبلك وهي واففت.
تهكم جمال قائلا: واقفت بعد ما خربت بيتك، متأكد إن المشكله اللى بينك وبين غيداء هي السبب فيها.

تنهد فادى بندم وإعتراف قائلا: مش ماما السبب في الفجوه اللى بيني وبين غيداء من البدايه يا بابا، يمكن كانت سبب واحد من كذا الأسباب، عالعموم أنا بشكر حضرتك إنك واقفت ترجع ماما لعصمتك صوري.
[عوده]
تنهد جمال بإنشراح حين تقابلت عيناه مع عيني غيداء التي إبتسمت له، لكن سريعا نهضت من جوار تحيه وغابت عن عينيه، ادار بصره لكن إبتسم حين رأى نهوض فادى وذهابه بنفس طريق غيداء تمنى أن ينتهى ذالك الجفاء بينهم.

نال سالم بعض الهدايا كذالك التهانى والأمنيات حتى عواد عبر الشاشه كان يجلس جوار صابرين وقام بتهنئته وتمنى له عمر مديد، نهض رائف من مكانه ووضع يده على كتف هيثم الذي كان يجلس على يمين سالم ثم إنحنى يهمس ل سالم بهدوء، لاحظت فاديه بسمة والداها بعد همس رائف له، دخل إليها فضول معرفة ماذا همس رائف له جعله يبتسم ويومئ رأسه بموافقه لم تنتظر كثيرا.

حين تحدث سالم قائلا بإمتنان: بشكركم كلكم الحفله والحضور كانوا مفاجأه جميله أوى بالنسبه ليا وانا شايف كل اللى ليهم معزه في قلبى موجودين حتى صابرين كمان كانت مشاركه الحضور رغم غيابها، ربنا يفرح قلبها، وبمناسبة التجمع الجميل ده حبيت نختم الحفله ب خبر جميل برضوا، أنا بعلن خطوبة رائف وفاديه وكمان بنوه عليكم إن حفلة كتب الكتاب هتبقى آخر الشهر تكون فاديه خلصت إمتحانات نص السنه وتفضى بقى.

ل رائف عشان تعقله شويه ويبطل زن على وداني.
ذهلت فاديه، لا بل صعقت شعرت أنها تورطت هي أصبحت أمام أمر واقع، والدها وضعها بمأزق حتى أنه حدد ميعاد عقد القران، شعرت ببرجله وإرتباك أفقدوها النطق بإعتراض، بينما رائف رقص قلبه ولولا خشي أن تنتهز فاديه الفرصه وتعترض لكان رقص، لكن أجل تلك الرقصه يرقصها معها قريبا.
لندن
بعد منتصف الليل.

طار النوم من عيني عواد الذي نظر صابرين وجه صابرين التي تنام جواره، تنهد يشعر بغصه قويه وندم، إبتعد عنها وجذب ذالك المقعد المتحرك الخاص به وإنتقل من على الفراش عليه وخرج من الغرفه، ذهب الى تلك الشرفه الزجاجيه التي تطل منها إناره من الخارج، إنارة المدينه الغائمه، مثلما كان هو يوما عقله غائم وظن ان صابرين أجهضت نفسها، اليوم شعر بندم قوى حين رأى رغبتها في إنجاب طفل او طفله منه
[فلاش باك].

بعد أن جاوبت صابرين عليه عن سبب وجودهم بقسم النساء والتوليد بالمشفى، دخل الإثنين الى غرفة الكشف، كانت طبيبه إبتسمت لهم، تحدثت معها صابرين بالإنجليزية عن رغبتها في الإنجاب.
تسألت الطبيبه: منذ متى وأنتم متزوجان.
ردت صابرين: من حوالى تمن شهور تقريبا.
تسألت الطبيبه: ولم يحدث حمل سابقا.
شعرت صابرين بغصه قائله: حصل حمل بس اجهضت بسرعه كان حوالى شهر وأيام تقريبا.
وسبب الإجهاض كان أيه؟

هكذا تسألت الطبيبه وقبل أن ترد صابرين، رد عواد: دوا إجهاض إتناولته بالغلط.
نظرت صابرين نحو عواد متعجبه من رده لكن لم تبالى لذالك حين طلبت منها الطبيبه أن تتمدد على الفراش من أجل معاينتها طبيا، للحظه شعر عواد بالكسوف لكن الطبيبه كانت متمرسه، بعد أن قامت بمعاينة صابرين طبيا، طلبت منها تعديل ثيابها وعادت تجلس فوق مقعدها متسأله: إنت بعد الإجهاض كنت إتناولتى أى مانع حمل.

هندمت صابرين ثيابها ونهضت من فوق الفراش قائله: لأ.
تعجبت الطبيبه قائله: كيف الم ينصحك الطبيب بذالك.
ردت صابرين: نصحني فعلا بس أنا كنت نسيت.
تعجب عواد كذالك الطبيبه التي قالت: ولم يحدث حمل مره أخرى.
هزت صابرين رأسها ب لا.

نظرت الطبيبه نحو عواد هو قعيد مقعد متحرك ربما السبب منه، لكن تسألت بعض الأسئله المحرجه ل عواد كانت ترد عليها صابرين حتى أنها أشارت الى أنه قعيد لكن صابرين أخبرتها أنه وضع مؤقت ولا يؤثر عليه بشئ، طلبت الطبيبه منها الكشف مره أخرى للتأكد من شئ، بالفعل عاودت الطبيبه الكشف على صابرين بتمعن أكثر.
جلست الطبيبه مره أخرى قائله: يلزمك بعض الأدويه الخاصه لفتره.
شعرت صابرين بوخز في قلبها قائله: قصدك أيه.

ردت الطبيبه: يبدوا أن تلك الأدويه التي تناولتيها بالخطأ أثرت على الرحم بدرجه ليست كبيره مع العلاج بالتأكيد سيزول هذا الأثر مع الوقت.
تفاجئت صابرين تشعر بغصه لكن لديها أمل اكدته الطبيبه أن ذالك الأثر سيزول مع الوقت وبعدها تستطيع الإنجاب، بينما عواد ظل صامتا يذم نفسه صابرين تأذت بسببه كثيرا، رغم ذالك تمسكت به.
[عوده].

زفر عواد نفسه يشعر بضجر، جذب علبة السجائر والقداحه وأشعل إحداها وبدا في تنفث دخانها، ينظر من الزجاج الى تلك الغيوم التي تتحرك بالسماء.

بينما صابرين تقلبت بالفراش وبلا وعى منها كالعاده كانت تضع يدها على صدر عواد لكن الليله شعرت أن يدها سقطت على الفراش تحسست الفراش بغرابه منها كان خالي، فتحت عينيها بنعاس حين تأكدت بعدم وجود عواد، ظلت لدقائق تنتظر قبل أن تحسم أمرها ونهضت من على الفراش توجهت نحو حمام الغرفه، طرقت عليه لكن لم يأتها رد حسمت أمرها وفتحت الباب للغرابه الحمام مظلم، إذن أين عواد، خرجت من الغرفه رأت جلوس عواد خلف تلك الشرفه، إستغربت لكن هنالك مضايقها حين وجدته ينفث دخان سيجاره، قالت بعتاب: مش إتفاقنا إنك هتبطل تدخين وكنت تقريبا بطلت بقالك كم يوم أيه اللى رجعك ليها تانى.

سمع عواد حديث صابرين إستدار لها يرسم بسمه، قائلا: إنت مش كنت نايمه أيه اللى صحاك دلوقتي.
إقتربت صابرين من مكان جلوس عواد قائله: بتقلب ملقتكش جانبى إستغربت قولت راح فين، قلقت عليك، وواضح حضرتك إتسحبت عشان تشرب سجاير وأنا نايمه، بتغفلنى يعني.
رغم مزاج عواد السئ لكن ضحك وهو يضع باقى السيجاره في المنفضه قائلا بمزح: عشان تعرفى إنى بخاف منك.

ضحكت صابرين وهي تقف جوار عواد الذي جذبها لتجلس فوق ساقيه، رفعت يديها وحاوطت بيهما عنقه قائله: قولى أيه اللى عكر مزاجك وخلاك ترجع تشرب سجاير تانى، أوعى تكون مضايق عشان الخدوش اللى في دقنك.
ضحك عواد قائلا: فكرتينى وانا كنت نسيت، لابد من عقاب.

ضحكت صابرين قائله: عقاب أيه يا حبيبي، دا انا اللى المفروض أعاقبك بسبب الشمطاء، بس إعترف بقى وقولى أيه اللى معكر مزاجك من وقت ما خرجنا من عند دكتورة النسا غير كمان معظم الوقت ساكت على غير العاده، وأوعى تقولى مرهق جلسة النهارده كانت خفيفه.
داعب عواد وجنة صابرين بأنفه قائلا بمزح: هتعكري مزاجى بالعافيه كل...

قاطعته صابرين قائله: لأ يا عواد أنا إستفزازيه فأعترف وبلاش مراوغه ولا أقولك انا السبب كلام الدكتوره لما قالت إنى محتاجه شوية علاج عشان أخلف.
نظر عواد لعيني صابرين صامتا
تأكدت صابرين من حدثها وقالت ببساطه: وأيه اللى يضايق في كده، عادي الدكتوره مقالتش مش هخلف ده شوية منشطات لفتره صغيره.

توقفت صابرين عن الحديث للحظه ثم غمزت بعينيها قائله بإيحاء مرح: ولا يمكن خايف بقى بعد ما أخد المنشطات يبقى عندي باور إضافى ووقتها...
ضحك عواد ثم جذبها من عنقها وقبل شفاها يضمها بين يديه.

ضمت صابرين عواد هي الأخرى الى أن ترك شفاها قائلا: بحبك يا صابرين سامحيني، بسبب اتأذيتى ومع ذالك وقتها ظلمتك وبعدت عنك، كنت مفكر إنك إنت اللى إتعمدتى تجهضى نفسك، كان لحظة غباء منى وبدل وأبقى معاك سيبتك في المستشفى وسافرت إسكندريه، بس وقتها خوفت عليك من غضبى، بس لما عرفت حقيقة اللى حصلك وقتها ندمت.

حضنت صابرين عواد للحظات تشعر بغصه وهي تتذكر ذالك لكن فجأه عادت برأسها للخلف قائله بإستفهام: حقيقة أيه اللى حصلي وقتها؟
بندم سرد عواد ل صابرين عن وضع كل من أحلام وسحر دواء إجهاض لها.
تعجبت صابرين قائله بإستهزاء: يعنى أنا أخدت الجرعه مضاعفه، بس ليه الاذى ده منهم أنا مفتكرش أذيتهم.
تنهد عواد قائلا: أنا السبب مرات عمى أحلام طول عمرها بتكرهنى وأكيد سحر كمان.

ردت صابرين: لأ سحر مش إنت السبب سحر من يوم ما فاديه اتجوزت إبن أمه وفيق وهي بتكره فاديه وانا كمان بدون سبب، ربنا يسامحمهم الأتنين وأنا متاكده إن ربنا مع الوقت هيرزقنا باولاد أنا اللى يهمنى إنت يا عواد ولا ممكن تتخلى عنى لو الوقت طول ومخلفتش وتروح تتجوز عليا، لأ أوعى تفكر بحذرك أهو لو فكرت تتجوز عليا يبقى بتجني على روحك وقتها مش هتبقى مشلول مؤقتا، لأ دا انا هخليك مشلول كليا.

ضحك عواد قائلا بمزح مستهزئ: رينا اللى بتخاف من القطط والكلاب هتقدر تأذيني فاكره البرص.
نظرت له صابرين بعبوس قائله: لأ مش فاكره وكمان
بلاش إسم رينا ده بكرهه.
ضحك عواد وهو يضم صابرين التي عانقته فزال عنه السأم، رغم انه مازال يشعر بالندم لكن هي أصبحت تلازمه برحلة الحب وألآلم لهما الأثنين لكن الحب قادر أن يغرق الآلم ويذيبه ليبقى الحب هو الفائز.
بعد مرور شهر تقريبا
بمنزل والد رائف.

تأنق رائف ودخل الى غرفة صادق قائلا بتسرع: إنت لسه مخلصتش لبس يا بابا هنتأخر كده.
نظر له صادق بإمتعاض قائلا: وأيه اللى هيأخرنا ميعادنا الساعه تمانيه والساعه لسه خمسه ونص، هروح قبل الميعاد بأكتر من تلات ساعات إهدى كده وإرسى وإعقل بدل فاديه ما تلاقيك هوائى كده وتغير رأيها.
تسرع رائف قائلا: أنا اساسا مش هطمن غير لما كتب الكتاب يتم، خايف من فتوش.

إبتسم صادق قائلا: لأ متخافش أنا واثق إن الليله البيت ده هينور، وتعود له الروح بدخول فتوش، بس عارف بس ترمش لها بعينك حسابك هيبقى معايا.
ضحك رائف قائلا: دا انا بس أكتب الكتاب وأضمن أنها بقت مراتى وهسوى الهوايل كلها وأخلص منها سهر الليالي.
تهكم صادق قائلا: كلام، بكره نشوف إنت آخرك كلام وأوعى وسع من قدامى خلينى أغير هدومي.

وسع رائف الطريق أمام صادق قائلا بثقه: طيب بكره تشوف بنفسك يا أبو رائف دا انا هشخط فيها هتترعب وتبقى زى الارنب.
تهكم صادق ساخرا دون رد.
بشقة والد فاديه
غرفة فاديه
كانت تشعر بتوتر وقلق للحظات فكرت في إنهاء ذالك الزواج، لكن بنفس الوقت صدح هاتفها برنين.

نظرت لشاشة الهاتف وإبتسمت وقامت بالرد لتسمع: العروسه جهزت عشان العريس ولا لسه، خدى بالك رائف صبر كتير وهيقولك الليله يعنى الليله ليلتك يا عمده، قصدى يا فتوش.
عبست فاديه قائله: بتتريقي عليا يا صابرين، أنا متوتره جدا بدل ما تخففى عنى بتتريقي، طبعا عواد مدلعك.
ضحكت صابرين قائله: مدلعنى عالآخر حتى عضمي كله بيوجعنى، يمكن بسبب الرطوبه العاليه هنا.
ضحكت فاديه قائله: تستاهلى عشان متتريقيش عليا.

ضحكت صابرين قائله: سيبك من الهزار مالك حاسه إنك كده متنشنه، انا مش عارفه سبب لقلقك ده مبالغ فيه، عندك أنا أهو زيك إتجوزت إتنين، وعادى يعنى.
تنهدت فاديه ببؤس قائله: إنت في الحقيقه متحوزتيش جواز كامل غير عواد يا صابرين، إنما انا كنت متجوزه من وفيق جواز كامل، ودلوقتى هيبقى رائف.

فهمت صابرين مغزى حديث فاديه وبررت لها ببساطه قائله: أهو إنت قولتيها كنت متجوزه من وفيق، يعنى مش علاقه محرمه وربنا حللها، ومعتقدش الحكايه دى هتفرق مع رائف، هو كمان كان متجوز من بنت الفرنجه وكان بينهم علاقه يعنى ميلا جت ازاى إستلفها من السوبر ماركت، بلاش تفكري في الحكايه دى، ربنا حلل الطلاق والجواز، إفرحي يا عروسه، أنا لو كنت في إسكندريه كان زمانى نازله رقص انا وميلا واقول لها إحذرى فتوش بقت مرات أبوك هتعاملك زى مرات أبو سندريلا كده.

ضحكت فاديه قائله: طب والله سبب موافقتى عالجوازه دى هي ميلا وعمو صادق وبابا اللى ورطني قدام الجميع.
ضحكت صابرين قائله: فكك من التنشنه دى وإرضى وأتأكدى رائف مش فارق معاه، ده مصدق إنك وافقتى عليه، يلا هكلمك بكره الصبح أقولك صباحيه مباركه يا عروسه.
أغلقت فاديه الهاتف ووضعته امامها تشعر بإرتباك وتوتر كلما إقترب وقت عقد القران، لكن دخلت شهيره تحمل ميلا الباكيه.

نظرت لها فاديه ومدت يديها تأخذها من شهيره قائله: بتعيطى ليه يا ميلا.
رمت ميلا بنفسها على فاديه كأنها تضمها ثم هدأ بكأؤها.
ضحكت شهيره قائله: ميلا مكاره بقالى ساعه بحايل فيهت تسكت واول ما جت معاك سكتت، مع إنى كنت بفكر ميلا تفضل معايا هنا الليله.
ضمت فاديه ميلا بخنان قائله: لأ ميلا هتيجى معايا، ناسيه إن رائف يبقى باباها.
تنهدت شهيره قائله: مش ناسيه بس إنتم عرسان عشان تتهنوا ميلا هتزعجكم.

قبلت فاديه وجنة ميلا قائله: ميلا مش مزعجه بالنسبه لي.
إبتسمت شهيره قائله: ربنا يهنيك ويريح قلبك يا فاديه.
تدمعت عين فاديه قائله: إدعى لى يا ماما حاسه بخوف.
ضمت شهيره فاديه قاىله: بدعيلكم دايما يا بنت ربنا يهدى سرك ويرزقك بالخير كله.
بعد قليل بغرفة الصالون
جلس المأذون بالمنتصف بين رائف وسالم، الذي وضع يده بيده وردد الآثنان خلف المأذون، الى أن إنتهى.

وقام رائف بوضع توقيعه ثم ذهب سالم بدفتر المأذون الى غرفة فاديه وطلب منها التوقيع، بيد مرتجفه وضعت توقيعها، شعر سالم بغضه وضمها قائلا: مبروك يا فاديه.
أمائت له فاديه ببسمه.
بعد قليل
بمنزل صادق
تفاجئت فاديه بتلك الزينه الموضوعه ببهو المنزل وكلمات الاستقبال، زاغت عين ميلا على بعض البالونات كالعاده، أعطاها رائف بعض منها تلهو به
بغرفة النوم.

دخل رائف يحمل ميلا وخلفه فاديه التي تشعر كآن جسدها هلام تشعر بتوتر وإرتباك لكن انقذتها ميلا التي أرادت ان تحملها فاديه تتثائب
إبتسم رائف حين صدح رنين هاتفه ونظر للشاشه ثم لفاديه قائلا: عواد لازم يتساخف حتى وهو بعيد هطلع أرد عليه في البلكونه.
إستغلت فاديه خروج رائف ووضعت ميلا على الفراش وتسطحت جوارها، ذهبت ميلا الى النوم بينما إدعت فاديه هي الأخرى النوم جوارها.

بعد دقائق عاد رائف الى الغرفه إبتسم حين رأى فاديه نائمه جوار ميلا، تنهد وهو يعلم أن فاديه ليست نائمه هي تتهرب منه، لكن يكفيه أنها اليوم أصبحت زوجته، وبدأ طريقهم معا، ذهب وتمدد جوارهم على الفراش مستمتعا بشعور انهم أصبحوا عائله صغيره، لديه يقين بأن الوقت كفيل بإزالة أى عقبه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة