رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والأربعون
بعد مرور أسبوعين
إنتصف الصيف، إزدات الحراره وهدأت الأمواج قليلا...
بمنزل جمال التهامي
كأن جمال إعتزل الحياه، يقضى معظم وقته بغرفته بعدما صدم بنتيجة ذالك التحليل، صابرين كانت صادقه، فتح ألبوم صور وبدأ يتصفح تلك الصور واحده تلو الأخرى وذكريات تعاد أمامه يبتسم تاره وتاره تنزل دمعه من عينيه
يقينا.
لم يكن فلذة كبده لكن الحقيقه لم تغير شى من أحاسيسه، كان ولده، إنشرح قلبه لفرحه وإنشطر قلبه بفراقه الذي لم يقل بل زاد صعوبه الآن.
دخل الى الغرفه فادى، وإقترب من مكان جلوسه، رفع وجهه ونظر له وجفف تلك الدمعه قائلا: حمدلله عالسلامه يا فادى أمتى وصلت من إسكندريه.
شعر فادى بالآسى قائلا: لسه يادوب واصل، هي ماما فين؟
تنهد جمال قائلا: أكيد راحت تدعى حبايبها عشان فرحك اللى بعد يومين، قولى رتبت أمورك في إسكندريه.
تنهد فادى قائلا: أيوا عفش الشقه لسه جديد يادوب غيرت فرش أوضة النوم، وكمان اخدت أجازه من مصنع السيارات لمدة عشر أيام، مقدرتش أخد اكتر من كده بس كويس عشر أيام.
جلس فادى جوار جمال يشعر بوخزات في قلبه.
مد يده يمسك ذالك الالبوم ينظر الى صور مصطفى شعر هو الآخر بالحزن الكبير وتذكر ضحية الأخوه التي ظلمها بإنتقام واهى شعر بالندم لكن ظن أن هنالك فرصه أخرى ربما يستطيع من خلالها تعويض ما بدر منه من تسرع وغباء.
تنهد جمال قائلا: أنا أتفقت مع فهمى إنك هتفضل هنا في البلد يومين أو تلاته بعد الجواز.
وضع فادى يده على جبهته يفركها بآنامله قائلا: مش هينفع أنا شقتى هنا لسه محتاجه تشطيبات وعامل حسابى على العيشه في إسكندريه الشقه قريبه من المصنع اللى بشتغل فيه، وأكيد غيداء مش هتبقى مرتاحه لو فضلت مع حضرتك إنت وماما في نفس الشقه، غير إن ماما مش لازم تعرف إن غيداء حامل، حضرتك عارف ماما.
رد جمال بتوضيح يشعر بغصوص: شقة مصطفى جاهزه يا فادى.
ذهل فادى وكاد يرفض لكن.
نظر جمال يكمل حديثه متهكما: بلاش ترفض، وبعدين
ولما إنت خايف على غيداء كده، ليه عملت الجريمه دى، أنا أكتشفت إنى بعد العمر ده كله معرفتش أربى ولادى وأتشرف بتربيتى لهم، إن كان إنت ولا مص...
صمت جمال متأثرا بدموع تترغرغ بمقلتيه، قاسيه عليه إستيعاب حقيقة أن مصطفى لم يكن من صلبه.
بينما شعر فادى بالخزي واطرق راسه لآسفل معترفا حقا كان وغد وبلا أخلاق.
بينما اكمل جمال حديثه بذم ولوم: مصطفى بعد الحب ده كله ل صابرين نتفاجئ أنه كان متجوز ومخلف، وإنت كمان ياريتك حتى كنت إتجوزت، كان أرحم من إنك تروح لطريق الحرام، وتأذى بنت بريئه.
شعر فادى بالخزى والندم قائلا بتبرير يغفل به ضميره: سبق وقولتلك يا بابا إنى متجوز من غيداء.
تهكم جمال قائلا: والعقدين العرفى اللى معاك دول جواز حلال يا فادى هتضحك عليا ولا على ربنا اساس الجواز قبول و إشهار قدام الناس كلها مش إستغفال في الخفا، زى السرقه بالظبط، إنت سرقت فرحة غيداء إنها تبقى زى أى بنت بتبدأ حياتها مع زوج يقدر قيمتها، ومتأكد لسه هتدفع التمن غالى يا فادى، كله الأ اللعب بالأعراض عقابه بيقى وخيم ومش بعيد يترد لك في يوم في ولادك، أنا زمان وافقت مراون إنه يخطف صبريه ويحط خالى عواد قدام الامر الواقع إن صبريه أختارته وكمان لما أطمعت في حتة أرض كانت بمثابة ديه وأهو أنا دفعت التمن فقدت إبن مكنش إبنى من البدايه وإبنى التانى ساوم وإنتقم بالعرض.
بغرفة مكتب عواد، بمنزل زهران
اغلق عواد الحاسوب الخاص به
تعجب رائف الواقف جواره قائلا بإستغراب: شريط الفيديو ده بيوضح إن السواق ده هو اللى أكيد قطع سلك الفرامل في عربية صابرين، بس أيه هدفه من كده، وإزاى مفكرش إن في كاميرات هنا في الجنينه، وبالذات مكان وقوف العربيات.
تنهد عواد بتأثر قائلا بتفسير: هو عارف إن في كاميرات بس هو عطل الكاميرا الرئيسيه، بتاع الجنينه واللى كانت قريبه من مكان وقوف عربية صابرين ومعندوش فكره إن في كاميرات تانيه مخفيه ولها نظام تحكم تانى خاص بها...
وأكيد في حد هو اللى أمره، يعمل كده ومتأكد هيكشف نفسه قريب جدا.
جلس رائف على أحد المقاعد بالمقابل لمكتب عواد قائلا: وأنا ليه حاسس إنك عندك شك في حد معين.
أشعل عواد سيجاره ونفث دخانها قائلا بيقين: أنا عندى يقين مش شك بمين اللى كانت هدفها أذية صابرين.
تعجب رائف قائلا بسؤال: ومين دى بقى وأيه مصلحتها، في أذية صابرين توصل إنها تفكر تقتلها.
نفث عواد دخان السيجاره قائلا بثقه وسخريه: الأميره فوزيه بنت سيادة السفير.
لم يتعجب رائف وقال: بس مش عارف إزاى مفكرتش إنها ممكن تنكشف بسهوله تتعاقب.
رد عواد متهكما: وهتخاف ليه وهي معاها الباسبور الامريكانى، بس هي معملتش حساب هي بتأذى مين بالنسبه ليا، صابرين من أى حد بالنسبه ليا.
نظر رائف بإستفسار متسألا بمكر: .
قصدك أيه، وبعدين لما صابرين غاليه عليك اوى كده ليه بتفكر تنفصل عنها الفتره اللى جايه.
زفر عواد نفسه قائلا: مفيش قدامى حل تانى، أنا خلاص حددت ميعاد سفرى ل لندن بعد تلات أسابيع قبلها هكون إتفقت مع صابرين على إنفصال ودى وكفايه أنا اللى دخلت صابرين لحياتى بالغلط من أولها.
سخر رائف قائلا بمواجهه: دخلتها لحياتك
عشان بتحبها، أنا مش معاك في إنك تخفى عنها أمر العمليه اللى هتعملها، وكمان سيب لها حرية الإختيار وقتها مش...
قاطع عواد حديث رائف برفض قائلا: لأ مش هقدر أتحمل لو هي فكرت تضحى وتتقبل إنى أعيش معاها مشلول، ولا حتى إنها ترفض من البدايه وتقرر هي وقتها الإنفصال.
نظر رائف ل عواد بشفقه: غرورك مانعك تعترف إنك محتاج لدعم صابرين الفتره الجايه يا عواد، زى ما منعك تعترف قبل كده إنك بتحبها سيبتها تروح لغيرك، أنا مقدرش أقولك أكتر من نحى غرورك وإقعد إنت وصابرين وإتكلموا بهدوء وقتها تأكد إنك هتطلع غلطان والغرور هو اللى ضيع فرصك مع صابرين، وهتندم على ده مع الوقت.
صمت عواد، لكن قطع ذالك الصمت صوت رنين هاتفه، نظر لشاشة الهاتف ثم رد على من يتصل عليه، الى أن أنهى الإتصال قائلا: المسا هكون في إسكندريه.
أغلق الهاتف ووضعه أمامه على المكتب يزفر نفسه، بينما قال رائف بإستفسار: إنت مسافر إسكندريه النهارده، ليه؟
نهض عواد واقفا يجاوب عليه: أيوه، أمر هام ولازم أكون هناك عشانه بنفسى.
وقف رائف قائلا: عارف إنك مش هتقولي أيه هو الأمر ده، عالعموم أنت حر، بس فكر في كلامى وبلاش تاخد قرار وأتكلم مع صابرين، مش هتخسر حاجه، هروح أنا أتصل على فتوش أتحجج إنى عاوز اشوف بنتى، بنتى اللى نستني كآنى مش موجود، صحيح كل واحد بيدور على اللى بيرتاح معاه وإحنا بندور عاللى تعب قلبنا هواه.
ضحك عواد قائلا: إبقى غنى ل فتوش.
ضحك رائف أيضا قائلا بمزح: مش ناقصه تسمع نشاز صوتى عاوزها تطفش من النشاز، هي اساسا مصدره الوش الجبس، يلا هجرب حظي، يمكن ربنا يفكها عليا وعليك شويه.
بغرفة صابرين
بعد أن سمحت لها دخلت تحيه الى الجناح ترسم بسمه زائفه على شفاها قائله: صباح الخير يا صابرين، إزى صحتك النهارده.
ردت صابرين ببسمه: الحمد لله بخير، الدكتور فك جبس إيدى إمبارح، بس قالى افضل كده كم يوم ضماها في الحامل الطبى على كتفي.
وضعت تحيه يدها على كتف صابرين قائله بتمنى ثم تردد: ربنا يتمم شفاك يارب، صابرين كان ليا عندك طلب ولو هيسبب لك إحراج...
سبقت صابرين بالحديث قائله: إطلبى يا طنط اعتقد مبقاش في حاجه تسبب لى إحراج.
شعرت تحيه بحرج مصحوب بغصه قويه وهي تقول: .
مرات المرحوم مصطفى، أنا عارفه إن أكيد فادى دعاها لحضور الفرح، هي لسه متعرفش الحقيقه اللى ظهرت، كنت بقول لو تتصلى عليها وبدل ما تجى وتروح على بيت عمك تجى لهنا.
شعرت صابرين بالآسى على تحيه التي تحملت كثيرا ومازالت صامده، كل ما تتمناه فقط هو رؤية من تحب سعيد حتى لو كان على حطام قلبها.
ردت سريعا: حاضر يا طنط هتصل عليها دلوقتي وأطلب منها.
تبسمت تحيه تخفى تلك الدمعه التي بعينيها
بينما صابرين قامت بالإتصال على منال التي ردت عليها
بعد السلام بينهم.
تحدثت صابرين: منال أنا عارفه إن أكيد فادى دعاك لحضور فرحه بعد بكره الحنه أكيد هتحضريها، كنت بقول بدل ما تروحى تقعدى في بيت عمى جمال وهناك هيبقى دوشه أيه رأيك هنا في بيت زهران في مضيفه خاصه تقدرى تبقى فيها مع والداتك وبنتك على راحتكم كأنها شقه خاصه بيكم.
شعرت منال بالحرج وردت: بس أنا كنت كنة عمى جمال والمفروض لما انزل انا وبنتى للبلد يبقى المكان الطبيعى هو بيته.
قاطعتها صابرين قائله: عارفه اللى هتقوليه، بس إعتبرينى بدعيك كضيفه
وكمان هنا هتبقى على راحتك أكتر في المضيفه، كمان في موضوع مهم لازم تعرفى بيه، أنا بقول الأفضل ليك تكونى هنا ضيفه او بالاصح صاحبة مكان.
تحيرت منال قائله بإستفهام: وأيه هو الموضوع المهم ده؟
ردت صابرين: الموضوع خاص ب مصطفى زمش هينفع نتكلم فيه عالموبايل، الموضوع محتاج نكون وش لوش، فبلاش ترفضى طلبى منك، وصدقينى هنا في بيت زهران هتلاقى إستقبال أفضل هيكون ليك مكانة صاحبة المكان.
تحيرت منال أكثر من حديث صابرين هنالك بين طيات الكلمات بعض الإيحاءات تثير فضولها.
ردت بموافقه: تمام أنا قبلت طلبك وهجى يوم الحنه الصبح.
تبسمت صابرين قائله: أوكيه هكون في إستقبالك انا وطنط تحيه توصلى بالسلامه.
أغلقت صابرين تنظر ل تحيه التي إنشرحت ملامح وجهها وإقتربت من صابرين وقبلت وجنتيها بشكر قائله: حبيبتى، ربنا يحفظك، هسيبك ترتاحى.
خرحت تحيه تاركه صابرين مبتسمه ليست متعجبه من رد فعل تحيه، تلك المرأه قنوعه جدا...
بنفس الوقت شعرت صابرين بتآكل بيدها التي كانت مجبره، حكتها بيدها ثم أزالت ذالك الحامل التي ترفعها به ورفعت كم ملابسها ورأت تلك القشور الجلديه البيضاء قامت بالنفخ بفمها عليها قائله: الجبس كان أرحم من ألقشور دى، اللى بتسبب لى آكلان، ومش طايقه الهدوم عليها، كده كده أنا باقيه في الجناح والدنيا حر، أقلع البلوزه وأفضل بالتوب بتلت كم.
قالت صابرين هذا وقامت بخلع الجزء العلوى، وتسطحت على الفراش نصف نائمه وفتحت هاتفها تتصفح به قائله: الفون الجديد ده فيه مساحه إمكانيات أفضل بكتير من موبايلى القديم، طبعا المختال الأبرص فلوسه كتير.
تبسم عواد الذي دخل الى الغرفه قائلا بمرح: يعنى بدل ما تشكرينى على الموبايل الجديد، بتنقي عليا.
للحظه إنخضت صابرين وسقط الهاتف من يدها على الفراش، قائله بتهجم: خضيتنى
دخلت للجناح أمتى من غير ما أحس بيك.
ضحك عواد وهو يجلس على الفراش ومد يده وألتقط الهاتف من على الفراش وناوله لها قائلا: إنت مشغوله في الموبايل ومحستيش بدخولى على العموم هقولك العفو يا حبيبتى.
أخذت صابرين الهاتف من يد عواد قائله بإستفسار: العفو على أيه؟
شاغبها عواد قائلا: طبعا إنت أكيد كنت لسه هتشكرينى على الموبايل أبو إمكانيات حديثه، اللى أنا جيبته ليك بفلوسي الكتير.
نظرت له صابرين بتهكم قائله بإستقلال: مختال، وغلطان أنا مكنتش هشكرك على فكره ده موبايل عادى جدا وبتاعى القديم كان نفس الماركه والطراز تقريبا مفيش فرق كبير.
ضحك عواد قائلا: هو نفس الماركه صحيح بس ده إصدار حديث وأصلى مش تقليد، وعالعموم مفيش بينا شكر يا حبيبتى.
أنهى عواد قوله وهو ينظر الى صابرين بإعجاب كما ان لفت نظره زيها الذي يصف جسدها من أعلى كذالك جزء كبير من صدرها مكشوف، لكن شعر بغصه من منظر تلك القشور البيضاء التي على يدها.
شعرت صابرين بنظر عواد لها شعرت بالحرج وقبل أن تتحدث تحدث عواد: ليه منزله إيدك من الحامل الطبى الدكتور قال لازم ترفعيها لفتره.
ردت صابرين: عادى مبقتش بتوجعنى أوى غير إن الحامل الطبى بيوجع رقبتي فبريحها شويه.
تبسم عواد ونهض من جوار صابرين وذهب نحو خزانة الملابس وفتح المكان المخصص لملابسه وأخرج له ملابس أخرى ثم بدأ بفتح ازار قميصه وبدأ بتبديل ثيابه، نظرت له صابرين قائله بفضول: بتغير هدومك دلوقتي ليه.
رد عواد وهو ينظر لوجه صابرين: أنا مسافر إسكندريه دلوقتي.
تفاجئت صابرين ونهضت من على الفراش تسير نحوه قائله: طب وفرح أختك اللى بعد يومين مش هتحضره؟
تبسم عواد حين إقتربت صابرين منه قائلا: عندى شغل مهم قبل يومين هيكون خلصان يعني هحضر ليلة الدخله.
تركزت عين صابرين بعين عواد قائله بترقب لرده: عواد إنت ليه هتسافر إسكندريه، دلوقتى أنا ليه حاشه إن إنت مش موافق على جواز فادى وغيداء.
قالت صابرين هذا وحاولت الإبتعاد بعنيها عن عين عواد، لكن عواد رفع وجهها يضع عينيه بعينيها قائلا: لا موافقتى ولا رفضى بقى لهم أهميه، خلاص جواز غيداء من فادى أصبح لازم يكون أمر واقع عشان البيبى اللى في بطن غيداء مالوش ذنب يتوصم إنه إبن حرام، وغيداء تتحمل لوحدها غلطه الإتنين مسؤلين عنها، أنا هحضر الفرح زيي زى أى شخص مدعى ل زفاف غير كده أنا مش هدخل عمى موجود وهو المسئول الوحيد عنها.
تلاقت عينيى صابرين مع عيني عواد متفاجئه من رده العقلانى، تشعر أنها أمام شخص آخر غير عواد الذي عاشرته الأشهر الماضيه.
إبتسم عواد على ملامح صابرين المذهوله، وبلا تفكير قطع تلك النظرات يلثم شفاها بقبله كانت كفيله بتشتيت قلبها قبل عقلها، كذالك كفيله برد شوق قلب عواد الذي يشعر كآنه تبدل قلبه الحجرى بقلب آخر أصبح أكثر ليونه، لكن نبه عليه عقله، الى متى يا عواد النهايه محسومه وهي الغرق بعيدا عن صابرين.
بينما ذم قلبه عقله: مادام النهايه بالنسبه لك محسومه بالغرق بعيد ليه متسيبش نفسك لتيار العشق حتى لو أيام معدوده.
بأحد المتنزهات العامه الخاصه بالأطفال
وضعت فاديه ميلا على إحدى الأؤرجات لكن ميلا خافت وتشبثت برقبة فاديه، ضحكت فاديه لها قائله: متخافيش.
لكن ميلا جبانه.
ضحك فادى الذي للتو وصل لذالك المتنزه قائلا: ميلا جبانه رغم إنها حابه تركب المورجيحه، بس أنا عندى إقتراح إنت تركبى معاها وأنا اللى ههز لكم المورجيحه.
شعرت فاديه بالكسوف قائله: لأ خلاص هنروح على لعبة تانيه.
لكن ل ميلا رغبه أخرى عينيها تلمع على تلك الاؤرجوحه لگن تخشى ان تبقى وحيده حين هزت رأسها ب لا حين سألتها فاديه: نروح للعبه تانيه طالما خايفه من دى.
أخفى رائف بسمته لاول مره طفلته تساعده بتشبثها باللهو على تلك الاؤرجوحه، مما جعل فاديه تستلم لأمرها وأعطت ميلا ل رائف الى أن صعدت على الاؤرجوحه ومدت يدها تحمل ميلا، إتجه رائف خلفهم وبدأ بهز الأؤرجوحه، التي بدلت حال ميلا الجبانه الى ميلا المستمتعه وتتعالا ضحكاتها بجلجله في المكان، جعلت كل من يرى هؤلاء الثلاث يعتقد أنهم أسره تستمتع باللهو، حتى ان فاديه هي الأخرى تمنت للحظه ان تبقى تلك اللحظات مستمره طوال عمرها طفله صغيره تمنتها وخابت الأمانى لكن ربما كان القدر كان رائيفا بها حين ظهرت تلك الطفله، وبدأت هي بتعويض الإحتياج الناقص لديها.
هن يستكملن بعضهن، لكن هنالك ذبذبات أخرى بدأت تدخل الى قلبها ناحية رائف، لكن لا لن تترك تلك الذبذبات تتمكن من قلبها، يكفى ما أصابها من خذلان سابقا سواء من الحب او الزواح الاثنان مانا تجربتان فاشلتان لا داعى لإعاده لأى منهم.
أمسكت فاديه طرف الأؤرجوحه كى يتوقف رائف عن هزها، بالفعل توقف، متعجبا حين رأى البسمه إختفت من على وجه فاديه طرف وبررت ذالك قائله: كفايه أنا دوخت.
إمتثل رائف لها وأخذ ميلا منها الى أن هبطت أرضا قائله: أعتقد كده كفايه لازم نرجع الجو بدأ يبقى حر.
مدت فاديه يديها كى تأخذ منه ميلا لكن قال رائف: فاديه ممكن نقعد في الكافيتريا نتكلم شويه.
هى ليست بفتاه صغيره بمقتبل العمر تفرح بخروجه مع شاب في مكان عام، هي تشعر بتضاعف عمرها وكذالك خبرتها في قراءه الوجوه، لكن لا لن تسير عكس التيار مره أخرى وتبتعد عن شط النجاه القريب وهو الفرار من تلك الموجة بالعوده الى الشاطئ دون سباحه ترهقها.
ردت على طلب رائف الذي قال: بس نشرب أى عصير.
بسبب ميلا التي لعقت شفاها بلسانها دليل على العطش، وافقت فاديه على مضص قائله: تمام مش هيضر نشرب عصير.
بعد قليل وضع النادل ثلاث أكواب من العصاىر
إدعت فاديه الإنشغال ب ميلا وهي تسقيها العصير، شعر رائف أن فاديه تحاول تجاهله بإدعاء الانشغال مع ميلا غص قلبه، وأراد الحديث لكن نهضت فاديه قائله: يا خبر إزاى نسيت ميعاد الغدا قرب وبابا كان طلب منى صنف معين ونسيت أقول لماما عليه، وهيضايق ويفكر ماما طنشت طلبه، لازم أرجع للبيت بسرعه يا دوب ألحق أقول لماما تجهزه قبل رجوع بابا من الشغل.
تيقن رائف أن فاديه تريد الفرار، فهمس لنفسه: مفيش داعى للتسرع يا رائف، تمهل قليلا، فاديه لم يمضى على طلاقها سوا عدة أشهر وكذالك تلك التجربه الأخرى التي رفضت الزواج من فاروق ربما مازال لهما تأثير عليها.
أماء رائف رأسه بموافقه وأخرج بعض النقود وضعها على الطاوله ثم نهض يشير ل فاديه بالسير أمامه الى أن خرجا من ذالك المتنزه، هنالك من رأى خروجهما من المتنزه بتلك الإبتسامات التي يراها على وجوههم كآنهم عائله صغيره كآن عليه أن يتجرع كأس المر اليوم على دفعه واحده.
بمنزل سالم التهامي، عصرا
تهكم سالم وهو يقرأ تلك الدعوه الخاصه بزفاف فادى وغيداء قائلا: غريبه دول عاملين حنه كمان.
ردت شهيره: وفيها أيه، فادى وغيداء لأول مره يتجوزوا.
تهكم سالم قائلا: إحنا هنصدق الكدبه ولا أيه.
ردت شهيره: مش كدبه يا سالم، يمكن الأتنين غلطوا بس في فرصه تانيه دايما والشاطر اللى يستغلها واللى لاحظته كده إن ساميه تقريبا متعرفش اللى حصل بين فادى وغيداء ومتعرفش إنها حامل، ربنا ستار، يستر على بناتى وكل الولايا، بقولك بلاش تاخد موقف وتقولى مش هحضر الزفاف، عشان خاطر الست تحيه دى مهما كان حمات صابرين والست كتر خيرها والله ذوق وأخلاق وصابرين قالتلى كانت بتهتم بها الفتره اللى فاتت كأنها مامتها، إحنا نروح زينا زى بقية المعازيم نهنى ونبارك.
زفر سالم نفسه قائلا: وماله نروح نهنى ونبارك، دول أهل نسيبنا الغالى.
حاولت شهيره كبت بسمتها لكن فلتت منها، مما ضايق سالم قائلا: بتضحك على أيه.
ابتسمت شهيره دون رد تعلم مدى ضيق سالم من عواد بعد أن إختارت صابرين الذهاب معه الى منزل زهران بعد خروجها من المشفى.
يوم الحناء
صباح منزل زهران.
إستقبلت كل من صابرين وتحيه منال ومعها طفلتها وأيضا والدة منال.
رحبت بهم تحيه كثيرا وأخذت الطفله الصغيره من منال تقبلها بمحبه تتأمل ملامحها التي يوما ما نسيتها في رخم الحياه، لكن تذكرتها اليوم بقلب مكلوم تحاول فض ذالك الحزن من قلبها، راضيه بالقدر فربما لولا ما حدث ما كانت إكتشفت أن مصطفى هو إبنها الثانى.
تعجبت والدة منال من تلك الحفاوه لكن نفضت عن رأسها ذالك، كذالك منال.
مساء
بحديقة المنزل الخلفيه.
كان هنالك صوان لإحتفال خاص بالنساء.
التى جلست بينهن غيداء تشعر أنها مفضوحه أمامهن ببطنها المنتفخ، سأم وجهها معظم الوقت رغم إنها أختارت فستان بسيط وواسع كما أن علامات الحمل لم تظهر عليها، لكن تشعر ان النساء أعينهن ثاقبه لها تتمنى أن ينتهى ذالك الحفل التي لم تكن تريده لكن إصرار ساميه عليه جعلهم يرضخون حتى لا يثيروا شكها بحمل غيداء الذي أخبرها فادى أنها لم تعرف به، لكن الى متى، فوقت الولاده بالتأكيد سيزرع الشك برأس ساميه، لكن ليت تلك الليله تنهتى يكفى هل ستقدر على تحمل ليله أخرى بالغد مثل هذه بقاعة العرس.
بغرفة صابرين
كانت تجلس هي وفاديه اللتان يمرحان باللهو مع ميلا، الى أن نهضت فاديه قائله: كويس إننا مفضلناش كتير في الحنه مع النسوان أنا قولت معظمهم يعرفنى وممكن يسألونى عن ميلا كنت هقول لهم أيه.
غمزت صابرين بعينيها قائله: كنت هتقولى لهم، تبقى بنت رائف إبن عمو صادق
اللى عنينه بطلع قلوب أول ما يشوفك.
تبسمت فاديه قائله: قلوب، قصدك كلبوب، يا شيخه بقولك إنت من وقت ما رجعتي من الغيوبه ويظهر الحادثه أثرت على مجال الرؤيه عندك، همشى أنا بقى وأشوفك بكره في القاعه ولا مش ناويه تحضرى.
تنهدت صابرين: . واالله أنا مكسوفه من طنط تحيه ومعاملتها ليا بعد ما عرفت حقيقة مصطفى وسكوتها وتقبلها الخقيقه بالسهوله مقطع في قلبى حاسه انها بتكبت في قلبها، ربنا يصبرها، دى من وقت ما جت منال وبنتها وهي مرافقه لهم ناقص تشيلهم فوق راسها مش عارفه رد فعل منال هيبقى أيه بعد ما تعرف الحقيقه هي كمان.
إنحنت فاديه تقبل صابرين قائله بلطافه ومكر: متفكريش كتير، فكرى في عواد وبس، وبالمناسبه بلاش تخليه يحلق دقنه بكره، شكلك لسه الحادثه مأثره على عضمك.
تبسمت صابرين، بينما إنحنت فاديه ب ميلا قائله: بوسى طنط صابرين يا ميلا وقولى لها عقبال ما تجيبى بنوته حلوه صغنونه زيي كده.
بعد قليل
إنتهى الصخب الذي كان بالمنزل
بينما بقلب صابرين هنالك صخب آخر تشعر به، لا تريد الإعتراف أنها تتشوق ل عواد
عواد!
الذى حيرها أمره طوال الفتره الماضيه بعد أن عادت من الغيبوبه كان لطيف عكس سابقا حتى أنه اوقات كثيره كان يهاتفها يذكرها بمواعيد العلاج رغم أنه غائب من يومين فقط لكن تشعر بإفتقاد له...
ظلت تفكر بتصرفات عواد معها التي تغيرت عن سابق، والسؤال التي سألته لنفسها، هل لو تقابلت هي وعواد بشكل آخر بوقت سابق كانت وقعت بغرامه، وسؤال ينفر العقل من الرد عليه...
بصباح اليوم التالى.
فتحت عينيها لا تعلم متى سحبها النوم ولا كيف، الإ الآن حين إستيقظت على تلك القبله الناعمه لكن سرعان ما أغمضت عينيها ظنا منها أنها تحلم...
لكن شعرت بأنفاس وقبلات متفرقه فوق وجنتيها، فتحت عينيها مره أخرى، ليست بحلم عواد أمامها يبتسم وهو يقول بنبره هادئه: .
صباح الخير.
إستيقظت صابرين تنظر له قائله: أمتى رجعت من إسكندريه.
تبسم عواد وهو يجلس جوارها على الفراش قائلا بمشاغبه: الزوجه من الطبيعى بتقول حمدلله على سلامتك يا حبيبي، لكن طبعا إنت خارقه للطبيعه، انا لسه يا دوب واصل البيت، حتى ملاحظ كل اللى في البيت لسه نيام أكيد من سهرة الحنه.
ردت صابرين: فعلا الحنه فضلت لوقت طويل إمبارح غير التحضيرات ليها وأكيد طنط تحيه نايمه بعد ما كانت هي اللى كانت بتجامل النسوان في الحنه لوحدها، والله طنط تحيه دى المفروض تاخد وسام الصبر والشجاعه بعد كل اللى مرت بيه الفتره الاخيره من صدمات.
شعر عواد بوخزات في قلبه ونهض من جوار صابرين قائلا: هروح أخد دوش ياريت تتصلى على اى واحده من الشغالات تجيب فطور انا على لحم بطنى.
علمت صابرين ان عواد يتهرب مثلما يفعل في الفتره الاخيره هنالك شعور بالندم يخفيه بقلبه من ناحية تحيه.
مساء بأحد أكبر قاعات الأفراح
كان العرس لإبنة عائلة زهران الوحيده البعض يرى أن هذا الزواج تم عن قصة حب بسبب العروس التي كان يتمناها الكثيرون من فطاحل البلده بل المحافظه، كيف تتزوج من مهندس بسيط بمقتبل حياته، لكن بالحقيقه العرس لم يكن الأ واجهه تخفى حقيقه أن هذا الزواج هو تصحيح لخطأ فادح.
بعد إنتهاء العرس
بشقة مصطفى بمنزل جمال
فتح فادى باب الشقه
ليصدح صوت أيات قرآنيه تترنح داخل الشقه
رفعت غيداء فستان زفافها ودخلت الى الشقه، خلفها فادى الذي شعر بغصات قويه في قلبه وهو يتذكر أن تلك الشقه كانت ل مصطفى قام بتشطيبها من أجل زواجه ب صابرين، لكن إنتهى الأمر بزواجه هو بالشقه.
نظرت غيداء ل فادى بإشمىزاز قائله بضيق: فين أوضة النوم.
أشار لها فادى على مكان غرفة النوم فتوجهت نحوها صامته بينما ظل فادى لدقائق قليله قبل أن يذهب للغرفه خلفها
دخلت غيداء الى غرفة النوم ترفع ذيل فستان عرسها
وقفت أمام المرآه، رفعت ذالك الوشاح الأبيض عن وجهها ثم
بدأت في فك حجابها الى أن أنتهت نظرت لنفسها بالمرآه رأت صوره لها مهزومه، لم تنتبه الى من الأ بعد أن تنحنح.
نظرت لإنعاكسه هو الآخر بالمرآه، بينما هو نظر لإنعكاسها كم كانت جميله ورقيقه وملائكيه أقترب بخطوات بطيئه الى أن أصبح خلفها مباشرة، شعرت بأنفاسه على خلفية عنقها، أغمضت عيناها وفتحتها خانتها دمعه نزلت من عينيها، سرعان ما رفعت يديها تمسحها، شعر فادى بغصه في قلبه
بتلقائيه، لف يديه على خصرها، تقدمت خطوه ونفضت يديه عن خصرها.
قائله بحده: كفايه إبعد عنى أنا مش طايقه حتى أبص في وشك، كل ما ببص في وشك بفتكر قد أيه كنت رخيصه وسهله وقعت في فخك بكل سذاجه، ياريت تكون حققت إنتقامك بالصوره اللى كان عليها الزفاف الليله، الزفاف اللى كان بيكمل الخدعه اللى عيشتنى فيها وصحيت على سكينه دبحتنى بتلامتها ياريت تكون وصلت هدفك
ورديت القلم لعيلة زهران، بس أحب أريحك أكتر، السبب اللى قبلوا بسببه أنك تتحوزنى خلاص مبقاش موجود.
نظر لها بذهول قائلا بترقب: قصدك أيه؟
ردت بقوه وثبات وتشفى: يعنى أنا أجهضت البيبى اللى كان في بطنى.
قالت هذا ثم ضحكت بسخريه موجعه لقلبها: . إنت ملاحظتش رقصى في الفرح تفتكر كنت أقدر أرقص وانا حامل، الحمل خلاص أنا نزلته، جوازنا عقاب مميز لينا إحنا الإتنين يا فادى، لأنى بقيت بكرهك، قد ما حبيتك قد ما بكرهك دلوقتى، بس لازم قدام اهلنا نمثل كويس إننا زوحين.
أمسك فادى غيداء من عضد يدها بقوه يتحدث بهسيس: طالما أجهضتى الجنين، ببقى إعملى حسابك من بكره الصبح هنسافر إسكندريه، الشقه اللى شهدت على غرامنا من البدايه.
حاولت غيداء نفض يد فادي عنها قائله بتحدي: عاوز تسافر إسكندريه سافر لوحدك، أنا هفضل هنا أستقبل الضيوف اللى هيجوا يهنونى بالزواح الميمون.
لم يترك فادى يديه مازال متمسك بعضد غيداء ينظر لها نظرات حارقه، وهو يرى إمرأه أخرى غير تلك الرقيقه التي ذابت بمعسول رسائل ورديه
هاهى الآن أمامه إمرأه أخرى، أعلنت العصيان عليه علانيه.