قصص و روايات - قصص خيال علمي :

رواية بعيدا عن الأرض للكاتبة ديمة الفصل الثالث

رواية بعيدا عن الأرض للكاتبة ديمة الفصل الثالث

رواية بعيدا عن الأرض للكاتبة ديمة الفصل الثالث

المكان: كوكب جليزا
انكسر سكون الليل وحل صباح ذلك اليوم المشمس. تسللت خيوط الشمس من النوافذ الزجاجية لتضيء القصر الواسع ورغم كل تلك الأجواء الهادئة والمشرقة كان صراخٌ عالٍ قد عم أرجاء القصر.
كانت جنيفر تقف في غرفة ابنتيها وهي ما زالت ترتدي فستان نومها الأبيض الطويل. نظرت نحو الخادمة باستنكار ثم قالت:
«هل تمزحين معي؟ أين طفلتاي؟».

ارتجفت الخادمة ودب الرعب قلبها وهي تفكر بمصيرها إن حل مكروهٌ ما لحفيدتي العائلة الملكية.

«سيدتي، لقد سمعت ضجةً قريبة وهرعت لأرى ما يحدث ولم أغب سوى دقائق معدودة وعندما عدت لم أجدهما».
قالت متلعثمة وهي تتمنى أو تحلم أن يمر الأمر على خير.
امتلأت عينا جينفر بالدموع عندما تذكرت كابوسها ربما حان الوقت ليتحقق أو ربما هو كابوس جديد، هذه أُمنيتها في هذه اللحظة.

كانت الخادمة تشعر بالتوتر الشديد فهي تارةً تخاف على نفسها وتارةً تشعر بالحزن عندما تنظر نحو الأميرة جنيفر.

ما كان من جنيفر سوى الجلوس على أرضية الغرفة والبكاء دون أن تفكر بأي تصرف متزن يحل من عقدتها وعلا صوت بكائها فتجمع كل من في القصر. مشت فيكتوريا تجر فستانها الطويل بعد أن فضت التجمعات عند باب الغرفة. نظرت نحو ابنتها التي كانت تستمر بالبكاء والنحيب ولو لم يكن الوضع حرجًا لأنبتها على تصرفها هذا والذي لا يليق بكونها أميرة. كانت تنزعج كثيرًا من شخصية ابنتها الضعيفة جدًا فكيف لها أن تحكم شعبًا كاملًا مستقبلًا وهي هكذا؟

«ماذا تفعلون هنا؟ هيا انصرفوا إلى أعمالكم». صرخت فيكتوريا بالمجتمعين عند الباب.
أسرع الجميع بالانصراف فبكل الأحوال الخبر سينتشر ولا شيء يخفى في هذا القصر.

تقدمت فيكتوريا نحو ابنتها ثم سألتها بجفاء: «ماذا حدث؟».
لم تجبها ابنتها وكأنها كانت في عالم آخر حيث أحزانها وآلامها. حولت فيكتوريا نظرها نحو الخادمة الواقفة ووجهت لها السؤال نفسه.
حدثت الخادمة نفسها بأنها حتمًا قد وقعت في مصيبة لا نجاة منها أبدًا.
أسرعت بالرد قبل أن يزداد غضب سيدتها: «الطفلتان، خرجت دقائق ثم عدت فلم أجدهما هنا».

حدقت بها فيكتوريا بعينيها الحادتين ثم قالت: «كيف حدث هذا؟ أين كنت من كل هذا؟ كيف تغفلين عنهما؟».
لم تستمر كثيرًا بمعاتبة الخادمة بل كان غضبها الأكبر هو تصرف ابنتها، لم تحب الضعف يومًا تكرهه كثيرًا وتكره رؤية الضعفاء خاصةً إن كانت ابنتها.

وقبل أن تحول اهتمامها نحو تلك التي تبكي بجنون نادت على حراسها.
حضر رجلان ضخما البنية يرتديان لباسين معدنيين باللون الفضي والذهبي يتخللهما قماش أزرق اللون مع قبعتين حديديتين باللونين. كانت فيكتوريا تهتم كثيرًا باللباس الموحد لحراس قصرها فلم تتهاون باختيار شيءٍ رديء.

أشارت إلى الخادمة ثم قالت آمرةً الحارسين: «خذوها حتى أنظر في أمرها فيما بعد».
كانت الخادمة لتترجاها لولا معرفتها أنه لا فائدة من هذا ولن يزيدها إلا ذلًا فانصاعت سريعًا للحارسين.

بعد رحيل الحارسين مع الخادمة تقدمت فيكتوريا نحو ابنتها ثم سحبتها طالبةً منها النهوض وبعد إلحاح والدتها الطويل نهضت.
طالعت عينيها المتورمتين ثم قالت لها: «تبكين دون أن تتصرفي بشيء، أهكذا تكون رد فعل أميرة أمام خدم وحراس قصرها؟».
«ألم تسمعي من الخادمة؟ لقد اختطفتا». قالت جنيفر باكية.

سحبت فيكتوريا ابنتها من ذراعها وأجلستها على الأريكة ثم وقفت أمامها وقالت: «توقفي عن البكاء قليلًا لنعرف كيف سنتصرف».
توقفت جنيفر عن البكاء فربما والدتها محقة فلا وقت لتضيعه.

«السؤال الأهم، أين زوجك؟». سألت عاقدةً حاجبيها.
نظرت جنيفر نحو والدتها باستغراب، فما علاقة إدوارد الآن؟
«لا أعرف لم أره منذ أمس».

«ومن غيره؟». تمتمت فيكتوريا ثم قالت بصوت مسموع: «سأتصرف وأنت كوني قوية قليلًا وتوقفي عن النحيب فلا جدوى منه الآن».
ومن دون أن تضيف حرفًا على ما قالته انصرفت فيكتوريا إلى حيث عرشها تضرب الأرضية بغضب وما لبثت أن جلست حتى جاءها أحد الحراس بسرعة.

انحنى يحيي تلك الجالسة ثم قال بالكاد يلتقط أنفاسه: «سيدتي، لقد عاد واحدٌ من الحراس الذين كلفتهم بتعقب السيد إدوارد».
قطبت فيكتوريا حاجبيها بانزعاج متناسيةً الجوهر من عبارة الحارس ثم قالت: «ومتى صار ذلك الحثالة سيدًا؟ لقب السيادة لا يقترن إلا بي على هذا الكوكب».

توتر الحارس ثم قال متلعثمًا: «أعتذر سيدتي لم أقصد».
تجاهلت اعتذاره لتعود إلى ما هو أهم ولكن بنظرها كل دقائق الأمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

«اسمع جيدًا ما سأقوله ونفذه بالحرف الواحد». قالت وهي تحدق به بعينيها الحادتين ثم تابعت: «أولًا، سترسلون مع هذا الحارس مجموعة أخرى للطوارئ وستعيدون إدوارد والطفلتين إلى هنا دون أن تثيروا أي ضجة، لا أريد لأحد أن يعلم بوصولهم. ما هو أهم الطفلتان، ستوصلاهما إلى قبو القصر دون أن يراهما أحد، احرصوا جيدًا على سرية الأمر وإلا لقيتم مني ما لا يسركم».

أومأ لها الحارس ثم طلب الإذن بالانسحاب لينفذ الأوامر.
«أوقعت نفسك بنفسك يا إدوارد». تمتمت فيكتوريا بغضب.

وقف إدوارد بجانب مركبة ضخمة يطالع البساتين على مد ناظريه بشرود وما لبث أن تنهد بانزعاج. امتدت يد أحدهم لتستقر على كتفه ما جعله يستيقظ من أحلام اليقظة بينما اختار الشخص المقابل الصمت عن مواساة صديقه.

«كم سنة بقينا هنا جون؟». قال إدوارد دون أن يبعد ناظريه عن تأمل المكان.

«أظنها ست سنوات، لا أذكر بالضبط». أجابه وهو يشاركه التأمل.
«أشعر بالانتماء إلى هذا المكان أكثر مما أنا عليه في موطني الأصلي».

ابتسم جون ثم قال: «ذلك لأن وجودك هنا كان أشبه بالنقاهة بينما وجودك على كوكب الأرض كان مليئًا بالمخاطر والمصاعب».

شاركه إدوارد الابتسامة ثم هز رأسه موافقًا.
أتبع جون قائلًا: «الوضع هنا ليس مختلفًا كثيرًا عن كوكب الأرض، لا تنسَ أن الجميع يبحث عن شيءٍ واحد وهو الانتقام. فهل لك يا عزيزي أن تتخيل لو نجحت خطط فيكتوريا بالعودة إلى كوكب الأرض؟ ماذا سيحل حينئذٍ؟».

«حتمًا لن يكون أسوأ مما هو عليه الآن». أجابه إدوارد.
«بل سيكون أسوأ فعندئذٍ ستعود حرب الماضي ويكرر الزمن نفسه من جديد هكذا حتى تهلك البشرية بسبب مجموعة تبحث عن السلطة وتقدس الكبرياء ولذة الانتصار».

«ربما سيكون هناك ما يكسر تلك اللعنة». أجابه إدوارد دون صمت طويل يتناسب مع تلك الفكرة المحبطة.

«ما هو؟». سأله جون بفضول.

«الحب يا جون ومن غيره يكسر اللعنات لو انتشر الحب في كل مكان وأحب سكان الأرض سكان كوكب جليزا كما استطعت أنا أن أحب جنيفر». قال إدوارد بعد أن التفت يطالع عيني صديقه البنيتين.

ضحك جون بهستيرية بعد أن سمع جواب صديقه الذي كان في نظره كنكتة مضحكة ثم قال: «نحن لسنا في رواية خيالية يا عزيزي نحن هنا على أرض الواقع فمن يؤمن بتلك التراهات. قل لي إذًا ماذا كسبت من حبك لجنيفر؟ وماذا ستكسب؟ والأهم أنه لم يعد مجرد حبٍ سخيف بل أصبح حياة طفلتين مهددتين بالخطر بسبب كاسر اللعنات الذي تتحدث عنه».

ابتسم إدوارد ثم قال: «الحب ليس سحرًا إنما هو دواء لا يظهر مفعوله إلا بعد فترة».

نظر جون نحو صديقه باستنكار ثم قال: «لم أعرفك فيلسوفًا ولم أتوقع سماع تلك الخزعبلات منك بعد ما حل عليك من مصائب بسبب ذلك الدواء العقيم».

«كل دواء وله أعراض جانبية».

وقبل أن يكمل جون ويرد بجواب ساخر جديد لمح أحدهم يقترب فانتفض جسده بذعر وما لبث أن سحب صديقه من ذراعه يجره نحو المركبة.

«ما الذي تفعله؟». سأله إدوارد عاقدًا حاجبيه باستغراب.
«لا وقت للشرح هيا أسرع».

أسرع جون بفتح باب المركبة والصعود هو وصديقه.
«لقد لمحت أحدهم يقترب من المكان». قال جون وهو يغلق باب المركبة.

«ولكن كيف؟ هذا مكاننا السري لا أحد يعلم عنه».

«لا أعلم ولكن كل ما أعرفه الآن أن علينا المغادرة فورًا». قال جون وهو يجلس على مقعد القيادة ويعد المركبة للانطلاق.

وبينما كان جون منشغلًا بالضغط على أزرار لوحة التحكم أمامه قاطعه إدوارد وهو ينظر عبر النافذة ويده تشير إلى شيء ما.
«انظر». قال متلعثمًا وهو يزدرد ريقه بصعوبة.

رفع جون رأسه ينظر عبر النافذة فاتسعت عيناه برعب وهو يطالع مجموعة كبيرة من الحراس تحيط المركبة فجاءهم صوت أحدهم: «لا تتحرك وإلا أطلقنا النار».

نظر الصديقان إلى بعضهما البعض بقلة حيلة فلم يعد هناك فائدة لتخطيط أي شيء لقد انتهى أمرهما.

«إدوارد سلم نفسك وسلمنا الطفلتين وإلا انتهى أمرك». جاءه الصوت من أحد الحراس المجتمعين خارجًا.

طالع إدوارد صديقه ثم قال بعد صمتٍ طويل: «سأخرج بصحبة الطفلتين».

نظر جون إليه باستغراب ثم قال: «هل تمزح معي؟ لا يمكن أن تسلم نفسك لهم، هل جننت؟».

«ليس لدي خيار آخر وأنت ابق هنا».

«ما الذي تقوله؟ حتمًا سأبقى معك».

التفت إدوارد نحو صديقه وعلامات الضيق والحزن باديةُ على وجهه ثم أجابه: «جون تعرف أنك مُعيني الوحيد في هذا المكان وإذا ذهبت معي الآن وكلانا سلم نفسه لفيكتوريا فعندئذٍ -بالتأكيد- سنلقى نهايتنا، ماذا سيحل بابنتيّ؟».

شحب وجه جون عندما توسع نطاق تفكيره إلى المستقبل القريب، هل حقًا عليه أن يشهد نهاية صديقه دون أن يحرك ساكنًا؟ هل عليه أن يضع ذلك الاحتمال المخيف في رأسه بأنها ربما تكون اللحظات الأخيرة التي سيقضيها بصحبة صديقه؟

لم يطل إدوارد التحديق بملامح صديقه كثيرًا فانطلق يستعد للمغادرة بصحبة طفلتيه ولكن أوقفه جون قاطعًا طريقه: «لن تغادر وحدك ولن يفرقنا شيء أبدًا ومصيرنا سيبقى مشتركًا».

تنهد إدوارد بحزن وهو يشاهد إصرار صديقه فلا بد أن ما يجمعهم هو شيءٌ أكبر من الصداقة وأقرب إلى الأخوة.

ربت إدوارد على كتف صديقه ثم قال وابتسامة بائسة تعلو وجهه: «إن كنت حقًا تسعى لإرضائي وإن كنت تكترث لراحتي فلا تذهب معي أو تتبعني فعندئذٍ لن يكون لابنتيّ من ينظر في أمرهما إذا حدث لي مكروه، أرجوك يا جون لم يعد للطيش مكان في حياتنا فكل شيء أصبح بثمن».

تجمد جون مكانه وقد بدا عليه الشرود وكأنه في عالم آخر وقبل أن يستغل إدوارد استسلام صديقه ويهم بالخروج همس له: «أوصيك بابنتيّ، أرجوك حاول أن تبعدهما عن فيكتوريا فحتمًا هي لا تريدهما لخير».

ارتجفت نبرة صوت إدوارد مع آخر كلماته فقد كانت ثمن حبسه تلك الدموع في مقلتيه ولكنه لم يطل الوقوف ولم يعانق صديقه كما كان يرغب بشدة فقد خشي أن يزداد الأمر سوءًا.

كان دخول فيكتوريا على إدوارد كفرجٍ كاذب أو ربما هو فعلًا ذلك الشعور الذي جعل إدوارد يتحرر من دوامة أفكاره وهي تسرد له قائمة طويلة باحتمالات تودي به إلى مصير بائسٍ حتمًا، على الأقل تخلص من ذلك الانتظار المميت. أطلت فيكتوريا بأناقتها المعتادة ولكن أكثر ما كان يستفز إدوارد حول هذا الأمر في تلك اللحظة هي طرقات كعب حذائها الذي أطلق عليه لقب كاسر الصمت والذي زاد من توتره. طالع معالم وجهها الجامدة وهو يحاول إرفاق صفة بتلك الملامح باحثًا عن غضب أو حقد ولكن لا شيء وجهٌ ضبابيٌّ تمامًا.

جلست فيكتوريا على أريكة الغرفة التالفة، كانت غرفةً صغيرةً في القبو بلا نوافذ بطلاء باهت وأرائك قديمة. رفعت نظرها نحو إدوارد الذي تجاهل وجودها ثم قالت مبتسمة: «لو كنت أعلم أنك ستهرب مني حال مصارحتي لك بطبيعة الحال لأغلقت فمي عن الحديث».

إنه بالتأكيد هدوء ما قبل العاصفة، حدث إدوارد نفسه بنوع من الاستغراب وبعض السخرية من حالها ثم رمقها سريعًا وما لبث أن عاد إلى حالة التجاهل السابقة.

«ولكنك لم تلحظ بأنك تتعامل مع فيكتوريا نفسها، ربما أخطأت العنوان فأنا لست جنيفر». قالت رافعةً حاجبيها بشيءٍ من السخرية ثم أردفت: «ولكن أتعرف ماذا؟ جنيفر ستكون أسوأ مني في حال عرفت بأصلك القذر».

رفع إدوارد نظره بسرعة نحوها حال انتهائها من جملتها الأخيرة ثم قال: «سيدتي فيكتوريا، يؤسفني أنك وأمثالك عقولكم متحجرة جدًا لدرجة أنها لا تستطيع إدراك أننا جميعًا نجتمع تحت مسمى واحد، يسعدني أن أعلمك بأنني أنا وأنت بشر ولا وجود لتلك التفريقات العنصرية التي تتحدثين عنها».

عقدت فيكتوريا حاجبيها باستنكار وما لبثت أن دخلت في نوبة ضحكٍ جنونية. طالعها إدوارد باستغراب شديد وهي تضحك بجدية تامة وكأنها قد شاهدت مسرحيةً كوميدية.

توقفت عن الضحك وبقيت ابتسامتها الساخرة تعلو وجهها ثم قالت: «لا أصدق أنكم بتلك الوقاحة، تتحدث عن العنصرية وتصفون أنفسكم بالبشر وما أنتم إلا وحوش. هل تعلم مدى كره جنيفر لسكان الأرض؟ بالتأكيد لا تعلم فهي لا تحب التحدث عن الأمر بما أنه حساسٌ جدًا بالنسبة لها».

«يبدو أنك لا تعلمين بذلك الحب الذي يجمعني بجنيفر سيدتي فيكتوريا».

«ويبدو أنك لا تعلم مدى حب جنيفر لوالدها الذي قتل على يدكم». نظرت نحوه بنظراتها الحادة ثم رفعت قبضتها في وجهه وأردفت: «إنها مستعدةٌ لإحراق كل شخصٍ يحمل دمائهم حتى لو كان زوجها أو حتى أطفالها، أنت لا تعرف مدى تعطشها للانتقام».

صمت إدوارد وهو يقلب تلك الحقائق داخل رأسه محاولًا الوصول إلى نتيجة واقعية ومتزنة ولكنها أكملت قاطعةً شروده: «كان يجب أن أصلح الموقف ولكن بحماقتك زدت الأمور تعقيدًا، لقد علم الجميع بحقيقتك وهم يطالبون بالتخلص منك ومن الطفلتين بأشدّ الطرق».

تجمدت الدماء في عروقه وهو يستمع لكلماتها، هل كان ما فعله خاطئًا فعلًا؟ وهل جاء الوقت ليدفع ثمن ذلك الحب الزائف؟ ولكن يستحيل أن تكون كل تلك المشاعر زائفة!

«والآن ماذا؟ ستقتلينني ثم تقتلين حفيدتيك؟ أو ربما ستحرقينا على مرأى جميع سكان كوكب جليزا وما رأيك بإرسال رماد جثثنا إلى سكان كوكب الأرض حتى تشعري بلذة الانتقام؟».

رمقته فيكتوريا بغضبٍ دفين والنار تشتعل داخلها ورغبتها بالحديث عما تفكر به تقتلها، هي تريد أن تخبره بأن هذا جزءٌ بسيط من مفهوم الانتقام لديها.

«للأسف فأنا لا أستطيع التفريط بأحفادي مهما كان فهم في النهاية يحملون دماء العائلة الملكية حتى لو كانوا يحملون دماء أعدائي الملوثة».

كان إدوارد يقلب كلامها في رأسه محاولًا الوصول إلى شيءٍ مقنع. هل حقًا فيكتوريا الحاقدة الأكبر على سكان كوكب الأرض ستحمي أحفادها الذين يحملون دماءهم؟ ولكن أليس من الطبيعي أن يحمي كل شخصٍ عائلته مهما كانت الأسباب؟

«إذن ماذا ستفعلين الآن لتحمي حفيدتيك من يدي شعب كوكب جليزا؟». قال بعد أن قرر الاستسلام أمام كلمات فيكتوريا التي بدت له منطقية في تلك اللحظة دون أن يعلم حقيقةً أن فيكتوريا غالبًا ما تخرج عن مسمى المنطق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة