قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

بعد مرور ما يقرب من الربع ساعة، تباطأت سرعة الحافلة بالتدريج، لتتوقف أخيرًا بالقرب من مقهى يعج بعشرات الأفراد ممن يرتدون نفس الزي؛ الجلباب الفضفاض، مع فارق اختلاف ألوانه، والشال القماشي. ترجل السائق من حافلته تاركًا الشابات في انتظاره ريثما يستدل على العنوان الصحيح بعدما تشابهت الطرقات وتداخلت، فتعذر عليه الوصول إلى العنوان المطلوب. تنحنح قبل أن يهتف ملقيًا التحية على الجالسين وهو يشير بيده:.

-سلام عليكم يا رجالة.
ردوا جميعًا في صيحة واحدة:
-وعليكم السلام.
سألهم في حيرة ظاهرة عليه:
-أومال بيت جماعة عبد المجيد صفوان فين؟
بادر أحدهم بإجابته في أسلوبٍ شبه ساخر منه:
-هو في حد مايعرفش قصر الحاج عبد المجيد؟!
نظر إليه باستعلاءٍ، وقال:
-احنا يا سيدي، فين مكانه بقى؟
أجابه مستخدمًا يده في الإشارة:
-آخر العذبة القبلية!
سأله في وجومٍ، وقد انعقد ما بين حاجبيه:
-ودي فين دي كمان؟

نهض الرجل من مقعده الخشبي، تجاوز موضع وقوفه بخطوتين، وأشار إلى ناحية بعينها وهو يوضح له:
-اطلع طوالي من هنا هتوصلها.
اشرأب بعنقه محاولًا تبين معالم الطريق قبل أن يوجز في رده:
-متشكر.

ثم انصرف عائدًا إلى حافلته، ليقودها مجددًا نحو الوجهة الجديدة، لحظه العاثر تعرف عليه ذلك الرجل الغاضب الذي تشاحن معه لفظيًا قبل برهة وهو يدلف من المقهى، ليقابله أحد المتواجدين ويستغرب من امتقاع وجهه وعبوس كامل قسماته. سأله في فضولٍ ليعرف ما الذي تسبب في مضايقته:
-في إيه يا عتمان؟ وشك قالب ليه؟
أجاب على سؤاله بآخر:
-الجدع ده كان بيسأل عن مين؟
ببساطةٍ أعطاه الجواب:
-عن الحاج عبد المجيد!

بدت نبرته متوعدة وغامضة وهو يعلق عليه:
-بقى اكده، أني هعرف أخد حقي منه إزاي!
تحير كثيرًا في أمره، وسأله باندهاش متصاعد:
-هو حصل إيه ما تفهمني؟
نظر إليه بعينين محتقنتين، وقال:
-هتعرف لما أخليه عبرة قصاد الكل!
استشف من مدلول عبارته الأخيرة أنه لا ينتوي خيرًا، خاصة مع مغادرته المتعصبة، حاول اللحاق به لإيقافه وهو ينذره:
-اعقل يا عتمان! احنا مش أد بيت صفوان!

لم يلقِ له بالًا، وهرول في خطوات سريعة محاولًا اللحاق بالحافلة، بينما استدار رفيقه مهللًا في وسط المقهى بتوجسٍ:
-شكل في عاركة يا رجالة، اجهزوا بالسلاح!
تعالت أصوات الاستهجان، ومن بينها صاحب المقهى الذي صاح في ذعرٍ:
-يا وقعة مربربة! شكل الليلادي مش هتعدي على خير!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة