رواية جانا الهوى ج3 (عاصفة الهوى) للكاتبة الشيماء محمد الفصل السابع والعشرون
أهل ملك مستنيين رجوع نادر وكلهم واقفين مع بعض، مؤمن قرب منهم بحرج فنور بصتله بابتسامة: هنسبقهم؟
رد بهدوء: مش معايا عربيتي أصلا أنا جاي أقولك اني جيت في عربية كريم فهروح معاه يوصلني البيت أجيب عربيتي وبعدها أجيلكم على هناك.
نور اقترحت: طيب أجي معاك؟
رد بضيق: بقولك عربية كريم وهو بالفعل معاه أمل ونونا وعمي
خالد باقتراح: طيب ما تخليك انت معانا يا مؤمن ونادر يوصلك لعربيتك.
قبل ما مؤمن يرفض نادر اللي اتكلم بهدوء: سيبه براحته يا بابا اتفضل يا مؤمن انت.
انسحب بدون ما يضيف حرف والكل بص لنادر بعتاب وأبوه اتكلم: ليه عملت كده؟ ما كنت أخدته انت هو وأختك و وصلتهم بيتهم
نور بغيظ: لا ويعكنن عليا ازاي؟ مش بقولك بناديه مش بيرد و
قاطعها نادر بغضب مكتوم وحاول ان صوته ما يكونش عالي: انتِ تخرسي خالص يا نور اخرسي
الكل اتصدم برد فعله وملك مسكت دراع أخوها بقلق: حبيبي في ايه؟ اهدا.
بص لملك بغضب: في ايه؟ انتِ بجد مش فاهمه في ايه؟
خالد بص حواليه بس الأغلبية مشيوا ونادر هيجيب عربيته قدام ياخد ملك فسأل ابنه: نادر اهدا بتتكلم كده ليه؟
نقل نظراته بين أبوه والواقفين وقال باستنكار: انتم مش شايفين شكل مؤمن؟ ولا بتحاولوا تغمضوا عيونكم؟ - بص لنور وسألها بحدة - وانتِ؟ انتِ جاية تباركي لأختك وتقفي جنبها ولا جاية تعملي شو؟
قبل ما ترد كمل بعتاب: للدرجة دي انتِ أنانية مش شايفة غير نفسك وبس؟ ولا انتِ اتعدمتي من الإحساس؟
خالد زعق: وبعدين
بص لأبوه: ما فكرتش للحظة لو مؤمن رفض يرجعلها كان الوضع هيبقى ايه؟ كانت هتبوظ فرح أختها.
الصمت سيطر على الكل لان بالفعل محدش فيهم فكر كده أو الفرحة كانت عامياهم بس نادر كمل بحدة: لو مؤمن رفض الصلح وسابها ومشي تقدر تقولي هتكمل الحفلة ازاي؟ هي مافكرتش في ده؟ (بصلها باتهام) لا مافكرتش لانها أنانية مابتفكرش غير في نفسها، يغور أي حد تاني، ايه يعني فرح ملك يبوظ؟ عادي المهم أنا.
ملك بصت لأختها بحزن وفكرت ازاي هي خاطرت بفرحتها بالشكل ده؟
نور حاولت تبرر بتوتر: أنا مافكرتش كده وبعدين.
قاطعها بعصبية: وبعدين ايه؟ أقولك فكرتي ازاي؟ مؤمن راجل محترم ومش هيرفضني قدام الناس دي كلها فأنا ألوي دراعه علشان يرجعلي غصب عنه صح؟ انتِ إنسانة، أنا مش عارف ومش لاقيلك وصف بس اللي عارفه اني لو مكان مؤمن ماكنتش هحترمك ولا انتِ ولا أهلك اللي سايبينك بالشكل ده وكنت طربقت الفرح عليكم ومشيت، بس حظك ان مؤمن محترم زيادة عن اللزوم (بص لمراته وأمرها) يلا يا مروة.
سابهم ومشي وهم فضلوا في صمت تام قطعه وصول نادر بعربيته وزمر لملك، نزل لما لاحظ الصمت وسأل: في حاجة؟
ملك ابتسمت وقررت تتجاهل كل ده، بصت لأبوها: نمشي احنا يا بابا؟
ابتسم بمجاملة: اه يا بنتي اتفضلوا
نادر فتحلها باب عربيته وبعدها قعد جنبها واتحركوا وفضلوا التلاتة واقفين في صمت لحد ما العربية اختفت، فايزة بهدوء: يلا يا خالد الناس في البيت مش هينفع نفضل هنا.
خالد بص لنور بأسف: أنا مش عارف على رأي أخوكي ازاي كنت أعمى وما شوفتش غير رجوعك لمؤمن وتجاهلت حقيقة انك كنتي ممكن تبوظي فرح أختك بكل بساطة، بالليل وبعد الحفلة ما تخلص هقول لمؤمن لو هو مجبور واتحرج ؛ ما يرجعلكيش
بصتله بحدة فكرر: أيوة هقوله كده لانك بالفعل خاطرتي بالكل وهو ممكن يكون اتحرج مننا مش راجعلك علشانك انتِ، يلا يا فايزة.
فايزة بتردد: مش هناخدها معانا؟
خالد بغضب: زي ما عرفت تيجي لوحدها تروح لوحدها ولا تروح لبيت جوزها تلزق فيه ده حتى مافكرش ياخد تاكسي وياخدها فيه ولا يسألها لو معاها عربيتها يروحوا مع بعض معنى كده انه على رأي نادر مش طايقها أصلا.
سابوها ومشيوا وهي فكرت فعلا ترجع بيتها بس اتراجعت؛ هي هتمشي مع مؤمن اللي لازم يجي ياخدها من بيتها وقدامهم كلهم.
الحفلة اشتغلت في بيت ملك اللي غيرت فستانها ولبست واحد تاني أجمل وحركتها فيه أسهل، نزلت وهي بترقص مع نادر وأهله والجو كان مليان فرح وهيصة
العشاء اتحط وبدأوا بيتعشوا، ملك دخلت تظبط مكياجها وهناك نور لحقتها: ملك
ما بصتلهاش وفضلت باصة للمرايا فنور قربت بهدوء: ماكانش قصدي أبدا أبوظ فرحك أنا كنت عارفة ان مؤمن لا يمكن يرفض ومش هيرضى يحرجني ويبوظ فرحك.
بصتلها ملك بحدة: يعني مؤمن الغريب عمل حساب ان ده فرحي وانتِ أختي اللي ما اهتميتيش؟ على العموم أنا مش عايزة أسمع منك أي تبرير بس اكتفيت منك ومن قلة أدبك وتماديكي وطول لسانك فلحد هنا وبس، أنا فرحتلك ومافكرتش فعلا في نفسي لو مؤمن رفض كان هيبقى ايه الوضع؟ بس كفاية بقى ابعدي عني.
سابتها ونزلت لنادر قعدت قصاده فمسك ايدها باسها: مالك مكشرة ليه؟
ابتسمت بحب: مفيش أي حاجة مهمة في الدنيا غير اني بقيت مراتك وبس يا حبيبي، ما تشغلش بالك بحاجة تانية.
همس متابعة ملك ونادر بفضول كأنها بتتفرج على مسلسل، انتبهت على ايد سيف اللي وكز دراعها بخفة فبصتله باستفهام
سألها بتعجب: انتِ مركزة مع أخوكي ومراته كدا ليه؟
ردت بفضول: دايما بشوف العروسين بيوشوشوا بعض وببقى عايزة أعرف بيقولوا ايه
ضحك ورد: طب ما انتِ كنتي عروسة
رفعت كتفها وقالت بعفوية: احنا كنا متنحين لبعض أكتر ما اتكلمنا
ضحكته اختفت وحل مكانها الاستنكار: متنحين؟ هو ده مفهومك عن الرومانسية ياهمس؟
ضحكت بمشاكسة: أيوة
بصلها بتلاعب: شكلك محتاجة اني اديكي كورسات ياحبيبتي
ضحكت وفضلوا يتكلموا سوا لحد ما لقوا هند جاية ومعاها بدر اللي قال بمرح: جوزين كناري
سيف بمزاح: بلاش قر ياعم وخليك في مراتك
همس سألت هند: همس عاملة ايه؟
كلهم بصولها باستغراب وسيف رد: انتِ هنجتي ولا ايه؟
ابتسمت بمرح: تؤ تؤ أنا أقصد بنت هند.
بدر بذهول: ايه ده هي حامل في بنت؟ - بص لهند بتساؤل فقالت بغيظ- يعني هعرف ومش هقولك؟ وبعدين هسمي همس ليه مش كفاية واحدة؟!
سيف وبدر ضحكوا وهمس بصتلها بغرور: انتِ تطولي أصلا؟
بدر بمرح: كفاية مصيبة واحدة
كشرت وبصت لسيف: شايف بيقول ايه؟ أنا مصيبة؟
ضحك وحاوط كتفها: سيبك منه ياحبيبتي ده بيقول كدا علشان عارف انه مش هيعرف يخلف بنت عسل زيك
ابتسمت برضا وهند قالت بضحك: ده جبر الخواطر
همس باستفزاز: روحي بس بكرشك ده.
هند بغيظ: محسساني انه بمزاجي - بصت لسيف وكملت - دي ليل نهار تبعتلي في صور ليها
سيف بحيرة: ليه؟
جاوبته بتهكم: قال ايه علشان أتوحم على بنت شبهها، ناقصة أنا بلاوي
سيف وبدر ضحكوا وهمس بصتلها بسخط: احمدي ربنا اني عايزاها تيجي شبهي اهو تحسني السلالة
بدر بصلها بصدمة مضحكة: هو وصلت لتحسين السىلالة؟ ليه هي سلالتها وحشة؟
همس بصت لسيف باستنجاد فقال بضحك: اهو لما تتزنقي تبصيلي كدا، قلتلك مليون مرة كلامك بيعمل مشاكل - بص لبدر وكمل بمرح- معلش عندي دي، هي لسان وخلاص
بدر بضحك: مش جديد على همس
همس بصتله بلامبالاة: برضه هتجيبوا بنت شبهي
ضحكوا عليها وفضلوا يتكلموا ويهزروا.
آخر الليل الكل مشي ونادر وأهله مشيوا ومؤمن أخيرا ظهر وخصوصا بعد اتصال حسن المرشدي اللي كان مستنيه في بيت خالد، مؤمن وصل والكل كان في انتظاره فحسن قال: عمك خالد طلب مننا نستنى لحد ما توصل علشان نتكلم.
مؤمن بص لخالد: خير يا عمي؟
نور جت وبصت لأبوها وبتهزله راسها برفض للي ناويه وهو شايفها، بعدها بصت لأخوها اللي مديها ظهره أما ملك فودت وشها بعيد وتجاهلتها.
خالد بص لبنته بعدها بص لمؤمن وقال باعتذار حقيقي: أنا آسف ان بنتي حطتك في الوضع ده قدام الكل النهارده من غير ما تعمل اعتبار لحد ومن غير ما تخاف انها تبوظ فرح أختها وبشكرك يا مؤمن انك عديت الفرح على خير وخليته يكمل وده أنا مديونلك به لآخر العمر.
ناهد حطت ايدها على قلبها باستيعاب؛ ازاي مافكرتش ان ابنها عمل كده لانه مضطر؟ حسن كمان عاتب نفسه لان كان تفكيره سطحي، بص لخالد يشوف هيقول ايه؟
خالد كمل بصوت مهزوز: دلوقتي يا ابني لو حابب تنهي الجواز ده فأنا برفع عنك الحرج يا مؤمن وكتر خيرك أوي انك ما أحرجتناش كلنا قدام الكل، ربنا أعلم بالنوايا، أنا ماكلمتش المأذون وسايبه يكمل إجراءات الطلاق.
مؤمن بص لكل اللي حواليه بتشتت؛ دي فرصته انه ينهي القصة دي تماما، بص لنور اللي بتهز دماغها برفض لكل اللي بيحصل ده.
الكل كان مترقب رد مؤمن هيكون ايه؟ دي فرصته ينهي الحوار ده بس شيء جواه منعه ينهيه، إيان ابنه منعه ينهيه، من حقه عليه يدي أمه فرصة تانية، فرصة أخيرة يمكن تكون دي أزمة وتعدي، ابتسم لخالد: عمي أنا متشكر لحضرتك ولاهتمامك بس في إيان بينا لازم يتحط في الاعتبار واحنا بناخد قراراتنا فعلشانه (بص لنور وكمل بتأكيد) علشانه هو بس مستعد أدي لحياتنا فرصة تانية، وبعدين أنا كلمت المأذون وقلتله اني رديت مراتي وطلبت منه يلغي توثيق ورق الطلاق.
نور اتنهدت بارتياح بس اتضايقت من كلامه انه راجع علشان ابنه وبس أو يمكن بيقول كده علشان زعلان منها هي، مش وقته التفكير في أبعاد الموضوع، بعدين كل حاجة هتوضح لوحدها.
محدش أبدا في كل الموجودين حس بالفرحة لان واضح ان الحب انتهى واللي بيكمل العشرة وإيان زي ما هو قال، ولو نور ما انتبهتش هتخسر والموضوع مجرد وقت مش أكتر، مؤمن بص للكل بابتسامة مجاملة: أعتقد اليوم كان طويل، والكل محتاج يرتاح (بص لنور بوجوم) يلا يا نور.
قربت منه واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة بدون ما حد فيهم يتكلم.
بعد ما البيت فضي من الكل نادر وقف: هقولكم تصبحوا على خير.
خالد وقفه: انت ما اتكلمتش خالص يا نادر.
بصله بقلة حيلة: اتكلمت كتير وكلامي ماجابش نتيجة بس (بصله هو وأمه وكمل) بلاش تحطوا أمل كبير ان الجواز ده هيستمر، مؤمن اه اداها فرصة بس معرفش ليه أنا واثق تماما ان نور هتضيعها، نور راجعة مش علشان مقتنعة ان مكانها مع جوزها هي بس راجعة تحاول بطريقة تانية تخلعه منهم وأعتقد هتفشل، فبلاش يسيطر عليكم وهم انها اتعدلت وربنا هداها، أنا مش عايز أضايقكم بس مش حابب تتصدموا مرة تانية لما ده يحصل.
خالد ابتسم بتهكم: عارف يا ابني انه موضوع وقت لكن مفيش حاجة بعيدة عن ربنا وماقدمناش غير ندعيلها ربنا يهديها وينور بصيرتها.
الكل أمن على كلامه وبعدها كل واحد راح مكانه.
في بيت حسن المرشدي بعد ما الكل دخل البيت حسن رحب بنور: يا أهلا يا بنتي في بيتك.
الكل تباعا رحب بها وهي ردت بفتور، كريم بعدها وقف وهو ماسك ايد أمل: أقولكم أنا تصبحوا على خير (ردوا عليه بعدها بص لمؤمن) عايز حاجة؟
ابتسمله: سلامتك.
طلع بمراته وحسن وراه أما ناهد فوقفت قدامهم الاتنين بابتسامة: ربنا يهديكم ويصلح ما بينكم يارب، اللي فات اعتبروه درس واتعلموا منه وبلاش (وزعت نظراتها بينهم بتحذير) بلاش يكون الانفصال أول الحلول اللي تفكروا فيها، تصبحوا على خير.
سابتهم وطلعت بعدها بص لنور: يلا نطلع أوضتنا
اعترضت: تعال نروح الملحق و.
قاطعها بملل: محدش دخله من ساعة ما مشيتي مستعدة تروحي دلوقتي تنفضيه وتنظفيه؟ عندك طاقه لده اتفضلي روحي مش همنعك أنا طالع أوضتي أرتاح.
وقفته بلوم: دي مش طريقة كلام أنا بس اقترحت مش أكتر.
رد بهدوء: وأنا تعبان ومرهق ومش قادر حتى أتكلم، ينفع نطلع نرتاح ونأجل أي كلام لوقت تاني؟
طلعت وراه بهدوء ودخلت أوضتها اللي زي ماهي مفيش حاجة اتغيرت فيها، راقبته وهو بيدخل ناحية الدريسنج يغير هدومه ودخل الحمام أخد شاور وخرج يصلي، دخلت غيرت هدومها ولبست قميص نوم واستعدت لجوزها اللي أول ما خلص صلاته وبصلها برفض؛ ماكانش مستعد للي هي بتقدمه، المشاكل اللي بينهم ما انتهتش وفي وجع كبير مش عارف يتخطاه، مش ده اللي هيحل المشاكل.
قعدت على طرف السرير وقفلت الروب عليها في ترقب و مستنياه يتحرك أو يتكلم أو حتى يقرب بس فضل قاعد مكانه على الأرض على سجادة الصلاة ومش بيتحرك.
أخيرًا قام من مكانه وقعد على السرير واستعد للنوم فقربت منه وهمست بشوق: وحشتني
بصلها بجمود من فوق كتفه: أنا صاحي بدري والنهار كله في الشركة وبعدها الفرح فمحتاج أنام.
استغربت رفضه فكررتها: بقولك وحشتني تقولي عايز أنام؟
رد ببرود: أيوة لاني عايز أنام فعلا ومش قادر ولا عندي طاقة أدخل في حوار أو مهاترات، مش قادر بجد
مسكت دراعه بلهفة: أنا مش عايزة أتكلم أنا عايزة أرجع لحضن جوزي
بصلها بحدة: وأنا مش مستعد بأي شكل حاليا أرجعك لحضني ومش مسامحك على كل اللي عملتيه وعلى طلبك للطلاق من البداية وعلى إهاناتك المستمرة، أيوة أنا رديتك لكن ما سامحتكيش وده فرق كبير جدا ما بينهم، تصبحي على خير زي ما قلتلك محتاج أرتاح.
جت تتكلم: أنا.
قاطعها بنفاد صبر: أنا ممكن أسيب الأوضة وأشوف مكان أنام فيه
زعقت بغيظ: انت بتهددني يعني ولا ايه؟
قام من مكانه بغضب: ولا بهدد ولا بتنيل أنا عايز أنام بعد إذنك
سابلها الأوضة وخرج راح أوضة الولدين، لقى كل واحد نايم على سريره زي الملاك الصغير، قرب من ابنه وقعد جنبه وردد بشرود: علشانك مستعد أعمل كتير أوي.
نام جنبه بهدوء وأخده في حضنه.
في بيت الصياد
كانوا قاعدين في جو كله سرور بالتجمع اللي مش بيحصل كتير، فاتن مبسوطة ان سيف جه أخدها وما اتحرمتش من اللمة دي، عز مبسوط ان بيته مفتوح ومليان بالحبايب وبيتمنى يوم ما ربنا يفرحه ببنته و يرزقه بالأحفاد.
أنس لمح همس نازلة بعد ما غيرت هدوم السهرة فراحلها: هموس
ابتسمتله: حبيبي عامل ايه؟ مبسوط؟
ابتسم بتأكيد: اه الحمد لله مبسوط
سألته باهتمام: عايز حاجة؟ جعان أو عايز تشرب أي حاجة؟
بصلها بحرج: لا عادي بس هند دايما بتاكل آخر الليل وبتقول بتجوع بسرعة فممكن تكون اتحرجت تقولك.
همس فرحت باهتمام أنس بأختها، داعبت شعره بايدها وردت: أصلا بيني وبينك أعتقد الكل هيبقى جعان احنا أكلنا من بدري أوي، ايه رأيك نتعشى كلنا؟
أنس بإحراج: عادي براحتك
ضحكت على كسوفه وقالت: ماشي يا سيدي يبقى نتعشى
وقفها بتساؤل: أساعدك؟ العدد كبير و.
قاطعته بحب: لا يا حبيبي أنا بس هبلغ البنات يجهزوا عشا مش أنا (كملت بصوت خافت) انت متخيل اني أعرف أعمل عشا لعشرين نفر انت بتهزر؟!
ضحكوا الاتنين وقاطعهم سيف اللي متابعهم من بدري ومستغرب كل ده بيتكلموا في ايه: ما تضحكونا معاكم
ابتسمت لفضوله: لا مفيش، بقولك أنا هقول لعواطف تجهز عشا خفيف للكل.
وافقها وأنس انسحب وسابهم، همس دخلت بلغت عواطف اللي بالفعل كانت بتحضر الأكل وابتسمت أول ما همس بلغتها.
همس شكرتها وبصتلها بحب: عرفت ليه الكل بيحبك هنا.
ابتسمت ببشاسة: لاني بعاملهم كأهل مش حد بشتغل عنده.
خرجت كان سيف مستنيها في الطرقة، أول ماشافته اتفزعت: خضيتني اخص عليك
ابتسم وشدها لحضنه: أعملك ايه يعني وانتِ عاملة فيها عبيطة؟
استغربت ولفت ايديها حوالين رقبته: عبيطة في ايه؟
لف ايديه حواليها تحت شعرها الطويل اللي مغطي ظهرها وضيق عينيه بتساؤل: احنا اتفقنا على ايه يا نصابة؟
حاولت تفتكر بس ماوصلتش فهزت راسها بحيرة
قال بتنبيه: يا بت مش اتفقنا نهرب على شقتنا؟
ابتسمت باستغراب: هو ده كان بجد؟ أنا افتكرته كلام وليد اللحظة
بصلها بتهكم: وليد لحظة مين يا اختي؟ بت
ضحكت ووقفت على أطراف صوابعها علشان تبقى في مستواه وسألته باهتمام: طيب والناس اللي برا؟ والعشا؟ وهالة؟ سيف انت شايف انه ينفع؟
رفعها من على الأرض وبقت في مستواه: هنعشيهم وكل واحد يدخل أوضته ونهرب أنا وانتِ.
مجرد التفكير مثير فابتسمت بحماس: وهنرجع امتى؟
? وقت ما نحب نرجع براحتنا عادي.
باسها برقة وهو رافعها بس قاطعتهم سلوى اللي فتحت ستارة الطرقة وداخلة بس اتصدمت بيهم، سيف نزلها وهي استخبت وراه بإحراج، سلوى فضلت باصاله بغضب مكتوم بدون كلام فشد همس اللي ماسكة ايده ومستخبية وخرج بس أخد باله من نظرة سلوى لكن ماحبش يرد أو يتكلم.
سلوى دخلت المطبخ لعواطف وسألتها بضيق: جهزتي عشا؟
عواطف: جاهز.
سلوى: طيب ولما جاهز ما حطيتيهوش على السفرة ليه؟
ردت بحرج: أصل، يعني دقيقة وهيبقى على السفرة
سلوى بتهكم: قصدك سيف وهمس اللي كانوا في الطرقة؟ الموضوع اوفر وصعب و
قاطعتها بسرعة: لا يا هانم دول عرسان برضه ربنا يسعدهم يارب، الدنيا مش هتتهد من دقيقة يعني وبعدين البيت زحمة وطبيعي أي عريس وعروسته معدية بيقف معاها يقولها كلمة يعاكسها والحاجات دي، براحتهم ده وقتهم.
سلوى اتنرفزت من عواطف: انتِ هتقفي تديني درس ولا ايه يا عواطف؟ ما تنجزي الناس برا هتنام.
عواطف اعتذرت وسلوى خرجت والبنات مستغربين ضيقها، أحلام علقت: شكل الهانم حما صعبة أوي على همس المسكينة.
عواطف بصتلهم بحزم: يلا بلاش رغي زي ما سمعتوا الهانم عايزين السفرة تجهز في ثواني.
سيف أخد همس وانضموا للكل، بص لبدر ونادر بتساؤل: بكرا ايه البروجرام؟ تحبوا تعملوا ايه؟
خاطر رد: هنمشي و
قاطعه باستنكار: عمي بقول نعمل ايه مش بقول تمشوا! وبعدين أنا مأجز علشان أعرف أقعد معاكم شوية تقولي نمشي؟ بدر نخرج ولا نقضيه في البيت ولا ايه؟
بدر بحيرة: لا معرفش شوفوا رأي الأغلبية
نادر باعتراض: اشمعنى بدر يعني اللي بتسأله؟ ليه مش أنا مش يمكن عندي شغل؟
سيف بضحك: اديك قلت اهو مش يمكن عندك شغل فهسألك ليه؟ و بعدين انت أعتقد كفاية عليك نجيبلك ملك
الكل ضحك وسيف كمل: كمان علشان هند فمتهيألي مش عايزين حاجة تتطلب حركة كتير ولا ايه؟
أنس اقترح بحماس: تعالوا نقضي اليوم هنا في الجنينة وننزل البسين، أو طبعا اللي عايز ينزل براحته واللي مش عايز براحته برضه ونشوي مثلا الرجالة كتير اهم يقفوا على الشوا والبنات يقعدوا أو يلعبوا ألعاب خفيفة، ايه رأيكم؟ حفلة باربكيو.
عز أول واحد رد بمرح: الواد ده بيتكلم صح، أنا عجبني اقتراحه جدا.
سيف بتأييد: و أنا عجبني، حلو يا أنس الاقتراح ده، (بص لبدر ونادر بتساؤل) ايه الرأي؟
بدر ابتسم: حلو تمام
نادر وافقهم، هالة حمحمت وبصت لهمس بس سيف أخد باله فسألها: ايه يا هالة عندك اقتراح تاني؟
هالة بحرج: لا لا أبدا الاقتراح حلو (سألته بتردد) بس مش هتعزم حد تاني؟
كلهم ضحكوا وسيف رد بمزاح: لا الحد التاني طالما أنا مش هروح الشركة فهو مكاني.
كشرت تلقائيا فضحك
هالة بصت لهمس بغيظ مكتوم: شايفة؟ أنا غلطانة اني قدمت السبت
همس ضحكت وبصت لسيف: هي قدمت السبت كتير عندها حق.
ابتسم: عايزة ايه يعني؟ طيب تمام هقدم الاحد (بص لهالة) هعزم مروان وأمري لله أروح أنا الشركة
هالة ابتسمت بس ابتسامتها اختفت وهمس اعترضت: ايه؟ لا طبعا
عز اتدخل: خلاص اعزم مروان وانت افضل هنا و أنا هروح الشركة ولا تزعلوا.
همس برفض: لا برضه حضرتك تفضل معانا، وبعدين لما انتم اصحاب الشركة ومش عارفين تاخدوا يوم اجازة باقي الموظفين يعملوا ايه؟ دول ليهم الجنة.
عواطف قاطعتهم وأعلنت ان العشا جاهز همس أول واحدة وقفت وقالت بمرح: أنا جعانة
فاتن بتهكم: تهرب من تجهيز الأكل وأول واحدة تقف تقول جعانة
ضحكوا وسيف قال بمرح: لا لا معلش يا حماتي القمر بتاعي يتدلع بمزاجه
همس ابتسمت بسعادة: قرة عيني
نادر بتهكم: نقوم نروح احنا بقى؟
همس ردت باستفزاز: لا يا ناصح اتعلم
كلهم ضحكوا وخصوصا سيف اللي ما توقعش ردها
نادر بتفكير: يعني أعمل ايه؟
بصتله بمداعبة: طلع ورقة وقلم واكتب من أول السطر.
نادر بمزاح: تفتكري كدا هتعلم؟
همس بثقة: أيوة طبعا، اكتب أدلع مراتي قدام أهلها فأكسب قلوب الكل
نادر ردد وراها الكلام بعدها استوعب: بت أنا عايز قلبها هي مش قلوب أهلها
ضحكت: يا جاهل، سيف لما راح جاب ماما وخطف قلوبكم كلكم متخيل ماخطفش قلبي أنا قبلكم؟
نادر ابتسم: لا في دي عندك حق، يبقى أكسب قلوب أهلها ماشي اللي بعده
بصت لبدر بمرح: أبيه بدر قوله حاجة غششه
بدر بص لنادر بابتسامة: سجل يا ابني، خليك صاحب قبل ما تكون زوج، الصاحب بيسمع الحلوة والمرة والشكوى وكله، شاركها في اهتماماتها واسمعها وحط مليون خط تحت اسمعها دي، اسمعها
نادر باعتراض: ايه ده أنا محتاج ورقة وقلم بجد.
كلهم ضحكوا وسيف وقف بابتسامة: لا ده موضوع طويل يا ابني ومحتاج كشكول مش ورقة والعشا برا مستني والبت دي جعانة والمسكينة التانية دي في بيبي بينونو في بطنها جعان و أنا ورايا حاجات مهمة (همس ابتسمت وسيف كمل) فبكرا هات نوت بوك معاك تكتب فيها، يلا يا جماعة نتعشى.
العشا كان لطيف وكلهم بيهزروا ويضحكوا، همس أمها بتتكلم فعلقت: وحشني المحشي بتاعك أوي يا ماما
فاتن بتأثر: أعملك يا حبيبتي، ايه رأيكم بكرا أعملكم؟
سلوى ببرود: لو هي حبت أي أكل تقدر تطلب من عواطف، أنا قلتلك يا همس اللي تحبيه اطلبيه منها
همس بحرج: أنا أقصد بتاع ماما من ايديها هي.
سلوى ابتسمت بتكلف: اه في دي ماأقدرش أتكلم فيها.
سيف أخد كرواسون وفتحها وحط فيها الجبنة اللي همس بتحبها واداهالها فابتسمت وأخدتها بعدها لاحظت ان نادر تابعهم فضحكت بمشاغبة: اكتب اكتب، أهتم بأكلها، يعني مش لازم الست اللي دايما تهتم بأكل جوزها ممكن الراجل برضه يهتم بأكل مراته ويشوفها بتحب ايه ويوفره.
نادر كان مركز مع همس، في نفس اللحظة بدر كان بيدي توست لهند عليه مربى بالقشطة فسيف قال بسرعة: على فكرة في واحد تاني اهو بيأكل مراته وقديم عني ممكن تركز معاه شوية.
الكل بصلهم فهند اتحرجت أما بدر رد بتبرير: لا لا ما تسمعش منه أنا مراتي حامل يعني في هرمونات حمل سيادتك ودي بتطلب زي ما تطلب يعني عادي تلاقيها قايمة زهقانة عليك وبتضرب وتكسر كل حاجة حواليها وشوية تلاقيها منتهى الرقة والحنية بس تكون واخد ساتر انها ممكن تتحول في أي لحظة (الكل ضحك فكمل وهو بيشاور على سيف) لكن دول عرسان لسه يعني حلاوة البدايات والدلع وكل حاجة ممكن تتخيلها ركز معاه هو واكتب وراه.
سيف بضحك: ده ايه تسليم الأهالي ده؟
بدر بمزاح: امال هسيبك تسلمني لوحدي؟ وبعدين هو أنا كدبت؟ مش دي حلاوة البدايات؟ كدبت أنا؟
سيف هز راسه بنفي وقال بمرح: أبدا أبدا.
أخيرا انتهى العشا وكل واحد انسحب على أوضته اللي سيف بيطلعهم فيها، نادر كان عايز يمشي بس سيف رفض تماما يسيبه يمشي متأخر ويرجع الصبح.
رجع بعدها أوضته وفتح الباب بس فوجئ بهمس معاها هالة فخرج تاني بسرعة وقال: سوري معرفش ان حد معاكي.
همس بسرعة: تعال يا سيف ادخل عادي
دخل وهالة قالت بابتسامة: زي بيتك اتفضل
ابتسم ورد بهزار: كتر خيرك يا بنتي
همس: كنت لسه بقول لهالة نعزم مامت مروان ولا ايه رأيك؟
سيف: براحتكم طبعا، أحسن بدل ما تفضل لوحدها الصبح كلموها ونبعتلها نصر يجيبها.
هالة وقفت: مش يلا ولا ايه؟
همس بصتلها باستغراب ومافهمتش قصدها ايه أما سيف قال بحيرة: يلا فين؟ ومين دي اللي يلا؟
هالة بصتله ببراءة: هنسهر أنا وهي في أوضتي ونسيب حضرتك ترتاح همس بتقول حضرتك صاحي بدري وكده (التفتت لهمس وغمزتلها) يلا يا همس؟
همس فهمت و وقفت معاها بس سيف مسك دراعها باستنكار: ايه يلا ورايحة كده؟ (بص لهالة بتهديد) امشي شوفي انتِ رايحة فين طريقك أخضر وإلا والله ما أخليكي تعرفي تشوفيه غير مرة في الشهر وأبقى مكارمك فيها كمان ولا أسفره برا مصر ويرجعلك آخر السنة.
هالة شهقت بصدمة: يا لهوي ده ايه الظلم ده! ربنا ما يمسكك غلابة يا دكتور
ابتسم بتشفي: طريقك أخضر يلا
همس ضحكت وخرجت معاها وصلتها أوضتها ورجعت بس قبل ما تدخل الأوضة سيف شدها ونزلوا جري على السلم وهما ماسكين ايدين بعض ولسه هيخرجوا بس سلوى وقفتهم بسؤالها: انتم رايحين فين كده؟
سيف وقف وبصلها بهدوء: هنتجنن عندك مانع؟
سلوى بتحذير: في ناس كتير في البيت
رد ببرود: وعلشان كده هنتجنن برا البيت بعد إذنك.
شد همس وخرج ولحظات و فوجئت بصوت عربيته واستغربت ممكن يكونوا رايحين فين متأخر كده؟
في العربية، همس بصتله بابتسامة متعجبة: يا مجنون
ابتسم وباس ايدها: وهو في أحلى من الجنان؟
شوية ووصلوا وطلعوا شقتهم، ابتسموا لجنانهم
بصلها بخبث: تعالي أوريكي المنظر من أوضة النوم تحفة.
ضحكت ودخلت معاه وقبل ما ينور النور قالت بمشاغبة: ماكانش في نور ساعتها
ابتسم: أيوة قلتلك نور القمر كفاية تعالي
أخدها ودخلوا البلكونة واستغربوا فعلا ليه ماجوش هنا تاني بعدها؟
همس كانت واقفة باصة قدامها وهو وراها محاوطها في حضنه، سألته بحيرة: تفتكر ماما هتتقبل ملك؟
لفها تواجهه ومسك وشها وبعد شعرها اللي الهوا بيداعبه ورد بشغف وبين كل كلمة وكلمة يبوسها في جزء من وشها: مش عايز أتكلم عن ملك أو نادر، أو أي حد غير همس وسيف وبس.
اقترحت بابتسامة: أو ممكن ما نتكلمش أصلا
ابتسم وشالها دخل بها أوضة نومهم.
بعد فترة طويلة كان النهار بيطلع وهمس بدأت تروح في النوم على كتفه فقال: همس ما تناميش
بصتله بنعاس: لا مش قادرة خلاص أفتح عيني
ابتسم بتعاطف: قومي البسي هدومك لازم نروح
بصتله باستغراب: انت بتتكلم جد؟
اتعدل ورد بعقلانية: طبعا مش حلوة ان أهلك يصحوا ويلاقونا مش في البيت أو احنا مشينا ننام برا البيت، فقومي نرجع قبل ما حد يصحى.
قامت بكسل لبست هدومها ونزلوا عربيتهم وبمجرد ماقعدت في لحظة نامت.
وصلوا وزي ما وعدها انه مش هيصحيها نفذ، شالها بخفة ودخل بها جوا بس اتصدم أول ما دخل بعز وخاطر قاعدين مع بعض
بصوا التلاتة لبعض باندهاش
عز بصوت واطي: اطلع على أوضتك مالكش دعوة بينا
سيف: هطلعها وأجيلكم
عز: لا ارتاح انت
سيف طلع بهمس حطها على السرير، قلعها الشوز بتاعها وهمسلها: هنزلهم شوية وأرجعلك.
هزت دماغها بين اليقظة والنوم، باس خدها وغطاها ونزل تحت فخاطر قاله بلوم: يا ابني ارتاح نازل ليه؟
رد باهتمام: نازل أطمن في ايه ومالكم قاعدين الساعة 6 الصبح كده بتعملوا ايه؟
عز بابتسامة: ولا حاجة صلينا الفجر وقعدنا شوية في الجامع ولسه راجعين بندردش في كلمتين قبل ما نطلع، سيادتك بقى اللي كنت فين للفجر كده؟
بصلهم بحرج: مش في مكان مهم بس سبق و وعدتها اني أخرجها وقت الفجر فخرجنا اتجنننا شوية
عز بتهكم: لدرجة انكم تفضلوا لحد ما هي تنام؟
ابتسم بهدوء: ما أنا أول ما لقيتها بتنام جبتها البيت اهو وبعدين برضه وعدتها (بص لخاطر وكمل) يوم كتب الكتاب اننا بعد ما نتجوز لو نامت في العربية ما أصحيهاش تنزل.
خاطر بابتسامة مداعبة: أيوة يوم ما كنت طالع بها السلم شايلها؟
حمحم بحرج: طيب ماهي ماهانتش عليا تطلع نايمة، الحق عليا يعني؟
عز ابتسم: لا يا سيدي ربنا يهنيكم
خاطر وقف: طيب أنا هطلع أرتاح وانتم كمان اطلعوا ارتاحوا.
سيف بلطف: اتفضل يا عمي وياريت حضرتك تعتبر البيت بيتك.
خاطر انسحب وسابهم ولسه سيف هيطلع بس عز وقفه: تعال معايا لحظة
دخلوا المكتب وعز قفل الباب
سيف سأله باستغراب: في ايه؟
عز بهدوء: مش عارف أتكلم معاك من ساعتها
سيف فهم قصده فقال: ومش وقته الكلام دلوقتي و
قاطعه بإصرار: لا وقته، أنا ما يهمنيش في الدنيا كلها غيرك انت وأختك، سعادتكم عندي بالدنيا.
ابتسم بامتنان: وده كفاية عليا صدقني.
عز حرك راسه بنفي: لا مش كفاية أنا اتكلمت مع والدتك في الحركات البايخة اللي بتعملها، ولو استمرت
سيف قاطعه بهدوء: هاخد همس وأروح شقتنا الموضوع مش صعب ولا مستاهل بس ربنا يهدي أبوها و
قاطعه بحزم: انت مش هتمشي من البيت ده
سيف اتنهد وبص لأبوه بإصرار: بابا مش وقته خالص الكلام ده انت محتاج ترتاح وأنا كمان وبعدين نتكلم غير كده في مشاكل أهم من دي ألف مرة شاغلة دماغ الواحد فمش وقته بجد.
عز بحيرة وقلق: مشاكل ايه؟ في ايه؟ الشركة
قاطعه: الشركة أمورها تمام وبخير أو المشاكل العادية وربنا يقدرني عليها
حيرته زادت: طيب ايه؟ مشاكل ايه تاني؟ اتكلم معايا
سيف فضل باصص لأبوه ومتردد يتكلم ولا مش وقته
عز بإصرار: سيف في ايه؟
اتحرك من مكانه وفتح الخزنة طلع منها ظرف صغير فيه الصور اللي خاف يسيبها في شنطة اللاب لان أي حد ممكن يفتحها ؛ ناوله لأبوه بقلة حيلة: في ده.
عز فتح الظرف شاف الصور اللي فيه، وبص لابنه بصدمة: ايه ده؟ وليه دلوقتي؟ حصل جديد و
قاطعه بسرعة: لا طبعا، الموضوع مقفول
عز اتنهد بارتياح: طيب ايه ده؟ ليه؟
سيف بتوتر: كانوا مع آية في الألبوم وكانت بتفرج همس عليه ولولا ستر ربنا كان ممكن تشوفهم
عز عاتبه بضيق: وازاي انت سايب حاجة زي دي أصلا؟ وليه؟
سيف بغيظ: يعني أكيد معرفش بيهم، معرفش أصلا ان آية محتفظة بيهم
عز: وهي جابتهم منين أصلا؟
رد بتهكم: انت نسيت انها كانت بتجيلي باستمرار؟ المهم أنا بفكر أقول لهمس و
عز قاطعه بنبرة حازمة وهو بيقطع الصور: تقول ايه انت مجنون؟ موضوع منتهي تماما ومن سنين تفتحه ليه؟ اقفل الموضوع ده تماما
سيف بتوتر: ولو اتعرف؟
عز بصرامة: مش هيتعرف، اللي يعرف القصة دي أنا وانت وبس يبقى يفضل أنا وانت وبس ولو، وحط ألف خط تحت لو، لو في يوم اتعرف ساعتها لكل مقام مقال، بس ده موضوع منتهي محدش من حقه يتكلم فيه.
عز حط الصور المقطعة في الظرف وعطاه لسيف: احرقهم برا البيت مش هنا ومش دلوقتي.
سيف رجعهم مكانهم وبعدها أبوه قال بجدية: اطلع ارتاح اليوم هيبقى طويل وضيوفك المفروض تهتم بيهم والشركة أنا هنزل وانت
قاطعه بهدوء: الشركة مروان هيروح وعلى الظهر كده هيجي ولو في أي حاجة ضرورية هروح مفيش خلاص، اطلع حضرتك ارتاح.
كل واحد طلع أوضته وهو غرقان في أفكاره، سيف غير هدومه وقعد جنب همس الغرقانة في النوم، مد ايده بعد خصلات شعرها عن وشها وباصصلها بحب وهو مش متخيل حياته كانت هتبقى ازاي لو هي مش فيها.
أخد نفس طويل وشدها برفق: همس تعالي في حضني
دخلت في حضنه فضمها زي ما يكون خايف انها تضيع منه أو تختفي من حياته.