قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل الحادي والعشرون

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل الحادي والعشرون

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل الحادي والعشرون

استدارت قمر لنسرين وهي تبتسم بسعادة حتى اقتربت نسرين بنظرة ماكرة وقالت بضحكة: -
أعرف بقى كل اللي اتقال عشان ما اعضكيش
تنهدت قمر وجلست على فراشها وخلعت نعل حذائها بخفة ثم قالت بنظرة شاردة مبتسمة: -
قال أنه كان بيغني لواحدة بس النهاردة، وفرح أني لبست السلسلة اللي جابها، مش عارفة ايه اللي خلاني البسها النهاردة بس حسيت أني نفسي البسها...
اتسعت ابتسامة نسرين وجلست بجانبها قائلة: -
وايه كمان.

كادت قمر أن تجيبها حتى تلقت رسالة نصية على هاتفها. تعجبت من الأمر واخذت الهاتف لتراها بينما نسرين رمقتها بمكر وعلى يقين أن هذه الرسالة من سامح، اتسع بؤبؤ عينيها بابتسامة متفاجئة وقالت: -
دي من سامح!
تحمست نسرين بهتاف واخذت منها الهاتف لتقرأ الرسالة حتى رأتها وكان النص كالاتي...

(مش هتصل بيكي عشان عارف أن لسانك هيطول هههههه، بس ماقدرتش ما اقولكيش أنك كنتي زي القمر يا قمر، وفرحت اكتر لما لقيتك لبستي السلسلة اللي اديتهالك، لو ليا خاطر عندك ما تقلعيهاش ابدًا، يمكن في هدية اكبر في الطريق، )
مع كل كلمة يدق قلبها بعنف حتى انتهت نسرين من القراءة وهتفت: -
يا سلاااام احلى كلام، بس يقصد ايه بقى بالهدية الاكبر دي؟

قالت هذا السؤال بنظرة ماكرة لتهرب قمر من عيناها بخجل وقالت بتلعثم وهي تتوجه لجهة أخرى: -
ما اعرفش، واعرف منين يعني؟
ضحكت نسرين ضحكة عالية وقالت: -
هيبقوا شبهوا وشبهك ههههههه شكلنا هنبل الشربات قريب
اسبلت قمر عيناها بخجل وفرحة تتراقص بعيناها...
وضع هاتفه بجانبه بعد أن ارسل رسالة نصية لها وابتسم بسعادة وهو يحرك سيارته عائدًا للحفلة، ظل طول الطريق يفكر بها وقال وهو يبتسم: -.

عملتي فيا ايه يا قمر؟! أنا عمري ما فكرتش في بنت كدا! بس عجبتيني وحسيتك مني، رغم طولت لسانك بس أنتي غير أي بنت عرفتها، كلهم حاجة وانتي حاجة تانية خالص
بالمطعم...
دلف تميم وعلى وجهه ابتسامة جميلة للغرفة التي تستعد بها داليا ووقف يتأملها بأعجاب فقال: -
كنتي تحفة النهاردة يا دوللي، بس فين سامح أنا بحسبه هنا؟!
التفتت داليا بملامح متجعدة من الحقد وقالت بعصبية وهي تقف أمام المرآة: -.

شوفتي ركب عربيته مع حد ومشي
قطب تميم حاجبيه بدهشة: -
مشي أزاي يعني؟! دي السهرة كلها عشانه هو والناس جايبة ليه!
صرخت داليا بغضب في وجهه: -
اه ما هو احنا من غيره مالناش لازمة، وهو من حقه يبيع ويشتري فينا ويمشي وقت ماهو عايز ويسيبنا
تفاجئ تميم بعصبيتها الزائدة واجاب باستغراب: -.

مالك يا داليا عصبية كدا؟!، وبعدين ماتنسيش أن سامح هو اللي جمعنا وعلى اسمه بيجيلنا شغل وهو ما قصرش معانا في حاجة بالعكس، لو ساب الحفلة فأكيد في شيء مهم وضروري وكمان هو خلص العرض بتاعه يعني مافيش داعي لعصبيتك دي!
ضيقت داليا عيناها بانفعال وقالت وهي تلقي بهاتفها على الارض بعصبية: -.

بقيت أنا اللي غلطانة دلوقتي، ماتنساش أنت كمان أنا عملت ايه وكنت بعتبر الفرقة كلها اهلي، وأول واحد كنت بدافع عنه هو سامح ولا ناسي يا تميم، ناسي اللي عملناه عشان نحمي سامح لما بنت ابوها كان رجل اعمال مشهور ولما عرف ان بنته بتحب سامح فاكر كان هيعمل ايه؟
أنا ما عملتش معاه غير كل شيء كويس
اطرفت عين تميم بدهشة وقال: -.

أنتي بتفتكري الكلام ده دلوقتي ليه يا داليا! خلاص الموضوت ده عدى من فترة وانتي وقفتي جانبه واعلنتوا خطوبتكم بالكدب عشان البت دي تبعد عنه وخلصنا، مالوش مجال الموضوع ده عشان يتفتح دلوقتي!
هتفت بوجه: -
لا ما خلصناش، سامح ماكنش هيقدر يعمل حاجة لوحده وكلنا وقفنا معاه عشان فرقتنا تكبر ويبقى ليها اسم يعني نجاحنا مش بس بسببه
اجاب تميم بشك: -.

عصبيتك مالهاش أي مبرر ومش شايف حد من الفريق كله بيقول كدا غيرك، واظن لو ده رأيك يبقى المفروض تقوليه لسامح وجها لوجه مش من ورا ضهره!، ولو أنتي هدخلي المسائل الشخصية ووقفنا جانبه كأصحابه في مشكلة حصلت معاه تبقي بتفكري غلط، وبعدين أنتي محدش اجبرك على انك تتخطبيله بالعكس حسيتك مبسوطة، اتمنى الموضوع مايكوتش خد اتجاه تاني معاكي...

اتسعت عيناها بحدة بهعد أن بدأ تميم يقرأها افكارها فقال وهو ينظر لها بقوة: -
أنا بعتبر نفسي زي اخوكي عشان كدا هقول الحقيقة، الحقيقة انك بتحبيه ومش متقبلة فكرة أنه مش بيحبك وبيعتبرك زي اخته، لما وافقتي على خطتي بتاعت الخطوبة المزيفة كنتي فاكرة أنك هتقلبي الموضوع لجد بس ده ما حصلش وانتهت الخطوبة بهدوء بعد فترة، شايفك بتعذبي نفسك على الفاضي.

صدمت داليا من كشفه لها بهذه البساطة ولم تستطع النطق لعدة دقائق، قالت بعد أن تملكها الغضب والتمرد: -.

ايوة بحبه، ولو ماكتش ليا مش هيكون لغيري، أنا ما صبرتش ده كله عشان تيجي واحدة تاخده على الجاهز، أنا اللي وقفت جانبه لحد ما نجح، أنا اللي كنت برتب المواعيد وبتفق على الحفلات وشغل ليل نهار عشانه، أنا اللي ماكنتش بستحمل أنه يتعرض لأي مشكلة واستحملت أنه معتبرني زي اخته وقلت مسيره هيحس بيا، لكن مش هسمح لغيري تاخده مني ابداااا...
هز تميم رأسه بنفور ومقت: -.

هتدمري نفسك بنفسك، مش بالاجبار ولا بالعافية عشان تصممي كدا!، ياريت تعقلي وتخرجيه من حساباتك عشان ما تحصلش مشاكل وده هيأذينا كلنا
نظرت داليا بسخربة واضافت: -
مش هسكت تاني واسيبه يضيع مني، ولو عايز تقوله روح قوله مابقاش يهمني، يمكن يغير نظرته ليا ويحس بقى
تميم بحدة: -.

أنتي عارفة أني مش بنقل كلام ومش هقوله حاجة، بس صعبان عليا أنك قررتي تهدي كيانك في الفرقة دي بإيدك، لو أنا عارف أنه حتى بيفكر فيكي صدقيني كنت قولتلك لكن انتي مش في دماغه اصلا
اجابته بمرارة والدموع بمقلتيها بدأت في الصراخ: -.

كفااية بقى حرام عليك، أنت عارف أني مش وحشة وعمري ما عملت مشاكل لحد بس انا بحبه، فاهم يعني ايه؟! عارف يعني ايه ابقى راضية بمجرد وجودي جانبه حتى لو بيعتبرني زي اخته!، تفتكر يعني اني ما حاولتش انساه عشان ارتاح؟! بس ماقدرتش وماعرفتش، هقدر أزاي وهو طول الوقت قدامي!، كل مرة كنت بفكر اني نسيته برجع واكتشف أني حبيته اكتر، ماوصلتش غير لحاجة واحدة وهي أني لازم ابقى معاه مهما طال الوقت لأني مش هقدر تكون لحد غيره...

لم يكن تميم يدرك أنها تحب صديقه لهذه الدرجة فقال بيأس: -
صدقيني كنت اتمنى انه يكون بيحبك، وزعلان وأنا شايفك في الحالة دي بس ما باليد حيلة، سامح مش من النوع اللي بيقعد وقت كبير عشان يكتشف مشاعره، هو لو معجب بيكي حتى كان بان عليه على طول
نظرت له داليا بنظرة معذبة ولم تستطع التفوه بأي كلمة حتى دلف سامح بابتسامة واسعة للغرفة وقال: -
مالكوا في ايه؟ دورت عليكوا برا مالقيتكوش!

رسم تميم ابتسامة بسيطة على ثغره واجاب: -
مافيش يا ماجيكو أنا جيت بردو اشوف داليا لأنها قعدت هنا بعد العرض على طول
قال سامح مادحا: -
طبعا، بصراحة هي وردة الفرقة وحضورها قوي جدًا وكانت روعة النهاردة، برافو دالياا
رمق تميم داليا بنظرة فهمتها على الفور لتجيبهم وهي تستدير للمرآة بهروب: -
معلش أنا همشي دلوقتي عشان تعبانة شوية
تبدلت ملامح سامح للقلق وقال: -
الف سلامة مالك؟
تدخل تميم بالحديث: -.

اكيد صداع زي عادتها ما تقلقش، وبما أنك خلصت روح وصلها
وافق سامح على الفور وقال: -
اكيد طبعا انا ماكنتش هسيبها تروح لوحدها وهي تعبانة كدا. هوصلها وهرجع انا على شقتي كمان يا تميم، يلا تصبح على خير
ذهبت معه دون تردد وخرجت من المطعم...
استغفر الله العظيم.

توجه فاروق لغرفة ابنه مباشرةٍ عقب إخباره من قبل احد الخدم أن عز لم يخرج منذ أن جاء نهارا فقلق أن يكن قد كشف شيء فصعد الى غرفته ليطمئن، قرع على باب الغرفة ثم فتح الباب دون أن يتلقى ردا، جال بالغرفة بنظرة متفحصة ليجد عز غارقا بالفكر هو يجلس على مقعد بشرفة الغرفة وقدميه ممدودة على مقعد آخر، يبدو من ملامحه أنه غاضب من شيء، بدأ فاروق يقلق وهو يتوجه اليه فوقف على مقربةٍ منه متسائلا: -.

يعني ما سمعتنيش وانا بخبط على الباب
تفاجئ عز بوجود والده امامه فخفض قدميه بحركة سريعة واعتذر قائلا: -
أسف يابابا بجد ما سمعتش والله
تنفس فاروق الصعداء من اعتذار عز وجلس قبالته متسائلا بغموض: -
شكلك ندمان على اللي عملته النهاردة مع البنت دي اللي اسمها. رحاب على ما اعتقد
زفر عز بقوة مما جعل فاروق يرمقه بحيرة وغموض ليجيب بضيق: -
مش عارف، ساعتها ماكنتش زعلان ولا ندمان لحد ما عرفت اللي حصل...

ضيق فاروق عيناه بشك: -
حصل ايه؟
تكررت زفرت عز القوية وأردف بشيء من الغضب: -
انتحرت، صاحبتها جت وقالتلي أن حضرتك حاولت تتخلص منها عشان كدا انتحرت وخلصت نفسها مننا...
صمت فاروق لبرهة يستعب الأمر فقد تفاجئ حقا وما يعلمه أنها انتقلت للمشفى لك يعرف حتى أين هي بالتحديد فقال: -.

انتحرت؟! ودي كدبة كمان زي موضوع الكلية ولا ايه، وبعدين ايه اللي هيخليني اتخلص منها ده على اساس أني زعيم عصابة مثلا؟!، البنت دي اكيد بتلعب لعبة عليك...
هز عز رأسه بعدم شك: -
جه في بالي كدا، بس لو هي بتفكر كدا تفتكر أني مش هكشفها، وبعدين هي عارفة انها ما تقدرش توقف قدامي تاني، ما اعتقدش انه كدب خصوصا أن اللي عملته فيها النهاردة يخليني اصدق انها ممكن تعمل في نفسها كدا، ده اللي مضايقني.

رد فاروق بلوم زائف: -
اللي عملته النهاردة أي واحد بيفخر بوالده وواثق فيه وبيحبه كان هيعمله، لو ندمان بقى ده شيء يرجعلك واسف أني كنت السبب في احساس ده
نهض بضيق من نقعده ليوقفه عز معتذرا: -
اسف يابابا مش قصدي، بس اتصدمت لما عرفت انها انتحرت
نظر لها فاروق بقوة وقال: -.

الموضوع ده انتهى واظن بنت بالعقلية دي اكيد دي نهايتها الطبيعية، بصراحة لما بفتكرها بتعصب وكفاية انها اتهمتني في شرفي ونزاهتي وده شيء ما يخلينش احس بأي شفقة عليها، وعموما ربنا يسامحها
وقف عز امامه بأسف: -
عندك حق انا مش هتكلم في الموضوع ده تاني، ما تزعلش منى بقى
ابتسم فاروق وربت على كتفيه بثقة: -.

مش زعلان منك، أنا ماليش غيرك يا عز، أنت نقطة ضعفي الوحيدة، يمكن لولاك أنت انا ماكنتش هتهاون في امرها وكنت هسلمها للبوليس بإدعائها عليا وماكنتش هرحمها، لكن وجودك هو اللي وقفني. بس زي ما اتفقنا، الموضوع ده انتهى ومش هنتكلم فيه تاني...
ابتسم عز لوالده ابتسامة بسيطة مشيرا على الانتهاء من هذا الامر.
دلف فاروق لغرفته بعد أن ترك عز بالشرفة مرة أخرى وجلس على فراشه مفكرا بتعجب: -.

انتحرت؟! أزاي؟ ده قالي انه سابها غرقانة في دمها بس الغبي مشي وما عرفش راحت لأي مستشفى بالضبط، بس عموما ياريت تكون انتحرت وخلصت منها، اهو كدا مافيش أي شبهة جنائية من ناحيتي دي حالة انتحار...
لا حول ولا قوة إلا بالله
بالمشفى الخاص...
تأملها مبتسما وقد ذهبت في غفوة عميقة رغم تأكيدها أنها يقظة منذ قليل ولكنها استسلمت للنوم بعد ذلك، تذكر فجأة حفلة الأمس فشعر بالحرج ونهض وهو يرفع هاتفه ويجري اتصالا: -
الو؟

انتبه عز لصوت الهاتف واجاب بعد أن رمق رقم ياسين وقد تاه عن فكره غيابه ليلة الامس بسبب ما حدث فقال: -
أزيك يا ياسين
صمت ياسين بحرج وقال معتذرا: -
شكلك زعلان مني بس والله العظيم حصلت ظروف منعتني أني اجيلك، المهم الف مبروك يا عز وعقبال الفرح واجيلك بقى وافضالك قبلها بأسبوع
تفهم عز الامر وقال: -
لا مش زعلان منك ولا حاجة أنا عارف أنك مشغول والخطوبة كان وقتها مفاجئ، وكويس أنك اتصلت لأني كنت مخنوق.

تعجب ياسين من الأمر وتسائل: -
ليه بس المفروض العكس
احتار عز في أن يخبره بما حدث بسبب وعده مغ والده بعدم اخبار أي احد على الأمر نظرا أن ينتشر أو تسوء سمعة المشفى فأكتفى بقول: -
البنت اللي كلمتك عنها انتحرت، صاحبتها جاتلي وبتحملني ذنبها
ارتفع حاجبي ياسين بذهول وردد: -
لا حول ولا قوة إلا بالله، ليه بس كدا، استفادت ايه لما ماتت بالطريقة البشعة دي غير غضب ربنا، ربنا يسامحها
تسائل عز بصدق: -.

هو انا فعلا السبب يا ياسين؟ ولا هي اللي تفكيرها غلط
رد ياسين بذات الصدق: -
مش هكدب عليك يا عز، على حسب اللي حكيتهولي فطريقتك معاها في البداية عشمتها أوووي وكان لازم تكون حذر بس كمان ده مش سبب ابدا انها تنتحر!، هي اللي مسؤولة لوحدها عن ده
تنفس عز الصعداء وقال بابتسامة: -
ريحتني
ياسين بشفقة: -
رغم الكارثة دي بس صعبانة عليا أوي ربنا يرحمها...
عز: -.

الله يرحمها، انا عايز انهي الموضوع ده من حياتي ومش عايز افتكره تاني، بسببه النهاردة تقريبا اتخانقت مع خطيبتي من الزهق
ياسين: -
اللي حصل حصل وخلاص، بس أنت لازم تفكر بعقل والموضوع ده هياخد فترة وهيعدي، و
كاد ياسين أن يكمل حتى قطع الاتصال بقطع شحن هاتفه فنظر للهاتف بضيق: -
فصل شحن! ومش معايا شحن كمان
حاول عز أن يكرر الاتصال ولكنه فشل...
عاد الى مقعده وتفحص حركة عيناها واطمئن لثباتها...
الله اكبر.

وقف سامح بسيارته أمام المبنى القاطنة بها داليا وابتسم لها قائلا: -
تصبحي على خير
نظرت له نظرة ماكرة بعد أن دبرت خطة طول الطريق الى هنا وقالت: -
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم ودلوقتي
اطرف عيناه بحيرة وتعجب: -
دلوقتي؟!
هزت رأسها بالايجاب واكدت: -
ايوة، وعلى فكرة ماما واختي فوق يعني مش هنكون لوحدنا، الموضزع مهم فعلا ولازم نتكلم فيه
رد بحدة: -.

طب ما كنا اتكلمنا في المطعم او كنتي قولتيلي قعدنا في كافيه بدل ما اطلع معاكي في شقتك، بصراحة الموضوع مش مريح
ضيقت عيناها بعصبية وهافت به: -
تقصد ايه يعني هشربك مثلا حاجة صفرة ولا تقصد ايه يعني؟!
ظن انها تمزح فابتسم بمرح وقال بموافقة: -
طب خلاص ما تزعليش، هطلع معاكي طالما والدتك واختك فوق
بادلته الابتسامة في مكر، اخذ سامح هاتفه وخرجوا من السيارة وتوجهوا لداخل المبنى، بقلم رحاب إبراهيم.

فتحت داليا باب الشقة بمفتاحها الخاص وبررت ذلك: -
معلش تلاقيهم نايمين هفتح بدل ما اخضهم
رمقها سامح بشك ثم دلف للداخل ببطء واشارت له أن يجلس حتى توقظ شقيقتها، ابتسم معاتبا نفسه على ظنه بها وجلس على الأريكة القطيفة ذات اللون الاحمر التي تتوسط صالة الشقة...
دلفت دالياعلى المطبخ لتجد الفتاة الخادمة نائمة على الارض فايقظتها بصزت خافت: -
بت يا حنان؟ قوومي.

انتبهت حنان لها بعد دقيقة وفتحت عيونها وهي تهب واقفة بأعتذار: -
معلش ياست داليا والله نمت وماحستش بيكي لما دخلتي
قالت داليا سريعا: -
خدي التليفون ده واول ما تلاقيني بقع صوريني من غير ما حد يحس بيكي أنا في معايا حد برا، اوعي تخليه يشوفك
لم تفهم الخادمة شيء ولكنها اطاعت الامر دون نقاش، اعدت داليا مشروبا سريعا ووضعت به المنوم الخاص بها.

خرجت داليا من خلف الستار وكأنها ايقظت شقيقتها بالغرفة الجانبية وابتسمت له قائلة: -
صحيتها هي وماما وجايين اهم...
وضعت المشروب في يده بطريقة تبدو مرحة وامرته أن يرتشفه بابتسامة واسعة حتى اطاع سامح الامر بعفوية وشرب أكثر من نصف الكوب
وكادت أن تجلس بجانبه حتى تظاهرت بحالة اغماءة وسقطت امامه مما جعله ينظر لها بصدمة ونهض سريعا اليها وحاول افاقتها ففشل...

التقطت الخادمة عدة صور حينما حملها سامح بين ذراعيه الى الاريكة وبدأ يتحسس وجهها وهو يحاول افاقتها مررارا وتكرارا وبدأ يشعر بدوار يشتد مع كل ثانية تمر، مرت دقائق وهو يقاوم الدوار وسقط رأسه بجانب وجهها ويبدو من بعيد أنهم في لحظات خاصة بينهم...
نهضت داليا بابتسامة منتصرة وركضت اليها الخادمة دون أم تفهم شيء وقالت بتوتر: -
هو ماله ياستي جراله ايه؟

اخذت داليا منها الهاتف وامرتها بالعودة دون أن تتفوه بحرف وقالت: -
تعالي معايا نسنده لحد جوا وارجعي انتي نامي
رمقتها الخادمة بصدمة مما تفعله وظنت بها الظنون فأشارت لها داليا أن تساعدها وتم ذلك بعد معاناة منهم...
نظرت داليا اليه وهو ممد على فراشها وقالت للخادمة: -
اخرجي انتي دلوقتي
خرجت الخادمة وتعصف بافكارها كل الافكار السيئة عن سيدتها...

اخرجت داليا رداء سهرة آخر ولكنه مفتوح بعض الشيء من الاعلى وارتدته سريعا ثم التقطتت بعض الصور الاخرى وهي بجانبه وتعمدت أن لا يظهر وجهها فقد اخفت ملامحها بخصل شعرها الاسود، ثم ارتدت ردائها السابق مرة أخرى وهتفت على خادمتها لتأت الاخرى مسرعة بفضول...
امرتها داليا قائلة: -
تعالي خرجيه معايا تاني لبرا على الكنبة
قكبت الخادمة حاجبيها بذهول لتصيح داليا بها: -.

انتي متسمرة كدا ليه ما تعملي اللي بقولك عليه يلاااا
نفذت الخادمة الامر ووضعته بجانب الاريكة بالخارج والتقطت داليا هاتفه ولاحظت اشعار ارسال رسالة منذ أكثر من ساعة، فتحت الاشعار لتجد نص الرسالة التي اتم سامح ارسالها لقمر فابتسمت في حقد وقالت: -
حلو أوي، مادورتش كتير.

اخذت هاتفها وعدلت الصور بحيث أنها لا توضح أي شيء بالغرفة أو من وجهها ثم نقلت رقم قمر الى هاتفها وارسلتهم برسالة من رقم خاص بها لا يعرفه احد، واحتفظت فقط بالصورة التي حملها بين ذراعيه وهو في يقظته ولم ترسلها بل حفظتها لمؤامرة أخرى
صلِ على النبي.

كانت ممدت وهي تحتضن هاتفها بابتسامة شاردة وصوته يتردد بإذناها مرارا وتكرارا حتى دق هاتفها بأشعار رسالة، اغمضت عيناها بابتسامة واسعة وظنت انه من ارسل لها برسالة اخرى لتتفاجئ بأنه رقم آخر...
جحظت عيناها بصدمة وهي تراه في اوضاع مخجلة مع فتاة لا يرى من وجهها شيء ولكنها تبدو برداء فاضح...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة