قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل التاسع

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل التاسع

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل التاسع

 امير بهدوء: معنديش كلام يتقال .. التمثيلية خلصت والفرح تم وخلاص معدلوش لازمة التمثيل ولا ايه رأيك انتي ؟ مش كفاية بقى ؟
شهد مصدومة مش مستوعبة هو بيقول ايه: ايه رأيي في ايه ؟ مش فاهمة انت بتقول ايه أصلا ؟ تمثيلية ايه وتمثيل ايه ؟
امير ضحك بوجع: تمثيلية الحب والاشتياق .
شهد بتهز راسها برفض: امير ! انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه ؟ في ايه مالك ؟

امير بنرفزة: انا مالي ؟ انا كويس جدا
شهد قربت شوية منه: طيب امال ايه ؟ تمثيلية ايه بقي ومين اللي بيمثل ؟
امير دور وشه بعيد معدش قادر يشوف صدمتها: انا وانتي .. فخلاص كفاية بقى .. اتجوزنا وخلاص .
شهد بتوهان: برضه هيقولي تمثيل واتجوزنا وخلاص امير مالك ؟
امير اتنرفز: بقولك ايه فكك مني واتكلي على الله وشوفي نفسك رايحة فين ؟

طلع سيجارة وولعها وقعد على كرسي ورفع رجليه على تربيزة قدامه وهيا واقفة مش مستوعبة هو ماله ؟ ومش مصدقة اللي بيحصلها في يوم فرحها
شهد بترجي ووجع: امير علشان خاطري كفاية .. ارجع امير اللي انا عرفاه .
امير ضحك جامد جدا وبصلها ونفخ دخان سيجارته وبصلها: امير اللي انتي عارفاه ؟ وانتي تعرفي امير منين ؟ ولا بتضحكي على نفسك . هههههههههه
شهد باستغراب شديد وكأنها قدام حد اول مرة تشوفه في حياتها دموعها عايزة تخونها وتنزل بس مش هتسمحلهم ينزلوا على الاقل مش دلوقتي: انت بتضحك كده ليه ؟ اقف أتكلم معايا عدل واطفي السيجارة دي .

امير اخد نفس طويل منها وبص للسيجارة وبينفخ فيها الدخان: وايه كمان ؟ عايزاني اعمل ايه كمان ؟
شهد زعقت: كلمني عدل .
امير ببرود: ده اللي عندي .
شهد بتزعق ومش مستوعبة: يووووه في ايه مالك ؟ انت مكنتش كده ؟ ايه اللي غيرك ؟ رجعلي امير اللي عرفته الكام يوم اللي فاتو .
امير وقف قصادها بتحدي: لا يا حلوة .. ده كان في منه وخلص .. دي كانت لعبة وخلصت وزهقت منها .. ده الأصل اللي انتي عارفاه وتجاهلتيه وعملتي نفسك مش شيفاه .. جواز واتجوزنا خلصنا بقى .. ملكيش عندي حاجة تانية .

شهد بصدمة: انت اتجوزتني ليه ؟
امير ضحك: مش شايفة ان سؤالك ده متأخر .. بس على العموم هجاوبك .. فاكرة في المستشفى لما جيتي تجري علشان تلحقي مكرم وسمعتيه بيقولي ان ابويا كتب وصيته ؟
شهد باستغراب: اه فاكرة بس ده ايه علاقته ؟
امير بصلها: ده هو الأساس .. ابويا كتب وصيته بانه يحرمني من كل حاجة وكان لازم اخليه يغيرها .
شهد بدئت تفهم: وبعدين ؟
امير كشر لغباءها: لسه مفهمتيش ؟ ولا مش عايزة تفهمي ؟ افهمك.. جوازي منك كان تمن تغيير الوصية .. انا اتجوزك وهو يغير الوصية .. كانت صفقة مش اكتر .. ( بصلها من فوق لتحت وشاور عليها ) انتي كلك على بعضك كده صفقة مش اكتر بس ما تقلقيش صفقة غالية مش رخيصة يعني المفروض تفرحي .
هل دلوقتي ينفع تسمح لدموعها ينزلوا ! ايه اللي بيحصلها ده وليه ! شاكر حذرها وقالها جرحه هيكون مقتل ! عنده حق جرحه بيقتلها !
شهد قعدت مكانها: انت ما بتحبنيش ؟

امير بتريقة: انتي هبلة ولا عبيطة .. حب ايه يا ماما ؟ فيكي ايه انتي يتحب ؟ ( افتكر جملتها وعادهالها ) مش انتي اللي انا احبك .
امير فكر جواه: شفتي بقى جملتك بتوجع قد ايه ؟ اشربي من نفس الكاس اللي شربتيني منها ولسه .
شهد دموعها نزلت غصب عنها مش متحكمة فيهم وهزت راسها برفض يمكن تكون بتحلم فتفوق من الكابوس ده: انا اكيد في كابوس .
امير قعد مكانه تاني بسيجارته دموعها وجعته قوي لكن جملتها للاسف بترن جواه ( مش ده اللي احبه ) وزي ما هيا وجعته ودبحته هيوجعها وبدون ما يلتفت لها: بقولك ايه يا شاطرة طيري من قدامي وشوفي عايزة تعملي ايه ؟ لو حابة ادخلي البسي وانا اوديكي بيت ابوكي .. يالا ما تضيعيش وقتي .

شهد مكانها مصدومة ومش عارفة تتحرك او تتنفس بس بصاله ومش مصدقة ان ده نفس امير اللي كان بيحب فيها: انت بتحبني .. انت كنت بتتمنى قربي .
امير ضحك: بحبك ! وبتمنى قربك ! هبله انتي وصدقتي .. في فرق بين الحب وبين الاحضان .. مش معنى ان راجل عايز يقرب منك او يحضنك انه بيحبك .. انتي غبية ولا ايه ؟ مين جاب سيرة الحب ؟ انا قلتلك اني بحبك ؟ انا كل اللي قولتهولك عايز احضنك وانتي قلتيلي .. فاكرة قلتي ايه ؟ قولتي انا ملكك .. كلي حقك ماعدا العلاقة الزوجية .. انتي قدمتيلي نفسك هقولك لأ ؟ ما انكرش انتي برضه حلوة .

شهد غمضت عنيها ونفسها لو تقفل عقلها وودانها وما تسمعش اكتر من كده: بس اسكت .. ما تتكلمش زيادة .
امير رفع حواجبه باستغراب: انتي اللي بتسألي .. انجزي وقصري هتعملي ايه ؟ هتخشي تنامي ولا هتروحي عند ابوكي ولا ... اوعي تكوني عايزة تكملي وتجربي الباقي ! على فكرة معنديش مانع مش هقولك لأ .
شهد مش فاهمة: اكمل ايه واجرب ايه ؟
هيا حاسة نفسها غبية ومش قادرة تفهم او تستوعب أي حاجة من كلامه
امير شرحلها: انتي اديتيني كل حاجة ماعدا حاجة واحدة.. العلاقة .. عايزاها معنديش مانع ؟

شهد استحقرته واستحقرت ضعفها بالشكل ده و جريت من قدامه تعيط ودخلت اوضه النوم وقفلت على نفسها تعيط ومش عارفة ليه اقتنعت انه بيحبها ... هو وصلها لمرحلة انها صدقت انه بيحبها .. متخيلتش ابدا انه بيمثل .. لازم تمشي من هنا .. قامت وقفت ومسكت هدومها بس تراجعت هتقول لابوها ايه ؟ ولاخوها ؟ ولعيلتها؟ فشلت من اول لحظة ؟ كانت متخيلة ايه؟

انه هيسمع كلامها ويتحول من امير العاصي لامير التائب في لحظة ؟ ليه صدقت انه بيحبها ؟ كل الكلام كان قدامها وسمعت بودنها المحامي وهو بيقوله صلح امورك مع باباك .. ليه دفنت راسها في الرملة وفرحت بطلبه لايدها ؟ وازاي فهمت رغبته في قربه منها حب ؟ ازاي فسرت ده حب ؟ ليه ما سمعتش كلام اخوها لما نصحها وقالها بلاش حب لده ؟ اخوها كان شايفو على حقيقته وحذرها وهيا اللي استغبت ! مفيش حد غبي غيرها .. اتحدت أهلها ووقفت قصادهم يبقى لازم تكمل للاخر .. هيا اتجوزت امير لهدف وهتحاول توصله .. كانت بتضحك على نفسها وتقول انه تحدي وانها هتغيره يبقى تكمل بقى كلامها ده ! تركن قلبها وتكمل مهمتها اللي بدئتها
دخلت اتوضت ولبست اسدال صلاتها وقعدت تناجي ربها وتعيط وتشكيله همومها ..

امير بره سامع عياطها وهيتجنن .. عياطها عامل زي السكاكين اللي بتقطع فيه .. مش قادر يتحمل كسرتها وصدمتها فيه وجعه قوي وعمال يشتم في نفسه .. انت ليه غبي كده ؟ طيب كنت قضيت ليلتك معاها الأول ؟ ليه عملت كده ؟
لا لا مش شهد اللي هتقرب منها لمجرد المتعة ؟ مش شهد ابدا ؟ دي اكبر واعظم من كده
مش هيا دي اللي جرحتك وواخداك تحدي ومهمة ؟
ليه بقى ما تجرحهاش زي ما جرحتك ؟
لا هيا عايزاك تبقى افضل فيها ايه ؟ بتتمنالك الخير؟

اه زيها زي ابوك بيعدلوا عليك وخلاص .. أوامر وبس .. كل واحد بيبص لمصلحته ومحدش بيفكر فيك او في مشاعرك وبيهملوك .. ليه بتعمل حساب لمشاعرهم .. ليه مهتم بزعلها ما تتفلق ! هيا ما اهتمتش بمشاعرك وانكرت عليك حق الحب وقالتها صريحة مش انت اللي ممكن تحبه ؟ بتفكر في ايه تاني ؟ دي مجرد واحدة متدينة جدا وشيفاك عاصي جدا والجلالة اخدتها وهتعمل مصلحة اجتماعية وتحاول تاخد ثواب على قفاك انها تكون سبب لهدايتك
لا يا شهد مش هتكوني انتي السبب ابدا .. مش هتكوني انتي وده وعد ..

دخل يشوفها اتأخرت ليه وليه مخرجتش يوديها بيت أهلها .. فتح الباب وصعق من مظهرها ..
ساجدة وبتعيط وبتشتكيه لربنا او هو ده تفكيره
فضل كتير يبصلها .. كان ماله ومال العيلة دي ؟ هو مش قدهم ولا حملهم ؟
خرج بسرعة من عندها .. شكلها وسجودها زلزل كيانه من جواه وملى قلبه خوف .. هو ما يستاهلش واحدة زي شهد ابدا .. ما يستاهلهاش ..
ازاي بغباءها وافقت عليه ؟ ازاي ملاك زيها يوافق على فاجر زيه ؟ عقلها كان فين ؟متخيلة انها هتصلح سنين فساد ؟ هتداوي وجع عمر كامل ؟
غبية قوي شهد دي .. غبية.

علا مع عمرو في حضنه وبس وبتعيط زي العيل الصغير وهو مش عارف يعمل ايه ؟ كان متخيل شكل تاني لليلة دي ؟ مش عارف هو كان متخيل ايه بس مش كده اكيد ! مش عياط علا على كتفه !
عمرو بزهق: وبعدين معاكي ؟ هتفضلي تعيطي كده كتير .
علا بعياط: لو متضايق مني امشي .
عمرو حاول يبتسم: لا طبعا انا بس مش عايزك تعيطي .
علا مسحت دموعها: هسكت دلوقتي هسكت بس سيبني اطلع اللي جوايا وخليك جنبي .. ينفع تخليك جنبي ؟
عمرو ضمها وفضل ساكت: ينفع .
نامت على كتفه وهو شوية من تعبه نام هو كمان بعد ما الليلة كلها اتقضت عياط وبس .. تخيل انه هيعيش معاها ليلة وهم مش هتقعد تعيط وبس وبعدها تنام !

النهار طلع وامير فاق لقي نفسه مكانه على الكرسي وجسمه كله متكسر .. نام قد ايه ؟ مكملش حتى ساعة قام طلب فطار ودخل يصحيها تفطر
لقاها نايمة في الأرض على سجادتها فضل كتير واقف فوقها وقعد جنبها وشاف اثر الدموع على وشها ومد ايده يمسح وشها بس اتراجع وقام بعيد عنها تماما وخبط على الباب يصحيها فاتعدلت وبصت حواليها تفتكر هيا فين وشافته وافتكرت كل حاجة في لحظه وافتكرت عياطها طول الليل ورجعلها الالم والوجع من تاني وبصتله
امير بتكشيرة: طلبت فطار يالا انجزي .

سابها وخرج وشوية وهيا خرجت بكامل لبسها بصلها ومعلقش .. قعدت قصاده يفطروا في صمت وكل واحد بياكل بالعافية لان الاكل ما بيتبلعش ابدا
امير بصلها: ناوية على ايه ؟ انا عايز امشي من هنا .
شهد باستغراب او ببلاهة مش عارفة تتخطاها: تمشي تروح فين ؟
امير كشر: اروح .. مبحبش الفنادق .
شهد هزت دماغها: خلاص يالا .
امير بتكشيرة: ماشي يالا وانتي ؟ هتروحي فين ؟
شهد بصت للأرض: انا مقدرش ارجع بيت ابويا دلوقتي .. الناس هتفهم رجعتي غلط .
امير اتريق: بجد ؟ كنت فاكر ان المتدينين ما بيتفهموش غلط ؟

شهد بتريقة: ليه ما بنغلطش ؟
امير بسخرية منها: كنت فاكر لأ بس طلعت غلطان بدليل غباءك انتي .
شهد بابتسامة مصطنعة: اه عندك حق طلعت غبية .. بس انا ما بستسلمش بسهولة .
امير ضحك: وريني شطارتك .. بس بنصحك من دلوقتي لو فاكرة نفسك هتقدري تخليني احبك وتغيريني والحوار الفكسان ده ف انسي يا حلوة .
شهد باصرار: بالنسبالك انت حوار فكسان بالنسبالي انا هدف حياة .
امير قلبه دق: معقولة يكون هو وحبه هدف لحياتها ولا قصدها إصلاحه هدف حياتها ؟ تفرق كتير قوي يا شهد! بس لو يقدر يدخل عقلها ؟
اخدها وروح وهناك ابوه رحب بيهم جدا وهو سلم ببرود وطلع على اوضته وسابهم
عدلي بص لشهد وسألها باستغراب: هو ماله ؟ مالكم ؟ انتو زعلانين ؟
شهد ابتسمت: لا مش زعلانين ..

مشيت كام خطوه ووقفت: ليه أجبرت امير يتجوزني ؟
قررت تواجه عمها وتفهم منه بالظبط عمل كده ليه واتفقوا على ايه ولا امير بس بيقولها كده علشان يوجعها مش اكتر !
عدلي اتصدم: هو قالك ايه ؟
شهد ابتسامتها مستمرة: الحقيقة .. اتجوزني علشان الوصية .
عدلي سكت ومعرفش يقول ايه ؟
سكوت عدلي اثبت لشهد ان في فعلا اتفاق بينهم ودموعها لمعت وبصتله بوجع: للدرجة دي حضرتك اناني .. يعني علشان خاطر ابنك تدمر حياتي انا ! انا عملت لحضرتك ايه ؟ كنت بعتبرك زي بابا ويمكن اكتر .

عدلي قوي عليها بسرعة ومسكها من اكتفاها: وانا والله بحبك زي امير واكتر .
شهد حاولت تداري دموعها ووجعها: لو بتحبني مكنتش ترضالي الذل ده .
عدلي وجعه قوي عياطها ووجعه اكتر ان ابنه ما يقدرش الجوهرة اللي اتجوزها بصلها وأكد عليها: انتي هنا معززة مكرمة .. ذل ايه ؟ امير بيحبك ولو ما بيحبكيش مكنش اتجوزك ولا انا ولا الف مني كانوا يجبروه على الخطوة دي هو محتاجلك وعلشان كده بس اتجوزك .

شهد امل جواها انتعش بس مش عايزة تعيش في وهم تاني وتصحى منه مكسورة من تاني فبصت لعدلي برفض لكلامه: انت بتضحك عليا ولا على نفسك ؟
عدلي بحماس: هيتجوزك ليه ؟ علشان الوصية ؟ امير عمر الفلوس ما كانت اهتماماته عمرها .. امير تهمه حاجات تانية ولو لقاها هيبيع الدنيا باللي فيها بس للأسف انا فشلت اقدمهالو فيمكن انتي تقدري .
شهد بصتله بفقدان امل وعدم تصديق او رفض للأمل من تاني: انت فعلا بتضحك على نفسك .. لو انت حرمته من كل حاجة هيبقى في الشارع وده وضع مش هيستحمله واحد زيه وعلشان كده بس اتجوزني .

عدلي بصلها في عنيها وكلمها بكل ثقة: هو ضحك عليكي وقالك كده ؟ مين ده اللي يبقى في الشارع ؟ امير ؟
شهد بحزن: اه .. تقدر تقولي هيعمل ايه لو انت حرمته من فلوسك ؟ هيعيش منين ؟
عدلي هز دماغه برفض ووضحلها: امير خريج جامعة من اكبر الجامعات واللي ما تعرفيهوش انه اتعين في الجامعة دي كمعيد لانه كان متفوق جدا وممكن بسهولة في أي وقت يسافر ويكمل هناك واعتقد اني مش محتاج اقولك راتبه هيبقى ايه هناك ..
شهد بصتله وعنيها وسعت واتعلقت في كلامه: انت عايز تقول ايه ؟

عدلي بحب وتمني انها تصدقه: حاجة واحدة ان لو امير مكنش عايز يتجوزك مكنتش انا هجبره... امير محتاجلك حتى لو ما اعترفش بده .. اوعي تكوني مفكرة ان مهمتك هنا هتبقى سهلة وانك هتقدري توصلي لقلبه بسهولة ! اذا كان انا ابوه ومقدرتش فاكيد مهمتك مش هتكون سهلة ابدا ومحتاجة لحد قوي وانا عارف انك كده فاوعي تتخلي عنه او تفقدي الامل فيه .. امير بعد ما رفض ارتباطه بيكي هو اللي جالي من نفسه وقالي انه عايز يتجوزك وده لسبب بسيط قوي انه محتاجك في حياته ومحتاج لايمانك ولقيمك ومبادئك فما تبخليش عليه بيهم ..

شهد اخدت نفس طويل وامل جواها اتولد من جديد .. هتحاول وربنا اكيد هيقف معاها وهيديها القوة تكمل، طلعت فوق واترددت تدخل اوضته ولا تروح مكان تاني ! في الاخر فتحت الباب بعد ما خبطت ودخلت كان امير غير هدومه
امير بصلها بتريقة: هاه ؟ عطاكي الوصايا العشرة ؟ وازاي تفضلي جنبي وتحبيني وان انا مع الوقت هتغير ؟ قالك اني محتاجك حتى لو انا نفسي مش عارف ده ! بس ارجوكي اوعي تكوني صدقتيه !

شهد بصتله وسكتت وغمضت عنيها مش قادرة ومش عايزة تسمعه .. كل كلامه بيوجعها قوي وللاسف مش قادرة ترد عليه او تتكلم معاه ..
امير لاحظ وجعها ده واتمنى لو يروح يضمها ويقولها حقك على قلبي بس مقدرش .. في حاجز عالي قوي بينهم .. حاجز هو مش قادر يتخطاه .. حاجز بيوجعه هو اكتر ما بيوجعها هيا .. شهد للاسف ملهاش مكان في حياته ولازم يفوقها ويخليها ترجع لعقلها قبل ما تندم
امير بجدية: الراجل ده هيغرقك تماما لو فضلتي تمشي وري كلامه .. اسألي مجرب .. معندوش غير كلام ووعود فارغة وكدابة .
شهد بصتله بوجع: وانت ؟ وعودك ايه ؟

امير بصلها مباشرة: انا بصدق في وعودي وبوعدك انك عمرك ما هتكوني سبب في تغيري.. وعدتك بحاجة تانية وناسي ولا انتي اللي وعدتي نفسك بوعود فارغة ؟ انا مش فاكر اني وعدتك بحاجة وخليت بيها .
شهد اتنهدت وبصتله بتعب: نام يا امير نام الله لا يسيأك .
قعدت بعيد عنه وهو يدوب هينام تليفونه رن وهو وشهد بصوا لبعض
امير بص لتليفونه: ابوكي .
شهد: رد عليه .

امير رد وسلم وبعدها بص لشهد وعطاها التليفون وهيا اخدت كام نفس طويل وطلعتهم على مراحل وبتحاول تتماسك وتظهر طبيعية ورسمت ابتسامة وردت وهو استغرب منها
فضلت تكلمهم وتحاول تضحك بس هو نفسه ما اقنعتوش بضحكها وحس انها مخبية دموع ورى ضحكاتها دي فما بالك بامها وابوها ؟ ومش عارف ليه اتوجع قوي من محاولاتها دي ! بصلها كتير وندم انه جرحها كده ..
محسن بعد ما قفل مع بنته ابتسامته اختفت وبص لمراته بوجع: حسيتي بيها ؟

عايدة بزعل: طبعا في حاجة مضيقاها ومخلياها معيطة صوتها كانها بتحاول تمنع نفسها من العياط .
محسن بأسف ولوم لنفسه: حاجة ؟ وانتي مش عارفة الحاجة دي ايه ؟ اكيد سي امير .. تلاقيه نكد عليها .. انا مش عارف ازاي وافقتها ؟ انا هروحلها .
قام وقف عايز يروحلها بس مراته وقفته
: اقعد هنا واياك تدخل بينهم .. هيا اخدت قرارها وراحت بيت جوزها سيبها تمشي امورها زي ما يعجبها وما تدخلش الا اذا هيا طلبت مساعدتك .. هيا كانت عارفة هيا داخلة على ايه ؟

محسن قعد مكانه وبص لمراته بلوم: والله مفيش غيرك هيغرقها بتشجيعك ليها ده .
عايدة بثقة في ربنا وفي بنتها وفي احساسها هيا: بنتي قوية وهتقدر تعدي بمركبها لبر الأمان .. محسن احنا مربينها صح ما تخافش عليها .
محسن بعدم اقتناع: ربنا يسعدها ويقف جبنها ويقويها على ما ابتلاها .
عايدة ابتسمت: بكرة هتشوف امير ده هيعاملها ازاي وهتشوفها في قمة سعادتها معاه هتشوف .. انا عندي يقين بده .
محسن: يا رب .. يارب يخيب ظني .

طارق صحي الصبح مصدع والدنيا كلها بتخبط وترزع في دماغه بص حواليه بتوهان مش فاكر هو فين اصلا هو في اوضته كويس، بص جنبه ولقي واحدة جنبه مش عارف هيا مين فرفع شعرها من على وشها واتفاجىء اول ما لقاها دينا اتنفض من جنبها بسرعة مخضوض وباصصلها باستغراب ومش مصدق انها جنبه وشد غطا بسرعة حطه عليه
دينا صحيت مبتسمة: صباح الخير حبيبي ..
طارق مفزوع: انتي جيتي هنا ازاي ؟ ايه اللي حصل بينا؟
دينا ابتسمت: في ايه يا طارق مالك ؟

طارق زعق: دينا انا وانتي أصحاب انا عمري ما فكرت فيكي كده ؟
دينا اتعدلت بسرعة وشدت الغطا عليها هيا كمان: نعم بعد ايه ؟ انا سلمتك نفسي يا طارق ؟
طارق هز دماغه برفض وزعق بعلو صوته: سلمتي نفسك لواحد سكران مش ليا ؟ انا لا يمكن المسك .. انتي ازاي عملتي كده ؟ ازاي وافقتي اني المسك ! هاه ! انتي مجنونة ولا متخلفة ؟
دينا دموعها نزلت بسرعة وبصتله بخوف: يعني ايه ؟ انت هتتخلى عني ؟
طارق شتم في سره ومش عارف يعمل ايه في المصيبة دي ! وتخيل رد فعل ابوه لو عرف حاجة زي دي ! ده ممكن يطرده من البيت كله ! بصلها ومش عارف يقولها ايه وساكت
دينا بعياط وصوت مهزوز: طارق ! هتتخلى عني ؟

طارق بصلها بقلق: أتخلى ايه وزفت ايه ؟ ما تعيطيش بس .
قرب منها واخدها في حضنه وهو معندوش ادنى فكرة هيتصرف ازاي
دينا بعياط: اوعى يا طارق .
طارق بيحاول يطمنها: ما تخافيش .. بس للأسف انا مش فاكر أي حاجة .. عملنا ايه امبارح بقى انا وانتي .
دينا مسحت دموعها: كنت طارق مختلف .. انا بحبك يا طارق وده السبب الوحيد اللي خلاني اسلم نفسي ليك .
استغباها طارق لان ده مش سبب ابدا ان واحدة تسلم نفسها لواحد .. ده غباء مش اكتر، بس بما انه لمسها وهو مش فاكر فلازم يفتكر، يعني مش هيلبس مصيبة على حاجة مش فاكراها .. بصلها وشال شعرها من على وشها ورسم ابتسامة: طيب ما توريني عملنا ايه امبارح .. حبيبك مش فاكر فكريه .. وريه ازاي بتحبيه !
ولان دينا غبية وبتفكر بعاطفتها بس استسلمت لاحضانه من تاني ..

علا صحيت لقت نفسها في حضن عمرو فقامت بسرعة من جنبه مستغبية نفسها ! ازاي عمرو معاها ! وليه هو هنا في اوضتها !
عمرو صحي اتفزع وقام مخضوض على خضتها وبصلها: في ايه مالك ؟
علا بخضة: مفيش .. بعد اذنك .
دخلت الحمام وقفلت على نفسها، ازاي وافقت ان عمرو يجي معاها البيت ! هيا للدرجة دي رخيصة كده .. اي واحد والسلام ! امير وبعدها شاكر وبعدها عمرو ! هو كل ما واحد يرفضها هتروح ترمي نفسها لحضن واحد غيرو ! ده ايه قلة الكرامة دي ! ليه هيا بالاخلاق دي ! ليه مش زي شهد اللي قالتلها انا ملكة وهكون ملك لراجل واحد بس ! عيطت و
وافتكرت كلام شاكر في دماغها .. هو ليه مختلف كده ؟ افتكرت كلام امير عنهم وبيقول ان ليهم هيبة مش عارف مصدرها هو ده بقى قصده ؟

هيا مش عارفة ليه حاسة ان شاكر مختلف ؟ وليه بتفكر في شاكر مش في امير ؟ ولما هيا بتفكر في شاكر وامير ايه اللي جاب عمرو بره ! غبية ! غبية انتي يا علا وفي قمة الغباء كمان ..
لبست وخرجت كان عمرو مستنيها
عمرو بصلها: رايحة فين ؟
علا بصرامة وتكشيرة: اعتقد ان ده شيء ما يخصكش .. شوف يا عمرو انا متشكرة لوقفتك جنبي ليلة امبارح بس انا وانت ... مش راكبين .. انت اخ او صديق لكن حبيب ! ما اعتقدش .

سابته وخرجت وهو وراها زعق: امال امير اللي ينفع؟ ماهو رماكي اهو وبص لغيرك ؟ شايفة فيه ايه؟
علا بصتله بعنف وتحذير: عمرو انا ما اسمحلكش .
عمرو زعق: تسمحي ولا ما تسمحيش .. عمالة ترمي نفسك عليه وهو مش معبرك وجاية معايا انا وتتقلي ؟ ليه علشان بحبك ؟
علا هزت دماغها برفض ومش قادرة تسمع كلمة زيادة منه: انا مطلبتش حبك ده .
عمرو بوجع: وهو مطلبش حبك برضه .

علا بصتله وحست بوجعه لكن هيا كمان موجوعة: طيب يبقى بترمي نفسك عليا ليه طالما بتلومني على حبي لامير ؟ بدال ما تنصحني انصح نفسك .
جيهان جت على صوتهم العالي وبصتلهم الاتنين قصاد بعض: في ايه هنا ؟ خير يا عمرو!
عمرو بصلها وحاول يبتسم: خير .. بعد اذنكم .
سابهم ومشي بسرعة بدون ما ينطق حرف زيادة ..
جيهان بصت لبنتها بقرف: ده ؟ من امير لده ؟
علا بوجع: ارجوكي .

جيهان زعقت: ارجوكي انتي انظفي ونقي صح مش أي بديل والسلام .
علا بصت لأمها بصدمة: بديل ؟ انا معملتش حاجة غلط .
جيهان ضحكت بصوت عالي: اه صح ؟ امال كان بايت في اوضتك بيعمل ايه للصبح ؟
علا بدهشة: يعني انتي كنتي عارفة وساكتة ؟
جيهان كشرت وسيباها وماشية هيا معندهاش وقت للعب العيال ده: انتي مش صغيرة .
علا مصدومة من موقف امها ورد فعلها: انتي عارفة وساكتة .. انتي مش طبيعية على العموم مفيش حاجة حصلت بينا انا بس كنت مخنوقة وهو جابني وفضل جنبي بعد اذنك .

عمرو خرج من عندها مخنوق وعايز يعيط .. من سنين وهو بيحبها بصمت وبيراقبها بتتنقل من واحد للثاني وعمر ما جاتله الجرأة يوقفها ويكلمها ودلوقتي يوم ما يروح ويقضي معاها ليلة كاملة في بيتها تقضيها عياط على كتفه ! وتصحى تطرده من عندها ! ليه عمرها ما حست بيه وبحبه ! ليه هو مش عارف يتخطى حبها ده ! ياما اتوجع من قربها من امير وكل محاولاتها انها تلفت انتباهه كان نفسه لو مرة يقولها انا اهو ! شوفيني انا بحبك ! بس للاسف كان اجبن من انه ينطق او يتكلم ودي النتيجة انها عمرها ما شافته للاسف ..

علا سابت مامتها وجريت ومش عارفة تروح فين ؟ عيطت كتير وهيا سايقة عربيتها وحست نفسها تايهة وفجأة افتكرت امير وهو بيقول انه اتأخر علشان اضطر يوصل شاكر صيدليته الاول قبل ما يروحلهم .. وافتكرت عنوان الصيدلية لما قاله لطارق اللي سأله فين الصيدلية وشكلها ايه وكبيرة ولا صغيرة
ساقت لحد المكان اللي وصفه امير ودورت ولقت الصيدلية فدخلتها منهارة من العياط وهو مستغرب مالها وفيها ايه وبيتكلم وهيا ما بتردش بس بتعيط .. دخلها المعمل جوه وهيا رمت نفسها على صدره تعيط وهو واقف جامد ايديه جنبه وهيا بتعيط وبس .. مقدرش يسمحلها تكون في حضنه فبعدها عنه براحة وحاولت هيا ترجع تاني لحضنه بس ايديه منعتها ونظرة عنيه اكدتلها انه مش هيسمح بده وبكل هدوء اتكلم: اهدي بقى .. نتكلم .. مالك ؟ وكل ده من ايه ؟ايه اللي فجرك كده ؟
علا بعياط مش عارفة توقف نفسها: مش عارفة .. انا تايهة .. مش لاقية نفسي .. مش عارفة هدف لحياتي .. مخنوقة وكارهة الدنيا كلها وكارهة نفسي .. انا بكره كل حاجة .. ساكت ليه أتكلم انت كمان ..

شاكر اخد نفس طويل وبصلها وكأن كل كلامها ده مش غريب عليه ابدا: في جملة واحدة هقولهالك ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا )
علا مسحت دموعها وبصتله بعدم فهم: يعني ايه مش فاهمة ؟
شاكر سحب كرسي وقعدها قصاده وبدأ يشرحلها براحة: يعني اللي انتي فيه ده طبيعي .. وطبيعة أي حد بعيد عن ربنا .. تايهة ومش لاقية نفسك ولا لاقية هدف لانك اهملتي الهدف الأساسي من حياتك .
علا بحيرة: اللي هو ايه ؟

شاكر ابتسم: العباده والذكر (" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " ) يعني ربنا خلقنا علشان نعبده فاللي بيعبده بيكرمه واللي بيسيب عبادته بيهينه ويخليه يتخبط مش فاهم رايح فين ولا جاي منين .. عيدي ترتيب اولوياتك وانتي هترتاحي .. ما شبعتيش ؟ سهر وسكر وعري ونظرات رجالة بينهشوكي ! عملتي كل شيء ناقصك ايه تاني ؟ ما تجربي الطريق التاني مش يمكن ترتاحي ؟
علا وقفت رافضة لكلامه: انا مش نقصاك انت كمان .

جت تمشي بس هو وقفها ونبرة صوته خلتها توقف: علا .. يا ريت تسمعي كلامي وخلي بالك من نقطة مهمة .. اللي بيحبك صح هيخاف عليكي .. انا نصحتك لوجه الله حافظي على نفسك واهتمي بيها ...
مشيت من عنده بدون ما تنطق متلخبطة اكتر، موجوعة اكتر، ليه عمر ما حد قالها الكلام ده قبل كده ! محدش قبل كده قالها حرام وحلال ! امها ما تعرفش اصلا ربنا وابوها سابها من زمان وسافر ونادرا ما بيرجع ! وفجأة تخيلت شهد وابوها وامها واخوها حواليها .. ملكة بأهلها .. وحست قد ايه هيا فقيرة جدا قصاد واحدة زي شهد ..
في بيت عمرو
عالية اخته ومعاها بنت عمها فاطمة او بطه زي ما بيسموها قاعدين
بطه بحرج: الا قوليلي هو عمرو فين بقاله فتره مش ظاهر ؟

عاليه هزرت: حبيب القلب .
ضربتها: اخرسي ابن عمي وبسأل عليه بلاش الافكار الدنيئة بتاعتك دي، عادي يعني .
عاليه ضحكت على بنت عمها: بهزر يا بت .. المهم تلاقيه مع شلته الحمضانة ما بيفارقهمش ابدا .
بطه بحزن وأسف: واخرتها ايه ؟ مش بيفكر يشتغل ؟

عاليه مصمصت شفايفها بزعل وحزن على حال اخوها: يااختي ولا في دماغه .. كل اللي في دماغه يقع على كنز مثلا ويبقى مليونير زي شلته الفاشلة .
بطه فكرت شوية: طيب ما يشتغل وهو هيبقى .. هو ليه عامل في نفسه كده ..
عاليه: ده بابا ريقه نشف معاه حتى جابلو شغل في الشركة عنده بس عمرو رفضه وكانت خناقة كبيرة يومها .
هنا الباب اتفتح واترزع بره وعاليه ابتسمت وبصت لبنت عمها: الرزعة دي بتاعت عمرو ..

بطه ابتسمت وبقت مش على بعضها وعالية لاحظت فنادت على اخوها
عمرو سمعها وفتح باب اوضتها: عايزة ايه يا زفته .. بطوط ازيك يا قمر اخبارك وعاش من شافك .
بطه بكسوف: انت اللي مختفي يا ابن عمي محدش بيشوفك ومش عارفة ليه الدنيا وخداك كده ؟
عمرو ابتسم: اهو مشاغل .. انتي اخبارك ايه. والله وكبرتي .. كبرتي كده امتى ؟ انا بقالي قد ايه ما شفتكيش ؟
بطه بعتاب: انا عارفالك بقى .. المهم اشتغلت ولا ؟
عمرو كشر وهرب من سؤالها اللي مش على مزاجه اصلا: اسيبكم انا بقى .

بطه بسرعة: استنى .
وقف وبصلها باستغراب: ايه ؟ خير !
معرفتش تقوله ايه او توقفه بإيه ؟ تقوله استنى ملحقتش اشبع منك !
عمرو زعق بهزار: ايه يا بت ! قصري عايز انام .
بطه بتفكر بسرعة: انا اتعينت في مدرسة اللغات اللي في الشارع الرئيسي بره
عمرو ابتسم: طيب برافو عليكي كويس .. مبروك يا قمر .

سابهم وخرج وهيا قعدت محبطة
عاليه صعب عليها فحاولت تطمنها: معلش بكرة يتصلح حاله .
بطه بحزن: امين المهم انا هروح بقى .. عمك قالي مااتأخرش سلام .
اخر النهار امير خرج وراح لاصحابه اللي متجمعين وشهد قعدت مكانها تعيط وبصت لدبلتها اللي لمعت في ايدها وافتكرت انه كتب عليها فقلعتها تقرأ مكتوب عليها ايه
"Always

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة