قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق مهدور للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع عشر

رواية عشق مهدور للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع عشر

رواية عشق مهدور للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع عشر

بعد مرور أسبوع
بأحد المشافى الحكوميه
بعد إنتهاء وقت دوامها، أثناء خروج سهيله من المشفى، كان هنالك صدفه جمعت بلقائها بذالك الذي يبتسم وهو يقترب منها، بادلته البسمه وتحدثت هي أولا بمزح: خير يا دكتور بيجاد، يا ترا أيه سر زيارتك الكريمه للمستشفى المتواضعه.

تبسم وهو يقف أمامها قائلا: والله مش زيارة كريمه، دى زيارة عمل، الطب النفسي بقى متشعب جدا، تم إستدعاء طبيب نفسى للكشف على شخص متهم في قضية شيكات بدون رصيد واضح إن أهله هما اللى قدموا الشكوى دى للنيابه والنيابه أمرت بإنتداب طبيب نفسى للكشف على قدرته العقليه، وبما إنى تقريبا الدكتور النفسى الوحيد في كفر الشيخ تم إستدعائى لإجراء الكشف ده هنا بالمستشفى دى لآن اللى وصلنى إن المتهم كان خبط دماغه في الحيطه وإتعور جرح كبير، وإحتاج لمستشفى للعلاج وجابوه هنا، أهو الكشف عليه هنا أفضل من مستوصف السجن.

السجن
تلك الكلمه التي كرهتها كثيرا شعرت بوخز قوى في قلبها للحظه عاد أمامها تلك الأشهر التي قضتها بالسجن، كانت تشعر بإنعدام آدميتها
عقوبه قضتها بلا ذنب فحرت بداخلها أثر غائر لم يرمم رغم مضي سنوات.
لاحظ بيجاد إختفاء بسمة سهيله تنحنح سألا: إنت خلصت نبطشيتك ولا أيه؟
حاولت التغاضي عن تلك الذكرى المقيته وأومأت برأسها قائله: أيوه وكنت راجعه البيت ارتاح شويه قبل ميعاد العياده.

تبسم قائلا: العياده الشامله بتاعتك، أطفال وتخاطب غير علاج نفسي.

تبسمت قائله: التخصص الأساسى بتاع هو أطفال، تخاطب وعلاج نفسى دول إكتسبتهم بسبب رسالة الماجستيروالدكتوراه، كمان إحنا في كفر الشيخ وهنا مش معترفين بالعلاج النفسي من أساسه، آخرهم يفضفضوا بكلمتين لبعض وينسوا اللى كان مضايقهم، هما فاكرين إن اللى يروح لدكتور نفسي مجنون رسمي، بس بقى في أطفال كتير محتاجين للتخاطب، لأسباب مختلفه، زى تأخر الكلام عند الأطفال، كمان في أطفال لسانهم تقيل، غير أطفال التوحد الملايكه اللى ربنا بيحبهم بزياده.

للحظه شعر بغصه وهو يتذكر طفلته الصغيره التي من ذوى الهمم تلك البريئه الرقيقه التي تكبرت عليها والداتها وتركتها له هو من يهتم بها مع والدته التي تعتني بها بغيابه.
شعرت سهيله بندم حين رات تبدل ملامح بيجاد هي أخطأت بالتأكيد هي لديها علم بحالة طفلته ربما ما كان عليها ذكر هذا، لكن حاولت التلطيف قائله: قولى بقى المريض اللى جاي تكشف على قدرته العقليه، هتعرف إزاى إنه مش مدعي السفه.

تبسم غصبا يقول بغرور: عيب أنا صحيح دكتور مجانين بس المجنون أكتر شخص يعرف يوصل الحقيقه وقت اللزوم.
بأحد البنوك الإستثماريه
بغرفة المدير.

جلست شهيره بآناقتها تضع ساق فوق أخرى، يبتسم لها ذالك المدير بأعجاب ملحوظ، كذالك ترحيب مميز لها، فهى من أفضل عملاء البنك، تحدثا سويا لبعض الوقت حتى قام بإستدعاء أحد الموظفين بالبنك، في ظرف دقيقه كانا يسمعان طرقا على باب المكتب قبل أن يدلف الى الغرفه، تبسم المدير قائلا: أهلا يا عادل.

خد المفتاح ده وعاوزك ترافق مدام شهيره تبقى تحت أمرها هي ليها خزنه خاصه هنا في البنك والمفتاح اللى معاك المفتاح الخاص بالبنك.
نظر عادل الى تلك الجالسه بغرور، للحظه تذكر أنه رأها سابقا لكن تاه أين ومتي، لكن تبسم لها قائلا: إتفضلي معايا يا مدام.

نهضت شهيره بآناقه كذالك مدير البنك وقف لها تقديرا يقول: بالنسبه للامر الآنسه يارا بصفتها خلاص تمت السن القانونى هستني أسعد باشا ينورنا هنا عشان نكمل تعاملات إستلامها هي التصرف في حسابها دون الرجوع ل أسعد باشا بصفته كان هو الولي عليها.
اومأت رأسها ببسمه مزيفه تجيدها.

ذهبت مع عادل الذي يسير بجوارها يتذكر أين ومتي إلتقى بها، وصلا الى تلك الغرفه الخاصه بالبنك والتي تحتوى على خزائن خاصه بالعملاء، سأل عادل: الخزنه الخاصه بحضرتك رقمها كام.

أخرجت من حقيبتها مفتاح واحد معلق بميداليه على شكل قلب ذهب باوسطه قطعة ماسيه سوداء وأعطتها له وأخبرته رقم الخزنه الخاصه بها، أخذهم منها وذهب نحو تلك الخزنه، وضع بها المفتاح الخاص بالبنك، كذالك المفتاح الخاص بها وقام بفتح الخزنه وجذب صندوق متوسط الحجم منها وعاد به لها وضعه على منضده بالغرفه، قائلا: إتفضلى يا مدام.
أومأت له فقط، ظل لدقيقه واقفا، إستغربت وقوفه قائله: شكرا.

شعر بحرج قائلا: تمام حضرتك أنا واقف قدام باب الاوضه لما تخلصى تقدري تناديني أجى أرجع الصندوق في الحزنه مره تانيه.

أومأت له وهو يتوجه نحو باب الغرفه تتبعه بعينيها الى أن خرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب، أخرجت مفتاح آخر من حقيبها ووضعتها بمكان مخصص بالصندوق وكتبت شفره خاصه بها قامت بفتح الصندوق، تفحصت تلك المصوغات الصغيرة الحجم لكن باهظة الثمن، كذالك تلك العقود والمستندات، ثم فتحت حقيبتها وأخرجت علبه مخمليه صغيره وقامت بفتحها أخرجت منها قطعة قماش حريريه معقوده فتحتها ثم لمعت عينيها وهي تنظر الى تلك القطع الماسيه بإنتشاء، تبسمت ويديها تتلمس تلك القطع الغاليه، قامت بوضعها بالصندوق الصغير بداخل الصندوق الآخر، ثم أغلقته بالمفتاح وبتلك الشفره الخاصه به ذهبت الى باب الغرفه فتحته وتبسمت لذالك الواقف على جانب الباب، تبسم لها قائلا: حضرتك خلصت؟

اومأت برأسها، دلف عادل وحمل الصندوق منها وأعاده الى الخزنه وقام بإغلاقها بالمفتاحين وسلتهم توجه لها بالمفتاح الخاص بها، تبسمت وهي تخرج من الغرفه تسير الى جواره سألته بفضول: إنت جديد بتشتغل هنا في البنك من أمتى.
رد عليها: فعلا أنا هنا من كم يوم، لسه مش متعين رسمى، تحت الإختبار.
نظرت له بتمعن قائله: شكلك مش خريج جديد.

رد عليها: فعلا، أنا كنت بشتغل في بنك حكومي، وإتعرض عليا الشغل هنا من فتره وطبعا فرق المرتب خلانى أوافق.
تبسمت له قائله: يعنى عندك خبره سابقه، تمام، ياريت توصل شكرى لمدير البنك.
تبسم لها وهي تتركه وتذهب نحو باب الخروج من البنك، وهو يتتبعها بعينيه، لكن فجأه تذكر أين إلتقى بها سابقا، ذهل عقله سألا: إزاي قدرت أنساها، انا لازم أعرف هي مين بالظبط.
بعد الظهر
بمنزل أيمن.

وضعت سحر آخر طبق للطعام ثم كادت تجلس لكن سمعت صوت فتح باب المنزل، سأل رحيم: مين اللى حماته بتحبه وجاي عالغدا ده، يارب تكون تيتا آسميه.
لكن خاب توقعه حين سمعوا صوت هويدا، ردت عليها سحر: تعالى يا هويدا إحنا بنتغدا.
دلفت هويدا الى الغرفه وهي تبتسم برياء، بينما تبسمت لها سهيله بقبول قائله: حماتك بتحبك جايه عالغدا.
تهكم رحيم هامسا: معتقدش إنها بتحبها دى مسألة حظوظ مش أكتر أو يمكن ظابطه وقتها عالغدا.

سمعه أيمن الجالس جواره نظر له بلوم، صمت رحيم، بينما شكت هويدا بهمس رحيم، أنه يتهكم عليها، نظرت الى تلك الجروح الظاهره بوجهه وقالت بقصد: مين اللى ضربك وشلفط وشك كده.
نظر لها رحيم بسخط قائلا: محدش ضربني، ده أثار ماتش كان بيني وبين زميل ليا في بطولة الشرطه للكارتيه، والحمد لله أنا اللى فوزت فيها بالمركز الأول.
تهكمت هويدا وهي تجلس أرضا خلف المنضده قائله بإستهزاء: حتى لو كنت الأول كفايه أنه علم عليك.

شعر رحيم بالضيق منها وقال: أنا كمان علمت عليه، ويكفيني إن أنا بطل المركز الاول.
كادت هويدا ان تتهكم لكن قربت سحر طبق الطعام من هويدا قائله!
كل زمانك جعانه، أنا طابخه بطاطس بالفراخ في الفرن زى ما بتحبيها.
تهكم رحيم فهى لم تحتاج الى عزومه، لكن نظر الى ذالك الصغير الذي يجلس على ساق سهيله تطعمه وهي تأكل القليل، شعر بآسف، وقال: أدى حسام لمامته تأكله عشان تعرفى تاكلى يا سهيله.

نظرت سهيله الى حسام الذي تشبث بها، وتبسمت قائله: أنا باكل وانا بأكله كل إنت وإتغذى عشان تبقى أقوي، والماتش الجاي تهزم المنافس لك بدون أى علامات.
تبسم لها بود، بينما شعرت هويدا ببغض، هو رد على سهيله برحابه عكسها، بينما تبسم أيمن ونظر الى هويدا سألا: أمال فين عادل بقالى كام يوم مش بشوفه.
ردت هويدا: عادل جاله فرصه يشتغل في بنك إستثماري في القاهره، وقال أجرب لو الفرصه ظبطت معاه هيكمل شغل في البنك ده.

تبسمت سحر قائله: ربنا يسهل له ويرزقه.
بعد قليل إنتهوا من تناول الطعام، حمل أيمن حسام على ساقيه، بينما سهيله نهضت تضب بقايا الطعام مع سحر وهويدا إدعت الإنشغال في الرد على مهاتفة عادل الوهميه، بعد قليل عادت سهيله تحمل صنيه عليها أكواب من مشروب دافئ، في نفس الوقت صدح رنين هاتف أيمن، تبسم قائلا: ده طاهر.
إبتسم رحيم قائلا: رد عالندل ده يا بابا.
ضحكت سهيله وقالت: ندل ليه، إنت اللى مش بترد على إتصاله عليك.

فتح أيمن الهاتف وقام بتشغيل مكبر الصوت، لتبقى مكالمه جماعيه تشارك فيها الجميع بحب ومزح لكن هويدا شعرت بالبغض إتجاه سهيله وعى ترا دلالهم لها وتقبلهم لمزحها معهم برحابه عكس ما تشعر به منهم معها، حتى قبول رحيم لسخريه وتهكم طاهر المرح عليه، الى أن إنتهت المكالمه، بعد عدة طلبات من رحيم يطلبها من طاهر وأهمها هاتف بماركه خاصه، تبسما كل من سحر وأيمن الذي شعر بالغبطه من هذا التآلف بين أبناؤه عدا هويدا دعا لها من قلبه أن تزول تلك الغشاوه عن قلبها، كذالك شعر بالإمتنان، معترفا لولا طاهر وسفره الى الإمارات ربما ما كان تحقق أمل رحيم بدخول كلية الشرطه وتحمل تكاليف دراسته عنه.

أمام أحد المحاكم.

خرج من مبني المحكمه الى الفضاء الذي أمامها كان هنالك عدسات تقوم بالتصوير منها ما يريد منه فقط إشاره من يده، المحامى البارع الذي لمع بأشهر القضايا، ها هي قضيه أخرى يربحها ويزداد سطوة وشهره بين أمهر المحامين، قضيه كانت معقدة للقضاء نفسه، ببساطه ربحها، لم يهتم لتلك عدسات تلك الكاميرات، بقدر ما إهتم بتلك الرسائل المرسله لهاتفه، تغيرت ملامحه، خفتت تلك البسمه الطفيفه الذي كان يرسمها على وجهه، توجه مباشرة الى سيارته الأنيقه، ترجل له السائق وفتح له الباب الخلفى أغلقه، توجه الى باب مقعد القياده.

صعد إلى السياره وأغلق بابها متجاهلا تلك الضجه الفارغه بالنسبه له فهنالك الأهم، بل أهم من الأهم، نظر الى تلك الصور على شاشة هاتفه شعر كآن هنالك نصل مغروس بقلبه، إنطلق بالسيارة سريعا، لم يلاحظ أن من تلك العدسات التي تتابع نجاحه، هنالك هنالك عدسة كاميرا خاصه تترصده بإستمرار أينما ذهب، تتمنى له السوء، لكن الآن لسوء الحظ تاه منهم وسط ذلك الزحام.
ب مكان خاص
تعصب عليهم وسبهم بغضب قائلا: أغبياء...

يعني أيه تاه منكم في الزحمه ومعرفتوش تتعقبوه زى العادة، ممكن يكون حس إن في حد بيراقبه.
رد أحدهم وهو يشعر بخزي: لاء يا باشا مستحيل يكون حس بينا، يا باشا كان تجمع وزحمه قدام المحكمه، منتبهناش إنه غادر في العربيه لوحده، السواق بتاعه كان واقف بعد ما هو مشى بالعرببه.
زفر نفسه بغضب قائلا: كانت هتبقى فرصه مناسبه إنكم تصتادوه وهو لوحده، أنا مش عارف إزاي آصف رغم نجاحه ده كله ومش لاقين له نقطة ضعف.

فسر الآخر: حضرتك واضح إن في جفاء بينه وبين والده، كمان بقية أخواتك مش شققه واضح إنه مش مهتم بأمرهم مفيش غير أخوه وده مالوش غير في الطيران، والست والدته ملتزمه الشقه اللى هو ساكن فيها مش بتخرج منها غير نادر ولو خرجت بيبقى للدكتور.
تسأل الآخر: بستغرب محامى مشهور كده ومالوش أى ميول خاصه، مثلا الستات.

رد الآخر: لاء حضرتك ده منظبط جدا، حتى نادر لما بيشارك في حفلات خاصه، مركز في شغل المحاماه، رغم إن في ستات كتير حواليه، بس هو واضح إنه مش مهتم بيهم، مجرد شغل فقط.
إستغرب الآخر سألا: والسبب أيه سبق وعرفت إنه كان متجوز وإنفصل.
رد الآخر: فعلا يا باشا بس جوازه مكملش أسبوع وإنفصل عنها من وقتها مفيش ست تانيه دخلت حياته.
سأله: مش قادر أفسر شخصية آصف.

وأيه سبب إنه ينفصل بعد الفتره الصغيره دى وإزاى بعدها مرطبتش تانى، مفيش أى ست عجباه.
رد عليه بإيحاء وتشكيك: الله اعلم يا باشا، ربنا حليم ستار هو أدري بنفسه، يمكن...
ذهل الآخر قائلا: يمكن أيه، بقى بالحجم ده وهيكون ضعيف مع الستات.
تبسم الآخر قائلا: عادى يا باشا ما هو مفيش تفسير تانى، غير لو مكنش له في الستات وكيفه في حته تانيه.
فهم الآخر ذلك ولمعت عينيه وقال: وماله نعرف كيفه أيه.

أخرج هاتفه من جيبه وقام بإتصال، وإنتظر الرد حتى أتاه قائلا: من زمان متصلتش عليا وكنت ناسيني إيه اللى فكرك بيا.
تبسم قائلا: مهمه خاصه مينفعش فيها غير
مي المنصور.
مساء
بالمقر الإدارة الخاص ب شهيرة
كانت جالسه خلف مكتبها شارده.

بذالك الموظف التي إلتقته بالبنك صباح دون سبب شغل عقلها، بنفس الوقت دخل عليها رامز وجلس على مقعد أمامها قائلا بإنهاك: البنات المره دى غلبونى أوي في التدريب مش عارف هنفضل لحد إمتى ندربهم وأول ما يلاقوا فرصه تانيه يسبونا وينكروا المعروف اللى بنعمله معاهم وإحنا بنلمعهم قدام الجمهور، بعد كده هطلب من المحامي يجهز لينا عقود إحتكاريه لهم.

لم ترد شهيرة عليه، إستغرب شرودها وقام بالطرق بآنامله على سطح المكتب، إنتبهت شهيره سأله: كنت بتقول أيه؟
إستهزأ رامز قائلا: مالك من وقت ما رجعت من البنك وإنت كل ما أكلمك سرحانه وشارده، أيه مدير البنك سخف عليك.

ردت شهيره: لاء، بس كنت سرحانه في الدي ليه اللى هنظمه الفتره الجايه، المصمم عامل فيها عالمي وعاوز شغل بروفيشنال من ناحية العارضات كمان المؤثرات الخاصه بالعرض، كمان عرض عليا إنى انا اللى أعرض فستان ختام الدي ليه وإنت عارف أسعد رافض الموضوع ده.
تنهد رامز قائلا: ده مجرد فستان وكمان هيبقى دعايه قوية للعرض وللمجموعه، أعتقد لو مارستي شوية دلال على أسعد سهل يوافق، بالذات إنى شوفت فستان الختام مش مكشوف.

زفرت نفسها وقالت: هو فعلا مش مكشوف، بس فستان زفاف.
تهكم رامز قائلا: فرصه كويسه أهو هاتي أسعد ويظهر معاك عالبيست وتتصوروا عريس وعروسه، أهو تجددوا جوازكم مره تانيه.
نظرت له شهيره بحنق قائله: واضح إنك بتهزر، عالعموم أنا كنت ناويه أعتذر للمصمم، كمان نسيت ماشيه عارضات الازياء.

تهكم رامز: بسيطه أدربك عليها بسهوله وهتلاقى نفسك إفتكرتيها، بس مش عارف ليه عندي شك إن مش ده السبب في سرحانك، عالعموم أنا قايم أكمل تمرين وتدريب للعارضات، بس عاوزك تكلمي المحامي يعمل لينا عقود تلزم البنات دى يستمروا معانا لفترة أطول غصب عنهم مش اللى تلاقى نفسها إتشهرت وبقى عليها طلب تصوير إعلانات أو كليبات مع مطربين يتكبروا ويشوفوا نفسهم علينا.

تنهدت شهيره بضجر: فعلا كلامك صح، وهشوف الموضوع ده مع المحامي.
نهض رامز وتوجه الى باب المكتب بينما زفرت شهيره نفسها تشعر بملل من العمل لأول مره منذ سنوات، هنالك شئ مشترك بين موظف البنك وأول حب شعرت به وجنت من خلفه الخذلان، ربما نفس لمعان العيون والنبره الناعمه.
ألمانيا.

إنتهت روميساء من إرتداء ذلك الفستان الذي آتى به والداها تشعر أنه غريب عليها، وضعت نظارتها مالعاده وخرجت من الغرفه الخاصه بها نظر لها والدها بإعجاب قائلا: ملكه بس مش عارف لزمتها أيه النضاره إلبسى لانسيز أفضل.
عدلت روميساء النظاره قائله: دى بقى مستحيل يا بابا، كفايه الفستان أنا مش عارفه همشى فيه إزاي، غير كمان كنت بفكر أعتذر عن الحفله.

نظر لها والدها قائلا: وتعتذرى ليه، دى حفله عاديه مجرد توقيع بروتوكول تعاون بين الشركه اللى إنت بتشتغلى فيها وبين الطيران المصري، فرصه أهى مجامله منك للشركه، وكمان ترفهي عن نفسك شويه طول الوقت بتشتغلى، إفصلى شويه.
زفرت روميساء نفسها قائله: تمام يا بابا، بس انا مش هطول في الحفله، ساعه بالكتيى هثبت وجود، وبعدها هرجع على هنا، نكمل السهره مع بعض.

تبسم لها بموده وهي تغادر الشقه، بداخله أمنيه يود أن تتحقق، هو سابقا لم يكن يهتم بحضورها أى حفلات، لكن هذا الحفل مختلف، لديه شعور غريب ودافئ، يتمني أن تجد بهذا الحفل شاب عربيا يعود بها الى جذورها وهويتها العربيه.

: ليست أول مره يحضر مثل هذه الحفلات الخاصه بالسفارات المصريه بأنحاء العالم، لكن لسوء الطقس تأخر في الحضور، كذالك لديه خلفيه عن ألمانيا هي بلد تقدس العمل، خالية المشاعر، كل ما تعترف به هو التروس الحديديه فقط، لكن لا مانع من قضاء وقت لطيف، قبل العودة الى مصر، تآنق بزي بسيط مجرد بذه رسميه دون رابطة عنق حتى لا يشعر بالإختناق...
بسفارة مصر ب ألمانيا.

ترجلت من السياره التي كانت تقلها الى السفاره، سارت قليلا، لكن
بسبب ذلك الرداء الضيق التي ترتديه لأول مره بحياتها سابقا كانت ترتدى أزياء عمليه سهلة الحركه، لكن بسبب هذا الحفل إرتدت زى مناسب، لكن لم تستطيع التنازل عن نظارتها الطبيه، فهى تشعر بها كآنها أصبحت جزء من وجهها، كذالك ذلك الحذاء ذو الكعب العالى.

أثناء سيرها كانت تتهادى خوف أن تنزلق قدميها، ها هو ما حسبته حدث كادت أن تنزلق قدميها بالكاد بعد أن صعدت درجات ذلك السلم الصغير وتركت يدها سياج السلم التي كانت تتمسك به، لكن بتلقائيه منها وضعت إحد يديها على معصم ذلك الشخص الذي قابلها فجأة
بالفعل إحتوى خصرها بإحدى يديه، نظر لوجهها شعر بإنبهار قائلا بالعربي: يا صلاة النبي، سبحان من خلقك، هو في عيون حلوة أوى كده، يا حلاوة المكن الألماني.

بينما هي سريعا إستقامت وعدلت وضع نظارتها التي من الجيد أنها لم تسقط من وجهها فقط إنزاحت فوق أنفها، لكن فهمت حديث ذلك الشخص التي شعرت أنه وقح، ليس من حديثه فقط كذالك بسبب نظراته لها.
دفعت يده عن خصرها وأومأت له رأسها بصعوبه ترك خصرها، شعر بخواء بعد أن إبتعدت عنه، وهو مازال يتابعها، يرى الى أين ذهبت صاحبة أجمل عيون رأها، تبسم حين دلفت الى تلك القاعه، تحدث بإنشراح قائلا: معقول الحلاوة دى تكون مصريه.

سرعان ما نهر نفسه قائلا: لو كانت مصريه كانت فهمت كلامه وقالت إنك بتحرش بيها، وسلمت بأيديها الناعمين على خدودك بس انا هفضل واقف كده، لاء أنا أدخل القاعه وأشوف المكنه دى
مصري، ولا ألمانى
لو مصري أنا بشجع منتج بلدي
لو ألمانى. المكن الألماني شديد وأصلي.
أمام العياده الخاصه بسهيله.

ترجل آصف من سيارته وقف قليلا ينظر الى تلك اللوحه الإعلانيه المثبته على مدخل العياده، قرأها بقلبه سهيله أيمن الدسوقى (تخصص أطفال وتخاطب و علاج نفسي)
هذه ما يحتاجه منها علاج نفسي
لا ليس علاج نفسي بل علاج روحي.

دقائق وقف يشعر بترقب لديه خليفه يود أن يخطأ حدسه حين يتقابل مع سهيله بعد مرور تلك السنوات، آخر لقاء كان بالشاطئ كشف له حقيقة كم كان أحمقا وقاسى في الإنتقام الخاطئ الذي خسرها بسببه، لكن لن ينتظر أكثر من هذا يكفى سنوات بعاد وجفاء، لابد أنها نسيت أو تناست الماضى، لابد ان يذكرها أنه كان عاشقا لها ومازال وسيظل، حسم أمره ودلف الى العياده.
بينما قبل لحظات.

توقفت تلك المساعده مع سهيله بغرفة الكشف قائله: مش فاضل غير كشف واحد يا دكتوره واللى حاحز الكشف ده إتأخر شويه، شكله مش جاي.
تبسمت لها سهيله قائله: تمام لو عاوزه تروحى بيتك روحي وانا هفضل شويه لو جه أوكيه مجاش هقفل أنا العياده.
تبسمت لها المساعده، وقالت: تمام يا دكتوره هروح أنا تصبحي على خير؟
أومأت لها سهيله مبتسمه تقول: وإنت من أهله.

خرجت المساعده من الغرفه، تفاجئت بدخول آصف الذي قال لها: مساء الخير، انا كنت حاجز ميعاد عالتليفون، متآسف عالتأخير
إستغربت المساعده من هيئته لكن قالت بإحترام: لاء مفيش مشكله الدكتوره لسه موجوده، إتفضل
تقدمت المساعده أمامه وفتحت له باب الغرفه، بينما
قبل صدح رنين هاتف سهيله نظرت الى شاشه الهاتف وتبسمت وهي ترد قائله: دكتور المجانين قولى المريض طلع فعلا عنده خلل في عقله ولا بيدعى.

ضحك قائلا: هو عنده خلل وحابلى خلل انا كمان، انا بقيت بخاف على عقلى.
ضحكت قائله: لاء إطمن من ناحية عقلك فهو أصبح مجنون زي الحالات اللى بتقابلها.
أخذ يرد معها ويتساير بمزح، الى أن سألها: بس أيه إنت لسه في العياده.
ردت: عندي كشف والمريض إتأخر قولت استني نص ساعه، لو مجاش هقفل العياده وأرجع البيت.

ضحك قائلا: أنا بقى الحمد لله العياده بتاعت مفيهاش غير زبون واحد بيتردد من فتره للتانيه، ومقتنع انه مجنون، رغم انه أعقل منى.
سمعت صوت فتح باب الغرفه، قالت له: واضح إن المريض وصل ولازم أقفل الموبايل.
ضحك قائلا: يا بخت المريض اللى هتكشف عليه، أكيد مش هيكون زى العينه اللى عندي مجانين.
ضحكت وهي تغلق الهاتف وهمست بتنهيد مرح: ده مش دكتور مجانين، هو اللى مجنون.
- مساء الخير.

خفتت بسمتها وسأم وجهها أغمضت عينيها، تنفى سماع هذا الصوت، مستحيل صاحب هذا الصوت إنتهى من حياتها، لابد أنها سمعت خطأ...
لكن عاود نفس الصوت بنفس الجمله: مساء الخير.
بصعوبه إستدارت تفتح عينيها تنظر أمامها، تيقنت هذا الصوت ليس وهم، بل حقيقه تقف أمامها
وهو يخلع النظارة من فوق عينيه يضعها بجيب معطفه
لحظات كانت تظهر مشاعر كل منهم.

هو كآنه يراها لأول مرة، مازالت ملامحها البريئه التي لم تتغير، يشعر كآنه يعود لنفس الشعور الذي شعر به وهو يقع بغرامها من أول لقاء.

هى تراه أصبح أضخم عن ذى قبل، ربما لم تتغير ملامحه، لكن لم يلفت نظرها كما حدث بأول لقاء بينهم. كذالك تحكمت الرهبه بها حين آتت تلك المساعده من خلفه وكادت تغلق باب الغرفه، بتسرع منها قالت: متقفليش باب الأوضه، وكمان متمشيش من العيادة هنمشى سوا الأستاذ واضح إنه غلطان في العنوان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة