رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل التاسع والعشرون
تقدم منها بخطوات هلعة ف كانت بشرتها تميل إلى الإصفرار بدرجة مُرعبة. جسدها يرتجف بشدة. نظراته القلقة جعلته كفيف عن أي شئ أخر، أما هي فقد إستخدمت الكثير من مستحضرات التجميل لإخفاء أثار أصابع ذلك الوغد عن نحرها واضعة يدها عليها. أحاط جاسر كتفيها وسألها بقلق بيّن
-مالك يا حبيبتي؟
-أجابته بوهن: مفيش يا جاسر. شكلي أخدت برد.
-أحاط خصرها ثم إتجه بها إلى الفراش وقال بعتاب: ما أنتي لابسالي إيه ف البرد دا؟ خليكي إرتاحي
وفي تلك الأثناء صعدت بسنت تجر خلفها صابر وهي تلهث حتى وصلت إلى غُرفتها. نظرت لها روجيدا بتحذير ألا تتحدث عما حدث ف أماءت بسنت بخفوت. تقدمت منها وقالت بتوتر
-بقيتي أحسن!
-لم ترد فقد قاطعها جاسر قائلًا: إيه اللي حصل!
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم تشدقت وهي تنقل نظراتها المتوترة بينها وبين ذلك اللعين الذي يُحاصرها بنظراته. أخذت نفس عميق ثم قالت
-كنت بتكلم مع روجيدا بس هي مسمعتنيش عشان صوت الأغاني. ف طلعنا هنا ولسه بتكلم لاقيتها تعبت عشان كدا جيت أنادي عليك
رمقها جاسر مُطولًا ولم ينبث ببنت شفة. ثم نقل نظراته إلى روجيدا ف أخفضتها سريعًا. لينهض جاسر عن الفراش وهو يقول.
-روحي أوضتنا إستريحي. وكفاية عليكي كدا أنا هكلم أمي وهخلي حد يطلعلك بحاجة سخنة
ثم دلف إلى الخارج وسحب صابر خلفه مُغلقًا الباب بهدوء. تنفست بسنت الصعداء بينما روجيدا لم يرُق لها الأمر. ذلك الهدوء الذي يتبعه عاصفة ف جاسر لا يُمكن التنبؤ بتصرفاته. تحدثت بسنت ب إرتياح
-الحمد لله صدق
-لكزتها روجيدا وهي تقول بخوف: صدق إيه أنتي كمان! ربنا يستر من هدوءه دا.
-نهضت بسنت وقالت بتخوف: يعني إيه؟ هيعلقنا من ودننا؟
-تأففت روجيدا وقالت بضيق: بس يا بسنت سبيني ف حالي وإنزلي أنا أعصابي مش مظبوطة
-إقتربت منها بسنت وسألتها بتوجس: عملك حاجة!
رمقتها روجيدا بنظرة لن تستطيع بسنت ب حياتها أن تنساها. إبتلعت ريقها بصعوبة ولم تتحدث لتسمع صوت روجيدا يصدح بجمود
-إنزلي يا بسنت كملي الفرح
-سألتها بتردد: طب أنتي؟
-صرخت روجيدا بوجهها: بقولك إنزلي.
إنتفضت بسنت من صراخها ولكنها لم تتحدث. تعلم ذلك الحقير وما هو قادر على فعله. خرجت وتبعتها روجيدا ذاهبة إلى غُرفتهم لتنعم ب بعض الراحة المفقودة...
-هو أنت مالك يا جاسر!
ذلك السؤال خرج من فم صابر ولكن كل ما حصل عليه كان السكون. ليصمت بعدها ولم يتحدث يعلم أن ما حدث ليس بهين ف كلما حاول جاسر إصلاح الأمور تفسد بطريقة أو ب أخرى، تقدم جاسر من والدته وأخذ صغيرته ليقول لها بهدوء
-روجيدا تعبت يا أمي وهي فوق بتستريح؟
-سألته والدته ب إنعقاد في حاجبيها: مالها يا حبيبي!
-رد عليها وهو يُداعب صغيرته: تقريبًا أخدت برد من اللي هي لابساه.
أماءت برأسها بتفهم. ليُعيد لها الصغيرة ثم توجه إلى شقيقه سامح يُخبره بهدوء وهو يهمس في أُذنه
-مش يلا بقى ولا إيه؟
-تهللت أسارير سامح ثم قبّل أخيه وهو يقول: يلا ويلا كمان.
-ربت جاسر على مكنبه وقال: طب يلا وأنا هنهي الفرح
كاد أن يتحرك إلا أن سامح أمسكه من يده وقال برجاء
-لأ مش لازم أنا هاخد نادين وأخلع وأنت إتعامل بقى
-إبتسم جاسر بخفوت وقال: واطي. يلا روح.
ثم دفعه بخفة في منكبه. وبكلمات مُقتضبة انهى الزفاف و توجه سامح مع عروسه إلى عُش الزوجية.
-دفعها في ظهرها بخفة وقال بعبث: خشي برجلك اليمين يا ست العرايس
-تخصرت وقالت بحنق: ومش المفروض تشيل عروستك يا باشمهندس؟
-أجابها بمكر: ليه وأنتي إتشليتي!
ضيقت عينيها بتذمر وكادت أن ترد لتشهق وهو يحملها بخفة بين ذراعيه. ليقول ب مداعبة
-فراشة يا إخواتي
-ضربته في صدره بخفة وقالت بغيظ: إتلم
ضحك ثم دلف بها أنزلها على قدميها وكاد أن يُغلق الباب ولكنه وجد مظروف. إلتقطته ثم تساءل وهو يتفحص ذلك المظروف.
-إيه دا؟
-قدمت نادين من خلفه وقالت: إيه دا إيه؟
-إلتفت لها وقال: معرفش. مكتوب عليه هدية للعرسان
-جذبته من يده وقالت بطفولة: تعالى نشوفه
-إختطفه من يدها ثم قذفه ب إهمال قائلًا بخبث: نشوف إيه؟ لأ النهاردة في عرض حي
-قالت وهر ترفع ثوبها عن الأرضية الرُخامية: إعقل يا مجنون
نزع عنه سترته ثم رابطة عنقه وإقترب منها بخطوات هادئة. تلاعب بحاجبيه وقال بعبث
-عقل إيه؟ هو أنتي خليتي فيا عقل. إستعنا ع الشقى بالله.
هم أن يُمسكها ولكنها ركضت وصوت ضحكاته يزيدانه رغبة بها. وصلت إلى غُرفتهما وقبل أن تُغلق الباب كان هو يُعيقها. ليدفعه بقوة ويدلف. أخذ يحل عنه أزرار قميصه وقال بتشفي
-جالك الموت يا تارك الصلا
-اشارت بيدها وقالت: طب بمناسبة الصلاه. يلا نتوضى ونصلي الأول
-غمزها بعيناه وهو يقول: أومال أنا بعمل إيه؟ يلا خشي أنتي هنا وأنا هدخل ف الحمام بتاع أوضة الأطفال
-إبتسمت بخجل وقالت: ماشي.
إتجه إلى الخزانة ثم أخرج منها ثيابه ثم دلف إلى الخارج. وكذلك هي فعلت المثل. دقائق وقد عاد ليجدها لم تخرج بعد. كاد ان يطرق الباب ولكنها خرجت. إنفرجت عيناه عن أخرها بجمالها الأخاذ في ثوب الصلاه ليقول ب إنبهار
-بسم الله ما شاء الله. قمر يا بنت السيوفي.
إبتسمت وقد تخضبت وجنتيها بلون أحمر يعشقه. ليجذب يدها من أجل الصلاه. وبدآ وكان هو من يقف أمامها. ألقى بصوته الرخيم صلاته فما أجمل صوته في تلاوه القرآن! إنتهى ثم إستدار لها وضع يده على رأسها ثم ردد الدعاء. وجدها تفرك في يدها بتوتر ليضع يده على يدها. وب الأخرى رفع ذقنها له. نظر إلى عينيها قبل أن يهمس بعذوبة
-بحبك
-همست هي أيضًا وعيناها تطفقان ب الحب: وأنا بعشقك.
وكانت هذه أخر كلماتها قبل أن يتذوق شفتيها في قُبلة رقيقة كنسمة هادئة تمر من بين الأزهار ف تتأرجح ب إنسيابية. حملها ثم توجه بها إلى الفراش. لتبدأ رحلة عشق طويلة الأمد لا يعرف نهايتها أحد...
إنصرف الحضور و تولى صابر مهمة الإهتمام ما تبقى ليصعد جاسر مُنهك القوى و التفكير وكيف لا وهو قد نسى صغيرته مع والدته ترعاها. دلف الغُرفة ليجدها تجلس مُنكمشة على نفسها لم يُبدي أي رد فعل. وهذا ما أثار الرعب في جميع خلايا جسدها. نزع سترته ثم أخذ ثيابه وقال ب إقتضاب
-هدخل أخد شاور. مش هتأخر.
لم تقوَ عضلة لسانها على التحرك و التفوه ب أي حرف. ف إكتفت ب عدة إماءت من رأسها. نظر لها مُطولًا تلك النظرة الهادئة التي تعي جيدًا بعدها بركان سيثور فيوجهها يحرق ما يُقابله. شعرت بجفاف حلقها وبرودة تجتاح أوصالها. خوفها من ذاك المرعب لم يختفي قط. بل يزيد مع نظرات جاسر...
خمسة عشر دقيقة وكان جاسر يدلف خارج المرحاض. يُجفف خُصلاته ب منشفة صغيرة ثم قذفها ب إهمال على أحد المقاعد بجانب باب المرحاض. هم بالحديث لتُقاطعه طرقات. زفرتان إنطلقتا واحدة غضب من جاسر و أخرى إرتياح من روجيدا. إتجه الأول ناحية الباب ثم فتحه لتقذفه والدته بعتاب و هي تُلقي ب الصغيرة بين ذراعيه
-ينفع كدا سايب بنتك مفطورة من العياط. إديها ل روجيدا تأكلها.
-ربت على ظهر صغيرته وقال ب تعب: معلش يا أمي إرهاق طول اليوم نسّاني إنها معاكي
-ردت بحنان: طيب يا حبيبي. نام وخلى مراتك تأكلها
-طيب. تصبحي ع خير
-وأنت من أهل الخير
أخذ يربت على ظهر طفلته حتى وصل إلى روجيدا. أعطاها إياها بحنان وقال بفتور
-أكلي جُلنار. البت هتموت من الجوع...
قالها ثم جلس يُعطيها ظهرها. بينما روجيدا تنظر له بدهشة. وبكاء الطفلة لم يهدأ ليقول جاسر بحدة.
-روجيداااا! أكلي البنت هتفضلي تبصيلي وتسيبها؟
إنتفضت روجيدا على صوته لتسيل بعض اللألئ على وجهها. ثم قامت ب إطعام طفلتها بصمت. دقائق وغامت الصغيرة في أحلام وردية. لنتهض روجيدا بحذر و تضعها في مهدها. قامت بدثرها جيدًا حتى إستدارت لتجد جاسر خلفها مُباشرةً. شهقت بفزع ليقول بجمود
-تعالي معايا الأوضة اللي كنتي فيها من شوية
-ردت روجيدا بتلعثم: آآ. بس. بس لو. آآآ. جُلنار صحت. مش. هنسمعها.
-جذبها من ذراعها وقال: منا بعمل كدا عشان متصحاش
بدوت العبارة غامضة إلى أقصى حد. ولكنه جذبها بقوة خلفه ولم يشعر ب أصابعه التي إنغرزت بقوة في بشرتها الرقيقة. تأوهت ب أنين مكتوم ولكنه لم يعرها أي إهتمام. دلف إلى الغُرفة ثم صفق الباب ليدفعها إلى الداخل. كتف ساعديه أمام صدره وتساءل بهدوء الله وحده أعلم كيف تسلح به حتى الآن
-حصل إيه يا روجيدا؟
-فركت كفيها بتوتر وقالت: ح. حصل. إيه ف. ف. إيه؟
-همس ب فحيح مخيف: سؤالي واضح؟
-إلتفتت حتى لا تُجابه تلك النظرة التي تُسري الرعب في نفسها: قو. قولتلك تعبانة
إلى هنا وإنفلت زمام الأمور. إلتهم الأرض بخطوتين وأدارها له بقوة ثم قبض على ذراعيها بقسوة وهدر بها بغضب
-متصعيش عليا وإنطقي أنا ماسك نفسي ب العافية
-تأوهت ب ألم قائلة ب تحشرج: إيديا يا جاسر
-هزها بعنف وهو يهتف بحدة: ياكش تتقطع. إنطقي.
نفضت يده عنها وحاولت الإبتعاد إلا أنه قبض على خُصلاتها بقوة وجذبها بحدة. لتصرخ هي ب تأوه شديد. ولكنه لم يأبه. قبض على فكها بقوة وهمس بنبرة حادة
-الله أعلم أنا ماسك نفسي إزاي! ف متخلنيش أطلع غُلبي عليكي وإنطقي
-سألته ودموعها بدأت تسيل ك أمطار تروي صحراء جافة: عاوزني أقولك إيه؟
-دفعها إلى الحائط وهدر ب إنفعال: تفسريلي إيه اللي على رقبتك دا!
توسعت عيناها بدهشة حقيقية. ليهتف هو بسخرية ما أن لمح دهشتها.
-إيه هو أنا مش عارف مراتي؟ ولا إيد إتمدت على مراتي ف غيابي
-تحدثت وأنفاسها بدأت تعلو: م. مفيش.
-قاطعها بشراسة وقال: متكدبيش. أنا عارف إن في راجل غيري لمسك
-حاولت الحديث وقالت بتقطع: طب. طب. ممك. ن تهدى
-هزها بعنف ويداه تقبض على خُصلاتها بقوة: أهدى!
ثم هتف ب صياح وغضب أفزعها
-أهدى و أعرف إن في حد لمس مراتي. إنطقي يا روجيدا. إنطقي.
قال الأخيرة ب صراخ أكبر. لتنفجر باكية وشهقاتها تكاد تصُم أُذنيه. تخيلته للحظات أنه هو. حاولت إبعاده عنها وقد أصبح تنفسها ثقيلًا. بدأت قدميها تخور والأرض تُميد من أسفلها.
ثقل جسدها ليشعر جاسر بها تتهاوى بين يده. خفق قلبه بخوف عليها ليُجلسها على الأرضية ويأخذها في أحضانه وأخذ يُدلك صدرها حتى يُساعدها على التنفس.
حاولت إبعاد يده بقبضتيها الضعيفة ولكنها لم تستطع. ليستمر هو بما يفعله. ذفر بضيق كبير وقلبه يحترق عليها خوفًا و فزعًا هو لم يكن يقصد أن يُوصلها إلى ما هي عليه ولكنه ما أن تخيل أن يكون قد تلمسها رجل يحرقه بشدة.
يكفي ما سُلب منها عنوة. يكفي أنه يشعر أن ذلك الحقير تلمسها. هو لا يشمئز منها أو يشعر بما يسمى القرف ولكنه حزين كل الحزن أن ذلك الحقير تمتع بحقها رُغمًا عنها.
لم يكن هُناك لحمايتها. تلك الفكرة تكاد تُصيبه ب ذبحة صدرية. وما كان ينقصه أن يتلمسها رجلًا أخر يأخذ منها اللمسات وهي كارهه يعلم أنها تكره أي رجل عداه. فما كان منه أن يصب جام غضبه عليها وكأنها ذلك الحقير...
صوتها الضعيف أخرجه من دوامة أفكاره. صوتها الواهن و المبحوح قد مزق نيّاط قلبه
-مش. مش را. راجل. دي. دي. بسنت
صمتت تأخذ أنفاسها. وهو ينصت لها بتركيز ليجدها تُكمل.
-ك. كانت. خ. ايفة. حد. خبط فيها. وآآ. خا. فت منه. وجت حضنتني. جا. مد. ف. سابت. ال. العلامة. دي على. رق. بتي
رفع رأسها ولا تعلم كم جاهدت لرسم نظرة صادقة على وجهها. حدق يها جيدًا حتى لمح نظرات الصدق الكاذبة. وضع يده على وجنتها وأزال عبراتها وسألها ب هدوء مُفتعل
-يعني مفيش راجل لمسك؟
رغم إرتفاع وجيب قلبها. إلا أنها أماءت بلا. زفر جاسر ب إرتياح وقال وهو يحتضن رأسها
-الحمد لله. الحمد لله.
أبعد رأسها وقد. تحولت جميع نظراته إلى الحنان. لتُقسم روجيدا أنه بالتأكيد يُعاني من إنفصام الشخصية. ثم أردف بنبرة نادمة
-أسف يا روحي مكنتش أقصد أقسى عليكي. خفت. خفت حد يكون ضايقك بدون وجه حق. أسف والله حقك عليا
ثم جذبها في أحضانه مرة أُخرى يسير بيده بنعومة على ظهرها. كيف لها أن تُعاتبه. كيف لها أن تغضب منه؟ كيف لها أن تكرهه! كيف لها ألا تعشقه؟
و هو ك الطفل الصغير يثور و ينفعل ثم في ثوان يعتذر و يندم. كيف وهي تشعر بذلك الدفئ المنبعث من ذلك العناق الذي يُحاصرها به؟ وألف كيف على ذلك الرجل العجيب. قاسي. عنيف. حنون. عاشق لها. يبُث بها الأمان. هو ملاذها.
أحاطت خصره بيدها ودفنت رأسها أكثر في صدره لتترك العنان لعبراتها الهطول من جديد. شعر بها ليتركها تُخرج ما بها. ربت على خُصلاتها بحنان وشدد عليها في أحضانه حتى غدت ك ضلع إضافي له. همس لها بنبرة دافئة
-وجعك دا بيقطع شراييني. دموعك دي غالية عندي أوي يا روجيدا. ياريت كانت تتقطع إيدي قبل ما تتمد عليكي
لم ترد عليه. ليُغمض هو عيناه آسفًا على ما آلت إليه الأمور. ليهتف في نفسه.
-غبي ومتسرع. إديها كانت هتموت ف إيدك وطلعت ف الآخر بسنت
بالرغم من كونه يعلم زوجته تمام العلم إلا تلك التعابير التي أنهكت قواها. عمقها وصراحتها الكاذبة. جعلته يشعر بالذنب الفظيع. شعر أخيرًا ب إنتظام أنفاسها. أبعدها عنه ليجدها تغط في ثُبات. أو هكذا ظن.
وضع يده أسفل رُكبتيها والآخرى أسفل ظهرها ثم حملها و توجه إلى غُرفتهم. وضعها على الفراش برفق و ك أنها آنية فُخارية يخشى عليها الكسر. جذب الغطاء عليها وتمدد بجانبها. وضع رأسها على صدره فوق قلبه مباشرةً الذي يضخ عشقًا خالصًا لها.
وبيده الأخرى حاوط خصرها إنحنى يُقبل وجنتها بعمق. ثم همس بندم
-أسف يا فراولتي.
ثم أغمض عيناه ينام. فتحت هي عيناها. تنظر إلى الفراغ. قبل أن تقول في نفسها عبارة لم تُصدق أنها تخرج منها بعدما فعله
-ليه أنت الراجل الوحيد اللي مش بخاف منه! ليه مش بقدر أعاتبك ولاأزعل منك لما تغلط ف حقي؟ يمكن عشان أماني مثلًا؟ بعشقك يا جاسر...
قام ب إصطحابها بسيارته إلى المنزل. كانت هي شاردة يسبح يعقلها العديد و العديد من الأفكار و الكثير من الخوف من القادم. كان صابر يُتابعها بنظرات شغوفة. تطلع على نور النائمة بعمق في الخلف. قبل أن يُعيد بصره إليه ليقول بهدوء
-تعبتي!
-إنتبهت على صوته وقالت وهي ترسم إبتسامة صغيرة: يعني شوية
-تابع الطريق وهو يسألها: هو إيه اللي حصل ل روجيدا؟
-تلعثمت في البداية: يعني. هى. هي أخدت. برد وكدا.
-مط شفتيه بفتور وقال: ماشي...
ساد الصمت لدقائق وهي مُترددة في فتح ذلك الموضوع ولكنها حسمت أمرها ب سؤاله. نادته بخفوت
-صابر!
-همهم وهو يُحدق بالطريق: ايوة
-تنحنحت وقالت: احم. ممكن أسألك سؤال؟
-نظر لها ب إهتمام وقال بمزاح: كلي أذان صاغية
لم تضحك فما هي مُقبلة عليه يُعد أصعب ما قد يمر عليها. لذا أخذت نفس عميق حبسته في صدرها فترة ثم زفرته على مهل وقالت بهدوء مُذبذب
-هو. هو أنت جبت. ورقة العرفي إزاي؟
نظر لها فجأة و إرتسمت معالم الدهشة على وجهه قبل أن يسألها بنبرة جافة
-ليه؟
-أعادت خُصلة خلف أُذنها وقالت بتوتر: م. مفيش بس. بسأل
-أعاد نظره إلى الطريق وتنفس ب عمق قبل أن يُجيب: مفيش بعت ناس يجيبوها بمساعدة من ناس حبايبي
-قطبت بين حاجبيها بدهشة: يعني أنت مشفتوش؟
-لوى شفتيه بضيق وقال بنفاذ صبر: لأ.
وبعد ذلك ساد الصمت. الآن قد فسرت كيف لم يتعرف عليه. هو لم يره من الأساس بل أحدهم هو من جلب له تلك الورقة. زفرت ب إرتياح أن صابر لا يعرفه. ولكن قلبها ملئ بالرعب من ذلك القذر الذي عاد ولا يتنوي خيرًا. فيكفي ما فعله ب شقيقتها ف جعلتها ترمقها بتلك النظرة...
بعد ساعات وصلت السيارة إلى منزل بسنت. أغلق صابر المُحرك ثم إلتفت لها قائلًا بحب
-حمد لله ع السلامة
-إغتصبت إبتسامة وهي تُجيب: الله يسلمك.
-أمسك يدها وقبلها ثم قال: يلا إطلعي نامي ع طول. شكلك مجهد
أماءت برأسها ثم سحبت يدها فتحت باب السيارة وكادت أن تدلف إلا أنها عادت مرة أخرى تحت نظراته المُتعجبة. نظرت بقوة في بنيته جعلت قلبه يخفق بقوة. قبل أن تُلقي ب قنبلتها
-هو أنت هتيجي تخطبني إمتى!