قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة الفصل الحادي والأربعون والأخير

نزلت ياسمين بعد ساعة. تبحث عن عمر. لم تجد له أثراً فى الفيلا. فقالت لها كريمه:
- قالى انه هيخرج وهيرجع متأخر ما أستناهوش على العشا. هو ما قالكيش رايح فين؟
قالت ياسمين بسرعة: - أصل هو خرج من الاوضة قبل ما نتكلم مع بعض. أنا كنت طالعه أغير هدومى.

خرجت ياسمين لتتمشى فى الحديقة. اختلت بنفسها على أحد المقاعد وتركت لعبراتها العنان. كانت تشعر بندم كبير بداخلها. ندمت لانها ظلمته. وندمت لانها لم تثق به. وندمت لانها لم تواجهه من البداية بما تعرف. ندمت لانها تركت شكوكها ووساوسها تتلاعب بها وتتحكم بها. ندمت لانه أشعرها بأنها لا تحبه. أجهشت فى بكاء صامت. كيف يقول بأنها لا تحبه. هل فعلاً لا تحبه. بل تعشقه بجنون. أخرجت هاتفها من جيبها ومسحت عبراتها بظهر يدها واتصلت به. لم يرد. أعادت اتصالها عشرات المرت. ونفس النتيجة لم يرد. شعرت بأنها قد أضاعته من يدها. أخذت تتساءل هل سيطلقها فعلاً. هل كرهها. هل سيهون عليه فراقها. ألن يسامحها يوماً. كيف ستحتمل العيش بدونه. لن تستطع التحمل. حل المساء. ظلت ساهرة فى غرفتها. واقفة فى الشرفة. تنتظر حضوره. حتى رأت سيارته تقف أمام الباب. انتظرته ان يصعد الى الغرفة لكنه لم يصعد. طال وقت انتظارها. حتى فتح باب الغرفة أخيراً وجدها واقفه أمام باب الشرفة فى انتظاره. غلق الباب وفتح الدولاب يبحث عن بيجامه يرتديها. اقتربت منه قائله: - عمر.

لم يجب. دخل الحمام. جلست على طرف فراشها تنتظر خروجه. خرج وتوجه الى الفراش وحمل أحد المخدات و أحد الاغطية وفرشه على الارض بجوار السرير ونام عليه وأولاها ظهره. فهمت بأن الخطب جلل. صعدت الى الفراش وتدثرت بالغطاء وظلت تنظر الى زوجها النائم بجوارها على الارض والذى يوليها ظهره. تساقطت العبرات من عينيها وبللت وسادتها. لكم تشتاق الى حضنه الدافئ الذى اعتادت عليه فى اليومين الماضيين. كيف ستنام دون أن يقبلها ويعانقها كما يفعل كل يوم. ظلت العبرات تبلل وسادتها فى صمت وعيونها معلقة به. تقلبت فى فراشها وكأنها تنام على جمر. جلست وهى تنظر اليه فى أسى. آه يا حبيبى لو تعلم كم أشتاق اليك. الى حضنك. الى أنفاسك الحارة تلفح وجهى. ظلت تتلوى بنيران شوقها اليه حتى غلبها النعاس.

استيقظت على آذان الفجر. نظرت الى مكان زوجها النائم توجهت اليه ونادته بهدوء: - عمر. عمر. اصحى
استيقظ ونظر اليها فقالت مبتسمه: - يلا عشان تصلى الفجر
نهض وتوضأ وعاد ليجدها فى انتظاره لتصلى معه جماعة مثل كل يوم. صلى بها. حاولت التحدث معه: - عمر. ممكن نتكلم
قال بخشونه: - لا.

ثم توجه الى مكان نومه ونام. ونامت هى وعيونها معلقه به. فى الصباح استيقظت على صوت غلق الدولاب. وجدته وقد ارتدى ملابسه. اعتدلت بسرعة فى فراشها قائله: - عمر
لم يجيبها توجه الى باب الغرفة فأسرعت ونهضت من فراشها وأمسكت ذراعه قائله بأسى: - استنى. عمر. أنا آسفة. أنا آسفة أوى. أنا عارفه انى ظلمتك أوى. عمر مش هقدر أعيش بعيد عنك.

لم ينظر اليها. فأكملت بألم وبصوت مرتجف وعينين دامعتين: - لو انت عايز تطلقنى عشان تعاقبنى. أنا موافقة يا عمر. عاقبنى. وطلقنى.
تساقطت عبراتها وهى ترجوه: - بس ردنى تانى يا عمر. عشان خاطرى ردنى تانى.

صمت ولم يجب. بل ولم يلتفت اليها. وفتح باب الغرفة وخرج. وقفت لا تدرى ماذا تفعل وعلامات الالم مرسومة على وجهها. رن جرس هاتفها. فأتاها صوت ريهام قائله: - حبيبتى يا ياسمين. احنا جايينلكوا النهاردة أنا و كرم. حماتك اتصلت الصبح وعزمتنا على الغدا
قالت ياسمين بوجوم: - لو انتى مكنتيش جيتي النهاردة كنت انا هجيلك لانك وحشانى اوى اوى.

- مش اكتر منى يا ياسمين. احنا قولنا نسيبكوا ترتاحوا اليومين اللى فاتوا. بس خلاص كدة لازم أشوفك
- خلاص يا حبيبتى منتظراكى ان شاء الله
تناول الجميع طعام الافطار معاً. وقالت كريمه: - على فكرة ثريا كمان هتيجيى النهاردة. وكمان ايناس و علاء.

تضايقت ياسمين عندما سمعت بإسمها. وتذكرت ما قالته المرة الماضية عن الفرق بينها وبين خطيبة عمر القديمة. وعندما قالت انها حب عمر فى الطفولة والمراهقة. شعرت بنيران الغيرة تشتغل فى قلبها. نظرت الى زوجها الجالس بجوارها دون أن يعيرها أدنى اهتمام. كانت حزينه واجمه فسألها نور:
- مالك يا ياسمين فى حاجه مضايقاكى
قالت بسرعة: - لا يا عمو. يمكن بس متأثره شوية انى هشوف ريهام لانها وحشتنى أوى.

ابتسمت كريمه قائله: - ربنا يخليكوا لبعض.

جلست نادين فى حديقة فيلتها تحتسى كوباً من الشاى. التفتت فرأت نانسي وهى توقف سيرتها وتنزل منها فنادتها قائلاً: - نانسي تعالى شوية
جاءت نانسي وقالت: - خير
- تعالى اعدى
- لا قولى اللى عايزاه بسرعة عشان عايزة أنام
صاحت نادين بغضب: - طبعا رجعه الضهر من بره وطول الليل سهرانه كالعادة
قالت بتأفف: - أوف انتى ناديتيلى عشان تسمعينى المحاضرة دى. فكك. أنا مصدعة وعايزة أنام.

التفتت لترحل فقالت نادين: - عرفتى ان عمر هنا هو مراته
التفتت الى أمها بحده قائله: - انتى عايزة تحرقي دمى يعني
ابتسمت أمها بتشفى وقالت: - عرفت الفلاحه تخطفه منك وتتجوزه
قالت نانسي بحده: - عرفتى منين انهم هنا
- جيهان ما انتى عارفه انها صاحبة ثريا عرفت منها
ثم قالت بسخرية: - لا وايه. حاجه كدة لوكل. تصورى مرضتش تخلى عمر يسلم على ايناس
- ازاى يعني
- الهانم بتغير باين. ولا ده عبط متعرفيش.

رفعت نانسي حاجبها بخبث وقالت بحقد: - بتغير. جميل
التفتت لتدخل الفيلا فقالت نادين بحده: - انت لحد امتى هتفضلى سارحه مع اللى اسمه عماد ده. يا بنتى طول ما انتى مدوقاه العسل ومقدماله كل حاجه على طبق من فضه عمره ما هيفكر يتجوزك
صاحت نانسي بغضب: - ملكيش دعوة بيا حياتى وأنا حرة فيها. متركزيش معايا. ركزى مع جوزك النسوانجى أحسن
تركتها لتدخل الفيلا. وملامح نادين تختلط فيها الحسرة بالالم.

التف لجميع حول طاولة الطعام. نور. كريمة. ثريا. علاء. ايناس. عمر. ياسمين. كرم. ريهام. اندمج الجميع فى الضحك والمزاح ماعدا اثنان بدا عليهما الوجود. عمر بدا وكأنه غير مهتم بالحديث الدائر. أما ياسمين فبدت حزينه تتطلع الى عمر بين الحين والاخر وتراقب تعبيرات وجهه لتتبين فيما يفكر. لم يوجه اليها حرفاً واحداً. كان يمسك الملعقة بيد. ويده الاخرى وضعها على قدمه. نظرت الى الجميع لتجدهم مشغولون بالحديث. و. مدت يدها ولمست كف يده. توقف عمر عن تناول الطعام ونظر الى يدها التى تمسك بيده. ثم أبعد يده عنها ووضعها فوق المائدة. شعرت ياسمين بالالم يغزو قلبها. نهضت واعتذرت من الجميع متعلله بصداع أصابها. كادت أن تتوجه الى غرفتها لكنها شعرت بالاختناق وارادت السير فى الهواء الطلق. خرجت من الفيلا وتمشت فى الحديقه. تبعتها ريهام قائله: - ياسمين قومتى ليه.

حاولت ياسمين الابتسام قائله: - مفيش حسيت انى مصدعة شوية. وكمان شبعت
- فى حاجه مضايقاكى
- لا أبداً. بس لسه مش متعودة على الوضع هنا
عانقتها ريهام قائله: - حبيبتى يا ياسمين وحشتينى اوى. أنتى الحاجة الوحيدة اللى بتصبرنى على فراق ماما وبابا الله يرحمهم
تأثرت ياسمين بكلامها وبكت. قالت ريهام وهى دامعة العينين: - أنا كمان وحشونى أوى. بس ان شاء الله ربنا يجمعنا بيهم فى الجنة. ربنا يخليكي ليا يا ياسمين.

قالت لها ياسمين بعينين دامعتين: - ويخليكي ليا يا ريهام
انتهى اليوم ورحلت ريهام و كرم. وبقيت ثريا وأبنائها لاكمال السهرة. استأذنتهم ياسمين وصعدت الى غرفتها. كانت تشعر بألم حاد فى بطنها. دخلت الحمام لتخرج متأففه: - ده وقته.

ارتدت ملابسها وصعدت الى الفراش وتدثرت وهى تتلوى من الالم. شعرت بالحرج من الذهاب الى كريمه لتبحث لها عن دواء. كما أنها لم تكن تقوى على الحركة. بعد قرابة النصف ساعة. وجدت عمر يفتح باب الغرفة. أرادت أن تقوم للتحدث معه. لكنها لم تستطع من الالم. نظر عمر اليها ليجدها مغمضة العينين مقطبة الجبين وتضم الغطاء بقوة الى صدرها ويبدو على ملامحها الالم. اقترب منها قائلا: - انتى كويسه؟

فتحت عينيها وهى لا تصدق أنه اخيراً تحدث معها. ودت لو قامت تتحدث معه لكنها لم تستطع. قالت بصعوبة: - أيوة كويسة.

تركها وخرجه. نظرت الى الباب المغلق بحسرة وألم. لكم تشتاق الى وجوده معها والى حديثها معه. دقائق ووجدته يدخل مرة أخرى حاملاً كوب تتصاعد من هالاخبرة وحبة دواء. نظرت اليه بإستغراب. مد يده بالحبة. فجلست وأخذتها. ثم أعطاها الكوب قائلاً: - اشربي ده. ولو لسه حسه بالالم قوليلى وأنا أجبلك حباية تانية.

شعرت بالحرج الشديد أخذت منه الحبة والكوب دون أن تنظر الى وجهه. تمنت ان يرحل لكنه ظل واقفاً ينظر اليها. قالت له بحرج وضيق: - انتى عرفت منين الحاجات دى
قال ببرود: - أنا أبان مؤدب. بس أنا صايع أوى على فكرة
كان يقصد معنى آخر. كان يقصد اتهامها له وشكها فيه. شعرت بالحرج والندم. أرادت أن تتحدث لكنه أوقفها بيده قائلاً بحزم: - اشربي ونامى
ثم تركها وخرج.

بعد عدة ساعات سمعت صوت الباب يفتح. فتظاهرت بالنوم. شعرت به وهو يغير ملابسه ثم يقترب منها ويمسح حبات العرق على جبينها بظهر يده. يلفها بالغطاء جيداً. ثم. يحمل مخدته وغطائه ويفرشهم على الارض وينام.

استيقظت على آذان الفجر. وقامت لتوقظه لكنه لم تجده نائماً. بل وجدته واقفاً يصلى. تابعته بعيناها حتى أنهى صلاته وتوجه الى مكانه على الارض ونام. شعرت بالحنق والضيق. نظرت اليه لتجده يغط فى سبات عميق. كانت تتألم من هذا البعد. لم تعتد على بعده عنها بهذا الشكل. قامت على فور وحملت مخدتها وغطائها وفرشتهم على الارض بجواره. ونامت وهى تتطلع الى وجهه.

فى الصباح شعرت بيده توقظها. فتحت عينيها فوجدته نيظر اليها بحزم قائلاً: - ايه اللى منيمك على الارض هنا
قالت بضعف: - كده عشان انت نايم هنا
أمرها بحزم: - الارض ساقعه وانتى تعبانه قومى اطلعى نامى على السرير
امتثلت لاوامره. وهى تشعر بالحنق والضيق. قام وغير ملابسه ثم خرج دون ان يتفوه بكلمه.

بعد عدة أيام كانت ياسمين جالسه مع كريمة فى الحديقه
قالت كريمه:
- نور سافر النهاردة الصبح
قالت ياسمين:
- هيرجع امتى؟
- كمان يومين سافر فى شغل مهم. و علاء كمان مش هيكون موجود النهاردة لانه مسافر. بس ناوية أعمل سهرة حلوة فى الجنينة
شردت ياسمين قليلاً ثم قالت: - يعني مش هيكون فى رجالة موجودة النهاردة
- أيوة. عمر بس
- كويس
- اشمعنى
قالت بثقه: - عشان أرد القلم
قالت كريمه بإستغراب: - مش فاهمة قلم ايه.

ابتسمت ياسمين:
- هتعرفى النهاردة.

فى المساء. أخرجت ياسمين أحد الفساتين الذى أصر عمر على شراءه يوم أن كانا معاً فى المول لشراء ملابسها. كان فستاناً اسود اللون من الحرير الخالص فوق الركبة بقليل ضيق من الخصر وبه عدة طبقات من الاسفل تتطاير بشكل ناعم. مطرز من الصدر وله حمالات عبارة عن ورود سوداء صغيرة ملتصقة ببعضها البعض. كان رقيقاً للغاية ومتناسقاً مع بشرتها الخمرية. ارتدت حذاء ذو كعب وصففت شعرها لاعلى وتركت بعض الشعيرات التى تتساقط على وجهها برقة. كانت قد تعلمت الكثير من سماح عن وضع المكياج فإستعانت بخبرتها وبأدوات الزينة التى تزين التسريحة فى غرفة نومها. كان مكياجها يتسم بالرقة والبساطة. ورسمت عينيها بمكياج دخانى أسود اللون فزاد من جاذبية عينينها. كانت راضية تماماً عن شكلها. لكنها كانت تشعر بالخجل من الظهور بهذا المظهر أمام الجميع وخاصة عمر. لكنها تشجعت ونزلت الدرج بعدما رأتهم من شرفة غرفتها وقد تجمعوا معاً فى الحديقه استعداداً لتمضية الامسية بها. خرجت الى الحديقة وقلبها يرتجف. لكنها حاولت رفع رأسها والسير بإتزان دون أن يبدو عليها التوتر. أول من لمحتها هى كريمه التى هتفت بدهشة: - ياسمين!

ازدادت ضربات قلبها عندما وجدت أنظار الجميع تلتفت اليها. لمحت نظرات التعالى فى عين ثريا وهى تفحصها من رأسها الى أخمص قدميها. أما ايناس فكانت نظراتها تتسم بالحقد والغيرة. نعم كانت ايناس متحررة فى ملبسها. وفى وضع الزينة. لكن ياسمين تفوقت عليها بحسن اختيارها لما يناسب لون بشرتها وطبيعة جسدها. فلم تفعل مثل ايناس وتحاول تغيير لون بشرتها بإضافة المزيد من مستحضرات التجميل والتى جعلتها تبدو كتمثال صب من الشمع فبدت مصطنعه الى حد كبير. بل زينت ماهى عليه بالفعل. فبدت أكثر رقة وأكثر شفافية وأكثر جمالاً. أما نظرات كريمه فكانت تتسم بالفرح والاعجاب والحنان. لكم تعشق تلك المرأة الحنون الطيبة. جلست ثم. التفتت لتتطلع الى عمر. خفق قلبها بجنون عندما ارتطمت بنظراته الشغوفة التى تلتهمها بصمت. كانت عيناه تلتهمان كل جزء فيها ببطء. شعرت بقلبها وكأنه سيقفز من مكانه. ودت لو نهضت وارتمت بين أحضانه قائله سامحنى يا حبيبي. اشتقت اليك لا تحرمنى منك. لم أعد احتمل بعدك عنى.

شعرت بالسعادة تسرى بداخلها وقد أيقنت بأنها أصابت عصفورين بحجر واحد. تعمد عمر طوال السهرة ألا ينظر اليها أبداً. ظلت تراقبه بطرف خفى. كان وكأنه يتعمد ألا ينظر اتجاهها. اقترحت كريمه فجأة: - عمر قوم ارقص مع ياسمين
توترت ياسمين. لم ترد احراج كريمه. لكنها قالت بخفوت: - معلش يا ماما بس مش بسمع موسيقى
فقالت ثريا بحده: - ليه بأه ان شاء الله. رجز من عمل الشيطان.

لم تجاريها ياسمين. لانها شعرت بأن المرأة تبغى شجاراً. نهض عمر ومد يده الى ياسمين بصمت. نظرت اليه أسلمت كفها له ونهضت معه. سار بها قليلاً فقالت بصوت مضطرب: - أنا مش بسمع موسيقى يا عمر
قال ببرود: - محدش قال ان أنا هشغل موسيقى
أوقفها أمامه فقالت بدهشة: - هنرقص من غير موسيقى ازاى
قال ببرود: - نحاول. أحسن من الحرب اللى كانت هتحصل من شوية بينك وبين عمتو.

أمسك احدى يديها ووضعها على كتفه. وأمسك كفها الاخر فى كفه ووضع يده على خصرها و أخذ يتحرك بها وكأنهما يرقصان على نغمات الموسيقى. كان صوت نبضات قلبها عالياً يصم آذانها. شعرت بالسعادة لقربها منه. وبيده الموضوعه على خصرها. ظلت تنظر اليه. لكنه بدا بعيداً لا ينظر اليها
نهضت كريمه بصحبه ثريا الى الداخل. اقتربت منهما ايناس ووضعت يدها على ذراع عمر قائله: - عمر تعالى نرقص سوا.

شعرت ياسمين بالغضب والحنق والضيق ونظرت الى يدها الموضوعه على ذراع زوجها بنظرات نارية. أبعد عمر ذراعه عن يدها قائلاً بهدوء: - مش هينفع يا ايناس
شعرت ايناس بالضيق. وعادت مرة أخرى الى مقعدها وهى تشتعل غضباً
نظرت له ياسمين هامسه: - عمر
لم يجبها. ولم يلتفت اليها
تطلعت اليه بعينين حزينتين قائله: - طيب أعمل ايه عشان تسامحنى. قولى أعمل ايه وأنا أعمل.

ظل متمسكاً بصمته. فشعرت بالالم يغزو قلبها. التفتت لتجد ايناس تنظر اليها بشماته. وقد بدأت ايناس تشعر بوجود خلاف بينها وبين عمر. وانتبهت للوجوم البادى على وجه كل منهما. تلاقت نظرات المرأتين فى تحدى صارخ. تبادلتا نظرات نارية. نظرات ايناس تقول: لن تملكيه أبداً لن يكون لكِ وحدك. ونظرات ياسمين تقول: هو ملكى بالفعل وهو لى وحدى. اشتعلت نظرات التحدى بينهما. وفجأة. لا تعلم ياسمين كيف أتتهى الجرأة لتفعل ذلك. لكنها. نظرت الى عمر و. هوت على شفتيه بشفتيها تقبله بعمق. أمام عيني ايناس التى اتسعت من الدهشة. ثم ضاقت من الغضب. وقامت فى عصبية لتغادر المكان.

لحظات وتفرقت الشفاه ببطء. وتلاقت نظراتهما فى صمت. قال عمر بصوت خافت مضطرب: - ايه اللى انتى عملتيه ده
قالت له بعند وثقه: - انت بتاعى يا عمر. مش هسمحلك تبعد عنى
وضعت كفها على قلبه فشعرت بقلبه ينبض بجنون تحت كفها. فرفعت رأسها تنظر اليه بعينين تشعان حباً. ظل ينظر اليها بصمت. ثم رفع كفه ووضعه على قلبها يستشعر هو الاخر خفقات قلبها. وعيناه تحتويان عينيها. قالت له هامسه: - أنا اسفه. سامحنى بأه.

اقتربا من بعضهما البعض وكأن شيئاً يجذب كل مهما للاخر. لتلتقى شفاههما فى قبله محمومة. ويداه تضمان رأسه اليه. لم يقطعها سوى صوت كريمه الاتى من الفيلا وهى تنادى على عمر. همس اليها عمر بأنفاس متقطعه: - خليكي هنا. هشوف ماما عايزة ايه وأرجعلك.

ابتسمت له و أومأت برأسها. نظر اليها بحب وشغف وأصابعه تتحسس ذرعها العاري. بدا وكأنه لا يريد مفارقتها. انتزع نفسه منها وابتعد عنها بصعوبة وذهب داخل الفيلا. وقفت ياسمين تنتظره وقد وضعت يدها على قلبها وارتسمت ابتسامه على ثغرها. فجأة شعرت بمن يطوقها بذراعه من الخلف ويضع كفه على فمها. حاولت التخلص منه فلم تستطع. حاولت الصراخ. فجاء صراخها مكتوما. شعرت بأنه يجرها فى اتجاه سور الحديقه التفتت اليه وهى تحاول التخلص منه لتفاجأ بوجه مصطفى. نظر اليها بعينين تشعان كرهاً وقال: - حياتى قصاد حياتك يا ياسمين. انتى اللى عملتى كده فى نفسك. لو مكنتيش هربتى منى مكنش ده كله حصل.

حاولت التحرر منه لكنه كان يطبق عليها بقوة. فجأة صرخ من الالم عندما تمكنت من عض يده التى تكمم فمها حتى سال الدم منها. أفلتت منه وأخذت تجرى فى اتجاه الفيلا وهى تصرخ: - عمر. عمر الحقنى
جرى عمر فى اتجاهها وتلقاها بين ذراعيه باكيه وهى تشير الى اتجاه السور وتقول: - مصطفى. مصطفى هنا.

جرى عمر فى الاتجاه الذى أشارت منه ياسمين. أسرع مصطفى بالجرى وتسلق سور الفيلا وقفز من فوقه الى الجانب الاخر بسرعة. لم ينتبه الى تلك الدراجة النارية التى أتت فى اتجاهه وتسير بسرعة جنونية. ارتطمت به لتدفعه بقوة عدة أمتار قبل أن يسقط على الارض والدماء تنفجر من رأسه التى ارتطمت بالارض بشدة. ليقط جثة هامدة.

رحلت الشرطة بعدما أخذوا أقوال ياسمين التى بدت مضطربة للغاية. جلست ياسمين على احدى الارائك وهى مازالت لا تستطيع ايقاف رجفة جسدها. جلس عمر بجوارها ولف ذراعيه حولها وقبل رأسها. قالت كريمه بأسى: - آدى آخرة الظلم. ضيع حياته على الفاضى. هيقابل ربنا يقوله ايه دلوقتى
قالت ثريا بضيق: - كان ملنا ومال المشاكل دى. ما كنا فى حالنا.

نظر اليها عمر بحده. وجذب ياسمين من يدها واستأذن من الجميع وصعدا الى غرفتهما. ألقت ياسمين بنفسها فى حضنه وطوقت رقبته بذراعيها بشدة. أحاطتها بذراعيه وطمأنها قائلاً: - خلاص يا ياسمين. متخفيش
قالت بصوت مرتجف: - خفت أوى لما شوفته. ولما كتفنى. معرفش كان ناوى يموتنى ولا كان ناوى يعمل ايه
قال عمر بحنان: - خلاص انسى متفكريش فى الموضوع ده تانى. خلاص مات ومعدش هيقدر يأذيكي تانى.

جذبها عمر قائلاً: - يلا نامى انتى. وأنا هروح أشوف الثغرة اللى فى السور اللى عرف يدخل منها. عشان أأمنها وميحصلش حاجة زى كده تانى
قالت بلهفه: - لازم تروح دلوقتى
- أيوة معلش. عشان أبقى مطمن
أومأت برأسها. خرج. دخلت الى الفراش وقد شعرت بأنها مرهقة للغاية. حاولت السهر لتنتظره لكنها لشدة تعبها استسلمت لنوم عميق.

فى اليوم التالى زارتها أختها للاطمئنان عليها. كانت ياسمين أفضل حالاً. قالت ريهام: - سبحان الله فى ناس كده بتعيش مؤذية وتموت مؤذية
قالت ياسمين بخفوت: - ربنا يرحمه بأه ويغفرله
- الحمد لله ان ربنا حماكى امبارح ونجاكى منه
- الحمد لله.

رحلت ريهام بعدما اطمئنت على أختها. جاءت الخادمة لتخبر ياسمين أن هناك من يتصل بها على تليفون المنزل. استغربت بشدة. فمن يعرفها سيقوم باللاتصال بها على الموبايل مباشرة. كمان أنها لم تعطى أحداً تليفون المنزل بل هى نفسها لا تعرفه. أخذت الهاتف من الخادمة. كانت تقف فى الردهة الواسعة بالاسفل. قالت بإستغراب: - السلام عليكم
أتاها صوت انثوى: - هاى. انتى ياسمين
- أيوة أنا. مين حضرتك
- أنا نانسي. خطيبة عمر.

شعرت ياسمين بمزيج من الدهشة والغيظ. فهى ليست خطيبته بل خطيبته السابقة. قالت ياسمين ببرود: - أفندم. حضرتك عايزانى فى ايه
قالت نانسي بغِل: - عايزة بس أقولك حاجه يا مدام ياسمين. اذا كنتى فاكره ان عمر نسانى تبقى غلطانه. عمر مستحيل ينسانى انتى متعرفيش ايه اللى حصل بينى وبينه فى بيت المزرعة
صمتت ياسمين للحظة ثم قالت بغضب: - مسمحلكيش تتكلمى عن جوزى بالطريقة دى.

حاولت نانسي بث سمومها مرة أخرى فقالت: - حتى لو قولتلك انى عندى دليل على اللى أنا بقوله
قالت ياسمين بثقه وبدون تردد: - أنا واثقة فى جوزى جداً وفى أخلاقه. وميهمنيش الدليل اللى بتقولى انه معاكى لانى مستحيل أصدقك. حتى لو عمر قالى الكلام ده بنفسه مش هصدقه. لو سمحتى متتصليش ببيتي تانى. يا إما هعملك مشاكل انتى مش قدها.

قالت ذلك وأنهت المكالمة وهى تشعر بالحنق ووقفت تستعيد هدوءها للحظة. ثم. التفتت لتجد عمر فى مواجهتها. تبادلا نظرة طويلة صامته. كانت ملامحه خاليه من أى تعبير ولم تستطع فهم نظرته. قال: - مين اللى كان بيتكلم
قالت بصوت خافت: - نانسي
- قالتلك ايه
ابتلعت ريقها قائله: - كانت بتحاول تقنعنى ان فى حاجه حصلت بينكم فى بيت المزرعة.

نظر اليها قليلاً. ولكن بصمت. ثم تركها ودخل مكتبه حيث كان ينتظره والده فى الداخل. اندمجا معاً فى العمل. وقضت ياسمين يومها بصحبة كريمة. كانت ياسمين تفكر فى مشكلتها مع عمر. ترى هل سيسامحها يوماً. هل سيلغى فكرة الطلاق من رأسه أم مازال مصر عليها. كانت حائرة مشتتة. لكنها لم تخبر كريمة أو أختها أو حتى سماح لوجود مشكلة بينها وبين عمر. فى المساء بعد العشاء استأذنت ياسمين وقالت أنها متعبة وتريد النوم. قالت كريمة:.

- هتنامى بدرى كده. مش عادتك
قال نور بإهتمام: - تعبانه ولا حاجه يا ياسمين
قالت بسرعة: - لا يا عمو أنا كويسة بس حسه انى عايزة أريح شويه
قالت كريمه بحنان: - طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
- تصبحى على خير.

قبل أن تغادر ألقت نظرة على عمر الجالس فى مكانه والذى بدا عليه الضيق لكنه لم يعيرها أى انتباه. بعد ساعتين. صعد عمر الى غرفتهما. لم يجدها بالداخل وسمع صوتاُ فى الحمام. توجه الى الشرفة وفتحها ووقف فيها. فجأة شعر بحركة خلفه. استدار لتتسع عيناه من الدهشة. أسند ظهره الى السور. كانت ياسمين ترتدى فستان زفافها. وهى بكامل زينتها. كانت تبدور كأميرة. بل كملكة متوجة. أحسنت وضع زينتها. فكانت فى أبهى صورة. وصففت شعرها بفورمه ناسبت شكل وجهها. كانت غاية فى الاناقه والرقه والجمال. وقفت على باب الشرفة. تطلع اليها عمر وعيناه تلمعان اعجاباً وانبهاراً. لكنه بقى صامتاً كما هو، لم يوجه اليها كلمة. ولم يقترب منها. أتعبها هذا الصمت الذى طال. فإقتربت وقفت على بعد خطوتين منه. قطعت هذا الصمت وهى تتطلع اليه قائله: - أنا آسفة يا عمر. عارفه انك زعلان منى أوى. بس أنا آسفة.

قطع صمته وقال بهدوء: - أنا مش زعلان منك يا ياسمين. أنا مجروح منك
نظرت اليه برجاء وقالت: - انت قولتلى انى مكنتش صريحة معاك وده صح فعلا. وقولتلى انى مكنتش واثقة فيك وده صح فعلا انا مكنتش بثق فيك زى ما أنا بثق دلوقتى. بس انت قولتلى انى محبتكش. انت غلطان يا عمر.
ثم قالت بصوت متهدج: - انا بحبك أوى يا عمر. ازاى مش حاسس بيا.

قال بهدوء وهو مازال بعيداً عنها: - انا مشفتش منك حاجه تدل على الحب ده يا ياسمين. أنا اللى كنت طول الوقت بقربلك وانتى اللى كنتى بتبعدى
نظرت اليه بألم وقالت: - آسفة بجد. اتصرفت غلط. سامحنى بأه يا عمر
اقتربت منه خطوة ونظرت الى فستانها وتطلعت الى عينيه قائله بهمس: - عمر. أنا أول مرة ألبس فستان فرح. أنا لابساه عشانك انت. عشان انا عروستك
قال بدهشة: - يعنى ملبستيش فستان فرح قبل كده
- لا
- ليه؟

- مكنتش حسه انى عايزة ألبسه
لانت ملامحه قليلاً وهو يتطلع اليها. فعلمت أنها حققت هدفاً. اقتربت منه أكثر ووضعت كفيها على صدره وتطلعت اليه بحب قائله: - متقنعنيش انك معدتش بتحبني لانى مش ممكن أصدق
شعرت بدقات قلبه تتزايد تحت كفها فإبتسمت له قائله بصوت خافت: - فاكر لما قولتلى واحنا أعدين عند الشجرة انك كان نفسك تكون الاول فى حياتى
ظهرت علامات الضيق على وجهه وقال: - انتى ليه جبتى سيرة الموضوع ده دلوقتى.

اقتربت من أذنه هامسه: - انت الاول يا حبيبى
أمسكها من ذراعيها ونظر فى عينيها بدهشة قائلا: - بتقولى ايه
ابتسمت بفرح وخجل: - بقولك انت الاول يا عمر
بدا وكأنه مصدوم أخذت عيناه تنظران اليها وكأنهما تخترقانها. قال بصوت مضطرب: - ازاى
قالت مبتسمه: - انت السبب.

مازالت علامات الدهشة مرسومة على وجهه فأكملت بهم: - لما خبطنى بالعربية اضطرينا نغير معاد الفرح عشان رجلى كانت فى الجبس والمعاد الجديد مناسبش الايام اللى كان واخدها أجازة من شغله وبعدين سافر ولما رجع حصلت المشكلة وسبت البيت
كانت عيناه تحتويانها. لا بل تلتهمانها. لكم تعشق تلك النظر من عيناه. قال بصوت متهدج وأنفاس متقطعه: - يعني هو ملمسكيش أبدأ
- لا أبداً
- ولا مرة
- ولا مرة.

همست له: - أنا بتاعتك يا عمر. بتاعتك انت وبس. بس انت...
أسكتها بشفتيه اللاتان التحمتا بشفيته فى نهم. لم تكن قبلة بل سلسلة من القبلات الحارة المتعطشة للمزيد. أسند جبينه الى جبينها هامساً: - هو الفستان ده ليه سوسته
ابتسمت هامسه: - أيوة
- مش عايزانى أفتحالك
ضحكت فى خجل فأكمل: - أصل أنا عندى حالة نفسيه كل ما أشوف سوسته مقفوله لازم أفتحها
نظرت اليه بتحدى قائله: - أى سوسته؟

ابتسم قائلاً: - لا بصراحة الحالة دى مجتليش الا من يوم ما عرفتك. انتى السبب ولازم تعالجيني
همست قائله: - أعالجك ازاى
- سبيني أفتح السوسته
- ده علاجك يعني
- أيوة ده علاج رهيب. مفعوله سحر. وانتى بس اللى تقدرى تعالجيني
ابتسمت له بخجل وهى تتطلع الى عينيه التى لم تفارق عينيها لحظه. طبع قبلات صغيرة على وجهها وثغرها ودون أن يتوقف عن تقبيلها لف يده حولها وفتح سوسته الفستان ببط. و...

استيقظت ياسمين على شفتيه التى تتحسس وجهها وتقبلها فى حنان. فتحت عينيها وابتسمت قائله: - صباح الخير
ابتسم قائلاً: - حاف كده
طبعت قبله على ثغره وقالت: - صباح الخير يا حبيبي
قبل يدهل قائلاً: - صباح النور يا حبيبتى
جلست ونظرت الى الساعه وهتفت: - ايه ده احنا اتأخرنا فى النوم أوى. يلا ننزل زمان ماما كريمه قلقت علينا.

أعادها مرة أخرى الى حضنه وأشار جوانب السرير قائلاً: - شايفة السرير ده. ممنوع تنزلى منه الا عشان تدخلى الحمام أو عشان تصلى. غير كده ممنوع
ضحكت قائله: - طيب والاكل ناوى تجوعنى
ابتسم مقترباً منها وقال: - هجبلك الاكل لحد عندك
ابتسمت هامسة: - بس أنا خايفة أتعود على كده
بدأ فى تقبيلها هامساً: - أنا عايزك تتعودى على كده
توقف عن تقبيلها ونهض فجأة. فقالت له: - رايح فين.

فتح الدولاب وأخرج منه علبة قطيفه وعاد الى جوارها. ألبسها شبكتها ودبلها وألبسته دبلته. ضحكت قائله: - أول مرة فى حياتى أشوف عروسة بتلبس شبكتها فى السرير
قبلها قائلاً: - الحفلة بعد تلت أيام ان شاء الله. لو تحبي ألبسهالك تانى فى الحفلة مفيش مشكلة
ابتسمت قائله: - لا هتكسف تلبسهالى أدام الناس دى كلها. وبعدين انت خلاص لبستهالى.

لمس السلسلة التى لا تخلعها من رقبتها أبداً وقال: - أيوة كده خليكي لبساها على طول. مش عايزك تقلعيها خالص
قالت بدلع: - حاضر يا حبيبى
عادت عيناه تلتهمانها مرة أخرى وقال: - انتى خطر عليا على فكرة
و. التحمت الشفاه والارواح مرة أخرى.

قضيا طيلة اليوم فى غرفتهما حتى أصرت كريمه على نزولهما من أجل عمته التى حضرت. نزل عمر و ياسمين. كانت تبدو مختلفة. فرحة سعيدة. مبتهجة. كانا يشبكان أصابعهما ببعضهما البعض. ألقت عليهما ايناس نظرة حقد ثم أشاحت بوجهها فى عصبيه. أيضاً ثريا كانت ترمقهما بنظرات غير مريحة. قالت ثريا ساخرة: - ايه عروستك وخداك مننا ولا ايه
تنهدت ياسمين فى ضيق فقال عمر: - ايه لزمته الكلام ده يا عمتو. ما انا معاكوا اهو.

التفتت اليها ثريا وقالت بنبرة ساخرة: - اللى يشوف كدة يقول عروسه جديده
احمرت وجنتاها خجلاً وغضباً فى آن واحد. قال عمر بتحدى: - هى فعلاً عروسة جديدة
نظرت اليه ثريا قائله: - آه عروسه فرز تانى
كادت ياسمين ان تغادر. لكن عمر أوقفها ولف ذراعيه حولها وقربها منه. ثم نظر الى عمته قائلاً بتحدى: - يعني ايه فرز تانى
- يعني يا حبيبى كانت متجوزة قبل كده.
قال عمر بحزم: - لا مكنتش متجوزة قبل كده.

رفعت ياسمين نظرها الى عمر قائله: - عمر خلاص.
حاولت التحرر من بين ذراعيه لكنه أطبق عليها بشدة وقال لعمته: - الاولانى ده ملمسهاش. يعني ياسمين كانت بكر لما اتجوزتها.

نظرت اليه عمته بدهشة وقد ألجم لسانها. أما ايناس فقد شعرت بحقد فوق حقد. فأكمل عمر بصوت هادر: - يعني مفيش داعى لكلامك وتلميحاتك كل شوية. هى متفرقش حاجه عن أى بنت تانية بتتجوز لاول مرة. لا مش بس كده. هى أفضل من بنات كتير أوى بتتجوز لاول مرة. مراتى مش زى أى بنت. هى بنت غالية أوى وعالية أوى وقيمتها عندى كبيرة أوى. وأنا معرفتش ان ربنا بيحبنى الا بعد ما رزقنى بيها. لان الطيبون للطيبات. ومش عايز الموضوع ده يتفتح تانى أبداً.

ابتسمت كريمه التى كانت تشفق على ياسمين من معاملة ثريا. شعرت ياسمين بالسعادة ودمعت عيناها فرحاً وهى ترى زوجها. يرفع من شأنها أمام أهله. ويتحدث عنها بتلك الطريقة. لم تبالى بنظرات أحد وألقت برأسها على صدره. قبل عمر رأسها ومسح على شعرها. فقامت ايناس لتغادر مع ثريا التى قالت أن لديها بعض الاعمال الهامة. وما هى الا حجة بعدما أفلست وألجم لسانها ولم تجد ما تقوله من كلمات.

أتى يوم الحفل. فى صباح اليوم. بدا الجميع مهتماً بتفاصيل اعداد الحفل. كانت ياسمين مع ثريا و ريهام فى غرفة المعيشة يتناقشون حول بعض تفاصيل الحفل. عندما أتى عمر قائلاً: - ياسمين. فين البدلة بتاعتى؟
التفتت اليه قائله: - فى الدولاب يا عمر
- لا. تعالى شوفيها
قالت بدهشة: - أنا واثقه انها فى الدولاب
قال بإصرار: - طيب تعالى شوفيهالى.

صعدا معاً الى غرفتهما وكادت أن تتجه الى الدولاب لكنها أوقفها وأطبق ذراعيه حولها قائلاً: - وحشتيني
ابتسمت قائله: - كنت بتستدرجنى يعني
ابتسم بخبث ومرح وقال: - أيوة الله ينور عليكي. كنت بستدرجك. ودلوقتى انتى وقعتى أسيرة فى ايدي
قالت بدلال: - طيب ممكن تسيبنى أمشى عشان فى حاجات كتير ورايا لازم أعملها مع ماما كريمه
- تؤ. ممنوع. لازم تديني الدوا بتاعى الاول لان حالتى حرجه
- لو تعبان يا حبيبى روح للدكتور.

اقترب منها هامساً: - مفيش دكتور غيرك يقدر يعالج حالتى
بثها حبة وشوقه ولهفته. وكانت هى مستسلمة لعبثه بها. حتى قالت: - خلاص خدت الدوا ممكن ننزل بأه ماما كريمه على أعصابها من امبارح
ابتسم وقبلها قائلاً: - ماشى يلا ننزل. أنا عارف ماما وقت ما بيكون فى حفلة. طول عمرها دقيقة وبتحب كل حاجة تكون مظبوطة
حاولت القيام لكنه جذبها مرة أخرى وقبلها قبلة طويلة.

بعد ساعة خرجا معاً الى غرفتها وهما ينزلان على الدرج أوقفها وثبتها الى الحائط قائلاً: - بقولك ايه متيجي نهرب من الحفلة دى. وأخدك ونطلع على المزرعة
قالت بجديه وهى تحاول أن تبتعد عنه: - عمر ماما كريمه زمانها على نار. اتصلت بينا أكتر من مرة يلا انزل
تركها على مضض قائلاً: - يلا انزلى روحى لماما كريمه بتاعتك ابقى خليها تنفعك.

قالت كريمه وهى تصعد الدرج: - آه ما شاء الله انتوا الاتنين واقفين تتسايروا مع بعض. وأنا ملبوخه لوحدى تحت. يلا يا عمر شوف الناس اللى بيظبطوا الترابيزات والزينه بره. وانتى يا ياسمين يلا تعالى معايا عايزاكى.

نزلت ياسمين معها واندمج كل فى عمله. فى المساء خرج الحفل بشكل رائع. حضر جميع أصدقاء ومعارف العائله. وتعرفت عليهم ياسمين. أحبت البعض وتحفظت تجاه البعض. وشعرت بسعادة غامرة عندما رفض عمر بأدب أن يسلم على النساء فى الحفل بيده. وأجاب بطريقه مرحه: معلش أصل المدام بتغير
كانت واقفه تتحدث الى احدى السيدات. عندما اقترب منها عمر فابتسمت المرأة وقالت ل عمر: - ازيك يا عمر. ألف ألف مبروك عروستك عسوله أوى.

ابتسم عمر قائلاً: - الله يبارك فى حضرتك
استأذن عمر وجذب ياسمين. قال وهو ينظر ليها بخبث: - بقولك ايه هو الفستان ده ليه سوسته
نظرت اليه بدهشة قائله: - عمر احنا فى وسط الحفلة
- ما احنا خلاص سلمنا على الناس وباركولنا وهنونا.
قال وكأنه انتبه الى شئ: - اه نسيت أقول لجنابك ايه الروج اللى انتى حطاه ده
قالت مبتسمه: - ايه عروسه. محطش روج يعني
قال بجديه: - الروج ده لازم يتمسح.

نظرت اليه قائله: - طيب ثوانى هروح أشوف منديل
همت بالمغادرة لكنه أمسك ذراعا يوقفها وقال هامساً: - لا تعالى وأنا أمسحولك
ضحكت قائله: - عمر اعقل احنا فى حفلة
جذبها من يدها قائلاً: - تعالى بس مش هنتأخر
سار بها حتى باب الفيلا لكنه وجد والده يقف ضاحكاً مع بعض الرجال فعاد أدراجه مرة أخرى وقال: - لو شافونى مش هيسبونى النهاردة.

قالت ياسمين وهو يجذبها من يدها خلفه ضاحكه: - يا عمر اعقل. احنا فى حفلة. الناس جايه عشانا
ذهب اتجاه باب المطبخ لكنه وجد والدته تقف وتعطى تعليمات للعاملين فعاد أدراجه قائلا: - ماما لو شافتنى هتديني محاضرة سايب ضيوفك ليه
- أيوة معاها حق. مينفعش نسيب الضيوف كده
التفت اليه قائلا بعند: - مش سايبك الا لما امسحلك الروج ده عشان تحرمى تانى مرة تحطى روج أدام حد غيري.

هتفت قائله: - يا سلام على الحجج. ما أنا ممكن أمسحه بمنديل
جذبها من يدها وسار بها مرة أخرى قائلاً: - لا غلط تمسحى الروج بمنديل. دى طريقة مش صحية أبدا
ضحكت قائله: - أمال ايه هى الطريقة الصحية
- تعالى وأنا أقولك. بس ألاقى بس مكان ينفع أشرحلك فيه
نظرت اليه بدهشة عندما أدخلها الجراج وهتفت وهو يغلق باب الجراج جيداً من الداخل: - بتهرج يا عمر. فى الجراج
جذبها وأدخلها احدى السيارات وجلس بجوارها قائلا.

- هو انا لقيت مكان تانى وقولت لا
حاولت الخروج من الباب الاخر قائله: - انت مجنون على فكرة. الضيوف اعدين بره لوحدهم وانت اعد هنا تفتح فى سوست
جذبها قائلاً: - شوية ونرجعلهم
نظرت اليه قائله: - ماما كريمه زمانها بتدور علينا. وبعدين ال...
وضع أصبعه على فمها لاسكاتها ثم جذبها الى حضنه. وعانقها عناقاً طويلاً. قالت هامسه: - بحب حضنك أوى يا عمر. بحس انى مش عايزه أخرج منه أبداً. عمر احضنى كده على طول.

رفع رأسها اليه وغاص فى بحر عينيها هامساً: - وأنا نفسي ميتعديش عن حضنى لحظه. مبقتش عايزك تبعدى عنى ولا حتى ثانيه واحدة. مش عايز حاجه تشغلك عنى أبداً. عايز أبقى كل حياتك يا ياسمين
نظرت اليه بحب قائله: - انت كل حياتى يا عمر
همس لها: عارفه بتوحشيني حتى وانتى معايا وفى حضنى. ولما بتبصيلى كده. بحس انى بضيع.

التحمت شفاههما فى قبلة طويله بث كل منهما الاخر حبه وشوقه ولهفته. وسبحا معاً فى بحار العشق حتى. هبطا برفق الى الدنيا من جديد. قبلها هامساً: - انتى عملتى فيا ايه. جننتيني بيكى خلاص
قبلته وابتسمت: - انا معملتش حاجه أنا بريئة
داعب وجهها بوجهه قائلا: - بريئة. ده انتى جباره
ضحكت بسعادة. قالت له: - عمر هتفضل تحبنى كده على طول
- أيوة هفضل أحبك كده على طول
قالت بمرح: - حتى لو كبرت وعجزت وبقيت كركوبه وشكلى وحش.

ابتسم قائلاً: - أيوة حتى لو بقيتي كركوبة
وأشار الى قلبها قائلاً: - مش مهم عندى اى حاجه تانية تتغير. بس المهم ان ده يفضل زى ما هو وميتغيرش
عانقته قائله: - أوعدك يا حبيبى هيفضل زى ما هو. ومش هيتغير أبداً.
رفعت رأسها فجأة وهتفت: - يارب. نسينا الناس. قوم يا عمر بسرعة. الضيوف زمانهم بيدوروا علينا
ماكادا يخرجان من الجراج حتى اتصلت كريمه قائله بحده: - عمر انت فين. سايب ضيوفك لوحدهم ليه.

قال عمر وهو يحاول البحث عن مخرج: - أنا جاى حالا يا ماما
- و ياسمين فين هى كمان. مش باينه ليه
قال عمر وهو ينظر اليها بخبث: - أصل ياسمين كانت سوسته الفستان مضايقاها فكنت بفتحهالها. قصدى بظبطهالها
لكمته ياسمين يكوعها فى صدره. فصرخ متألماً: - آآآآه
قالت كريمه:
- ايه مالك يا عمر
نظر الى ياسمين شزراً وقال: - مفيش يا ماما اتخبطت فى مسمار
- عمر حالا تكون أدامى. حالاً.

أخذت كريمه تنظر الى الضيوف مبتسمه وهى تهز برأسها مرحبه. حتى وقع نظرها على عمر و ياسمين القادمان فتوجهت اليهما مسرعة وقالت: - كنتوا فين وسايبين ضيوفكوا كده
قالت ياسمين بحرج: - معلش يا ماما هروحلهم حالا
نظرت كريمه اليهما بشك ثم أخرجت منديلاً من حقيبتها وأعطته الى عمر قائله: - امسح الروج اللى على رقبتك يا عمر
شعرت ياسمين بحرج بالغ واحمرت وجنتاها. فقال عمر:.

- آه. أصل ياسمين وهى ماشيه مخدتش بالها فاتخبطت فيا
ثم التفت الى ياسمين قائلاً: - بعد كده تبقى تاخدى بالك وانتى ماشيه فاهمه
نظرت اليه بغيظ. فقالت كريمه
- يلا الناس الناس بتسأل عليكوا
التفتت تسبقهما والابتسامه على شفتيها.

بعد سبعة أشهر...
استيقظت ياسمين وأيقظت عمر قائله: - عمر الحقنى. عمر
استيقظ فرعاً وقال: - فى ايه
قالت وهى تتألم: - بسرعة يا عمر شكلى بولد
هب عمر واقفاً وأحضر ملابسها سريعا وصراخها يتعالى. ألبسها بسرعة وقال: - متخفيش يا حبيبتى متخفيش
قالت وهى تتألم بشدة: - مش قادرة يا عمر. مش قادرة
حملها وخرج بها مسرعاً وقال: - قولتلك بلاش نروح المزرعة دلوقتى انتى اللى اصريتي.

قالت وهى وسط صرخاتها المتألمه: - وأنا كنت أعرف يعني انى هولد فى السابع
جرى بها عمر وأدخلها السيارة وانطلق بها الى المستشفى. تعالت صرخاتها فقالت الطبيبة بعد فحصها: - لسه شوية
فقال عمر وهو ينظر الى زوجته بأسى: - مينفعش تديها حاجه تخفف الالم شوية
التفتت له قائله ببرود: - متقلقش كل ده طبيعى وأنا أفضل انها متاخدش حاجه
قالت ياسمين بغيظ وهى تصرخ: - أنا أفضل آخد. هو أنا اللى هولد ولا انتى.

خرجت الطبيبة وهى تعطى تعليماتها للمرضة. التفتت ياسمين الى عمر قائله بحده من بين صرخاتها: - اعمل حسابك مفيش سوست تانى هتتفتح. خلاص حرمت. هشيل كل السوست من هدومى وأشمعها بالشمع الاحمر
ضحك عمر ضحكة مكتومة وكذلك الممرضة. نظرت اليها ياسمين بغضب فأخفت ابتسامتها وواصلت وضع المحاليل لها. التفتت الى عمر قائله بغضب: - انت السبب. انت اللى عملت فيا كده.

ضحك قائلاً: - هو انا غصبتك على حاجه ما كله كان برضاكى يا ياسمين
ضحكت الممرضة مرة أخرى. فنظرت اليها ياسمين نظرة قاتله فخرجت فوراً من الغرفة. اقترب عمر منها وجلس بجوارها وأمسك بيدها. ووضعه يده الاخرى على رأسها وظل يقرأ ما حفظه فى الشهور الماضية من القرآن.

بعد نصف ساعة فى غرفة العمليات سمع أصوات الرضيعه. خرجت الممرضة تعطيها له وهى تلفها. حملها بين ذراعيه ونظر اليها. خفق قلبه بشدة واغرورقت عيناه بالدموع. أمسك كفها الصغير بأصابعها الصغيره الرقيقة وطبع عدة قبلات حانيه عليها. وأذن فى أذنها. وقبل جبينها. ثم التفت الى الممرضة وسألها بلهفه: - ياسمين كويسة
ابتسمت تطمئنه: - أيوة كويسة شوية وهتخرج.

اجتمع الجميع فى المستشفى وحضرت ريهام و كرم. و سماح و أيمن وابنهما الرضيع زياد. و كريمة و نور. كانت سعادة الجميع غامرة بتلك الصغيره التى تبادلوا حملها فى سعاده. اقتربت ريهام من ياسمين قائله: - ياسمين هى الولادة دى حاجه صعبه
نظرت ياسمين الى سماح قائله: - اسألى سماح
ضحكت سماح وقالت: - لا بلاش أنا بالذات. أنا فضحت الدنيا يوم ولادتى
قالت ريهام بقلق: - انتوا هتقلقونى ليه بأه.

وضعت سماح يدهل على بطن ريهام المنتفخة قليلا وقالت: - انتى لسه بدرى عليكي. متقلقيش نفسك من دلوقتى
هتفت ريهام: - ده انا هموت من القلق. وانتوا بترعبونى اكتر
قالت ياسمين ضاحكة وهى تغمز ل سماح: - لا متخافيش. ده زى شكت الدبوس بالظبط
كتمت سماح ضحكتها وقالت: - آه صح. شكت دبوس
وقف الاصدقاء الثلاثة معاً فى الخارج. قال كرم الذى يحمل الصغيرة: - دى صغيره أوى يا عمر. ده أنا حتى خايف أشيلها.

ضحك عمر قائلاً: - معلش بكرة تكبر يا كرم
ابتسم أيمن قائلاً: - يلا عقبالك انت كمان. ربنا يرزقك ببنوته زيها
هتف كرم: - لا أنا مش عايز بنات. كفايه عليا واحدة فى البيت. اذا كان واحدة ومطلعة عيني. مش هقدر انا على اتنين حريم فى البيت. أنا عايز ولد عاشن نبقى اغلبيه ساحقه و ريهام تحس انها أقليه
ضحك أيمن و عمر الذى قال: - أغلبيه ايه واقليه ايه يا ابنى هو برلمان.

قال كرم بمرح: - ما انتوا متعرفوش اللى بيحصل فى صاحبكوا. أنا قولت من الاول مالى ومال الجواز
قالت له ريهم الواقفه خلفه: - بتقول حاجه يا كرم
التفت اليها بسرعة قائلاً: - كنت بقول ل عمر و أيمن. ما أحلى الجواااااز. نعيم نعيم نعيم
رفعت حاجبها قائله: - آه. ماشى
رحل الجميع الى بيت المزرعة. وعاد أيمن و سماح وابنهما الى بيتهم
قالت سماح ل أيمن: - كويس ان مازن نام فى العربية. والا كان هيتعبنى فى نومه.

قال أيمن بهدوء: - شششش بس ليصحى أنا مصدقت انه نام عشان أعرف استفرد بأمه اللى أنا مش عارف أطولها من ساعة ما شرف
ضحكت سماح قائله: - معلش هو فى الاول كدة. وبعد كده نومه هيتزبط ويبطل عياط
نظر اليها أيمن وقبلها وهمس لها: - طيب سبيه نايم بأه وتعالى قبل ما يصحى والليلة تبوظ
ابتسمت له فعانقها وضمها الى صدره بقوة.

دخل كرم و ريهام الى احدى الغرف ببيت المزرعة. وقفت ريهام تغير ملابسها فاقترب منها كرم التفتت اليه قائله: - مخصماك على فكرة
ابتسم قائلاً: - ليه يا حبيبتى
قالت بدلع: - عشان اللى قولته لصحابك فى المستشفى. ماشى يا كرم مكنتش أعرف انك ندمان على جوازك منى بالشكل ده
لفها اليه ونظر فى عينيها قائلاً: - انتى مجنونة. أنا اندم انى اتجوزتك. ده انتى حب حياتى. ده انتى كل حاجة حلوة فى حياتى يا ريهام.

ابتسمت قائله: - بجد يا كرم
- بجد يا حبيبة قلب كرم
قالت بدلع: - وأنا اتأكد ازاى من كلامك ده
ابتسم بخبث قائلاً: - طيب تعالى بسرعة عشان اثبتلك
قال بجديه: - لا يا كرم مش بسرعة مبحبش الكروته
ضحك قائلاً: - طول عمرك ناصحه ومبتسبيش حقك يا ريهام
وضعت يديها فى وسطها وهتفت: - قصدك ايه يا كرم
- لا ولا حاجه. فاكره ليلة دخلتنا يا ريهام كنتى بنوته رقيقة وبتتكسف وأعدتى أدامى بالاسدال مكسوفه تقلعيه.

ثم هتف قائلاً: - أما دلوقتى بقيتي بجحه وقليلة الادب
قالت بغضب: - أنا بحجه وقللية الادب يا كرم
- أه يا ريهام. أكدب يعني. الكدب حرام. أه بحجه وقليلة الادب
لكمته قائله: - ومين اللى خلانى قليلة الادب يا كرم. مش انت
اقترب منها ضاحكاً: - بحب أغيظك أوى يا ريهام مش عارف ليه. بستمتع أوى وأنا بغيظ فيكي
- اوعى يا كرم أنا مخصمالك. يلا روح اتغطى ونام
قبلها قائلاً: - انا مش أد خصامك
- لا قده.

- والله ما قده. خلاص أنا آسف متزعليش
قالت بدلع: - لا أنا شايله فى قلبي منك يا كرم
حملها بين يديه ووضعها على السرير قائلاً: - طيب سبيني أصالحك
قالت بدلع: - وترجع تقول عليا قليلة الادب
- يا ستى وانتى مالك انتى. أنا بحب قلة الادب. عايزك قلى أدبك على الاخر. ها على الاخر.
جلست عمر بجوار ياسمين على السرير وابتسم وهو يراها ترضع الصغيره وقال: - مش قادرة أصدق. القمر دى تبقى بنتى.

ابتسمت ياسمين قائله: - أموره أوى صح. وصغنونه أوى
أمسك عمر أصابعها الصغيره ولفهم على اصبعه وقبلها. التفت الى ياسمين وقبل رأسها قائلاً: - ربنا يخليكوا ليا انتوا الاتنين وتفضلوا منورين حياتى على طول
نظرت اليه ياسمين قائله: - هنسميها ايه. أنا احترت. لسه مااستقرناش على اسم
قال عمر: - لا أنا خلاص اخترت اسمها
- ايه هو؟
نظر اليها بشك قائلاً: - خايف ميعجبكيش.

ابتسمت وقالت: - طالما انت اللى اخترته يا عمر أكيد هيعجبنى
نظر فى عينيها قائلاً: - نفسي أسميها عائشة
نظرت اليه: - اشمعنى عائشة
نظر الى الصغيرة وهو يمسح وجهها بأصابعه وقال: - على اسم أم المؤمنين عائشة. لما قرأت عنها حبيتها أوى. وحبيت انى أسمى بنتي بإسمها
ثم نظر الى ياسمين وقال: - عجبك؟
انحن لتطبع قبلة على فمه وقالت: - طبعاً عجبنى
اقترب منها ونظر اليها بعتاب قائلاً: - كده تقوليلى مفيش سوست تانى.

ابتسمت وقالت: - أنا قولت كده
أومأ برأسه فقالت هامسه: - لا أكيد مكنتش أقصد. أكيد مكنتش فى وعيي
اقترب منها أكثر ونظر اليها بشوق قائلاً: - إلا قوليلى هو النفاس ده بياخد كام يوم
- يعني بيقولى اربعين يوم ممكن أكتر ممكن أقل
هتفت: - نعم اربعين يوم مين أدامك 3 ايام بالكتير
هتفت: 3 - تيام ايه عمرك شوفت واحدة نفاسها كان 3 تيام
- اتصرفى
- ايه اللى اتصرف هو بمزاجى
قبلها برقه قائلاً: - أصلك بتوحشيني أعمل ايه يعني.

همست له: - وانت كمان بتوحشنى
أبوس ايدك بلاش السهوكه دى دلوقتى يا اما هتلاقى السوست كلها اتفتحت.

ضحكت ونظرت الى زوجها ابنتها بسعادة. لم تنسى أن تحمد الله على ما رزقها. وعلى ما عوضها به عن كل ما قاست فى حياتها فكان جزاء صبرها تلك السعادة التى بين يديها. ودعت الى والديها بالرحمة والمغفرة. نظر عمر الى ابنته الصغيره والى زوجته. وقبل جبين كل منهما ولف ذراعيه حولهما وهو يعاهد الله عز وجل على أن يحافظ على تلك الامانة التى ائتمنه عليها. تبادلا نظرات صامته تشى بحب كل منهما للاخر وتمسك كل منهما بالاخر. ورغبة كل منهما فى اسعاد الاخر. والتقت الشفاه لتمضى عهداً بالحب والمودة والرحمة والتسامح والمشاركة. طوال العمر.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة