قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وستون

داخل مخفر الشرطة،
يقف كلا الجسدان المتعاركين والمصابين بعدة اصابات ملاعب بالغة أمام الشرطي الذي ينظر بملل نحوهما
مشاغبات رجلين نحو امرأة قد كثرت منذ انتقاله الي حي الأغنياء، هو حتى لا يجد أي جريمة تثير انتباهه فبالنهاية كل مشكلة تنتهي بمصالحة ودية نظرًا لعدة مصالح
أو مطالبين بعدم تدخل الشرطة
والسلطات العليا فوقه هي لديها القبضة للتحكم بالقرارات..

ابتسم بسخرية وهو يتناول شطيرة الفلافل بتلذذ متابعًا تراشق كلمات الرجلين الثورين والفتاة جالسة بإرتعاد، لم يكن منتبهًا لها مطلقًا حينما فوجئ بإقتحام عساكر الشرطة ورجلين كلا منهما متوعدًا للأخر بالحبس، لكن احد منهما انتبه لها وهو يسمعها تقريعًا قويًا بالغًا والفتاة تناطحه بعناد مفضلة البقاء معه، وهو كرجل لبق وكما تجري العادات هنا خاصة في هذا القسم المرفهة، يجلب العصائر واسم أي مطعم مفضل لهم حتى تنتهي تلك الساعات المملة عائدين للمنزل في آخر النهار.

علا صوته وهو يلتقط قطعة طرشي متناولا اياها بتلذذ قائلا تجاه الفتاة التي ترتشف العصير بحذر تحت اصرار أخضر العينين شامي اللهجة..
-محتاجين أقوالها، بما ان الانسة معنية بالأمر
ارتعد جسد بيسان فورًا وسقط العصير منها، ليغلق الرجل جفنيه بيأس، الآن يجب عليه إرسال السجاد إلى المغسلة، صاح أخضر العينين بعينين تقتحن شررًا قائلاً بحدة
- لا، بيساان ما الها علاقة.

بداخله يسبها ويلعنها، يلعن غبائها، وعقلها التيس، لقد أصرت أن تكون بجوار حبيب القلب حينما ذهبوا للمشفى مطالبًا بتقرير مفصل كي يستطيع الذهاب به إلى المخفر، وهو زاده الأمر عنادًا ليفعل بالمثل
وكلمته ضد كلمة الآخر
وليقرر الشرطى أيهما صاحب حق، وأيهما الجاني
لكن ما زاد الأمر ضيقًا عنده حينما تجاهلته، ذاهبة لأقرب ممرضة متسائلة عن أحواله
وكأنه كلب أجرب تخشى التعامل معه.

طحن ضروسه بغل، وداخله يقسم انه سيعيد تربيتها، لن يمر أي خدش اصابها من حبيب القلب مرور الكرام
سيطالبها بتعويضات مالية بالغة
ورعاية صحية ممتازة، حتي يسترد عافيته
لقد أصابه الأحمق برضوض في صدره
لكن ابتسامة متشفية زينت ثغره وهو يرى الحامل المعلق حول رقبة الآخر، لقد كسر ذراعه الأيمن التي مدت نحو ما لا يجوز له، بل محرمة عليه.
علا صوت تلك المائعة وهي تعنفه بغيظ.

- ويفيد بايه يا مخ تور انت وانت السبب اللي دخلني هنا
فقط لو كان يتمتع بخصوصية تامة معها، سيعلم كيف ينظف لسانها الممدد هذا، يل سيغسله بجميع سوائل التنظيف، أو الأسهل أن يقوم بقص لسانها
دمدم بهسهسة غاضبة وهو يحدجها بنظرة قاسية
- انتي مجنونة، لك مو قلتلك بعدي وروحي
الا ان جملتها التالية بمثابة انفجار بركاني، هز جميع ثوابته، واستحالت ارضًا نارًا
- دي غلطتي اني خفت عليك.

عينيه ألجمت عينيها من الفرار، أزاحت غشاوة الغضب وهو يرى الغضب والقلق متوجهين نحوه فقط، عينيها لا تنظر الذي يجلس بمقابلته
عينيها له
وعليه
قلقها وذعرها كان خوفًا عليه
انتشي بسعادة، ورغم ان المسكن بدأ يزال مفعوله شاعرًا بأنين وحطام بالجسد، لكن كلماتها اذهبت اوجاع في أدراج الرياح.
غمغم بفظاظة
- أي غلطتك انت.

زمجرت بيسان بوحشية ليري ذلك التألق في عينيها، دائمًا ما أحب رؤيته لذلك الشرر المتألق في عينيها الدباحتين
هما مصدر تهلكته
تمتمت بحدة
- غسان متبقاش بجح، انت كدا كدا مكنت هتعرف تتصرف
والضابط يراقبهما بتسلية، محاولا الاستمتاع بأكبر قدر وهو ينهي شطيرته ليلقي نظرة تجاه الآخر مكفهر الوجه، ممتعض الملامح ليزمجر أخضر العينين بغضب
- لك ضبي لسانك يا هبلة شو مفكرتيني ولد صغير.

تجرع المياه ببرود، ثم نظر اليهما بحدة قائلا بجفاء
- اسكتوا انتو الاتنين، انتو فاكرين نفسكو فى تكية ابوكم
وبيسان كانت على حافة الانفجار
لم يتم تقريعها بتلك الدونية، والصغر في حياتها
حتى مع عملها مع نزار وبداية أشهر تدريبها لم يكن فظ اللسان، غليظ التعامل كشقيقه الفظ، هل تلك مكافأتها وهي لم ترغب في أن تتركه بمفرده؟!
تمتمت بغيظ
- الصبر يا رب.

ومصطفي كان أكثر من متأكد أن خطيبته المبجلة تعطي أكثر من مجرد اهتمام وقرابة تجاه ابن خالتها
الرجل كان صريحا، منطلقًا جاهرًا بمشاعره
عكس تلك الخبيثة التي تلاعبت بكليهما، تحظو باهتمامها، وتتلاعب بهما كدمية تحتفظ بها داخل بيت الدمى خاصتها.
هسهس بحدة وشعور بالغدر مستفحلاً في صدره
- انا مش هتنازل عن حقى، التقرير بتاع المستشفي يدين الهمجي ده
وعادت الاسطوانة مرة آخري.

هز الضابط رأسه بيأس بالغ وقد بدأ الآن الحديث يصيبه بالملل والإحباط، تمتم غسان بحدة مخبطًا بعنف علي مكتب الضابط
- تقرير اصابتك فوق تقرير اصابتي وانا كمان ماني متنازل، يا انا يا انت
رفع الضابط حاجبه بشر يكاد يقبض روح غسان، اجلت بيسان حلقها وهي تشعر ان الأمر لن ينتهي عند ذلك الحد.

هي تعلم أن معظم شجارات المنطقة السكنية التي تعمل بها لا يصل بها الحد لإثارة حفيظة الضابط والتقلل من شأنه ووجوده، ارتعد جسدها كما لو اصابها ماس كهربي تجاه هدره الصارخ
- عباااااااااااس
عضت بيسان باطن خدها وهي تخبأ وجهها بيدها، تسب ذلك الاحمق وطريقته الرعناء في عدم التحكم بغضبه.
فُتح الباب، لتشعر بالصمت خيم كلا الجميع، ابعدت يدها عن وجهها لتشهق بصدمة وهي تري المدعو عباس
قامة طويلة تعدت المترين.

انها لا تبالغ، الرجل قامته تعدت المترين، ومع عرض اكتافه شعرت بالدنو وصغر حجم مكتب الضابط، رنت عيناها تجاه غسان الذي فغر فاهه ببلاهة جعلتها تكتم ضحكتها بصعوبة، ليأتي صوت عباس الخشن
- امر سعادتك
أشار الضابط تجاه كلا الديكان أمامه قائلا
- خد الهمج دول فى التخشيبة، يروقوا يومين وتبعتهملي.

هز عباس رأسه بطاعة وهو يمسك كليهما من قبتي قميصهما جعلها تتسع عيناها صدمة وبدأ الخوف يتسرب منها وهو يأمرهم بكل خشونة وصلف التوجه نحو التخشيبة
استقامت هي بدورها تقاطعهما لتتشبث يداها دون وعي على قميصه والدموع تتلألأ حدقتيها..
لان قلبه ومرر يده بخشية علي ذراعها العارية محاولا تهدئتها وترك قميصه كي لا يموت من بين يدي عباس الذي زمجر برعب، تمتم بنبرة خافتة تسمعها اذنيها فقط.

- منشانك بروح السجن وبروح عالموت برجليي انت عندي بالدنيا كلها بيسان
اجفلت من نبرته الصادقة، تشوشت الرؤية في عينيها وهي تنظر نحوه بضعف، ضعف أتي من رقته الممزوجة بدفء استشعرته منه لأول مرة
تمتمت بحشرجة ودموعها تهطل بغزارة أمامه
- غسان، ارجوك حل المشكلة دي
نغزات كصدره تسببها له تلك الدموع، أنها تبكيه، تبكيه وتثير بداخله نوع من النشوة ان مشاعرها موجهة له بمفرده
تمتم بمشاكسة.

- هالحمار هاد ما بيعرف انو الشوام ما بيتعاندو والله لفرجيه بالسجن تحت
شهقت بذعر وهي تسمع نبرة الوعيد في كلماته
هي لن تتحمل ان يزج احد السجن بسببها، ما بالك لو تورط في شجار مع أصحاب رد السجون!
شحب وجهها وهي تفكر لحل تلك المعضلة، ومن له السلطة لكي يفرج عنهما، تمتمت بذعر واناملها دون وعي تتشبث بقميصه
- متأذيش نفسك.

تلون اذنيه حرجًا وهو يرى نظرة عباس المستنكرة له ونظرة مصطفي القاسية، ليضع يديه على خاصتها نازعًا اناملها مكرهًا تلك المرة
سألها بخفوت ولا يعلم ما الذي دفعه لسؤالها
ربما حاجة لمعرفة أن هناك مساحة شاغرة ليشغلها هو ويستحوذ على الباقي منها غازيًا اياها اذا أصدرت ممانعة!
- بتخافي عليي؟
وهي كانت ماكرة لترد سؤاله بسؤال جاد
- انت بتغير عليا؟
هز رأسه مجيبًا إياها بحمائية
- طبعا انتي عرضي
وهي كشرت و عبست في وجهه.

لم تكن تلك الاجابة ما تهفو إليها انوثتها لسماعه، تمتمت بوجوم
-غيرتك مش مفهومة يا غسان
وحينما هم بالرد عليها صدر صوت الضابط هادرًا في العسكري الذي يبدو انه انشد للدراما التركية المدبلجة أمامه
- عبااااااس، خدلي العشقان ده من هنا مش ناقص انا علي الصبح
راها تهم بالحديث تخبره انها ستهاتف شقيقه، إلا أنه التقطها منها قبل ان تتفوه بها
ولا يعلم لما شعر بالغيرة.

غيرة عنيفة تحكمته وتلبست بروحه وهي تتصل بشقيقه، حتى وان كان لنجدته هو!
غمغم بجدية
- لا تقولي لامي اي، قوليله راح يشوف شغلة منشان سرمد ويومين وبيرجع
وهي ثارت وامتعض وجهها، وحينما هم بتحذيرها استمع إلى زمجرة الضابط تلاها زمجرة العسكري ضخم الجثة هادرًا
- تعااااالا
كان العسكري يدفعه بعنفوان قوي، مما جعل غسان يكتم تأوه بوجع اثر كدمات جسده المتفرقة ليغمغم بعبوس.

- لك عمهلك وين بدي روح منك يعني، حتى مش قداما للبنت
والعسكري لم يغمغم سوي بجفاء منفذًا تعاليم صاحب السلطة
- سعاته مش عايزك قدامه خلقته
شيعته بيسان بعينيها الوجلتين، قبل أن تشحذ عزيمتها وهي تنسل الهاتف من حقيبتها
ستهاتف شقيقه، لن تدعه يزج خلف القضبان بسببها
ثم ليعاقبها بغضبه الاهوج طالما لن يمس جسدها بسوء، فقد اعتادت علي سلاطة لسانه الجامح.
وتتمني أن لا تندم علي مساعدتها له قريبا!

فى حي عاصي،
الحي بأكمله من أوله لآخره قد شع به صخب ليلة حناء كابتن أسماء علي خطيبها عادل الذي شاب شعره منتظرًا موافقتها على الزواج، فقد تزوج جميع أقرانه ومعهم اطفال يصلون برأسهم طول ساقه.
اصطفت وجد بسيارتها أمام عقار منزل توحة وبصحبتها عمتها جميلة التي تذمرت ما إن أبصرت بساطة الحي بعكس خاصتهم.

بل وتلك العربات الصغيرة الصفراء ذات الثلاث عجلات يصدح منها اغاني صاخبة لا تكاد تسمع منها حرفًا، وفوقه يعلوه زغاريد الجارات وبعض الأطفال الذين يوزعون المشروبات على جميع أهل الحي.

ترجلت وجد من سيارتها ليتقدم نحوها طفل على أعتاب سن المراهقة وهو يحمل منها بحمائية ورجولة مبكرة منه علب الهدايا متوجهًا بها نحو الداخل مستبقًا اياها، كانت تردد ربيبتها اسم هيما في العديد من المرات لتترجل هي الأخرى بحذر وما ان وضعت ساقيها على الأرض واغلقت باب السيارة حتى تفاجأت ب كرة أشبه بقذيفة نارية وجهت نحوها ولولا سرعة إدراكها لكانت أصيبت بارتجاج في المخ.

زمت شفتيها بعبوس ويزداد يقينها بمدى كونها فكرة سيئة، ولم تدع وجد تؤثر عليها لحضور حفل حناء شعبي
الله وحده أعلم ماذا حدث حينما قررت وجد عمل حفل حناء خاص في منزل تحية، لقد كادت تموت رعبًا عليها ومما قد تفعله المشعوذات في الحي!
لقد فاجأتها حينما أتت نحو منتصف الليل بصحبة زوجها وآسيا والابتسامة تزين محيا وجهها المليح.

لقد تطاير جميع غضبها وهي تريها رسمة الحناء الخاصة بها، وقتها صمتت، بل تشبعت عيناها بالابتسامة التي لم تغادر شفتيها حتي الآن!
تبرمت شفتيها وهي تستمع الي نبرات اعتذار من الأطفال تبعها توبيخ من رجال القهوة، لتبتسم وجد بنعومة وهي تربت على كتف الصغير طالبة منه اللعب في مركز شباب الحي كي لا يصاب أي مار ب كرته.
لوت جميلة شفتيها وهي تهمس بعبوس
-يعني كان لازم اجي معاكي فى الوقت ده.

تأبطت وجد ذراع جميلة ومالت نحوها هامسة بصوت تسمعه هي كي لا تلتقط أي نسوة الحشريات في أحاديثهم
- مماة صدقيني المكان هنا دافي بناسه اللي بيسأل عنك بيبقي فعلا مهتم بيكي، بعكس هناك بس منكرش فيه بعض الفضولية بس قلبهم صافي.

ثم تبعتها بضحكة حينما ألقت إحدي النساء الحشريات كما عرفتها تحية، سلام عابر تبعه أحاديث خفيفة وهي تستغل وجود جميلة ليصعدن نحو طابق شقة أسماء، وكل هذا جميلة عيناها متسعتان بجحوظ وهي تري الأريحية التي تتعامل بها وجد مع كل امرأة وطفل
انها تنادي اسمائهم ببساطة، متى استطاعت حفظ كل تلك الأسماء وهي تجد أشكالهم سيان.
- مش عارفة طاوعتك ازاي
همست وجد بهدوء
-توحة صدقيني طيبة جدا، تعرفي مفاتيحها وهتبهرك.

وهي لا ترغب بهذا، لقد طاوعت فقط الصغيرة كي لا يأتي الصغير للحياة ويوجد صراع بين عائلة الأب والأم
علي الأقل ظاهريًا!
عبست محاولة تذكر اسم الفتاة التي دعتها لحفل الحناء خاصتها لتسألها بعبوس
- قولتيلي حنة مين اللي داخلينه؟
ووجد بصبر شديد اجابتها
- حنة اسماء جارتهم وتعتبر مربياها مع عاصي
مع تذكرها لشكل الفتاة بملابسها الرياضية الانثوية يوم مفاجأة حمل وجد تمتمت بتذكر
- افتكرتها.

اذنيها اصابتها الصمم لوهلة تجاه صوت الموسيقى العالي، مع التصفيق الحاد للنساء والزغاريد لتصيب بعمي الوان بصري تجاه الألوان المبهرجة التي تتنافس بها كل امرأة وأخرى..

شعرت بالوحدة حينما ابتعدت وجد عن دائرة حمايتها وهي تلقي السلام والمباركة لمجموعة من النساء وهي تقبل جميعهم من الخدين، اشمئزت ملامحها نفورًا لم تستطيع أن تداريه، انتفض جسدها من المرأة التي زغرطت بقوة في اذنها ادى الى اصابة اذنها اليمنى والمرأة لم تكن سوى تحية التي تقدمت بخيلاء تستطيع أن تتقصده دون ابتذال، القت وجد جسدها بحنينة بين ذراعي تحية التي ظلت تقرأ المعوذتين بل وترفع كفها امام عدد من النسوة وهي ترقيها في أذنيها.

ووجد تبتسم متبادلة معها الحديث الخافت، لا تسمعه إلا المعنية بالحديث
علا صوت تحية وهي تربت على ظهر وجد قائلة
- يا مرحب بمرات الغالي، لازم احصنك وارقيكي من كل عين
وتكاد تقسم ان لسانها تحرك بهمس دون تحرك شفتين ما ان أبصرتها
- وش البومة حضرت
تقدمت تحية بمبادرة تعتبر السابقة من نوعها، يبدو ان مرسال حمام السلام الذي تبذله وجد ألقي صدى في نفس تحية
فكما بادرت هي بالمجئ الى عقر حيها.

تقدمت هي بتحيتها قائلة بنبرة شب بها السخرية
- يا اهلا وسهلا يا اهلا وسهلا، نورتي يا هانم لولا اني شايفة الاجواء مش قد مقامك
لم تعطها فرصة لتشمت بها، فقد حافظت علي تعابير وجهها الباردة وما زالت وجد تقبع بين احضان العجوز المتصابية لتمتم وجد بسلام بادر
- مماة جاية يا توحة وبتمد غصن الزيتون
عينا تحية وقعت نحو باقة الورد المتمسكة به جميلة كما لو أنها ستفقد حياتها بدونه لتتمتم بسخرية.

- غصن زيتون ايه، انا مش شايفه غير اشواك الصبار
عينا وجد وقعت نحو عمتها مطالبة اياها ابداء حسن نيتها، لتقدم باقة الورد التي احتفظت بها في يدها قائلة بابتسامة عملية
- دمك خفيف يا تحية
إلا أن تحية لم تدع كلامها يمر مر الكرام لتغمغم بسخرية
- ولو تقيل يا عنيا، ليكي شوق في حاجة
تلك المرة حدجتها بقسوة لا تلين، مما استفز اعصاب وجد التي ربتت على ذراع تحية هامسة
- توحة من فضلك.

لوت تحية شفتيها بامتعاض، فما كادت تتخلص من تحكمات عاصي بحياتها منغصًا عيشتها، حتى بعث لها بنسخة أنثوية عصرية شديدة المكر والدهاء في ما تحتاجه جاعلة اياها توافق على جميع طلباتها فقط بنبرتها اللينة الناعمة.
ربتت على ظهر وجد قائلة بجمود
- بس عشان شايلة الغالي يا مرات الغالي
وابتسامة وجد اتسعت من الأذن للأذن، اقتربت تحية تمسك ذراع جميلة بحدة جعلت الأخري تأن وجعًا
- تعالي
تمتمت وجد باعتراض
- بس يا توحة.

قاطعتها تحية بنبرة ناهرة، غير قابلة للنقاش
- وجد متدخليش، روحي شوفي اسماء واقعدي معاها وسبيلي عمتك بنت الحسب والنسب
ظلت ترسل جميلة رسائل اغاثة تجاه وجد التي ظلت تحدق بهما بيأس
هي لا ترغب بالتدخل خاصة هي تعلم ما خلف واجهة الفظاظة التي تتعامل بها تجاه عمتها..
لم تعطي تحية فرصة لجميلة بل سحبتها للداخل بقوة أدت إلى تعثر جميلة قائلة بحدة
- براحة
تبرمت تحية شفتيها قائلة بتهكم
- يا ولية انتي تعبتيني يخربيتك.

لم تتحمل اهانتها
تقسم تلك المرأة تستطيع أن تخرج أسوأ ما بها
انفجرت بها قائلة بحدة محاولة تخليص ذراعها من يدها
-انتي بتقول ايه يا ست انتي، احفظي لسانك
وأمام انفجارها رفعت تحية رأسها بشموخ قائلة بحدة
- عينيكي المترفعة على الناس دي مش عايزاها فى فرح اسماء، قسما عظما لا يهمني عدو ولا حبيب، مش ناقصة هي قرف فروق الطبقات.

جحظت عينا جميلة ولجم لسانها أمام تحية التي تابعت بحدة، كإمرأة تدافع عن قبيلتها وعشيرتها أمام أي أحد حاول الاستهانة بهم
- كون انك جيتي يبقي ارمي عبايات الرفعة والتكبر، النسوان هنا مش هيرحموكي بلسانهم حتى لو مفتحتيش بقك، وما ادراك لما تتجمع نسوان شلأ للحمة طرية.

أنهت جملتها بسخرية تامة جعلت جميلة تنظر إلى مجموعة من النسوة من أحاديثهم خفيضة الصوت ونظراتهم التي حطت عليها بفضول وكأنها هي محور نميمتهم الحالية والجلسات الأخري
شعرت بالذعر وتحية يغمرها شعور بالانتشاء لتسحبها من ذراعها ببساطة متجهة بها إلى غرفة أقل صخبًا
فالمرأة ستصاب بصرع حتمي اذا جلست مع تلك النسوة او اذا استمعت الى ضجيج الموسيقى لأطول فترة ممكنة!
تمتمت تحية برضا تام بعد أن أحكمت وثاق جماحها.

- ايوا كدا، جدعة بتسمعي الكلام
جاء نداء انثوي مميز ذو رنة طفولية بعض الشئ
- خالتي يا خالتي توحة
عبست تحية ما إن قدمت تجاهها فتاة سمراء، نحيلة القد، جامحة الشعر بخصلاتها المجعدة السوداء
الا ان كل هذا لم يجعل جميلة سوي أن تراها جميلة
لقد رأت نوعية من تلك النساء اثناء رحلاتها الأوروبية مع السمروات هناك
تمتمت تحية بعبوس وهي تنظر نحوها قائلة بحدة
- اتأخرتي يا فوزية.

نظرت فوزية بحدقتيها السوداويين ببراءة طفل لتهمس بنزق
- قولتلك اسمي فوفا
رمقتها تحية من رأسها لأخمص قدميها، الله وحده اعلم لما تصر تلك الحمقاء بارتداء ملابس تكفي عشر اشخاص معها
تظن الحمقاء أنه سيخفي نحافة جسدها، ولا تعلم انها تبدو كمهرج أحمق
لما لا تبدو مثل قريبتها، تعلم كيف تنتقي ملابس انثوية جذابة في أي حفل وتجمع نسائي، بل وتتباهى به أمام الجميع
و الحمقاء تتحسر فقط أمام المرآة على جسدها النحيف..

فقط صبرًا لقد انتهت من أسماء وتستطيع أن تتفرغ لها.
تمتمت بتهكم اعتادت عليه المستمعة التي تبتسم لها ببلاهة
- يختي وانتي تطولي اسم الأميرة فوزية
هزت فوزية رأسها بيأس، وداخلها تلقي اللوم علي والدها بإسمها القديم لتهمس
- الله يسامحه الحاج بقي، سماني وملقتش صفة منها فيا
تركت تحية ذراع جميلة لتقترب تحية تلف ذراعها حولها قائلة بحدة
- يا عبيطة هو حد يطول سمارك ولا شعرك.

رفعت فوزية حاجبها بشك قائلة بسخرية من حالها
- شعري اللي زي سلك المواعين، يا خالة كفاية، المجتمع نظرة للأسف عمره ما هيتخلي عن معايير الجمال الخيالية
ودت تحية لو قامت بجذب رأسها نحو أقرب حائط
حتمًا تلك الفتاة تزعجها بسخريتها من جسدها و اهتزاز ثقتها بنفسها
الأمر يؤلمها، ويوجعها، لقد اختفت فترة مبتعدة عنها والله وحده يعلم ماذا تفعل تلك الحمقاء.

والدها نفسه قلق عليها، وقد أعرب عن هذا حينما رأته في الحي عائدًا للمنزل
تمتمت تحية بصلابة
- هيجي، هيجي وقت هتشوفي حلاوتك وتقدري بعدها تجذبي الرجالة حوالين صباعك
وكل ما فعلته فوزية هو إظهار الحنق لتغمغم بلا مبالاة
- مش عايزة رجالة، صدقيني الموضوع مش في بالي
هزت تحية رأسها مغمغمة بنبرة ذات مغزى
- الموضوع مش في بالك، عشان شاغله واحد
اتسعت عينا فوزية بجحوظ جعلها تهمس بجزع شابه تلون وجنتيها حنقًا وخجلاً.

- توحة
ابتسمت تحية بمكر وهي تقترب منها قائلة بهمس ناعم
- فكراني مش واخدة بالي، وانتي بتدندني اغانيه يا عبيطة
زمجرت فوزية بعصبية وهي تهمس بقهر ووجنتيها ومشتعلتان بخجل تلك المرة
- صدقيني متندمنيش اني قولتلك سري
ضحكت تحية بسخرية متمتمة بإصرار
- سر ايه بس يا عبيطة، هو ده سر! شغل آعجاب المراهقات ده، انا خلصت من هم اسماء وصدقيني هفضالك انتي وبنت عمك.

هزت فوزية رأسها بيأس، تعلم مدي عناد توحة ومدى اصرارها على الشئ إذا وضعت رأسها داخله
تمتمت بنزق
- يا توحااا حرام عليكي
لكن توحة دفعتها تجاه التي نستها لوهلة في الحديث قائلة بوجوم
- تعالي عشان تعملي حنة للهانم
تخلت جميلة عن صمتها وقالت بنزق مدعي
- انا مبعملش حنة
لم تستطيع جميلة اخفاء اعجابها بتلك العجوز، فبداخل تلك الفظاظة الظاهرة، اهتمام حقيقي التمسته تجاه تلك الفتاة الفاقدة لثقتها بنفسها وأنوثتها.

لطالما تعرض تلك المشاكل امامها في دوائر أحاديث النادي، كانت تسمع بعض التعليقات المهينة المغلفة بخداع اهتمام وقلق، لكن هي مرت سابقًا بهذا الأمر
وقد أفقد جميع ثوابتها
تستطيع أن تتفهم تلك الصغيرة، انتبهت من شرودها على صوت تحية وهي تقول بفخر امومي حقيقي
-فوفا شاطرة جدا فى الحنا وبتراضي مستوى الشعبين لحد مستوى البشوات
فقط لو تكف تلك المرأة بلسانها السليط هذا.

ربما، ربما وليس شئ مؤكد، يستطيعان التحاور بتمدن وخلق!

بعيدًا عن صخب الشقة السفلية
دفع عاصي وجد داخل منزل توحة الهادئ، وقد استطاع اخيرًا أن تفلتها جدته مهتمة بضحيتها الجديدة المتمثلة بعمتها..
لم تستطيع وجد الامتناع عن التعجب وهي تراه يغلق الباب خلفه بحذر ثم بحثه في أرجاء الشقة لتقول بتساؤل
- جايبني هنا ليه؟
دفعها عاصي برقة تجاه الحائط، محاصرًا إياها ومعانقًا صغيره وهي تحديدًا في عناق أذهب انفاسها وسبب لين في جميع أطراف جسدها.

لم تستطيع الوقوف أمام طوفان مشاعره التي اكتسحها واقلعها من أرضها كليًا
أحاط وجنتيها بين كفيه وهو ينظر الي عينيها العاطفتين، اوشت عيناها بمدى تأثير ذلك العناق لكلاهما
اضطرب تنفسه وهو يطبع قبلة عند ارنبة انفها مشاكسًا إياها محاولاً تهدئة ثوران قلبه
- مصدقتش لما قولتيلي عمتك جاية هنا
تمتمت بلهاث تام وصوت بالكاد يسمعه من شفتيها
- ولا انا، بس يا عاصي خايفة بجد
وحينما سقطت عيناه على شفتيها.

اثار جوعه حد الجحيم، يبدو أنه يزداد جوعًا وما يفعله لسد رمقه الصغير لا يزيد الوحش داخله سوى أن يزأر..
عقله ازخم بأفكار غير بريئة بالمرة، لكن جزء ضئيل يجعله عاقلاً
ثابتًا وهو يستمع إلى القلق الذي يفوح من صوتها، ليسألها بتركيز غير واعي و يديه وشفتيه تعيثان فسادًا بجسدها
- عليها ولا منها
توردت وجنتيها خجلاً وما زالت غير معتادة، بل تشعر بالخجل الشديد كلما قام بفعل أي شئ وقح خارج نطاق منزلهما.

لطالما أنبته وحذرته كي لا يفلت جماح سيطرته، لكنه يبدو مستمتعًا جدًا حتى تمسكهما توحة بالجرم المشهود!
همست بعقل واعي تجاه عمتها وتوحة، والله وحده اعلم ماذا تفعل تلك السيدتين في هذا الوقت
لم يحدث أي شجار
ولم تستمع إلى صراخ توحة
يجب أن تتوسم خيرًا صحيح؟!
- من الاتنين، مماة حساسة جدا لكل كلمة بتتقالها، كفاية علاقة البرود اللي مع جدو، مبقتش زي الاول في حاجة اتكسرت.

تأوهت بوهن حينما عض شحمة اذنها لتنظر اليه بعبوس، قابله هو بتألق عينيه الداكنتين بعاطفة جامحة
وهو يهمس بعبث
- متقلقيش، لطاما في عهدة توحة، يبقي هي فى الصون
حذرته بعينيها ألا يتمادى
هي بجسدها والصغير في بطنها في وضع ضعيف، غير قادرة على مواجهته
لكن الاصرار منه جعلها تضربه بخفة على صدره حينما يداه زادتا جرأة في مواضع محظورة خارج المنزل، انتفضت هامسة بغضب
- يا قليل الادب يا ابن توحة ابعد.

انفجر عاصي ضحكًا وخجلها منه يزيده مشاكسه
فقط لو تري حجم بطنها المنتفخ ستعلم أن ما يفعله لا يمت للوقاحة بصلة، جذبها بقوة غير مؤلمة لها ولصغيره تجاه غرفته وهي تتلوي ك سمكة خرجت من محيط بيئتها تحاول التشبث بحياتها للعودة مرة اخري الي المياه
شاكسها قائلا
- لعلمك انا حفيدها
زمت وجد شفتيها بعبوس شديد، مدفوع بالقلق تجاه الفضيحة التي ستفتعلها تحية حينما يعلم أنه أغلق باب غرفته عليهما
تمتمت بحدة.

- عاصي بطل قلة ادب، افرض اي حد دخل علينا فجأة
صوت تكة القفل الإضافي الذي لم تعلم انه موجود جعله يهمس بشقاوة
- ما عامل احتياطي متقلقيش
نظرت تجاه الباب المحكم الغلق بتوتر ثم حطت عيناها تجاه عينيه اللتين تبعثان رسالة خطرة جدًا و حلوة جدًا جدًا لتهمس بابتسامة خجولة
-ولو توحة جت
تقدم نحوها وهو يزيل اكسسواراتها وفستانها الأخضر ليقول بعبث
- قولتلك عامل حسابي.

شهقت وجد بفزع حينما سمعت صوت تمزق فستانها، لتدفعه بعنف تنظر تجاه المرآة محاولة الرؤية الي اي مدي أفسد ذلك خشن اليدين فستانها الجديد
شعرت به يتقدم نحوها ببرود شديد محاولا نزع فستانها لتضربه على يده موبخة
- لا لا هدمر كل حاجة بايديك الخشنة دي
رفع عاصي حاجبيه وهو يرى جرأة المرأة عليه، سابقًا كان يمزق تلك القماشات الناعمة وهي لم تكن تصدر سوي شهقة منفعلة سرعان ما يكتمها سريعًا لتنضم لركب صحبته.

لكن الآن كل هذا من تأثير توحة عليها
تزداد جرأة، بل ووقاحة
ضم جسدها برقة ليستوعب دخول الصغير الان بينهم، ليميل برأسه هامسًا بصوت أجش
- ايدي دلوقتي بقت خشنة، مكنش ده كلامك ولا حتي لما حضنتيني اول مرة، لا مش اول مرة تالت مرة قولتي ان حضني دافي
لم تدعه يملك كامل السيطرة علي جسدها الذي بدأ يخونها مع نبرة صوته تلك، لتشاغبه بنفس أسلوبه
- ايه دخل ايدك في حضنك دلوقتي.

رفع جسدها لتشهق بذعر متشبثة حول عنقه، تمتم أمام همساتها المذعورة وصوتها الخافت بتركها وشأنها
- انتي اللي تقوليلي
تأوهت حينما حط جسدها علي الفراش برقة ونزع فستانها ومزقه شر تمزيق لتمتم بيأس
- يا مجنون هتفضحنا
اجابها بعبث
- ما احنا متجوزين، يعنى مش هنترجم
وضعت أناملها على شفتيه هامسة بخجل
- توحة قالتلي الحاجات دي عيب، وفي بيتنا تعمل اللي انت عايزه.

نزع اناملها عن شفتيه وأخذ يدفعها لنزع كل تلك الاعتراضات الواهنة من جسدها
وما يخالفه عينيها قائلا بهمس
- ما ده بيتي
قبلة واحدة هدمت حصون اعتراضاتها وأي شئ منطقي سليم منه لتهم بالحديث
لكنه كان لها بالمرصاد ليكتم شفتيها قائلاً تاركًا مشاعره تنطق بلهجة حارة
- طلعتي رغاية اووي
دفنت وجد وجهها في تجويف صدره، وجسدها العاري أحكمت بلفه بشرشف ناعم ليداعب خصلات شعرها كاتمًا ضحكته، لتضربه بيأس على صدره قائلة بخشونة.

- قليل الادب
هز رأسه لتنفلت الضحكة منه وهو يطبع قبلة على ذراعها العارية مسببة قشعريرة لذيذة لجسدها
- عارف
رفعت وجد رأسها وهي تعلم وموقنة تمام اليقين أنها تبدو مريعة بخصلات شعرها الجامحة
وآثار شفتيه على خاصتها
زمجرت بوحشية وقد نفضت السبات عن وحشها قائلة
- ازاي عملت كدا، ازاي عملت كدا
وعاصى منتشي
بين طيات السعادة التي يعيشها وهو يجيبها بمشاكسة
- كان حلم عمري.

ضيقت وجد حاجبيها بعبوس وهي ترى تلك العينين تبعثان رسائل فجة جعلتها تجحظ صارخة برعب
- حلم عمرك تعمل كدا في اوضتك القديمة
هز رأسه موافقًا قائلا بهمس حار
- انتي متتخيليش احلامنا جامحة ازاي في وقت المراهقة
شهقة مذعورة كتمها سريعًا وهي بين احضانه لتضربه بغضب مشبوب بخجل هامسة بحدة
- يالهووي، يا قليل الادب تعمل فيا كدا، وابنك هقوله ايه.

حطت يدها علي بطنها المتكورة لترق عيناها وهي تمررها بكل حنو جعله يهز رأسه بيأس تجاه حالات جنونها التي اعتاد عليها منذ حملها
- وجد، لا لا وجودك هنا تأثيره خطر عليكي
تمتم وهو يترك الفراش بحرص
- هشوف فيه اكل ايه
سحب تيشرت قطني وارتداه كي لا يصطدم مع توحة التي تحرم عليه التجول عاري الجذع، فتح الباب واغلقه خلفه بهدوء متجهًا صوب المطبخ ليتفاجأ بصوت تحية الساخر
- نموسيتك كحلي يا دكتور.

ابتسم عاصي بشقاوة وهو يرى صينية مغطاة على رخام المطبخ، ابتسم بامتنان تجاه جدته التي لم تنسي حصته من الطعام مع زوجته رغم أنه متأكد لولا تأخر الوقت لركلته خارج منزلها، حك مؤخرة رأسه قائلا
- وجد تعبانة يا توحة، هسخن الاكل عشان تاكل هي والعيل
ما زالت تحية علي نفس وقفتها المتخشبة وان كانت عيناها ترسلان إليه رسائل خطيرة، تنصحه بعدم العبث معها في الوقت الحالي
- لينا كلام تاني، والله ما هعدهالك بالساهل.

حمل الصينية بكل هدوء باعثًا قبلة في الهواء لها، وهي ما زالت على بؤسها وحنقها الظاهري
لكنها من الداخل سعيدة، تكاد تنفجر من السعادة، فقد أدت رسالة ابنتها وزوجت ابنها لمن تستحق قلبه، لكن في الصباح
تقسم ستركله خارج المنزل محتفظه بزوجته وابنها حتى موعد ولادتها.
دلف الغرفة وعاصي يقهقه بسعادة جعل وجد تزمجر بعصبية
- انت بتضحك
وضع الصينية علي المنضدة ثم اقترب يقرص وجنتها قائلا بعبث.

- بذمتك مجاش في تفكيرك وقت ما طلبت اننا نطلع فوق
دفعت الوسادة تجاه وجهه صارخة بيأس
- يجي ايه فى تفكيري، انا كل افكاري بريئة من وقاحتك دي
وداخلها تكاد تموت خجلاً
ما الذي سوف تقوله لتوحة صباحًا وحينما يرى ثوبها الممزق، هذا لوحده دليل يدمغ ادانتها
اللعنة
عمتها
لقد تركت عمتها في يدي توحة، من المؤكد لن تدع عمتها يمر الأمر مرور الكرام!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة