رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس عشر
اذا خاطب المرء نفسه بضعف سيبقى ضعيفا حتى يلملم شتات نفسه و يستعيد قوته.
اعتدلت في جلستها تنظر لتلك النائمة ارضا بشفقة لقد تغيرت كثيرا اصبحت انحف و وجهها شاحبا تخاف من ظلها نائمة معظم الوقت حتى نظراتها مكسورة:
يا ترا ايه لي خلاكي كده يا نبض.
خرجت من الغرفة واراحت جسمها على الاريكة تفكر في كلام خالتها هو فرصة لها لتسكت السنة الخلق.
يوه يا رنيم مش عايزة كل التفكير ده وافقي وخلاص.
دخل اياز من الخارج فوجدها شاردة امعن النظر بها هي لا باس بها لهم ذكريات سعيدة معا في الصغر جلس بجانبها يقول:
انتي كويسة في حاجة.
اومئت بخجل واجابت برقة:
حمد لله انت عامل ايه.
تنهد مليا و قال بارهاق:
كويس، انتي قاعدة هنا ليه لوحدك.
اخفضت راسها باحراج و اجابت بصدق:
كنت مستنياك.
رفع حاجبيه بذهول وتنحنح مستفسرا:
نعم!
فقاطعته سريعا لتغير مجرى افكاره:
اقصد يعني خالتي قالتلي انو لازم نتكلم وكده.
اومئ بتفهم استدار لها جيدا وقال:
بصي يا رنيم انا في الاول ماكنتش بفكر في الجواز بس قلت لازم استقر وانتي اول وحدة جات في دماغي احنا من نفس الجيل يعني اكثر وحدة هتفهمني هي انتي انا مش عايز منك غير الاحترام وبس وهاتلاقي مني كل لي تحبيه.
اومئت بتأييد و قد احمر وجهها خجلا و قالت بهدوء تنظر اليه:
اياز صدقني انا مش عايزة من الدنيا دي غير اني ارتاح وبس واني الاقي انسان يصوني.
لم يسمع حديثها فقد تاه في خضرة عينيها بهما سحر غريب يجذبه وافاق من شروده حينما ازاحت ناظريها عن مرمى عينيه تنحنح بحرج وقال:
خلينا نتفق يا رنيم احنا صحيح مش هنتجوز عن حب و الكلام ده بس مين عارف هيحصل ايه. يلا انتي روحي ارتاحي دلوقتي وربنا يكتب لي فيه الخير ا صحيح انتي ليه نايمة فاوضة نبض.
هي لي طلبت مني كده لانها بقت بتشوف كوابيس كثير و.
قاطع كلماتها صوت انكسار و ارتطام شئ وصرخات مختنقة في الغرفة فركضت الى الغرفة يتبعها اياز فهالها ما رات.
اتجه كيان الى طبيبه النفسي بملامح جامدة انتظر دوره و دخل لم يلقي التحية لم يفعل شئ سوى الجلوس والصمت تفحص الطبيب هيئته اثار السهر بادية على وجهه دون شيئا ما وقال:
عايز نتكلم عن مين النهاردة يا كيان.
هز كتفيه كعدم معرفته و قال بارهاق:
ليه لي بحبهم يسيبوني.
فقال رائف مستفسرا:
قصدك عن مين.
تنهد كيان بعجز وقال:.
شفتها امبارح في منامي كانت بتستنجد بيا بس انا ضحكت عليها و ادتها ظهري و مشيت ولما صحيت ده زعلني و مش قادر اسامح نفسي.
اهدي و فهمني شفت مين و ازاي.
يشعر بتأنيب الضمير من حلم؟! اجابه باختناق:
شجون حلمت بيها جماعة بتنهش فلحمها ندهت عليا و انا ضحكت بصوت عالي و اتفرجت شويا و سبتهم نهشوها و مشيت بعيد كاني بهرب من حاجة.
احكيلي عنها شوية.
ابتسم كيان بحنين و قال:.
كنت بشوفها كانو حنية الدنيا كلها فيها بنت رقيقة لو فضلت اوصف فيها مش هوفي فاكر مرة كنت صغير واتعاقبت كالعادة والدتي قفلت عليا برا و الدنيا كانت مطر.
ابتلع ريقه و اكمل بارتجاف:
فضلت طول الليل هناك و الصبح رمتلي شنطتي و رحت المدرسة مكنتش حاسس بحاجة كأني البرد خدرني حتى اكل مااكلتش قعدت فمكاني ونمت من غير ما احس قعدت هي قدامي مسكت ايديا.
رفع يديه ينظر لهما و قد بدأت غشاوة الدموع تتشكل داخل عينيه و تابع:
قعدت تفرك في ايديا وطبطب عليهم وتنفخ وتقولي هتدفا انا حاسة بيك
ده غير انها كانت تفضل من غير اكل و تديني حصتها حتى انها عيطت في الفصل علشاني كانت خايفة عليا وفكرتني هموت والمسا راحت جبتلي برشام خافض حرارة من بيتهم.
ابتسم وهو يزيل دموعه واردف بارتجاف من فرط المشاعر التي اجتاحته:.
حتى كانت بتتخانق مع مامتها تاخدني لبيتهم نفضل نلعب مع بعض احكيلها و تحكيلي اتمنى تكون كويسة وتكون حققت حلمها فانها تبقى دكتورة كبيرة.
باغته رائف بسؤال لا يحب الاجابة عنه:
هي فين.
تقلصت ملامح وجهه بغضب وقال بعصبية:.
مش عارف احنا يوم ما خلصنا مرحلة الابتدائي و نجحت انا رحت ليها لقيتها جات ليا وبتعيط قربت منها كنت فاكرها منجحتش قالتلي انو ماما وبابا اطلقو انا ساعتها مكنتش عارف يعني ايه الكلام ده وسألتها قالتي يعني كل حد هيعيش منفصل عن التاني وهي هتقعد عن جدتها مش قادر انسى اللحظة لي حظنتني فيها وقالتلي مع سلامة دورت عليها فكل حتة ملقتهاش ومن يومها بقيت انسان عصبي مش طايق حد لاني خسرت لي كانت بتهون عليا.
اهدي اتفضل ده.
ارتشف كيان القليل عله يروي حلقه الجاف وقال:
هو انا ممكن اتسبب في ضرر للي حواليا.
ليه سألت السؤال ده بالذات
وزع انظاره بريبة حول ارجاء الغرفة واجاب:
اصل الصوت لي جوايا بيقولي لي يغلط فيك دمرو لي تشك فيه مجرد شك ابعد عنو و.
بتر عبارته وهو يضغط على دماغه صائحا:
اخرس اخرس.
لو مكنتش وتين موجودة كانو هيحبوك هي السبب في كل حاجة
سارع رائف يمدده على ذلك السرير يثبت حركته يصيح به:.
لاء ارجع انت هنا ده خيال هتقدر تواجهو.
بعد مدة هدأت حركته ونهض قاصدا المغادرة فأوقفه كلام رائف:
انت لازم تتجوز.
استطاعت رنيم التخلص من صدمتها وركضت الى نبض التي كانت تطيح بأي شئ يقابلها اضافة الى خدش وجهها وشد شعرها احتضنتها تقول بهدوء نسبي:
اهدي مفيش حاجة لكل ده اهدي كلنا معاكي.
في ايه.
صاح بها اياز بنبرة عميقة تخشب جسد نبض وتوقفت عن الحركة تحبس انفاسها ناكسة رأسها الى الاسفل ويدها تضغط على يد رنيم. شعر اياز بانتشاء مريض لرؤيتها متصلبة من خوف لمجرد كلمة واحدة منه ظهرت على ثغره ابتسامة قاسية وهو يتذكر نصيحة براء.
Flach Back:
مالك مدايق ليه.
كان هذا صوت براء الذي جلس بجانب اياز نظر اليه فأضاف اياز متسائلا:
هو انت لو عايز بنت تحسبلك الف حساب قبل ماتتكلم كلمة وحدة بتعمل ايه نبض جننتني مش عايزها تبقى قوية وهي واقفة بتكلمني ياما ضربتها بس مفيش فايدة نظرتها لسه زي ما هي.
ابتسم براء بانحطاط واجاب بقتامة:
توتوتو ليه الضرب تعبت نفسك بس في حاجات كتير بتوجع الست غير الضرب.
فأردف اياز متسائلا:
حاجات ايه دي.
اضربها اه بس مش في جسمها لاء في روحها اضغط عليها نفسيا.
ياعم ماتنطق ازاي.
فاكر الاوضة لي مات فيها ابوك وقفلتوها احبسها هناك هي اصلا هتحس بتأنيب الضمير عاملها عأساس قاتلة عقدها الانسان لي بيضرب في الجسم ده انسان حنين خليها تكره نفسها هينها في الرايحة والجاية اتريق عليها وعلى منظرها وانها مش هتقدر تردلك كلمة واحدة لانها خرسة قابلها كل دقيقة ماتخليهاش تغيب عن عينك وفي كل نظرة بينلها انو مش بس انت لي تقرف منها لما تشوفها لاء الكل لازم تهز ثقتها بنفسها لازم تضربها فقلبها جامد عايرها بعيبها وكده هتتأثر ولما تحس انها بدأت تتأثر زود الجرعة واضرب جامد هتنهار وهتبوس رجلك وتعملك قيمة الستات دول لو ماحسستهمش انهم كلبات هيركبوك ويدلدلو ماتخليهاش تاكل الا لو انت عايز كده وارميلها لاكل لي انت تخلصو وابقى قولي حصل ايه.
نظر اليه ايااز بذهول ثم سرعان ما راح يفكر بكلماته تلك.
Back.
اقترب منها وقال لرنيم ووالدته بنبرة آمرة:
ممكن تسيبوني معاها انا هعرف اهديها ازاي.
لم تحرك نبض ساكنا فبعدما كانت تضغط على يد رنيم التي انسحبت بهدوء امسكت بيدها انقبض قلبها هما وحدهما الان لم ترفع رأسها اقترب منها حتى اصبح صدره ملامسا لكتفها وهمس بجانب اذنها:
عاملة التمثيلية دي كلها ليه بلاش دلع لازم تكوني هادية بكرا اباء جاي يتقدملك
وانا موافق.
ازداد ضغطها على يدها ولم تنطق بكلمة تحاول تحمل قربه ذاك وراح ابهامه يحث الخطى ابتداءا من كفها مرورا الى ذراعها يقول بحرارة:
هتوحشيني يا بيبي.
بدأت تخدش كف يدها بقوة و وتيرة تنفسها تزداد توقفت حينما وضع يده على كفيها يقول بعبث:
توتوتو حرام تعوري نفسك خايفة تبصيلي ليه ده انا حتى اخوكي الله بالرغم لي حصل بينا الا اني اخوكي اعمل ايه من زمان نفسي فيكي وعارف انو مايصحش بس ماقدرتش.
بدأت دموعها تتجمع في مقلتيها لا ينفك يذكرها بما حدث دخلت والدته فوجدته يمسح دموعها بيد ولاخرى يربت على شعرها لثم جبينها غامزا اياها خفية وقال:
اهي هديت يا ماما اكيد لما تنام هترتاح.
استدار ينظر اليه بحيرة مردفا:
نعم لازم ايه.؟
اومئ رائف بهدوء يقول:
اقعد وانا هفهمك.
جلس كيان ينظر اليه ينتظر منه شرحا منطقيا فتابع الاخر:
سبق وقولتلك انو في حالتك دي لازم يكون عندك حافز قوي يخليك تكمل العلاج علشانو عشان كده
لازم تتجوز تكون عندك عيلة حاجة تحارب عشانها.
اخذت افكار كيان منحى آخر
زواج اي اولاد نظر اليه باستنكار يصيح برفض:.
لاء انا نسخة منهم مش هراعي حد زواج يعني هتكون عندي عيلة يعني ولاد جايز يعانو زيي.
تابع هز رأسه برفض واكمل قائلا:
مستحيل انا مش هقدر
انا هعيش وحيد اصلا مش قادر انسى شجون.
نظر اليه رائف بمعنى واجاب:
دور عليها هي لي هتكون سبب نجاح علاجك دور عليها.
خرج من عنده يفكر ماذا لو استطاع العثور عليها هل ستكون نقطة تحول في رحلة علاجه هذه ابتسم بأمل
هلاقيها ايوه.
لا تزال واقفة على هيئتها هزتها رنيم ببطئ:
لو عايزة تغسلي وشك هساعدك.
تراجعت الى الخلف متجهة الى الحمام بعد ان حملت ثيابها و اغلقت الباب تحاول تهدئة ضربات قلبها الذي يصيح ألما استندت على الباب تاركة العنان لعبراتها جرت قدميها نحو المغسلة نظرت الى المرآة بوهن عاجزة عن السيطرة على ارتجاف شفتيها مبتسمة بارهاق تردد بداخلها دون انقطاع:
انا ولا حاجة مجرد جسم وبس انا ولا حاجة انا قاتلة ووحشة زبالة.
Flach Back:
حاولت النهوض لكنه كان محكما قبضته على بقوة كانت تأمل ان يأتي معتذرا فورا استيقاظه وفي صباح اليوم التالي بعد ان غفت رغما عنها اقترب منها يصيح بغضب:
اصحي يا بت انتي.
هزها من كتفيها فانتفضت بهلع نظرت حولها وجال بخاطرها مافعله البارحة نظرت اليه بخوف ونفور فهزها يصيح بغضب:
بتبصيلي كده ليه يا حيوانة انتي دواكي عندي انتي عايزة تتربي بجد.
ضغط على زندها يسحبها دون ادنى مقاومة تذكر منها نظرت الى اين يسير بها فهوى قلبها بين قدميها رماها في تلك الغرفة المغلقة منذ وفاة والدها والمظلمة واقترب ببطئ يهمس:
فاكرة الاوضة دي يا قاتلة. سار بها نحو السرير ممسكا اياها من شعرها يهزها بعنف:
هنا كان بيندهلك وانتي ماسمعتهوش حاسة بالوجع لي كان جواه وهو عايز الدوا وانتي ماادتيهولوش بس انا عارف هدفعك ثمن لي عملتيه ازاي.
حبسها يوم كاملا هناك دون اضاءة يردد بانها قاتلة وفي المساء سار باتجاهها وقد تألقت عينيه الحمراوتان بخبث وابهامه يداعب
جيدها:
خايفة يا قطة توتو ليه كده بس.
رمى امامها بقايا طعامه يقول پأمر:
اهو انا شفقت عليكي شفتك جيعانة تعالي هنا.
هزت رأسها نافية فرماها اسفل قدمه قائلا:
ده مكانك الطبيعي.
حاولت التحلي ببعض الشجاعة فدفعته حتى كاد يسقط ارضا فقد عرفت انه قد تعاطى شيئا ما.
اممم ماتقولي انك عايزة اكمل لي بديتو المرة لي فاتت
تراجعت الى الخلف بعد ان رأت نظراته الجائعة وعينيه اللتان غامتا برغبة مريضة امسكت بيده تترجاه بصمت قرب شفتيه من اذنيها يهمس:
انتي فاكرة نفسك حلوة بجد واخدة مقلب في نفسك على فكرة.
بدأت يداه تعبث بجسدها الذي بدأ كل انش فيه يصرخ بالرفض وتابع قائلا:
انتو اتخلقتو لتلبولنا رغباتنا وبس عارفة يعني ايه يعني كلنا شايفينكو جسم وبس زيكو زي الحيوانات بالضبط.
اغمضت عينيها الدامعة و هي تشعر بان كلماته قد بدأت تصيبها في المقتل وضعت يديها على اذنيها فارتفعت ضحكاته عاليا يقول بصوت متقطع:
خايفة تسمعي الحقيقة ليه اهو انتي نفسك متأكدة بس مش راضية تصدقي لانو الحقيقة مرة يا بيبي.
هكذا قضت ايامها تحبس هناك في النهار و في المساء يعيدها الى غرفتها يعبث بها وبجسدها كيفما يشاء وفي آخر يوم في ذلك الاسبوع دلف الى الغرفة بترنح شديد بدأ يضربها بحزامه بقسوة وصرخاتها المختنقة تأبى الخروج تعلم ماذا بعد هذا بعض العبارات الجارحة التي تذبحها من الوريد الى الوريد بعض اللمسات التي تحرق روحها النقية حرقا سار بها الى غرفتها راميا اياها على السرير وعطره النفاذ يخنقها حاولت النهوض فثبتها بكلتا يديه هجم على عنقها كذئب جائع دون التأثر بمحاولات مقاومتها الضعيفة تلك وهو يقول:.
ده لي تستاهلوه كلنا بنشوفكو كده زبالة نفعصكو بجزمتنا.
صفعته بقوة وهي تنهج بقوة وكأنها بفعلتها قد امضت على فرمان موتها ابتعلت ريقها نبكي بخوف نزل على وجهها بالصفعات:
انا تمدي ايديكي عليا يا فاجرة هتشوفي.
فقد ماتبقى من عقله وهو يطحن عنقها بين اسنانه وهي تضربه بكل مااوتيت من قوة رافضة الاستسلام ابتعد عنها بتعب استغرب له:.
عايزاني ابعد بس كده تبقى عيبة فحقي كراجل اني اسيب جسمك الصاروخ ده يفلت مني. كلماته تخدش روحها.
حاولت اقاوم واقول انو لي بعملو ده ماينفعش بس مش قادر مش بايدي عارفة وقت ما اباء جه طلبك شفت الجوع فنظراتو ليكي يعني هو عايز جسمك وبس هيعوز من وحدة خرسة ايه بس قبل مااوافق لازم ادوق انا كمان ماتخافيش انا مراعي انك اختي مش هأذيكي بس ده مايمنعش اني اشوف كيفي انا كمان.
تشدق بها وهو يقلبها على بطنها ابتعد عنها لم تستطع الحراك شل الخوف اطرافها بعد ان وصل معنى كلماته لها جثى فوقها يلثم عنقها ومايقابل ثغره وعند اللحظة الحاسمة لم يستطع ابتعد عنها.
بغضب واغلق الباب بقيت على هيئتها وهي قد ارجعت ما تناولته على سريرها جاحضة العينين مصدومة من انتهاكها بتلك الوحشية او كما اعتقدت بالرغم من انها تعلم انها لا تزال سليمة لكنها لا تستطيع تخطي بشاعة الموقف وممن من اخيها كل مافعلته انها ضمت قدميها الى صدرها بحذر وحسب.
Back.
انهارت باكية وهي عازمة على الموافقة على تلك الزيجة علها ترتاح فكرت في وضع حد لحياتها لكنها الان اضعف من ان تفعل ذلك.
يتصل بها للمرة الالف و الهاتف مغلق قلبه يتآكل قلقا عليها:
يا ترى انتي فين يا نبض.
خرج متجها الى والدته جلس بجانبها يقول:
بكرا نروح نطلب ايدها يا ماما مش هستنى اكثر من كده.
ربتت على كتفه بحنو وقالت:
ماشي لي انت عايزو بس اهدى في ايه.
مش عارف بس حاسس انو في حاجة.
لاء ان شاء لله خير ماتقلقش.
تنهد بتعب وتابع قائلا:
خايف ترفضني انا مش حمل الوجع او الاهانة دي.
ابتسمت في وجهه تقول بثقة:.
لاء ماتقلقش مش هترفض يا ابني انا متأكدة.
نظر اليها باستغراب واردف بتساؤل:
متأكدة ازاي.
قلتلها انك بتحبها وخيرتها يا هتوافق عليك وترتاح يا تفضل متعذبة عند اخوها.
صاح بغضب واستنكار يقول:
نعم! قولتلها ايه ليه تعملي كده انا مكنتش عايزها تعرف بالطريقة دي.
نظرت اليه بعتاب فاخفض نبرة صوته معتذرا:
اسف يا ماما صدقيني مكنتش قاصد بس ليه كده مكنش لازم تعرف بالطريقة دي.
كده احسن وانا عايزة مصلحتكو انتو الاتنين بس براحة عليها يا ابني هي من وقت موت ابوها بقت بتتحسس من اي حاجة.
نظر اليها مبتسما واجاب:
ماتقلقيش يا ماما انتي عارفة اني هعاملها على انها بنتي انا اول حد شالها يوم مااتولدت دي بنتي بالرغم لي كنت 5 سنين بس اول ماشلتها قلبي كان بيدق جامد انا ساعتها فهمت انو هي قدري اول مانتجوز هنبعد من هنا لازم نبعد.
اختتم كلماته وابتسامة صافية تزين ثغره نظر الى تلك الرسالة التي وصلت لهاتفه بحيرة:
لو عايزني اوافق عايزة كتب كتاب على طول و نبعد من الحارة دي وهنا تسلل وميض الشك الى داخله لما هذه السرعة.
عايزة رأيكو لانو يهمني.