قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية بين عشية وضحاها للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

لم تنم بهية بعد انتهاء أجواء العرس، انتظرت البشارة، فجاءتها بالسرور، فتضاعف شعورها بالزهو والهيبة، فاليوم قد اكتملت مهمتها، وبدأت ابنتها في شق طريق حياتها مع زوجها. عاد صفوان من الخارج ليجد والدته مازالت مستيقظة، اقترب منها، وجلس مجاورًا لها وهو يسألها: -كله تمام يامه؟
أجابته باسمة: -الحمدلله.
نظرة سريعة سددها نحو الأعلى قبل أن يعاود النظر إلى والدته متسائلًا: -في حاجة ناقصة عند الجماعة؟

ردت عليه بوجهها الهادئ: -الحمدلله يا ضنايا، كفيت ووفيت.
ثم مالت ناحيته لتسأله في خبثٍ: -بس قولي إنت، إيه رأيك؟
لم يفهم مقصدها المتواري، وسألها مستفهمًا: -في إيه؟
أجابته بنظرة ذات مغزى: -في صحاب أختك؟
أطرق رأسه قليلًا، وقال بحياديةٍ حذرة: -بنات زينة.
اتسعت ابتسامتها الماكرة وهي تسأله مباشرة: -و ياقوت؟

خفقة قوية نالت منه، وزلزلت كيانه لمجرد ترديدها لاسمها المماثل لها، بصعوبة ادعى جموده، وجهله بهويتها مرددًا: -مين فيهم؟
أطلقت والدته ضحكة مرحة قبل أن تسأله في عبثيةٍ: -يعني مش عارفها؟
كلامها إليه كان يُعريه من وراء ذلك الحاجز الوهمي الذي يختبئ خلفه، تهرب من إجابتها قائلًا بعد نحنحةٍ سريعة: -هتفرق إيه عن غيرها؟

تنهدت في صوتٍ مسموعٍ له، وأخبرته بنفس الأسلوب الماكر: -ولا حاجة، هي بس كانت بتسأل متجوزتش ليه!
لحظتها تخلى عن حذره، وسألها في شيءٍ من الفضول المتلهف: -وإنتي قولتيلها إيه؟
زادت ابتسامتها اتساعًا حين جاوبته: -لسه النصيب مجاش، مش كده بردك؟ ولا غيرت رأيك؟

كان مكشوفًا لها، فحاولت التغطية على اهتمامه بها بالاستمرار في ادعاء عدم مبالاته، وليبدو مقنعًا نهض من جوارها هاتفًا بجدية: -بلاش الأسئلة دي يامه، إنتي عارفاني ماليش غير في الدوغري وبس.
ضحكت في استمتاعٍ، لتقول بعدها: -ربنا يبختلك الحلو كله.
لم يستطع النظر تجاهها، وإلا لفضحته عيناه، فاتجه نحو سلم الدرج مخاطبًا إياها بنفس الوتيرة الجادة: -أني طالع أنام، عاوزة حاجة مني؟
جاء صوتها من خلفه: -تسلم وتعيش.

في خطواتٍ شبه متعجلة صعد على الدرجات ساعيًا للفرار من شيء يخشى بكل جوارحه التصديق فيه، وإلا لكانت صدمة خسارته غير محتملة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة