قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جانا الهوى ج3 (عاصفة الهوى) للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس والعشرون

رواية جانا الهوى ج3 (عاصفة الهوى) للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس والعشرون

رواية جانا الهوى ج3 (عاصفة الهوى) للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس والعشرون

المأذون بص لخالد ان الوقت اتأخر فوقف وقرب من نادر بحيرة: نبدأ يا ابني ولا ايه؟
نادر بص لساعته وبص ناحية الباب بترقب
خاطر بص لخالد وللمأذون وقال بحزم: ابدأ يا مولانا بكتب الكتاب خلاص مش هنستنى حد.
المأذون بص لنادر المتوتر فهز راسه باستسلام.
حالة صمت في القاعة وفي ناس كتير مستغربين ليه بيماطلوا بالشكل ده؟

الباب اتفتح وظهر سيف اللي الكل بصله بإحباط لانه لوحده ونادر بصله بلهفة بس لقاه لوحده ورفع ايديه بقلة حيلة، الكل حس بوجع غريب، نادر، ملك، همس، هند، خاطر، حتى بدر وأنس، الكل اتعشم ان سيف هيقدر يجيبها.
سيف لاحظ نظراتهم والصدمة اللي في عيونهم فبص وراه وهمسلها: ادخلي لأحسن الكل هيعيط.

مدلها ايده فمسكتها ودخلت وعينيها ما شافوش غير نادر اللي أول ماشافها قام و راحلها بسرعة ورمى نفسه في حضنها فضمته بشوق وكأنها ما شافتهوش من سنين.
بص لسيف وراها ونظرات عينيه بتشكره
سيف طبطب على كتفه بابتسامة وراح لمراته اللي واقفة، قرب منها وهي بتبصله بدموع
مد ايده ومسح دموعها وضمها بدراعه وسألها بهمس: كتبتوا؟
بصتله بابتسامة: لا نادر بيماطل، أنا بحبك فوق ما تتخيل.

المأذون قاطعهم: مش يلا بقى ولا مستنيين حد تاني؟
نادر بعد عن حضنها وبصله بابتسامة: لا خلاص يلا
جه يتحرك بس مسك دراع سيف شده فسأله بتعجب: طيب ايه؟ فهمني
نادر بصله: انت شاهد
سيف ساب ايد همس وقعد جنب نادر أخو ملك لان هما الاتنين شاهدين.
فاتن قعدت وسط بناتها الاتنين ودموعها نازلة غصب عنها وبصت لهمس وهمستلها بتحذير: لو زعلتيه في أي يوم خليكي عارفة اني هاخد صفه هو.

همس استغربت جملتها بس بعدها ابتسمت؛ لان هو ده سيف حبيبها الكل بيحبه وما يملكش غير انه يحبه، حتى أمها حبته
قربت من أمها وقالت بمرح: يووووووه ده أنا بجنن أمه
فاتن ابتسمت وعلقت: جنني أمه براحتك لكن هو لا.

همس غصب عنها ضحكت وأكتر من حد انتبه وخصوصا سيف اللي استغرب فبصلها باستفسار فشاورتله ان مفيش، غمزلها وحدفلها بوسة في الهوا بسرعة بس انتبه بعدها ان حماته مركزة معاه فاتحرج وبص للمأذون وهمس ضحكت هي وأمها.
هند لفاتن بعتاب مصطنع: حسابي معاكي بعدين بقى تيجي مع سيف واحنا لا ماشي يا أم نادر.

سبيدو كان معزوم من سيف ومتردد يروح ولا لا، وأخيرا قرر يروح، كل اصحابه هيكونوا هناك فهيروح وخلاص وكدا كدا هو متأخر فممكن يكونوا خلصوا فيدخل يظهر ويمشي، ركن عربيته ونزل منها وقبل ما يدخل من البوابة لقى حد بيمسك دراعه: قفشتك
فوجئ بسارة فابتسم بمجاملة وبعد ايده: أهلا يا سارة انتِ هنا؟
ردت بسرعة: آية عزمتني
سكت وهو من جواه بيغلي بس انتبه على كلامها: تعال ندخل مع بعض يلا.

دخلوا الاتنين القاعة وكذا حد انتبهلهم ومن ضمنهم آية اللي اتصدمت ان سارة جت و بدخولهم مع بعض وخصوصا انها مسكت في دراعه وهما داخلين وقبل ما يلحق حتى يعترض عينيه اتقابلوا مع آية اللي كانت مصدومة.
سيف لانه قاعد قدام الباب لمحه بمجرد ما دخل وركز على سارة اللي متعلقة في دراعه بعدها بص لأخته وشاف نظرتها ومش عارف ليه افتكر لما خطب شذى وبعدها همس اتصدمت بارتباطه بها.

سبيدو لاحظ نظرة آية و بعدها نظرة سيف فبهدوء فك ايد سارة: معلش بعد إذنك هشوف مروان ومؤمن
سابها ومشي أما هي فابتسمت بمكر لان يكفيها ان آية شافتهم.
قربت من آية وقعدت جنبها بهدوء
آية بصتلها باستغراب انها جت بدون عزومة فوضحت بخبث: جيت مع سبيدو، أعتقد سيف اللي عازمه
سلمت على سلوى وعز، وقالت لآية بابتسامة: عقبالك انتِ وباسم
آية بصتلها بحدة: ما تبطلي بقى، ايه اللي جاب باسم دلوقتي؟

سارة كانت هترد بس سلوى شاورتلهم الاتنين يسكتوا.
انتبهوا كلهم على كلمة المأذون (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير)
اتملت القاعة بالزغاريد والكل وقف، نادر أبوه حضنه وباركله وبعدها حماه وأخو مراته بعدها سيف فضمه بقوة وشكره: مش هنسى موقفك ده مدى الحياة
سيف ابتسم ورد بحرج: ايه يا عم الكلام الكبير ده؟! ربنا يسعدك ومبروك روح لعروستك بقى.

ابتسم وسيف بعد عنه فقرب من ملك بابتسامة: دلوقتي ينفع أحضنك؟
بصت للأرض بخجل بس شدها لحضنه وحضنها جامد لدرجة انه شالها من على الأرض واصحابه صفرولهم.

سيف استغل ان الكل بيبارك فراح لهمس مد ايديه الاتنين فمسكتهم وشدها عليها حضنها بابتسامة: مبروك يا قمري
حضنته وهي بتضحك: انت بتباركلي أنا؟
بصلها بمرح: مش أخت العريس ولا بيتهيألي؟ المهم (مسك ايدها ورفعها لشفايفه وقال بإيحاء) تيجي نعتبر ان ده كتب كتابنا أنا وانتِ ونعيد الليلة إياها؟
بصتله بمرح: هتاخدني الشقة؟

بص حواليها وقرب من أذنها وهمسلها بشغف: اه وهكمل اللي ماعرفناش نكمله يومها فاكرة ولا نسيتي البلكونة؟
حست بشرارة بتكهرب جسمها كله وبصت لعينيه وهمست بتأثر: لايمكن ليلة زي دي تتنسي
ابتسم ومسك دقنها: خلاص الليلة دي هنبات هناك.
سألته بحيرة: طيب وكل الناس دي؟ والناس اللي في بيتنا؟
كشر بتفكير بعدها جاوبها: هنهرب آخر الليل وزي الليلة اللي فاتت ساعتها هروحك الفجر.

ضحكت ومسكت جاكيت بدلته بتحذير: بس المرة دي هتشيلني مش هتصحيني أنزل من العربية على رجلي فاهم؟
شاور على عينيه الاتنين وضمها لحضنه.
فايزة باركت لملك وبعدها فوجئوا برقية بتقول: ينفع تدوني فرصة أبارك لبنتي؟

فايزة بعدت عن ملك ورقية قربت وابتسمت بحنان لملك وهي بتمسك وشها بايديها: المرة دي انتِ عروسة بجد، الفرحة اللي في عينيكي محلياكي فوق ما تتخيلي، ربنا يسعدك يا ملك، يمكن أنا مابعرفش أكون أم زي باقي الأمهات بس بدعيلك دايما ربنا يسعدك مش بعرف أعمل غير كده، حاولي دايما تلاقيلي أي عذر واوعي تكرهيني.
ملك ضمتها بحب: أنا عمري ما كرهتك أبدا.

ملك مسكت دراع نادر اللي انتبهلهم ورقية قربت منه بابتسامة: مبروك يا ابني، ملك طيبة وقلبها كبير أوي حاول تحطها جوا عينيك وقلبك
ابتسم بثقة: هي في قلبي مش لسه هحطها أصلا.
نادر أخوها اتدخل بمزاح: أنا دوري مش هيجي ولا ايه؟
ملك مدتله ايدها علشان يعرف يوصلها وقرب منها حضنها وشالها من على الأرض: حبيبتي و قلبي مبروك يا أرق إنسانة في الدنيا.

نادر لقى نفسه بيدور بعينيه على سيف اللي بصله بعدها انتبه ان ملك أخوها حاضنها وغصب عنه ضحك فنادر حط ايده على قلبه وسيف من بعيد قال: تستاهل
نادر حرك ايده كعلامة لضرب أخوها فسيف شاور على رقبته بتحذير.
أخوها انتبه لحركاته فعلق بحيرة: انت بتعمل ايه؟
نادر شاور على سيف بتراجع: بكلم سيف بس
سيف ضحك عليه وشاور لأخوها علشان ما يحرجهوش.

مروة باركت لملك ومعاها تالا اللي ملك شالتها منها: روح قلب عمتو انتِ.
اتصدمت بعدها بصوت وراها: مبروك يا ملك
ملك عينيها وسعوا وبصت وراها لنور وهي مش مصدقة انها جت، حضنوا بعض الاتنين وتالا بينهم مستغربة اللي بيعملوه
ملك بتأثر: جيتي امتى؟
نور بابتسامة: أول ما بدأ يكتب بس ماحبيتش أعمل شوشرة فوقفت تابعت
ملك حضنتها بسعادة وقالت بامتنان: كانت فرحتي ناقصاكي بجد
نور بود: ربنا يتمملك فرحتك على خير يارب.

باركت بعدها لنادر وأبوها أول ما شافها ابتسم وفرح انها جت لأختها.
نادر أخد ملك عند والدته واخواته البنات والاتنين حضنوها بسعادة وباركولها للمرة المليون بعدها وقفت قصاد فاتن بحيرة ومش عارفة تعمل ايه
فاتن بصتلها بجمود نوعا ما: مبروك وربنا يسعدكم مع بعض
ملك ردت عليها بابتسامة رقيقة: الله يبارك في حضرتك، وجودك فرق كتير حمدلله على سلامتك
بصتلها بتحفز: أنا جيت علشان نادر لان زعله غالي عليا.

ابتسمت بود: وده كفاية بالنسبالي
رقية جت لبنتها بابتسامة: مش هتعرفيني يا ملك على أهل جوزك ولا ايه؟
فاتن بصتلها بتقييم وماعجبتهاش نهائيا بس فضلت ساكتة
ملك عرفتها على هند وهمس أخوات نادر وعلى فاتن
رقية بصتلها بتمعن: أهلا بيكي
فاتن ردت بوجوم: أهلا
رقية تجاهلتها وبصت لهمس بفضول: شوفتك واقفة مع ابن عز الصياد تعرفيه؟ حاسة اني شوفتك قبل كدا في صور معاه
همس ابتسمت ابتسامة عريضة: اه جوزي.

رقية بذهول: انتِ مرات سيف الصياد؟ شكلك
قاطعتها فاتن بتحفز: شكلها ماله؟ أجمل من أي بنت هنا ومهندسة زيه وأولى دفعتها وأدب وأخلاق وصغيرة وحلوة هو يطولها سيف الصياد أصلا؟
قبل ما رقية ترد سيف وصل وسمع اسمه فسأل بمرح: ماله سيف بس؟ (بص لهمس وقالها) تعالي يا روحي في حد عايز أعرفك عليه (بص لحماته) ينفع أخطفها منكم دقيقتين وهرجعها؟
فاتن ابتسمتله: طبعا يا حبيبي.

نادر جه أخد ملك ورقية انسحبت أما فاتن بصت لهند بتهكم: دي أمها؟ اه من وقعتك يا نادر اه
هند بهدوء: ادعيله بس يا ماما المهم هشوف أنس فين هو وأبوه مختفيين ليه وأجيبهم وأجي استنيني.

فاتن انتبهت على خاطر جنبها بيهمسلها بتوعد: بقى تيجي مع جوز بنتك؟ ماشي يا ام نادر ماشي
بصت قدامها بلامبالاة: اهو اللي حصل بقى
قاطعهم أنس اللي جه مع هند وبدر: تيتا مبسوط اوي انك جيتي
حضنته بحب وبدر قال بعتاب: الظاهر ان سيف له مكانة خاصة عندها مارضيتش تيجي مع حد غير معاه.

قربت من بدر وبررت بصدق: يعلم ربنا ان غلاوتكم واحدة بس لما فضلت لوحدي وهند بعتتلي صور نادر وهو لابس البدلة وصورتها هي وهمس وانتم وأبوكم معاهم وأنا لوحدي (كملت بنبرة مهزوزة) لو أي حد فيكم جه كنت هاجي معاه صدقني و
قاطعها بدر بتأثر: يا ست الكل من غير ما تبرري أنا كنت بهزر مش أكتر وسيف أو أنا الاتنين واحد المهم ان حضرتك معانا وبس.
حضنته وهي بتدعي: ربنا ما يحرمني منك.

سمعت صوت سيف وراها: ده ايه الدعوة الخاصة دي بقى؟
فاتن ضحكت وسيف قرب منها بقى كل واحد في ناحية وهي في النص ما بينهم فجه نادر في النص وراح حضنها وبقوا التلاتة حواليها و هند وهمس وخاطر مبتسمين بس نادر شالها بفرحة فصرخت: وبعدين هو كل واحد يشيلني شوية ولا ايه نزلني يا واد
نادر والكل ماعدا سيف بصولها بصدمة: مين يا بيضة شالك؟ الحق يا حاج خاطر مراتك بتتشال وتقول كل واحد بيشيلني شوية.

فاتن بصت لسيف اللي الكل بصله فقال بهروب: طيب أنا بينادوني
لسه هيبعد بس نادر مسكه بذهول: انت بتشيل أمي؟
بصله ورد بعفوية: امال كنت عايزني أجيبهالك ازاي؟ انت متخيل انها جت بالساهل كده؟ دي جت تحت تهديد السلاح
الكل ضحك وفضلوا يهزروا.

سبيدو واقف مع مروان وبيتكلموا بعدها انتبه ان هالة بتناديه فاعتذر من سبيدو اللي سارة انتهزت الفرصة انه لوحده فراحتله وقالت بابتسامة: حاولت أشوفك بس اللي شغال عندك في المعرض ما رضيش يتصل بيك يقولك.
كان بيدور على آية بعينيه فرد بدون اهتمام: لو كان اتصل كان هيترفد من شغله
قربت ووقفت قصاده مباشرة علشان تستحوذ على انتباهه: للدرجة دي؟
رد بفظاظة: اه للدرجة دي مش بغير قوانيني لأي حد.

حاولت تغريه فقالت بدلال: طيب ما تخلينيش أي حد.
بصلها بتحدي: مش لسه بقولك مش بغير قوانيني؟
شهقت بذهول مصطنع: يااا للدرجة دي قوانينك صعبة؟

من بعيد آية متابعاهم وبتتمنى لو ينفع تروح تبهدلهم الاتنين وخصوصا ان سارة بتتكلم بأسلوب مقزز وبتحاول تقرب منه وتلمسه وهو،؟ لو بس تسمعه بيقولها ايه؟
فكرت تمشي بس هتقول ايه لأهلها ولا لهمس؟
همس أخدت بالها انها لوحدها وشكلها متعصب فراحت عندها: ما تيجي يا آية تقفي معانا واقفة لوحدك ليه؟
آية ردت وهي بتبص على سبيدو: لا أبدا مصدعة شوية مش أكتر.

همس تابعت نظراتها وعرفت انها بتبص لسبيدو ومعاه واحدة حست انها تعرفها فسألت: هي دي مين اللي واقفة مع سبيدو؟ وأنا ليه حاسة اني عارفاها؟
آية ردت بغيظ واضح: دي سارة صاحبتي وبتحاول تاخد سبيدو عاجبها
همس اتضايقت منها ومن آية كمان بس هل آية بتحب فعلا سبيدو ولا مجرد تملك مش أكتر؟
سألتها: وانتِ ايه مضايقك؟ سبيدو ولا سارة؟

ردت بتلقائية: الاتنين (حاولت تتدارك نفسها وبررت) أقصد يعني سارة صاحبتي المفروض تقف معايا وهو صاحب سيف ما يروح يقف مع اصحابه
همس هزت دماغها بعدم اقتناع وقربت منها بهدوء: أنا لما حبيت سيف صاحبتي الانتيم طمعت فيه لنفسها وحاولت تفرقنا عن بعض وحاولت تخليه يحبها
بصتلها بلهفة: وبعدين عملتي ايه؟

همس ببساطة: أول حاجة بعدتها عن حياتي تماما لان واحدة زيها لا تؤتمن، وتاني حاجة بعدتها عن حبيبي أو حطيته في الصورة معايا فاحنا الاتنين عرفنا نبعدها ونوقفها المهم تكوني واقفة على أرض صلبة، اقفي يا آية على أرض صلبة وابعدي الأشكال دي عنك وعن حياتك، أنا رايحة للعيلة كلهم هناك تعالي اقفي معانا لو تحبي واظهري انك مش مهتمة ده هيجنن الطرفين.
سابتها ومشيت وآية فضلت مكانها تتابع الكل وتفكر هتعمل ايه؟

سلوى وقفت همس وسألتها: هي آية مالها واخدة جنب ليه؟
همس رفعت كتفها: معرفش قلتلها تيجي تقف معانا لو تحب بس أعتقد مصدعة شوية.
سيف لاحظ ان همس واقفة مع مامته اللي ماسكة دراعها فراح عندها بسرعة و وقف وراها وسأل: في حاجة ولا ايه؟
همس بصتله من فوق كتفها: لا مفيش
عز قرب بدل ما يحصل أي تطور: في حاجة؟
همس بصتله باستغراب: لا مفيش، مالكم انتم الاتنين في ايه؟
سلوى ردت بتهكم: بيخافوا عليكي من البعبع.

سيف ماعلقش لكن عز رد بمراوغة: وليه ما تقوليش اننا بنهتم مش أكتر؟
آية انضمتلهم: في ايه كلكم عمالين تتلموا
هنا كلهم ضحكوا - إلا سلوى-
آية مافهمتش مالهم، وسيف رد: ما تشغليش بالك - فجأة انتبه لسلسة همس - انتِ مش كنتي لابسة القلب؟ قلعتيه ليه؟ بحبك تلبسيه
همس بتلقائية بصت لسلوى وهو لاحظ فبص لأمه وبعدها رجع نظراته لهمس وكرر سؤاله بحزم: قلعتيها ليه؟

ردت بتردد: دي مناسبة أكتر، التانية بلبسها طول الوقت لكن دي للمناسبات اللي زي كده
علق بتهكم: وده رأيك انتِ ولا رأي حد تاني؟
سلوى قالت بتهكم مماثل: أنا مجرد اقترحت مش أكتر
سيف قبل ما يرد عز اتدخل بصرامة: مش وقته دلوقتي، سيف شوف ضيوفك.
أخد همس ومشي بعدها وقفها على جنب وقالها بوضوح: أنا بحب همس بشخصيتها المستقلة لو هتتغيري لشخصية تانية بتقول امين وحاضر فساعتها...
ماكملش الجملة بس باقيها كان واضح.

بصتله باستيعاب وسكتت، أما هو فاتنهد بضيق من تدخلات أمه اللي أجبرته يكون صارم مع همس علشان ماتقبلش بتدخلاتها.

كريم وأمل بيباركوا لملك ونادر ولباقي العيلة، مؤمن جه يباركلهم واتصدم بوجود نور، بارك للكل وبعد، فكر يمشي من المكان كله.
كلهم واقفين سوا، وفرحانين وبيتصوروا، الضحك والابتسامة من القلب، بس هو قلبه موجوع منها، اتنهد وجه يتحرك وينسحب بس حس بايد بتتحط على كتفه ووصله صوت لائم: ازاي قدرت تطلقني؟
بص لايدها ولف يواجهها بعتاب: وازاي قدرتي تعملي كل اللي عملتيه؟

ردت بوجع: تخيلت اني مهما أعمل مش هتبعد، مش هنوصل للطريق ده، كان عندي ثقة عمياء في حبنا بس حبنا اتهزم
رد باستغراب: حبنا انتِ هنتيه يا نور، هنتيه ودمرتيه وحبستيه وخليتي مجرد التصريح به إهانة وذل، الحب عمره ما بيفوز قصاد الإهانة بالعكس دايما بيخسر.
مسحت دمعة نزلت وبررت: عمري ما قصدت أهينك كنت بس عايزاك
قاطعها بحدة طفيفة: عايزاني ايه؟ انتِ وصلتينا لطريق مسدود ومفيش في ايدي أي حلول للأسف.

لف علشان يبعد ويمشي من المكان كله بس وقفته برجاء: سامحني.

كذا حد انتبه وصوتها كان مسموع فالكل بدأ يسكت تباعا وهي كملت بصوت واضح: أنا آسفة سامحني، رجعني لبيتي ولجوزي وابني يا مؤمن، اه عارفة اني غلطت وتماديت في غلطي بس كنت عايزاك ليا لوحدي ومحدش يشاركني فيك ولو حتى أهلك، أنا أنانية في حبي هل ده عيبي؟ أي تصرف عملته كان من حبي ليك وأنانيتي في حبك كانت بتحركني بس عمري أبدا ما تخيلت انك هتقطع وتنهي كل الطرق بينا، خلينا زي ما ارتبطنا قبل كده في فرح نرجع نرتبط تاني في فرح، ينفع تلاقيلي مكان تاني في قلبك؟

مؤمن وقف مصدوم مش قادر يرد ولا يتكلم، يمكن حلم باللحظة دي كذا مرة أو يمكن يكون دلوقتي برضه بيحلم وهي مش حقيقة ومش موجودة، مابقاش عارف يفرق بين الحقيقة والتمني.

بص حواليه يشوف هو بيتخيل ولا بجد؟ بس الصمت التام واللهفة اللي في العيون، خالد وفايزة عيونهم بتترجاه يوافق، ملك باصاله بلهفة، بص لأهله وأولهم ناهد اللي ابتسمتله بحب ودعم أيا كان قراره، بص لكريم وافتكر كلامه (أنا لو مكانك هديها فرصة تانية)
بصلها هي وعينيها بيترجوه انه يرجعها لحضنه وقلبه بيحتج وبيعلن ثورة جواه عليه.

أخيرا مدلها ايده بتردد بس لقاها مسكتها بسرعة ورمت نفسها في حضنه، ضمها لكن لأول مرة نور تحس بفتور حضنه.
مؤمن ضمها بس قلبه موجوع منها، في مليون جرح في قلبه منها لكن ما ينفعش يهينها برفضه ليها ويهين أهلها ويبوظ فرح ملك، نور للأسف أنانية في دي كمان؛ لانه لو رفض هتنهي فرح أختها، لقى نفسه متضايق منها أكتر بس لانه بيحترم أسرتها كلها ما ينفعش بأي شكل يحطهم في وضع زي ده.

الكل صفق وهيص والفرح بقى فرحين بس مؤمن فرحته باهتة والقريبين منه شايفين ده كويس.
سيف قرب من كريم وسأله: هو مؤمن مش مبسوط ولا أنا متهيألي؟
كريم تمتم بحيرة: لا هو فعلا مش مبسوط
سيف بحيرة مماثلة: مش كان بيبكي على ليلاه؟ ايه بقى؟ اهي اعتذرت قدام الكل، قدام الأسرتين، ايه تاني؟
كريم بصله بتفكير: معرفش يا سيف بس هو مش بطبيعته.

كل أهل نور باركولهم وكمان أهل مؤمن إلا كريم اللي نور لاحظت ان هو الوحيد اللي ماقربش وبارك ويقينها زاد ان هو سبب طلاقهم من البداية.
كل البنات اتلموا حوالين نور فمؤمن راح لكريم وسيف ووقف جنبهم بصمت لحد ما سيف قصع الصمت ده: إلا انت مش فرحان ومبسوط ليه؟
مؤمن بصله ورجع بص ناحية نور وهو ساكت فكريم اللي كرر السؤال: مش فرحان ليه يا مؤمن؟ ولو مش فرحان فعلا ليه أخدت الخطوة دي؟

مؤمن التفتله باستنكار: انت بجد بتسألني؟

الاتنين بصوله بحيرة وبصوا لبعض فوضحلهم: تقدروا تقولولي لو رفضت وسيبت القاعة ومشيت ايه اللي كان هيحصل؟ فكروا كده للحظة، ملك، نادر، عمي، أنا لو كنت متغاظ من نور قيراط فغيظي منها اتضاعف مليون قيراط بعد خطوتها دي، هي حطتني في وضع ماأقدرش أرفض فيه، يا إما دي أنانية بحتة منها انها مش شايفة غير نفسها وبس وعندها استعداد تام تبوظ فرح أختها، يا إما هي متعمدة تلعب على نقطة اني هراعي كل الموجودين ومش هقدر أرفضها، وفي كلتا الحالتين أنا حاليا مش طايق نفسي.

قبل ما حد فيهم يعلق أو يرد قاطعهم خالد اللي الفرحة مش سايعاه جه مسك دراع مؤمن: مؤمن أنا سألت المأذون دلوقتي نكتب تاني ولا ايه بس قال مش محتاجين لانها في شهور عدتها وتقدر تردها وكمان المأذون بياخد وقت لحد ما يوثق الطلاق علشان في حالة لو اتصالحوا فحاليا هكلم المأذون وأبلغه انك رديتها ورجعتوا لبعض، ما تتخيلش يا ابني أنا النهارده سعادتي لا يمكن أقدر أوصفها، لوهلة خفت تحرجها وتكسر بخاطر الكل بس انت بجد راجل يا مؤمن وثقتي فيك عمرها ما اتهزت أبدا، ربنا يسعدك يا ابني ومعلش حاول تسامح نور من قلبك هي برضه بتحبك وده لا يمكن ننكره، أيوة أخدت شوية قرارات غبية بس بتحبك وده ممكن يشفعلها عند قلبك يا ابني، المهم أنا اتكلمت كتير.

قبل ما يمشي بص لسيف بامتنان: نسيت أشكرك يا سيف على وقوفك جنب نادر وملك، مجي والدة نادر فرق كتير يا ابني - بصلهم التلاتة وكمل بفخر - ربنا يحميكم يارب ويديم محبتكم و وقوفكم جنب بعض ايد واحدة.
أمنوا على كلامه وبعدها انسحب وسابهم في حالة صمت لان مؤمن كان عنده حق ؛ لو رفض كلام نور كانت الحفلة دي كلها هتنهار وتبوظ.
مروان انضملهم وبارك لمؤمن بعدها بص لسيف وقال بسعادة بالغة: هالة أبوها وافق تبات عند همس.

سيف ابتسم: طيب كويس انت ايه مفرحك؟ هل متخيل هسيبك مثلا تخرج تسهر معاها؟ ده أنا شوية وهطردك
كلهم ضحكوا حتى مؤمن ضحك من غيظه ومن منظر مروان اللي تقريبا فقد النطق.

أمل راحت تبارك لنور ومدت ايدها تسلم بس نور سلمت عليها بفتور وابتسامة باردة، أمل اتحرجت وحاولت تتكلم: مبارك يا نور
بصتلها بجمود: الله يبارك فيكي
همس جت تباركلها بابتسامة: ربنا يسعدكم ويخليكم لبعض فرحتونا كلنا
نور بابتسامة مجاملة: شكرا لذوقك
أمل بابتسامة: الحمدلله انكم رجعتوا لبعض، ربنا يهدي سركم
نور رفعت حاجبها بتهكم: رجعنا رغم أنف الجميع، ومش هسمح اننا نبعد تاني عن بعض بسبب ناس خرابين بيوت.

أمل اتضايقت من هجومها وكذلك همس اللي اتغاظت من أسلوب نور مع أمل فردت باستفزاز: حلو انك تتعلمي من أخطائك فماتسمحيش انه يتكرر تاني، حافظي على بيتك المرة دي علشان مش كل مرة الفرصة بتيجي
نور بصتلها بغضب: قصدك ايه؟
ردت بلامبالاة: أنا بنصحك مش أكتر
أمل بهدوء: بيتك خرابه من إصلاحه في ايدك انتِ مش في ايد حد فماتحاوليش تعلقي شماعة أخطائك على غيرك
نور بصتلها بعصبية ومشيت وسابتهم الاتنين بدون كلام.

همس بفضول: هي مالها تحسيها مستعدة لأي خناق
أمل بتنهيدة: هي فعلا كدا، اتغيرت أو يمكن كانت كدا واحنا ماكناش عارفين، ربنا يهديها
فضلوا يتكلموا ويقربوا من بعض أكتر وأخدوا أرقام بعض.

نادر خالد كان واقف على جنب مع مراته اللي بتحاول تشده: ما تروح يا ابني تبارك لأختك
كان شايل بنته وبيلاعبها فرد بعدم اهتمام: باركت لملك
مروة: أقصد نور اللي أخيرا ربنا هداها ورجعت لجوزها.
بصلها بتهكم: انتِ شايفة ان ربنا هداها؟ بجد؟
بصتله بحيرة وردت: أيوة مش رجعت واتأسفت؟

أخد نفس طويل قبل ما يقول: بالله عليكي يا مروة اسكتي وبصي ناحية مؤمن وقوليلي ده شكل واحد مبسوط انه رد مراته؟ (عطاها بنتها واتعدل علشان يخرج برا وكمل بهمس) ولا واحد اتدبس وماعرفش ياخد رد الفعل الصح؟
أنا خارج برا شوية هعمل تليفون مهم.
سابها وخرج و وراه نور بتناديه بس عمل نفسه مش سامعها وخرج، خالد لمح نور بتنادي أخوها فراحلها: عايزة حاجة يا نور؟
بصتله بذهول: تخيل نادر ماردش عليا وطنشني؟

خالد ابتسم بنفي: لا يا حبيبتي الدنيا دوشة وما سمعكيش المهم يلا علشان هنمشي من هنا.
استغربت: دلوقتي؟ بس كده كتب الكتاب مش هيحتفلوا؟
وضحلها: الحفلة في البيت مش هنا، الكل هيمشي وهنروح البيت.
خالد أعلن للكل ان الحفلة في بيته وانهم يروحوا هناك علشان يحتفلوا بكتب الكتاب والعشاء كمان هيكون في البيت.

نادر طلب من سيف وبدر يتأكدوا ان الكل هيروح بيت ملك علشان احتفالهم.

الناس بدأوا يخرجوا و سبيدو لمح آية خارجة برا فلحقها: عقبالك
بصتله بطرف عينيها وردت بجمود: ميرسي
وقفها: آية استني
بصتله بغضب مكتوم: أستنى ايه؟ روح لسارة لأحسن تشوفك واقف معايا تعاقبك ولا تزعل منك اتفضل
سارة جت وراه وقالت: بيدوووو بدور عليك انت اختفيت فين؟
آية بسخرية: روحلها يا بيدووو.

سابتهم ومشيت وهو شتم في سره سارة وبرودها والتفتلها بحدة: هو في ايه بالظبط؟ انتِ مين اداكي الانطباع اني معجب بيكي أو مين سمحلك ترفعي الألقاب ما بينا؟ وبتلفي ورايا طول الوقت كده ليه؟ ما تيجيش ورايا تاني بعد إذنك
سابها مصدومة من وقاحته وإحراجه ليها و اتحرك ولمح آية واقفة جنب عربية أخوها وقبل ما يقرب سيف وقفه: سبيدو.

بص لسيف وراه واستناه لحد ما قرب عنده ووقفوا قصاد بعض واستنوا همس تكمل طريقها عند آية وأبوه وأمه بعدها سيف قال بمغزى: بلاش تخلينا نخسر بعض
سبيدو ما توقعش جملته دي وقبل ما يرد سيف كمل طريقه بس مسك دراعه بعنف منعه وقال بثقة: مفيش حاجة ممكن تخلينا نخسر بعض يا سيف
سيف شد دراعه وقال بتأكيد: لا في وانت عارف كويس أوي بتكلم عن ايه.

سابه ومشي وراح اطمن ان كل اللي تبعه في عربياتهم بعدها راح عربيته، البنات ركبوا على الكنبة وهو وأبوه قدام واتحركوا على بيت ملك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة