رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الحادي عشر
بداخل المستشفى انقلب الجميع و تجمعت الصحافة ونفذت منهم حبيبة بصعوبة بعدما تدخل الحرس و بعد لحظات جاء مهند و نور و سيف ليتبعهم الحرس بألماسة: فور دخول الماسة صرخت بسعادة و جرت باتجاهِه تحتضنه: بابي.
لولتي وحشتيني.
قالت بتذمر: و أنتَ كمان يا بوب بس بقالك كتشير أوي نايم.
ضحك عليها: كتشير! معلش كنت تعبان شويه.
شيري: ألف سلامة عليك يا آسر، انزلي يا ألماسة من على بابي.
لأ.
حبيبة: طيب تعالي نجيب حاجة حلوة و نرجع.
لأ أنا عايزة أقعد مع بابي.
لتَتدخل نور و هي تتقدم منهم بعدما كانت تراقب من على بُعد: أنتِ عنيدة أوي.
تؤ.
لأ عنيدة و أنا حره في رأيي.
لأ مش حرة أنتِ بتتكلمي عليَّ.
آسر: ألماسة عيب كده.
الماسة بتذمر: مش شايف يا بابا بتقول عليَّ عنيدة و أنا مش كده.
آسر: ده رأيها و ده رأيك يا لولا.
نور: ده إسمه اختلاف الرأي أنتِ عارفة لو مكنش في اختلاف الرأي كان إيه إللِ حصل.
الماسة بثقة: كنتِ مش هتقولي عليَّ عنيدة و أنا أصلًا مش عنيدة.
ضحكت نور ضحكة سلبت قلب أحدهم الغافل عن مراقبة آسر له.
لتقول الماسة بتذمر: متضحكيش أنتِ متغاظة عشان أنا عندي بابا و أنتِ لأ.
قالت أخر كلماتها و هي تضع يدها بخصرها و تخرج لسانها لتضع نور يدها بخصرها هي الأخرى و تقول بطفولية: لأ على فكرة أنا كمان عندي بابا بس هو مسافر.
ليضحك عليها الجميع و تقول الماسة: شكلك يضحك.
نور بابتسامة: طيب أصلًا عادي، شكلك متعرفيش لو مكنش في اختلاف الرأي كان إيه هيحصل؟
آه مش عارفة قولي أنتِ.
الحياة كانت هتكون باردة و ملهاش طعم مثلًا كلنا هنكون دكاترة أو مدرسين أو كلنا بنحب الأحمر بنجب الفراخ بنحب الفسح و مش بنحب المدارس.
لتضحك الماسة: أنا مش بحب المدرسة أوي.
نور: و أنا كمان مكنتش بحبها.
أنتِ دكتورة؟
لأ ضابط ينفع.
لتضحك الماسة لتقاطعها نور: تيجي نطلع نكمل كلام بره؟
ردت الماسة بحماس: ماشي.
لتحملها نور و تنظر لآسر: ألف سلامة على حضرتك.
آسر: الله يسلمك.
كادت نور تخرج حتى أوقفتها الماسة: استني ممكن ترجعِ عند بابا.
نور: إيه لسه هرجع ده الطريق طويل و محتاج توك توك.
لتضحك الماسة: خلاص.
ثم توجه نظرها لوالدها: مستي بتقولك ألف سلامة عليك.
خرجت نور و هي تنظر لسيف لتقترب حبيبة: ألف سلامة عليك يا آسو كده تقلقني عليك.
و لا قلق و لا حاجة يا بيبة زهقت م الشغل فَقولت أسافر شوية.
ضحكت حبيبة: طب متعملهاش تاني يا أخويا.
ثم وجهة حديثها لِشيري: يلا يا شيري نطلع نستنى بره أكيد عندهم كلام كتير لِبعض.
لِتنظر لها شيري بِانزعاج ثم تخرج معها لتلتقي بالماسة و نور اللتان يمزحان مع بعضهم البعض لتقترب حبيبة منهم و تظل تراقب ما يحدث و هي تشعر أن آسر انجذب لنور و كذلك الماسة فَما المانع من ألا يتجوزان.
لا تدري بأن هناك قلب تُيم بحب نور.
ألماسة: طنط نور قمر أوي يا بيبة.
نور: أنتِ إللِ عيونك حلوين بس.
لتنظر لها و تفتح عيناها بشدة و هي تقول: اه جدًا شوفتيهم.
لتبتسم نور و هي تتذكر الماس: أه شوفت شبهم.
إيه ده إزاي دي شبه بابا و ماما بس.
لتتذكر نور أن شيري عيناها بنيتان لتقاطعها حبيبة: أنتِ صديقة مهند.
أه صديقة مهند و سيف يعني هو رخم حبتين بس طيب.
ضحكت حبيبة و قالت الماسة: عمو قمر هه.
شكلك بتحبي شغلك أنتِ نقيب برضوا.
آه نقيب و بحب شغلي جدًا، هو حضرتك بتشتغلي ثانية بس اسم حضرتك إيه؟
حبيبة و أنا مصممة أزياء.
اه لطيف الحوار بس ثانية أنتِ كنتي متجوزة اتنين؟
لأ ليه!
عشان اسمهم مهند محمود و سيف رأفت.
حبيبة و هي تضحك: سيف و آسر ولاد ابن عمي لكن بعتبرهم ولادي.
لتقاطعهم الماسة المتابعة للحديث: و أنا يا تيتا!
أنتِ حبيبي.
ضحكت ألماسة قبل الرحيل قائلة: هروح أجبلك شيكولاته يا طنط نور.
نور: ممكن اسألك كام سؤال؟
اتفضلي.
هي إزاي الماسة بتقول عيني شبه ماما و شيري عنيها بني و المرة إللِ فاتت شيري كانت هتموت على آسر ده و هو كان في الغيبوبة و المرة دي هي هتموت عليه برضوا و هو مش بيبصلها أصلًا و لا طايقها هو و الماسة.
لتأخذ أنفاسها ثم تسأل: هو ممكن متخانق معاها لكن الماسة!
حبيبة بصدمة: كل ده عرفتيه من دقايق!
لتضحك نور: أمال إيه أنتِ فاكرة إني ظابط بالواسطة! لو مش حابه تقولي عادي.
حبيبة: شيري مش والدة الماسة.
مين العنيدة دي؟
مهند بتساؤل: عرفت منين إنها عنيدة؟
أنا متسألش السؤال ده و مش أنتَ إللِ تسأل أصلًا!
سيف: لمؤاخذة وقع على راسه و هو صغير.
ليضحك ثلاثتهم ثم يقترب مهند و سيف: حمدالله على سلامتك يا آسو.
و يحتضنوه فيقول مهند: إن شاء الله إللِ في بالي.
ليضحك آسر بهدوء: عيب كده. ثم يقول: لسه بتضايقك؟
مهند بتذمر: أيوه يا آسر و كل ما أجي عندكم مش بسيب سيف حتى يُدخل الحمام عشان متتغرغرش بيا.
سيف و هو يضحك و يقول بطريقة تحمل كل معاني السخرية: أنتَ بيضة حلوة خايفة شيري تتغرغر بيها.
بس ياض و الله لولا إنها لسه مراتك أنا كنت جرجرتها على القسم.
استحمل شوية معلش أنا مش عارف هي عيزاني و لا عيزاك و لا عايزة عزرائيل ياخذها.
ليضحك سيف: أكيد عزرائيل.
ها مين العنيدة.
نور معانا في المكتب وسوارين دربها سنة تقريبًا بس أنا مش فاكر إني شوفتها.
أخبار الشغل إيه.
سيف: تمام.
مهند: و الشركة برضوا تمام.
آسر بشرود محاول التذكر: كانت بتجيلي في أحلامي و كنت بحس بيها فعلًا حوليا.
مهند: إزاي و لو جت مش هتيجي تشوفنا ليه؟
سيف: و استحاله تيجي تلقيك فاقد الوعي و متجلناش.
آسر: معرفش بقى المهم عايز أخرج.
تخرج فين يا أبا بس استنى هنا لبكرة.
مهند: اعقل كده هنروح نشوف نور و أنتَ ارتاح.
ليخرج الاثنان و كاد آسر يغلق عينيه ليترك ذاته كي يتذكرها لتقاطعه صوت طرقات أحد الممرضين و يدخل و هو يحمل الوَردَ.
الوَرد ده وصل لحضرتك.
سيبه عندك.
ترك الممرض الوَرد و كاد يخرج، قاطعه آسر: ده چوري؟
آه.
طيب جيب البوكيه.
ليأخذه الممرض من مكانه و يعطيه لآسر و يستأذنه و يخرج ليشتم آسر تلك الرائحة رائحة الوَرد فيطوف بعقله لذكرياتهم: آسر آسر يا آسر آسر.
إيه يا زنانة الواحد ميعرفش يشتغل و أنتِ معاه خالص!
لتشير على ذاتها: بقى في حد يسيب القمر ده و يهتم بالشغل.
ليضحك عليها و يغلق الحاسوب: لأ طبعًا ده يبقى أهبل.
بلا مبالة: قول لنفسك.
ليتقدم منها و يحتضنها بقوة: عايزة إيه.
لتصرخ و هي تحاول إبعاده: يا أختي أبعد كده لا حد يشوفنا.
متخفيش.
طيب عايزة چوري.
جُوري مين دي!
ورد چوري يا آسو.
عيون آسو لميمو.
ميمو بتحبك.
و آسو بيموت فيكِ.
ليفيق من ذكرياته و هو يلمح كرت وسط الورد ليفتحه و يبدأ بالقراءة: ألف سلامة عليك يا نبض الفؤاد.
وحشتني أوي على فكرة، و أنا كنت جمبك و معرفتنيش فمتحاولش تعرفني تمام؟
ميمو بتحب آسو بس مش عارفة ترجع!
توقيع ميمو حبيب آسو.
ليغلق الكارت و هو يردد بشجن: ارجعي و مش لازم كلام و على فكرة آسو بيحب ميمو.
مرَّ اليوم و جاء الآخر فَخرج آسر بالفعل بعدما حاولوا إقناعه، ظل مهند مع والدته و نورسين أما نور و سيف فَكانا بالقسم: إيه الحنية بتاعت امبارح دي!
عادي يعني طفلة و حسيت إنها لازم تخرج فَقولت اتصرف.
آسر قال عليكِ عنيدة امبارح.
لتضحك نور: دي معاكسة!
شاركها سيف الضحك: مش عارف و الله.
أعطيني منديل.
أخرج سيف منديل ليظهر عليه أثار أحمر شفاه لتنظر له نور بسخرية: هه أبقى نضف جيوبك.