قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية حارة القناص الجزء الأول للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث والخمسون

رواية حارة القناص الجزء الأول للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث والخمسون

رواية حارة القناص الجزء الأول للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث والخمسون

ظل صهيب يسير في طرقات المشفى ذهابًا وإيابًا قلقًا على زوجته وهو يُردد بتمني: يارب بنت يارب، يارب ولد يارب، يارب بنت وولد يارب، يارب بنتين وولدين يارب، يارب أي حاجة يارب بس يكونوا كتير يارب.
كتم قاسم ضحكاته من الصعود بصعوبة، بينما أهلة نظرت له بتشنج ثم صاحت به باستنكار: هو إيه اللي يارب يكونوا كتير يارب؟ هتفتح مكتب في الشؤون الاجتماعية؟ وبعدين دا بدل ما تقعد تدعيلها قاعد تقول كلام ملهوش لازمة؟

طالعها صهيب بغيظ ثم استدار نحو قاسم يصرخ به: شيل مراتك من قدامي يا قاسم أنا مش ناقصها.
احتدت عيني أهلة بغضب وقررت إغاظته أكثر فأردفت بكيد: متخلينيش أحطك في دماغي دلوقتي لأحلف إن أختي تبات معايا الأربعين يوم بعد الولادة وكله هيبقى بموافقتها.

رمش صهيب بأهدابه عدة مرات يُقلب حديثها داخل رأسه، فإن قالت ل حبيبة عن تلك الفكرة ستُوافقها سريعًا دون تفكير، قرر جمع الباقي من كرامته ثم رفع رأسه للأعلى وهو يقول بشموخ: أنت مش هنزل لمستواكِ وأرد عليكِ.
تشنج وجه أهلة بسخطٍ وما كادت أن ترد عليه، حتى وجدت قاسم يُحيطُ بها من كتفها قائلًا وهو يضحك: خلاص يا حبيبتي ملكيش دعوة بيه، خليكِ أنتِ أحسن منه.

هدأت أهلة قليلًا بينما نظرات الغيظ مازالت تُحاوط صهيب الذي يُبادلها نفس النظرات، تركته أهلة ثم اتجهت نحو مهرائيل التي تنتظر ولادة شقيقتها هي الأخرى وتسائلت: ها محدش طمنكم لسه؟
هزت مهرائيل رأسها بالنفي وهي تتنهد بتثاقل: لأ لسه، أنا مش عارفة هما يوم ما يولدوا. يولدوا مع بعض ويقلقونا عليهم كدا!

اقتربت حياة منها ثم ربتت على كتفها وهي تقول بضحك: متقلقيش يا حبيبتي خير إن شاء الله، وبعدين ما جوزها معاها جوا ومرضيش يسيبها يعني اتطمني.
وما كادت مهرائيل أن تُجيبها؛ حتى خرج الطبيب من الداخل، فاندفع إليه الجميع يتسائلون بقلق: طمنا يا دكتور؟
في البداية خاف الطبيب من هذا العدد من الأشخاص، لكنه استعاد ثباته مُجددًا ثم أجابهم بابتسامة هادئة: الحمد لله الأم والبنت بخير، كلها دقايق وهتتنقل لأوضة عادية.

زفر الجميع بارتياح بما فيهم قاسم وصهيب، وما كادوا أن يأخذوا أنفاسهم، حتى خرج الطبيب من الغرفة الأخرى مُبلغًا إياها بعملية: حمدالله على سلامتها، العملية عدت على خير والمدام والطفل صحتهم كويسة الحمد لله.
انتشرت التهليلات بين الجميع وارتسمت السعادة بوضوح على وجوههم، اقترب قاسم من شقيقه يحتضنه بسعادة وهو يقول بفرحة عارمة: ألف مبروك يا حبيبي يتربى في عزك.

بادله صهيب العناق قائلًا بفرحة: الله يبارك فيك عقبالك.
اقتربت حياة من ابنها تُعانقه بعد أن أفسح لها قاسم المجال، تشكلت دموع السعادة داخل حدقتاها ثم تحدثت بصوتٍ مُتحشرج: ألف مبروك يا نور عيني، أخيرًا هشوف ولادك قبل ما أقابل وجه رب كريم!
خرج صهيب من أحضانه مُمسكًا بكفها يُقبله، ثم تشدق بعتاب: بعد الشر عليكِ يا ست الكل متقوليش كدا تاني علشان خاطري.

مرت الدقائق وتم نقل الفتاتان إلى غرفة واسعة كبيرة بطلب من العائلة، تمددت كُل منهما على فراش مُنفرد، وطفلة لوسيندا تحملها مهرائيل تُداعبه بحنان، بينما طفل حبيبة تحمله أهلة وعلى وجهها ترتسم ابتسامة واسعة، وبالطبع لم تُبالي بنظرات صهيب الحانقة التي يرميها إليها لعدم سماحها لأحد بحمل الصغير!

ذهب صهيب إلى قاسم يمسكه من ياقة ثيابه وهو يهزه بعنف أثناء جزه على أسنانه بغضب: ما تاخد مراتك بقى وامشوا من هنا يخربيت معرفتكم! دي مش عايزاني أشيل ابني يخربيت الجبروت!
أنزل قاسم يده التي تُمسك بثيابه، ثم غمز له بمشاكسة: ابنك هجيبهولك أنا.

تركه بعد أن طالعه باستخفاف واتجه بعدها نحو أهلة التي كانت تجلس على فراش حبيبة وتُمسك الصغير بين ذراعيها، لكن سحر أنظاره تلك الابتسامة الواسعة التي تتشكل على ثغرها أثناء مُطالعتها للصغير بأعين هائمة، اقترب منها حتى وقف بجانبها، فرفعت هي أنظارها إليه تُطالعه بسعادة، ثم هبت من على الفراش قائلة وهي تُشير للصغير بفرحة عارمة: شايف يا قاسم صغير خالص وعسول إزاي؟

تحولت أنظار قاسم نحو الصغير الذي يتثائب بطريقة مُهلكة وجميلة، فأكملت أهلة حديثها ببسمة واسعة تزامنًا مع اقتراب صهيب منهم: شكله جميل وفيه شبه مني صح؟
تشنج وجه صهيب والذي تحدث باستنكار: هو إيه اللي شبهك؟ هي أي بتنجان على أي كوسة وخلاص! هاتي يا حجة ابني.
ابعدت أهلة عن يديه التي امتدت لأخذه، ثم وبخته قائلة: ابعد إيدك أحسنلك ومتخلنيش أتصرف تصرف مش هيعجبك.

زفر صهيب بسخط، بينما علت ضحكات قاسم والذي هبط على خدها يُقبله بحنان، ثم تشدق بحب مُتجاهلًا وجود شقيقه: أنا كمان حاسس إن فيه شبه منك، أصله قمر وأنتِ قمر فمش معقول يكون مش شبهك.
أخفضت أهلة رأسها بخجل، فوجدت قاسم يأخذ منها الصغير ببطئٍ ثم قبَّل وجنته بحنان وهو يقول بحب: بسم الله ما شاء الله، يتربى في عزك يا حبيبي.

قالها ثم استدار جهة صهيب الذي تهللت أساريره بسعادة بالغة، ثم أخذ منه صغيره بعد أن احتضن شقيقه بامتنان على هذا العمل البطولي، وبعدها اتجه نحو زوجته التي كانت تُتابع نزاع زوجها وشقيقتها بضحكات خفيفة.
نظرت أهلة ل قاسم بضيق، فقربها منه أكثر ثم أردف بغمزة عابثة: بصراحة أنا غيران، يعني متهتميش بيه ومتحبيهوش أكتر مني.
تبدد غضبها تدريجيًا قائلة بضحكة غير مُصدقة: أنت بتتكلم بجد؟ دا طفل لسه مولود.

هز كتفه بلامبالاة أثناء أخذه لها والذهاب لرؤية طفلة چون: طالما مش ابني يبقى مني حقي أغير يا كفاءة.
وهكذا استطاع قاسم بمكره ودهائه أن يُلهي زوجته العنيدة عن طفل أخيه، وجعلها تلتهي بطفلة چون الجميلة.
كانت ملك تحمل الصغيرة بكل حبٍ ثم قبلت وجهها الصغير أثناء تحدثها بكلاماتٍ غير مفهومة أخافت الطفلة: ياختي حلوة جميلة سكر، حبيبة خالتو، وروح خالتو يا ناس.

كلماتها كانت سريعة وغير مفهومة، فأدت إلى صراخ الطفلة ببكاءٍ بعد أن هلعت من صوتها المُزعج، ذهبت إليها مهرائيل وانتشلت الصغيرة منها بلطفٍ لتُدهدها، وبعد أن صمتت رفعت أنظارها ل ملك مُتحدثة بصوتٍ خافت مُغتاظ:
يا بنتي سرعتي البت! وبعدين أنتِ كنتِ بتقوليلها تعاويذ؟

انكمش وجه ملك باستنكار وبعدها صاحت بها بسخط وهي تُشيح بيدها أمام وجهها: مالك يا بت معووجة علينا كدا؟ طيب ما أنا كمان حامل وكلها خمس شهور وهولد يا حبيبتي.
جاءت بتلك الأثناء چيهان تُخبرهم بابتسامة هادئة: يلا يا حبايبي عشان نمشي، الشباب جهزوا العربيات بتاعتهم ومستنينكم تحت.
رفعت يمنى وجهها ل چيهان وتسائلت باستغراب: وهما لحقوا يا چيجي؟ دول مكملوش حتى كام ساعة والمفروض يباتوا عشان نطمن عليهم.

نفت چيهان بقولها: لأ يا حبيبتي متقلقيش، ولادتهم كانت طبيعية والدكاترة طمنونا إنها كانت متيسرة ويقدروا يتنططوا كمان لو عايزة.

ضحكن بمرح، وبعدها هبطت كل واحدة منهن لزوجها والسعادة تملأ قلوب الجميع، أهلة أغاظت صهيب وحملت الرضيع وسط ضحكات قاسم العالية، بينما صهيب قام بحمل حبيبة على بغتة وهبط بها حيث سيارة أخيه، وكذلك فعل چون المِثل مع لوسيندا بعد أن قام بتقبيل الصغيرة وإعطائها إلى سهيلة التي كانت تهيم بها وبجمالها.

اتجه الجميع نحو المنزل الخاص ب قاسم، حيث به خمسة طوابق ليجمع شمل الجميع، الطابق الأول خاص بتجمع جميع أفراد العائلة والأصدقاء، الطابق الثاني خاص ب حياة، والثالث خاص ب قاسم وأهلة، والطابق الرابع خاص ب صهيب وحبيبة، كما أن الطابق الخامس خاص ب جون ولوسيندا، و آلبرت ومهرائيل و فور وسهيلة، وذلك الطابق خصيصًا بُنيَ من أجلهم فترة وجودهم بمصر، حيث به أربعة غرف واسعة لنومهم.

اجتمعت العائلة في الطابق السُفلي، حيث قاموا بهدم الحوائط لثلاث غُرف وجلبوا بها الكثير من الأرائك لتجمع شمل الجميع، جلست حبيبة بجانب صهيب على الأريكة، وعلى ذراعها تحمل صغيرها، كذلك جلست لوسيندا بجانب زوجها، ومن على الناحية الأخرى جلس فور بجانب چون وذراعه تُحيط ب سهيلة التي كانت تُتابع أحاديث الفتيات باهتمام، قاسم وآلبرت تجاورا للتحدث في بعض الأمور الهامة، وانضم إليهم يحيى وكذلك رائد، بينما كُلًا من أهلة، يمنى، ملك، ومهرائيل قررا الابتعاد قليلًا والجلوس على الأرض بشكل دائري ويتبادلون الأحاديث السخيفة، و حياة ونبيلة وچيهان جلسن معًا في جلسة ودية جميلة.

تنهدت حياة بسعادة وأنظارها مُتعلقة على الجميع، ثم تشدقت بحنين: العيلة دي حاجة جميلة أوي، ربنا يجمع شملهم دايمًا يارب.
آمنت كُلًا من چيهان ونبيلة على حديثها، وبعدها تحدثت نبيلة بصوتٍ مُتمني: كان نفسي بنتي تكون موجودة معاهم دلوقتي.
طالعاها بحزن على ألمها، فتسائلت چيهان: هي ماتت إزاي يا نبيلة؟

أجابتها بحزنٍ وهي تتنهد بثقل: عملت حادثة وماتت، كانت خايفة من أبوها ونزلت تجري منه، مخدتش بالها من العربية اللي جاية ناحيتها فخبطتها، نقلناها المستشفى وفضلت في العناية يومين لحد ما ربنا استرد أمانته ليه من تاني.

كانت دموعها تهبط بأسى وهي تتذكر سنواتها الماضية مع ابنتها البشوشة الجميلة، وبين ليلة وضحاها وجدت مكانها فارغ، تركتها تتجرع كاسات الألم والفراق وحدها، مددت حياة يدها تُربت على قدمها بحزن، ثم تحدثت داعمة إياها: الحمد لله على كل شيء، بس متنسيش إن ربنا عوضك بعدها بتلت بنات بالدنيا وما فيها، حتى لو كانوا مش من صُلبك بس هما في الأول وفي الآخر ولادك.

رفعت نبيلة أنظارها حيث فتياتها الثلاثة تُطالعهم بابتسامة سعيدة، ثم تشدقت قائلة بحب: دول نور عيني، ربنا عوضني بيهم ولو هفضل طول عمري أشكره على النعمة دي مش هوفيه حقه.

قاطع تلك الجلسة رنين جرس المنزل الذي صدح عاليًا، هبت أهلة من مكانها بحماس وهي تتخيل أن الطارق هو المندوب الذي أتى لجلب ثياب ابن شقيقتها التي طلبتها، لكن بسمتها خفتت تدريجيًا عندما رأت امرأة كبيرة يتعدى عمرها الخمسون تقريبًا، تقف أمامها وترتدي ثيابًا سوداء، وما جذب انتباهها أكثر هُم هذان الطفلان اللذان تحملهما على ذراعها، قطبت أهلة جبينها ثم تحدث بتساؤل: نعم، حضرتك مين؟

ابتلعت ورد ريقها بتوتر ثم سألتها بصوتٍ خافت: أنتِ حبيبة الأرماني؟
شعرت أهلة بالريبة خاصةً وأن تلك السيدة أتت للسؤال على شقيقتها خصيصًا، لذلك أجابت عليها بالنفي: لأ، بس أنا أختها.
طالعتها ورد باستغراب من هويتها، لم تذكر لها ريماس من قبل عن وجود ابنة عم أخرى لها، نفضت تلك الأفكار عن رأسها وطلبت منها باحترام: طيب بعد إذنك ممكن تناديلي الست حبيبة؟

رمشت أهلة عدة مرات بأهدابها، فأفسحت لها الطريق طالبة منها بهدوء: طيب اتفضلي ادخلي هي جوا.
خطت ورد أُولى خطواتها بتردد، وازدات توترها عندما أبصرت عيناها هذا الجمع الهائل من الرجال والنساء، طالعها الجميع بنظراتٍ مُتعجبة خاصةً هذان الطفلان اللذان تحملهما، بينما أهلة أشارت نحو حبيبة وتحدثت قائلة: هي دي حبيبة.

وقف قاسم من مكانه واتجه نحوها في حين مُتابعة الجميع لما يحدث بملامح مُتعجبة، طالعته ورد بتوتر عند سؤاله الغليظ: أنتِ مين؟
ردد عليه ورد بخفوت: أنا. أنا كنت عايزة الست حبيبة.
تسلل القلق إلى فؤاد حبيبة وكذلك صهيب، أعطت الطفل إلى حياة ثم استندت على ذراع صهيب وسارت حتى وقفت قبالتها، وبخفوتٍ تحدثت قائلة: أيوا أنا حبيبة، أنتِ تعرفيني؟

أومأت لها ورد وسددت لها ابتسامة هادئة، ثم وبودٍ أجابتها: أيوا أعرفك، ريماس بنت عمك حكت ليا عنك كتير.
رددت حبيبة اسمها باستغرابٍ شديد بقولها: ريماس؟ و ريماس تعرفك منين؟
تنهدت ورد بحزن قبل أن تُجيبها بنبرة يائسة: ريماس اتوفت إمبارح وهي بتولد.
صُدم صهيب من حديثها فأردف مصعوقًا: إيه! ماتت!

هزت ورد رأسها بالإيجاب في حين شعورها بتلك الغصة المؤلمة التي تشكلت بحلقها، ثم نظرت إلى الصغار على ذراعها وهي تقول بأعين دامعة: أيوا ماتت وهي بتولد، ودول ولادها.
انتقلت أبصار حبيبة نحو الطفلين تلقائيًا، شعرت بذلك الألم يضرب ثنايا فؤادها من أجلهما، وبدون أن تشعر تسللت الدموع إلى حدقتاها، أرادت سؤالها عن والدهما، لكن لسانها لم يُسعفها وكأنه شُل من الصدمة، لكن قاسم تسائل بدلًا منها: مين أبوهم؟

زفرت ورد بضيق على ذِكر سيرته، ثم أجابته قائلة: أنس الأرماني .
لوت أهلة شفتاها باستنكار وهي تهمس بخفوت: كنت واثقة إن القذارة دي متخرجش برا العيلة.
استمعت ورد إلى همسها فاستدارت لها مُدافعة: والله يا بنتي وما ليكِ عليا حلفان إن ريماس تابت، كان نفسها تيجي وتطلب منكم السماح بس خافت.
لم تستطع أهلة الصمت أكثر وسألتها بهجوم: خافت من إيه؟ أنتِ مش عارفة هي كانت عايزة تعمل فيها إيه ولا هي محكتش ليكِ.

أخفضت ورد رأسها ثم تمتمت بيأس: حكتلي، بس كلنا بني آدمين وبنغلط، أنا واللهِ عارفة إن هي غلطانة وغلطها كبير بس هي تابت، والمساكين دول ملهمش ذنب يتشردوا ويترموا في الشارع، أنا لو عليا أربيهم أنا بس أنا مش هعيشلهم العمر كله، أنا ست مريضة وفي آخر أيامي.

اتجهت حياة إلى ورد ثم حملت طفل من الأطفال لتُريح ذراع ورد التي من المؤكد بأنها آلمتها، نظر صهيب إلى والدته بضيق وهو يقول: استني يا ماما أنتِ بتعملي إيه؟

أحاطت حياة بالصغير جيدًا ثم نظرت إليه بنظراتٍ صارمة قائلة بحسم: اسمعني أنت كويس، مهما كان اللي حصل فينا من العيلة دي، ومهما صابنا الأذى منهم، فالأطفال دي ملهاش ذنب إنها تتشرد ويترموا لكلاب السكك، وأظن أنت وأخوك عارفين كويس يعني إيه أطفال تترمي لكلاب السكك.

نظر صهيب إلى وجه قاسم، فوجد أنظاره مُثبتة على الطفلين بجمود، فيما أكملت حياة حديثها بصرامة أشد: البنت تابت بعد ما عرفت غلطها، وربنا حَب يسترد أمانته بعد ما جابت طفلين، هينفع نسيب الأطفال دي تترمي كدا في الشوارع وإحنا في إيدينا نساعدهم؟
اعترض صهيب قائلًا: بس العيلة دي معملتش فينا أي جِميل نفتكرهم بيه، طول حياتنا بنعاني بسببهم.
ردت عليه حياة بحسم: يبقى تطلق مراتك أنت وهو.

رفع قاسم أنظاره الباردة يُطالع والدته، بينما صهيب فتح عيناه يُطالعها بصاعقة كحالِ الجميع، وبدون قصدٍ ارتفع صوته على والدته وهو يقول بغضب: أنتِ بتقولي إيه يا ماما؟
زمجر به قاسم بحدة: صوتك ميعلاش على أمك.
طالعه صهيب بنظراتٍ حارقة، وبعدها حوَّل أنظاره تجاه والدته التي أكملت بعناد: أيوا تطلق مراتك، هي مش مراتك دي مش من نفس العيلة اللي معملتش فينا أي جميل نفتكرهم بيه؟

ابتلع صهيب باقي كلماته، فيما أردف قاسم ببرود: اللي عاجبك اعمليه يا ماما.
عاندته حياة بقولها: وهيعجبك كمان يا روح ماما، يلا خُد الطفل التاني وهيبات معاك الليلة.
فرغ قاسم فاهه ببلاهة وارتسم الاستنكار بوضوح على وجهه، لم تُعطيه حياة أي إهتمام، بل استدارت نحو صهيب قائلة بخيبة: حظك إن مراتك ولدت النهاردة، لولا كدا أنا كنت خليت الولد التاني معاك.

لوى صهيب شفتيه بسخط ثم نظر ل حبيبة التي كانت صامتة طيلة الوقت، لكن عيناها تروي آلاف المشاعر المكبوتة، سارت خطوتين نحو ورد حتى وقفت قبالتها، ثم سألتها بأعين مُتلهفة: هما ولدين؟
هزت ورد رأسها بالنفي وهي تُجيبها بحنان: ولد وبنت، اللي معايا دي البنت.

مدت حبيبة يدها لأخذ الطفلة منها، وبحنانٍ غير مُتوقع مالت عليها تُقبل جبهتها بحنان، رفعت أنظارها نحو شقيقتها تقول بابتسامة حزينة: عسولة أوي يا أهلة تعالي شوفيها.
رمشت أهلة بأهدابها عدة مرات، وبخطواتٍ هادئة اتجهت إليها، طالعت الصغيرة النائمة بحنوٍ شديد، ثم مدت يدها لتُمسك بكفها الصغير للغاية، اتسعت ابتسامتها تلقائيًا خاصةً عندما فتحت الصغيرة عيناها تُطالعها بصمت.

اقتربت منهما حياة بتروٍ ثم وقفت بجانبهما، وبصوت خافت لم تسمعه سواهما تسائلت: انتوا أكيد مش زعلانين مني وعارفين أنا قولت الكلام دا ليه صح؟
أومأت لها الفتاتان بالإيجاب وعلى أفوههما ترتسم ابتسامة هادئة، لتزفر حياة براحة قبل أن تضع الصبي بين ذراعي أهلة وهي تقول بحنان: مش هلاقي أحسن منك هآمن ليه على الولاد، أنا عارفة إنك حنينة عكس ما بتظهري دايمًا، عشان كدا خليهم معاكِ لحد ما تولدي.

طالعت أهلة الصغير الذي يرتكز بين يديها بتردد، تشعر بحِملٍ ثقيل سيوضع فوق كاهلها، شعور المسؤولية والأمومة التي ستحظى بها بعد عدة أشهر يُداهمها الآن وبقوة، وبدون وعيٍ أومأت لها بالإيجاب، ثم هبطت على وجه الطفل تُقبله بحنانٍ شديد وكأنه فبذة كبدها!

طالعها قاسم بحنان ثم ذهب إلى حبيبة وحمل منها الصغيرة ضاممًا إياها إلى صدره، أغمض عيناه مُستلذًا بتلك الرائحة التي اشتمها لتوه، عبق الصغيرة الطفولي يُشعره بالاستمتاع والراحة كما كان يسمع من قبل، هل حقًا سيحدث هذا عند قدوم صغيره إلى تلك الحياه؟ أم أن حينها الوضع سيختلف؟
صدح فجأة صوت صهيب المُتسائل بضجر: طيب هنسميهم إيه؟

ضربه قاسم بذراعه في معدته وهو يقول بعبث: قول إنك رضيت بوجود العيال، باين على وشك على فكرة.
وبسخط أجابه صهيب: ملكش دعوة.
تدخل يونس/فور في الحديث مُتسائلًا بتفكير: هتسموهم إيه؟
اقترب منهم رائد مُتحدثًا بغرور: أنا من رأيي نسمي الولد رائد.
دفعه يحيى من ذراعه قائلًا وهو يُطالعه باشمئزاز: لأ طبعًا إيه القرف دا؟ إحنا نسميه يحيى أظن مفيش أجمل من كدا!

أشاح قاسم بوجهه عن كليهما وهو يقول بغلاظة: ابعد يلا أنت وهو من هنا، قال يحيى ورائد قال، هي ناقصة عته؟
ضحك الجميع بمرح على تلك المشاكسات التي تحدث دائمًا بين أفراد العائلة، بينما قاسم نظر إلى أهلة قائلًا بأعين مُلتمعة: سميهم أنتِ.
أنا؟
رددتها أهلة بعدم تصديق، ليؤكد لها قاسم برأسه مُرددًا: أيوا أنتِ، يلا.

نظرت أهلة للطفلان بتفكير وضرباتٍ صاخبة تشتد داخل فؤادها، وبعد وقتٍ من الصمت تحدثت أخيرًا بابتسامة واسعة: الولد معاذ أنس الأرماني، والبنت سما أنس الأرماني.
استحسن الجميع اقتراحها، فيما اتسعت ابتسامة مهرائيل بسعادة والتي أردفت بحب: الله حلوين أوي.

أكد الجميع على حديثها بإماءة صغيرة ثم عادوا بأنظارهم للطفلين مجددًا، ضم آلبرت خصر مهرائيل بيد وباليد الأخرى مسد على جوفها بحنان وهو يهمس: مُتأكد بأن صغيرتنا محظوظة لكونك أنتِ والدتها.
أدمعت أعين مهرائيل بحبٍ ثم مالت برأسها على صدره تستند عليه وهي تقول بصوتٍ عاشق بلغته الأم: لا يوجد شخص محظوظ بهذا الكون سواي آلبرت، لقد حصلت على أجمل رجل بالعالم دون أي مجهودٍ مني.

هبط آلبرت على جبينها يُقبله بحنان، وبصوتٍ عاشق همس لها: تظنين بأنكِ لم تفعلي أي مجهود لكن في الحقيقة لقد أرهقتي قلبي بشكلٍ لا يُطاق جروي الحبيب.
وبالعودة حيث ذلك التجمع الكبير، غادرت ورد من بينهم بعد أن شكرتهم على لُطفهم وحُسن استقبالهم، بينما استدارت حياة نحو صهيب تسأله: وأنت يا أستاذ مقموص هتسمي ابنك إيه؟
ضرب صهيب قدماه بالأرض وهو يقول بحنق: يا ماما أنا مش طفل صغير عشان تكلميني كدا!

ضحكت حياة بخفة وهي تُهاوده: لأ طبعًا أنت مش طفل صغير، أنت طفل كبير، ها هتسمي ابنك إيه؟
حمل صهيب ابنه من على ذراع چيهان، ثم أردف بحبٍ وهو ينظر ل حبيبة: يزيد صهيب طاحون.
ابتسمت حبيبة بسعادة لاختياره الاسم الذي انتقوه سويًا رغم رفضه له في البداية، لكنه قرر إسعادها وموافقتها على تسميته كيفما تشاء، ربت قاسم على ظهر شقيقه وهو يردف بمزاح: لأ اسم فخم ورايق ياض.

ضحك بخفة، بينما حياة استدارت ل چون وسألته بحنانٍ مثلما تُعامل أبنائها: وأنت يا چون هتمسي بنتك إيه؟
أحاط چون بكتف لوسيندا ثم أجابها بابتسامة واسعة: اتفقنا أنا و لوسي نسميها چوليا يا طنط.
رددت حياة اسمها بإعجاب قبل أن تقول: چوليا؟ جميل أوي، يتربى في عزك يا حبيبي.
أجابها بامتنان: تسلميلي يا طنط.
وتلك المرة تحدثت نبيلة بانهاك: أنا همشي بقى عشان الوقت اتأخر، وكمان البنات محتاجة ترتاح شوية على الأقل.

أكدت چيهان على حديثها بقولها: معاكِ حق، يلا نمشي بقى وكل واحد على بيته ونبقى نتجمع بكرة كلنا.
وافق الجميع على اقتراحها، وبالفعل ذهب كل واحدٍ منهم مع زوجته واتجهوا نحو منازلهم، وتركوا المنزل لأهله ليرتاحوا قليلًا.

صعد كُلًا من قاسم وأهلة إلى الأعلى ومعهم الطفلين، دلفت أهلة بهم إلى غرفة الأطفال التي جهزتها خصيصًا لطفلها القادم، حيث يوجد بها سرير هزاز واسع إلى حدٍ ما يتسع لثلاثة أطفال صغار، وضع قاسم الطفل أولًا، ثم استدار وحمل الصغيرة من على يدِ أهلة التي كانت تُطالعها بحبٍ كبير، هي عاشقة للأطفال، وإن كانت تلك الصغيرة من نفس عائلتها التي تكرهها فلا ذنب عليها، لقد جاءت بالخطأ مثلها هي وشقيقتها وسط تلك العائلة.

اعتدل قاسم في وقفته ثم أحاط بكتف أهلة وأنظارهما مُثبتة على الأطفال، لفت أهلة ذراعها حول خصره واستندت برأسها على صدره في حين أن أنظارها تتعلق بالأطفال، وبصوتٍ حنونٍ أردفت: شكلهم حلو أوي يا قاسم.
أومأ لها بالإيجاب وعلى ثغره ترتسم ابتسامة صغيرة، وبودٍ أكد على حديثها بقوله: حلوين فعلًا، بس أنا مستني ابننا اللي هيجي بفارغ الصبر.

قال جُملته الأخيرة تزامنًا مع وضعه لكفه على معدتها المُنتفخة، ضحكت أهلة بخفة لعلمه ما يدور برأسه، فطالعها هو بضجر وهو يقول: برضه مش عايزانا نعمل تحليل ونشوف نوع الطفل إيه؟
ردت عليه بمشاكسة وهي تهز رأسها بالنفي: تؤ. تؤ، أنا عايزة اتفاجيء بابني أو بنتي اللي جايين.
رفع كفه ثم جذبها من خصلتها الشاردة على وجهها أثناء قوله المُغتاظ: رخمة والله، بس كله يهون لأجل عيون حبيب قلبي اللي بيكبر جواكِ دا.

تجعد وجهها بحنق ثم تسائلت بضيق: والله؟ يعني عشان خاطر حبيب قلبك بس؟ طيب وأم حبيب قلبك نظامها إيه معاك؟
ابتعد عنها ثم حرك حاجبيه بمشاكسة أثناء قوله العابث: هدخل آخد شاور وهاجي أقولك يا أم حبيب قلبي.
ازداد غيظها منه فذهبت إليه ودفعته لخارج الغرفة كُليًا، ثم تشدقت بصوتٍ حانق: طيب يلا يا حبيبي برا بقى وخلي ابنك اللي لسه متولدش ينفعك.

طالع قاسم الباب الذي أُغلِق في وجهه بابتسامة مُتعصبة ووجهٍ غير مُصدق، عض على شفتيه بغيظ ثم همس لذاته: تولدي بس وهطلع عليكِ القديم والجديد.
قال جُملته ثم اتجه نحو المرحاض لأخذ حمام دافيء وخفيف يُريح عليه تعب اليوم بأكمله.

كان فؤادي شامخًا يعشق التحدي، لكنه هُزِم أمام عسليتاكِ.
ارتمت يمنى على الفراش بإنهاكٍ بعد أن عادت لعشِ الزوجية الذي يجمعها هو وتؤأم روحها، ارتمى يحيى بجانبها ثم تحدث بسعادة: أنا النهاردة مبسوط أوي، حاسس إن الحظ ضحكلنا وبقينا مبسوطين.
طالعته يمنى بأعين هائمة وهي تقول بحب: وأنا الدنيا مضحكتليش غير ما أنت دخلت لحياتي يا يحيى.

مال يحيى على خدها يُقبله بلطف، ثم اعتدل يجلس مُتربعًا على الفراش بسرعة أثناء قوله المُتحمس: بالمناسبة السعيدة دي أنا مجهزلك شِعر هيفرحك أوي.
اتسعت عيني يمنى بسعادة بالغة واعتدلت تجلس أمامه وهي تتسائل بعدم تصديق: بجد يا يحيى؟ طب سمعني يلا.
حمحم يحيى بجدية لتنظيف حنجرته، ثم أغمض عيناه وهو يقول بحالمية: ياللي جمالك زي التفة، ياللي عينيكِ بلون الكِخة، ياللي حواجبك زي المقشة، وودانك مدلدلة زي ودن القطة.

انتظر منها تهليلًا وتبجيلًا على كلماته الشعرية العظيمة لكنه لم يجد سوى الصمت الذي يُقابله!
فتح عيناه بتعجب، فوجد يمنى تُطالعه بملامح مُشمئزة مُقرفة، وعلى حين غُرة هبت من مكانها وامسكت بالوسادة الثقيلة وألصقتها بوجهه وهي تصرخ بغضب: تفة لما تبقى تشيلك يا بعيد، روح يا شيخ منك لله دنيا وآخرة، يمين بالله يا يحيى ما أنا بايتة معاك النهاردة في أوضة واحدة، يا فاسق يا أبو شِعر معفن.

كانت ترمي كلماتها بغضب شديد وصدرها يعلو ويهبط بنهيج، بينما يحيى لم يستطيع الدفاع حتى عن نفسه لاستعمالها أسلوب المُفاجئة في الهجوم، دفعته بعيدًا عنها ثم اتجهت بخطوات سريعة نحو الغرفة الأخرى وأغلقت بابها من الداخل، تابع يحيى أثرها بتعجب ووجهه مُتشنج من ردة فعلها المُبالغ بها من وجهة نظره، وبهمسٍ مُتعجب تسائل لذاته: هو الشِعر معجبهاش ولا إيه؟

وبداخل الغرفة. ظلت يمنى تسير ذهابًا وإيابًا بغضب حتى شعرت بدفعة قوية داخل معدتها من قدم جنينها، وكأن طفلها يأمرها بغضب أن تكف عن السير بتلك الطريقة التي تؤرق نومه!
تأوهت يمنى بخفة ثم وضعت كفها على بروز معدتها الصغير، لتهمس بغيظ وهي تنظر لجوفها: يعني هتحرق دمي أنت كمان؟ مش كفاية أبوك اللي عايز يشلني!

وللمرة الثانية على التوالي تشعر بدفعة قوية في معدتها من الداخل، يبدو بأنه غاضب لحديثها عن والده بتلك الطريقة البشرة، لم تشعر يمنى بابتسامتها التي تشكلت على ثُغرها وهي تتخيل أن طفلها يفهمها بحق! لذلك مسدت على معدتها بحنان مُتسائلة بعتاب: يعني ينفع اللي بابا بيعمله فيا دا؟

تنهدت وهي تهز رأسها بيأسٍ ثم اتجهت نحو الفراش وتمددت عليه ببطئ، وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي اجتمعت به مع الرجل الذي عشقته بكل ذرة في وجدانها.

Flash Back:
كانت أهلة تقف أمام شقيقاتها تُطالعهما بأعين دامعة، اقتربت أولًا من ملك والتي كانت تتزين بفستان أبيض واسع مُطرز بكثير من النقوش ثم عانقتها بحب وهي تقول بصوتٍ مُتحشرج: ألف مبروك يا حبيبي.
بادلتها ملك العناق قائلة بصوتٍ باكٍ: الله يبارك فيكِ، متعيطيش أنا كدا كدا هتجوزه وهروح البيت معاكم.

ابتعدت عنها أهلة وهي تضحك بخفة ثم تسائلت بيأسٍ: يعني دوشانا بقالك كام شهر وجاية دلوقتي تقولي هتروحي معانا؟ بالله ماما هتطين عشتك.
مازحتها ملك والتي أردفت بعبث: لأ ما انا هاخد جوزي حبيب قلبي معايا مش هسيبه لوحده لأ.
دفعتها يمنى حانقة ثم احتضنت أهلة وهي تقول بسخط: ابعدي بقى متقرفناش، يعني مش متجوزة هتقرفينا ومتجوزة كمان هتقرفينا؟

رمت إليها ملك بنظراتٍ حارقة ثم وبختها بغضب قائلة: بت أنتِ متعصبنيش بدل ما أجيبك من شعرك.
علت ضحكاتِ أهلة بصخب وهي تعانق شقيقتها بقوة، بينما يمنى تسائلت بدورها: عادي أبوسك صح ولا هتتقرفي؟
ردت عليها أهلة بضحك: بوسي براحتك.

وما إن أنهت حديثها حتى طبعت يمنى قُبلة مُطولة على وجنتها وعاودت مُعانقتها مُجددًا، وتلك المرة تحدثت لها بامتنان: صدقيني وجودك أنتِ و ملك هوَّن عليا كتير، لو فضلت طول عمري أشكركم مش هوفيكم حقكم.
مسدت أهلة على ظهرها بحنانٍ ثم قالت بحب: مفيش إخوات بيشكروا بعض، وأنتِ و ملك إخواتي، حتى لو اللي بيجمعنا مش صلة دم.

كادت ملك أن تبكي من حديثهما المُؤثر، فقررت التخفيف من الوضع حتى لا تهبط دموع إحداهما في يومٍ كهذا، فمصمصت على شفتيها باستنكار قائلة: وياريته بيطمر فيكم، أنا مش عارفة من غير وجودي معاكم مين اللي كان هيهون عليكم!
خرجت يمنى من أحضان شقيقتها، ثم طالعت ملك باشمئزاز استنكرته الأخرى، كانت ستتشاجر معها لكن قاطعها دخول حبيبة ومعها مهرائيل التي تحدثت بحماس: العِرسان جُم ومستنيينكم تحت.

توترت الفتيات فيما تسائلت يمنى: طيب و سهيلة فين لسه مجتش؟
ردت عليها أهلة تُطمئنها: متقلقيش هي في الحمام بتظبط هدومها اللي تحت الفستان.
وفي تلك اللحظة دخلت عليهم سهيلة مُهرولة وهي تهتف بفزع: يالهوي الزفة جت تحت.
غمزتها مهرائيل والتي أردفت بمشاكسة: الزفة وصاحب الزفة كمان، ها واخدة بالك؟
قفزت ملك في مكانها بحماسٍ ثم تشدقت بفرحة: طيب يلا ننزل ليهم عشان منتأخرش.

أمسكتها حبيبة من كفها والتي تحدثت ضاحكة: يا بنتي اتقلي كدا لحد ما عريسك هو اللي يطلع ياخدك.
أجابتها ملك وهي تُنفض يدها بعيدًا: اللي بياخد العباد ربنا، أنا اللي هنزل لعريسي.

وبالفعل هبطت للأسفل تاركة ضحكات الفتيات تُحاوطها، وبعد مرور نصف ساعة من المُباركات والتهنئة والحديث العابث من الشباب لزوجاتهن، وصل الجميع إلى قاعة الزفاف التي ستضم ثلاث من الأميرات مع فُرسانهم، جلست أهلة على الطاولة الأولى وبجانبها قاسم الذي مال على وجنتها يُقبلها بحبٍ مُستغلًا انشغال الجميع: إيه الجمال والحلاوة دي يا هولا؟، قلبي مش هيعرف يقاوم جُرعة السكر دي كلها.

أخفضت أهلة رأسها بخجل وهي تقول بصوتٍ خافت: يوه بس بقى يا قاسم، نفسي بتجزع من الكلام الحلو.
التوى ثُغر قاسم باستنكار ثم دفعها من وجهها أثناء حديثه الساخط: لأ وأنتِ وش كلام حلو يا قلب قاسم.
ضحكت بصخبٍ لم يُسمع بسبب ارتفاع صوت الموسيقى، فاقتربت منه قائلة بصوتٍ عابث: ابقى فكرني أقولك خبر حلو لما نروح بيتنا.
طالعها قاسم بتعجب وتسائل: خبر إيه ما تقولي دلوقتي!

قررت اللعب على أوتار أعصابه فاستندت بظهرها على المقعد براحة وهي تقول بمشاكسة: لأ لما نروح.
دا أنتِ غتتة.

قالها بحنق، فكتمت هي ضحكتها بصعوبة ثم حولت أنظارها إلى الفتيات اللواتي يتراقصن بتناغم مع أزواجهن على المسرح تحت ألحان رومانسية رقيقة، وبعد انتهائها اشتعلت الأجواء بأغنية أخرى لكنها ذات لكنة أجنبية لم يفهمها الكثيرون، قطب الجميع أنظارهم بتعجب عقب انغلاق جميع الأنوار، وظهرت بقعة صغيرة مُضيئة في منتصف القاعة!

وبعدها ظهر كُلًا من آلبرت المُمتعض و مهرائيل التي ترتسم السعادة بوضوح على وجهها، يبدو بأنها أجبرته أو ما شابه!
بدأت كلمات الأغنية في الصعود و مهرائيل تُغنيها بكل حماس، لكن حماس ممزوج بالحب، وبسبب تلك النظرات التي ترميها إليه قرر آلبرت مُشاركتها في جنونها ولو قليلًا.
it when you call me se orita
I wish I could pretend I didn t need ya
But every touch is ooh، la-la-la
It s true، la-la-la.

Ooh، I should be running
Ooh، you keep me coming for ya
أدارها آلبرت حول ذاتها عدة مراتٍ ثم أوقفها على بغتة وجذبها نحو أحضانه مُجددًا، وتلك المرة قام هو بالغناء مع الكلمات:
Land in Miami
The air was hot from summer rain
Sweat dripping off me
Before I even knew her name، la-la-la
It felt like ooh، la-la-la
Yeah، no
Sapphire moonlight
We danced for hours in the sand
Tequila sunrise.

Her body fit right in my hands، la-la-la
It felt like ooh، la-la-la، yeah
كان جسديهما يتراقصان بتناغم شديد، يتمايلون يمينًا ويسارًا، آلبرت يُديرها ثم يجذبها مُجددًا، وخصلاتها تطير من حولها، وفي تلك اللحظة نسيا الجميع وبدت وكأن كلمات تلك الأغنية صُنِعت من أجلهما خصيصًا، ثم آلبرت بجبينه على خاصتها، وبعدها همس لها بعشق:
كيف لي أن أتعايش بتلك الضربات التي تضرب أضلُعي؟ قُربُكِ مُهلِك مهرائيل.

وللأسف الشديد لم تجد الفرصة لتُجيبه، بل استفاقا كلاهما على صوت التصفيقات الحادة من النساء والتصفيرات المُهللة من الرجال، ابتعدت عنه بخجل فور علمها بتسليط جميع الأضواء عليهما واحمرت وجنتيها حرجًا، وكالعادة لم يرفق آلبرت بحالتها، بل مال على أذنها هامسًا بعبث: أنتِ يا فتاة مُخادعة، تُجبرينني على الاقتراب وبعدها تتصنعين الخجل؟

فرغت مهرائيل شفتيها بعدم تصديق، بينما هو غمزها بعبث قبل أن يتركها تنظر لأثره بضيق من إخجاله لها بتلك الطريقة.
امتلأت القاعة بالأنوار مُجددًا لكن ارتفع صوت ضحكات الجميع فجأة بشكل غريب، خاصةً عندما رأوا فور/يونس يجلس أمام طاولة البوفيه وبجانبه سهيلة ويتناولون الطعام سويًا!

كانت الشاشات العريضة تعرضهم نظرًا ولأن غرفة البوفيه في الطابق العلوي للقاعة، لكن المُصور تبعهم وقام بتصويرهم بهذا الشكل المُضحك، ورغم رؤية يونس له لم يُبالي، بل كان يأكل بنهم ويضع الطعام بفمِ سهيلة هي الأخرى والتي زاد تناولها للطعام في الفترة الأخيرة بشكل مُريب.
ابتلع فور الطعام الذي بفمه ثم طالع سهيلة بحنان قائلًا: لا أعلم ما الذي سأقوله هايلة لكن...

صمت لثوانٍ، فظنت سهيلة بأن هناك خطب ما، لذلك تسائلت بقلق: في إيه يا فور قلقتني.
حدجها فور بنظراتٍ عاشقة ثم تشدق بحب: أصبحت أُحبكِ أكثر من حبي للطعام هايلة.
لانت ملامح سهيلة وارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها قبل أن تقول هي الأخرى: وأنا كمان بحبك أكتر من حُبي للجلاش باللحمة.
اتسعت ابتسامته عشقًا ثم اعترضت قائلة: ابقى كلمني عربي بقى ما بلاش روسي عشان دماغي بتصدع منه.

علت ضحكاته بمرح تزامنًا مع أخذه لقطعة من الطعام ثم وضعها بفمها وهو يقول: حاضر يا حبيبتي، يلا كُلي عشان حاسس إنك هفتانة وبياكلوا أكلك.
انتهى حفل الزفاف على خير. ليس على خير كثيرًا، إنما بعد أن قرر يحيى مُمازحة يمنى وحملها أثناء خروجهم من القاعة، ولم ينتبه إلى تلك الشرارات الموجودة على الجانبين، وللأسف الشديد أمسكت بطرف فستان يمنى، ولولا إدراكه للأمر لكان أشعل النيران بها.

عاد كُلًا من قاسم وأهلة إلى منزلهم، فخلع قاسم جاكيت بذلته السوداء وفوجيء ب أهلة تقف أمامه وتُحيط بعنقه، ولم تكتفي بذلك، بل اقتربت منه أكثر تشتم عبقه بكل لذة قبل أن تردف فجأة: أنا حامل.
رمش عدة مرات ببلاهة، ثم نطق: مين؟
أنا.
ابتلع ريقه ثم تسائل: مالك؟
كتمت ضحكتها بصعوبة وهي تُجيبه: حامل.

طالعها بصمتٍ لعدة ثواني يُحاول استيعاب الأمر، وتلقائيًا ارتفعت يداه تحيط بخصرها وهو يقول بصوتٍ مُرتعش: أنتِ بتتكلمي بجد ومش بتهزري صح؟
هزت أهلة رأسها بالنفي ثم قالت بحب: مش بهزر يا قاسم، اليوم اللي حلمنا بيه أنا وأنت من زمان جِه أخيرًا وحلمنا اتحقق، أنا حامل من طفل هتبقى أنت أبوه وأنا أمه.

خفق القلب فرحًا، وتسللت الدموع بعيناه بسعادة، فقام بتشديد يده حول خصرها ثم احتضنها ورفعها عن الأرض حتى باتت قدماها لا تُلامسها، صرخاتها امتزجت بضحكاته عندما أدارها بسعادة بالغة وهو يصرخ بعدم تصديق: احلفي بالله؟ يعني أنتِ حامل وأنا هبقى أب؟ بحبك.

علت ضحكاتها بصخب وشاركته الجنون، لم تتوقع بأنه سيسعد بتلك الطريقة، فرحته انتقلت إليها وضاعفت من سعادتها، ليُدون ذلك اليوم من ألطف الأيام التي مرت على كليهما.
Back.

كانت أهلة تداعب الصغار بحنان ولطف، لكن الصبي قد نام ولم يتبقى سوى الصغيرة التي تتحرك بعفوية، استمعت إلى صوت طرق الباب وتبعه حديث قاسم: افتحي يا هولا الباب.
عاندته أهلة بقولها: لأ مش فاتحة.
عشان خاطري.
زفرت بسخط ثم وقفت واتجهت نحو الباب وقامت بفتحه وهي تقول: مش عارفة طيبة قلبي دي هتوديني لحد فين!
جذبها قاسم على بغتة إليه وهو يقول بمشاكسة: هتوديكِ لحضني يابت.

أبعدته ثم اتجهت نحو الفراش وقامت بالتمدد عليه، ثم أردفت بغرور: لأ شكرًا مش عايزة منك حاجة، واتكل على الله روح نام في أوضتك بقى عشان أنا هنام هنا النهاردة.
اقترب منها قاسم ثم تحدث بعبث وهو يتمدد بجانبها: اسمها هننام هنا.
أعطته ظهرها وثبتت أنظارها على الأطفال أثناء قولها الناعس: نام يا قاسم ربنا يهديك، نام يا حبيبي.

استند بذقنه على كتفها، وأحاط بخصرها مُقربًا إياها منه أكثر، بينما كفه هبط على معدتها ليُمسد عليه بحنان وهو يقول: كلها كام شهر والنونو بتاعنا هينور دُنيتنا.

وبالفعل مرت خمسة أشهر سريعًا وها هُم ينامون بنفس الطريقة التي كانوا عليها من قبل، وتلك المرة تحدث قاسم بحنق وهو يُمسد على معدتها الكبيرة للغاية: أنتِ هتولدي إمتى يا حبيبتي؟
تأففت أهلة وهي تقول بصراخ: هو فيه إيه يا قاسم؟
رد عليها قاسم ساخطًا: هو إيه اللي فيه إيه يا قاسم؟ بقالك تسع شهور حامل وفاضلك أسبوع وتدخلي على العاشر وأنتِ لسه مولدتيش، دي لو كانت جاموسة كانت ولدت.

انتفض أهلة من على الفراش ثم وقفت مُتخصرة في مكانها ببطنها الكبير وأردفت بتوعد: متبقاش تعيط بقى لما تلاقيني بولد فجأة، أنا راحة أنام في اوضة العيال ومتجيش ورايا.
في اليوم التالي.

تجمعت أهلة والفتيات في صالون منزلها الخاص بها هي وزوجها، لكن لم تكن جلسة عادية أبدًا، بل كان أمامهم الكثير من أطباق الرنجة والفسيخ وكذلك البصل والليمون، دفعت أهلة قطعة كبيرة داخل فمها وهي تقول بتلذذ: الإنسان حاسس إنه ماكلش أكلة نضيفة زي دي قبل كدا.
وافقتها ملك في الرأي والتي تتشدق باستمتاع: يا خرابي على حِتة الرنجة دي يا بت يا أهلة دمار.

رفعت أهلة أنظارها لها بوجهٍ مُمتليء، ثم تشدقت بصعوبة في الحديث بسبب الطعام: دوقيهالي كدا؟
رفعت يمنى يدها لها تُطعمها بذاتها، فالتهمتها أهلة بتلذذ شديد، ثم نظرت نحو ملك المُنشغلة في تناول الطعام معهم وطلبت منها: اشقطيلي حِتة بصل يا ملوكة أصل إيديا مش فاضية.

التقطت ملك قطعة بصل كبيرة ثم وضعتها بفاهِ أهلة التي قضمت نصفها، والنص الآخر أكلته هي، كانت حبيبة تجلس على الأريكة تُطالعهم باشمئزاز أثناء إرضاعها لصغيرها، فهمست بقرف: الله يقرفكم بتاكلوا سمك معفن؟

شعرت أهلة بتقلصاتٍ قوية داخل معدتها أدت إلى انكماش وجهها، حاولت إخفاء شعورها هذا بوضع لُقمة أخرى من الفسيخ كبيرة الحجم داخل فمها حتى لا تُفكر في الأمر، لكن الألم اشتد للغاية مما أدى إلى علو صوت صراخها المكتوم، انتفضت شقيقاتها من أماكنهن فتحدثت حبيبة بهلع قبل أن تهبط للأسفل:
أنتِ بتولدي ولا إيه؟ قاسم مش هنا أنا هنزل انادي ل صهيب.

لم تُبالي أهلة بحديثها، بل أكملت صراخها وهي تقول بألم شديد: هاتي يا ملك حِتة بصلة كمان أبلع بيها.
طالعتها ملك ببلاهة، لتصرخ بها أهلة بصراخ: اخلصي يخربيتك الولا هيطلعلوا بصلة في وشه بسببك.
أخذ صهيب زوجة أخيه وانطلق بها إلى المشفى، ولاحقه شقيقاتها ومعهم أزواجهم و حياة كذلك، صرخ صهيب بألم عندما شعر بها تجذب خصلاتها وهي تبكي بألم: اتصلي ب قاسم، مش قادرة هموت يخربيتك.

صرخ بها صهيب وهو يلطم على وجهه: إحنا اللي هنموت يخربيت معرفتك يا شيخة، سيبي شعري هنعمل حادثة.
أبعدت حبيبة يد أهلة عن صهيب الذي يلعن ويسب بغضب، وفي وقتٍ قياسي وصلوا إلى المشفى وانطلق بها الأطباء نحو غرفة العمليات سريعًا.

وعلى الجانب الآخر.
ترك قاسم عيادته الخاصة التي افتتحها مُؤخرًا وانطلق مُهرولًا نحو المشفى التي تلد بها زوجته، قلبه يقرع بعنف منذ أن هاتفه يحيى وأخبره بولادة زوجته، شعر بالدوار الذي يُصيبه عقب توتره وخوفه لكنه حاول التحكم بذاته وبأنفاسه الهاربة، وبعد عشرون دقيقة وصل أخيرًا إلى المشفى!
صعد مُسرعًا إلى الأعلى بعد أن استعلم من الاستقبال فوجد الجميع يخرجون من غرفتها بملامح وجه يائسة!

للحظة توقفت أنفاسه على الصعود بطريقة طبيعية، فاقترب منهم يسألهم بصوتٍ مُتهدج: في إيه مالكم؟ فين أهلة؟
اقتربت منه حياة ثم ربتت على كتفه وهي تقول بحسرة: ادخلها يابني، ادخلها الله يكون في عونكم.
ولم ينتظر للحظة واحدة أخرى، بل هرول إلى الغرفة مُسرعًا وهو يكاد يبكي، وجدها تستند برأسها إلى الخلف مُغمضة العينين ويظهر الإرهاق واضحًا أسفل عيناها، وببطئٍ ناداها بهمس: أهلة!

رفعت أهلة رأسها له، والتي ما إن تلاقت أنظارهما حتى أدمعت عيناها بقوة مُنادية إياه: قاسم.
اقترب منها قاسم رويدًا وانظاره مُثبتة عليها، جلس على طرف الفراش ثم تسائل بقلبٍ مُلتاع: أنتِ. أنتِ كويسة صح؟
أومأت له بالإيجاب وهي تبتسم من وسط دموعها، ثم أشارت لأحد الأركان قائلة: بُص هناك كدا!
انتقل قاسم بأبصاره حيث تُشير، ففتح عيناه على آخرهما ثم عاد بأنظاره إليها يسألها بأنفاسٍ مكتومة: مين دول؟

أجابته بدموعٍ سعيدة: ولادنا.
وبعدم تصديق تسائل: تلاتة؟
أكدت له حديثه بقولها: ولدين وبنت.
قالتها ثم انفجرت باكية بين أحضانه، لم يمنعها، وكيف سيحدث وهو الذي هبطت دموعه بدون وعي أثناء مُعاودته للنظر حيث أطفاله الثلاثة، لقد عوض الله صبره وإيمانه وثقته برزقه ثلاثة أطفال معًا!
رفع ذراعاه وأحاط بها، وأخيرًا تحدث بسعادة بعد أن استطاع استيعاب الأمر: أهلة متعيطيش، استني خليكِ قاعدة وأنا هجيبهم ليكِ.

ختم حديثه بطبع قُبلة صغيرة أعلى جبينها، ثم اتجه نحو صغاره وقام بحمل الصبي الأول، وأعطاه إليها بعد أن قبله عدة مرات في أنحاء وجهه، ثم ذهب للثاني وفعل معه المثل، كان فؤاده يرقص طربًا وكأنه لا يُصدق الأمر، وكذلك أعطى الطفل الثاني لوالدته التي استقبلته على ذراعها الآخر ثم قبلته بحب.

وجاء الدور على الأميرة النائمة، حبيبة أباها كما همس لذاته، شعر قاسم بفؤاده يتضخم فور أن وقعت أنظاره على هيئتها الملائكية السالبة للأنفاس، تلك الصغيرة ومعها أخواتها سرقت جزءًا لا بئس به من فؤاده، وهذا ما كان يتمناه من قبل.
ذهب إلى أهلة ثم جلس بجانبها أثناء حمله للصغيرة، وبعدها تشدق بلهفة: شايفة جميلة إزاي؟

أكدت أهلة على حديثها بإيمائتها، فمالت برأسه على ذراعه تستند عليه ثم سألته بابتسامة عاشقة: هتسميهم إيه؟
وفي تلك اللحظة ازدادت ضرباته عُلوًا، فنظر للطفلين أولًا وهمس بعد تفكير: غيث قاسم طاحون، و مُغيث قاسم طاحون.
اتسعت ابتسامة أهلة تزامنًا مع هبوط دمعاتها السعيدة وتسائلت: والبنت؟
فيما نظر هو إلى الأميرة التي تنام بين ذراعه وأردف:
حوراء قاسم طاحون.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة