قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل العشرون

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل العشرون

رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل العشرون

دلفت اسمهان لغرفة قمر لتجدها غارقة في تفكير عميق وعيناها تائه على موضع الهاتف بجانبها، رمقتها اسمهان بتعجب فقالت: -
هتفضلي قاعدة كدا يا قمر؟!، يا حبيبتي انزلي اقعدي معانا بلاش تحبسي نفسك كدا.
اجابتها وهي تعتدل بفراشها بوجه عابس: -
أنا نفسيتي تعبانة ومش عارفة مالي، حاسة أن كل حاجة بتضيع مني
تطلعت اليها اسمهان بحنان وأردفت عاتبة: -.

ما أنتي يا قمر اللي عنيدة، أنا عارفة أنك كنتي معجبة بسامح بس اتعاملتي معاه بعصبية زايدة
ابتلعت قمر غصة بحلقها عالقة ثم اجابت بنبرة تنم عن الحزن: -
أنا واقعة في مشاكل كتير بسبب عمي، خايفة في أي لحظة يلاقيني ويجوا ياخدوني وساعتها مش هقدر اعمل حاجة، وكمان اختي مش لقياها ولا سمعت عنها خبر لحد دلوقتي. عارفة أني اتعصبت زيادة بس فعلا ماكنش قصدي، وكمان هو قاصد يستفزني
هزت اسمهان رأسها بتفهم: -.

أنا حسيت بكدا فعلا، عموما مالوش لزوم نتكلم في اللي فات، لو خير ليكي هيرجع
تابعت بابتسامة رقيقة: -
حضري نفسك عشان هنتعشى برا النهاردة، تغيري جوا وكمان نسرين مصممة تروح لاتينو...
جعظت قنر حاجبيها بتعجب وتسائل: -
مين لاتينو؟!
اجابت اسمهان وهي تنهض بابتسامة: -
ده من اشهر المطاعم في البلد وبصراحة اكله تحفه وليهم برامج استعراضية تجنن، قومي يلا وحضري نفسك عشان نخرج
احتارت قمر بالأمر لتقل اسمهان بتصميم: -.

هتروحي معانا يعني هتروحي، لو ليا خاطر عندك
اطاعت قمر الأمر بهزة بسيطة من رأسها لتتسع ابتسامة اسمهان بمحبة ثم تركتها وخرجت من الغرفة هبوط للاسفل...
نهضت قمر من فراشها وتوجهت لتأخذ حماما سريعا وتبدأ في الاستعداد دون أن تشعر بأي بهجة في ذلك...
دلفت اسمهان لأبنتها بالغرفة إثر انتهائها واستعدادها للخروج ورمقت نسرين بمحبة وهي تقل: -
زي القمر ياروحي، يلا بقى روحي لقمر وهاتيها زمانها لبست وجهزت نفسها.

تطلعت نسرين لأنعكاس مظهرها في المرآة بابتسامة راضية وقالت: -
حاضر هروحلها انا خلاص جهزت
اوقفت اسمهان ابنتها وقالت بتحذير: -
أنا قولتلها أنك انتي اللي صممتي تروحي لاتينو خلي بالك
اصاب نسرين بعض الدهش في ذلك وتساءلت: -
ليه؟! أنا ولا أنتي ما عادي بس ليه قولتلها أني انا اللي صممت؟!
اجابت اسمهان بمراوغة: -
انتوا صحاب بقى وكدا و يلا روحي بقى مافيش وقت.

لم يأخذ هذا الامر حيزا في تفكير نسرين البريء فركضت مبتسمة لغرفة قمر حتى قالت اسمهان بابتسامة ماكرة: -
مش هستنى صدفة تحصل بس يارب قمر تهدأ بقى النهاردة وتمسك لسانها، سامح وفرقته النهاردة في حفلة لاتينو ربنا يستر
صلِ على النبي
في المشفى الخاص...
لاحظت حورية مدى الارهاق التي ظهر على وجه نعمة فقالت حورية رغم نبرتها القلقة: -
روحي انتي على البيت انتي تعبتي معايا اوي النهاردة؟

انتبهت نعمة التي كانت تغفى بين الحين والآخر بسبب شدة الارهاق الى صوت صديقتها التي تعمدت أن لا تنطق اسمها نعمة أمام ياسين التي لم تغفل عيناه عن وجهها بشرود وابتسامة بسيطة فقال هو مؤكدا: -
اه يستحسن تمشي وترتاحي شوية وما تقلقيش انا هفضل معاها للصبح...
شعرت نعمة بالحيرة فقالت حورية مرة أخرى بتصميم عندما رأت حيرتها: -
روحي أنتي يا، نسمة.

اندهشت نعمة في بادئ الأمر وكادت أن تصلح لها الخطأ لتكرر حورية قولها مرة أخرى لتشعر نعمة أن الامر مقصود دون الخطأ فرمقت صديقتها بنظرة طويلة ثم قالت: -
خلاص ماشي، هجيلك الصبح بدري أن شاء الله
ذهبت نعمة ليتنهد ياسين براحة وقال: -
حاسة أنك عايزة تنامي ولا ممكن نتكلم شوية؟
تطلعت حورية للمكان حولها بتوتر وخوف وقالت بصدق: -
مستحيل انام في مستشفى، مش هنام لحد ما أخرج من هنا.

تعجب من اجابتها بعض الشيء ولكنه لم يقف عند هذا الأمر كثيرا بل تابع بابتسامته الجميلة: -
تعرفي، اسمك جميل أوي، حورية، ماكنش يليق عليكي اسم تاني بصراحة
ابتلعت ريقها بتوتر من طريقته في الحديث وهربت بعيناها ليبتسم هو وتابع: -
مش قصدي حاجة صدقيني ولا قاصد اضايقك بس انا مش بعرف اخبي اللي عايز اقوله، تعرفي يا حورية أنتي جمالك كله في عنيكي
التفتت له في دهشة ورددت: -.

عنيا؟! عمري ما حسيت أن عنيا جميلة، شيفاها عادي يعني!
هز رأسه نفيًا وأكد بابتسامة: -
أنتي ما تحسيش، وماينفعش تحسي أنتي اد ايه حورية
اطرفت عيناها بكل ما تحمله من قلق وخجل وتوتر وقالت بعد ذلك ساخرة: -
أنت بتقول كدا عشان تخفف عني، مش لازم تجاملني لأن فاهمة اللي حصلي...
تنهد ياسين وهو ينهض من مقعدها متوجها لباب الشرفة بالغرفة واستند على الحائط المواجه لسريرها قائلا: -.

أنا عارف أنك محتاجة للكلام ده دلوقتي، بس أنا مش كداب، دي الحقيقة وقولتها بمنتهى الصدق، شخصية الانسان وطباعه وكل حاجة حلوة أو وحشة فيه بتترسم في عنيه، مش بيقولوا العين مرآة النفس!، وكمان مرآة القلب، وده لاحظته من أول ما شدتيني وانقذتيني من سم التعبان، عنيكي بس اللي كانت ظاهرة بصراحة مش عارف ليه بس لاحظت كدا.

بدأت دقات قلبها تعلو من الخجل والتوتر وقد تبدل حزنها بعض الشيء ببريق امل مجهول، تساءلت بتلعثم: -
هو أنت كنت موجودة مكان الحادثة، صدفة؟!
رمقها بنظرة ثابته وقال وهو يقترب اليها مجددا ويجلس بجوارها مما جعلها تتوتر أكثر: -
بصراحة لأ، أنا رجعت عشانك، كنت عايز اشوفك تاني فرجعت لنفس المكان اللي سيبتك فيه على امل أني اشوفك
ضيقت عيناها بدهشة وقالت بحيرة: -
تشوفني تاني ليه؟!

افتر ثغره عن ظل ابتسامة ساحرة وهو يجيبها بنظرة تقصد شيء اعمق من الاجابة التي قالها: -
عشان اشكرك.
تنفست الصعداء ثم قالت بهدوء: -
شكرك وصلني يا دكتور واكتر كمان، كفاية اللي عملته معايا النهاردة، تعبتك معايا
اجابها بعبوس: -
مافيش تعب ولا حاجة، بس لازم تسمعي كلامي وتيجي معايا، اللي هقدر اعمله كله هعمله ومش هتخلى عنك...
صمتت لدقيقة ثم قالت بحرج شديد: -
بصراحة، يعني في حالتي دي العملية هتبقى مكلفة ج.

قاطعها وهو ينهض بغضب وقال: -
هو ده اللي مضايقك؟! أنتي عارفة لو صممتي أنك تدفعي انا مش هوافق وأنا اللي هعملك العملية ومش هسمح لحد يقربلك، مش هكون مطمن اصلا، فلوس ايه اللي بتفكري فيها؟!
استدار ونظر للشرفة بعصبية وصوت انفاسه تظهر ذلك، لم تعرف لما شعرت أنها تريد أن تبتسم!
فقالت بشك وحيرة: -
ده حقك
اجابها بحدة دون أن يلتفت لها وقال بغموض: -
وانا مش عايزه، وبعدين أنتي مسوؤليتي دلوقتي وهتفضلي.

قال آخر كلمة بشيء من القوة والعصبية التي اظهرتها نبرته دون أن ينظر لها حتى
استغفر الله العظيم
بفيلا فاروق الالفي...
بعد أن صعد لغرفته وقف أمام مرآة الغرفة متأملا وجهه في شرود، لم يخرج من طور الصدمة الى الآن، زفر بحدة وهو يتمدد على فراشه ونظر لسقف الغرفة في تيهة، يشعر بضيق كبيرة يثقل صدره من صعوبة حمل هذا الشعور بالذنب، لم يعتقد أن الامر سيصل لهذه الدرجة!

كان على اهبة الاستعداد للخروج وكأن هذا الأمر اتى ليغلق عليه منافذ البهجة وتبدأ حياته بالعتمة...
وقفت اسمهان بسيارتها أمام مطعم كبير ومزين بإضاءة تبهر العين حتى قالت قمر بتعجب: -
ده كأنه فرح العمدة
ضحكت نسرين على جملتها وقالت بمزاح: -
انتي مصيبة والله، مافيش فايدة فيكي
تمتمت اسمهان بلعض الكلمات لتتابع نسرين: -
لا بس أنا مطمنة طالما الماجيك مش هنا يبقى تمام واليوم هيعدي على خير.

سعلت اسمهان بحدة ثم قالت بدعاء: -
ياااارب، استر ياللي بتستر
رمقتها نسرين بتعجب ثم قالت قمر: -
وحتى يعني لو شوفته، ولا كأنه موجود اساسا، ده حتى كنت ناسية مين الماجيك ده!
ضيقت نسرين عيناها بابتسامة ماكرة واردفت: -
طب يلا عشان ننزل ولا هيجبولنا الأكل هنا!؟

خرج الثلاثي من السيارة واظهرت الاضاءة رداء قمر الحريري باللون الاحمر وبه لمعة سوداء بسيطة، حيث أنه يتدلى باتساع للاسفل ورغم حشمته الا انها جعلته يبدو مثير بتقسيماتها الانثوية...
كانت تبتسم بعفوية وهي تدخل معهم للمبنى واتى نادل بزيه الابيض ببنطال اسود مشيرا لهم للطاولة التي تم حجزها سابقًا...
جلست اسمهان وبجانبها الفتايات لتقل نسرين: -
هطلب اسماك
وافقتها اسمهان قائلة: -
هنختار من المنيو ياروحي اصبري.

قالت قمر بتمتمة: -
يارب يبقى عندهم مخلل خيار، بحبه أوي مع البلطي المشوي
كتمت نسرين ضحكتها عندما انتبهت لما قالته قمر، قالت اسمهان بتعجب: -
بتضحكي ليه يا ناسو؟!
هزت نسرين رأسها واجابت بضحكة: -
مافيش حاجة يا ماما، قومي من جانبي يا قمر همووووت ههههههههههههههه
سبحان الله وبحمده
انتبه عز لصوت هاتفه بعد أن مر الوقت ولم يتذكر موعده فرفع الهاتف مجيبا: -
آسف يا ساندي مش هقدر اجي النهاردة.

صمتت لبعض الوقت لتحافظ على ثبات اعصابها ولا تغضب فقالت: -
طب كنت قولي يا عز ما تسبنيش مستنياك كدا، حرجتني قدام اهلي
اعتدل في فراشه بمقت وعصبية: -
يعني حتى ما كلفتيش نفسك تسألي حصل ايه، مافكرتيش غير في نفسك بس!، مش يمكن تعبان!
زفرت في حدة وقالت بنفاذ صبر: -
حصل ايه؟ أنت تعبان؟!
لشد ما شعر بكره غريب في هذا الوقت فأجاب: -
عندي صداع ومش هاجي النهاردة ولا حتى بكرا، مع السلامة.

اغلق الهاتف تمامًا حتى لا تسطع عودة الاتصال به والقى الهاتف بعيدا عنه وهو ينهض متوجها للشرفة في ضيق شديد...
استغفر الله العظيم
وضع النادل الطعام المطلوب من اسمهان والفتاتان وبدأ الثلاثي بتناول الطعام مع ترقب اسمهان لظهور سامح بأي لحظة عندما تبدأ السهرة الاحتفالية بعيد ميلاد المطعم الشهير...
بدأو في تناول الطعام بابتسامات متبادلة بينهم وبعض الجمل السريعة لتنتهي بة الطعام وقالت نسرين بتلذذ: -.

الأكل يجنن هنا بصراحة
وافقتها قمر: -
فعلا، تسلم ايدهم
ابتسمت اسمهان لهم وقالت: -
بالهنا والشفا يا حبايبي.

اتى النادل مرة أخرى ليحمل الاطباق وكاد أن يلتفت ليصطدم بكاف احدهم مما جعل بعض الاطباق تترنح سريعا وتسقط، نظرت قمر لتناثر الاطباق على الارض وجست بعفوية لتلتقط احدهم ولكنها لم تلتقفه بمفردها بل امسك الطبق يد أخرى. يد قوية يبدو أنها رأتها من قبل، رفعت وجهها تدريجيا لتتقابل بصدمة مع عيناه التي تتفحص وجهها بذهول وشوق يعتصر بعيناه وأيضا غضب يغمر كل ما هو يميل اليها من حنين، تمتمت بكلمة غير مفهمومة ولأول مرة تظهر ابتسامة على ثغرها عندما تراه، ساعد سامح النادل ونهضوا سويا واعتقدت أنه سيبدأ الترحيب كعادته، فعل ذلك مع اسمهان ونسرين وتركها وكأنها روح لا تُرى!، رمقته بلوم وهو يقل لأسمهان: -.

سعيد أني شوفت حضرتك النهاردة، مقابلة مش متوقعة نهائي
اجابته اسمهان التي رتبت هذه المقابلة سرا عن الجميع حتى تجمع بينهم مرة أخرى فقالت: -
بجد صدفة حلوة أوووي يا سامح، أنا حجزت هنا من فترة كبيرة وماكنتش أعرف انك هتيجي...
لم يتطلع ولو بنظرة جانبية الى قمر مما جعل رفرفة دمعة تفوح بعيناها بعتاب صامت واجاب بثقة: -
أنا ما حجزتش، أنا معزوم مع فرقتي عشان نشارك في السهرة
قالت نسربن بحماس: -
اوووووو يعني هتغني...

جلست قمر وتظاهرت بالانشغال في هاتفها...
اجاب سامح وتجاهل قمر تمامًا: -
اه هغني، بعد اذنكم فرقتي منتظراني
ارتجفت انامل قمر بضيق عندما ذهب بالفعل وتعجبت من تجاهله هذا حتى قالت بانفعال: -
أنا عايزة امشي
هتفت نسرين بأعتراض: -
لا بقى والله ازعل منك، هو احنا جايين ناكل ونمشي! احنا خارجين نشم هوا ونغير جو، نقعد شوية دي لسه السهرة في اولها
قالت اسمهان بقوة: -
نقعد شوية يا قمر هو احنا بنحرج كل يوم يعني! هتتبسطي.

قالتها بمكر ولكن قمر انتبهت لبدأ الموسيقى مما جعل انفاسها تعلو وتهبط مع بدأ غنائه بصوته العذب...
(كنتي فين من زمان. كنت عايش ليه في مكان انتي مش موجودة فيه، كنت شايفك بس فين، حلم مستنيه سنين صوتك انتي اصحى الاقيه، كنت خايف بس شايف حبي ليكي دايمًا بيكبر ارجع مطمن وعارف اني عمري ما هبقى معاكي بخسر. ) (اغنية رسلان)...

رمقته بنظرة دامعة وهو يرقص مع ذات الفتاة التي وضعت التاج مع رأسها سابقا، يبدو أنه يربطه معها علاقة عاطفية لينظر لها هكذا، شعرت قمر بشرخ عميق بقلبها بهذه اللحظة وهي تنظر له دامعة ويتجاهلها تماما ولم يرمقها حتى بنظرة واحدة، بينما عيناه غارقة بالفتاة الاخرى وهو يكمل غنائه...
نهضت قمر وكتمت دموعها حتى تحرج وقالت سريعا وهي تتهرب بعيناها: -
معلش هستناكوا في العربية.

خرجت دون أن تسمع اجابة اسمهان أو نسرين، رمقتها اسمهان بضيق وندمت على ما فعلت، قالت نسرين بشك: -
ماما، أنتي كنتي عارفة أن سامح جاي النهاردة صح؟
صمتت اسمهان بحيرة ثم قالت بصدق: -
اه، بس ماكنتش فاكرة أن ده اللي هيحصل والله، عموما خير بردو على الاقل كدا هتعرف تنساه
تنهدت نسرين بضيق: -
بس بجد سامح النهاردة قليل الذوق بدرجة بشعة ده حتى ما سلمش عليها!
نظرت اسمهان حولها بتعجب: -
هو سامح راح فين؟!

لا حول ولا قوة إلا بالله
نزفت عيناها دموعا متألمة وهي تركض للخارج حتى تلتقط انفاسها من البكاء وحاولت أن لا تتذكر تجاهله التام ونظرته العاشقة لتلك الفتاة.
توجهت للسيارة وهي تكاد لا ترى شيء امامها وفتحت باب السيارة لتجلس بداخلها حتى اغلق الباب بقوة بواسطة ذات اليبد القوية التي رأتها منذ قليل...

التفتت له بدهشة ورسم الليل حوله هالة ساحرة بحلته السوداء دون رباط عنق وبشرته البرونزية، حدقت فيه ببريق سعادة ودهشة فقال غاضبا: -
رايحة فين؟!
ضيقت عيناها باستغراب والجمت الدهشة صوتها فهتف بها: -
هتمشي صح، اسرع تصرف غبي من تصرفاتك
قالت بذهول: -
انت جاي ورايا ليه، روح للي كنت بترقص معاها
وسقطت الدموع من عيناها رغما عنها، فقال وقد ذهب غضبه وحلت ابتسامة حنونة: -
انا سيبتها عشانك، تعالي ارجعي معايا يلا.

ارتجفت من البكاء بعكس قلبها الذي يتراقص فرحا ليتابع بخبث: -
عجبتك السلسلة لدرجة انك لبساها النهاردة رغم اننا اتخانقنا آخر مرة، شكلها حلو اوي مع فستانك
حاولت أن تكتم ابتسامتها وقد تحركت اناملها على اطراف القلادة الذهبية التي اهداها لها سابقا في خجل، فلاحظ ذلك وقال بسعادة تتراقص بعيناه: -
علي فكرة انا ماكنتش بغني النهاردة غير لواحدة بس، بس هغيظك ومش هقولك هي مين
قالت لتغيظه أيضا: -.

أول مرة اسمعك بتغني عربي
ابتسم ابتسامة واسعة وقال بمرح: -
مابقتش اتفائل بالانجلش بصراحة، خلينا في العربي اللي مجنني ده
بقلم رحاب إبراهيم
ابتسمت ونظرت للأسفل بخجل شديد وتوردت وجنتيها بحياء، شاهد هذا المشهد اسمهان ووضعت نسرين رأسها بهيام على كتف اسمهان وقالت: -
يا سلااااام
رفعت اسمهان رأس ابنتها بضحكة وقالت وهي تشير لها للأمام: -
طب يلا قبل ما يتخانقوا تاني.

اقتربوا منهم لترمقها نسرين بابتسامة ماكرة وطرح عليهم سؤال: -
هوصلكم
قالت اسمهان: -
طب وحفلتك؟ ماينفعش تمشي
نفى سامح الامر وقال: -
انا دوري في الحفلة خلص والعروض الباقية لبقية الفرقة...
لم يكن احدًا فيهم يدرك بزوج العينان التي ترمقهم بحقد وغيظ. فقد كانت داليا زميلته بالفرقة فقد عادت من سفرها منذ ايام ولم يدرك سامح نفسه أنها تحبه منذ عامين ولم تظهر له ذلك، ويبدو أنها اعلنت الحرب على فتاة قلبه، قمر.

لا إله إلا الله
قد بدأت بروظة الهواء تغور بإنحاء الغرفة وشعر ياسين بذلك مما جعله يغلق شرفة الغرفة بالمشفى، قالت حورية بتعجب: -
قفلته ليه؟
اقترب ياسين منها وجلس على المقعد وقال بنبرة تجمع ما بين اللوم والقلق: -
عشان الجو برد عليكي...
تأملته للحظات بتعجب من أمره وعيناه تقل الكثير، فقال ياسين: -
بما أنك صاحية، ممكن تحكيلي تفاصيل عن حياتك
نظرت حورية امامها بشرود ليقل متفهما امر حيرتها فقال: -.

مافيش مشكلة. بس على الاقل أعرف لو يعني ليكي اخ، خطيب.
لم بستطع أن يكمل حديثه وشعر بالقلق وترقب اجابتها: -
ماليش حد ومش مخطوبة، أنا يتيمة
اشتدت لمعة الحنان بعيناه وقال مبتسما بلطف: -
ماتقوليش كدا، على الأقل وانا موجود
قالت باستغراب: -
كلامك غريب! زي ما تكون عارفتي من زمان وبتطمني مش واحد لسه عارفني من امبارح بس
اجابها بنظرة مرحة وهادئة: -.

كنت عارف أنك هتقولي كدا أو على الأقل بتفكري كدا، بس هقولك حاجة، ساعات من كتر ما حاولنا ندور على حاجة احنا محتاجينها بنيأس، شدة اليأس بتبقى منتهى الحنين للحلم، عشان كدا لما بنلاقي اللي محتاجينه بنتمسك بيه فورا، مش بنفكر في أي شيء تاني
اجفلت من حديثه ولم تفهم شيء فأضاف: -
أنا عارف أنك ما فهمتيش اجابتي، بس هتفهميها اوعدك.

صمتت حورية في حيرة من امرها ورغم ذلك الآمان يتسلل لقلبها رغما عن جميع شكوكها، بعض القلوب تفرض بقائها بطابع ما قبل الحب، الآمان
سبحان الله
وقفت سيارة سامح امام بوابة الفيلا وترجلوا منها جميعا حتى ودعهم بنظرة ملفته لقمر التي بدورها توردت خجلا ثم ركضت للداخل بخجل...
قالت اسمهان: -
تصبح على خير يا سامح
لتقل نسرين بخبث: -
ميرسي انك وصلتنا بعد الحفلة، عقبال حفلة فرحك يااارب.

اتسعت ابتسامته وفهم تلميحها الماكر واجاب: -
أن شاء الله، بس يارب العروسة تبقى قمر
فغرت نسرين فاها بينما فهمت اسمهان مكره فعدل سامح الامر وقال: -
تبقى جميلة وقمر، ده اهم حاجة يعني
كتمت نسرين ابتسامته واستأذنت وذهبت خلف صديقتها...
دلفت قمر للغرفة بابتسامة شاردة ثم اغلقت الباب ودندنت مقطوعة اغنيته لليوم ثم قالت بتمايل وهي تدور حول نفسها: -
انا قلبي دليلي قالي هيغني تيرااااراررررر.

وقفت نسرين تتأملها بابتسامة واسعة وقد دلفت للغرفة دون أن تشعر قمر، قالت بهتاف: -
قماااااااهههااااار، يابن المحظوظة يا فووووزي ههههههههههههههه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة