رواية عشق مهدور للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس عشر
بعد مرور خمس سنوات
ب شقه خاصه بمنطقه سكنيه راقيه بالقاهرة.
بغرفة خاصه مجهزه بأحدث الأجهزه الرياضيه، تشبه چيم صغير إنتهى للتو من تمرين قاسى، ثم توجه الى كيس الرمله المعلق وبدأ بلكمه بعنفوان، توقف فجأه عن اللكم حين أمسك آيسر كيس الرمله قائلا: إرحم نفسك شويه أيه إنت بتقاتل، هتروح فين بعد كده مش شايف جسمك كل مدى بيتضخم، إرحم يا عم الناس اللى صحتها على قدها زيي، صباح الخير.
توقف يضحك بلهاث قائلا: صباح النور، إصطبحت تقر عالصبح، بدل ما تقر إتمرن لك ساعه، الساعه مش هتآثر عالنحنحه بتاعتك، أيه اللى مصحيك بدرى كده، مش راجع الدوبلكس إمبارح الفجر، كنت فين آخر رحله؟
تنهد آيسر قائلا: كنت في ينا.
تهكم آصف قائلا: ليالي الأنس في ينا...
قطع تهكم آصف رنين هاتف آيسر الذي نظر للشاشه، ثم رفع الهاتف في وجه آصف قائلا: أهى القلق دي اللى صحاتني من النوم.
تبسم آصف قائلا: شيرويت بنت الليدي شهيرة، عاوزه أيه منك إنت كمان.
نظر له آيسر سائلا: ليه هي طلبت منك أيه؟
تهكم آصف قائلا: واسطه عند الدكاتره في الجامعه، غاويه تدرس حقوق، نفسها تبقى قاضيه وعاوزه واسطه مني مش في من الدكاتره دول كانوا زمايلى حتى في منهم كانوا دكاتره عليا، وهي أساسا مش بتفهم في حاجه غير صيحات الموضه والمكياچ، معرفش مين اللى مدخل دماغها العبط إنها تبقى قاضيه، زى القاضيات اللى ظهروا مؤخرا عالساحه، غاويه شهره من الآخر، وأنا مش بحب إتحرج وأكسب جمايل من حد عالفاضى ولشخص معندوش طموح، مجرد زهوه في عينيه، أو تقليد أعمي، عاوزه تظهر إنها متمردة، عكس يارا، اهى يارا خلصت دراسة الحاسبات والمعلومات وبدأت تشتغل في مركز المعلومات صحيح طبعا بوصايه خاصه من سيادة النايب أسعد شعيب بس بتحاول تثبت إستحقاقها وجدارتها بتحاول تعتمد على نفسها، لكن شيرويت لاء النسخه التانيه متسلقه زى مامتها ولاقيه تشجيع من سيادة النايب طبعا بيحب المناصب القياديه، ومش هيلاقى أفضل من بنت شهيره.
تبسم آيسر قائلا: شهيرة بقى عندها براند خاص بها في الموضه.
تهكم آصف قائلا: بس شيرويت كانت عاوزه ايه منك؟
رد آيسر: شوية برفانات ومساحيق تجميل بماركات فرنسيه، وجبتهم لها تجنبا لزنها الكتير، قبل رحلة ينا كنت في باريس وصديقه إشترتهم لها وطبعا
بتتصل عشانهم، هي مش بتتصل غير عشان مصلحتها.
ضحك آصف قائلا بتأكيد: مش قولتلك نسخه تانيه من شهيره وضيف عليها خباثة سيادة النائب.
غص قلب آيسر من عدم نطق آصف بإسم والدهم بلقب بابا كما كان في الماضي قبل سنوات، حاول وئد هذا الجفاء بينهم لكن آصف مازال جريح ولم يلتئم جرح قلبه رغم مرور أكثر من خمس سنوات.
تبسم الإثنين حين سمعا قول شكران التي دلفت الى الغرفه تبتسم لهما بحنان: صباح الخير يا شباب، مش كفايه رياضة عالصبح ويلا صفوانه حضرت الفطور.
فك آصف تلك القفازات التي كانت حول يديه وضعهم جانبا وإقترب من شكران وإنجني يقبل يدها قائلا: آوامر ست الكل تتنفذ فورا، بس معلومه أنا بس اللى كنت بتمرن إنما النحنوج ده كان واقف يقر عليا.
تبسمت شكران حين إنحنى آيسر يقبل يدها الأخرى قائلا بمزح: أنا رقيق ماليش في العنف زى آصف، مش شايفه فرق الأحجام.
تبسمت له شكران وربتت على كتفه قائله: بلاش قر على أخوك، ويلا تعالوا نفطر سوا، وبعدين إنت راجع الفجر توقعت تكون نايم.
تنهد آيسر قائلا: والله كنت في احلاها نومه وبحلم بموزه رقيقه كده شبه الحجه شكران تهتم بيا.
ضحكت له قائله: إن شاء الله تقابل بنت قريب تخليك تتوب.
ضحك آيسر قائلا: عندي رحله آخر الاسبوع ل ألمانيا، والبلد دى بالذات ملهاش في الرومانسيه خالص، هشوف بقية الجدول يمكن الرحله اللى بعدها تبقى شرم الشيخ ولا دهب، وهناك بقى الروسيات مقولكيش يا ماما حاجه كده آخر دلع، هبقى أخدك معايا تغيرى جو هناك الجو دفا عن هنا والرمله فيها شفا، ونسيب آصف هنا لوحده مع أجهزته الرياضيه والسيجار اللى شبه العسليه.
تبسمت شكران قائله: والله بدعي ربنا يتوب عليه من السيجار والسجاير، بس دول كيف عنده.
تبسم آصف قائلا: والله بحاول أقلع عنهم، وأهو خففت شويه.
تنهدت شكران بآسف قائله بنصح: لازم تمنعها نهائى مش تخفف حرقها، بترجع تتغوي تانى لكن لو قطعتها نهائى مش هترجع لها تانى.
تبسم آصف قائلا: هحاول عشان خاطرك.
تبسمت شكران بأمل قائله: عشان صحتك يا حبيبى، يلا خلونا نفطر سوا.
شعرت شكران بسعاده وهي تسير بالمنتصف بين آصف وآيسر، رغم أنه مازال صدع بقلبها بفراق سامر، لكن لم تندم للحظه واحده أنها أختارت آصف وقفت جواره بأشد لحظات كان فيها تائه وجريح، رغم أن لديها يقين أنه مازال يآن قلبه بآلم لم يندمل دواؤه صعب الحصول عليه.
بعد قليل
صعد آصف الى تلك السياره الفخمه، نظر له السائق سألا: هنروح المحكمه الأول يا باشا.
رد آصف: لاء، هنروح المقر الجديد، ميعاد الجلسه لسه عليه ساعتين ونص، عاوز أشوف أيه آخر تجهيزات المقر قبل ما نتنقل له من الليله ان شاء الله.
تبسم له السائق، توقف بعد دقائق أمام مبني فخم ذو واجهه زجاجيه مكون من ثلاث طوابق، ترجل آصف من السياره، أستقبله أحد العاملين بالمقر وأخذ تلك الحقيبه الخاصه به منه وسار لجواره وهو يدلف الى داخل المبني يحصد إحترام وإعجاب العاملين بذلك المقر، بهذه المنطقه الراقيه، دلف الى غرفة كبيره بها أثاث راقى بل وثير يجمع اللونين الأبيض والرمادي جلس خلف المكتب فتح تلك الحقيبه التي وضعها العامل فوق المكتب، أخرج منها بعض الملفات كذالك حاسوبه الشخصي، قام بفتحه، نظر الى تلك الملفات المحوله له عبر الإيميل، كذالك بعض التعاملات البنكيه الخاصه ببعض موكليه، جلس حوالى ساعه ونصف يتابع العمل ثم نهض مغادرا المقر، ذاهبا الى إحد المحاكم.
وصل بعد وقت الى وجهته، ترجل من السياره إقترب منه أحد مساعديه قائلا: الجلسه إتأجلت نص ساعه يا باشا، بسبب القاضي إتأخر في الوصول بسبب سوء الطقس.
تهكم آصف قائلا: يوصل بالسلامه، ان شاء النهارده ننتهى من القضيه دى.
بعد قليل كانت مرافعه من محامي محنك في اللعب بأوراق القانون، تلاعب بأدله واهيه جعلها صادقه، بدل القضيه من قضية رشوة مؤكده من أحد كبار رجال الاعمال الى موظف بالدوله الى قضية ملفقه له من أجل تصفية حسابات قديمه، ليحصل بعد ذالك على قرارا من المحكمه بإخلاء سبيل المتهم وحفظ القضيه...
قضيه ذاع صيتها إعلاميا بسبب صيت رجل الأعمال الطاغي، الذي إرتفعت أسهمه بعد هذه البراءة المدلسه.
بمنزل أيمن.
قبل وقت قليل فتحت سهيله عينيها بعد أن شعرت بيد صغيره تربت على وجهها بخفه، كذالك بعض القبلات على وجهها، تبسمت وهي ترفع ذلك الصغير ذو العامين عن الارض وضمته لصدرها وعى مازالت مسطحه فوق الفراش مبتسمه وقامت بتقبيله بمحبه قائله: صباح الخير حسام.
حضنها الصغير وقبل وجنتيها بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله، إعتدلت سهيله جالسه على الفراش وجذبت الهاتف من فوق تلك الطاوله وتبسمت قائله: ده خالو طاهر، هلل الصغير بيديه، تبسمت سهيله قائله: خلينا نكلمه عشان تقول له على تيتا سحر اللى إنت هربان منها عشان متاكلش.
أومأ الصغير برأسه يود إخبار طاهر أن سخر تفصب عليه الطعام دون إرادته، قامت سهيله بالرد ضاحكه: صباح الخير يا طاهر بتتصل قبل ما تنزل شغلك، خد كلم حسام عاوز يشتك لك من ماما.
ضحك طاهر قائلا: هو هربان ولا أيه، وبعدين مش عارف والله دماغ هويدا إزاى متحمله بعد إبنها عنها معظم الوقت عند ماما.
ردت سهيله بتفسير: ناسى إن هويدا موظفه، وإبنها محتاج اللى يرعاه وحماتها متقدرش تهتم بيه، كمان كان عندها جرد أمبارح واكيد كانت هلكانه وسابته مع ماما تهتم بيه.
تهكم طاهر قائلا: والله بستغرب هويدا دى بقت أم إزاى، وهي مش متحمله مسؤولية إبنها.
تبسمت سهيله قائله: أساسا حسام متربى على إيد ماما من صغره بحب ماما عن هويدا، وأهو بيسلى ماما، إنت عارف من يوم ما رحيم دخل كلية الشرطه وهو مش بنشوفه غير في الاجازات وأنا بروح المستشفى وبعدها العيادة ومعظم الوقت بره البيت، حتى بابا من يوم ما طلع معاش بقى يقضي وقته هنا معاهم حسام بيسليهم.
تنهد طاهر بآسف قائلا: والله حسام خساره في هويدا، ربنا يهديها، قولى لى أخبار رحيم أيه لما بتصل عليه قليل لما بيرد عليا.
ضحكت سهيله قائله: رحيم من يوم ما دخل كلية الشرطة وهو مقضيها عقوبات في الأجازات، بس الفتره دى مشارك بطولة كارتيه في الكليه وبيقولى إدعيلى أكسب الحلوف اللى هلاعبه في الماتش النهائي.
ضحك طاهر قائلا: ربنا معاه، أكيد بيتعاقب عشان شقاوته، كان مفكر إن كلية الشرطة سايبه، او هيفوتوا له زى بابا وماما، متأكد أنه يستاهل العقاب.
ضحكت سهيله قائله: فعلا يستاهل على رأى هويدا ده مش رحيم ده جحيم، بس سيبك من سيرة رحيم قولى هتنزل أجازة في نفس ميعاد السنه اللى فاتت ولا أيه؟
رد طاهر: أيوا هنزل أجازة في نفس ميعاد أجازتى السنويه يعنى بعد تلات شهور، مش عاوزه حاجه أجبيهالك من هنا من الإمارات.
تبسمت سهيله قائله بمزح: هاتلى معاه برج خليفه.
ضحك طاهر قائلا: عينيا هجيبلك ميداليه على شكل برج خليفه.
ضحكت سهيله قائله: كتر خيرك، يلا بقى شقتك تقريبا خلاص خلصت تشطبيات قول
ل ماما تدور لك على عروسه، حظك خالك معندوش بنات، وكمان مكنش لك غير عمه واحده وإتوفت صغيره قبل ما تخلف، كانوا سهلوا عليك، ولا أقولك قول لتيتا آسميه تدور لك، هي تعرف كل بنات البلد.
غص قلب طاهر للحظه وتذكر بآخر له أجازة قضاها بالبلده رأى يارا صدفه من بعيد إهتز قلبه وقتها، لكن ربما هذا أفضل أن يتجنب فرصه معدومه له معها بالنهايه هي إبنة المتعالي أسعد شعيب وقبل ذلك شقيقة آصف الذى دمر قلب شقيقته بلحظة كبر وغرور وإنتقام، لولا إصرارها ما كانت إستطاعت تحدي ضعفها وعاودت لحياتها ولم تستسلم لهزيمة قلبها، لا يود أن يخوض تجربه نهايتها الفشل مؤكد، والسبب ليس فقط فرق الطبقات الإجتماعيه، بل الإستسلام لرأي القدر الذي فرقهما من البدايه.
مساء
ب يلا شهيره
إنتهى أسعد من هندمة ثيابه، ثم خرج من الغرفه تقابل مع شهيرة التي للتو عادت، تبسمت له بإعجاب قائله: إنت خارج؟
رد ببساطه: أيوه معزوم عالعشا مع صديق ليا.
حاوطت شهيره يديها حول عنقه بدلال قائله: هتتأخر.
وضع أسعد يديه حول خصر شهيره قائلا: مش عارف حسب الوقت، ده عشا عمل.
بدلال زمت شهيرة شفتيها قائله: حاول متتأخرش عشان أنا هستناك.
تبسم لها قائلا: هحاول ممكن بقى أمشىي عشان متأخرش.
تبسمت له بدلال وقبلته قبله خاطفه ثم سحبت يديها من حول عنقه قائله: هستناك يا حبيبى.
أومأ أسعد ببسمه وهو يغادر من أمامها تتبعته بعينيها الى أن غادر ال يلا، زفرت نفسها تشعر براحه ظنا أنها سيطرت على أسعد بعد تخلي شكران عنه وإختيارها جانب آصف، رغم أنها على يقين أن أسعد مازال مهتم بمعرفة أحوال آصف، لكن جفاء آصف في مصلحتها.
بينما صعد أسعد الى سيارته الخاصه، صدح رنين هاتفه، أخرجه وتبسم وقام بالرد: تمام، لاء أقل من نص ساعه هكون في المطعم.
أنهى أسعد المكالمه لكن لفت نظره ذلك الإشعار الذي آتى لهاتفه من أحد المواقع الإليكترونيه الإخباريه، فتح الإشعار يقرأ الخبر، شعر بإنشراح وهو يقرأ هذا الخبر الذي يمدح بذكاء ذلك المحامي الشاب وكيفية مرافعته التي بدلت القضيه وكسبها موكله...
تبسم يشعر بزهو، آصف أخلف توقعه وتحداه وفاز بالتحدي أصبح من أشهر وصفوة المحامين بالبلد إسمه يتصدر أشهر وأمهر المحامين
غص قلبه وهو يتذكر ذلك اليوم الذي توقف فيه أمام آصف
[بالعوده للزمن قبل خمس أعوام].
أغلق أسعد الهاتف متعصبا بعد أن وصل له خبر تقديم آصف لإستقالته من القضاء، نهض من خلف مكتبه، وخرج يسأل إحد الخادمات عن مكان آصف، أخبرته أنه بالغرفه الرياضيه، ذهب لها يشعر بغضب ساحق، دلف الى تلك الغرفه رأى آصف يتمرن على إحد الآلات، بغضب
أوقف تلك الآله بإستهجان
وإندفع بالحديث سألا: الكلام اللى وصلني ده صحيح.
رغم أنه لديه يقين أنه وصل له خبر إستقالته من القضاء، لكن أجابه ببرود: أى كلام، إنت بيوصلك كلام كتير.
تنرفز اسعد قائلا: إنت قدمت إستقالتك من القضاء.
بنفس البرود أجابه بإيجاز: أيوه.
غضب أسعد قائلا: وإزاي تعمل كده، أكيد عقلك إتجننت خلاص.
نظر له آصف قائلا: أعتقد إستقالتي من القضاء مضركش في حاجه.
نظر له أسعد بغضب قائلا: إنت بتتكلم ببرود كآنك معملتش حاجه غلط عالعموم إحنا لسه فيها، إسحب الإستقاله اللى قدمتها فورا.
رد آصف بعناد: لاء مش هسحب الإستقاله، دى حاجه خاصه بيا، وأنا مبقتش عاوز أبقى قاضى في المحكمه، زهقت من التنقلات الكتير كل سنه في محكمه بمكان مختلف.
إستهزأ أسعد قائلا: ولما تستقيل من القضاء هتستقر في مكان واحد، وهتستقر مع مين، مش معقول حتة بت ملهاش قيمه تخليك تتخلى عن منصبك، ومستقبلك بالقضاء.
فهم آصف فحوي حديث أسعد ورد بهدوء: خلاص الموضوع إنتهى أنا قدمت الإستقاله ومش هتراجع فيها.
جذب أسعد عضد آصف بإستهجان قائلا بحده وأمر: لاء، هتتراجع وهتسحب الإستقاله، وترجع لمنصبك ك قاضى، كمان تنسى البت اللى سحبت عقلك، هو مفيش غيرها في الكون المفروض كانت تحمد ربنا إنك قبلت ترتبط بيها، ده كان شرف كبير ليها، إنها تبقى زوجة آصف أسعد شعيب، بدل ما كانت تتنمرد وتطلب الطلاق، بس هقول أيه يحق لها تتنمرد وهي شيفاك زى الدلدول ليها، طبعا بتضغط عليك عشان تلهث وراها، أيه يعني جوازه وفشلت، إنت الراجل مش هى، في الف بنت تتمنى بس إشارة منك، واللى مش عاجبها تغور وغيرها تتمناك.
نظر آصف له بغضب قائلا: أنا مش زيك يا أسعد باشل ببدل في النسوان، وقلبي يسع إتنين، ومفكر نفسك قادر ترضى الإتنين وإنت ظالم الإتنين، كل واحده راضيه تعيش معاك لهدف في دماغها، إن كان أمى رضيت عشان خاطرنا، والليدي شهيرة طبعا معندهاش مانع طالما بتوصل للى هي عاوزاه منك مش أكتر من بنك ممول لطموحاتها، إنت شخص خالى المشاعر، عايش لهواه وجاهه قدام الناس إنه مقتدر على جوازه من إتنين بغض النظر عن مشاعر الإتنين دول أيه فكرت في قلب واحده منهم وهي بتفكر فيك في حضن التانيه، وهي محتاجه لحضنك يطمنها.
بنفس اللحظه دلفت شكران الى الغرفه، وسمعت حديث آصف مع أسعد، تذكرت تلك الليله الذي أخبرها انه سيتزوج بأخرى، كان بالصدفه آصف بأجازته الاسبوعيه من مدرسته العسكريه كان بعمر الثانيه عشر وقتها سمع إخبار أسعد لها بزواجه بآخرى فكر عقلها وقتها لو رفضت ربما يتجبر عليها ويسلب منها أبنائها، واقفت مرغمه بعدها بكت بدموع تسفك قلبها التي بدلت مشاعره من زوجه الى أم فقط لأبنائها من أجلهم تحملت أن تشعر بهذا النقصان، أنها زوجه ثانيه وأصبح هنالك أخري ثالثه، وعليها أن ترضخ لذالك طواعيه منها، تحملت كثيرا كان هدفها أبنائها فقط لم تفكر في كرامتها المذبوحه على يد زوج يظن أن الزواج فقط قدره ماليه وجسديه، نسى الود والرحمه ومعهم التفاهم والتآلف وجبر الخاطر.
إنسكبت الدموع من عينيها وهي تسمع رد أسعد الجاحد الذي لم يكبت غضبه وكاد يصفع آصف لولا يدها هي التي منعته، نظر له بسحق، وأخفض يده جواره قائلا بتعسف: حته بت مجرمه متسواش قدرت تهزمك، ليه مفكرتش إنها كدابه، مره تقول إن اخوك حاول يعتدي عليها والمره التانيه تضحك على عقلك بكلام فارغ وتوصم أخوك، وفي الآخر تروح تطلقها بكل سهوله.
تعصب آصف قائلا: بلاش تحشر سهيله في الموضوع مش سهيله هي السبب، كفايه أنا غلطت في حقها أذيتها وصلت للموت بسبب، مصلحتها أيه تكذب، متأكد إنك كنت عارف بحقيقة سامر المخزيه.
أكدت شكران ذالك: سهيله مش كدابه يا أسعد، أنا سمعت هذيانها وهي بين الحيا والموت، قالت الحقيقه اللى صدمتني، مفيش حد قريب من الموت هيهذي بكدب وإفترا، كفايه يا أسعد.
نظر أسعد ل شكران بذهول مستهزءا: إنت كمان بتسانديه، بدل ما ترجعي له عقله وتقولى له فين مصلحته.
ردت شكران: آصف مش صغير وغلط وهو حر في إختيار طريقة حياته.
تهكم أسعد قائلا: إنت مع مصلحته ولا ضدها.
ردت شكران: هو أكتر شخص أدرى بمصلحته، وآيا كان قراره هو اللى هيتحمل عواقبه.
غضب أسعد ونظر الى آصف قائلا: ولما هتسيب القضاء هتشتغل أيه، هتروح تدرب تحت إيد محامى كان بينتظر حكمك على قضيه هو بيترافع فيها قدامك، أنا مش هساعدك
إنت من غير إسم أسعد شعيب ولا حاجه، مجرد شخص عادي.
غضب آصف قائلابتحدي: أنا مش محتاج ل إسم أسعد شعيب، أنا أقدر أصنع إسم آصف شعيب وأبقى أقوي كمان.
تهكم أسعد ونظر الى شكران بغيظ ثم ل آصف قائلا بتهديد: وأنا لو إنت مرجعتش لعقلك وسحبت الإستقاله وفوقت من وهم البت الحقيرة دى هتبرأ منك وأى حد هيسألني عنك هقول معرفكش، وكمان تطلع من سرايتي وأى مكان أنا أمتلكه ممنوع تدخله.
صدمه لقلب شكران، بينما رد آصف كان حاسم: سهيله مش حقيره، أنا اللى كنت حقير، وإنك تتبرأ مني شئ مش هيآثر عليا، وأنا ماليش عندك حاجه تهمني غير ماما.
أمسك أسعد يد شكران، وكاد يجذبها عليه، لكن شكران سحبت يدها من يده وتوجهت نحو آصف.
ذهل عقل أسعد وثار بغضب قائلا بغرور: إنت مراتي وأمرى عليك نافذ...
قطع حديثه حين وضعت شكران يدها فوق كتف آصف، إزدادت عصبيه وقال بتخيير: معنى كده إنك إختارت آصف.
أومأت شكران برأسها ببسمه دامعة العين وهي تنظر الى آصف، بينما أسعد يتهور قائلا بإستكبار: لو إختارت آصف تحرم عليا.
لم تبالى شكران وضمت آصف، ثم نظرت صامته ل أسعد وهي تضع يدها بيد آصف غير نادمه، ثم سارت معه، وتركت أسعد لغصبه السخيف ماذا ظن، من يضع أم بالإختيار
بين ولدها وأى أحد مهما كانت مكانته الإختيار بلا تفكير ولا ندم سيكون ل ولدها وبالأخص إذا كانت تعلم أنه يحتاج الى دعمها وهي على يقين أنه
ممزق الوجدان.
[عوده].
عاد أسعد من تلك الذكرى التي زرعت الجفاء بينه وبين آصف، رغم أنه لم يطلق شكران لكن مازال يشعر بالغضب من إختيارها آصف ومساندته وقتها، لكن رغم ذالك يشعر بفرحه وإنشراح في قلبه من نجاح آصف الملحوظ، في تلك القضيه التي كانت مثار الإعلام وكان الجميع ينتظر بترقب يتوقع تأجيل القضيه، شعر بغبطه آصف بخمس سنوات فقط أصبح من عتاولة القانون بل وأشهرهم.
بشقة هويدا.
نحت دثار الفراش وتمددت عليه بجسدها تشعر براحه قائله: حاسه إن جسمي مرهق، الجرد بتاع النهارده كان كبير أوي.
نظر لها عادل سائلا: هو مش المفروض كنت روحتى جيبت حسام من عند باباك كفايه إنه بيفضل عندهم طول اليوم.
تنهدت بتعب قائله بعدم مبالاة: حسام عنده سنتين يعنى إتفطم خلاص، وأنا حاسه بإرهاق وهو مع ماما هتهتم بيه، مع إن المفروض اللى كانت تهتم بيه هي الست والدتك، بس طبعا هي بتدعى المرض وإنها متقدرش تهتم بطفل عنده سنتين، وأهو ماما قامت بمهمتها.
رد عادل: ماما فعلا مريضه مش بتدعى.
تهكمت هويدا قائله بحنق: قصدك بتدعى المرض عشان تصرف عليها أكتر من نص مرتبك، والنص التانى بيتصرف عالبيت بالعافيه وأنا اللى قايمه بمصاريف حسام، كانت غلطه لما خلفت، قبل ما أضمن إننا قادرين على مصاريف طفل صغير.
نظر لها عادل بآسف قائلا: على فكره في صديق ليا كلمنى وقالى إن في فرصه أشتغل في بنك إستثماري هو بيشتغل فيه من فتره وقالى إن المرتب كويس، بس البنك مالوش فروع كتير في المحافظات، القاهره وإسكندريه بس.
تهكمت هويدا قائله: وفيها أيه يعنى، طالما المرتب يستحق، هو الخروج من كفر الشيخ هيخرجك من الجنه، وبصراحه أنا زهقت، والشقه بقت ضيقه علينا، انا أساسا بسيب حسام عند ماما عشان مالوش مكان هنا.
إستغرب عادل سألا: قصدك ايه بمالوش مكان هنا.
ردت هويدا بإستقلال: الشقه أوضتين وصاله، حسام هينام معانا في الأوضه.
إستغرب عادل قائلا: حسام طفل مكملش سنتين، وأنا خلاص هقدم على أجازة ست شهور بدون مرتب وأجرب الشغل في البنك الإستثماري، أهو أمسك العصايه من النص.
زمت هويدا شفتيها بسخريه وتهكمت بحنق قائله: تمام، وإبقى إسأل صاحبك ده إن كان يشوف ليا انا كمان فرصه، أهو أتنفس بعيد عن هنا قربت أتختق ودلوقتى إطفى النور مصدعه وعاوزه أنام.
قالت هويدا هذا وجذبت الدثار عليها، بينما أطفأ عادل الضوء وتستطح جوارها على الفراش يزفر نفسه يشعر بندم أنه إختار خطأ من البدايه حين سار خلف الطمع.
ب أحد مطاعم القاهرة الفاخره المطله على النيل.
كان هنالك إحتفالا إحتفاء ببراءة رجل الاعمال من تلك التهمه، كان ضيف الشرف هو المحامى المحنك الذي بدل مجرى القضيه...
تأخر عمدا في الوصول الى المطعم، بداخله لم يكن يود المجئ من الأساس، لكن فقط عشر دقائق مجامله لن تضر به...
دلف بهيبته الطاغيه، يسير بغرور ملك، نهض الجميع وقفوا إستقبالا له بحفاوة ومديح بمهارته.
كان يبتسم لهم بمجامله فقط، بداخله يبخس تلك المظاهر التافهه والأفاقه، لكن المديح بنجاحه هو كل ما يهمه، فجأة خفتت تلك البسمه حين سمع ذلك الصوت الذي يعلم هاويته جيدا، كذالك نهوض من معه وقاموا بالترحيب بوجوده بينهم، وقال أحدهم: نورت يا أسعد باشا، أكيد إنت فرحان النهارده، أنا بعد كده مش هقول له غير يا ملك، بصراحه قلب الموازين وكسب القضيه من أول جلسه، طبعا الذكاء وراثه.
تبسم آصف بتهكم صامت، يعلم أن كل يقوله هذا الآفاق مجرد نفاق لا أكثر، لكن شعر بضيق من يد أسعد الذي ربت على كتفه ينظر له ببسمة زهو وإفتخار، لكن العيون تحكي حديث آخر لكل منهم.
آصف إستهزاء من ذلك الزهو الذي يراه بعين أسعد، بينما أسعد يشعر بإنشراح بعد خمس سنوات جفاء هاهم يجلسان خلف طاوله واحده، حتى إن كان آصف مجبرا من أجل المجاملة فقط، حديث رتيب ساد بينهم، بين مديح بذكاء آصف كذالك بعض المواضيع الأخري، شعر آصف بالملل، نظر الى ساعة يده ونهض واقفا، تعجب الآخر سألا: وقفت له يا ملك السهره لسه هتحلو.
رد آصف: للآسف مش هقدر أكمل السهره عندى قضيه مهمه بكره ولازم أبقى مركز.
نهض الآخر قائلا: تمام أن شاء الله في سهره آخر الأسبوع عندي في ال يلا، تفضي نفسك السهره دى على شرف حضورك.
أومأ آصف ببسمه دبلوماسيه، لم يهتم لنظرات أسعد له غادر يشعر بضجر.
صعد الى سيارته يقودها، رغم برودة الطقس لكن فتح شباك السياره يترك تلك النسمه البارده تتسرب الى قلبه علها تطفى ذلك الضجر الذي يزيد من حرارة جسده.
بعد وقت توقف أمام تلك البنايه الفخمه ترجل من السياره ودلف الى شقته، خلع ذلك المعطف وضعه على يده وتوجه مباشرة الى غرفة المكتب الخاصه به، وضع المعطف على مسند.
المقعد الذي جلس عليه خلف المكتب، يسند رأسه على مسند الرأس يشعر بإرهاق، لكن سمع صوت إشعارات برسائل وصلت الى هاتفه، إعتدل بجلسته وأخرج الهاتف من جيب معطفه، قام بفتح تلك الرسائل، خفق قلبه حين رأى تلك الصوره، بتلقائيه تحركت أنامله على ملامح صاحبة الصوره التي تبتسم، تنهد ببسمه بسمتها لم تتغير رغم مرور السنوات، لم تغيب لحظه عن خاطره، لكن إنطفأت بسمته حيت فتح الرساله الأخرى ورأى سهيله تضحك وهي تسير مع شخص يعلم هاويته جيدا، إنه ذلك الطبيب النفسي أحد المشرفين على رسالة الماجستير والدكتوراه التي حصلت عليهم، سرعان ما فتح رسالة أخرى كانت فيديو مصور لها وهي تسير برفقة هذا الطبيب بأحد أروقة مشفى، يبدوا بينهم إنسجام، شعر بغضب وغيره، تنهد بضيق، ولم يكمل باقى الرسائل، ترك الهاتف فوق المكتب وعاود إسناد رأسه على المقعد، يزفر نفسه بحسرة قلب أغمض عينيه لحظات رافقت صورتها خياله، حتى أنه تخيلها أمامه تقول له بعتاب: مبسوط يا أصف ده العدل اللى أقسمت أنك تحققه.
أخفض وجهه يشعر بخزي.
نظرت له سهيله بآسف قائله: يا خساره يا آصف توهت عن الحقيقه، نصرت الظالم عالمظلوم.
إستدارت سهيله وأعطت له ظهرها، وكادت أن تسير لكن تسرع وأمسك عضدها يحذبها إليه ضمها قائلا: سهيله كفايه بعد عني.
نظرت له سهيله وقالت: إنت اللى أختارت طريق تانى يا آصف وأنا طريقي في إتجاه تانى.
ضمها آصف وأغمض عينيه يحاول أن يتنفس، لكن فجأة شعر بخواء بين يديه، فتح عينيه لم يرا سهيله كان يضم جسده بيديه وسهيله كانت سراب، حتى ذلك السراب إنتهى حين فتح عينيه بالحقيقة ونظر الى بسمة شكران التي سمعت همس آصف بإسم سهيله غص قلبها بقوه لكن تبسمت له قائله: آصف أيه اللى نيمك هنا عالكرسى في المكتب.
إعتدل آصف على المقعد قائلا: أنا مكنتش نايم، بس يمكن عيني غفلت شويه.
نظرت له شكران برفق وهي تمسك يده تسحبه للنهوض معها قائله: أكيد غفلت بسبب الإرهاق في الشغل طول اليوم، إفصل شويه وقوم إطلع أوضتك خدلك دش وبعدها هتحس براحه وتنام بهدوء.
وافقها آصف ونهض معها يتوجه نحو غرفتها أولا نظرت له تشعر بآسف على حاله يحاول إلهاء نفسه وينغمس بالعمل لفترات طويله، ربما يستطيع أن ينسى آلم قلبه، لكن هذا ليس دواؤه، دواؤه يبدوا صعب ومريرا، توجه الى غرفته ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بإرهاق لكن ليس جسدى بل إرهاق في قلبه الذي مازال يآن، تذكر تلك الصور والفيديو، حسم قراره يكفى إنتظارا، آن آوان الإقتراب لماذا تحمل وإنتظر طوال خمس سنوات، هل كان يظن أن تصفح سهيله عنه وتذهب إليه، هو وئد مشاعرها إتجاهه، يوم أن باحت بأنها كانت مغرمه به أتبعت قولها أنها كرهته وأختارت الفراق، لكن حتى وإن كانت تكرهه لن يستسلم يكفى إبتعادا.