رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل الثامن والعشرون
مخطئون فيما قالوه عن الماضي،
لقد تعلمت كيف أدفنه،
إلا أنه دائماً يجد طريق عودته.
نظرات قاتمة تحمل تهديد و وعيد إنخلع لها قلبها. رمقها بنظرة أخيرة قبل أن يتحرك بهدوء وكأنه لم يكن. ولم يسعها سوى أنها إرتمت في أحضان صابر. دفنت رأسها في صدره وتشبثت به بقوة. ذُهل تمامًا مما فعلت ولكنه طوق ذراعيه حولها. شعر ب إرتجافة جسدها ف سألها بتوجس
-بسنت؟ مالك بتترعشي كدا ليه!
-ردت بصوت مهزوز: خ. خليني. ه. هنا.
-نهش القلق قلبه وسألها دون أن يُبعدها: حبيبتي مالك متقلقنيش عليكي؟
-حاولت التماسك وهي ترد: آآ. الراجل. دا. آآ. خوفني
-ضحك صابر وقال بمزاح: عندك حق أنا ذات نفسي خوفت والله
لم تبتسم ولكنها شددت من عناقها له. رفع حاجبيه بذهول ولكنه لم يتكلم بل شدد هو الآخر من عناقها. بينما هي سبحت في ذكرى زواجها الغير شرعي منه...
عودة إلى وقتٍ سابق.
وضعت يدها على وجنتها عقب الصفعة التي تلقتها منه بقوة. وشهقاتها تتعالى مُتزامنة مع سقوط عبراتها. وجدته ينحني لها وهو يقول بخبث
-ها. قولتلك لسانك لو طوّلتيه هقصهولك
نظرت له بحقد ولم ترد وعبراتها لاتزال تجري ك شلال. أخرج هو لُفافة التبغ وعيناه تستلذان برؤيها هكذا. أشعلها ثم إنحنى لها نفث سحابته الرمادية في وجهها. أمسك فروة رأسها بقوة قائلًا بنبرة شيطانية
-حرية الست والدة مُقابل ورقة صغيرة بيني وبينك.
-إتسعت عيناها دهشة وقالت بذهول: يعني أنت عملت كل دا عشان أتجوزك!
-قهقه بنغمته الحقيرة. ثم قال بدناءة: أومال إيه يا حلوة؟ دا انتي ف الحتة الشمال
ومد يده يُملس على وجنتها ف أزاحت يده ب إشمئزاز وتقزز حقيقي. ليبتسم بجانب فمه ثم قال بنفاذ صبر
-ها أنا مش فاضيلك. قدامك ثانيتين تقولي فيهم قرارك يا كدة. يا إما هاجي أقرأ الفاتحة ع روح الست
صمت يرى ردة فعلها ثم بدأ في العد
-واحد...
-قاطعته بصراخ: خلاص. مو. موافقة
قالت الأخير وهي تبتلع ريقها بصعوبة. إبتسم هو لتبرز إبتسامته أسنانه الصفراء. ليقول وهو ينظر لها بوقاحة
-تعجبيني...
عودة إلى الوقت الحالي
وعلى إثر تلك الذكرى إرتجف جسدها بقوة كادت أن تُصيبها بتشنج. ف شدد صابر من عناقها ك رسالة منه لطمأنتها...
تهادت في ثوبها الذي إبتعاته لتلك المناسبة. ثم دلفت القصر وهي تتلفت بحثًا عنه. وقعت عيناها عليه لتشع تلهفًا له وحقدًا لها ف في نظرها هي سارقة حبيبها. حاولت رسم إبتسامة مزيفة على ثغرها المطلي بلون خوخي وتوجهت ناحيتهم من أجل التهنئة. وقفت أمامهم ثم قالت بسعادة زائفة
-سموح. ألف مبروك يا حبي
-إبتسم سامح بهدوء وقال بود: الله يبارك فيكي يا مايسة عقبالك.
بينما نادين لم تُعجبها تلك النبرة. إلتفتت لها مايسة ثم صافحتها ببرود ك تهنئتها تمامًا
-الف مبروك يا قمر
-ردت عليها نادين ب إقتضاب: الله يبارك فيكي
أماءت برأسها ثم رحلت. وعلت إبتسامة ماكرة على وجهها فمن يراها يحسبها أنها سعيدة ولكن ليس كل ما يُرى بالعين هو ما يشعر به القلب. مالت نادين على أُذن زوجها ثم قالت وهي ترمق مايسة بنظرات ساخطة
-البت دي مش عجباني.
-رفع سامح أحد حاجبيه وقال: ليه! مايسة زميلتي ف الكلية. مشوفتش منها حاجة مش حلوة
-ردت هي بضيق: أديك قولت مايسة. يعني اسم ع مسمى
نظر لها بنصف عين ثم قال بمكر
-إيه دا هو إحنا هنبدأ الغيرة بدري؟
-فقالت هي بسخط: والله عاوزة أفقعلها عنيها. شوف بتبصلنا إزاي؟
-ضحك سامح ثم أدار وجهها له وقال بحب: متركزيش معاها وخليكي معايا يا قمر
ضحكت بخفوت. ليجذب يدها ويُقبلها بحب قائلًا
-بحبك يا نادو.
-رمقته بحب وقالت: وأنا بموت فيك يا سامح
كانت تنظر له وعيناها تُطلقان الشرر. رفعت هاتفها ثم هاتفت أحدهم وقالت ب إقتضاب
-حط الظرف ع باب الفيلا اللي قدام القصر
-ف أتاها صوته وهو يسألها بتأكيد: متأكدة أنهم هيقعدوا ف الفيلا دي؟
-تأففت بضيق وقالت: إسمع الكلام
-فرد هو بتبرير: يا ست هانم بتأكد بس
-قالت هي بنفاذ صبر: يا سيدي حد معرفة قالي إنهم هيسكنوا هناك.
-تشدق الأخر بجدية وقد بدأ في التحرك: حاضر يا هانم. هخلص وأديكي رنة...
ثم أغلقت الهاتف وهي تكاد تقفز فرحًا. قالت في نفسها
-أتمنالك حياة زوجية سعيدة...
إنتبه صابر إلى ذلك الشخص الذي يهتف ب اسمه. ليهم ب الإبتعاد ليجد بسنت تهتف بذعر
-رايح فين؟
-ربت على يدها بحنو وقال: هروح أشوف اللي بينادي. متقلقيش مش هتأخر
ثم تركها ورحل. لتلتفت سريعًا إلى المكان الذي يقف به جلال. ف وجدته يتربص بهاكما تتربص الأفعى ب فريستها. ليُصيب خافقها ب إنقباضة خوف. وتحركت سريعًا إلى شقيقتها تتمسك بها برعب.
إنتبهت لها روجيدا. فلاحظت نظرات الهلع التي تتراقص في حدقتيها المهزوزتين. ف سألتها ب قلق حقيقي
-مالك يا بسنت؟
نظرت لها بسنت ف هال روجيدا منظرها المُفزع. بشرتها شاحبة ك شحوب الموتى. و برودة أطرافها كمن خرج تواً من مُبرد. أمسكتها من كتفيها ثم سألتها بصراخ حاد لم ينتبه له أحد بسبب الموسيقى الصاخبة
-ردي يا بسنت
-حدثتها بنبرة مرتعبة: هو. هو هنا. وآآآ. هيرجع ياخدني. تاني
-هزتها بقوة وقالت: مين دا؟
-وكأنها في عالم أخر لتُكمل حديثها: أنا خايفة
زفرت روجيدا بضيق. ثم أمسكت كفها وقالت بحزم
-الكلام هنا مش ينفع. تعالي نطلع أي أوضة
ثم سحبتها وصعدتا إحدى الغُرف. دلفت وهي تسحب بسنت خلفها وأغلقت الباب. وقفت أمامها ثم حدثتها بحنو
-ممكن بقى تفهميني
نظرت لها بسنت بضياع. ف ربتت روجيدا على وجنتها بحنو لتحثها على الحديث.
إبتلعت الأولى ريقها بصعوبة بالغة ثم بدأت في سرد كل شئ وهي ترتجف من حين لأخر. إتسعت عينا روجيدا بدهشة ف لكم تلك الصغير التي لم تتعدى العشرون عامًا تُعاني. إنتهت بسنت من سرد جميع التفاصيل لتسألها روجيدا بتأكيد
-يعني هو مش قرب منك؟ كتب الورقة بس؟
-أماءت برأسها وقالت بنبرة مهزوزة: آآ. أيوة. ومعرفش. ليه
جذبتها روجيدل لتُعانقها ثم قالت ب إطمئنان
-مش تخافي. أنا مش هسيبك وهتصرف مش تقلقي.
إبتعدت عنها بسنت وهي تومئ برأسها. ثم أزالت عبراتها. وفي ظل حديثهم. إنفتح الباب ودلف أحدهم...
أعطى جاسر طفلته إلى والدته ثم سألها وهو يتلفت حوله
-أومال روجيدا فين؟
-حملت والدته الطفلة وقالت: شوفتها من شوية مع بسنت
-ف عاد يسألها: طب راحوا فين!
-رفعت منكبيها وقالت: معرفش. تقريبًا راحوا الحمام
-تنهد بعصبية وقال: ماشي. خلي جُلنار معاكي
-طيب
ثم إنصرف جاسر يبحث عنها. ليأتيه صوت أحد رجاله
-جاسر بيه؟
-نظر له جاسر بتساؤل: في إيه يا منعم؟
-رد منعم بتوجس: في حاچة حُصلت ولازمن تيچي.
-قطب بين حاجبيه وقال: حاجة إيه!
تلعثم منعم وهو يرد ف لم يستطع إخراج عبارة مفهومة. ليهدر به جاسر ب إنفعال
-ما تخلص يا بني أدم!
-إنتفض منعم على صوته وقال بخوف: الحرس. اللي ع الحدود. آآآ. واحد منهم مجتول (مقتول) والإتنين التانين مغمن عليهم.
توسعت عينا جاسر بصدمة. وبداخله تساؤلات عما حدث. ف من المستحيل أن تكون سناء ف قد أخبره عبد الرحيم أنه قد تم إلقاء القبض عليها مُنذ يومان بعد أن قّدم الأوراق إلى النيابة. فمن يكون هذا؟ أفاقه من شروده صوت منعم وهو يهتف
-چاسر باشا؟ روحت فين!
-نظر لها جاسر بقتامة وقال بحدة: شوف صابر فين وهاته معاك. ومش عاوز جنس مخلوق يعرف ب اللي حصل
-أوامرك يا باشا...
ثم تحرك جاسر مُسرعًا وشياطين الإنس والجن تُلاحقه. ألن يمر يوم دون مصائب؟ أمر بعض الرجال ب القدوم معه وبقى الأخرين لحراسة القصر ومن به ومنع أي شخص من الخروج وخاصةً زوجته فهو يعلم تلك العنيدة...
إلتفتت بسنت لترى من دلف لتجده جلال شهقت بفزع ثم إرتمت في أحضان روجيدا تُخفي رأسها بصدرها. بينما هو إرتسمت إبتسامة مخيفة على وجهه. لم تحتج روجيدا معرفة هوية ذاك الشخص ف على ما يبدو أنه ذلك القذر. كان اول من قطع الصمت بقوله الخبيث
-مش قولتلك مفيش مفر مني
شعرت روجيدا ب إرتجافة جسدها. لتحتضنها بقوة وقالت بنبرة حادة
-ممكن أعرف إزاي تدخل كدا؟
-نظر لها بخبث وقال بسخرية: أنتي بقى أختها. مرات جاسر الصياد!
-ردت عليه ببرود عكس ما يثور بداخلها من براكين: عندك مانع!
-غمزها بوقاحة: لأ معنديش. بس مزة زيك يا بسنت. فرسة زيك بالظبط
إرتسمت ملامح الإشمئزاز على وجهها بينما بسنت شعرت كمن تلقى صاعقة بجسده ف شلت جميع حواسه وأعضاؤه. لترد روجيدا بعنف
-إحترم نفسك. ولو خايف عليها أمشي من هنا بدل مش تعرف تمشي خالص.
حك ذقنه ب إبهامه وتقدم منهن بخطوات هادئة ولكنها تُسري الرعب في النفوس. كادت يده تمتد لتتلمس جسد بسنت إلا ان روجيدا أبعدتها بحدة. ثم أمسكت شقيقتها وخبأتها خلفها. وقفت بشموخ وقالت بقوة
-إيدك القذرة دي لو إتمدت عليها هقطعهالك
-رفع حاجبيه ب إعجاب وهتف بخبث: لأ شرسة. وأنا بموت ف القطاقيط اللي زيك
إشرأب بعنقه وهتف بنبرة ذات مغزى
-واللي زيك يا بسنت.
لا تستطيع روجيدا أن تنكر تلك الرجفة التي سرت بجسدها والرعب الذي إنتشر ب أوردتها. ولكنه آثرت إخفاءها وإظهار قوتها الواهية. أمسكت كف شقيقتها. ثم تحركت بخطى مُتعجلة من جانبه. حرصت كل الحِرص ألا تكون بسنت في مواجهته. فكانت في في الطرف المواجهه له. أمسك يدها بقوة وهتف بفحيح أفاعي
-على فين يا حلوة! أنا لسه مخلصتش كلامي.
-نفضت يده بعنف وتحدثت بحدة: أحسنلك إمشي من هنا. وإلا قسمًا بالله لهتشوف نهاية مش هتعجبك...
ثم فتحت الباب ودفعت بسنت ل الخروج. وكادت أن تخرج هي إلا أنه وضع يده على الباب ودفعه بيده. إنتفضت بسنت وأخذت تطرق على الباب ولكن لم يجب أحد. همست ب اسمه
-صابر
ثم إنطلقت تبحث عنه من أجل إنقاذ شقيقتها...
أما بالداخل. إنتفضت فزعة مما حدث. و إرتفع وجيب قلبها بصورة مُقلقة. إستندت بظهرها على الباب. ليضع هو يداه على الباب خلفها لتكون هي مُحاصرة بينهما. ليهمس بنبرة شيطانية
-مبحبش حد يمشي قبل ما أخلص كلامي
أغمضت عيناها تُهدأ من روعها ثم فتحتها مرة أخرى وهتفت ب شجاعة لا تمتلك منها مثقال ذرة
-إسمع يا شئ أنت. أيًا كان علاقتك ب بسنت هي إنتهت ولو عندك ذرة كرامة وعقل إبعد عنها.
ضرب بكفيه على الباب بقوة أجفلتها. ليقترب بوجهه منها ف لفحتها أنفاسه القذرة وهو يهتف بحدة
-لو أنتي عندك ذرة عقل مسمعكيش بتقولي كدا تاني عشان مزعلش منك. أنا زعلي وحش
-إبتلعت ريقها وقالت بنبرة جاهدت أن تكون ثابتة: صدقني نهاية اللي بتعمله دا مش هتعجبك
رمقها بسخرية. قبل أن تضربه ب ركبتها في معدته بقوة. إبتعد عنها ب ألم. ف حاولت الهروب. إلا أنه أطبق على عنقها بيده وصرخ فيها بغضب.
-قولتلك متزعلنيش أنا زعلي وحش
قالها وهو يطبق على عنقها بقوة أكبر. حاولت إبعاد يده عنها. إلا أنه كان مُتمسكًا بها بقوة. فهتفت بشراسة لا تعلم من أين أتتها
-بسنت مش هتلمس منها شعرة. وصدقني مش هسيبك تلمس منها شعرة
-إبتسم بخبث ثم إنحنى ناحية أُذنها وهمس بخبث: بسنت بتاعتي ومحدش يقدر ياخدها مني ولا يحميها. ف إبعدي عن الموضوع دا أنا مش عاوز أشوه الجمال دا وأنا بقدر الجمال.
قالها ثم إبتعد عن أُذنها ليجدها جامدة كالصخر. ف عض على شفتيه بمكر. وبيده التي تطبق على عنقها أرخاها وتحسس عنقها نزولًا إلى منكبها ليُزيح حمالة ثوبها. وما شعرت به من رعب إلا أنها أبعدت يده عنها بقوة. وكادت أم تصفعه ولكنه أمسك يدها وبيده الأخرى اشار بسبابته بعلامة نفي وهمس بشيطانية
-متستفزينش يا حلوة عشان معملش حاجة هتندمي عليها.
نفضت يده عنها بقوة وقالت بصراخ: إبعد إيدك عني يا كلب. يا قذر.
-قهقه بصوت مرعب ثم قبض على ذقنها وقال بمكر: شرسة وعجباني. بس محدش يملى عيني غير بسنت حبيبة قلبي
-أبعدت يده عن ذقنها وضربات قلبها كادا تصم الآذان: بلاش تلعب بالنار مش هعترف تطفيها
إبتعد عنها بهدوء ثم أزاحها بيده وأدار المقبض. وهتف ب قتامة
-النار مبتأذيش نار زيها. ف لو خايفة ع نفسك يا شاطرة متلعبيش معايا.
ثم خرج وصفق الباب بقوة أفزعتها. إستندت على الحائط ثم سقطت على الأرضية تضم ساقيها إلى صدرها ورفعت حمالاتها التي أسقطها ذلك الحقير.
وأخذت تبكي بخوف. لا خوفًا منه بل من الماضي الذي تسلل إليها في لحظات حاملًا معه أقسى ذكريات مرت بها. فعلمت أنها لم تتخطى الماضي قط. بل هاجمها بشراسة.
هى لم تتعالج ولكن في كل مرة ستُهاجمها نفس الذكريات التي ذبحتها بسكين بارد، لم تعد تتحمل لتصرخ بقوة وقد أعلنت أنه يجب إطلاق سراح صرخاتها عصيانًا على الماضي.
عاد جاسر هو وصابر و وجهيهما مُتجهمان بشدة. لم يعلما ما حدث ولكنهما قد آثرا التكتم على الأمر عن الجميع حتى فك مُلابسات ما حدث تشدق صابر بجدية
-لازم نبلغ البوليس عشان الموضوع زاد عن حده
لم يجبه جاسر. فعاود صابر الحديث ولكن جاسر أوقفه وهو يهتف بهدوء يُنذر بهبوب عاصفة
-محدش هيدخل ف حاجة. أنا بس اللي هتصرف.
حاول صابر الحديث ولكن نظرات التصميم في عيني جاسر ألجمته ف صمت صابر على مضض. ولكن لفت إنتباهه ذلك الشخص الذي يخرج من جانبه ويرمقه بنظرات مُتحدية. فقال صابر بذهول
-إيه الأهبل ابن الأهبل دا!
-تلفت جاسر خلفه وقال بتساؤل: في إيه؟
-الراجل اللي ى من جمبك دا مش طبيعي. خبط ف بسنت و دلوقتي بيبصلي بصات غريبة. تعرفه؟
-قال جاسر بفتور: تلاقيه حد من أهل القرية.
بالطبع لم يكن يشغل باله ذاك الرجل أو ما يقوله صابر بل كل ما يُهمه الآن من ذلك الشخص الذي قتل أحد حرسه. دلف بخطوات وئيدة ولكنه وجد بسنت تركض ناحيتهم وهي تلهث. ف سألها صابر بتوجس
-في إيه؟
نظرت بسنت خلفه لتجد جلال قد رحل. تلفتت إلى جاسر الذي سألها ب إهتمام
-فين روجيدا يا بسنت؟
-اجابت بتقطع: ف. فو. ق. ف. أوضة. جمب. الأوضة بتاعكم.
تركها جاسر ثم صعد إلى زوجته ف هو يُريد الإطمئنان عليها. بينما بسنت زفرت ب إرتياح عقب رحيل جلال. ليقول صابر ب تساؤل
-مالك بتنهجي ليه؟
-نظرت له بقلق ثم أمسكت كفه وقالت بسرعة: تعالى نشوف روجيدا الأول
-ليسألها بتعجب: مالها روجيدا؟
ولكنها لم ترد عليه وسحبته بقوة ليصعدا إلى الأعلى...
تحرك جاسر بخطوات سريعة لكي يرى زوجته. وصل إلى أعلى فقد تخطى الدرخ في بضع خطوات ثم وصل إلى الغرفة المنشودة. فتح الباب ليدلف. ولكنه لم يجدها. هتف ب اسمها وقد إضطرب وجيب قلبه
-روجيدا؟
-أتاه صوتها الواهن وهي تخرج من المرحاض: أيوة يا جاسر
سلط أنظاره عليها ليهاله ما رأه...