رواية عشقها أحياني الجزء الثاني للكاتبة إسراء علي الفصل السابع والعشرون
بداخل سيارته جلس هو و صديقه الذي حدثه بملل
-يابني هتدخل إزاي؟ أديك شايف الحراسة عاملة إزاي
-أخرج سحابة رمادية من لُفافة التبغ وقال بهدوء: هدخل. لو حكمت عليا أقتل كل الحرس هدخل
-ردد خلفه صديقه بدهشة: أنت إتجننت يا جلال؟ خلاص مخك فوّت عشان حتة بت زي دي
جذبه جلال من تلابيبه بعنف وهدر به بقسوة
-البت دي كانت مراتي. وحسك عينك أسمع بتتكلم بالنبرة دي عنها تاني. هفرمك يا صلاح عارف يعني إيه؟
-أماء صديقه عدة مرات بتوتر وقال: فهمت خلاص يا جلال. م. مكنتش كلمة
-دفعه بعنف وقال: ولا ربع كلمة. أنت عارف بسنت بالنسبالي إيه! هربت مني وخيالها المريض صورلها أنها هتقدر تهرب مني.
-حك صلاح مؤخرة عنقه وقال: طب هندخل إزاي دلوقتي! بقالنا ساعتين واقفين ومحدش طلع؟
-رد عليه بخبث: إصبر. قولتلك هدخل وأنا أد كلمتي.
تململ في الفراش وعلى ثغره إبتسامة عذبة تُزين ثغره ما أن تذكر ليلة أمس. كاد أن يُغمض عيناه مرة أخرى ولكن صوت بكاء داعب أُذناه جعله ينتفض ك الملسوع. لينظر إلى فتاته التي تبكي بجانبه. وضع يده على رأسه وقال بذهول
-يخربيتك يا بنت الصياد. بتعملي إيه هنا؟ وفين مامي يا قلب أمك!
ولكن الصغيرة ظلت تبكي. زفر هو بضيق وقال بصوت أوشك على البكاء
-طب أعملك إيه؟
جلس بجانبها وظل يُهدهدها ويربت على بطنها برفق وهو يُدندن بعض الأغنيات الطفولية التي حفظها من أجلها. إلا أنها لم تصمت بل وإزدادت صرخاتها. ليقول هو بغضب
-يا بت إرحمي اللي جابوني. أعملك إيه طيب؟ مبعرفش أتعامل مع أطفال أنا
ثم نهض عن الفراش وفتح باب غرفته يبحث عن زوجته وظل يُنادي عليها ليأتيه صوت والدته تقول
-مراتك راحت لنادين
-وضع يده في خصره وقال بتذمر: وحبكت دلوقتي!
-إستمعت والدته لبكاء الصغيرة ثم قالت ب إستنكار: سايب بنتك تعيط كدا خش شوفها
-ليرد هو بزهق: منا عمّال أطبطب عليها وأغنيلها مش راضية تسكت
-هزت رأسها بيأس وقالت: شيلها يا بن بطني. شيلها عشان تسكت
-ليعتدل في وقفته ويرد بتوتر: هاا. طب. طب ما تخشي أنتي يا ست الحبايب
-أشاحت والدته بيدها وقالت وهي ترحل: مش فاضية يا بني ورايا حاجات لازم أعملها.
ثم تركته ورحلت. ليضرب هو مقدمه رأسه بيده عدة مرات وهو يُردد بحنق.
-الخلفة واللي عاوز يخلف. أل وأنا اللي كنت طاير من الفرحة. أتاريني لبست ف طيارة وأنا طاير
وتحرك بخطوات وهو يسمع إلى صوت بكاءها الذي لم يخفت ليقول هو بسخرية
-متعبتيش من كتر العياط؟ عارفك نكدية زي أمك
ثم إقترب منها و وضع يده أسفل رأسها بحذر ويداه ترتعش وكأنه يتقدم إلى إمتحانات دراسية. ويده الأخرى أسفل ركبتيها الصغيرتين وقبل أن يرفعها همهم بدعاء
-يارب قوينا ع الشر.
ثم حملها وهو ينطق البسملة وأخذ يتحرك بها في داخل الغرفة وهو يقول ب إبتسامة إنتصار
-طب ما طلع الموضوع سهل أهو. أومال كنت مفكر إن عبور خط بارليف أسهل ليه؟
ثم تطلع إلى طفلته التي أخذ بكاءها في الخفوت. ف إبتسم هو بحنو أبوي وقال بعاطفة
-أخيرًا سكتي يا زهرة الرمان. قولي بقى إنك كنتي عاوزاني أشيلك. طيب يا ستي من هنا ورايح مش هبطل أشيلك أبدًا.
وأخذ يتحدث معها ويتحرك بها رغم سكوتها. إلى أن إنفراج ثغرها وحركاتها العفوية التي تنم عن إستمتاعها ب الحديث أشعل بداخله الحماسة في إكمال حديثه.
وكل هذا يحدث تحت مُراقبة روجيدا له وإبتسامة مُشرقة تُنير وجهها ثم قالت ل فاطمة الواقفة بجانبها
-تمت المهمة بنجاح...
بعد أن وصلت عاملات التجميل وهن يعملن على قدمًا وساق. ونادين لا تستطيع من دموعها من السعادة. فقالت عاملة التجميل ب إبتسامة
-خلاص بقى يا مدام دي رابع مرة أظبتلك الميك أب
-ردت عليها نادين ب إبتسامة: معلش أسفة. بس من فرحتي
-تشدقت العاملة بمجاملة: ربنا يسعدكوا يارب
ثم أكملت عملها ليصدح هاتفها بنغمته الصاخبة مُعلنًا عن وصول مُكالمة من زوجها. إلتقطت الهاتف وردت بحماسة
-ألو!
-أتاها صوت سامح العذب وهو يقول: حبيبتي. إيه الأخبار؟ فاضلك كتير؟
-ضحكت وهي تقول: ياحبيبي لسه بدري. لسه شعري ولسه الفستان
قالتها وهي تطلع على ذلك الثوب الذي إبتاعه لها بنظرات شغوفة. ليأتها صوته وهو يقول بشوق
-وحشاني وعاوز أشوفك ينفع؟
-قالت بنفي قاطع: لأ طبعًا. مينفعش. مش كفاية جيت إمبارح ف الحنة. المفروض تشتاقلي
-فرد عليها بحرارة: طب وربنا وحشاني. أعملك إيه!
-قالت هي ب إبتسامة عاشقة: إصبر يا حبيبي. كلها كام ساعة بس وأكون معاك...
زفر بضيق لتضحك هي ثم أكملت حديثها
-جهزت أنت؟
-حك مؤخرة رأسه وردد بحرج: أحم. أنا لسه صاحي
-رفعت أحد حاحبيها وقالت بعبث: اممم. قولتلي لسه صاحي و عاوز تشوفني. يا جباروتك يا أخي
-رد عليها سامح بحنق: الله. الله. في إيه يا نادين هو أنا قولتلك هخطفك. وبعدين إحنا الرجالة مبناخدش وقت زيكو يا ستات.
-لتقول هي بسخرية: طب يلا يا رجالة قوم إفطر وخد شاور وإجهز يا بن الصياد
-ليرد عليها بعبث: عيوني يا مرات ابن الصياد
ضحكت بقوة. ليضحك هو الأخر. ثم أغلقت هاتف وقربته من قلبها وأخذت تتنهد بحرارة فها هي أصبحت على بُعد خطوات من تحقيق أحلامها وأخيرًا معشوقها ستتوج اليوم زوجته وستُزف إلى منزله...
بعد أن خرجت من العيادة الطبية معه. أمسك يدها وسألها ب إهتمام
-ها في تحسن؟
-أماءت بقوة وقالت بتقطع: آآ. أي. وة
تحمس كثيرًا لدى سماع صوتها وقال بسعادة حقيقية
-أنتي إتكلمتي صح!
ضحكت وأماءت برأسها. ليحتضنها غير عابئ بكونه في الشارع. وقال
-الحمد لله. وحشني صوتك يا دينا أوي. أوي
إبتعد عنها ليقول مرة أخرى
-طب. طب إتكلمي تاني.
هزت رأسها بمعنى لا. ليعقد ما بين حاجبيه بتساؤل. لتُمسك يده ثم سحبته إلى سيارة وأشارت له بفتحها. ف إمتثل إلى ما طلبت. دلفت ودلف هو ليجدها تأخذ الدفتر وخطت به بضع كلمات تناوله هو ليجد فيه
-مينفعش الدكتور قالي متتغطيش ع نفسك عشان ميجيش بالعكس
-نظر لها وقال بتلهف: مش مهم المهم أن فيه تحسن. أخدنا خطوة لقدام
أماءت وهي تبتسم. ف أدار السيارة وقال بعذوبة.
-وإحتفالًا ب التقدم دا هنروح النهاردة الغردقة نغير جو ونحتفل
صفقت بيدها بسعادة وأومأت برأسها بحماس لم تستطع إخفاءه من عينيها. ليبتسم لها. ثم جذب يدها وقبّلها برقة وقال
-دلوقتي أقدر أقولك إننا لازم ناخد خطوة لقدام
-جذبت الدفتر وخطت به: مش خطوة واحدة. لأ دا خطوات كتييير
-ضحك وهو يقرأ ثم قال بتوجس قليل: يعني معتش فيه جاسر!
-إختفت إبتسامتها ولكنها كتبت بمزاح: جاسر مين؟
ضحك مراد ولكنها كانت ضحكة ب إرتياح لتعود وتكتب مرة أخرى
-ربنا إداني فرصة تانية. أبقى غبية وأستاهل اللي يحصلي لو ضيعتها
-جذب رأسها إلى أحضانه وقال ب إبتسامة عاشقة: أنا عارف إنك مش هضيعيها. أنتي ذكية يا دينا ومتأكد إنك هترجعي حبي ليكي.
أدارت يدها حول خصره ثم دفنت رأسها أكثر في صدره برسالة منها ك تأكيد على حديثه. فهم مغزى ما قامت به ليُشدد هو أكثر من عناقها. وأخذ يحمد الله كثيرًا على تلك الفرصة التي منحها له الدهر من أجل إنقاذ زواجه الذي كان على حافة الإنهيار.
في ساعات الليل الأولى. وبدأ المدعوين في الوفود على قصر الصياد. فقد أصر سامح على إقامة حفل الزفاف في قصره. كانت روجيدا تتأهب من أجل الإحتفال. فقد أمضت بعض ساعات من النهار بجانب نادين تُساعدها في أمورها.
أما هي ف بدأت في إرتداء ثيابها المكونة من ثوب ذا لون أخضر داكن. أكمامه طويلة من خامة قماش رقيقة. والثوب يلتف على جسدها بنعومة من قماش القطيفة ضيق من الصدر حتى الركبتين مظهرًا رشاقة جسدها ثم ينسدل ب إتساع طفيف من الأسفل. ذو فتحة صدر مثلثية وظهرها كذلك. تركت خُصلاتها مُنسدلة على كتفها الأيسر وزينت جيدها بذلك العقد الرقيق الذي أعاده لها. وجهها خالي من الزينة عدا أحمر شفاه من اللون الكرزي...
إستمعت إلى صفير زوجها وهو يقترب منها بخطوات هادئة
-القمر نزل النهاردة ع الأرض ولا إيه؟
-ضحكت بخفوت وقال: أها. عطف على واحد عاشق وقال أنزله أونسه
كان قد إقترب منها بحلته السوداء ذات التصميم الإيطالي. وأسفله قميص أبيض. أما خصلاته الفحمية فقد رتبها إلى الخلف بطريقة جذابة. وعطره الممزوج بعطره الرجولي والذي يجعل جميع النساء تتهافت عليه.
أحاط خصرها وقربها منه حتى إلتصق صدره بصدرها. ف أخذت هي تُهندم من رابطة عنقه بلمسات أنثوية ساحرة. فجذب يدها يُقبلها برقة قائلًا بهمس
-كدا مش هتعرفي تعدي الضحايا
-قطبت بعدم فهم وقالت: مش فاهمة
-همس بجانب أُذنها: أصل اللي هيبصلك بس ولو بصة عابرة. هيكون أمه داعية عليه ف ليلة قدر وهيقضي باقي السهرة بيتحاسب ع أعماله.
ولم يكن منها سوى أن تضحك بقوة. جعلت عيناه تُهيم بها عشقًا. لم يستطع منع عنياه من التحديق بها بشغف. سكنت ضحكاتها لتقول بنبرة مذهولة
-يااااه. لدرجادي بتغير
-قبّل وجنتها بنعومة قبل أن يقول: أنا مريض بيكي. واللي يكون مريض بيكي لازم يكون مريض بالغيرة
إبتعد عن وجنتها ليُقبل الأخرى. ثم همس وشفتاه تتلمس شفتيها أثناء حديثه
-ولما يكون جاسر الصياد مريض بالغيرة. يا ويله وسواد ليله اللي يفكر يبص لحاجة تخصه...
كاد أن يُقبلها ولكن طفلته قد إستيقظت وبدأت في البكاء. ليقول هو بتذمر
-والله حرام. هو الإنتربول مسلطك عليا يا مفعوصة أنتي
ضحكت روجيدا على زوجها. وهمت الذهاب ولكنه أمسك يدها وقال
-خليكي أنا هشوفها.
رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة. ليتجاهلها هو ثم ذهب إلى طفلته وجدها ترفع يدها من أجل أن يحملها. ف قام ب حملها جاذبًا أياها إلى صدره ويده تسير بنعومة على ظهرها. تقدمت روجيدا منه وهي تبستم بسعادة. ثم قالت بذهول مصطنع
-من أمتى وأنت بتشيل جلنار!
-نظر لها بنصف عين وقال بمكر: من ساعة أما حتطيها جمبي. وإستخبيتي
-نظرت له بتوتر ثم قالت بتلعثم: آآ. أنت. عرفت؟
-جذبها من خصرها له وقال وهو يتلاعب بحاجبيه: يابت دا أنا جاسر الصياد
قبلت صغيرتها ثم قبلت وجنته برقة وقالت ب إبتسامة
-طب يلا يا مستر جاسر ننزل. عيب كدا إتأخرنا
-تحرك بها وهو لايزال محيط بخصرها: يلا يا حرم مستر جاسر
-فقالت بضيق: طب إيدك عيب كدا
-أكمل سيره ثم همس في أُذنها: النهاردة مش هتغيبي عن عيني ثانية واحدة. وإياكي تبعدي عني خطوة.
ثم سار جاذبًا إياها من خصرها بيد وبيده الأخرى حاملًا لإبنته وهو يُقبلها من وقت لأخر...
-عارفة يا بوسي لو لمحتك بتتكلمي مع حد هعبطك
قالها بتحذير وهو يتفحص ثوبها الفيروزي الذي أظهر جمال بشرتها البيضاء.
فكان بلا أكمام ينسدل على جسدها ضيق من الصدر إلى الخصر ثم ينسدل ب إتساع حتى ما قبل رُكبتيها. يحد خصرها حزام رقيق من اللون الذهبي. وسترة قصيرة لتُخفي ما ظهر من ظهرها وصدرها. أما خُصلاتها السوادء فقد جمعتهم في بدبوس ماسي وبعض الخصلات تمردت وإنسدلت على وجهها لتزيده فتنة وقد وضعت بعض اللمسات من مستحضرات التجميل لتجعلها آيه في الجمال. وفتنة تسر الناظرين.
إمتعضت ملامحها وهي تقول.
-الله عاوزني أفضل مرزية جمبك؟
-رد عليها وهو يبتسم ب إصفرار: أه
-وضعت يدها في خصرها وقالت بتذمر: ودا ليه إن شاء الله!
جذب يدها الموضوعة في خصرها ثم إقترب منها هامسًا في أُذنها بنبرة ساحرة
-عشان مش مسئول عن اللي هيحصل لو شفت جنس راجل بيكلمك. أنتي بتاعتي. ملكي يا بسنت. وقدام جمالك أنا بفقد أي ذرة عقل ممكن أكون بيها
أغمضت عينيها من سحر كلماته وضربات قلبها التي اعلنت تمردها ليجدها تهمس بلا وعي.
-أنت مش عارف كلامك دا بيعمل فيا إيه؟
نظرت له برجاء وقالت بهمس متوسل
-أرجوك كفاية
-إبتسم وهو يرفع يدها يُقبلها: لأ مش هبطل لأن دا اللي حاسس بيه
قّبل يدها برقة. جعلت الكهرباء تسير في جسدها. فعاد يهمس من جديد ولكن بنبرة عابثة
-لو خايفة ع نفسك مني متعمليش الحركة دي تاني
-عقدت ما بين حاجبيها وتساءلت: حركة إيه؟
-غمز بعينه اليسرى وقال بعبث: متحطيش إيدك ف وسطك. عشان بتخلي خيالاتي تروح لبعيد.
إتسعت عيناها من وقاحة كلماته. وتضرجت وجنتيها بحمرة خجل. ليضحك هو ثم قال
-مش وقت صدمة. العرسان دخلوا
ثم حثها على النظر إلى نادين وسامح. فنظرت ولكم أخذتها طلة نادين. فكانت ك الملائكة بثوبها الأبيض وكأنها فراشة. وذلك الوشاح الشفاف أعلى رأسها المُثبت ب تاج ألماسي رقيق لينسدل ذلك الوشاح أرضًا ويفترشها. تسلمها سامح من والدها الذي حدثه بنبرة على وشك البكاء
-خلي بالك منها. هي بقت في أمانتك.
-تسلطت نظراته عليها ولم يحد وهو يقول بحب صادق: دي ف عنيا وقلبي يا عمي
ثم قبّل جبينها بقبلة رقيقة أودع بها مشاعر عشقه لها. ثم تأبطت هي ذراعه. وقالت بهمس غير مُصدق لما يحدث
-خلاص إتجوزنا!
-رفع يدها يُقبلها: خلاص إتجوزنا.
سارا إلى ساحة الرقص المُعدة لهم ليترقصا. وكم إنبهر الحضور بمشهدهما فكان عشقهما واضح للجميع. وكذلك إنبهروا من طلتهما نادين بثوبها. وسامح بحلتة السوادء ذات القميص الأبيض ورابطة عنق المقعودة على هيئة أنشوطة وخصلاته المُصففة بعناية.
تفاجئ الحضور بما فعله سامح حيث جثى على أحد ركبتيه وأخرج من جيب سترته عُلبة سوداء أخرج منها خاتم فضي ذو ألماسة صغيرة في المنتصف. شهقت نادين ثم وضعت يدها على فاها غير مُصدقة لما يحدث. جذب سامح يدها اليُسرى وهو يبتسم لها بحب. ثم ألبسها إياه وقُبل يدها مرة أخرى. نهض عن الأرضية إحتضنها ودار بها عدة مرات صارخًا
-بحبك. بحبك يا عشقي الأول والأخير
صفق الحضور بحرارة. لتقول روجيدا بسعادة.
-مش بيفكرك بحاجة المشهد دا؟
-نظر لها بعشق وقال: بيفكرني ب أحلى لحظة عشتها ف حياتي كلها
إرتمت على كتفه. ليُحيطها بذراعه مُقبلًا رأسها بنعومة. وعلى الجهه الأخرى. رأى صابر نظرات بسنت التي تُطالع المشهد بشغف وسعادة بينة ليقول لها بصدق
-هعمل فرح يا بسنت تحلفي بيه طول عمرك
كادت أن ترد ولكن إصطدم أحدهم بكتفها. فمالت إلى الأمام ليُمسكها صابر مانعًا إياها من السقوط ليقول بغضب للشخص
-مش تفتح يا عمنا؟
-ليرد الشخص بصوت أجش: أسف يا هندسة
وبالرغم من أنها لم ترى من إصطدم بها ولكن صوته كان كفيل ب أن يُسري الرعب في جميع أوصالها.
إستدارت ببطئ وليتها لم تفعل. فما أن رأت ذلك الشخص حتى هوى قُلبها إلى قدميها وتجمدت مكانها من الصدمة. ليُبادلها الشخص نظرات ماكرة لم يراها صابر. فهمهمت بصدمة
-جلال!