قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل التاسع عشر

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل التاسع عشر

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل التاسع عشر

صدم سيف ومهند اللذان دخل غرفة السفرة للتو من وجود نور ونورسين وشيري أمامهما فكان سيف يحمل طبقة الكفتة وبيده واحدة يأكلها ومهند طبق مكرونة ويأكل منه بيده، فكان المشهد كالتالي سيف بيده كفتة ويقف كالصنم ومهند بفمه مكرونة اسباجتي يسحبها ويحمل الطبق بيد والأخرى بالطبق ونور ونورسين مصدومين من المشهد وبيد نورسين شيكولاتة فكيف تبتعد عن الأكل يا سادة.

اتجهت ألماس لمهند وتضربه على يده: أفرض لولا قلدتك دلوقتِ!
حبيبة بسخرية وهي تشير على ألماسة التي تأكل بيدها: لا متفرضيش يا أختي.
نظر آسر لألماس قليلًا ثم للفتيات: أهلًا نورتونا، خديهم يا ألماس هانم يغسلوا إيديهم.
أشار ألماس لهم على باب الحمام ثم نظرت لسيف ومهند وتحدثت بخفوت: شكلي هبات عندكم يا مهند انهارده.
ضحك مهند وهي يتجه لمقعده ويضع الطبق: تنورينا يا أختي.

خرجت الفتيات لتشير لهم ألماس بابتسامة: اتفضلوا اقعدوا.
اتجهت شيري للجلوس بجوار آسر لتوقفها ألماس بصراخ: بتعملي إيه!
نظرت لها شيري بعدم فهم لتتحدث ألماس: ده مكاني وجمبي مهند وسيف، اقعدي في حتة تانية يا عسل.
ثم وجهت نظرها لسيف ومهند: روحوا جيبوا بقيت الأكل يلا.
نظر لها مهند بحاجب مرفوع: لا بجد؟
ضربته ألماس بذراعه: متنحش يا عسل يلا.

اتجه مهند لمقعده و وضع المكرونة وجلس ثم نظر لها وتحدث باستفزاز: يلا زي الشطار هاتي الأكل يا، يا ماس.
نظرت له ألماس وكاد تهجم عليه لكن منعها آسر ولم يقدر على منع لسانها: مسميش ماس يا حيوان يا.

هدأت ألماس بعد ما يقارب لدقيقتين من لفظها جميع الألفاظ وكان خلالهما جاء سيف بالأطباق وساعدته حبيبة ونورسين ونور ليجلس الجميع كالتالي: آسر بالمنتصف من اتجاه وبجانبه ألماس ثم مهند ثم سيف وبعدهم حبيبة وبالاتجاه الآخر لولا ثم نور يليها نورسين وبالنهاية شيري.

ما زالت ألماس تشعر بالغضب لتحمل كوب مياه وتقذف مهند به ليكمل أكل ببرود وكأنه لم يحدث شيء لتتحدث ألماس للفتيات: شيري يا نور أنتِ ونورسين، مرات آسر أكيد عارفين.
لينتبه الاثنان لما يحدث فصحيح شيري زوجة آسر الثانية فماذا حدث ولما هي مدعوة معهما ولم تكن بالقصر وبالإضافة لكل ذلك ماذا يحدث مع ألماس فهي تتحدث وكأنها تعرفهم على والدتها.
نظرت نورسين لآسر: اختياراتك وأنتَ حر فيها لكن بصراحة ذوقك وحش.

نظرت له شيري باستنكار ثم تحدثت بضيق: بس يا local.
نظرت لها نور بحاجب مرفوع: بتقولي حاجة يا حلوة.
أسرع سيف بالحديث وهو يعطيها طبق الكفتة: مش بتقول حاجة كلي كفتة بس.
أشاحت نور الطبق بهدوء: استنى أنتَ أما أشوف اللي عاملة نفسها مستورد دي.
ثم نظرت لشيري: بتقولي إيه يا عسل.
شيري بعدم اهتمام لنظرات نور وسيف الذي يشير لها بأن تصمت: بقول إنه local وأنتِ زيها.

ضرب مهند الطاولة ليلتفت الجميع له ماعدا نور، هتف مهند بصدمة: مش ديييي مش دي، دي من آكلي لحوم البشر.
أما سيف فرفع يده: الفاتحة على روح المرحومة يا شباب.
ضحكت ألماس أما نورسين فكانت تمسك سكين بيدها وتضرب به في طبقها ثم تحدث لشيري: بقولك إيه يا شاهيرار متروحي يا أختي بكرامتك بدل ما أقوم أمسح بيها بلاط القصر بلاطة، بلاطة، عشان أنا مش طيقاكِ.
ابتسمت شيري باستفزاز: ليه أخده أكلك ولااااا حبيبك!

حاولت نورسين أخذ أنفاسها بانتظام وهي تتحدث بهدوء: اللي مِلك نورسين إسماعيل مفيش حد يقدر ياخده إلا، لو هي اللي رمته.
ابتسمت شيري بسخرية: لا بجد.
وقفت نورسين وبيده السكين مصوب اتجاه شيري ليقف الجميع بفزع وتمسكها نور وهي تتحدث بصدمة: أهدي يا نورسين.
نظرت لهم نورسين ببراءة: إيه يا جماعة كنت هشيل حاجة من على رقبة الزرافة دي بس.

كادت شيري ترد لتقاطعها نورسين وهي تجلس وتضع السكين بعنف: اللهم أخذيك يا شوشووو.
نظرت لها شيري برعب ثم لآسر: ما تتكلم يا آسر.
وضعت ألماس قدم على الأخرى وطرقعت أصابعها لتنظر لها شيري: إسمه آسر بيه، متنسيش تقفلي الباب وراكِ.
خرجت شيري بدون تحدث خشيةً من نظرات نورسين وما إن خرجت شيري حتى ابتسمت نورسين وهي تنظر للجميع: تسلم إيديكم الأكل جميل.
ألماس بصدمة: إيه خلصت أكل.

نظرت إليها نورسين قليلًا ثم تحدثت: لا طبعًا.
وعادت تأكّل ليضحك عليها مهند بخفوت، بعد الطعام ازاحوا الأطباق و وضعوها بالمطبخ ثم أخذو المهلبية و وضعوها على طاولة صغيرة بالحديقة الملحوقة بالقصر.
نظر آسر لألماس التي تتحدث مع رفيقاتها بخفوت: مُبرِرك؟
نظرت له ألماس بعدم فهم ليتحدث: مبررك للي حصل من شويه.

أخذت ألماس نفس عميق وابتسم: معنديش مبرر إلا إني كان لازم أفهمها إن رجوعها من المستحيل وعشان أقول للهوانم أنا كنت مشغولة في إيه.
نظرت له نور بصدمة: يعني إحنا السبب في الآخر!
ضربتها ألماس بذراعها وهمست له: اسكتي بقى.
متعمليهاش تاني يا عسل عشان متتعلقيش على باب القصر.
نظرت ألماس لآسر وابتسمت وهي تجلس جواره وتحتضنه: آخر مرة يا باشا.
تذكرت ألماس شيء فنظرت لنور: إيه يا بت اللي عملتيه ده؟

نور بدهشة فهي لم تتحرك من موضعها: معملتش حاجة والله.
ضحكت ألماس وهي تخرج من أحضان آسر وتعتدل بجلستها: إيه اللي عملتيه في اللي إسمه العجمي ده؟
ضحكت نور: قولتيلييي مهند وراكِ الفيديو، معملتش حاجة كنت زهقانة فسليت نفسي.
كانت نورسين تأكّل هي وألماسة حلويات ويتكلمنا لتنظر نورسين لنور: صحيح هو بقى عامل إيه.
مهند باستنكار فهي لم تتحدث منذ جلوسهم فما الداعٍ للتحدث الآن: هو مين!

نظرت له نور وقالت ببراءة: العجمي يا هنود روق بس كده، أصلك مش ناقص.
ألماس مكملة: عندك انفلونزا العفاريت وحاجة آخر جنان.
هز آسر رأسه بنفي وهو ينهض: لأ مقدرش أنا مستحمل الثلاثي المرح بالعافية هتيجوا أنتم الاتنين كمان!
حبيبة بسخرية وتهكم: لا والله وهما جيبينوا من بره.
نظر لها بصدمة: بيبة بلاش فضايح.
كاد يرحل آسر لكن قاطعته نور بفضول: أنتَ تعرف S. M؟
نظر لها آسر قليلًا بدهشة ثم تحدث: لا ليه.

مطت شفتيها وحركت ذراعها للأعلى: مش عارفة حاسة نبرت صوتك شبه.
هز آسر رأسه بالنفي ورحل لتأخذ ألماس، نورسين ونور لغرفة بنهاية الحديقة:
نورسين أنتِ بتحبي مهند؟
كان ذلك سؤال ألماس لتخجل نورسين وتضع عيناها أرضًا فتضرب نور وهي تضحك كي لا تحرجها:
أنتِ بطاية مكسوفة.
ضحكت نورسين وهي تهز رأسها بنعم لتصرخ ألماس: حلو أوي هو بيحبك وهتلاقي يجيلك على بكره بالكتير ويقولك أسفة وبحبك يا...

صمتت ونظرت لها بعدما كانت تحرك يديها وكأنهما شخصان: هو بيدلعك ويقولك إيه؟
نورسين بابتسامة: نورسينَ.
نظرت لها نور ثم رحلت وهي تُتمتم: يع يع قرف وحب وحاجات كده استغفرالله.

ضحكت ألماس وهي تتحدث: فكك منها بكره تقول الحب ده شيء جميل وتعرف إنها هي اللي استنزفت مشاعرة في الشخص الغلط، عمر الحب ما كان وحش ولا هيكون لأنه بيخلينا نعيش في حياة تانية زي الرسم والروايات بس الفرق إن الرسم والروايات والكتابة وكل الحاجات دي إحنا اللي بنختارها، لكن الحب مبنختاروش، القدر هو اللي بيختار اتنين وبيخليهم لبعض.

سطعت شمس يوم جديدة معلنة عن قلوبٍ ستسرق وغفرانٍ سيمنح.
كانت نورسين تقف بالأتيلية وهي تهمس لذاتها بحيرة: كفتة ولا شاورما ولا برجر، طب لو جبت شاورما اطلب فراخ ولا لحمة، حلوة اللحمة.
صمتت ثم هزت رأسها بنفي: لأ الفراخ أحلى.
ثم ضغطت أرقام المطعم التي حفظتها عن ظهر غيب: عايزة أطلب واحد برجر و شاورما فراخ وسندوتتشين كفتة.
لأ اسمها سندوتتشين أنتم اللي جهلة.

أنهت المكالمة براحة بعد أن كاد الرجل يقتل ذاته لتهتف رنا بسعادة: أنتِ جيبالنا أكل معاكِ يا نونه، تسلميلي يا حب، مبحبش قدك.
نظرت لها نورسين بدهشة ماذا تقول ثم تحدثت وهي تهز رأسها باستفسار: جيبالنا مين؟ الأكل ده تصبير على ما أروح بعد ساعة.
نظرت لها رنا بصدمة وللبيتزا الحجم العائلي أمامها: أنتِ عندك معدة زينا!
ضربتها نورسين بذراعها: غوري يا بت من هنا هي ناقصة.

رحلت رنا سريعًا بخوف لتتمتم نورسين بخفوت: ده الواحد هفتان خالص بقيت باكل كل نص ساعة والصحة في النازل خالص.
قاطعها دخول أحظ الزبائن وهو يقول: لو سمحتِ عايز...
صمت ينظر لها وهي ترفع نظرها له وقبل أي شيء تحدث هو وهي تنظر له بتركيز فهس تشعر أنها تعرفه: نور!

نور! هل قال نور للتو أما ماذا، قال نور قد سمعتها جيدًا فهو يكررها الآن، لا يناديها أي شخص نور غير أشخاص الماضي، أشخاص تلك الصفحة التي طوتها منذ ما يقارب للخمس أعوام.
أخرجها من كوابيسها وهو يمسك يدها: نور أنتِ حقيقة! أنا دورت كتير عليكِ وملقتكيش، ليه مستنتنيش زي ما اتفقنا.
حاولت نورسين سحب يداها بصمت وحينما فشلت تحدثت بهدوء: فارس ممكن تسيب إيدي.
تحدث فارس بألم: نور أنا بحبك.

نورسين وظهر على ملامحها الحزن: فارس لو سمحت سيب إيدي واخرج وانساني زي ما أنا نسيتك أنت وكل اللي عشته زمان أنا لا حبيتك ولا هحبك، انساني واسمح لقلبك إنه يحب تاني بس الشخص الصح.
ضغط فارس أكثر على يدها وتحدث بعنف: يعني إيه محبتنيش زمان وكنتي بتعامليني حلو ليييه.

صمت وصوت أنفاسه الغاضبة يملء المكان ليقذف ما حولهما فينكسر زجاج الأتيلية ويقع كل شيء على الأرض ويتجمع العاملون بالأتيلية والماريين ليكمل فارس حديثه: أنتِ حرباية عملتي كل ده عشان تهربي وعلقتيني بيكِ ليه، ليه عملتي كده.
في تلك الأثناء كان مهند يُصل حبيبة كي يتحدث مع نورسين حتى رأى الاثنان الازدحام أمام الأتيلية لتنظر حبيبة لمهند بذعر: الأتيلية! عمك ممكن يكون اتهجم على اللي جوه؟

هز مهند رأسه بالنفي وهو يصف السيارة: لأ لو كان عاملها كان حد كلمك.
هبط الاثنان وأغلق مهند السيارة بالجهاز إلكترونيًا وتقدم من الأتيلية ليلقى الزجاج أرضًا وهاتف نورسين وسط الزجاج، رفع أنظارها ليصدم فهناك شخص ما يخنق نورسين بيده وبالأخرى يضم يديها ليفيق على شهقة حبيبة: نورسين!

تقدم مهند سريعًا منهما وضرب ذلك الشاب بوجهه ليسقطه أرضًا ويضم نورسين قبل ان تخونها قدماها ويهتف بذعر لنورسين: نورسين اتنفسي، براحة، أهدي مفيش حاجة.

كانت نورسين بعالم أخرى ما زالت تشعر بالاختناق وكلما أغلقت عيناها رأت شخصًا ما يخنق سيدة ببطن بارزة أي أنها حامل وشخصًا آخر يبدو شابًا بالجامعة أو الثانوية جثة وسط دماؤه وأصوات النساء وصرخاتهم تملء المكان، كانت ترى الماضي بتفاصيل جاهدة كثيرًا لنسيانها ليتسلل ذلك الفارس بهدوء ويوقظها بمناداتها نور، إن ناداها نورسين لم تكن تتذكر كل ذلك لكن يأبى الجميع راحتها، يأبى الجميع هروبها.

ركض فارس سريعًا للخارج حينما نادت حبيبة رنا وأمرتها بالاتصال بالشرطة، لينظر مهند لحبيبة: هاخد نورسين شويه.
هزت حبيبة رأسها وأخبرته بأن يعود بها لألماس وألا يتركها بتلك الحالة ليأخذها مهند ويأخذ هاتفها وهي تتحرك معه بدون تحدث.

بمكتب سوارين موري بمبنى القوات الخاصة تحدث بسعادة في الهاتف: تؤتؤتؤ صقر باشا بنفسه بيكلمني!
تحدث المدعو صقر بنبرة ظهرة به الغرور المصتنع: شوف أجلت مواعيد خمس دقايق عشانك.
ضحك سوارين: مشكور والله.
إيه الضحكة دي، هي ليريا رجعت فعلًا ولا إيه؟
رد سوارين وهو ينظر للباب وهو يفتح وتدخل ليريا ميكي: أه رجعت أهي قدامي.
تقدمت ليريا بسعادة وهي تهتف: صقر حبيبي يا باشا وحشتني أوي.
ليريا وحشتيني يا قردة.

نظرت ليريا لسوارين الذي يضحك وأشارت على ذاتها: أنا قردة!
كتم سوارين ضحكاته ورفع منكبيه دليل على عدم علمه لتخرج ليريا وهي تهتف: ماشي يا صقر أما أقابلك بس.
ضحك صقر ثم تحدث: سيبك منها دلوقتِ وأبقى راضيها بمعرفتك أنتَ، عايز مصلحة.
ضحك سوارين وهو يهتف: أمرني.
الأمر لله، بنتي عندك في مصر.
قاطعه سوارين: أه عارف هي محتاجة حاجة أساعدها؟

ضحك صقر: لا تسلم هي مش محتاجة وحتى لو احتاجت مش بتقول، المهم في واحد عايزك تخفيه.
سوارين بصدمة: أقتله؟ لأ طبعًا أنا مليش في جو القتل ده خالص.
خلصت؟ عايزك تخفيه يا أبو مخ تخين لحد ما أظبط الدنيا هنا وأجي مصر.
المبنى والبلد والبلدان المجاورة كلهم بيحترموني لكن أنتَ بتقل بي كل ما أكلمك.
أنا معايا تصريح بكل حاجه.
تعال بسرعة يا صقر متتأخرش أكتر من كده.

نورسين.
قالها مهند وهو ينظر لنورسين الناظرة للبحر كي تخفي دموعها.
بصي ليا أنا يا نورسينَ.
لم تشيح بنظرها عن البحر ليهتف بتذمر: طب على فكره بقى أنا أحلى هه.
ضحكت نورسين من بين دموعها ونظرت له ليأخذ محارم ورقية ويمسح دموعها: أنا أسف جدًا كل اللي حصل بسبب الشغل والله.
قالت بعتاب وهي تبعد المحارم عنها: مقولتليش ليه، أنتَ مش بتثق فيَّ؟
هز رأسه برفض وهو يتحدث: بخاف عليكِ.
ليه، ليه تخاف عليَّ؟

تنهد مهند ثم ابتسم وهو ينظر لعيناها: كان نفسي المكان يبقى ألطف شويه ويبقى romantic بس no problem.

صمت وهي تنظر له بملل ليكمل وعيناه ما زالت بعيناها: بخاف عليكِ عشان بحبك، بحبك من امتى معرفش بس هو كده أنا بحبك، وعارف أني هعاني كتير بسبب أكلك بس برضو بحبك، و كان على عيني والله أني أعرف إنك بتعيطي بسببي وأفضل مكاني أو أني أطردك بس أنا غبي ملقتش غير الطريقة دي عشان عارف إن كرامتك فوق كل شيء، بتمنى من كل قلبي تسامحيني يا نورسينَ عشان أنا بحبك.
نظرت له نورسين بصدمة ثم تحدثت وهي تحرك رأسها: نعم!

ضحك مهند على تعبيراتها: إيه؟
هدأت نورسين ثم أشارت له بيدها: قول تاني كده.
مهند مكملًا: مين تقصدني أنا.
ضحكت نورسين وهي تحدث ذاتها: هو مش قال بحبك وبحبك وبحبك وبحبك أربع مرات ولا أنا اللي بهيس ولا في إيه.
ضحك مهند عليها: لأ قولت وعايز أخطبك كمان.
نظرت له بغباء: ليه!
نظر لها بعدم ثم تحدث: والله رديت عشان بحبك.
رفعت يديها لوجهه وقالت: خمسة بحبك!
ضحك عليها وعلى غبائها الظاهر: أه والله.

نظرت له ثم للبحر وهمست بخفوت ما قاله ثم أعادت نظرها له وقالت: أيوة أنتَ عايز إيه برضو مش فاهمة؟
هز مهند رأسه و وضعه يده على صدره وهو يشعر بذبحة صدرية: ولا حاجة ولا حاجة.
ثم أخذ أشيائه ونهض من مجلسه لتضحك بشدة وتلحق به وهي تهتف: لطفي استنى يا لطفي.

بداخل أحد المطاعم كانت تجلس نور أمام سيف ثم تحدثت: أيوة برضو مفهمتش مهند مجاش ليه؟
زفر سيف منها وهو يمسك لائحة الطعام: عند نورسين هه، أنتِ مش طايقاني ليه؟
شعرت نور بحرج لتتحدث بصوت منخفض: أسفة مقصدتش كده.

نظرت نور للائحة الطعام وهي تحدث ذاتها، هي فقط لم تود أن تظل معه بمفردهما فبالفترة الماضية سيطرت على مشاعرها أم الآن بمجرّد جلوسهما معًا بمفردهما شعرت بمشاعر لا ترحب بها ولا تعلم لما خانها الفؤاد واستجاب لرمديتاه.
قاطعه سيف وهو يطلب النادل وبعد رحيله كادت تمسك الهاتف حتى تلهي ذاتها ليوقفها سؤاله: فاكره حاجه من يوم الوقعه اللي شديتك فيها.

صدمت نور كثيرًا فهو يتحدث عن ذلك الحادث والقبلة يا ألله كم تمنت أن تبتلعها الأرش او تستيقظ ويكون ذلك مجرد وهم.
نور؟
أفاقها سيف وكرر السؤال لتهز رأسها بالنفي والاستجابة ليبتسم بعدم فهم: أيوة فاكره ولا لأ.
هدأت نور ذاتها ونظرت له: على فكره بقى أنتَ شخص استغلالي أنا كنت بفقد وعي plus أني لو مكنتش فقدت وعي كنت قتلتك فحمد ربنا بقى لأني كنت زي الأفعى بالظبط بلف حواليك وبعدين أعصرك.

لم يبالي سيف بكلماته وأراح ظهره للخلف: أنا عارف أني استغلالي يا عنب.
أنهى كلماته بغمزة وقحة لتمسك هاتف وتقول بحزم: سيف.
ضحك سيف باستمتاع: النقيب نور مكسوفة؟ شاهد ما لم يحدث من قبل.
نظرت للنادل وأخبرته بيدها أنهما يريدان الطعام سريعًا كي يرحلوا ثم نظرت لسيف: يلا أنا عايزة أمشي.
هز سيف رأ‌سه: تمام بس هنقعد في مكان تاني.

هزت نور رأسها بالرفض وتحدثت باستنكار: لأ طبعًا أنا مش هقعد معاك في مكان واحد أبدًا.
غمز لها سيف باستمتاع شديد وهو يتحدث: إيه يا عنب خايفة على نفسك؟
تحدثت نور بعصبية من وقاحته تلك: سيف متهزرش يعسل أنتَ أنا مش ضامنة تصرفاتك بس.
بعد إلحاحٍ شديد من نور وافق سيف على الرحيل بعدما قرر أن ذلك هو الوقت المناسب، بالسيارة كانت نور تخرج السندوتشات لينظر لها سيف ويتحدث: نوري.

نظرت له نور بعدم فهم فهذا الاسم دائمًا تنادي ذاتها به: نورك.
اعتدل بجلسته ليكون بمقابلها وهو يتحدث: لأ متقوليش.
هزت رأسها بعدم فهم: مقولش إيه؟
تحدث سيف بتلقائية وابتسامة: هو أنا مقولتلكيش أني بحبك!
نظرت له نور وحاولت الهدوء وهناك سؤال واحد يدور بعقلها، ما سبب ضربات قلبها السريعة تلك؟

اعتدل سيف مجددًا بجلسته وأدار السيارة وتحرك وهو يتحدث: حبيتك من يوم ما خبطك شوفتك ساعتها ضعيفة بس قدام عيونك بقيت أنا الضعيف مش أنتِ خالص يومها كنت هقطعلك لسانك بس نظرة عينك بتوقف الزمن والتفكير وبتخلي، بتخلي قلبي يتنطط كده ويوم ما كنا في مكتب اللوا وفتحتي عيونك جامد بحرك أعلني غريق، عارف أني مش أول غريق بس متأكد أني آخر غريق وأني المالك الوحيد.

تحدثت نور بدهشة من ثقته وكأنه اتفق مع قلبها ليعلن قلبها العصيان عليها والانتماء إليه: إيه يا ولا الثقة دي يا ولا.
نظر لها بتذمر: متقوليش ولا بس.
صمتت نور قليلًا ثم تحدثت بسؤال: ليه متجوزتش أنتَ ألماس.

ألماس صحبتي من أول يوم شوفتها عند مدرس كان شاطر بس رخيص فهي كانت عنده وأنا كنت طالب عنده قبلها بسنة ورايح أشوفه قابلتها وبجحنا في بعض شويه، وشوية شوية بقيت أخوها أنا ومهند ولو كنت حبيتها مكنتش اتجوزتها برضوا أنا أولى كلية وهي تالتة ثانوي يعني عيال لسه.
صمت ثم أكمل وهو يضحك: يوم ما آسر راح يتقدملها أنا كنت واقف في المطبخ معاها أصلًا.

هزت رأسها بفهم فمن الواضح أن علاقة ألماس ومهند وسيف طاهرة من أي حب غير أخوي، حينما يتخطى الحب الأخوة يصبح خطر على العلاقة فلا أنا سأقدر على الصداقة وبداخلي حب ولا أنت ستقدري لذالك ضع حدود بينك وبين الأخرين حتى لا تقع بحب شخص ما ويؤدي ذلك لانتهاء علاقة الصداقة.

تحدثت نور بعد صمت طويل: بصراحة معنديش رد غير أني خايفة، خايفة لو بعدنا بسبب مشكلة من مشاكل الحب مش هنعرف نرجع صحاب وهنتوجع وأنا مش هقدر أتوجع تاني بسبب الحب أبدًا.
ابتسم سيف فقد أدرك أنها تهاب البعد فقط: عمري ما هسيبك، السؤال هنا أنتِ هتسيبيني؟
هزت نور رأسها بالرفض ثم تحدثت بسؤال: ممكن تسيبني أفكر.
فكري براحتك بس ممكن السندوتش عشان جعان أوي.

قالها سيف وهو ينظر للطعام لتضحك وتعطيه وتبدأ بالأكل وهي تفكر.

بالمدرسة دخلت ألماسة وهي تتوعد لتلك الفتاة كارلا وعند دخولها الفصل تفاجأت بأحمد وهو يسرع إليها: أخيرًا جيتي اتأخرتي ليه.
نظرت هي لكارلا الجالسة بمقعدها مجددًا:
هي البت الملزقة دي قاعدة مكاني ليه.
أنتِ اتأخرتي ليه أنا قلقت عليك.
هي مكفهاش اللي حصل امبارح؟
ليقول الاثنان في ذات الوقت: رد عليااا.
تدخل نادر وهو يحاول تهدأتهما: يلا ننزل الملعب عشان المستر أمير بدل مع مدرس التربية العملي بتاعت الرياضة.

لم يعطيهما الفرص وأخذ يداهما وهبط ليأمرهم المدرب بالجلوس حتى يأتي المدرب الخاص بهم ليستغل ذلك نادر: لولا أهدي كده ولما نطلع ال class أبقي ارجعي مكانك عادي، كارلا بترخم عليكِ بس.
ألماسة بعصبية: وهو ليه يسيبها تقعد مكاني؟
أحمد بعصبية هو الآخر: أنا مالي أنا وبعدين أنتِ متعصبة عشان قعدت مكانك ولا عشان قعدت جمبي.
قعدت مكاني طبعًا.

قالتلها ألماسة بلا مبالاة ظاهرة ورحلت، تهاب ألماسة البعد والتعلق منذ صغرها تهاب أن يأخذ أحدهم أي شخص تحبه هي كما فعل العمل بوالدتها وأبعدها عنها.

دخل مهند وخلفه نورسين القصر ليلقى الجميع يجلس بردهة القصر فيقترب منهم: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
رد الجميع السلام وجلس مهند ونورسين ليصفق مهند: انتباه يا سادة، أنا قررت أخطب.
قاطعته نور بغباء: ومين الهبلة اللي وافقت عليك؟
نظرت إليها نورسين بضجر وسخرية ليقذف مهند نور بوسادة: اسكتِ يا بت، نورسين.
هزت ألماس رأسها بعدم فهم: مالها نورسين؟

آسر بنفاذ الصبر: إيه الغباء ده، نورسين هي الهبلة اللي وافقت على فس...
قاطعه مهند وهو يكتم فمه: بالله عليك ما تكمل يا ريس.
ضحكت ألماس وهي تحتضن نورسين بدراما: يا صغيرة على البهدلة يا نونة، فوقي يا بت ده مش هيأكلك.
هزت نورسين وتحدثت بجدية: متخفيش هخليه يكتب في أي حاجة تبع الجواز أنه يجيبلي أكل كتير كل يوم.
ضحكت نور وهي تحتضنها: مبروك يا بقبوظة.

نظر لهما آسر وابتسم: مبارك ليكم وربنا يكملكم على خير شوفوا حابين الخطوبة امتى وممكن نعمل معاها حفلة نعلن فيها رجوع ألماس للساحة.
مهند بسعادة فهو يقترب من حبيبته بتلك الخطوات كالخطوبة: آخر الأسبوع.
قفزت ألماس بسعادة: وأنا هشرف على الديكور وهجيب الفساتين والبدل.
ابتسمت حبيبة لرؤية السعادة بعين صغيرها وابنها الوحيدة لتقول: مبارك يا لوكا.

اتجه إليها مهند واحتضنها وهمس لها: الله يبارك فيكِ بس بالله عليكِ ما تعيطي.
ضحكت حبيبة وهي تضمه أكثر ثم ابتعد ونظرت لألماس: متعمليش حسابي في الفساتين.
تحدثت ألماس وهي تغمز لها: فستان من تصميم حوده صح.
نظرت لها حبيبة بسخرية: ملكيش دعوة يعسل.

بعد قليل كان الجميع تناول الطعام وسيف يجلس مقابل نور بالحديقة لينظرلها: خير يا بنتي!
أخذت أنفاسها لتتمكن من السؤال ثم تحدثت: بتحبني فعلًا ولا ده شغل.
نظر لها بغباء: يوم ما هشتغل، هشتغلك أنتِ! ليه أهبل؟
هزت رأسها باقتناع ثم قالت: أي حركة منك أو تفكر تلعب بديلك يا سيف هضطر اقتل حد.
ضحك سيف: متخفيش مش هتندمي.
قاطعهما صوت لولا وركضها وهي ترقص وتصرخ: عندنا فرح عندنا فرح.

ثم اقتربت منهما وهي تقول: عندنا خطوبة نونة ولوكا وحفلة عشان ميسو رجعت نعملهم mix.
صرخت وهي ترقص: يطلعلنا فرح يطلعلنا فررررح.
ضحكت وأشارت لها بالاقتراب قليلًا لتقترب: أنتِ متخانقتيش مع أحمد انهارده ولا إيه.
ابتعدت ألماسة وتحدثت بسخرية: هه، أكيد اتخانقت.

ثم ركضت بعيدًا وهي تصرخ بسعادة ثم خرجت من القصر واتجهت لشجر كثيف بطول الطريق يظهر كسور بين قصر آل المجد وقصر الأسيوطي، ادخلت رأسها وصرخت: عندنا فرح وأنتو لاااء.

ماااالك لازم نتكلم.
ترك مالك هاتفه ونظر لتلك الجالسة أمامه: اتفضلي يا ملاكي المكرفون معاكِ.
نظرت له بسخرية ثم تحدثت: عايزة أشوف أختي إحنا لي سيبنا حقنا، عارفة إني المفروض متكلمش.
صمتت ثم تحدثت بألم: بس والله تعبت يا مالك وعايزة ابني يعيش طبيعي مع ولاد خالته وبنت الريس.
قاطعها صوت صغيرها: ولاد خالته مين ومين الريس؟

نظر له مالك ثم أشار له ليأتي ويجلس أمامهما فجلس أمامهما وقذف حقيبته أرضًا لتنظر له ملاك: وحيات أمك.
ابتسم أحمد وحمل حقيبته و وضعها فوق الطاولة وتحدث بفضول: يلا احكولي مخبيين إيه ومين خالتي وهي فين.
براحه يا بابا كده خليني اركز.
قالها مالك وهو يحاول تهدأت ذاته ثم ابتسم: بص يا أحمد في حاجات كتيرة أنتَ متعرفهاش...

قاطعه أحمد وهو يعود بظهره للخلف ويقدم له يده: معاك المكرفون سيد مالك احكيلي بقى الحاجات الكتيرة اللي معرفهاش.
نظر مالك لملاك: على فكره العيل الرخم ده مش ابني.
ضحكت ملاك وهي تنهض وتحتضن ابنها: ليه بس ده حبيب ماما شبهي.
حضن أحمد خصر والدته وهو يضحك: ملاكي العسل.
هنا وقد اكتفى مالك ليصرخ وهو ينهض ويبعدهما عن بعضهما ونظر لملاك: بس أنتِ أنا بس اللي حبيبك مش الصعلوك ده.

ثم نظر لأحمد الذي يرفعه من ثيابه: وأنتَ ياض متقولهاش ملاكي دي تاني قولها ملاك، حاجة، أو حتى ولية لكن ملاكي لأ وألف لأ فاهمة.
هز أحمد رأسه وهو يضحك لتضرب ملاك مالك وهي تتحدث بتذمر: أنا ولية يا مالك!
ضحك أحمد أكثر: ألبس يا حج فكرة نكدة معتبرة لسه أخدها في المدرسة أنا كمان.
وضع مالك ابنه على الطاولة وجلس أمامه: احكيلي ياض بسرعة.

لتتقدم منهما ملاك وتضربهما على رأسهما: متقولش ياض دي تاني يا مالك وخليك شيك كده، وأنتَ يا عم روميو اسمها school.
تحدث الاثنان في ذات الوقت بسخرية: نانانانانا.
استشاطة ملاك غضبًا ليهمس أحمد لوالده: بقولك يا والدي العزيز ما تاخدها وتدخل تواسيها جوه بدل ما شوية وهتطلع دخان.
رد مالك بنفس ذات الهمس: تفتكر كده؟

هز أحمد رأسه ليقف مالك ويأخذ ملاك لليتجهُ للمنزل وقبل التحرك تحدث أحمد بصوت مرتفع: استنوووو احكولي الأول حوار خالتي ده.
نظر مالك وملاك لبعضهما البعض فقد ظنوا بأنهما قد نجو من ذلك الصغير لكن لا مفر، جلس الثلاثة حول الطاولة لتبدأ ملاك الحديث: أنتَ عندك خالة اسمها مليكة هي توأمي وعندها ولدين أنتَ أكبر منهم بشهر.
ليستكمل مالك الحديث: وعندك عم.

صرخ أحمد بسعادة: الله، خالة و ولدين وعم و ولاده وتبقى عيلتنا كبييييرة.
هزت ملاك رأسها بالنفي: لأ عمك ومرات عمك هما نفسهم خالتك وجوز خالتك.
نظر لها أحمد بعدم فهم ليضربها مالك على رأسها: لو اتكلمتِ تاني هضربك، لفيتِ دماغ الواد.
نظرت له بضجر وهي تمط شفتيها وتقول: سكتنا أهو أففف عليك.

نظر مالك لابنه الذي ينظر لهما بعدم فهم وابتسم: عمك وخالتك متجوزين وقبل ما تسأل إحنا بينا وبينهم مشاكل ولما تكبر هبقى أقولك مشاكل إيه.
نظر أحمد لوالدته: جوزك ده، مسبليش فرصة أسأل.
قالت ملاك بدراما: هو كده يا ابني آكل حق الغلابة.
صرخ أحمد بفزع: إيه آكل دي، هو أكل الأكل كله!
ضربه مالك على رأسه: لا يا مفجوع.
تنهّد أحمد براحة وهو ينهض: طب الحمدلله، عملالنا إيه يا ملاك.

ابتسمت ملاك بسعادة: صنية البطاطس بالفراخ اللي بتحبها.
رقص أحمد بسعادة وهو يصعد أدراج المنزل: الله عليكِ يا ميلو يا عسل أنتِ، هغير وأجي.
دخل أحمد المنزل ليلحقه صوت أبيه: بسرعة عشان مأكلش الطاطس لواحدي.
صرخ أحمد من الداخل وهو يغير ثيابه سريعًا: بطاطسي لااااء.
وضعت ملاك الطعام على السفرة وهي تتحدث: متخفش البطاطس في عيني.
ليخرج أحمد من غرفته وهو يرتدي التيشرت الخاص به: في عينك برضوا ولا في بطنك!

ضربته ملاك على يديه:
كده يا ابن الج قوم أغسل إيدك يلا.
غسل مالك وأحمد يداهما وهما يتنافسان ثم جلس على المائدة لتبتسم ملاك على عائلتها الصغيرة وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
بدا الثلاثة بالأكل ليسأل مالك صغيره: عملت إيه في المدرسة انهارده؟
ضحك أحمد وهو يأكل: كالعادة ألماسة اتخانقت معايا عشان كارلا وكده.
رفعت ملاك حاجبها بسؤال: ألماسة؟
هز أحمد رأسه: ماستي يا ماما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة