قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل العشرون

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل العشرون

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل العشرون

كانت ألماس ونورسين وألماسة يتحركن وسط الأتيلية لتقف ألماس بضجر: كلهم جامدين يا نورسين أنا محتارة فعلًا.
ضحكت نورسين وهي تجلس بتعب: كلهم جامدين يا حسن.
ثم نظرت لألماسة: انزلي قولي لرنا تطلبلنا أكل أنا فرهدت.
ضحكت ألماسة وهي تهبط وتقول: وحاجة حلوة كمان.
ابتسمت نورسين بسعادة ثم نظرت لألماس: هو سيف بيحب نور فعلًا؟

ابتسمت ألماس وجلست أمامها: حسب خبرتي القديمة بسيف فأه وده طبعًا حسب الحاجات اللي نور قالتها امبارح.
-بس هي مش عاوزه تتجوز! فإزاي بقى ادتله فرصة؟
-إيه الهبل ده، عشان بتحبه وبالنسبة لحوار الجواز فمتخفيش، أنا وسيف قوة اقناعنا ضعيفة لكن بنستخدم تأثيرنا على اللي قدامنا ونقط ضعفهم، لكن مهند بيقدر يقنع اللي قدامه بأي حاجة ولو حس إنه هيفشل بيعمل اللي عايزة بدون موافقتك.

ضحكت نورسين وهي تهز رأسه: -هو ده فعلًا اللي حصل أنا لسه موافقتش ولا أدركت هو عايز إيه لقيته بيشدني وبيجيبني على القصر وبيعلن إن إحنا هنتخطب خلاص.
صعدت ألماسة وهي تنادي نورسين: -نووونة.
وقفت أمامها وأشارت لها بأصبعها الكبير: -كله تمام يا باشا طلبنا أكل كتشير.
ثم نظرت لوالدتها: -بابا جه تحت.
وقفت نورسين بحماس: -طيب يلا يا لولتي ننزل نستنى الأكل وهما يختاروا الفساتين هما.
®.

أشرقت الشمس وتسللت لقصر الأسيوطي مبينة وجود العمال بحديقة القصر، يتلقون الأوامر من ألماس التي استيقظت باكرًا وارتدت ثيابها-تيشرت أبيض وتنورة من اللون الكشمير- كي تعطيهم الأوامر قبل أن تذهب للمدرسة ثم التحقت بآسر وألماسة على طاولة الطعام.
دخلت ألماس بحماس وابتسامة: -صباح الورد يا حلوين.
رفعت ألماسة يدها بمعنى مرحبًا وتحدثت وهي مطأطة رأسها على الطاولة: -صباحو مدرسة.

ضربتها ألماس على رأسها بخفة وهي تقول: -اصحي يا كسولة.
هتفت ألماسة بتذمر وهي تنهض: -أنا صاحية أهو (ثم حملت حقيبتها ونظرت لوالدها) هستناك بره، واتأخر براحتك عشان أنام شوية.
خرجت ألماسة بتثاقل لتنظر ألماس لآسر وتتحدث باستنكار: -مش عارفة البت دي طالعة لمين.
-لا والله؟!
هزت رأسها باقتناع كامل لما تقوله ثم غيرت مجرى الحديث: -بقولك أنا هعزم عصام على الحفلة هو وشيري ونادر وتامر عياله.
-ليه!

ابتسمت بسماجة كي تخفف توترها.
-عادي يعني يا آسر إحنا متجمعناش من زمان.
ضربها بأصبعه على أنفها وهو يقبل رأسها.
-أنفك بيكبر لما بتكذبي (ثم رحل قليلًا وقبل خروجه من باب الغرفة) اعملي اللي عايزاه بس أوعي تبوظي الحفلة.
صرخت ألماس بسعادة ونهضت تركض خلفه كي يأخذها معهما (هو وألماسة).
®.

تأفأفت نورسين من مهند المزعج فهو أيقظها مُبكرًا ولم يكفيه ذلك بل يحدثها في أمورٍ شتى حتى كادت تشعر برأسها سينفجر: -هو سؤال واحد: عايز إيه على الصبح.
زفر مهند بضيق وتحدث: -في إيه يا نونه المفروض تبقي صبورة يا حبيبتي.
تحدثت بخفوت لم يسمعُه: -حبك برص.
ثم قالت: طب سلام عشان ألحق أفطر وأنام تاني شويه.
-طب هتفطري إيه؟
-ساندوتشات جبنة وطماطم عمايل نور.

في تلك الأثناء كانت تدخل نور الغرفة الخاصة بنورسين وهي تحمل الطعام: -ومالها سندوتشات الجبنة والطماطم يا عنيا! مش عارفه هتتجوز ازاي وهي مبتعرفش تطبخ.
-لا والله؟! شوف البت اللي مقطعه المطبخ طبيخ ده أنتِ لسه عارفة طريق المطبخ من يومين يا حبيبتي.
ضحك مهند على الاثنان فهما يتحدثان كالأم وابنتها ثم قاطع ذلك الشجار: -طب هنتقابل امتى طيب.
-نتقابل إيه، أنا مش فاضية أشوفك في الخطوبة على طول.

-ثانية بس، مش فاضية ليه.
-ألاه مش ورايا رواية اخلص قرائتها.
-ألو الوووو مهناااد.
أبعدت الهاتف ونظرت له بدهشة ونور تضحك عليها وتهتف: -قفل في وشك صح؟ معلش يا نونه اتعودِ بقى يا عسل عشان لسه بعد الفرح مش هيرد عليكِ خالص.
نظرت لها بضيق وهي تجلس أمامها وتأكل باستمتاع ثم قذفتها بوسادة.
®.

بقصر آل المجد وبداخل غرفة مشتركة لسيف ومهند، أغلق مهند في وجه نورسين ثم نظر لسيف الذي ينظر له باعتراض وحاجب مرفوع ليتحدث بدهشة: -خير!
-مفيش يا أخويا، أوعدني يا رب.
-نصيحة خلي ألماس تچس نبضها.
-تچس! هه ماشي يا أخويا.
صمت سيف ثم ضحك وتحدث: -فاكر لما ألماس جت الكلية لينا وثبتتنا بقلمين كده عشان نعلمها الدفاع عن النفس.
-هو ده يوم يتنسي يومها اتخانقت مع ملك ورأفت جه الكلية ولما روحنا كان هيعلقنا.

ظل الاثنان يتذكران ذكرياتهم منذ طفولتهم حتى نادتهم حبيبة لكي يفطروا.
®
-نادر.
نظر نادر لمعلّمته ألماس بقلق: -خير يا مس هو نادر عمل حاجة جديدة؟
-لا يا حبيبي تعالَ عايزاك في المكتب.
لم تترك له فرصة بالرفض وعادة لمكتبها ليحمد ربه كثيرًا بأن اليوم يمر بسلامة وبدون أي استدعاء ولي أمر ثم ردد وهو يلحق ألماس: -دعواتك استجابة يا مامي واليوم بيعدي من غير استدعاء أهو.
-مامي اسمها إيه يا نادر؟

-نعم! (صمت قليلًا وألماس تتابعه حتى أكمل) ليه؟
ابتسمت ألماس وهي تجلس وتشير له بالجلوس: -أنتَ عارف أنا مين؟
هز رأسه بحزن: -أه مامت لولا ومرات أنكل آسر وأنتِ اللي خليتي عمتو ترجع البيت (نظر لها برجاء) ممكن تخليها ترجع البيت؟ مامي بتتعذب.
نظرت له بصدمة: -شيري عملت إيه في مليكة؟
-أنتِ تعرفي ماما منين أصلًا؟

قررت سؤالها لينكر نادر أن شيري قد فعلت شيء بوالدته مليكة لتحضر ورقتين وقلمين وكتبت بالورقتين السوداء بالقلم الأحمر والحمراء بالقلم الأسود ثم نظرت لنادر: -الورقة الحمراء أديها لمليكة وتاخد ورقة وقلم عشان تكتبلي الرد فيها أما السودة أديها لعصام ومتقولوش حاجة عن الحمرا تمام؟
أماء نادر لها بقلق واستأذن وخرج لتخرج هي الآخرة كي ترحل ليوقفها أحمد: -ازيك يا مستي يا أم عيون حلوة.

ضحكت ألماس وتحدثت: -عايز إيه يا أبو رموش حلوة.
ليقاطعهما صوت آسر وهو يضع يده على خصر ألماس: -وإيه كمان يا ألماس؟!
نظر له أحمد بحماس: -حضرتك آسر باشا صح؟ أنا عارفك على فكره وعارف إنك زوج مس ألماس وبابا لولا المقموصة وأشهر رجل أعمال في مجال الأزياء وقدوتي وعن قريب أنا هشتغل معاك.
ضحكت ألماس وهي تلعب بخصلاته: -حبيبي الطموح إن شاء الله.
أما آسر فنظر له بإعجاب: -هستناك في المكتب اللي جمبي.

نظرت ألماس له بصدمة وابتعدت عنه: -ده مكتبي!
ليرد أحمد بهدوء: -عادي يا مس هبقى احطلك مكتب صغير معايا.
نظرت له بصدمة: -ما تدفنوني بالمرة!
قاطعهم قدوم ألماسة: -hello dad، hello mam.
ثم نظرت لأحمد: -أنتَ يا فاشل يا ساقط أنتَ بتعمل إيه بره ال class.
-ما أنتِ عارفة أستاذ أمير بيزهقني فمش لازم أحضر.
هز آسر رأسه: -ما شاء الله واضح إن أنتم الاتنين ملتزمين.
سحبت ألماس يد آسر وتحركت: -يلا نمشي إحنا.
®.

بقصر الشمراني دخل تامر ونادر مكتب والداهما ليتقدم نادر بظرفٍ أحمر لعصام: -اتفضل يا بابا ده من طنط ألماس.
شيري بدهشة: ودي عايزة إيه دي؟
رفع نادر منكبيه دليل على عدم معرفته ليقول تامر: إحنا هننزل لماما.

وافق عصام على طلبهما ليخرجا من المكتب فينظر عصام للظرف الأحمر ثم يفتحه تحت أنظار شيري المترقبة، أما نادر وتامر فعندما خرج الاثنان فتح نادر الباب الذي يجاور المكتب ليظهر من خلفه درج ليهبط الاثنان ويستقران عند الغرفة الأولى ليفتحها تامر وهو يقول: -كمل أنتَ.
-مش هتيجي معايا؟ ماما بتسأل عليك دايمًا.

لم يعطيه اهتمام ودخل الغرفة وأغلق الباب ليهبط نادر درج آخر بقلة حيلة، فيدخل غرفة ما لتظهر سيدة يبدو عليها الإرهاق البسيط بحزنها تظهر وكأنها في العقد الخامس لكن ما زالت في العقد الثالث، مليكة صاحبة السادس والعشرين.
مليكة بحزن: فين تامر؟
-تعبان شوية لكن بيقولك إنك وحشتيه أوي.
ابتسمت مليكة بحزن ثم فتح يداها ليتقدم نادر بسرعة ويحتضنها وبعد ذلك يخرج لها ظرف أسود.

أخذت مليكة الظرف الأسود وأخرجت ورقة حمراء لتنظر لابنها بفخر: Bravo عليك يا نادر بس جبت الظرف الأسود ده منين.
عندما عاد نادر منذ ما يقارب لساعة هبط لها من درجٍ بغرفته لا يتذكره والده ودخل لها: -ماما، ماما.
تركت مليكة ما تفعله وفتحت ذراعاها بصمت ليحتضنها الطفل باشتياق، هي معه ولا يقدر على رؤيتها إلا خلسة!
-ماما طنط ألماس اعطتني انهارده ورقتين واحدة لونه أسود والتانية أحمر، الحمراء ليكِ والسوده لبابا.

نظرت الأم لطفلها قليلًا تفكر في حل لتلك المشكلة فإن أخذ زوجها ورقة سوداء سيعلم أن لديه ورقة أخرى حمراء لها لتقول بعد تفكير: -دور على ظرفين واحد أسود والتاني أحمر وحط الرسالة السودة في الظرف الأحمر والرسالة الحمراء في الظرف الأسود، يعني عكس بعض يا نادر وتركز، تركز.
-تمام يا ماما.
-رسالتي معاك؟
-أه، اتفضلي (أعطاها الرسالة الحمراء).
-خلاص مش لازم تاخدها تاني أهم حاجه تحط الرسالة السوده في ظرف أحمر.

-تمام، بس هي سألتني عليكِ وأنا مقولتلهاش حاجة.
-قولها يا نادر هي هتساعدني أخرج من هنا.
خرج نادر وظل يبحث عن ظرف أحمر حتى عثر عليه وسط أشياء شيري.
ابتسمت مليكة لابنها وأعطته ورقة كان أعطاها إياها كي ترد بها على ألماس ورحل هو كي يتجهز لتلك الليلة.

لتتذكر رسالة ألماس: «ميكي وحشتيني جدًا، تقريبًا نادر اللي هيساعدني مش تامر خالص وعشان كده عايزاكِ تخليه يحكيلي كل حاجة وإن شاء الله أقدر أخرجك ونقابل أختك ونتجمع من تاني بعيد عن المجنون ده.
توقيع: ميمو حبيب ميكي. »
ابتسمت بأملٍ تجدد وقالت بحزن وهي تعود لكتُبها: مظلوم حبيبي.
®
بمكتب عصام: أخرج الورقة وبدأ بالقراءة لتقول شيري بفضول: -أقرأ بصوت عالي.

نظر لها بملل ثم عاد يقرأ من البداية لها: «أخبارك يا عصام، بص يا عم الخنيق إحنا عاملين حفلة انهاردة الساعة 8 كده بمناسبة رجوع ميمو القمر (أنا يعني) فتعالى أنت وضرتي وجيب العيال ومليكة، وبقولك صحيح أبعد عن ميكي عشان متندمش، اتشاو.
توقيع: ألماس مرات جوز أختك ^ ^. ».

استمعت شيري لعصام ثم صعدت غرفتها بحنق وهي تلعن ألماس، استقرت بفراشها وأمامها الحاسوب وفتح موقع البحث وبدأت تبحث كطفلٍ صغير يريد التخلص من زميله بالفصل حتى يكون الطالب المميز.
«كيفية التخلص من شخص بدون دليل».
«ازاي أبعد ألماس عن آسر»
«ازاي أخلي آسر يحبني أنا».

ظلت هكذا لمدّة لا تعرفها حتى أغلقت الحاسوب بضجر وهتفت وهي تضم الوسادة بل تعتصرها بين يداها: -أنا أحق منها أنا عرفته الأول، وحبيته الأول، أنا اللي ربيت بنته وفضلت معاها وظهرت في كل الاجتماعات والحفلات، منك لله يا ألماس ومنك لله يا سيف أنتَ ومهند عشان أنتم اللي دخلتوها بينا.
®
دقة الساعة الخامسة مساءً بقصر الأسيوطي كانت اللمسات الأخير توضع والإشراف برئاسة ألماس يشرف على كل صغيرة وكبيرة.

كان سيف ونور ونورسين وآسر يجلسون أمام التلفاز بالردهة العلوية ومهند يتحرك أمامهم بقلق.
نور بملل من مهند وتحركه الدائم: -إن شاء الله ولد يا حج.
وقف أمام التلفاز ونظر لها بدهشة: -ولد إيه؟
-إيه ده مش أنتَ مستني مراتك الحامل؟
-بس يا سخيفة (ثم نظر لآسر) ما تخلي مراتك تجيب اللبس بقى يا سئيل.
نور بسخرية: سئيل! مهند لل بيقول سئيل، هتعيش ازاي دلوقتِ وسط أصحاب ال لل التانيين.

نورسين بتساؤل وسخرية: -مش اسمها فيلات برضوا؟
-خليكِ في حالك يا هبلة. (ثم نظرت لها سريعًا بغضب) في واحدة عاقلة توافق تتخطب؟
-أمال أعمل إيه يعني معلش؟ مالك يا بت انهارده.
-المفروض تهربي الخطوبة أول خطوة للنكد.
-الخطوبة هي الخطوة التمهيدية للحلال والارتباط الأبدي باللي بحبه.

نظرت لها نور باشمئزاز ثم لمهند الذي يبتسم لنورسين بحب ونظرت في الفراغ وتمتمت (كلمت ذاتها بصوت مرتفع): -الحمدالله الذي عافانا مما ابتلى بهِ غيرنا، أدِمها نعمة يا رب.
جائت ألماس وجلست جوار آسر بتعب لتغمض عيناها ثم تفتحها لترتد للخلف بذعر ثم هتفت بمهند الذي يقف أمامها بل عيناه بعيناه ويطلق شرارة منهما: -في إيه يا، أنتَ؟!

-فين الهدوم بتاعتنا يا أم عقل تخين الساعة خمسة وإحنا لسه ملبسناش وفين ال make up artist اللي ادفع يا مهند عشان تيجي تعملنا مكياج مش تعمل لعروستك تؤ تعملنا (وأكد على نا بسخرية).
ألماس بهدوء وكأنه لم تمنع عنهم ثيابهم حتى الآن: -لسه بدري يا لوكا.
نورسين بابتسامة ظهر بها ضجرها: -مش كفاية تأخير بقى عشان أنا زهقت ولو مجبتيش الفستان هطلع ألبس أي فستان من دولابك واجهز.

ألماس بتذمر وضيق من تصرفاتهم ماذا حدث لكل ذلك هي فقط لم تعطيهم ثيابهم حتى الآن: -خلاص هتلاقوهم في غرفة الضيوف اللي في الدور التاني.
®
-تس تس تس ألو السلام عليكم، السلام عليكم نركز مع بعض هنا شويه.
كان سيف يقف على مسرح كمسرح الحفلات الموسيقيّة، كان ذلك المشهد شيء معتاد يحدث بجميع حفلات الأسيوطي.
-ليلى ركزي معايا أنا يا عسل عزام مش هيفيدك.

نظرت له ليلى وأخرجت لسانها بسخرية وأحاط عزام ذراعها بيده ليقلب سيف عيناه ثم نظر للبقية: -محضرلكم أنا والواد مهند الخاين مفاجئتين الأولى...
رفع أصابعه لتنطفئ جميع أنوار الحفل ثم تنير مع صدوح صوت ألماس: -بووو.
صدحت الأصوات بحديقة القصر بسعادة لتأخذ ألماس المكرفون من سيف وتصرخ بسعادة: -وحشتوني.
فريال بصراخ وسعادة: -وحشاني يا كلبة.
-حبيبي حبيبي.

قذفتها ليلي بشكولاتة لتلتقطها ألماس وتقول ليلى: -كنتِ فين يا حيوانة.
ردت ألماس وهي تفتح الشيكولاتة وتأخذ قطعة: -بتفسح يا ولا.
سحب سيف المكرفون من يدها: المفاجأة التانية هي إن الخاين (ونظر لمهند باشمئزاز ثم أكمل) قرر يتخطب.
صدحت الأصوات مهنئه لمهند بسعادة تبعتها ألماس وهي تقفز وتحتضن مهند وسيف بذراعها وتأمر سيف بوضع المكرفون أمامها ثم تحدث بصوت مرتفع وسعادة: -مبارك يا لوكا، اعقبالك يا سيف.

هتف سيف بسعادة: -يا رب.
صعدت فريال وليلى وإلهام وضربت فريال مهند على رأسه: -مين العروسة ياض.
أما ليلى فاحتضنته: -مبارك يا حبيب مامي.
ضحك مهند: هرمونات الأمومة بدأت تظهر يا لي لي (ثم جذب المكرفون) نورسين، نورسين!

كان يدور بعيناه بحثًا عنها ليلقاها باتجاه طاولات الطعان تأكل ليكتم ضحكته وهو ينظر إليها فالتفت الجميع لنفسه الاتجاه لكن لم يعلموا من هيا أما نورسين فانتبهت للأنظار المسلطة عليها وأدركت الموقف لتنسحب بهدوء وتذهب للمسرح.
فريال بصخب: نونه أيوه يا باشا.
نظرت إلهام لمهند: أول مرة تعمل حاجة صح في حياتك.

احتضنتهن نورسين ثم تقدمت من مهند ليسألها مستغلًا انشغال الجميع بحديث ألماس وتقديمهم: -كنتِ بتعملي إيه يا نورسينَ.
زفرت بضيق وخجل من موقفها ذلك ومعدتها التي لا تكف عن طلب الطعام: -كنت جعانة أعمل إيه؟!
ضحكت مهند وأخرج منديل ورقي ومسح بجانب شفتاها لتبتعد خطوة للخلف وتسحب المنديل منه محاولة تغيير مجرى الحديث: -هي ألماس بتتكلم كتير كده على طول؟
تجاهل سؤالها وسألها بجوعٍ: -كنتِ بتاكلي إيه؟

نست خجلها بل نست الجميع من حولها وتذكرت الطعام مجددًا لتقول بهيام: -محشي.
هتف مهند بدهشة من ألماس فكانت تعانده وترفض بالأمس أن تُقدم محشي: -ألماس طلبت يعملوه بجد؟!
-و ورق عنب بقى يا مهند مقولكش (صمتت ثم أكملت بهيام وسعادة) ورق عنب بالليمون.
-اللَّه! طب يلا نلبس الدبل وننزل ناكل.
زجره سيف بذراعه بدهشة: -أنتَ اتعديت يا مهند في إيه.
-بتقولك ورق عنب بالليمون.

ابتسم سيف بسعادة بالغة وهو يهتف بمكر: -أنت تخلص ونروح المطبخ نشوف الحاجة قبل متطلع و...
ليكمل مهند ونورسين بذات الوقت: -وندوق.
ضحك الثلاثة على تفكيرهم وقطعهم طلب ألماس من آسر وحبيبة وصغيرتها بأن يصعدوا، صعد آسر وحبيبة أما ألماسة فظلت مع نادر تشاهد المشهد من جميع الجهات وقف آسر جوار ألماس ثم انحنى يهمس لها: -أنتِ لسه زي ما أنتِ.
لتكمل غناء بهمس: -أنتِ لسه زي ما أنتِ قمر في عيني أحلى...

-بس يا ألماس يا حبيبتي أنا بقول لسه زي ما أنتِ مجنونة.
نظرت له بحده ونهرته ثم ابتعدت بحنق وهو يضحك عليها، تقدم مهند من حبيبة وأخذ منها خاتم الخطبة ثم عاد لنورسين وقدم لها الخاتم.
همست نورسين لمهند بدهشة: -إيه ده؟! مش ده اللي أنا اختارته.
همس لها بابتسامة وهو ينزع الخاتم من علبته: -بس ده اللي عينك جت عليه أول ما دخلنا.
-غالي أوي يا مهند.
-ميغلاش عليكِ يا نورسينَ.

تقدمت حبيبة منهما وأخذت الخاتم وألبسته لنورسين لتنطلق الزغاريد من ألماس -شبه زغاريد- وهي تحاول وشاركتها ليلى بحرافية وفريال.

احتضنت حبيبة مهند بسعادة ثم نورسين وكذلك البقية ثم اتجه لطاولة والتفت الجميع حولها كانت ألماس تنظر لآسر بضيق شديد ونور تتحاشة النظر لسيف ونورسين شعرت بأنها تحلم لكن تمسكت بالحلم خشيةٍ من انقلابه لكابوس، شعر بها مهند تتمسك بقميصه بقوة لينظر لها بتساؤل فتبتسم بتوتر وهي توجه حديثها لسيف: -سيف أنتَ مش قولت بعد ما ننزل من على المسرح هنروح ناكل.
نور بسخرية: -مش لما تهضمي الأول يا أختي.
-أنتِ مالك أنتِ.

ضحك سيف ثم غمز لنورسين: -بيحضروا جوه أحلى طبق لأحلى عروسة.
مهند بحنق مما يحدث: -اشغلكم أغنية شاعريّة طيب ولا إيه!
تحدثت فريال لآسر: -غريب يا باشا معزمتش S. M و L. M.
لترد ألماس: -مين قال كده، عزمتهم بس مش فاضيين.

جائت ريهام وحيتهم ثم نظرت لنورسين والخاتم بيدها، حسنًا من المفترض أن يكن بيدها هي فلِمّا هو بيد تلك النورسين، أنا أحببته منذ زمن لكنه تقدم لملك ثم تركها وابتعد عن عملنا والآن عادت الحفلات واللقاء بقدوم نورسين وخطبتهما، إلى متى ستظل متعلق به هكذا يا قلبي، إلى متى العذاب؟
هزت رأسها لتقطع سيل الأفكار وجلد الذات تلك ثم ابتسمت بحزن: -مبارك يا مهند، مبارك يا نورسين.

مهند بابتسامة: -الله يبارك فيكِ يا ريهام.
ابتسمت نورسين بقلق فقد علمت من ألماس أن ريهام كانت تحب مهند: -اعقبالك.
سيف لليلى وهو ينظر لبطنها البارزة أثر الحمل: -إيه اللي جاي في السكة يا ليلو.
أردف دكتور عزام زوج لبلى بابتسامة: -ولد إن شاء الله.
احتضنتها ألماس بسعادة وهي تحاول الزغردة مجددًا: -لولوولوي.
ليلى بسخرية: -يا خسارة تعليمي فيكِ.

نظرت إلهام لسيف ونظراته لنور ثم تحدثت: -مش هنفرح فيك. أقصد ليك يا سيف.
ضحك سيف ثم غمز لها: -قريب يا إلي.
-امال خطيبك فين يا إلى وحبيبك يا ست فيري.
قالها آسر وهو يجول بعيناه في المكان لتهتف فيريال بدهشة: -أنا يا باشا! (هز رأسه لترد عليه) جي مع حزومبل.
إلهام بضيق: فيريال! اسمه دكتور حازم.
نور بفضول: ثانية واحدة إلهام مخطوبة لدُك وكذلك ليلى جوزها دُك.
أمائت كلتاهما لتقول بسخرية: وده ليه إن شاء الله؟!

نظرت ليلى بعين عزام وتحدثت بحب: -عشان هو دكتور قلبي، والوحيد القادر على علاجي.
نور بنفاذ الصبر: كده كتير أنا راحه أكل.
رحلت وتبعتها نورسين وهي تضحك عليها فقد لجأت للطعام أول شيء!
®
حاولت ألماس إخفاء ابتسامتها وهي تشعر به يسحبها خلفه حتى استقر الاثنان بمكتبه ليبعد يده عن عيناها ويديرها له ويتأمل ملامحها وهي تنظر له بحنق.
ابتسم آسر له وهو يرفع حاجبيه: -مقموصة ليه؟
-آسر هو أنت بتحبني.

احتضنها من الخلف وقدم لها سلسال من الفضة وبها اسمها الخاص «ماستي» نظرت له وضحكت بسعادة ورددت: -ماستي.
هز رأسه بابتسامة ثم همس لها بحب وهو يطبع على وجنتها قُبل متفرقة: -بحبك، بحبك وعمر حبي ليكِ ما أقل لو لِلحظة واحدة يا ماستي برغم بُعدِك إلا إن حُبك زاد، مش عارف من امتى بحبك أو إيه اللي شدني ليكِ بس اللي أعرفه إني حبيتك وبحبك وهحبك لآخر نفس.

التفتت له ونظرت لعيناها بدموع سعادة وقلق: -آسر متسبنيش.
طبع قبلة على جبهتها وهو يهمس: -عمري ما أسيبك يا ماستي معنديش القدرة اللي كانت عندك.
حاولت الإعتذار لها بأسفٍ ظهر بعيناها ليقاطعها بابتسامة: -تعرفي إني بحب نظرات عنيك وعنيكِ طبعًا، بس نظراتِك بتأسرني خاصة بعد كل مصيبة، قراراتك العشوائية اللي بترجعيلي بعدها عشان أصلح الدنيا اللي بوظتيها...
قاطعته وهي تضحك وهتفت: أنا ببوظ الدنيا!

ليكمل وهو يضرب أنفها باصبعه: لما بترجعيلي كأنك طفلة بتزودِ احساسي بالمسؤولية اتجاهك، بعترف إني بحسك بنتي، بنتي المجنونة.
احتضنته بشدة و همست بأذنه بالانجليزية: -ما زاد الفراق إلا حُبِك بالفؤاد، أحبك!
®
-شكرًا على الخاتم.
قالتها نورسين بحرج ليهتف مهند وهو يأكل: -كُل يا نونة وأنتِ ساكتة.
ابتسمت ثم قالت: الأزرق لطيف عليك.

نظر لقميصه الأزرق وبِنطاله الأسود وابتسم وهو يشير لفستانها بلون(baby blue): -فستانك جامد.
هتفت بسعادة بالغة وابتسامة: بجد، ميرسي.
-تعرفي إني حاربت حاجات كتيرة عشان ابتسامتك دي.
-حاربت؟! حاربت مين بقى معلش؟

-حاربت احساس الخوف اللي كان جوايا من أي علاقة جديدة توقف شغلي، حاربت الشوق اللي كان جوايا ليكِ، حاربت نفسي عشان مجيش واعتذرلك ويولع الشغل، حاربت عقلي اللي حاول يعميني عن حُبك، لأول مرة كنت بحارب نفسي عشانك يا نورسينَ، وإن الانسان يحارب نفسه ده شيء صعب.

ابتسمت بخجل ونظرت للطبق أمامها وبدأت بالأكل لتداري خجلها ليضحك هو عليها ويظل يراقبها لدقائق قاطعته هي وهي تنظر له بقلق: -خايفة حاسة بِطيف شخص ما بيلف حوليا مش عارفة أحدد إن كان صديق ولا عدو بس خايفة.
-نورسين أنا معاكِ وهحاول دايمًا أكون معاكِ وطول ما أنا معاكِ تنسي احساس الخوف ده خالص، فاهمة.
هزت بابتسامة قلقة ليرسل له قبلة بالهواء فتنظر له بضيق ثم ترحل فيتبعها بطبق المحشي وهو يضحك.
®.

-فستانك حلو.
-بجد!
قالتها بسعادة وهي تلتفت حول ذاتها ليهز رأسه فتبتسم وتهتف: -وأنتَ الرمادي عليك حلو بيخلي لون عنيك بارز كده و واضح.
وضع يده بتلابيب البنطال الخاص به بغرور لتهز رأسها بسخرية وتخرج لسانها، ضحك سيف عليها ثم قال:
-وأنتِ الأسود عليكِ حلو.
نظر لها ولفستانها المرسوم على جسدها ثم تحدث بفضول وهما يسيران بحديقة القصر مبتعدين عن الحفل: -ليه أدتيني فرصة.
-عايزة أجرب.
-نور.

-خلاص بصراحة حسيتك عنيد وهتزهقني واصرارك عجبني، قولت اجرب.
ضحك وهو ينظر لها بدهشة: -بتضحكي عليَّ يا نور هو ولاد الناس لعبة يا بت!
-متقولش بت اسمي نور وبعدين مش قصدي كده أكيد.
-غمضِ بحرك.
-نعم!
ضحك عليها وأردف مصححًا: -عنيكِ يا نور.
أغمضت عيناها ثم فتحتها بعد ثوانٍ ليقدم لها وردة حمراء جوري: -اقبليني غريق في بحرك.

نظرت له بدهشة ليعطيها الوردة ويأخذها ويجلسان هو ينظر لعيناها بابتسامة وهي تنظر للوردة حتى قررت أن تقطع ذلك الصمت وهي تنظر له: -تحب تعرف سبب خوفي.
-لو حابة معنديش مانع أنا موجود جمبك وهفضل موجود ولو حبيتِ تتكلمِ أنا موجود اسمعك.
بدأت تسرد له ماضيها وانهته بابتسامة: -فيك حنية غريبة يا سيف، حنية هي اللي أجبرتني أوافق وأديك فرصة ده بعد زنك طبعًا.

ضحك وهو ينظر للسماء ويهتف بداخله: -وعد مني ليكِ أكون ليكِ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة