رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الثامن عشر
لن تدري متى تقذفك الحياة بالحظ العسير أو الحظ السعيد، لن تدري من الأساس أهو عسير أم سعيد، قد تظنه أسوء ما وُصعت به وبمرور الأيام يُصبح أجمل حظ رُزقت به.
تبادل ثلاثتهم النظرات مع الأوراق الموضوعة أمامهم بمللٍ وضيق، تشدقت نور بمللٍ شديد: قوموا ناكل، وبعدين نبقى نرجع نكمل شغل.
طالعها مهند بدهشة متشدقًا وهو ينظر بساعته: نور! إحنا لسه راجعين من استراحة الغداء!
ليهتف سيف هو الآخر بدهشة، يُطالعها بعدم فهم لحالتها فهي لا تأكّل كثيرًا في العادة، فماذا حدث!
أنتِ جعانة يعني؟!
هزت نور رأسها بالرفض ثم تحدثت بضجر: أنا زهقانة، مش جعانة، فقولت ناكل وخلاص.
صمتت وهما ينظران لها بعدم فهم، إن كانت تشعر بالضجر لما تأكّل إذًا!
قطع ذاك الصمت السائد أصوات مرتفعة من الخارج فنادت نور العسكري الواقف أمام المكتب.
دخل العسكري مُؤديًا التحية؛ لتتسائل نور وهي تتمنى أن يكون عِراك بين أحدهم أو حادث صغير وما شابه كي تعمل فقد ضجرت من تلك الأوراق أمامها: إيه الصوت اللي بره ده؟!
ده من الحجز يا باشا، العجمي نازل ضرب في الرجالة في الحجز.
أماءت مشيرة له بالانصراف، خرج ونهضت نور تبسط أذرعها بحماسٍ شديد متشدقة: استعنا بالله.
تركت مكتبها متجهة لباب الغرفة فأوقفها سيف متسائلًا بعدم فهم لما ستفعله: رايحة فين؟!
رايحة أتسلى، تيجي؟!
تسائلت بسماجة تاركة الغرفة للخارج بعدما غمزت له: هأدب العجمي.
ضحك مهند وهو يفتح الكاميرا يلحق بها بحماسٍ أحمق: ده إحنا نصور بقى!
وتبعها بالخروج متجهًا للحجز، نظر سيف في أثرهم متحدثًا بخفوت وعدم فهم لما يحدث مع هؤلاء المجانين: أكيد اتهبلوا، يا رب ارحمني.
لحق بهم وهو يسب تلك المهمة التي جمعته بها، أكان ينقصه جنون! أكان ينقصه وجع بالفؤاد؟!
وبغرفة الحجز، كان يقف ذاك المدعو ب العجمي، كان ذا جسد كبير وضخم ببطنٍ ممتلئة قليلًا، كان يضرب شاب صاحب بنية جسدية عكسه بكل المقاييس، جسد ضعيف، نحيل، تلتصق معدته بظهرهٍ تقريبًا!
دخلت نور يتبعها الآخران؛ ليبتعد عجمي عن ذاك النحيل؛ الذي نهض سريعًا يتوسل لنور جالسًا على ركبتيه.
ابتعدت عنه سريعًا متشدقًا بدهشة: أنتَ بتعمل إيه؟!
بالله عليكي يا حظابط تخرجيني من هنا.
صمت للحظاتٍ يمحو الدماء السائلة من أنفه فقد شوه وجهه تمامًا، ثم استرسل: عايز اللي معايا وأنا والله ما معايا جنية حتى...
أشار سيف للعسكري قائلًا: خده يا ابني للدكتور ورجعه الحجز التاني وأفصلهم تمامًا لحد ما يتعرضوا على النيابة.
امتثلى العسكري للأوامر ساحبًا الشاب الهذيل من ذراعه دون حديث وكأنه إحدى الروبوتات يُمثل الأوامر فقط.
نظر سيف ل نور التي تتبادل النظرات النارية مع عجمي فسحبها من ذراعها قائلًا: يلا نرجع المكتب.
أعاد مهند هاتفه لجيبه بضيق لعدم حدوث أي أكشن يستدعي التصوير، استوقف حينما استمع لحديث نور.
أبعدت يدها عن سيف متشدقة بحنق: دراعي يا باشا...
واسترسلت حديثها تناظر عجمي: في حد هنا لازم يتربى، وأنا هتكفل بتربيته.
أنهت حديثها بابتسامة بدت ل سيف بسمة مختلة وليست عادية، يُقسم بداخله أن بعقلها شيء ما!
استنكر عجمي حديثها ساخرًا منها ومن حديثها: تربي مين يا حظابط! معدش غير الستات اللي هتتكلم ومن بينهم أنتِ؟!
ارتفع حاجبها الأيسر بسخرية، لترفع أكمامها ثم أخرجت سلاحها تعطيه ل مهند الذي استعد بكل حماس مخرجًا هاتفه أعطته سلاحها فإن وقع منها بيد أحد هؤلاء الأوغاد قد تُدمر مسيرتها أو ما شابه!
مين قالك إني هعاملك كست، تؤتؤ خالص إحنا هنتعامل راجل لراجل.
لم تُعطي فرصة لأحدهم بالاعتراض، بل أشارت ل عجمي بالتقدم والبدء.
ولم تعطيه الفرصة ليتقدم بل تقدمت هي وبدأت بتسديد اللكمات، لم يكن أمامها غير عامر ودموعها رفيقاتها، العجمي كان يدافع فقط في البداية ويستهين بها حتى رأى قوتها الصادمة له ليسدد ضربات لها هو الآخر، كان القلق يعتلي سيف بقدر معرفته بقدرة نور على الوقوف أمام العجمي، فهي ليست حمقاء لتخوض معركة وهي تعلم بفشلها، نور لا تخوض إلا المعارك الناجحة، أما مهند فكان يصور والقلق يملئه على نور.
مرت دقائق و وقع العجمي لتتركه وترحّل لمكتبها وخلفها مهند وسيف الغاضب ليهتف فور دخوله للمكتب بغضب:
عاجبك إيدك دلوقتِ؟ قدامي على المستشفى.
نظرت له نور قليلًا ثم قالت: قول بقى إن الدكتورة إياها وحشتك.
ضحك سيف بخفوت فبماذا تفكر تلك ليقاطعه رنين هاتف نور فتأخذه من المكتب و ترد: التلفون نور، أخيرًا يا باشا اتنازلت وقولت تسأل، حبيبي وأنا ليا غيرك يعني.
ثم نظرت لسيف وهي تخرج أمامه: يلا على المستشفى يا أخويا.
نظر لها بحنق و يدور بعقله سؤال واحد، مع من تتحدث؟ لحق بها.
نور بالهاتف: معاك يا باشا، مفيش ابنك لسه مربي واحد بس.
مرت أيام وانتهت المهمة وبتلك المناسبة قررت ألماس أن تحضر إحدى الحفلات الصغيرة والعائليّة.
طرقت باب مكتب آسر وانتظرت حتى سمح لها بالدخول ودخلت رفع آسر نظره من على الحاسوب الخاص به وابتسم: خير إيه الاحترام ده وخبط الباب، عملتِ إيه.
ألماس بدهشة مصتنعة وهي تشير على ذاتها: أنا! أنا معملتش حاجة خالص وبعدين هو أنا بعمل حاجة.
زادت ابتسامته وأشار لها بالجلوس على المكتب لتذهب بمضض فقد علم أنها تخطط لمصيبة ما، كما تفعل منذ أيام.
جلست ألماس ليحيطها آسر ويقترب منها بالمقعد.
تحدث آسر وهو يحرك حاجبيه للأعلى: ناوية على إيه يا ميمو، أنتِ مبتستأذنيش إلا لو هتعملي مصيبة.
ألماس ببراءة وهي تحرك يدها بالنفي: لا وحيات بابا.
ضحك آسر وتحدث من بين ضحكاته: طب قولي حاجه أصدقك بيها يا بت.
ثم ضربها على رأسها وقال: هو أنا قوات إيه قبل كده.
وضعت يدها على فمها وابتسمت بغباء: أسفة.
آسر بجمود وكأنه يتحدث مع لولا: قولت إيه؟
ألماس وهي تغمّض عيناها وكأنها تنذكر درس ما تعلمته اليوم بالمدرسة: منحلفش بحيات حد عشان حرام ومن حلف بغير الله فقد كفر.
وقف آسر ونظر من الشرفة وهو يتحدث: شاطرة اطلعي بقى ومفيش مصايب انهارده يا ألماس.
ركضت خلفه وتحدثت وهي تشكل حلقة صغيرة بيدها: حفلة صغيرة خاااالص بمناسبة انتهاء المهمة وعائلية خااااالص، محدش هيحضرها من بره العيلة صدقني.
نظر لها لتبتسم بترجي: بليييز أنا ولولا وبيستاتي وبيستاتي البنات بس.
آسر بنفاذ الصبر: يااا رب ارحمني منها هي وبيستاتها دولا.
لتحاوطه ألماس بيدها وتتحدث بدلال: طب أخوك وابن بنت عم باباك يهونوا عليك، أنا بقى أهون عليك؟
ابتسم عليها وهو يحاوط خصرها: مكااارة بس متهونيش عليَّ.
كاد يقترب منها ليقبلها لتقطعهما طرقات الباب ودخول ألماسة لتضحك ألماس وهي تبتعد وتجلس على الأريكة: تعالي يا لولا.
ركضت إليها ألماسة واحتضنتها بقوة: ماااامي.
احتضنتها ألماس بقوة هي الأخرى وكأنها تراها لأول مرة: وحشتيني.
ثم اجلستها على قدمها: ها احكيلي عملتي إيه.
ألماسة بابتسامة وسعادة: أحمد سألني عليكِ ونادر اتحط في مشكلة تاني بسبب تامر وست كارلا قعدت جمب أحمد بس أنا طبعًا مسكتلهاش عشان أحمد صاحبي أنا وكده كده خاصمته.
نظر لها آسر بصدمة وهو يردد بخفوت: مسكتلهاش عشان أحمد صاحبي أنا وخاصمته، عرق النكد ظهر عندها بدري!
ثم تحدث لألماسة: إيه الكلام ده يا لولا.
وقفت ألماسة ونظرت له وبدأت بالشرح وكأنها مسألة حسابية: أحمد صاحبي يعني مينفعش حد يقعد يبصله زي كارلا لأ وكمان قعدت جمبه وهو عادي وكأنها حاجة عادية، فلازم متسبش حقك وتدافع عن اللي بتحبه، يعني مثلًا لو واحد جه قعد جمب ماما متسكتلوش أو رخم عليها مثلًا متسبوش ومثال مستر أمير، بص يا بابا اللي بيحب حد لازم يدافع عنه وميسبش سنتيمتر واحد لحد يدخل بينهم.
صفقت ألماس: الله عليكِ يا لولاااا.
قذفها آسر بوسادة: بس يعسل.
نظرت له ألماس بسخرية ثم وقفت على الأريكة: تس تس الله الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحيكم من فراشة الحج آسر وزوجته العسولة ميمو...
قاطعتها ألماسة بصراخة: ولولا القمر.
ألماس مكملة: ولولا القمر نسر بأن ندعوكم لحفل صغير كده على القد.
اقترب آسر منها وحملها من خصرها و وضعها على الأرض: لو وافقت هناكل إيه.
نظرت ألماس وألماسة لبعضهم قليلًا ثم تحدثان بذات الوقت: مهلبية.
ضحك آسر عليهما وتحدث: شوفوا في البراد عشان سيف ومهند ولولا.
خرج الاثنان وألماس تفكر ماذا تفعل حتى تعيد المرح لذلك القصر وخاصةً لآسر، مرت ما يقارب للنصف ساعة ليخرج آسر كي يبحث عنهما فمنذ مجيء ألماس لم يمر دقيقة بدون أصوات صاخبة بالقصر وخاصةً يوم رحيل شيري، قامت بتشغيل الموسيقى بصخب في المنزل.
خرج آسر واتجه للمطبخ ليصدم، المطبخ فارغ من الخدم بل القصر بأكمله فقد ناداهم لكن لم يجاوبه أحد، لا يوجد بالمطبخ غير ألماس ولولا وتجلسان على المائدة من فوق و وجههما مليء بأثار الأكل:
آسر بصدمة وهو يتقدم منهم: أنتم بتعملوا إيه؟
ألماس وهي تأكّل طبق آخر من المهلبية: تعالى سمي معانا يلا يا آسر.
آسر وما زال مصدوم: أسمي إيه ده أنتم خلصتوا خزين الأسبوع من المهلبية أمال لو سيبتلكم المطبخ يوم كامل.
أكمل بسخرية: هرجع ألاقي الخزين كله خلصان.
ألماس بعصبية: قول ما شاء الله.
آسر بسخرية: وهتعملي إيه دلوقتِ بقى في أصحابك والحفلة، وبعدين صحيح فين الخدم.
ألماس بابتسامة: الخدم روحو.
صدم آسر واستفزته ملامحها الهادئة وكأنه شيء عادي ليتحدث ببرود نجح في اظهاره: ومين هيعملك الأكل؟
ألماس بهدوء: أنتَ.
صرخ بها آسر بغضب: أنتِ هبلة يا بت!
احتضنته ألماس لتهدأه وتحدثت بمكر: أهدى يا ريس أنا بس بحب أكلك.
ثم همست بأذنيه: وبحبك.
ابتسم آسر واتجه للباب: هغير هدومي وأجي وأنتِ كلمي أصحابك.
اتجه للخارج لتصرخ ألماس ولولا بسعادة وتصعد لولا لتغيير ثيابها هي الأخرى أما ألماس فغسلت وجهها وبدأ بمهاتفة سيف ومهند: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أتاها صوتهما بنعاس: عليكم السلام، خير؟
بعد ساعتين ألاقيكم عندي في القصر وبيبة معاكم.
صمتت ثم أكملت بسؤال: أنتم بايتين فين.
مهند وهو ينهض من فراشه: عندي في ال يلا.
ألماس بدهشة: ليه مجتوش القصر؟
سيف بسخرية: عشان جوزك قفل باب القصر ومنعنا من الدخول عشان قال إيه رجعنا متأخّر!
ضحكت ألماس وتحدثت من وسط ضحكاته: جوزي يعمل اللي عاوزه.
جائها صوت الاثنان: دك القرف.
لتغلق الخط وهي تضحك ثم تهاتف نور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نونو، نونه معايا؟
نور بنعاس: عاوزه إيه؟
نورسين وهي تأكّل: حبيبي الخاين اللي مبيسألش.
ضحكت ألماس: بقبوظة وحشاني.
نورسين بحزن مصطنع: كده يا خاين متسألش أسبوع كامل، مين بياكل أكلك، مين بيجيلك بليل وينام جمبك غصب عشان خايف، مين بيصِر يتفرج على فيلم رعب في الضالمة ويفضل طول الفيلم يصرخ ويغمض عينه، وأهم حاجة مين بياخدك في حضنه ويقولك عيطي!
ألماس بحنين فقد اشتاقت لهما حقًا: وحشتيني يا نورسين، ساعتين والسواق هيجي ياخدكم وهنتقااابل.
ظل يتحدثن فترة وبعد ذلك حدثت ألماس شخص آخر أسمته الضيف الغير مرغوب به.
مرّ الوقت وهبط آسر مرتديًا تيشرت زيتي وجينز أسود لتهلل ألماس: يا حلاوتك يا جمالك يا ابني.
ثم قالت بغمزة: إيه الجمال ده.
ابتسم آسر وغمز هو الآخر: ده جمال عيونك.
نظرت ألماس لعيناه: ما شاء الله يا آسر التيشرت مبين لون عينك بطريقة تخبل بصراحة.
قاطعة لولا فترة الغزل تلك وكانت ترتدي قميص بيتي بنصف ويصل لأسفل الركبة ومرسوم عليه شخصيات كرتونية.
لولا بسعادة وهي تجلس على المائدة: يلا يا شيفات أنتم هتطبخوا وأنا هدوق.
ضحكت ألماس: إسمها هندوق.
اتجه آسر للأدراج وهو يتحدث: هعمل كفتة ومكرونة ومش هحط أي صلصة هسيب كل واحد يحط براحته فهعمل صلصة حمرة عادي وصوص أبيض.
صفقت لولا بحماس: مكرونة اسباجتي.
ضحك آسر وهو يخرج الاسباجيتي: إشطا، قدامنا قد إيه؟
ألماس وهي ترتدي المريول: ساعتين.
ليبدؤوا بتنظيف المطبخ أثر ما فعلته ألماس ولولا والمياه على النار كي يسلقوا المكرونة ثم أخرجوا الصلصة وأحضرو الصوص الأبيض والكفتة و وضعوها بالفرن وتركوا الطعام يُطهى وبدؤوا بعمل المهلبية.
كان ما يحدث كالأتي لولا لم تتحرك من على المائدة وآسر يطهو ويعلم ألماس وكانت ألماس تأكل المكرونة بدون سلق وتضع الصلصة على وجه آسر وهو كذلك.
مرّ الوقت وانتهوا من إعداد الطعام ثم صعدت ألماس للأعلى كي تغير ثيابها ثم هبطت مجددًا وكان سيف ومهند وحبيبة قد جاؤوا.
ألماس بسعادة وهي تقف على الأريكة: يا مراحب يا مراحب بالحلوين في فراشة الحج آسر وزوجته وبنوته، اتفضلوا اقعدو لحد ما الباقي يجي.
جلس الجميع ليسأل مهند بدهشة بعدما تأكد من وجود الجميع: باقي مين.
وضع ألماس أصبعها على فمها كعلامة ل(أصمت) ليقذفها بالوسادة تفادت الوسادة وأخرجت لسانها له وكادت ترد لكن قاطعها رنين الهاتف: طب يلا حطوا الأكل على السفرة وأنا هجيب الباقي وأجي.
خرجت لباب القصر كي تستقبل صديقاتها، فتحت ذراعيها لتحتضنهما لكن نور ضربتها على يدها: أهلًا يا اللي نسيتي إن ليكِ صحاب.
ضربتها نورسين على اليد الأخرى: ندلة.
ابتسمت ألماس بسماجة: اعذروني كنت مشغولة مع لولا وآسر ومرات آسر التانية.
نور بتأثر مصتنع: يا حرااام أثرتي فيَّ خااالص.
مسحت نورسين دمعة مصتنعة: يا عيني على الحلوة لما تبهدلها الأيام.
نظرت لهما ألماس بملل ثم نظرت لمن جائت عليهم الضيف الغير مرغوب به كما أطلقت عليها وتحدثت بابتسامة مصتنعة: أهلًا وسهلًا يا...