رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الخامس والعشرون
سيزول ما يزول وتبقى أثار الجروح محفورة على خلايانا تحمل بين طياتها ذكرياتٌ أقرب للحزن.
خط سيل دموع ببطء على وجنتها وهي تتحس أثر حرق ما بطفولتها أعلى ذراعها من فوق طبقة الشيفون تتذكر تلك الذكرى...
يا ماما ياسين بيضربني.
كانت صرخات نورسين الصغيرة وهي تشكّي لوالدتها من أخيها الذي يكبرها بعامين.
نظرت لهم فيروز (والدة نورسين) وهتفت بهدوء وهي تتابع قلي البطاطس: بس بقى يا ياسين، وبعدين أنا مش قولت عيب تضرب نور.
يا ماما هي اللي بتلعب بألعابي.
بتحبك يا عبيط.
قاطعهم صوت فتح باب الشقة لتقول فيروز بهلع حاولت أن تظهر نبرتها عادية: ياسين خد فيروز وادخلوا الأوضة ومتطلعش لحد ما أنادي تمام؟
ضم ياسين نورسين له بقلق هامس لوالدته بخوف عليها: بس يا ماما، وأنتِ؟!
اسمع الكلام يا ياسين، يلا.
أنصاع لوالدته وأخذ نورسين لغرفتهم سريعًا.
دقائق وعلت صرخات فيروز بالشقة، صرخات تحاول كتمها بشتى الطرق حتى لا تصل لأبنائها.
وبالداخل انهارت نورسين فور سماعها للصرخات والشهقات المكتومة، وصوت والدها المرتفع بشدة.
حاولت نورسين الخروج من الغرفة ليمنعها ياسين قائلًا: مينفعش نخرج يا نور ماما قالت محدش يخرج.
أبعدت يده بعنف وهي تبكي تُناظر ملامحه الباردة بدهشة: ماما بتعيط بره يا ياسين سيبني أشوفها.
تشدق مجددًا بذات البرود: مينفعش نخرج يا نور.
أبعد بقى يا ياسين.
وبالخارج كان النزاع مشتعل بين إسماعيل (والد نورسين) وفيروز وبدون شك كان إسماعيل المسيطر.
كفاية يا إسماعيل الولاد صاحيين.
صاحت بها فيروز وهي تهرب من سقوط عصا من أدوات التنظيف على جسدها، دخلت المطبخ تحاول غلق الباب وتحتمي بالداخل لكن لم يمنحها الفرصة وهو يدخل خلفها.
بين أصوات الصراخ المناجدة الجميع وأصوات إسماعيل المطالبة بالمال وغيره من الأشياء وهو مخمورًا، سُمع صوت بكاء لصغيرة وكانت نورسين الذي تتمسك بقدم والدها خوفًا من الأصوات العالية.
حينما ناظرتها فيروز خُلع فؤادها تنظر لابنها الذي دخل من الباب وما كادت تصرخ به حتى قال: مأخدتش بالي وهي بتخرج وكانت خايفة من الصوت.
نظرت له بلوم وما كادت تتحدث حتى سقطت صغيرتها جوارها ببكاء أثر قذف والدها لها وهو يصرخ بأن يأتوا له بالمال مهددًا فيروز وهو يمسك ملعقة معدنية يقربها من الزيت الذي يغلي: لو مجبتيش الفلوس حالًا هحرقك.
تمسك به من الخلف ياسين وهو يصرخ به وقد اعتاد الأمر وحينما يصلوا لتلك النقطة يُخرجوا كل المال الذين يملكونه لكن تلك المرة لا يوجد مال!
بابا متعملش كده والله مش معايا فلوس
عشان خاطري يا بابا متعملش كده!
أبعده إسماعيل بحدة حتى سقط.
لكنه لم يهتم، وأقترب مجددًا يحاول منع والده من المساس بأمه قائلًا: أحرقني أنا وبلاش ماما!
لحظة وعَلَى صوت الصريخ بالمنزل ببكاء هستيري، أفاق عليه إسماعيل وهو يرى يد نورسين الصغيرة هي من حُرقت.
حينما اقترب من والدتها اقتربت هي ببكاء منهم لتحتمي من الأصوات الخارجية المفزعة لها التي لم تعتادها حتى الآن ليُحرق أعلى ذراعها.
أفاقت على لمسة تمر مع لمستها على ذراعها لتفزع وهي تنظر له وما كان مهند الذي اقترب مُقبلًا ذلك الأثر بحنان شديد دفع بفؤادها الطمأنينة ثم همس: سيزول كل أثر يا جميلتي بعد كتابتك على اسمي زوجة وحبيبة.
أدار وجهها قليلًا لتنظر بعيناه ببحة ضعيفة أثر البكاء قائلة: شكرًا على كل شيء.
شكرًا حاف كده؟!
نظرت له بعدم فهم وما كادت تستفهم حتى أتاها الرد.
أكمل حديثه وهناك بسمة خبيثة تُرسم على وجه: مفيش بوسة، حضن أي حاجة كده.
ضربته بمعدته هاتفة بحدة: اتلم يا مهند!
صدر منه تآوه خفيفًا وهو ينظر لها بدهشة متشدقًا: أنا لازم أفصل بينك أنتِ ونور عشان كده مش هينفع خالص وبقيتي عنيفة!
نظرت له بسخرية ليمد يده لوجنتها يمحي أثار البكاء بابتسامة وهتف بكلمة واحدة بحنان: انسي،.
موافق،
قالها سيف بمضض وهو غاضب من ياسر وابنته الذي أحبها.
لتصدر ضحكات ألماس ونور بالمكان وهما يشاهدان سيف وغضبه، ليتدخل آسر ببرود هادئ يثير به غضب سيف أكثر: خلاص يا سيف مش حوار يعني؟!
وأكمل وهو يراقب مهند ونورسين يهبطان الدرج قائلًا: اطلب إيد نور من ياسر يالا.
قالت نورسين بدهشة وهي تجلس تتابع الحوار: هو ليه محدش بيقول أنكل أو عمو أي دليل للاحترام يعني.
أصلنا متربناش،.
صدرت من سيف بهدوء وهو يعود بظهره للخلف وعيناه متركزة على ياسر يود قتله لظهوره الآن.
كانت تنظر له نورسين بصدمة لتَحيد بنظرها عنه تُناظر مهند كي ترى تعابيره ليفاجأها بهدوءه وهزت رأسه المأييدة لكلمات سيف.
بأي مستنقع قد وقعت؟!
هكذا تردد على ذهنها وهي ترى سيف وياسر يتشاجر بالكلام على خطبة نور، قبل أن تقاطعهم فطيمة (الخادمة) وهي تُخبرهم بحضور المأذون في حديقة المنزل.
بطاقة العروس وبطاقة العريس.
نظر مهند لنورسين بابتسامة وها هو على مشارف الحياة بالنسبة له ستبدأ الحياة الآن بعد الارتباط بها.
قدم البطاقات للمأذون ليعلوا صوت المأذون مجددًا وهو يقول: بطاقة موكل العروس والشاهدان.
عند تلك النقطة وشعرت نورسين بالدماء مجمدة بين أوردتها أي موكل هي لم تحسب تلك النقطة!
رأى ياسر التوتر الباد على الفتيات وعصبية مهند التي ظهرت عليه.
وقبل تدخله كان يعلوا صوت المأذون مجددًا يسأل: موكل العروس فين؟
أنا هنا،.
أنفاسها تُسحب بكل هدوء، يحل الظلام من حولها لا تُدرك ما حدث كل ما تدركه اقتحام والدها قصر الأسيوطي...
إلغاء عقد القران...
إنهيارها واشتباك مهند مع والدها هذا آخر ما رأته.
تحدث آسر بحدة وهو يرى نورسين تسقط: مهند خد نورسين لجوه.
حاول مهند الإعتراض وهو لا يطيق وجود ذلك الشخص الذي يَدَعِي بأنه والد نورسين أي والد ذلك؟!
بس يا آسر،
قاطعه آسر قائلًا بحدة لا تقبل النقاش: نورسين فقدت الوعي، خلص.
نظر مهند سريعًا لنورسين الفاقدة للوعي ليحملها ويدخل سريعًا للداخل تبعته ألماس وهي تأخذ ابنتها وتتبعهم حبيبة.
نظر سيف لنور كي تنسحب هي الأخرة أماءت مقتربة من إسماعيل، هامسة جوار أذنه بهدوء ونبرة حادة: “للأسف مكتوبلك تعيش عشانها، لكن صدقني لو سابتك ليا أنا مش هتردد لحظة في قتلك. ”
لم يعيرها الإهتمام غافلًا عن هويتها ظنًا منه أنها فتاة كأي فتاة لا يعلم بأنها مختلفة وحادة عن الأخريات.
“نورسين نورسين يا حبيبتي”
كان يتحدث وهو يربت على وجنتها بخفة حتى رأى عيونها وهي ترمش ببطء ليبتعد ينظر لها.
“فيروز ”
كانت حروف متقطعة تنادي بها والدتها للإختباء كعادتها منذ يوم الحرق، لكنها أفاقت على لمساتٍ حانية لتناظر مهند يُشرف عليها من الأعلى وبجواره نور وحبيبة وألماس.
تحدثت ألماس بلهفة: “نورسين أنتِ كويسة؟ ”.
اكتفت بالإيماء ليقبل مهند رأسها بحنو ثم يتركهم ويتجه للخارج.
جلس إسماعيل بعدما انسحبت نور ينظر في أثرها ببسمة ساخرة ليصدح صوت بالأجواء وما كان غير سيف: “عينك ”
أصدر إسماعيل صوت ساخر وهو يقول: “مش حلوة، مش ذوقي، ”
كاد أن يجيب بعنف من وقاحته ليوقفه آسر بنظرة وهو يجلس: “خير يا إسماعيل جاي ليه؟ ”.
نظر له إسماعيل يتفحصه ليُدرك بأنه آسر الأسيوطي ذلك الشخص الذي حذره الجميع منه ليردف بدهشة: “جاي ليه؟ جاي عشان نور بنتي جاي أخدها أنا باباها ومش موافق على الجوازه دي وبعدين دي أرملة. ”
أتى مهند حين ذاك ليقاطع ذلك الحوار قائلًا بحدة: “عايز كام يا إسماعيل وتبعد عن نورسين. ”
نظرة له بابتسامة ها هو قد فهمه شخص ما ليقول بنظرة حاول إظهار بها البراءة: “مش موضوع فلوس بس،.
صمت يفكر لبُرهة من الزمن ثم تشدقًا سائلًا: كاش ولا شيك؟! ”
استمعوا لشهقة صادرة من الخلف وكانت من نورسين التب اقتربت لتسمع الحوار حتى لا يأخذ مجرى الحديث أي نزاع.
وهكذا صدم ياسر وهو يعود في مقعده للخلف بصدمة هل يصل بعض الأشخاص لتلك النقطة حقًا؟!
“كاش ”
“خمسة مليون”
“اتنين”
“خمسة بدون نقاش”
“واحد عشان تمشي والتاني عشان تختفي من حياتنا”.
أصدر ضحكة ساخرة من كلماته وهو يقول: “يعني أمشي بميليون ومجيش تاني بمليون برضوا؟ ”
“ده في أحلامك. وبعدين ده تقديرك لبنتي؟! ”
صرخت نورسين به بصوتٍ حمل بين طياته الألم: “ملكش دعوة بيا أنت مش أبويا ولا عمرك كنت أب أخرج بره بره. ”
وقف إسماعيل واتجه لمحل وقوف ابنته لينهض مهند سريعًا بخوف من أن يتهور والدها.
“فشلت في تربيتك يا نور. ”.
قال تلك الكلمات بحزن مصتنع لترتسم ابتسامة صغيرة على فمه وهو يرى الخوف بعيناها وارتجاف جسدها، لطالما أحب رؤية الضعف.
اتسعت ابتسامته رويدًا وهو ينسحب للخارج قائلًا: “يومين وهاجي أخد خمسة مليون أو بنتي. ”.
في مكان بعيد عن الأنظار وأضواء المدينة بجانب إحدى الجبال كانت تصف الدراجة النارية الخاصة بها متجهة لداخل المنزل الصغير.
“مرحبًا سوارين لقد أتيت، هل أنت هنا؟ ”
لم يأتيها رد لتدخل غرفة صغيرة تناظر اللوح من أمامها وبرأسها يدور، ما هو سبب استدعائه لها الآن، حتى أتاها الرد.
“مرحبًا ليريا، هل مستعدة؟ ”
عقدت حاجبيها متسائلة: “لماذا؟ مستعدة لماذا؟ ”.
تشدق يعطيها ما تريد: “قد أتى صقر للبلاد منذ يومان. ”
أماءت منتظرة بقية الحديث ولم يتأخر تاليًا عليها لما هما هنا الآن: “صدر إلينا معلومات بتبادل بضاعة أسلحة وممنوعات لذلك استدعيتك ”
ترك بقية الحديث معلق بالهواء ليخرج وهي خلفه بابتسامة سعيدة فقضاء ليلة كتلك حلم لها، فهي تعتبر تلك المهمات ألعوبة لتسلية الوقت ليس أكثر.
“هل تجمعتم جميعًا بدوني حقًا؟ ”
“شكرًا أيها القائد. ”
استدار الجميع للصوت وما كان سوى كرم ليبتسم صقر وهو يقول: “كف عن المراوغة والسخرية كرم. ”
وضع كرم اصبعه على فمه دليل على صمته ليتحدث سوارين: “لابد أن نعرف من ذلك الذي يدخل تلك البضائع لمصر، لكن لابد أن نتحلَى بالصبر والتركيز، تلك المهمة صغيرة بالفعل لكنها ستُهيأنا للمهمة الكبرى، فهمتم؟ ”.
أردفت ليريا بحدة وهي تراقب الطريقة: “حسنًا قد فهم الجميع الآن ما يدور لكن أرجوكم بالداخل لن نفتعل أي مشاكل ولن نتشاجر على من سيقتل من فبالمرة الأخيرة حينما تجمعنا كدنا نُقتل بسببك كرم. ”
نظر لها كرم بدهشةٍ هاتفًا بوقاحة: “حقًا بل بسببك ليريا تذكري أم أنك نسيتي بسبب العمر؟ ”.
جعظت عيناها بدهشة هاتفة بصراخٍ حاد: “ماذا! أيها الوغد هل أنا كبيرة، بل أنت الكبير لست كبير فقط بل وعجوز أيضًا. ”
تحدث سوارين بصرامة وقد فاض صبره من الجميع: “يكفي وإلا منعتكم من تلك المهمة. ”
أردفت ليريا بحنق وضيق: “سوارين؟! ”
تشدق بذات الصرامة: “اصمتي ليريا. ”.
نظرت ليريا لكرم بحنق شديد وبعد دقيقة بدأ يمتلء المكان بالرجال المسلحين ليشير صقر وكان القائد بتلك المهمة، على عكس كل المهمات السابقة والتي كان بها القائد سوارين ولكن القيادة هنا للأكبر سنًا وكان صقر.
أشار صقر لهم بالبدأ ليتحرك كلًا منهم لمكانه مشيرين للرجال من خلفهم والذين جاءوا مع كرم.
“جبت السلاح؟ ”
أجاب الأخر وهو يأخذ حقيبة من رجاله: “موجود، معاك الحلاوة؟ ”.
أخذ الآخر حقيبة من رجالة يعرضها عليه وبعد الاتفاق بدأت الحقائب تُبدل لحين وقت الهجوم.
بدأ الهجوم وكانوا محاصرين من كل الاتجاهات واستغلوا عنصر المفاجأة فأدى ذلك لسقوط أكثر الناس من الجانب الأخر وليس جانب صقر.
دقائق وظهر من المسيطر ليستسلم جميع أفراد العصابة وقبل الإقتراب من أحدهم قُتل القائدان منهما برصاصة من خارج المبنى المهجور.
ناد سريعًا سوارين برجاله: “أمسكوا اللي عمل كده وبسرعة. ”.
أنهى كلامه بعصبية وهو يتنهد وها قد ضاعت الفرصة من يده مجددًا!
اقتربت ليريا من سوارين قائلة: “هيتمسكوا يوم يا سوارين، يلا نمشي الطريق لسه طويل واليوم بكره أطول. ”
اكتفى بالابتسامة وهو يرى صقر وكرم يُشرفان على من أمسكوهم.
تمللت بنومتها أثر ضوء الشمس وكل دقيقة بحال لتفتح عيناها فتلِقى ألماسة هي السبب، فكانت تفتح الستائر لتملل نورسين بنومتها ثم تغلقها مجددًا، كما فعلت معها والدتها اليوم.
تحدثت نورسين بضيق: “مش خير؟ ”
“دي وراثة في دمك من أمك؟ ”
ضحكت ألماسة وهي تقترب من فراش نورسين: “صباح النور يا نورسينَ”
ضيقت عيناها وهي تجيب: “نورسينَ؟ ”.
“مهند اللي باعتك يا لولا؟ ”
لم تجيب ألماسة واسترسلت باقي الحديث الذي تحفظه منذ الصباح بمقابل خروجة إلى إحدى الملاهي: “صباحك بلون عيونك الجمال أجهزي بسرعة عشان في فطار خصوصي ليكِ تحت. ”
ضحكت نورسين مجيبة: “لسه فيه حاجة ولا خلاص؟ ”
قفزت ألماسة على الفراش تضحك وهي تتشدق بسعادة: “صباح الورد يا نونة. ”.
أمالت رأسها بابتسامة قائلة: “صباحك جميل يا لولا. ”
نهضت ألماسة بعُجالة وهي تستمع لصوت والدتها قائلة: “يالا بسرعة أجهزي وتعالي الجنينة ومتتأخريش عشان أنا جعانة. ”.
“وعليكم السلام، مين”
“أنت بتقول إيه؟! ”
أغلق الهاتف دون رد والدماء تغلي بأوردته لينهض متجهًا لسيارته.
“فيه إيه؟! ”
كانت كلمات حائرة من نورسين بسبب خروج مهند دون تفسير.
دخل المبنى بسرعة وبوجه مُتهجم وخلفه سيف الذي لحق به وهو لا يدري ماذا حدث.
دخل المكتب بسرعة وبدون استئذان لتنتفض ليريا بفزع من فتحت الباب تلك وينظر صقر للباب بدهشة هو وكرم فمن يقدر على دخول مكتب سوارين بتلك الهمجية!
لحظة وعلى صوت مهند في الأجواء تحت نظرات سوارين الباردة وهو يتابع ما يفعله وإغلاق سيف للباب حتى لا يأتي أحدهم ويتدخل.
“أنت مش عارف إن الموضوع ده بالأخص مهم بالنسبة ليا؟ ”
“ليه مقولتليش ونفذت كل حاجة من ورايا؟! ”.
زادت عصبية مهند من سوارين والجميع يتابع بعدم فهم ما يحدث.
“أنت ليه شخص بارد أنت عارف كويس جدًا قد إيه، أنا، ”
أنهى كلامه متنهدًا وهو يجلس يضم رأسه بين يديه مستندًا على قدمه.
تحدث سوارين بهدوء وهو يرفع رأسه من الحاسوب الخاص به: “طول ما أنت واخد الموضوع بشكل شخصي مش هتتقدم خطوة واحدة. ”
“ما عشان هو مش والدك. ”
كان ذلك صراخ مهند بسوارين وهو ينهض مجددًا بعصبية.
نهض سوارين وهو ينظر له بدهشة ثم قال: “بجد يا مهند؟! ”
أردف مهند وهو يتذكر موت والده: “أه بجد، عمرك ما هتحس بوجع القلب اللي جوايا. ”
“مهند! فوق أنت عارف أنت بتقول إيه! ”
تدخلت ليريا بالحوار محاولة تهدأت الأجواء وهي تجعل مهند يجلس: “ممكن تهدوا سوارين أقعد لو سمحت وأنت يا مهند أهدى وبلاش هبل”.
جلس سوارين وهو يقول: “سيادة الرائد مهند أنا عارف كويس أهمية القبض على المسؤولين عن كل حاجة في البلد وتقريبًا سيادتك ناسي وعدي ليك، وأنك هتقبض عليهم بنفسك بس العملية دي كانت غارة زي بقيت الغارات يا أستاذ. ”
ثم استرسل: “استنزاف طاقة ونجيب معلومات أكتر لو نسيت أنا بعمل إيه طول السنين اللي فاتت. ”.
“
صباح العسل يا عروسة”
عقدت حاجبيها بعدم فهم لتردف: “مين معايا؟ ”
أردف الجانب الآخر بسخرية: “نسيتي صوتي يا نور”
لم تفهم مقصد المتحدث لتغلق الهاتف بدون اهتمام.
“سوارين، أنا آسف. ”
أردف بها مهند على مضض من نظرات الجميع الذي تلومه.
ابتسم سوارين ابتسامة جانبية وهو ينظر لسيف: “نور فين يا سيف؟ ”
“دقيقة وهتلاقيها داخلة. ”
بالفعل لم يطل الوقت وكانت نور تستأذن لدخول المكتب وبعدما سمعت الإذن دخلت بابتسامة تُلقي السلام وسيف يتابعها باهتمام شديد.
انتقلوا لغرفة الاجتماعات وكان يترأس الطاولة سوارين من جانب وصقر من الآخر والبقية حولهم.
تحدث سوارين مشير لصقر: “صقر أو ياسر القائد الأكبر. ”
أدى الجميع التحية وابتسمت نور بفخر بأن والدها هو من أكبر المقامات.
بدأ سوارين التحدث وصقر يتابع تصرفات الجميع كي يعلم هل نجح أفضل تلاميذه أم لا وخاصةً بعد موقف مهند: “يوم الخميس هيتم تسليم شحنة مشتركة ”.
ترك الحديث معلق بالهواء ليعقب كرم مستفهمًا: “مشتركة؟! يعني إيه معلش وضح. ”
“هي الحرباية رجعت تلعب؟ ”
كان سؤال من ليريا غامضًا لم يفهمه الكثير.
علق مهند على ذلك الحوار: “طب مش حان الأوان بقى نقضي على راس الأفعى ونخلص من الحرباية برضوا؟ ”
“مش هينفع يا مهند احنا كده هنبوظ العلاقات كلها رسمية وغير رسمية وبعدين الأذى هيطول آسر وأنا مش هسمح بكده أبدًا. ”.
قال تلك الكلمات سيف وهو يحاول التفكير في حل لكل ما يحدث.
تحدثت ليريا سريعًا بلهفة حاولت إخفائها لكنها لم تخيل على سوارين: “لأ آسر لأ ”
قالت سريعًا مفسرة: “أقصد إن اتفاقنا من الأول إن الأذى ميجيش جمب عيلتنا من قريب أو بعيد ودي عيلة سيف. ”
قاطع سوارين ما يحدث بسبب نظرات صقر قائلًا: “مشتركة يعني أسلحة وأدوية بمواد مخدرة أو متبدل صلحيتها. ”.
ابتلع مهند ريقه وهناك ذكريات كثيرة تتدفق بعقله كموت والده بسبب شحنة كتلك، أدوية فاسدة ذات صلاحية منتهية كان ذلك إحدى أسباب وفاة وعياء والده: “سوارين لو سم ”
قاطعه سوارين قائلًا: “مهند وسيف ونور هينزلوا العملية دي بقيادة صقر وهو اللي هيكون مسؤول عن أوراق نقلكم الرسمية. ”
صمت ثم أكمل: “أما كرم فهتكون مسؤول عن التحقيقات وفريق الدعم. ”.
“حاجة تانية يا شباب؟ ”
كانت الجملة الأخيرة إشارة بانتهاء الاجتماع ورسالة انصراف.
نهض كرم يُأدي التحية ثم رحل وتبعه سيف ونور يليهم مهند وهو ينظر لسوارين بشكر قائلًا: “شكرًا يا قائد. ”
بعدما رحل الأربع شباب تحرك صقر هاتفًا بنبرة باردة وهو يترك الغرفة: “أتمنى ألا تندم فيما بعدم S. M. ”.
“أراكي مشتاقة لذلك المدعو آسر. ”
أردف بها سوارين وهو يجلس أمام ليريا بمنزلهم الصغير أعلى التل.
ضحكت ليريا وهي ترتشف بعض القهوة: “سوارين عزيزي أنا أحبك لكن آسر غير ذلك أنا فقط معجبة بشخصيته ذلك الشخص منذ التقيته ذات مرة حينما أُصيب مهند. ”
تحدث بضيق واضح وهو يقترب منها: “كُفِي عن المراوغة ليريا لا يلييق بكِي، غير القتل أيتها القاتلة. ”.
قال نهاية جملته وهو يبتعد عنها ضاحكًا بعدما ضرب أنفها بأنامله.
نظرت ليريا بظهره بضيق ثم هتفت وهي تلحق به للخارج: “أنظروا من يتحدث يا رفاق، من علمني القتل. ”
“لا يوجد أي رفاق هنا غير الجن جميلتي. ”
أنهى جملته وانخفضت أصوات البشر ليعلوا محلها صوت دراجاتهما وهما يتسابقا كعادتهما.
“هوصلك يا نورسين. ”
كانت رسالة من ذلك الرقم الذي حدثها صباحًا لكنها لم تهتم كثيرًا هي بأمان رفقة مهند.
هبطت للأسفل تجتمع مع البقية وهي تسمع حديثهم:
“آخر مرة يا ياسر وارحمني بقى. ”
هتف بها سيف بضجر وهو يتقدم لطلب نور من ياسر للمرة التي لا يعلمها.
تدخلت حبيبة بالحديث قائلة: “خلاص بقى يا ياسر الواد بقى على أخره. ”.
تحدث ياسر بعدم اهتمام وهو يحتضن نور بيده: “جاب أخره بعد 15 محاولة! أنا كده أآمن على نور معاه ازاي وهي شخص مستفز؟! ”
هتف سيف بسخرية: “وهي بنتك ما شاء الله يتخاف عليها؟ ”
ثم أضاف بصوت عالي قليلًا يملؤه السخرية: “بنتك ظابط يا باشا مش بسكوتة نواعم. ”
تحدثت نور بحدة: “سيف! ”
“عيون سيف. ”.
قالها غامزًا وفور ما أنهى جملته حتى ألقى ياسر وسادة من جواره في وجهه.
قال آسر بضيق مما يحدث فقد اجتمع بهم سيف لذلك الحوار السخيف من وجهة نظره وهو منذ علم من سيف حينما أراد خطبتها أنها ابنة ياسر تحدث مع ياسر وقد وافق: “ممكن نخلص من الفيلم الهابط ده. ”
نظر سيف لأخيه بضيق ثم قال بابتسامة يحيد بنظره عنه يُناظر ياسر: “عمي أنا جاي أطلب إيد بنتك نور موافق؟ شكرًا. ”.
علت الضحكات على طريقة سيف وضجره الواضح.
قاطع ما يحدث صوت ياسر: “اثبتلي إنك تستاهل بنتي يا سيف. ”
“بعد كله ده يا ياسر! ”
ضحك بصدمة وهو ينظر له: “تقريبًا أنت نسيت ده أنا حكيلك كل حاجة يا ياسر؟! ”
تحدث ياسر بهدوء: “اثبتلي يا سيف قدامك شهر فترة مناسبة؟ ”
تنهد سيف وهو ينظر لنور قليلًا ثم قال بنبرة هادئة خافتة: “موافق. ”.
وأضاف قبل أن ينهض: “عن اذنكم. ”
لحق به مهند سريعًا وهو يضربه على ذراعه ويصعد معه للأعلى.
احتضن آسر ألماس من الخلف مبتسمًا لتحاول هي الإبتعاد عنه مُظهرة ضيقها وبداخلها تتراقص فرحًا: “ابعد لو سمحت. ”
رفع حاجبيه باستغراب سائلًا: “موحشتكيش؟! ”
صدرت ضحكاتها الخافتة وهي تلتفت وتحتضنه قائلة: “آسر ممكن تقولي دايمًا إنك بتحبني؟ ”
ابتعد عنها آسر وهو ينظر لها بعدم فهم ثم قال: “مالك يا ماستي! ”.
“أنا معنديش مشكلة في انشغالك في الشغل وبانشغالك في حوار ملاك ومليكة. ”
صمتت ثم نظرت له بابتسامة: “أنا عايزاك دايمًا وسط مشاغل الحياة تقولي بحبك تكفيني هي و وجودك كافي لحياتي. ”
تقدم منها بابتسامة ثم ضمها لأحضانه وهو يطبع قبلة رقيقة على كتفها هامسًا: “أحبك يا نجمة أفريقيا”
كانت بلكنة أجنبية أظهرت مشاعره المكنونة بين طيات فؤاده منذ رؤيته لها.
كان سيف في التاسع عشر من عمره وكانت ألماس رفيقته هو ومهند وبيوم حفل كبير لدى آل المجد:
“سيف ما تفكك من حفلة حوده ونخرج؟ ”
كان كلمات صادرة من آسر الذي اقتحم غرفة سيف جالسًا على الأريكة بإهمال وسيف يرتدي قميصه.
أردف سيف وهو يضع اللمسات الأخيرة كالساعة وغيرها
“مش هينفع حوده هيعرف مهند على ناس مهمة تبع الشركة و ”.
قاطعه آسر بدهشة وهو يقول: “ومهند ماله بس، هو مش أنت وهو في كلية الشرطة ولا أنا مش معاكم على الكوكب؟! ”
ضحك سيف على أخيه واقترب يجلس على المنضدة أمامه: “فعلًا بس مهند الوريث الوحيد لشركات آل المجد فلازم يكون عارف كل حاجة عن الشركة والعُمَلة ولا إيه؟! ”
تحدث ساخرًا فهو يرى الأمر أبسط من كل ذالك ويرجع ذلك لخبرته: “هه مش محتاجة كل ده الحوار بسيط. ”.
سخر سيف هو الآخر منه قائلًا: “عشان جنابك بتشتغل مع رأفت باشا وخريج إدارة أعمال من أمريكا مثلًا! ”
قاطع ذلك الحوار الساخر دلوف رأفت ليقف الثنان احترامًا له فيبتسم ابتسامة صغيرة وهو يتجه اتجاه آسر: “لازم قميصك يكون مظبوط يا آسر باشا”.
ليضبط ياقت قميص ابنه ثم يقول: “ثانيًا مستر آسر مش هينفع تفلسع من الحفلة عشان أنا ومحمود محتاجين نعرفك أنت ومهند وأخوك على حاجات كتير في مجال الشركات. ”
قاطعه سيف بدهشة صارخًا: “طب وأنا مالي أنا، مهند عشان هو الوريث الوحيد، لكن أنا الحمد لله آسر موجود يشيل الشركة. ”
لم يهتم رأفت بضيق ذلك الصغير ليتشدق وهو يلتفت ويرحل: “يالا يا شباب عشان منتأخرش. ”.
بداخل سيارة من السيارات الثلاثة صدر صوت فتاة منزعجة: “يعني إيه يا سيف؟ ”
ثم قالت بضيق: “أنا مليش دخل في كل ده أنا عايزة أجي الحفلة وبابا مش هينزلني غير معاك. ”
تحدث بودٍ قائلًا: “ميسو ”
صرخت بوجهه بضيق شديد من قراره ذلك: “بلا ميسو بلا زفت مسافة الطريق وتكون عندي يا زفت. ”
وأغلقت الهاتف بوجهه.
بعد ساعة تقريبًا دخل سيف وألماس الحفل ليردف سيف لوالده: “بابا أعرفك ألماس صديقتي. ”
نظر لها رأفت بابتسامة وهو يردف: “أهلًا يا ألماس. ”
“أهلًا يا عمو. ”
قالتها بابتسامة ثم بدأت بالتعرف على محمود وياسر وكان صديق رأفت ومحمود بذلك الوقت.
تركها سيف وذهب للداخل لتستأذن وتبدأ بالتجول في المكان حتى كادت تسقط فمسكها أحدهم.
طالت نظرة درامية بين ألماس وذلك الشاب والذي لم يكن غير آسر، ابتعدت ألماس سريعًا و وجنتاها مصبوغتان بالأحمر.
تسلل لمسامعها همساته العابثة: “الجميل بيتكسف؟! ”
أفاقت على تلك الكلمات العابثة لتنظر له بشراسة لا تتناسب مع فستانها القصير: “مالك يا عسل؟ ”
“عسل؟! ”
“أمشي من هنا يا عسلية مش ناقصة بلاوي هي. ”.
ثم همست بكلماتٍ لم تصل إليه: “أنت روحت فين يا زفت. ”
مد آسر يده لها بابتسامة وهو يعتدل في وقفته يهندم ثيابه معرفًا عن ذاته: “آسر، ”
نظرت ليديه ثم قالت: “عن اذنك”
كاد ترحل ليقف أمامها بتلك الابتسامة اللابقة على غير طريقته العابثة: “مش من الأدب إنك تمشي وحد بيكلمك. ”
“ألماس آسر! ”.
وقف مهند وسيف أمامهم بعدما تحدث سيف بتعجب من اقتراب أخيه من رفيقته.
ابتعد آسر خطوتان للخلف أثناء تحدث مهند بدهشة: “أنتم تعرفوا بعض؟ ”
تحدثت ألماس سريعًا وبسخرية: “لأ طبعًا. ”
جذبها سيف من ذراعها ينظر لها بشك قائلًا: “مالك يا بت مش على بعضك. ”
“مفيش يلا نشوف الباقي. ”
كانت تتحدث بتوتر ملحوظ وهي ترحل ليتبعها سيف ومهند وهما يضحكان على طريقتها الغريبة.
أما هي فنظرت للخلف باختلاس ليغمز لها آسر.
كان شخص عابث بذلك الوقت ولم يهتم كثيرًا لألماس حتى أنه لم يحفظ اسمها بذلك الوقت بل عرفه وحفظه بعد فترة حينما تكررت اللقاءات.
كانت تقف تتابع شروق الشمس وهي تتذكر ذلك اللقاء لتشعر به يقف خلفها وهو يضمها له هامسًا بحب: “الجميل سرحان في إيه؟ ”
ضحكت بخفوت وهي تنظر له: “في أول يا جميل اتقالتلي منك. ”.
نظر لها وهو يضيق عينه مستفهمًا، لتوضح له الأمر.
ضحك آسر وهو يتذكر ذلك اليوم قائلًا: “يومها مركزتش معاكِ كنت حاسك طفلة واتأكد لما طلعتي تعرفي مهند وسيف ”
صمت ثم اكمل بخبث: “بس بصراحة وللعلم أنا اللي وقعتك عشان أتعرف عليكي. ”
نظرت له بصدمة كان وقحًا! تزوجتي وقح ألماس، هكذا رردت بذاتها لتفق على ضحكاته على ملامحها المندهشة وهو يزيد من احتضانها.
رفعت نور أنظارها عن ورق الصفقة الذي أحضره سوارين لكن وللأسف لم يعرفوا اسم الأفعى كما يُلقب أو تُلقب ذاتها فكانت امضتها ختمٌ وليس توقيع.
“أنا تعبت الشخص ده عارف أساليب تفكيركم. ”
صمتت ثم قالت وهي ترى سيف ومهند انتبهوا لها “مش يمكن ده شخص بينه وبين سوارين عداوة قديمة؟! ”
تحدث مهند بدهشة: “اشمعنا يعني؟! ”.
“بص يا مهند الشخص ده عارف إن معاكم عقود الصفقة عشان كده مفيش أسماء واضحة ولا مكان ولا معاد التسليم ومعتقدش ده بيحصل في الصفقات العادية. ”
تحدث سيف وهو يعلم أشياء كثيرة عن الصفقات فهو من كان يمضي الصفقات حينما لا يتواجد آسر: ”فعلًا الصفقات لازم يكون فيها الاسم، المعاد، المكان لكن الواضح إن الطرفين واثقين في بعض! ”
“أو الأفعى ماسك حاجة على الحرباية ده. ”.
كانت كلمات من مهند وهو يفكر مَنْ مِن الممكن أن يعلم تفكيرهم وليس تفكير سوارين فلا أحد يعرف من هو سوارين.
قاطعهم مجيء آسر إليهم قائلًا: “مهند تعالى معايا. ”
رفع مهند أنظاره لآسر مردفًا بعد فهم: “خير يا آسر؟! ”
“في شغل في الشركة محتاج توقيعك وأنت بقالك كتير منزلتش الشركة. ”
قالها آسر وكاد يرحل ليوقفه صوت نور: “آسر ممكن دقايق. ”.
نظر لها آسر بعدم فهم لتشير له للجلوس معهم على الطاولة.
جلس منتظر حديثهم وسيف ومهند لا يعلموا فيما تحتاج نور أخيهم.
لتبدأ نور الحديث وهي تعرض على آسر بعض الورق: “مع احترامي ليك يا سيف أنت ومهند ولخبرتكم في مجال الشركات والصفقات لكن معتقدش خبرتكم تُضاهي خبرة آسر. ”.
توقفت ترمقهم ثم أعطت لآسر ورق الصفقة قائلة: “الصفقة دي فيها حاجات ناقصة كالمكان والمعاد والأسماء الأصلية وأكيد في ثغرات في الحوار وأعتقد حضرتك هتفيدنا. ”
نظر آسر للورق قليلٍا وهم يتابعوه تدور بدهاليز عقولهم أفكارٍ وأسئلةٍ إن دلت على شيء فقد دلت عن فضولهم في معرفة هوية رأس الأفعى بِمصر وإفسادها.
مر ما يُقارب للساعة بين صمتٍ تام ظاهرٍ وصراعاتٍ داخليه حتى هتف آسر بما يُنهي تلك الصراعات قائلًا: “الحوار كله بيدور حوالين الغريب! ”.